الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«كونوا وادّين بعضكم بعضا بحنان»‏

‏«كونوا وادّين بعضكم بعضا بحنان»‏

‏«كونوا وادّين بعضكم بعضا بحنان»‏

‏«بالمحبة الاخوية كونوا وادّين بعضكم بعضا بحنان».‏ —‏ روما ١٢:‏١٠‏.‏

١،‏ ٢ اية علاقة كانت لأحد المرسلين في ايامنا وللرسول بولس بإخوتهما؟‏

على مرّ السنوات الـ‍ ٤٣ التي قضاها دون في الخدمة الارسالية في الشرق الاقصى،‏ كان معروفا بعاطفته الرقيقة في التعامل مع الآخرين.‏ وفيما كان يصارع المرض المميت،‏ سافر بعض الذين درس معهم الكتاب المقدس آلاف الكيلومترات ليكونوا بجانبه وهو على فراش الموت،‏ ويقولوا له:‏ ‏«كامساهامنيدا،‏ كامساهامنيدا» ‏(‏«شكرا لك،‏ شكرا لك»،‏ بالكورية)‏.‏ فقد مسّ قلبهم بحنانه ومودته.‏

٢ ليس دون الوحيد الذي حدث معه هذا الاختبار.‏ ففي القرن الاول،‏ اعرب الرسول بولس للإخوة عن مودة عميقة.‏ فقد تحلّى بموقف التضحية بالذات.‏ ورغم انه كان شخصا لديه اقتناعات راسخة،‏ فقد اظهر ايضا الترفق والاهتمام بالآخرين «كما تحنو المرضعة على اولادها».‏ كتب الى الجماعة في تسالونيكي:‏ «اذ كنا نحنّ عليكم،‏ سرّنا جدا ان نمنحكم،‏ لا بشارة الله فقط بل انفسنا ايضا،‏ لأنكم صرتم احباء الينا».‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ ولاحقا،‏ عندما قال للاخوة في افسس انهم لن يروه مرة اخرى،‏ «كان بكاء كثير من الجميع،‏ ووقعوا على عنق بولس وقبّلوه برقة».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٥،‏ ٣٧‏)‏ فمن الواضح ان العلاقة بين بولس وإخوته لم تقتصر فقط على انتمائهم الى الدين نفسه.‏ فقد اظهروا الحنان بعضهم لبعض.‏

الحنان والمحبة

٣ كيف ترتبط الكلمات المتعلقة بالحنان المستخدمة في الكتاب المقدس بالمحبة؟‏

٣ في الاسفار المقدسة،‏ يرتبط الحنان والرأفة ومشاطرة الآخرين مشاعرهم ارتباطا وثيقا بالمحبة،‏ اسمى صفة مسيحية.‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏٨؛‏ ٢ بطرس ١:‏٧‏)‏ وتماما كأوجه الماسة الجميلة،‏ تُوازِن هذه الصفات الالهية بعضها بعضا وتكمِّل احداها الاخرى.‏ وهي تقرِّب المسيحيين واحدهم الى الآخر وإلى ابيهم السماوي.‏ لذلك حثّ الرسول بولس رفقاءه العبّاد:‏ «لتكن محبتكم بلا رياء.‏ .‏ .‏ .‏ بالمحبة الأخوية كونوا وادّين بعضكم بعضا بحنان».‏ —‏ روما ١٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

٤ ماذا تعني كلمة «حنان»؟‏

٤ ان الكلمة اليونانية التي استخدمها بولس مقابل «حنان» مؤلفة من جزءين،‏ الاول يعني الصداقة والثاني يعني المودة الطبيعية.‏ وكما يوضح احد علماء الكتاب المقدس،‏ يعني ذلك ان المسيحيين «يجب ان يتميّزوا بالمودة التي تتّسم بها العائلة المُحِبّة،‏ الوثيقة العُرى،‏ والتي يدعم افرادها واحدهم الآخر».‏ فهل تشعر بأن الرفقاء المسيحيين هم اهلك؟‏ ينبغي اذًا ان يسود الجماعة المسيحية جوّ من الدفء،‏ الجوّ الذي يسود في العائلة.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ لذلك تنقل ترجمة العهد الجديد بالانكليزية العصرية،‏ لواضعها ج.‏ ب.‏ فيلپس،‏ روما ١٢:‏١٠ على هذا النحو:‏ «لنتحلَّ بمودة حارة واحدنا نحو الآخر كالتي بين الاخوة».‏ كما ان الكتاب المقدس الاورشليمي ‏(‏بالانكليزية)‏ ينقلها كما يلي:‏ «أحبوا بعضكم بعضا كإخوة».‏ نعم،‏ ان المسيحيين لا يحبون واحدهم الآخر بدافع الواجب او لمجرد ان هذا امر منطقي.‏ فينبغي ان ‹نحب بعضنا بعضا محبة شديدة من القلب بمودة اخوية عديمة الرياء›.‏ —‏ ١ بطرس ١:‏٢٢‏.‏

