الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اسباب للثقة برجاء الفردوس

اسباب للثقة برجاء الفردوس

اسباب للثقة برجاء الفردوس

‏«أعرف انسانا في اتحاد بالمسيح .‏ .‏ .‏ اختُطف الى الفردوس».‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٢:‏٢-‏٤‏.‏

١ اية وعود مذكورة في الكتاب المقدس تجذب كثيرين؟‏

هل تتذكر ماذا شعرتَ عندما سمعت لأول مرة عن وعد الله بفردوس ارضي؟‏ تذكّر حين تعلّمت ان ‹عيون العمي ستتفقّح وآذان الصم ستتفتح وستنفجر في البرية مياه› تكسيها جمالا.‏ او ماذا شعرت عندما عرفت ان الذئب سيسكن مع الخروف والنمر مع الجدي؟‏ أوَلم تفرح ايضا حين قرأت ان احباءك سيقومون من الاموات ليعيشوا في هذا الفردوس؟‏ —‏ اشعياء ١١:‏٦؛‏ ٣٥:‏٥،‏ ٦؛‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ لماذا يمكن القول ان رجاءنا المؤسس على الكتاب المقدس ليس وهما؟‏ (‏ب)‏ ما هو السبب الآخر للثقة برجائنا؟‏

٢ هذه الآمال ليست وهمية.‏ فهنالك اسباب تجعلك تثق بوعود الكتاب المقدس بالعيش في الفردوس.‏ مثلا،‏ انت تثق بكلمات يسوع لفاعل السوء الذي عُلِّق بجانبه:‏ «ستكون معي في الفردوس».‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ وتثق ايضا بالكلمات:‏ «ننتظر بحسب وعده سموات جديدة وأرضا جديدة،‏ فيها يسكن البر».‏ كما انك تثق بالوعد ان الله سيمسح الدموع،‏ ان الموت لن يكون في ما بعد،‏ وأن امورا كالحزن والصراخ والوجع ستزول.‏ وهذا يعني ان الفردوس الارضي سيُسترَد.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ كشف ٢١:‏٤‏.‏

٣ لكنَّ الاساس الآخر للثقة برجاء الفردوس هو حالة يعيشها المسيحيون حول العالم.‏ فما هو؟‏ انه الفردوس الروحي الذي اوجده الله وأدخل شعبه اليه.‏ قد تبدو فكرة «الفردوس الروحي» فكرة مجرّدة او صعبة الفهم.‏ لكنَّ هذا الفردوس مُنبأ به وهو موجود حقا.‏

رؤيا عن الفردوس

٤ اية رؤيا يرد ذكرها في ٢ كورنثوس ١٢:‏٢-‏٤‏،‏ ومَن شاهدها على الارجح؟‏

٤ لاحِظ ما كتبه الرسول بولس عن الفردوس الروحي:‏ «أعرف انسانا في اتحاد بالمسيح .‏ .‏ .‏ اختُطف .‏ .‏ .‏ الى السماء الثالثة.‏ اجل،‏ أعرف هذا الانسان —‏ أفي الجسد ام بغير الجسد،‏ لست اعلم،‏ الله يعلم —‏ انه اختُطف الى الفردوس وسمع كلمات لا يُنطَق بها ولا يحلّ لإنسان ان يتكلم بها».‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٢-‏٤‏)‏ ان هذا المقطع يلي مباشرة الاعداد التي دافع فيها بولس عن رسوليته.‏ وبولس هو الوحيد الذي يتحدث عن شخص اختُطف الى السماء الثالثة؛‏ فالكتاب المقدس لا يأتي على ذكر ايّ شخص آخر حدث معه هذا الامر.‏ لذلك من المرجّح ان بولس هو الشخص الذي شاهد هذه الرؤيا.‏ فما هو «الفردوس» الذي اختُطف اليه عندما جعله الله يشاهد هذه الرؤيا؟‏ —‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٥،‏ ٢٣-‏٣١‏.‏

٥ اية امور لا تشير اليها «السماء الثالثة»،‏ ولذلك ما هو «الفردوس» الذي رآه بولس؟‏

