الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنحترس من «صوت الغرباء»‏

لنحترس من «صوت الغرباء»‏

لنحترس من «صوت الغرباء»‏

‏«أما الغريب فلا تتبعه ابدا،‏ بل تهرب منه،‏ لأنها لا تعرف صوت الغرباء».‏ —‏ يوحنا ١٠:‏٥‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف تجاوبت مريم عندما دعاها يسوع باسمها،‏ وكيف توضح هذه الحادثة ما قاله يسوع في وقت سابق؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكِّننا من البقاء قريبين الى يسوع؟‏

يرى يسوع المقام امرأة يعرفها جيدا تقف قرب قبره الفارغ.‏ انها مريم المجدلية التي ابرأها من الشياطين قبل سنتين تقريبا.‏ ومنذ ذلك الوقت،‏ صارت ترافقه ورسله وتهتم بحاجاتهم اليومية.‏ (‏لوقا ٨:‏١-‏٣‏)‏ أما الآن فهي تبكي بحزن شديد لأنها رأته وهو يموت،‏ حتى جسده قد اختفى من القبر.‏ لذلك يسألها:‏ «يا امرأة،‏ لماذا تبكين؟‏ عمَّن تفتشين؟‏».‏ وإذ تظن انه البستاني،‏ تجيب:‏ «يا سيد،‏ إنْ كنت انت ذهبت به،‏ فأخبرني اين وضعته،‏ وأنا آخذه».‏ فيقول لها يسوع:‏ «مريم!‏».‏ وفورا،‏ تتعرف اليه من طريقة كلامه.‏ فتقول له بفرح:‏ «يا معلم!‏»،‏ وتعانقه.‏ —‏ يوحنا ٢٠:‏١١-‏١٨‏.‏

٢ توضح هذه الرواية بطريقة مؤثرة ما قاله يسوع في وقت سابق.‏ فقد شبّه نفسه براعٍ وأتباعه بخراف.‏ وقال ان الراعي يدعو خرافه بأسمائها وهي تعرف صوته.‏ (‏يوحنا ١٠:‏٣،‏ ٤،‏ ١٤،‏ ٢٧،‏ ٢٨‏)‏ فتماما كما تعرف الخراف صوت راعيها،‏ عرفت مريم صوت راعيها المسيح.‏ ويصحّ ذلك ايضا في أتباع يسوع اليوم.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ فكما ان اذن الخراف التي تميِّز صوت الراعي تمكّنها من البقاء قريبة اليه،‏ يمكِّننا تمييزنا الروحي ان نتبع بدقة خطوات راعينا الفاضل يسوع المسيح.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١٥؛‏ ١ يوحنا ٢:‏٦؛‏ ٥:‏٢٠‏.‏

٣ اية اسئلة تنشأ حول مثَل يسوع عن حظيرة الخراف؟‏

٣ تُظهِر كلمات يسوع ايضا ان قدرة الخراف على تمييز الصوت البشري لا تمكِّنها من معرفة صديقها فحسب،‏ بل عدوها ايضا.‏ وهذا مهم جدا لأننا نواجه مقاومين مخادعين.‏ فمَن هم هؤلاء المقاومون؟‏ كيف يحاولون خداعنا؟‏ وكيف نحمي انفسنا؟‏ لمعرفة الاجوبة عن هذه الاسئلة،‏ لنناقش ما قاله يسوع في مثَله عن حظيرة الخراف.‏

‏‹الذي لا يدخل من الباب›‏

٤ بحسب المثَل عن الراعي،‏ مَن تتبع الخراف وممَّن تهرب؟‏

٤ قال يسوع:‏ «اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف.‏ له يفتح البوّاب،‏ والخراف تسمع صوته،‏ فيدعو خرافه الخاصة بأسمائها ويخرجها.‏ ومتى اخرج كل خرافه،‏ يذهب امامها،‏ فتتبعه الخراف لأنها تعرف صوته.‏ أما الغريب فلا تتبعه ابدا،‏ بل تهرب منه،‏ لأنها لا تعرف صوت الغرباء».‏ (‏يوحنا ١٠:‏٢-‏٥‏)‏ لاحِظ ان يسوع استخدم كلمة «صوت» ثلاث مرات.‏ فقد تحدث مرتين عن صوت الراعي،‏ وفي المرة الثالثة اشار الى «صوت الغرباء».‏ فمَن هم هؤلاء الغرباء؟‏