‏«متعلّمون من الله ان يحب بعضكم بعضا»‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كيف يستخدم يهوه المحافل الاممية لتعليم شعبه المودة المسيحية؟‏ (‏ب)‏ كيف يقوى الرباط بين الاخوة على مرّ الوقت؟‏

٥ رغم ان «محبة الاكثرين» في هذا العالم تبرد،‏ يعلِّم يهوه شعبه العصري ان ‹يحب بعضهم بعضا›.‏ (‏متى ٢٤:‏١٢؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏٩‏)‏ والمحافل الاممية التي يعقدها شهود يهوه هي فرصة ممتازة لنيل هذا التدريب.‏ فالشهود الذين يعيشون في البلد حيث يُعقَد المحفل يلتقون اخوة من بلدان بعيدة،‏ وكثيرون منهم يفتحون بيوتهم لاستضافة المندوبين الاجانب.‏ مثلا في احد المحافل التي عُقدت مؤخرا،‏ اتى البعض من بلدان حيث الناس متحفظون في التعبير عن مشاعرهم.‏ يقول احد المسيحيين الذين ساعدوا في تأمين المنامة:‏ «عندما وصل هؤلاء المندوبون،‏ كانوا متوترين وخجولين.‏ ولكن عند الوداع،‏ بعد ستة ايام فقط،‏ كانوا هم ومضيفوهم يتعانقون ويبكون.‏ فقد غمروا واحدهم الآخر بالمحبة المسيحية التي لن ينسوها ابدا».‏ فإظهار الضيافة لإخوتنا،‏ مهما كانت خلفيتهم،‏ يُبرِز افضل صفات الضيف والمضيف على السواء.‏ —‏ روما ١٢:‏١٣‏.‏

٦ مع ان الاختبارات التي تحدث في هذه المحافل هي رائعة،‏ ولكن عندما يخدم المسيحيون يهوه معا فترة من الوقت تنمو بينهم علاقة ألصق.‏ فعندما نتعرف بإخوتنا عن كثب،‏ يزداد تقديرنا لصفاتهم المحبَّبة:‏ صدقهم،‏ كونهم جديرين بالثقة،‏ ولائهم،‏ لطفهم،‏ كرمهم،‏ مراعاتهم لمشاعر الآخرين،‏ رأفتهم،‏ وعدم انانيتهم.‏ (‏مزمور ١٥:‏٣-‏٥؛‏ امثال ١٩:‏٢٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ قال مارك الذي كان مرسلا في شرق افريقيا:‏ «ان العمل كتفا الى كتف مع إخوتنا يخلق رباطا لا ينثلم».‏

٧ ماذا يجب ان نفعل لنتمتع بالمودة المسيحية ضمن الجماعة؟‏

٧ لكي يتشكَّل هذا الرباط ضمن الجماعة ويبقى قويا،‏ يجب ان يقترب افراد الجماعة واحدهم من الآخر.‏ فبحضور الاجتماعات المسيحية بانتظام وتقديم التعليقات،‏ تقوى الاواصر التي تربطنا بإخوتنا وأخواتنا.‏ وبمعاشرة الاخوة قبل الاجتماعات وبعدها،‏ نشجِّع ونحرِّض بعضنا بعضا «على المحبة والاعمال الحسنة».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ يقول شيخ من الولايات المتحدة:‏ «لا تزال تراودني الذكريات العزيزة على قلبي حين كنت ولدا.‏ فقد كان افراد عائلتي بين آخر الذين يغادرون قاعة الملكوت،‏ وذلك لكي يتمتعوا بالمحادثات الودية والبنّاءة اطول وقت ممكن».‏