٥ لا تدل القرينة ان «السماء الثالثة» تشير الى الغلاف الجوي الذي يحيط بكوكبنا او الى فضائنا الخارجي او الى ايّ كون آخر يدّعي علماء الفيزياء الفلكية انه موجود.‏ فالكتاب المقدس كثيرا ما يستعمل الرقم ٣ للتشديد،‏ الاشارة الى اقصى الدرجات،‏ او الدلالة على القوة الاضافية.‏ (‏جامعة ٤:‏١٢؛‏ اشعياء ٦:‏٣؛‏ متى ٢٦:‏٣٤،‏ ٧٥؛‏ كشف ٤:‏٨‏)‏ لذلك فإن ما شاهده بولس في الرؤيا هو سامٍ او رفيع.‏ وهذا يعني انه لم يكن فردوسا حرفيا بل روحيا.‏

٦ اية تطورات تاريخية تعطينا فهما اوضح لما رآه بولس؟‏

٦ تعطينا بعض النبوات الابكر في الكتاب المقدس فهما اوضح لما قاله بولس.‏ مثلا،‏ عندما صار شعب الله القديم خائنا،‏ قرّر الله ان يسمح للبابليين بأن يهاجموا يهوذا وأورشليم ويدمِّروهما سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ بحسب جدول تواريخ الكتاب المقدس.‏ وقد ذكرت النبوة ان الارض ستكون خربة مدة ٧٠ سنة؛‏ ثم كان الله سيسمح لليهود التائبين بالرجوع وردّ العبادة الحقة.‏ وهذا ما حدث من سنة ٥٣٧ ق‌م فصاعدا.‏ (‏تثنية ٢٨:‏١٥،‏ ٦٢-‏٦٨؛‏ ٢ ملوك ٢١:‏١٠-‏١٥؛‏ ٢٤:‏١٢-‏١٦؛‏ ٢٥:‏١-‏٤؛‏ ارميا ٢٩:‏١٠-‏١٤‏)‏ ولكن ماذا حلَّ بالارض؟‏ خلال تلك السنوات السبعين،‏ تحولت الى مكان مجدب لا تنبت فيه سوى الاعشاب البرية،‏ وصارت مأوى لبنات آوى.‏ (‏ارميا ٤:‏٢٦؛‏ ١٠:‏٢٢‏)‏ لكنَّ كلمة الله وعدت ان الوضع سيتغير قائلة:‏ «الرب قد عزّى صهيون.‏ عزّى كل خربها ويجعل بريتها كعدن وباديتها كجنة [«كفردوس»،‏ الترجمة السبعينية‏] الرب».‏ —‏ اشعياء ٥١:‏٣‏،‏ حاشية الكتاب المقدس المرجعي،‏ بالانكليزية.‏

٧ ماذا كان سيحدث بعد السبعين سنة من الخراب؟‏

٧ تمّت هذه النبوة بعد السبعين سنة من الخراب.‏ فببركة الله،‏ تحسّنت الاحوال.‏ تخيَّل ما حصل:‏ «تفرح البرية والارض اليابسة ويبتهج القفر ويُزهِر كالنرجس.‏ يُزهِر إزهارا ويبتهج ابتهاجا ويرنّم .‏ .‏ .‏ يقفز الاعرج كالايَّل ويترنم لسان الاخرس لأنه قد انفجرت في البرية مياه وأنهار في القفر.‏ ويصير السراب أجَما والمَعطَشة ينابيع ماء.‏ في مسكن الذئاب في مربضها دار للقصب والبردي».‏ —‏ اشعياء ٣٥:‏١-‏٧‏.‏