٥ لماذا لا يجب ان نُظهِر الضيافة للغرباء المذكورين في يوحنا الاصحاح ١٠‏؟‏

٥ لم يقصد يسوع بهذه العبارة الغريب الذي يجب ان نُظهِر له «الضيافة» —‏ كلمة تعني «محبة الغرباء» في اليونانية المستخدَمة في النص الاصلي للكتاب المقدس.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٢‏)‏ ففي مثَل يسوع،‏ ليس الغريب ضيفا مرحَّبا به.‏ فهو «لا يدخل حظيرة الخراف من الباب،‏ بل يصعد من مكان آخر».‏ انه «سارق وناهب».‏ (‏يوحنا ١٠:‏١‏)‏ ومَن هو اول شخص يوصف في كلمة الله انه سارق وناهب؟‏ الشيطان ابليس.‏ والدليل على ذلك موجود في سفر التكوين.‏

حين سُمع صوتُ غريبٍ للمرة الاولى

٦،‏ ٧ لماذا يمكن القول ان الشيطان غريب وسارق؟‏

٦ تصف التكوين ٣:‏١-‏٥ كيف سُمع صوتُ غريبٍ للمرة الاولى على الارض.‏ فالسجل يروي ان الشيطان استخدم حية ليتقرّب الى المرأة الاولى حواء وتكلّم معها بأسلوب مضلِّل.‏ صحيح ان الشيطان لا يُدعى بالتحديد ‹غريبا› في هذه الرواية،‏ لكنَّ تصرفاته اظهرت انه من نواحٍ عديدة يشبه الغريب الموصوف في مثَل يسوع المسجّل في يوحنا الاصحاح ١٠‏.‏ فلنتأمل في بعض التشابهات.‏

٧ ذكر يسوع ان الغريب لا يستخدم اسلوبا مباشرا للتقرّب الى ضحاياه في الحظيرة.‏ على نحو مماثل،‏ لم يستخدم الشيطان اسلوبا مباشرا للتقرب من ضحيته،‏ بل استعمل الحية كوسيلة.‏ وهذا الاسلوب الماكر كشف الشيطان على حقيقته؛‏ فهو دخيل مخادع.‏ قال يسوع ايضا ان الغريب ينوي سرقة الخراف من مالكها الشرعي.‏ والاسوأ من ذلك هو انه يهدف الى ‹قتلها وإهلاكها›.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٠‏)‏ على نحو مماثل،‏ الشيطان هو سارق،‏ لأنه خدع حواء وسلب من الله ولاءها له.‏ حتى انه قاتل ايضا لأنه جلب الموت للبشر.‏

٨ كيف حرّف الشيطان كلمات يهوه ودوافعه؟‏

٨ ظهر خداع الشيطان عندما حرّف كلمات يهوه ودوافعه.‏ فقد سأل حواء متظاهرا ان الدهشة تستولي عليه:‏ ‏«أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة».‏ وبكلمات اخرى،‏ كان يقول:‏ ‹هل يُعقل ان يكون الله ظالما الى هذا الحدّ؟‏›.‏ ثم قال لها:‏ «الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما».‏ لاحظ كلماته:‏ «الله عالم».‏ فكما لو انه كان يقول:‏ ‹انا اعرف ما يعرفه الله.‏ وأعرف ان دوافعه رديئة›.‏ (‏تكوين ٢:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٣:‏١،‏ ٥‏؛‏ إمالة الحروف لنا)‏ ومن المؤسف ان حواء وآدم لم يحوِّلا اذنهما عن سماع صوت هذا الغريب،‏ بل اصغيا اليه وجلبا الويل لأنفسهما ولذريتهما.‏ —‏ روما ٥:‏١٢،‏ ١٤‏.‏