هل يلزم ان ‹تتّسع›؟‏

٨ (‏أ)‏ ماذا عنى بولس عندما حثّ اهل كورنثوس ان ‹يتّسعوا›؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكننا فعله لجعل الحنان يسود ضمن الجماعة؟‏

٨ لإظهار هذه المودة كاملا،‏ قد يلزم ان ‹تتّسع› قلوبنا.‏ كتب الرسول بولس الى الجماعة في كورنثوس:‏ «قلبنا متّسع.‏ مكانكم عندنا ليس يضيق بكم».‏ ثم حثّهم ان ‹يتّسعوا› هم ايضا.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١١-‏١٣‏)‏ وماذا عنك انت؟‏ هل يمكنك ان ‹تتّسع› في مودتك؟‏ ليس من الضروري ان تنتظر لكي يأخذ الآخرون المبادرة.‏ ففي الرسالة الى اهل روما،‏ ربط بولس الاعراب عن الحنان بهذه النصيحة:‏ «في إظهاركم الاكرام بعضكم لبعض خذوا المبادرة».‏ (‏روما ١٢:‏١٠‏)‏ فلإكرام الآخرين،‏ عليك ان تأخذ المبادرة في الترحيب بهم في الاجتماعات.‏ وبإمكانك ايضا ان تدعوهم الى الاشتراك معك في خدمة الحقل او في الاستعداد لأحد الاجتماعات.‏ وهذا ما يساهم في جعل الحنان يسود ضمن الجماعة.‏

٩ ماذا يفعل البعض ليصيروا اصدقاء احمّ لرفقائهم المسيحيين؟‏ (‏اشملوا امثلة محلية.‏)‏

٩ بإمكان العائلات والافراد في الجماعة ان ‹يتّسعوا› بزيارة بعضهم بعضا،‏ ربما لتناول وجبة طعام بسيطة.‏ كما يمكن ان ‹يتّسعوا› بالاشتراك معا في النشاطات السليمة.‏ (‏لوقا ١٠:‏٤٢؛‏ ١٤:‏١٢-‏١٤‏)‏ يقول هاكوپ الذي ينظِّم احيانا رحلات لمجموعات صغيرة:‏ «يذهب في الرحلات اشخاص من جميع الاعمار،‏ وكذلك الوالدون المتوحدون.‏ ويعود الجميع الى المنزل حاملين معهم ذكريات سعيدة،‏ ويشعرون بأنهم صاروا اقرب واحدهم الى الآخر».‏ فلا ينبغي ان نكتفي نحن المسيحيين بمجرد كوننا رفقاء مؤمنين،‏ بل لنسعَ الى الصيرورة اصدقاء حقيقيين ايضا.‏ —‏ ٣ يوحنا ١٤‏.‏

١٠ ماذا يمكننا فعله عندما تكون علاقتنا بالآخرين متوترة؟‏

١٠ ولكن احيانا قد تكون النقائص عائقا في طريق الصداقة والمودة.‏ فماذا يمكن ان نفعل؟‏ اولا،‏ يمكننا ان نصلي من اجل علاقات جيدة مع إخوتنا.‏ وبما ان مشيئة الله هي ان ينسجم خدامه معا،‏ فهو يستجيب صلوات مخلصة كهذه.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ثانيا،‏ ينبغي ان نعمل بانسجام مع صلواتنا.‏ لنتأمل في ما حدث مع ريك،‏ وهو خادم جائل في شرق افريقيا.‏ فهو يتذكر اخا كان يملك شخصية فظة صعّبت على الآخرين ان ينسجموا معه.‏ يوضح ريك:‏ «بدلا من تجنب الاخ،‏ صمَّمت ان اتعرّف به اكثر.‏ وقد تبيّن لي ان ابا هذا الاخ كان صارما جدا في تربيته.‏ وعندما ادركتُ كم جاهد هذا الاخ ليتخطى خلفيته ومدى التقدم الذي احرزه،‏ أُعجبت به وأصبحنا صديقَين لصيقَين».‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٨‏.‏

افتح قلبك للآخرين!‏

١١ (‏أ)‏ ماذا يلزم لتنمو المودة في الجماعة؟‏ (‏ب)‏ لماذا الامتناع عن التعبير عن مشاعرنا للآخرين مدمِّر روحيا؟‏

