الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مُبغَضون بلا سبب

مُبغَضون بلا سبب

مُبغَضون بلا سبب

‏«أبغضوني بلا سبب».‏ —‏ يوحنا ١٥:‏٢٥‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ لماذا يحتار البعض عندما يجري التكلم بالسوء عن المسيحيين،‏ ولكن لماذا لا ينبغي ان نستغرب نحن المسيحيين هذا الامر؟‏ (‏ب)‏ بأيّ معنى سنستخدم كلمة «ابغض» في هذه المقالة؟‏ (‏انظر الحاشية.‏)‏

لشهود يهوه صيت حسن في بلدان عديدة،‏ وذلك لأنهم يسعون الى تطبيق المبادئ الموجودة في كلمة الله.‏ ولكن احيانا يجري تشويه سمعتهم.‏ مثلا،‏ قال رسمي حكومي في مدينة سانت پيترسبرڠ في روسيا:‏ «وُصف لنا شهود يهوه بأنهم بدعة سرية يمارسون نشاطاتهم في الخفاء ويذبحون الاولاد ويقتلون انفسهم».‏ ولكن بعد التعامل مع شهود يهوه في محفل اممي،‏ لاحظ الرسمي نفسه:‏ «ارى الآن اناسا عاديين،‏ مبتسمين .‏ .‏ .‏ انهم مسالمون وهادئون،‏ ويحبون واحدهم الآخر كثيرا جدا».‏ وأضاف:‏ «لا افهم حقا لماذا يخبر الناس مثل هذه الاكاذيب عنهم».‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٦‏.‏

٢ لا يُسرّ خدام الله عندما يتَّهمهم الناس بأنهم فاعلو سوء.‏ لكنهم في الوقت نفسه لا يستغربون ذلك.‏ فيسوع سبق ان حذَّر أتباعه:‏ «إنْ كان العالم يبغضكم،‏ فأنتم تعرفون انه قد ابغضني قبل ان يبغضكم .‏ .‏ .‏ لكي تتم الكلمة المكتوبة في شريعتهم:‏ ‹أبغضوني بلا سبب›».‏ * (‏يوحنا ١٥:‏١٨-‏٢٠،‏ ٢٥؛‏ مزمور ٣٥:‏١٩؛‏ ٦٩:‏٤‏)‏ كما انه قال لهم سابقا:‏ «إنْ كانوا قد دعوا رب البيت بيلزبوب،‏ فكم بالحري يدعون اهل بيته؟‏».‏ (‏متى ١٠:‏٢٥‏)‏ فالمسيحيون يعرفون ان تحمل تعيير كهذا هو جزء من حمْل ‹خشبة الآلام› التي قبلوا ان يحملوها عندما صاروا أتباع المسيح.‏ —‏ متى ١٦:‏٢٤‏.‏

٣ ما هو مدى الاضطهاد الذي يعانيه العبّاد الحقيقيون؟‏

٣ ان العبّاد الحقيقيين يُضطهَدون منذ زمن بعيد،‏ منذ ايام «هابيل البارّ».‏ (‏متى ٢٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وهذا الاضطهاد لا يقتصر على حوادث متفرقة.‏ فقد قال يسوع ان أتباعه سيكونون «مُبغَضين من الجميع» من اجل اسمه.‏ (‏متى ١٠:‏٢٢‏)‏ إضافة الى ذلك،‏ كتب الرسول بولس ان خدام الله جميعا —‏ بمن في ذلك كل واحد منا —‏ ينبغي ان يتوقعوا مواجهة الاضطهاد.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ ولماذا؟‏

مَن يقف وراء البغض الذي لا مبرِّر له

٤ كيف يكشف الكتاب المقدس عن هوية الشخص الذي يقف وراء كل البغض الذي لا مبرِّر له؟‏