٩ لماذا ينبغي ان نتوقع ان يُسمع صوت الغرباء اليوم؟‏

٩ اليوم ايضا،‏ يستخدم الشيطان اساليب مماثلة ليضلّ شعب الله.‏ (‏كشف ١٢:‏٩‏)‏ فهو «ابو الكذب»،‏ والذين يتمثلون به ويحاولون ان يضلّوا خدام الله هم اولاد له.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ فلنستعرض بعض الطرائق التي يُسمع من خلالها صوت هؤلاء الغرباء اليوم.‏

كيف يُسمع صوت الغرباء اليوم

١٠ ما هي احدى الطرائق التي يُسمع من خلالها صوت الغرباء؟‏

١٠ التعاليم المضلِّلة.‏ يقول الرسول بولس:‏ «لا تنجرفوا بتعاليم متنوعة وغريبة».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٩‏)‏ فما هي هذه التعاليم؟‏ بما ان بولس قال انها تجعلنا ‹ننجرف›،‏ فمن الواضح انه قصد التعاليم التي تجعلنا نفقد اتِّزاننا الروحي.‏ ومَن يعلِّمون هذه التعاليم الغريبة؟‏ قال بولس لمجموعة من الشيوخ المسيحيين:‏ «مِن بينكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور معوَّجة ليجتذبوا التلاميذ وراءهم».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٠‏)‏ وتماما كما حدث في ايام بولس،‏ في ايامنا ايضا يحاول اشخاص كانوا ينتمون سابقا الى الجماعة المسيحية ان يضلّوا الخراف بالتكلم «بأمور معوَّجة»،‏ اي بأنصاف الحقائق والاكاذيب السافرة.‏ وعن هؤلاء قال الرسول بطرس انهم يستخدمون «كلمات مزوَّرة»،‏ كلمات تشبه الحقيقة لكنها فعليا بلا قيمة،‏ تماما كالعملة المزوَّرة.‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏٣‏.‏

١١ كيف تفضح الكلمات في ٢ بطرس ٢:‏١،‏ ٣ اسلوب وهدف المرتدين؟‏

١١ يتابع بطرس فضح اساليب المرتدين عندما يقول انهم «سيدسون بِدَعا مهلكة».‏ (‏٢ بطرس ٢:‏١،‏ ٣‏)‏ فكما ان السارق في مثَل يسوع عن حظيرة الخراف لا يدخل «من الباب،‏ بل يصعد من مكان آخر»،‏ يستخدم المرتدون اساليب ماكرة.‏ (‏غلاطية ٢:‏٤؛‏ يهوذا ٤‏)‏ وما هو هدفهم؟‏ يجيب بطرس:‏ «سيستغلونكم».‏ فمهما زعم الدخلاء المرتدون،‏ فإن هدفهم الحقيقي هو ان ‹يسرقوا ويقتلوا ويهلكوا›.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٠‏)‏ فاحذر من هؤلاء الغرباء!‏

١٢ (‏أ)‏ كيف يمكن ان نسمع صوت الغرباء من خلال معاشراتنا؟‏ (‏ب)‏ ايّ تشابه هنالك بين الاسلوب الذي استخدمه الشيطان قديما وأسلوب الغرباء اليوم؟‏

١٢ المعاشرات المؤذية.‏ يمكن ان نسمع صوت الغرباء من خلال مَن نعاشرهم.‏ والاحداث خصوصا هم الذين يتعرضون لخطر المعاشرات المؤذية.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ فالشيطان استهدف حواء الاصغر سنًّا والاقل خبرة وأقنعها بأن يهوه يحدّ من حريتها كثيرا.‏ لكنَّ العكس كان صحيحا.‏ فيهوه احبّ خلائقه البشر واهتم بخيرهم.‏ (‏اشعياء ٤٨:‏١٧‏)‏ على نحو مماثل اليوم،‏ يحاول الغرباء ان يقنعوكم ايّها الاحداث ان والديكم المسيحيين يحدّون من حريتكم كثيرا.‏ وكيف يمكن ان يؤثر فيكم هؤلاء الغرباء؟‏ تعترف حدثة مسيحية:‏ «لفترة من الوقت اضعف رفاق صفي ايماني الى حد ما.‏ فكانوا يقولون باستمرار ان ديني مقيِّد وغير معقول».‏ لكنَّ الحقيقة هي ان والديكم يحبونكم.‏ لذلك عندما يحاول رفقاؤكم في المدرسة اقناعكم بعدم الثقة بوالديكم،‏ لا تضلّوا كما حدث مع حواء.‏