١١ من المؤسف ان كثيرين في ايامنا يعيشون طوال حياتهم دون ان تكون لديهم اية صداقة لصيقة.‏ لكنّ ذلك لا ينبغي ان يحدث ضمن الجماعة المسيحية.‏ فالمحبة الاخوية الاصيلة لا تقتصر فقط على كوننا مهذبين في حديثنا ولبقين في تصرفاتنا؛‏ ولا هي إفراط في التعبير عن العواطف الجياشة.‏ بل تشمل استعدادنا لنفتح قلبنا،‏ كما في حالة بولس وأهل كورنثوس،‏ ولنظهر لرفقائنا المؤمنين اننا نهتم بخيرهم من كل قلبنا.‏ ورغم انه ليس الجميع اجتماعيين او يعبّرون بسهولة عن مشاعرهم،‏ فإن الانطواء على الذات يدمِّر الشخص.‏ يحذِّرنا الكتاب المقدس:‏ «المعتزل يطلب شهوته.‏ بكل مشورة يغتاظ».‏ —‏ امثال ١٨:‏١‏.‏

١٢ لماذا الحوار هو قوام العلاقات اللصيقة ضمن الجماعة؟‏

١٢ ان الحوار الصريح هو قوام الصداقة الحقيقية.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٥‏)‏ فجميعنا بحاجة الى اصدقاء نأتمنهم على افكارنا ومشاعرنا الاعمق.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كلما تعرّفنا اكثر واحدنا بالآخر سهل علينا اكثر الاهتمام بحاجات واحدنا الآخر.‏ وعندما نهتم بحاجات الآخرين،‏ نروِّج المودة الاخوية في الجماعة،‏ ونلمس صحة كلمات يسوع:‏ «السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥؛‏ فيلبي ٢:‏١-‏٤‏.‏

١٣ ماذا يمكننا فعله لنُظهِر مودتنا الاصيلة لإخوتنا؟‏

١٣ لكي تجلب مودتنا افضل النتائج،‏ يجب ان نعبّر عنها.‏ (‏امثال ٢٧:‏٥‏)‏ فعندما تكون مودتنا صادقة،‏ من المرجَّح ان يظهر ذلك على وجهنا.‏ وهذا ما قد يدفع قلوب الآخرين الى التجاوب.‏ كتب رجل حكيم:‏ «نور العينين يفرِّح القلب».‏ (‏امثال ١٥:‏٣٠‏)‏ كما ان التصرفات التي تعكس الاهتمام بالآخرين تعزِّز المودة والحنان.‏ ومع ان المودة الاصيلة لا تُشرى بالمال،‏ يمكنك مثلا ان تقدِّم هدية.‏ فعندما يكون عطاؤك هذا من صميم قلبك يمكن ان يتجاوب معك الشخص الآخر.‏ والبطاقة،‏ الرسالة،‏ و ‹الكلمة المقولة في محلها› بإمكانها ايضا ان تعبِّر عن المودة العميقة.‏ (‏امثال ٢٥:‏١١؛‏ ٢٧:‏٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ وعندما نكسب صداقة الآخرين،‏ يجب ان نحافظ عليها بالاستمرار في إظهار المودة غير الانانية.‏ وخصوصا في وقت الضيق،‏ يجب ان ندعم اصدقاءنا.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «الرفيق الحقيقي يحبّ في كل وقت،‏ وهو اخ يولد لوقت الشدة».‏ —‏ امثال ١٧:‏١٧‏،‏ ع‌ج.‏

١٤ ماذا يمكننا ان نفعل اذا بدا ان شخصا ما لا يتجاوب مع المودة التي نُظهِرها له؟‏

١٤ ليس منطقيا ان نتوقع حيازة صداقة حميمة مع كل فرد في الجماعة.‏ فمن الطبيعي ان نشعر بأننا قريبون الى بعض الاشخاص اكثر من غيرهم.‏ لذلك اذا لم يكن احدهم قريبا منك كما تودّ،‏ فلا تُسرِع الى الاستنتاج ان ثمة خطأ فيك او فيه.‏ ولا تحاوِل ان تفرض عليه صداقتك.‏ بل حاول ان تُظهِر لهذا الشخص الودّ قدر ما يسمح لك.‏ وهذا ما يساهم في إبقاء المجال مفتوحا لعلاقة احمّ في المستقبل.‏