٤ تكشف كلمة الله انه منذ فجر التاريخ،‏ كانت هنالك شخصية غير منظورة تحرِّض على الاضطهاد.‏ لنأخذ على سبيل المثال الجريمة الفظيعة التي ذهب ضحيتها رجل الايمان الاول هابيل.‏ فالكتاب المقدس يقول ان اخاه القاتل قايين «كان من الشرير»،‏ الشيطان ابليس.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٢‏)‏ لقد عكس قايين موقف الشيطان ابليس،‏ فاستخدمه هذا الاخير لتحقيق مآربه الشريرة.‏ كما ان الكتاب المقدس يلقي الضوء على دور الشيطان في الهجمات الضارية على ايوب ويسوع المسيح.‏ (‏ايوب ١:‏١٢؛‏ ٢:‏٦،‏ ٧؛‏ يوحنا ٨:‏٣٧،‏ ٤٤؛‏ ١٣:‏٢٧‏)‏ وسفر الكشف لا يترك مجالا للشك في هوية الشخص الذي يقف وراء اضطهاد أتباع يسوع.‏ فهو يقول:‏ «‏إبليس سيستمر في إلقاء بعض منكم في السجن لكي تُمتحنوا كليّا».‏ (‏كشف ٢:‏١٠‏)‏ نعم،‏ ان الشيطان هو الذي يقف وراء كل البغض الذي لا مبرِّر له والموجَّه ضد شعب الله.‏

٥ ماذا يدفع الشيطان الى بغض العبّاد الحقيقيين؟‏

٥ ولماذا يبغض الشيطان العبّاد الحقيقيين؟‏ لقد دبَّر الشيطان،‏ بمنتهى الغرور،‏ خطة يتحدى بواسطتها «ملك الابدية» يهوه الله.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٧؛‏ ٣:‏٦‏)‏ فادَّعى ان حكم الله يقيِّد حرية مخلوقاته وأن لا احد يخدم يهوه بدافع نقي،‏ بل يخدمونه بدافع الربح الاناني.‏ كما زعم انه اذا سُمح له بتجربة البشر،‏ فبإمكانه ان يجعل الجميع يتوقفون عن خدمة الله.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٦؛‏ ايوب ١:‏٦-‏١٢؛‏ ٢:‏١-‏٧‏)‏ وباتِّهام يهوه انه ظالم وكاذب وفاشل،‏ سعى الشيطان الى جعل نفسه حاكما منافسا لله.‏ وهكذا نرى ان توقه الى نيل العبادة هو ما دفعه في الماضي ويدفعه في الحاضر الى صبّ سخطه على خدام الله.‏ —‏ متى ٤:‏٨،‏ ٩‏.‏

٦ (‏أ)‏ كيف تؤثر قضية سلطان يهوه في كلّ واحد منا؟‏ (‏ب)‏ كيف يساعدنا فهمنا لهذه القضية ان نحافظ على استقامتنا؟‏ (‏انظر الاطار في الصفحة ١٦.‏)‏

٦ هل ترى كيف تؤثر هذه القضية في حياتك؟‏ اذا كنتَ خادما ليهوه،‏ فأنت تعرف على الارجح انه على رغم الجهد الدؤوب الذي يتطلبه فعل مشيئة الله،‏ فالفوائد الناجمة عنه لا تُضاهى.‏ ولكن ما العمل اذا كانت ظروفك تجعل استمرارك في إطاعة شرائع يهوه ومبادئه امرا صعبا،‏ او حتى مرهقا؟‏ وما العمل اذا بدا انك لا تنال اية فائدة بالمقابل؟‏ هل تستنتج ان الاستمرار في خدمة يهوه لا يُجدي نفعا؟‏ ام ان المحبة ليهوه والتقدير العميق لصفاته الرائعة يدفعانك الى مواصلة السلوك في كل طرقه؟‏ (‏تثنية ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ان سماح يهوه للشيطان ان يُنزل بنا بعض المشقات يتيح لكلٍّ منا ان يعطي جوابا عن تحدي الشيطان.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

‏«متى عيَّروكم»‏

٧ ما هي احدى الوسائل التي يستخدمها ابليس ليُبعدنا عن يهوه؟‏

٧ لنلقِ الآن نظرة عن كثب على احد الاعمال الماكرة التي يقوم بها الشيطان لإثبات اتِّهاماته:‏ استخدام التعييرات الكاذبة.‏ فيسوع دعا الشيطان ‹ابا الكذب›.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ وأحد النعوت التي تُطلَق على الشيطان هو ابليس (‏اي المفتري)‏،‏ مما يحدِّد هويته انه المفتري الرئيسي على الله،‏ كلمته النافعة،‏ واسمه القدوس.‏ فإبليس يستخدم الازدراء المبطَّن،‏ التُّهم الباطلة،‏ والاكاذيب السافرة في تحدّيه لسلطان يهوه وفي سعيه الى تشويه سمعة خدام الله الاولياء.‏ والتعييرات التي يُمطَر بها هؤلاء الشهود تصعِّب عليهم اكثر الاحتمال تحت التجارب القاسية.‏