١٣ ايّ مسلك حكيم اتَّبعه داود،‏ وكيف نقتدي به؟‏

١٣ يقول صاحب المزمور داود عن المعاشرات المؤذية:‏ «لم اجلس مع اناس السوء.‏ ومع الماكرين لا ادخل».‏ (‏مزمور ٢٦:‏٤‏)‏ فهل لاحظتم الصفة التي تميِّز الغرباء؟‏ انهم اشخاص ماكرون يخفون شخصيتهم الحقيقية،‏ تماما كما اخفى الشيطان هويته الحقيقية واستخدم الحية.‏ ففي ايامنا،‏ يخفي بعض الاشخاص الفاسدين ادبيا هويتهم ونواياهم الحقيقية عند استخدام الإنترنت.‏ حتى ان بعض الراشدين المنحرفين يدّعون انهم احداث في غرف الدردشة بهدف إيقاعكم في فخاخهم.‏ فيا ايّها الاحداث،‏ نرجوكم ان تكونوا حذرين جدا لئلا يلحق بكم الاذى الروحي.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٠١؛‏ امثال ٢٢:‏٣‏.‏

١٤ كيف تبثّ وسائل الاعلام احيانا صوت الغرباء؟‏

١٤ الاتِّهامات الباطلة.‏ رغم ان بعض التقارير الاخبارية عن شهود يهوه هي جيدة،‏ تُستخدم وسائل الاعلام في بعض الاحيان لبثّ صوت الغرباء المتحيّز.‏ مثلا،‏ في تقرير اخباري من احد البلدان،‏ اتُّهم شهود يهوه زورا انهم ايّدوا نظام هتلر خلال الحرب العالمية الثانية.‏ وفي بلد آخر،‏ اتَّهمهم تقرير بأنهم يخرِّبون الكنائس.‏ كما اتَّهمتهم وسائل الاعلام في عدة بلدان بأنهم يرفضون إعطاء المعالجة الطبية لأولادهم وأنهم يتغاضون عن اخطاء خطيرة ارتكبها بعضٌ منهم.‏ (‏متى ١٠:‏٢٢‏)‏ رغم ذلك،‏ فإن الاشخاص المخلصين الذين يعرفوننا على صعيد شخصي يدركون ان هذه الاتّهامات باطلة.‏

١٥ لماذا تصديق كل ما تبثّه وسائل الاعلام ليس بالامر الحكيم؟‏

١٥ وماذا ينبغي ان نفعل عندما نسمع الاتّهامات التي يوجِّهها الينا الغرباء؟‏ يحسن بنا ان نطبِّق المشورة في الامثال ١٤:‏١٥‏:‏ «الغبي يصدِّق كل كلمة والذكي ينتبه الى خطواته».‏ فتصديق كل ما تبثّه وسائل الاعلام مدَّعية انه حقيقة ليس بالامر الحكيم.‏ وفي حين اننا لا نشكّك في كل المعلومات الدنيوية،‏ فنحن نعرف ان ‹العالم كله هو تحت سلطة الشرير›.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

‏«امتحنوا عبارات الوحي»‏

١٦ (‏أ)‏ كيف يبرهن ما تفعله الخراف صحة كلمات يسوع المسجّلة في يوحنا ١٠:‏٤‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا يشجّعنا الكتاب المقدس ان نفعل؟‏