‏«عنك رضيت»‏

١٥ ايّ اثر يتركه المدح في الشخص،‏ وماذا يشعر ان لم ينله؟‏

١٥ كم فرح يسوع دون شك عندما سمع صوتا من السماء يقول له عند معموديته:‏ «عنك رضيت»!‏ (‏مرقس ١:‏١١‏)‏ فلا بدّ ان هذا التعبير عن القبول زاد من اقتناع يسوع بأن اباه يكنّ له المودة.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٠‏)‏ ولكن من المؤسف ان البعض لا يسمعون ابدا مدحا كهذا من الذين يحترمونهم ويحبونهم.‏ تقول آن:‏ «كثيرون منا نحن الاحداث ليس لديهم عائلات تشاركهم معتقداتهم المسيحية.‏ لذلك لا نسمع في المنزل سوى الانتقاد.‏ وهذا ما يحزننا كثيرا».‏ ولكن عندما ينضمّون الى الجماعة،‏ يشعرون بدفء العائلة الروحية الداعمة والمتعاطفة.‏ فهم يحسوّن انهم بين اهلهم —‏ آبائهم وأمهاتهم وإخوتهم وأخواتهم —‏ في الايمان.‏ —‏ مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ غلاطية ٦:‏١٠‏.‏

١٦ لماذا انتقاد الآخرين له اثر سلبي؟‏

١٦ في بعض الحضارات،‏ نادرا ما يعبِّر الوالدون والاكبر سنا والمعلّمون عن رضاهم عن الاصغر سنا،‏ ظنًّا منهم ان المدح يبثّ فيهم روح الكبرياء او الرضى عن النفس.‏ وقد يتسرّب هذا النوع من التفكير الى داخل الجماعة المسيحية والعائلات ضمنها.‏ فقد يعلِّق الاكبر سنًّا على موضوع او عمل ما قام به احد الاحداث،‏ قائلين:‏ «لا بأس،‏ ولكن بإمكانك ان تقوم بأفضل من ذلك!‏».‏ او قد يلمِّحون لهم بطريقة اخرى انهم غير راضين عنهم.‏ وبذلك،‏ يظن كثيرون منهم انهم يحرِّضون الاحداث على بذل قصارى جهدهم.‏ لكن غالبا ما يكون لهذا الاسلوب اثر معاكس.‏ فقد ينعزل الاحداث او يحسّون انهم غير قادرين على بلوغ ما هو متوقع منهم.‏

١٧ لماذا ينبغي ان ننتهز الفرص لمدح الآخرين؟‏

١٧ لكنَّ المدح لا ينبغي ان يكون دائما مقدمةً للمشورة.‏ فالمدح الصادق يعزِّز الحنان والمودة ضمن العائلة والجماعة،‏ مما يشجِّع الاحداث ان يلجأوا الى الاخوة والاخوات ذوي الخبرة من اجل النصيحة.‏ لذلك بدلا من السماح للعادات السائدة بأن تملي علينا كيف نعامل الآخرين،‏ لنلبس «الشخصية الجديدة التي خُلقَت بحسب مشيئة الله في البرّ والولاء الحقيقيَّين».‏ ولنقتدِ بيهوه في تقديم المدح.‏ —‏ افسس ٤:‏٢٤‏.‏

١٨ (‏أ)‏ ايّها الاحداث،‏ كيف ينبغي ان تنظروا الى المشورة التي يقدِّمها لكم الاكبر سنًّا؟‏ (‏ب)‏ لماذا يفكر الاكبر سنًّا ويصلّون بشأن كيفية تقديم المشورة؟‏

١٨ من ناحية اخرى،‏ لا تستنتج ايها الحدث ان الاكبر سنًّا يكرهونك اذا قدّموا لك النصيحة او التقويم.‏ (‏جامعة ٧:‏٩‏)‏ على العكس،‏ فاهتمامهم بك ومودتهم العميقة لك هما ما يدفعانهم على الارجح الى فعل ذلك.‏ وإلا فلماذا يبذلون جهدهم للتكلم معك عن هذا الامر؟‏ وإذ يعرف الاكبر سنًّا —‏ وخصوصا شيوخ الجماعة —‏ مدى تأثير الكلمات،‏ غالبا ما يخصّصون الكثير من الوقت للتفكير والصلاة قبل تقديم المشورة لأنهم لا يريدون إلا خيرك.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٥‏.‏