شعب مسترَدّ يتغيّر

٨ كيف نعرف ان النبوة في اشعياء الاصحاح ٣٥ تنطبق ايضا على الشعب؟‏

٨ يا له من تغيير!‏ فالارض المقفرة اصبحت فردوسا.‏ لكنَّ هذه النبوة ونبوات اخرى موثوقا بها تُظهِر ان الناس كانوا سيتغيرون ايضا،‏ تماما كما صار القفر مثمرا.‏ لماذا يمكننا قول ذلك؟‏ كان اشعيا يركِّز في كلامه على ‹مفديّي الرب› الذين كان سيرجعون الى ارضهم «بترنم» و «ابتهاج وفرح».‏ (‏اشعياء ٣٥:‏١٠‏)‏ فهذه الكلمات لم تنطبق على الارض الحرفية بل على الناس.‏ علاوة على ذلك،‏ انبأ اشعيا في مكان آخر عن الذين سيُرَدّون الى صهيون:‏ «يُدعَون اشجار البر غرس الرب .‏ .‏ .‏ لأنه كما ان الارض تُخرِج نباتها .‏ .‏ .‏ هكذا السيد الرب يُنبِت برًّا وتسبيحا امام كل الامم».‏ وأنبأ ايضا عن شعب الله:‏ «يقودكَ الرب على الدوام .‏ .‏ .‏ وينشِّط عظامكَ فتصير كجنة ريَّا».‏ (‏اشعياء ٥٨:‏١١؛‏ ٦١:‏٣،‏ ١١؛‏ ارميا ٣١:‏١٠-‏١٢‏)‏ فتماما كما كانت حالة الارض ستتحسن،‏ كان الشعب اليهودي المُسترَد سيتغير.‏

٩ ما هو «الفردوس» الذي رآه بولس،‏ ومتى كان إتمام الرؤيا؟‏

٩ يساعدنا هذا النموذج التاريخي على فهم ما شاهده بولس في الرؤيا.‏ فهذه الرؤيا تتعلق بالجماعة المسيحية المدعوة ‹حقل الله المفلوح› والتي كان ينبغي ان تصير مثمرة.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٩‏)‏ ومتى كانت ستتم هذه الرؤيا؟‏ دعا بولس ما رآه ‹كشفا›،‏ اي انه امر سيحدث في المستقبل.‏ فقد عرف انه بعد موته سيحدث ارتداد عظيم.‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏١؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏٣،‏ ٧‏)‏ وهؤلاء المرتدون كانوا سيزدادون كثيرا ويطغون على المسيحيين الحقيقيين.‏ لذلك لم يكن بالامكان في ذلك الحين تشبيه المسيحيين بجنة مزدهرة.‏ لكنّ الوقت كان سيحين لترفيع العبادة الحقة مرة اخرى.‏ فشعب الله كان سيُسترَد لكي «يسطع الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم».‏ (‏متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ وهذا تماما ما حدث بعد عدة سنوات من تأسيس ملكوت الله في السماء.‏ وبمرور العقود،‏ صار واضحا جدا ان شعب الله يتمتعون بفردوس روحي،‏ الفردوس الذي سبق فشاهده بولس في رؤياه.‏

١٠،‏ ١١ لماذا يمكننا القول اننا نعيش في فردوس روحي رغم كوننا ناقصين؟‏

١٠ نحن ندرك دون شك اننا ناقصون.‏ لذلك لا يفاجئنا ان تنشأَ بيننا المشاكل من وقت الى آخر،‏ تماما كما نشأت بين المسيحيين في ايام بولس.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏١٠-‏١٣؛‏ فيلبي ٤:‏٢،‏ ٣؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏٦-‏١٤‏)‏ لكن فكِّر في الفردوس الروحي الذي نتمتع به اليوم.‏ فإذا تذكرنا المرض الروحي الذي كنا نعانيه في السابق،‏ نجد اننا قد شفينا روحيا.‏ وإذا فكرنا في الجوع الروحي الذي اختبرناه في السابق،‏ نجد اننا نتمتع الآن بوفرة من الطعام الروحي.‏ وبدلا من العيش في ارض قاحلة روحيا،‏ ينعم شعب الله برضاه وبركاته التي يغدقها عليهم.‏ (‏اشعياء ٣٥:‏١،‏ ٧‏)‏ وعوضا عن ان يعمينا الظلام الروحي الدامس،‏ نحن نرى نور الحرية ونور رضى الله.‏ كما ان كثيرين ممَّن كانوا سابقا صمًّا لم يسمعوا قط نبوات الكتاب المقدس صاروا الآن مطَّلعين وفاهمين ما تقوله الاسفار المقدسة.‏ (‏اشعياء ٣٥:‏٥‏)‏ مثلا،‏ درس الملايين من شهود يهوه حول الارض نبوة دانيال عددا فعددا.‏ ثم درسوا بإمعان كل اصحاح من سفر اشعياء.‏ أوَليس الطعام الروحي المنعش دليلا على فردوسنا الروحي؟‏!‏