١٦ ولكن كيف نعرف اذا كان الشخص صديقا ام عدوا؟‏ يقول يسوع ان الخراف تتبع الراعي «لأنها تعرف صوته».‏ (‏يوحنا ١٠:‏٤‏)‏ فصوت الراعي هو ما يدفع الخراف الى اتّباعه،‏ وليس مظهره.‏ يروي كتاب يتحدث عن اراضي الكتاب المقدس ان احد الزائرين ادّعى ان الخراف تعرف راعيها من ثيابه وليس من صوته.‏ فأجابه احد الرعاة ان الصوت هو ما يجعل الخراف تتعرف الى راعيها.‏ ولإثبات ذلك،‏ طلب من هذا الزائر الغريب ان يتبادلا الثياب.‏ فلبس الغريب ثياب الراعي ودعا الخراف،‏ لكنها لم تستجِب لأنها لم تعرف صوته.‏ أما عندما دعاها الراعي بعدما لبس ثياب الغريب،‏ فقد اتت اليه في الحال.‏ فرغم ان شكل الشخص قد يكون كشكل الراعي،‏ فهذا بالنسبة الى الخراف ليس دليلا انه الراعي.‏ فهي تمتحن صوت الذي يدعوها،‏ مقارِنة اياه بصوت الراعي.‏ وكلمة الله تنصحنا بأن نفعل امرا مماثلا عندما تقول:‏ «امتحنوا عبارات الوحي لتروا هل هي من الله».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏١؛‏ ٢ تيموثاوس ١:‏١٣‏)‏ فكيف نفعل ذلك؟‏

١٧ (‏أ)‏ كيف نتمكن من تمييز صوت يهوه؟‏ (‏ب)‏ ممَّ تمكّننا معرفة يهوه؟‏

١٧ لا شك انه كلما تعرّفنا بصوت يهوه،‏ او رسالته،‏ بشكل افضل،‏ سهل علينا اكثر ان نميّز صوت الغرباء.‏ والكتاب المقدس يوضح لنا كيف نزيد هذه المعرفة عندما يقول:‏ «اذناك تسمعان كلمة خلفك قائلة هذه هي الطريق اسلكوا فيها».‏ (‏اشعياء ٣٠:‏٢١‏)‏ وهذه ‹الكلمة› خلفنا تأتينا من كلمة الله.‏ فكل مرة نقرأ كلمة الله،‏ نسمع صوت راعينا العظيم يهوه.‏ (‏مزمور ٢٣:‏١‏)‏ لذلك كلما درسنا الكتاب المقدس،‏ ازداد تمييزنا لصوت الله.‏ وهذه المعرفة العميقة بدورها تمكِّننا من تمييز صوت الغرباء فورا.‏ —‏ غلاطية ١:‏٨‏.‏

١٨ (‏أ)‏ ماذا تشمل معرفة صوت يهوه؟‏ (‏ب)‏ لماذا ينبغي ان نطيع صوت يسوع،‏ كما توضح متى ١٧:‏٥‏؟‏

١٨ وأيّ امر اضافي تشمله معرفة صوت يهوه؟‏ اضافة الى سماعه،‏ يجب ان نطيعه.‏ لاحِظ مرة اخرى ما تقوله كلمة الله في اشعياء ٣٠:‏٢١‏:‏ «هذه هي الطريق».‏ فمن خلال درس الكتاب المقدس،‏ نسمع توجيهات يهوه.‏ ثم يأمرنا:‏ «اسلكوا فيها».‏ فيهوه لا يريد منا ان نسمع صوته فقط،‏ بل ان نعمل ايضا بموجب ما نتعلمه.‏ (‏تثنية ٢٨:‏١‏)‏ وإطاعة صوت يهوه تعني ايضا إطاعة صوت يسوع،‏ لأن يهوه نفسه يطلب منا ان نفعل ذلك.‏ (‏متى ١٧:‏٥‏)‏ وبماذا يوصينا الراعي الفاضل يسوع؟‏ انه يعلِّمنا ان نتلمذ الناس ونثق ‹بالعبد الامين الفطين›.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥؛‏ ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏)‏ وإطاعة صوته تعني لنا الحياة الابدية.‏ —‏ اعمال ٣:‏٢٣‏.‏