٨ كيف جلب الشيطان التعيير على ايوب،‏ وماذا كانت النتيجة؟‏

٨ لنأخذ مثالا لذلك ما اصاب ايوب،‏ الذي يعني اسمه «هدف عداء».‏ فقد جعله الشيطان يخسر كل ممتلكاته،‏ اولاده،‏ وصحته.‏ كما جعله يبدو وكأنه شخص ينال عقابا من الله على خطإه.‏ وصار ايوب محتقَرا حتى من اقربائه وأصدقائه الاحماء بعد ان كان رجلا محترَما جدا.‏ (‏ايوب ١٩:‏١٣-‏١٩؛‏ ٢٩:‏١،‏ ٢،‏ ٧-‏١١‏)‏ وبواسطة معزّين زائفين،‏ سعى الشيطان ان ‹يسحق ايوب بالكلام›،‏ بالتلميح اولا ان ايوب ارتكب حتما خطية خطيرة ثم بتوبيخه مباشرة كشخص خاطئ.‏ (‏ايوب ٤:‏٦-‏٩؛‏ ١٩:‏٢؛‏ ٢٢:‏٥-‏١٠‏)‏ وكم تثبط ايوب نتيجة ذلك!‏

٩ كيف جعل الشيطان يسوع يبدو وكأنه شخص خاطئ؟‏

٩ كان ابن الله المؤيد الابرز لسلطان يهوه،‏ لذلك صار الهدف الرئيسي لعداء الشيطان.‏ فعندما اتى يسوع الى الارض،‏ سعى الشيطان الى تلطيخ سمعته بجعله يبدو وكأنه شخص خاطئ،‏ تماما كما فعل مع ايوب.‏ (‏اشعياء ٥٣:‏٢-‏٤؛‏ يوحنا ٩:‏٢٤‏)‏ فقد دعاه الناس سكيرا وشرها وقالوا ان ‹به شيطانا›.‏ (‏متى ١١:‏١٨،‏ ١٩؛‏ يوحنا ٧:‏٢٠؛‏ ٨:‏٤٨؛‏ ١٠:‏٢٠‏)‏ كما انه اتُّهم باطلا بالتجديف.‏ (‏متى ٩:‏٢،‏ ٣؛‏ ٢٦:‏٦٣-‏٦٦؛‏ يوحنا ١٠:‏٣٣-‏٣٦‏)‏ وهذا ما احزنه لأنه عرف ان ذلك يجلب التعيير على ابيه.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤١-‏٤٤‏)‏ وأخيرا،‏ عُلِّق على خشبة كمجرم ملعون.‏ (‏متى ٢٧:‏٣٨-‏٤٤‏)‏ ولكن رغم ‹التهجمات [الكثيرة] من خطاة›،‏ احتمل يسوع وحافظ على استقامة كاملة امام الله.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٢،‏ ٣‏.‏

١٠ كيف تكون البقية الممسوحة هدفا للشيطان في الازمنة العصرية؟‏

١٠ في الازمنة العصرية ايضا،‏ صارت بقية أتباع المسيح الممسوحين هدف عداء ابليس.‏ فالكتاب المقدس يصف الشيطان انه «متَّهِم إخوة [المسيح]،‏ الذي يتَّهمهم نهارا وليلا امام إلهنا».‏ (‏كشف ١٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ومنذ طرده من السماء وحجزه في جوار الارض،‏ يكثِّف جهوده ليصوِّرهم كأشخاص منبوذين ومحتقَرين.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏١٣‏)‏ وفي بعض البلدان،‏ يُقال عنهم كذبا انهم بدعة خطرة،‏ تماما كما قيل عن مسيحيي القرن الاول.‏ (‏اعمال ٢٤:‏٥،‏ ١٤؛‏ ٢٨:‏٢٢‏)‏ وكما رأينا في مستهل المقالة،‏ تُشوَّه سمعتهم عن طريق الدعاية الكاذبة.‏ لكنَّ اخوة المسيح الممسوحين ورفقاءهم ‹الخراف الاخر› يحاولون بتواضع ان ‹يحفظوا وصايا الله ويقوموا بعمل الشهادة ليسوع› سواء اختبروا ‹المجد او الهوان›،‏ وسواء كانت ‹سمعتهم رديئة او حسنة›.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏٨؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ كشف ١٢:‏١٧‏.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ لماذا قد يعاني بعض المسيحيين التعيير؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق قد يتألم المسيحي ظلما بسبب ايمانه؟‏