١١ تأمل ايضا في تغيير الصفات الذي حدث لأن الاشخاص المخلصين من كل الخلفيات حاولوا فهم كلمة الله وتطبيقها.‏ فقد اجتهدوا للتخلص من الصفات الوحشية التي كانت جزءا من شخصيتهم.‏ وربما فعلت انت ايضا الامر عينه الذي فعله إخوتك وأخواتك الروحيون وحصدت نتائج رائعة.‏ (‏كولوسي ٣:‏٨-‏١٤‏)‏ وهكذا،‏ صرت تتمتع بمعاشرة جماعة شهود يهوه المؤلفة من اشخاص صاروا مسالمين وودودين.‏ ورغم انهم لم يصيروا كاملين بعد،‏ فلا يمكن وصفهم انهم اسود ضارية او وحوش مفترسة.‏ (‏اشعياء ٣٥:‏٩‏)‏ فإلامَ تشير هذه الرفقة الروحية التي يعمّها السلام؟‏ من الواضح اننا نتمتع بحالة روحية يمكن ان تُسمّى بحقّ فردوسا روحيا.‏ وفردوسنا الروحي هذا هو لمحة مسبقة عن الفردوس الارضي الذي سنعيش فيه اذا بقينا اولياء لله.‏

١٢،‏ ١٣ ماذا يجب ان نفعل لنبقى في فردوسنا الروحي؟‏

١٢ لكن هنالك امر لا يجب ان نغفل عنه.‏ فقد قال الله للاسرائليين:‏ «احفظوا كل الوصايا التي انا اوصيكم بها اليوم لكي تتشددوا وتدخلوا وتمتلكوا الارض».‏ (‏تثنية ١١:‏٨‏)‏ وعن الارض نفسها تقول اللاويين ٢٠:‏٢٢،‏ ٢٤‏:‏ «تحفظون جميع فرائضي وجميع احكامي وتعملونها لكي لا تقذفكم الارض التي انا آتٍ بكم اليها لتسكنوا فيها.‏ وقلت لكم ترثون انتم ارضهم وأنا اعطيكم اياها لترثوها ارضا تفيض لبنا وعسلا».‏ نعم،‏ كان امتلاك ارض الموعد مرتبطا بحيازة علاقة جيدة بيهوه الله.‏ لكنَّ الاسرائيليين لم يطيعوا الله،‏ فسمح للبابليين ان ينتصروا عليهم ويطردوهم من ارضهم.‏

١٣ هنالك امور مسرّة كثيرة في فردوسنا الروحي.‏ فالجوّ يبعث السرور في النفس ويريح الاعصاب.‏ فنحن ننعم بالسلام مع المسيحيين الذين بذلوا جهدهم ليتخلّصوا من الصفات الوحشية.‏ وهم يجاهدون ليكونوا لطفاء وداعمين.‏ لكنَّ البقاء في فردوسنا الروحي يقتضي اكثر من مجرد حيازة علاقة جيدة بهؤلاء الاشخاص.‏ فهو يتطلب منا ان نمتلك علاقة حميمة بيهوه ونفعل مشيئته.‏ (‏ميخا ٦:‏٨‏)‏ فرغم اننا دخلنا هذا الفردوس الروحي طوعا،‏ قد ننجرف ونبتعد عنه او نُطرَد منه اذا لم نبذل جهدنا للمحافظة على علاقتنا بالله.‏