‏«تهرب منه»‏

١٩ كيف ينبغي ان نتجاوب مع صوت الغرباء؟‏

١٩ اذًا،‏ كيف ينبغي ان نتجاوب مع صوت الغرباء؟‏ كما تتجاوب الخراف.‏ فقد قال يسوع:‏ «أما الغريب فلا تتبعه ابدا،‏ بل تهرب منه».‏ (‏يوحنا ١٠:‏٥‏)‏ فطريقة تجاوبنا مزدوجة.‏ اولا،‏ لا يجب ان ‹نتبع الغريب ابدا›.‏ فنحن نرفض الغريب رفضا قاطعا.‏ وفي الواقع،‏ فإن الكلمة المستخدمة في النص اليوناني الاصلي للكتاب المقدس التي تقابل «ابدا» هي اقوى طريقة في هذه اللغة للتعبير عن الرفض.‏ (‏متى ٢٤:‏٣٥؛‏ عبرانيين ١٠:‏١٧‏)‏ ثانيا،‏ يجب ان ‹نهرب منه›،‏ اي نبتعد عنه.‏ وهذه هي طريقة التجاوب الصحيحة الوحيدة مع الذين لا تنسجم تعاليمهم مع صوت الراعي الفاضل.‏

٢٠ كيف يجب ان نتجاوب عندما (‏أ)‏ نواجه مرتدين مخادعين،‏ (‏ب)‏ نتعرض للمعاشرات المؤذية،‏ (‏ج)‏ تبثّ وسائل الاعلام تقارير متحيّزة عنا؟‏

٢٠ لذلك عندما نواجه اشخاصا ينشرون افكار الارتداد،‏ يجب ان نفعل ما توصينا به كلمة الله:‏ ان ‹نبقي عيننا على الذين يسبّبون الانقسامات والمعاثر خلافا للتعليم الذي تعلّمناه،‏ وأن نتجنبهم›.‏ ‏(‏روما ١٦:‏١٧؛‏ تيطس ٣:‏١٠‏)‏ والاحداث المسيحيون الذين يتعرضون لخطر المعاشرات المؤذية يجب ان يطبّقوا مشورة بولس التي قدّمها للحدث تيموثاوس:‏ ‏«اهرب من الشهوات الشبابية».‏ وعندما توجِّه الينا وسائل الاعلام الاتّهامات الباطلة،‏ يجب ان نتذكر مشورة بولس الى تيموثاوس:‏ «يحوِّل [الذين يصغون الى صوت الغرباء] آذانهم عن الحق،‏ في حين انهم ينحرفون الى قصص باطلة.‏ أما انت فكن واعيا في كل شيء».‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٢؛‏ ٤:‏٣-‏٥‏)‏ ومهما بدا صوت الغرباء عذبا،‏ يجب ان نهرب من كل الذين يحاولون ان يقلبوا ايماننا.‏ —‏ مزمور ٢٦:‏٥؛‏ امثال ٧:‏٥،‏ ٢١؛‏ كشف ١٨:‏٢،‏ ٤‏.‏

٢١ اية مكافأتين تنتظران الذين يرفضون صوت الغرباء؟‏

٢١ ان المسيحيين الممسوحين بالروح يرفضون صوت الغرباء،‏ وبذلك يطبِّقون الكلمات التي قالها لهم الراعي الفاضل يسوع في لوقا ١٢:‏٣٢‏:‏ «لا تخَف،‏ ايّها القطيع الصغير،‏ لأن اباكم رضي ان يعطيكم الملكوت».‏ على نحو مماثل،‏ يتوق ‹الخراف الاخر› الى سماع كلمات يسوع:‏ «تعالوا،‏ يا مباركي ابي،‏ رثوا الملكوت المهيأ لكم منذ تأسيس العالم».‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ متى ٢٥:‏٣٤‏)‏ فما اروع المكافأة التي تنتظرنا اذا رفضنا سماع «صوت الغرباء»!‏

هل تذكرون؟‏

‏• اية تشابهات هنالك بين الشيطان والغريب الذي وصفه يسوع في مثَله عن حظيرة الخراف؟‏

‏• كيف يُسمع صوت الغرباء اليوم؟‏

‏• كيف نتمكن من تمييز صوت الغرباء؟‏

‏• كيف ينبغي ان نتجاوب مع صوت الغرباء؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

تعرّفت مريم الى المسيح

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

لا يستخدم الغريب اسلوبا مباشرا ليتقرّب الى الخراف

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

كيف نتجاوب مع صوت الغرباء؟‏