١١ طبعا،‏ ليس كل التعيير الذي يعانيه خدام الله هو «من اجل البر».‏ (‏متى ٥:‏١٠‏)‏ فبعض المشاكل قد تنشأ نتيجة نقائصنا.‏ فلا فضل لنا انْ كنا ‹ونحن مخطئون نُلطَم فنحتمل›.‏ اما اذا كان المسيحي «بسبب ضمير تجاه الله،‏ يتحمل احزانا ويتألم ظلما،‏ فهذه مسرة» عند يهوه.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فكيف يتألم المسيحيون ظلما؟‏

١٢ يعامَل البعض معاملة سيئة بسبب رفضهم في المآتم القيام بممارسات غير مؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ (‏تثنية ١٤:‏١‏)‏ ويتعرض الشهود الاحداث دون رحمة للاهانات بسبب التصاقهم بمقاييس يهوه الادبية.‏ (‏١ بطرس ٤:‏٤‏)‏ ويُتَّهم زورا بعض الوالدين المسيحيين بأنهم «مهمِلون» او «مسيئون» لأنهم يطلبون لأولادهم معالجة طبية بدون دم.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٩‏)‏ ويُنبَذ البعض من قِبل اقربائهم وجيرانهم بسبب صيرورتهم خدّاما ليهوه.‏ (‏متى ١٠:‏٣٤-‏٣٧‏)‏ ان كل هؤلاء يتبعون نموذج الانبياء ويسوع نفسه في التألم ظلما.‏ —‏ متى ٥:‏١١،‏ ١٢؛‏ يعقوب ٥:‏١٠؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

احتمال التعيير

١٣ ماذا يساعدنا لنحافظ على اتّزاننا الروحي عندما نواجه التعيير الشديد؟‏

١٣ تماما كما حدث مع النبي ارميا،‏ قد نتثبط عندما نعاني التعيير الشديد بسبب ايماننا وقد نشعر بأنه لا يمكننا الاستمرار في خدمة الله.‏ (‏ارميا ٢٠:‏٧-‏٩‏)‏ اذا كانت هذه هي حالك،‏ فماذا يساعدك لتحافظ على اتّزانك الروحي؟‏ حاوِل ان ترى المسألة من وجهة نظر يهوه.‏ فهو يعتبر الذين يبقون اولياء تحت التجربة غالبين،‏ وليس مغلوبين.‏ (‏روما ٨:‏٣٧‏)‏ وحاوِل ايضا ان تفكر في اشخاص ايّدوا سلطان يهوه رغم كل الالم والمعاناة اللذين سبَّبهما لهم ابليس،‏ اشخاص مثل:‏ هابيل،‏ ايوب،‏ مريم أم يسوع،‏ وأفراد امناء آخرين عاشوا في الماضي،‏ اضافة الى الخدام الرفقاء في الازمنة العصرية.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣٥-‏٣٧؛‏ ١٢:‏١‏)‏ تأمل في مسلك استقامتهم.‏ فهذه السحابة العظيمة من الاشخاص الاولياء تدعونا ان ننضم اليهم لنصير بين صفوف الذين يغلبون العالم بإيمانهم.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٤‏.‏

١٤ كيف تقوينا الصلاة بحرارة لنبقى امناء؟‏

١٤ وإذا صارت ‹همومنا كثيرة في داخلنا›،‏ فبإمكاننا الصلاة بحرارة الى يهوه.‏ فهو سيعزينا ويقوّينا.‏ (‏مزمور ٥٠:‏١٥؛‏ ٩٤:‏١٩‏)‏ وسيمنحنا الحكمة اللازمة لمقاومة التجربة ويساعدنا لنركِّز على قضية سلطانه العظمى التي هي السبب في تعرُّض خدّامه للبغض الذي لا مبرِّر له.‏ (‏يعقوب ١:‏٥‏)‏ كما ان بإمكانه تزويدنا بـ‍ «سلام الله الذي يفوق كل فكر».‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وهذه السكينة تمكِّننا من البقاء هادئين وراسخين في وجه الضغط الشديد ومن عدم الاستسلام للشك او الخوف.‏ وبإمكان يهوه ان يدعمنا بواسطة روحه خلال كل الظروف التي يسمح بأن نمرّ بها.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