١٤ ماذا يساعدنا على البقاء في الفردوس الروحي؟‏

١٤ والعامل المهمّ الذي يساعدنا في هذا المجال هو المداومة على التقوي بكلمة الله.‏ لاحِظ اللغة المجازية المستخدمة في المزمور ١:‏١-‏٣‏:‏ «طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار .‏ .‏ .‏ لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا.‏ فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه.‏ التي تعطي ثمرها في اوانه.‏ وورقها لا يذبل.‏ وكل ما يصنعه ينجح».‏ كما ان المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس التي يصدرها صفّ العبد الامين الفطين تزوِّد الطعام الروحي في فردوسنا الروحي.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

ارض الموعد لمحة مسبقة عن الفردوس

١٥ لماذا لم يُسمَح لموسى بقيادة الاسرائيليين الى ارض الموعد،‏ ولكن ماذا رأى؟‏

١٥ ثمة لمحة مسبقة اخرى عن الفردوس.‏ بعد ان تاه الاسرائيليون في البرية ٤٠ سنة،‏ قادهم موسى الى سهول موآب شرقي نهر الاردن.‏ وبسبب خطإ سابق اقترفه موسى،‏ قرَّر يهوه الَّا يسمح له بقيادة اسرائيل عبر الاردن.‏ (‏عدد ٢٠:‏٧-‏١٢؛‏ ٢٧:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فتوسّل موسى الى الله:‏ «دعني اعبر وأرى الارض الجيدة التي في عبر الاردن».‏ فرغم ان موسى لم يدخل ارض الموعد،‏ عرف انها ‹ارض جيدة› لأنه صعد الى رأس الفسجة ورأى انحاءها.‏ فكيف كانت الارض برأيك؟‏ —‏ تثنية ٣:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ ما الاختلاف بين حالة ارض الموعد في الماضي وحالتها في الحاضر؟‏ (‏ب)‏ لماذا من المنطقي ان نعتقد ان ارض الموعد كانت ذات مرة كالفردوس؟‏

١٦ اذا اعتمدَت نظرتك على حالة معظم هذه المنطقة اليوم،‏ فقد تقول ان الارض كانت قاحلة تغطيها الرمال والصحاري الصخرية وتلفحها حرارة الشمس الحارقة.‏ ولكن هنالك اسباب تجعلنا نعتقد ان المنطقة عموما كانت مختلفة جدا في ازمنة الكتاب المقدس.‏ اوضح الخبير بالتربة والمياه،‏ الدكتور والتر س.‏ لودِرميلك،‏ في مجلة سيانتفيك امريكان ‏(‏بالانكليزية)‏ ان الارض في تلك المنطقة «تضرّرت بعد استنزافها مدة الف سنة».‏ وأضاف هذا المهندس الزراعي:‏ «‹الصحراء› التي حلَّت محلّ الارض التي كانت في ما مضى مزدهرة هي من عمل الانسان لا الطبيعة».‏ وفي الواقع،‏ دلّت دراساته ان «هذه الارض كانت في ما مضى فردوسا غنيًّا بالمراعي».‏ بناء على ذلك،‏ يتَّضح ان يد الانسان هي التي اضرَّت بهذا ‹الفردوس الغنيّ بالمراعي›.‏ *

١٧ وإذا تأملت في ما تقرأه في الكتاب المقدس،‏ ترى انه من المنطقي التوصل الى هذا الاستنتاج.‏ تذكّر ما اكّده يهوه للشعب بفم موسى:‏ «الارض التي انتم عابرون اليها لكي تمتلكوها هي ارض جبال وبقاع.‏ من مطر السماء تشرب ماء.‏ ارض يعتني بها الرب الهك».‏ —‏ تثنية ١١:‏٨-‏١٢‏.‏

١٨ كيف اعطت اشعياء ٣٥:‏٢ الاسرائيليين المسبيين فكرة عن حالة ارض الموعد؟‏

١٨ كانت ارض الموعد مخضوضرة ومثمرة جدا حتى ان مجرد الاشارة الى بعض المواقع ذكّر الاسرائيليين بأحوال فردوسية.‏ ويتَّضح ذلك من النبوة في اشعياء الاصحاح ٣٥‏،‏ النبوة التي كان لها اتمام اولي عندما عاد الاسرائيليون من بابل.‏ انبأ اشعيا:‏ «يُزهِر ازهارا ويبتهج ابتهاجا ويرنم.‏ يُدفَع اليه مجد لبنان.‏ بهاء كرمل وشارون.‏ هم يرون مجد الرب بهاء الهنا».‏ (‏اشعياء ٣٥:‏٢‏)‏ فلا بد ان الاشارة الى لبنان وكرمل وشارون جعلت الاسرائيليين يتخيلون صورة جميلة ومسرّة.‏