‏«يهوه حنون جدا»‏

١٩ لماذا بإمكان الذين أُصيبوا بخيبات امل اللجوء الى يهوه من اجل الدعم؟‏

١٩ يشعر البعض ان إظهار الحنان والمودة سيؤدي بهم الى خيبة امل،‏ لأن هذا ما حدث معهم سابقا.‏ فتلزمهم الشجاعة والايمان القوي ليفتحوا قلبهم للآخرين مرة اخرى.‏ ولكن لا ينبغي لهؤلاء ان ينسوا ان يهوه «ليس بعيدا عن كل واحد منا»،‏ وهو يدعونا ان نقترب اليه.‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٧؛‏ يعقوب ٤:‏٨‏)‏ كما انه يتفهم خوفنا من ان نتأذى،‏ ويعِدنا بالوقوف الى جانبنا ومساعدتنا.‏ يؤكد لنا صاحب المزمور داود:‏ «قريب هو الرب من المنكسري القلوب ويخلّص المنسحقي الروح».‏ —‏ مزمور ٣٤:‏١٨‏.‏

٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ كيف نعرف ان بإمكاننا حيازة علاقة لصيقة بيهوه؟‏ (‏ب)‏ اية امور مطلوبة منا لنتمتع بصداقة يهوه؟‏

٢٠ ان اهم علاقة يمكننا ان نحظى بها هي العلاقة اللصيقة بيهوه.‏ ولكن هل هذا الامر ممكن حقا؟‏ نعم.‏ فالكتاب المقدس يتحدث عن رجال ونساء ابرار شعروا بأنهم قريبون جدا من ابينا السماوي.‏ وقد حُفِظَت تعابيرهم النابعة من القلب لتؤكد لنا ان بإمكاننا نحن ايضا ان نقترب الى يهوه.‏ —‏ مزمور ٢٣،‏ ٣٤،‏ ١٣٩؛‏ يوحنا ١٦:‏٢٧؛‏ روما ١٥:‏٤‏.‏

٢١ يمكن ان يبلغ الجميع المطالب اللازمة للتمتع بصداقة يهوه.‏ فقد سأل داود:‏ «يا رب مَن ينزل في مسكنك».‏ ثم اعطانا الجواب:‏ «السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلم بالصدق في قلبه».‏ (‏مزمور ١٥:‏١،‏ ٢؛‏ ٢٥:‏١٤‏)‏ وإذ نرى بأم عيننا كيف تنتج خدمة الله ثمرا جيدا وتجعلنا ننال إرشاده وحمايته،‏ نلمس لمس اليدّ ان «يهوه حنون جدا».‏ —‏ يعقوب ٥:‏١١‏.‏

٢٢ اية علاقة يريد يهوه ان توجد بين شعبه؟‏

٢٢ كم نحن مباركون لأن يهوه يرغب في حيازة علاقة شخصية بنا نحن البشر الناقصين!‏ أفلا يدفعنا ذلك الى الاعراب عن المودة والحنان واحدنا للآخر؟‏ وبمساعدة يهوه،‏ يمكن لكل واحد منا ان يساهم ويتمتع بجوّ الحنان والمودة الذي يميّز معشر الإخْوة المسيحي.‏ وفي ظل ملكوت الله،‏ سيعرب كل سكّان الارض عن هذه المودة الى الابد.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

‏• ايّ جوّ ينبغي ان يسود في الجماعة المسيحية؟‏

‏• كيف يمكن لكلٍّ منا ان يساهم في تعزيز الحنان والمودة ضمن الجماعة؟‏

‏• كيف يروِّج المدح المخلص المودة المسيحية؟‏

‏• كيف يندفع يهوه،‏ بسبب حنانه،‏ الى دعمنا والوقوف بجانبنا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

المحبة بين المسيحيين ليست بدافع الواجب

‏[الصور في الصفحتين ١٦،‏ ١٧]‏

هل يلزم ‹ان تتّسع› في مودتك؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

هل تنتقد الآخرين ام تشجِّعهم؟‏