١٥ ماذا يساعدنا لئلا نشعر بالمرارة عندما نعاني من البغض؟‏

١٥ وماذا يساعدنا لئلا يستحوذ علينا الشعور بالمرارة تجاه الذين يبغضوننا دون سبب؟‏ لنتذكّر ان اعداءنا الرئيسيين هم الشيطان وأبالسته.‏ (‏افسس ٦:‏١٢‏)‏ ففي حين ان بعض الاشخاص يضطهدوننا عمدا وعن سابق تصميم،‏ فإن كثيرين من مقاومي شعب الله يضطهدونهم عن جهل او بتحريض من الآخرين.‏ (‏دانيال ٦:‏٤-‏١٦؛‏ ١ تيموثاوس ١:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ويهوه يرغب «ان يخلص شتى الناس» وتُتاح امامهم الفرصة ان «يبلغوا الى معرفة الحق معرفة دقيقة».‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٤‏)‏ فكثيرون من مقاومينا السابقين هم الآن إخوة لنا لأنهم لاحظوا سلوكنا الذي لا غبار عليه.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٢‏)‏ إضافة الى ذلك،‏ بإمكاننا ان نتعلم درسا من مثال يوسف بن يعقوب.‏ فرغم انه عانى كثيرا بسبب إخوته من ابيه،‏ لم يضمر الضغينة لهم.‏ ولماذا؟‏ لأنه لمس تدخل يهوه الذي وجَّه سير الاحداث لإتمام قصده.‏ (‏تكوين ٤٥:‏٤-‏٨‏)‏ اليوم ايضا،‏ بإمكان يهوه ان يجعل اية معاناة غير عادلة تؤول الى تمجيد اسمه.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏١٦‏.‏

١٦،‏ ١٧ لماذا لا ينبغي ان نقلق بلا لزوم بشأن جهود المقاومين لإعاقة عمل الكرازة؟‏

١٦ لا يجب ان نقلق بلا لزوم اذا بدا ان مقاومينا ينجحون في إعاقة تقدم البشارة.‏ فيهوه يزلزل الامم الآن بواسطة الشهادة العالمية النطاق لكي يأتي المشتهى.‏ (‏حجي ٢:‏٧‏)‏ وقال الراعي الفاضل المسيح يسوع:‏ «خرافي تسمع صوتي،‏ وأنا اعرفها وهي تتبعني.‏ وأنا اعطيها حياة ابدية .‏ .‏ .‏ ولن يخطفها احد من يدي».‏ ‏(‏يوحنا ١٠:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ كما ان الملائكة القديسين يشتركون في هذا الحصاد الروحي العظيم.‏ (‏متى ١٣:‏٣٩،‏ ٤١؛‏ كشف ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وهكذا نرى انه لا شيء يقوله او يفعله المقاومون يمكن ان يحبط قصد الله.‏ —‏ اشعياء ٥٤:‏١٧؛‏ اعمال ٥:‏٣٨،‏ ٣٩‏.‏

١٧ وكثيرا ما يكون لجهود المقاومين ردّ فعل عكسي.‏ مثلا،‏ نُشرَت في احد المجتمعات الافريقية اكاذيب فظيعة عن شهود يهوه،‏ بما في ذلك انهم من عبدة الشيطان.‏ لذلك كانت ڠريس تختبئ خلف منزلها كلما اتى الشهود،‏ وتبقى مختبئة الى ان يغادروا.‏ وذات يوم،‏ امسك قس كنيستها احدى مطبوعاتنا امام كل الحضور وقال انه يجب الّا يقرأوها لأنها تجعلهم يرتدون عن ايمانهم.‏ فأثار ذلك فضول ڠريس.‏ لذلك عندما اتى الشهود الى بيتها،‏ لم تختبئ بل تحدثت اليهم وقبلت نسخة من تلك المطبوعة.‏ ثم ابتُدئ بدرس في الكتاب المقدس معها،‏ واعتمدت سنة ١٩٩٦.‏ وهي الآن تستخدم وقتها للبحث عن اشخاص آخرين مثلها قد تكون لديهم معلومات خاطئة عن شهود يهوه.‏