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ كيف كانت حالة منطقة شارون في الماضي؟‏ (‏ب)‏ ما هي احدى الطرائق لنقوّي رجاءنا بالفردوس؟‏

١٩ لنأخذ على سبيل المثال شارون،‏ سهل يقع بين تلال السامرة والبحر الكبير،‏ البحر الابيض المتوسط.‏ (‏انظر الصورة في الصفحة ١٠.‏)‏ اشتهر هذا السهل بجماله وخصوبته.‏ ولأنه مرويّ جيدا،‏ كان ملائما للرعي.‏ وقد وُجدت في القسم الشمالي منه غابات من اشجار السنديان.‏ (‏١ أخبار الايام ٢٧:‏٢٩؛‏ نشيد الانشاد ٢:‏١؛‏ اشعياء ٦٥:‏١٠‏)‏ لذلك كانت اشعياء ٣٥:‏٢ تنبئ بالردّ وبأرض مُزهِرة وبهية،‏ ارض فردوسية.‏ وكانت تشير ايضا الى فردوس روحي مسرّ،‏ انسجاما مع ما شاهده لاحقا بولس في الرؤيا.‏ كما انها هي ونبوات اخرى تقوي رجاءنا بفردوس ارضي سيعيش فيه البشر.‏

٢٠ فيما نعيش في فردوسنا الروحي،‏ يمكننا ان نزيد تقديرنا له ولرجائنا بفردوس على الارض.‏ كيف ذلك؟‏ بتعميق فهمنا لما نقرأه في الكتاب المقدس.‏ فكثيرا ما يرد ذكر مناطق معيّنة في الكتاب المقدس ونبواته.‏ فهل تودّ ان تزيد معلوماتك عن هذه المواقع وعلاقتها بمناطق اخرى؟‏ في المقالة التالية،‏ سنناقش كيف تنال هذه المعرفة وتستفيد منها.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 16‏ يقول الكاتب دنيس بالي في مؤلَّفه جغرافية الكتاب المقدس ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «لا بدّ ان الحياة النباتية تخضع لتغييرات كبيرة منذ ازمنة الكتاب المقدس».‏ وما هو السبب؟‏ «كان الانسان بحاجة الى الخشب من اجل الوقود والبناء على السواء،‏ لذلك .‏ .‏ .‏ ابتدأ بقطع الاشجار وبالتالي بتعريض الارض للعوامل الطبيعية القاسية.‏ ونتيجة هذا التلاعب بالبيئة،‏ [صار] المناخ .‏ .‏ .‏ تدريجيا اهم عامل يؤدي الى تضرُّر» الارض.‏

هل تذكرون؟‏

‏• ما هو «الفردوس» الذي شاهده الرسول بولس في الرؤيا؟‏

‏• ما هو الاتمام الاولي لإشعياء الاصحاح ٣٥‏،‏ وكيف يرتبط هذا الاصحاح بما شاهده بولس في الرؤيا؟‏

‏• كيف يمكننا زيادة تقديرنا لفردوسنا الروحي ولرجائنا بفردوس ارضي؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

سهل شارون،‏ منطقة مثمرة في ارض الموعد

‏[مصدر الصورة]‏

‎.‏t‏s‏E‏ ‏(‏y‏r‏o‏t‏s‏i‏H‏ ‏n‏r‏e‏t‏s‏a‏E‏ ‏r‏a‏e‏N‏)‏ ‏e‏v‏i‏h‏c‏r‏A‏ ‏l‏a‏i‏r‏o‏t‏c‏i‏P‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

عرف موسى انها ‹ارض جيدة›‏