قوِّ ايمانك الآن

١٨ لماذا يجب ان نقوي ايماننا قبل ان نتعرض لتجارب قاسية،‏ وكيف نفعل ذلك؟‏

١٨ بما ان الشيطان قادر في ايّ وقت من الاوقات ان يشنّ علينا هجوما لا مبرِّر له،‏ فمن الحيوي ان نقوّي ايماننا الآن.‏ وكيف ذلك؟‏ يقول تقرير من بلد يعاني فيه شعب يهوه الاضطهاد:‏ «لقد تبيَّن ان الذين لديهم عادات روحية جيدة وتقدير عميق لحق الكتاب المقدس لا يجدون صعوبة في البقاء ثابتين عندما تأتي التجارب،‏ لكنّ الذين في ‹الاوقات المؤاتية› يفوِّتون الاجتماعات،‏ لا يشتركون بانتظام في خدمة الحقل،‏ ويسايرون في مسائل صغيرة غالبا ما يسقطون تحت امتحان ‹ناري›».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ فإذا اكتشفت ان هنالك مجالات يجب ان تتحسن فيها،‏ فابذل جهدك للتحسن الآن دون توانٍ.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٦٠‏.‏

١٩ ماذا ينتج عن استقامة خدام الله في وجه البغض الذي لا مبرِّر له؟‏

١٩ ان استقامة العبّاد الحقيقيين تحت وطأة بغض الشيطان هي شهادة حية لشرعية وصواب وبرّ سلطان يهوه.‏ كما ان امانتهم تفرِّح قلب الله.‏ ورغم ان الناس قد يمطرونهم بالتعييرات،‏ فالاله الذي وقاره فوق الارض والسماء «لا يخجل .‏ .‏ .‏ بهم،‏ ان يدْعوه كإله لهم».‏ فعلا،‏ يمكن القول بحق عن كل هؤلاء الاولياء:‏ «لم يكن العالم يستحقهم».‏ —‏ عبرانيين ١١:‏١٦،‏ ٣٨‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 2‏ في الاسفار المقدسة،‏ تحمل كلمة «ابغض» (‏او كرِه)‏ عدة معانٍ.‏ فأحيانا قد تعني ببساطة:‏ احبّ بدرجة اقلّ.‏ (‏تثنية ٢١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وقد تعني ايضا ان يمقت المرء بشدة أمرا او شخصا ما ويسعى الى تجنبه بسبب الشعور بالاشمئزاز منه لكن دون اية نية بإلحاق الاذى به.‏ إلا ان هذه الكلمة قد تشير ايضا الى العداء الشديد،‏ إضمار الضغينة الذي غالبا ما ترافقه نيّة بإلحاق الاذى.‏ وبهذا المعنى سنستخدم كلمة «ابغض» في هذه المقالة.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

‏• مَن يقف وراء البغض الذي لا مبرِّر له والموجَّه ضد العبّاد الحقيقيين؟‏

‏• كيف استخدم الشيطان التعيير في محاولته لكسر استقامة ايوب ويسوع؟‏

‏• كيف يقوينا يهوه لنبقى ثابتين في وجه بغض الشيطان؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٦]‏

فهموا ما هي القضية الحقيقية

قال احد شهود يهوه في اوكرانيا،‏ حيث كان عمل الكرازة بالملكوت محظورا طوال اكثر من ٥٠ سنة:‏ «لا يجب ان يُنظر الى وضع شهود يهوه على ضوء العلاقات البشرية فقط.‏ .‏ .‏ .‏ فمعظم الموظفين انما يقومون بواجبهم.‏ عندما تغيرت الحكومة،‏ غيّر الموظفون ولاءهم،‏ ولكننا بقينا كما نحن.‏ لقد أدركنا ان المصدر الحقيقي لمشاكلنا قد كُشف عنه في الكتاب المقدس.‏

«لم ننظر الى انفسنا بأننا ضحايا ابرياء،‏ ضحايا اناس ظالمين.‏ وما ساعدنا على الاحتمال هو فهم واضح للقضية التي أُثيرت في جنة عدن —‏ قضية صواب حكم الله.‏ .‏ .‏ .‏ لقد اتّخذنا موقفا الى جانب قضية مرتبطة ليس فقط بمصالح البشر الشخصية،‏ بل ايضا بمصالح سيد الكون.‏ كنا نملك فهما اسمى للقضايا الحقيقية ذات العلاقة.‏ وقد جعلَنا ذلك اقوياء ومكّننا من المحافظة على استقامتنا حتى تحت اقسى الظروف».‏

‏[الصورة]‏

ڤيكتور پوپوڤتش،‏ اعتُقل سنة ١٩٧٠

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

من كان وراء التعيير الذي لحق بيسوع؟‏

‏[الصور في الصفحة ١٥]‏

ايوب،‏ مريم،‏ وخدام الله في الازمنة العصرية مثل ستانلي جونز،‏ ايّدوا سلطان يهوه