الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنتمسَّك بالنموذج الذي وضعه يسوع

لنتمسَّك بالنموذج الذي وضعه يسوع

لنتمسَّك بالنموذج الذي وضعه يسوع

‏«وضعت لكم نموذجا،‏ حتى كما فعلت لكم تفعلون انتم ايضا».‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١٥‏.‏

١ لماذا يسوع هو نموذج ليقتدي به المسيحيون؟‏

انسان واحد فقط على مرّ التاريخ البشري لم يرتكب خطية في حياته،‏ وهذا الانسان هو يسوع.‏ وما عدا يسوع،‏ «ليس انسان لا يخطئ».‏ (‏١ ملوك ٨:‏٤٦؛‏ روما ٣:‏٢٣‏)‏ لذلك فإن المسيحيين الحقيقيين يعتبرون يسوع مثالا كاملا للاقتداء به.‏ وقبيل موته،‏ في ١٤ نيسان القمري سنة ٣٣ ب‌م،‏ اوصى أتباعه ان يقتدوا به.‏ قال لهم:‏ «وضعت لكم نموذجا،‏ حتى كما فعلت لكم تفعلون انتم ايضا».‏ (‏يوحنا ١٣:‏١٥‏)‏ وفي تلك الليلة الاخيرة،‏ ذكر يسوع عدة طرائق يمكن للمسيحيين بواسطتها ان يجاهدوا للاقتداء به.‏ وسنستعرض بعضا منها في هذه المقالة.‏

الحاجة الى التواضع

٢،‏ ٣ كيف رسم يسوع مثالا كاملا للتواضع؟‏

٢ عندما حثّ يسوع تلاميذه على اتِّباع النموذج الذي وضعه،‏ كان يتكلم بالتحديد عن التواضع.‏ فقد اوصى أتباعه مرارا ان يكونوا متواضعين.‏ وفي ليلة ١٤ نيسان القمري،‏ اعرب عن تواضعه بغسل اقدام رسله.‏ ثم قال لهم:‏ «إنْ كنتُ،‏ وأنا الرب والمعلم،‏ قد غسلت اقدامكم،‏ يجب عليكم انتم ايضا ان يغسل بعضكم اقدام بعض».‏ (‏يوحنا ١٣:‏١٤‏)‏ بعدئذ قال لرسله ان يتبعوا النموذج الذي وضعه.‏ فكم كان مثالا رائعا للتواضع!‏

٣ يخبرنا الرسول بولس ان يسوع كان «بهيئة الله» قبل مجيئه الى الارض.‏ لكنه اخلى نفسه وصار انسانا وضيعا.‏ إضافة الى ذلك،‏ «وضع نفسه وصار طائعا حتى الموت،‏ الموت على خشبة آلام».‏ (‏فيلبي ٢:‏٦-‏٨‏)‏ فكِّر في ذلك:‏ كان يسوع ثاني اعظم شخصية في الكون.‏ رغم ذلك،‏ وافق ان يصير ادنى من الملائكة،‏ ان يولد طفلا عاجزا،‏ ان يتربى مع والدَين ناقصَين ويكون خاضعا لهما،‏ وأخيرا ان يموت كمجرم محتقَر.‏ (‏كولوسي ١:‏١٥،‏ ١٦؛‏ عبرانيين ٢:‏٦،‏ ٧‏)‏ فما اعظم هذا التواضع!‏ ولكن هل يمكننا نحن الاقتداء ‹بموقف يسوع العقلي› بالاعراب عن ‹الاتّضاع العقلي›؟‏ (‏فيلبي ٢:‏٣-‏٥‏)‏ نعم،‏ لكنَّ ذلك ليس سهلا.‏

٤ اية امور تجعل البشر يتفاخرون ويتكبرون،‏ ولماذا الكبرياء خطرة؟‏

٤ ان الكبرياء هي نقيض التواضع.‏ (‏امثال ٦:‏١٦-‏١٩‏)‏ وهذه الصفة هي التي ادّت الى سقوط الشيطان.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏٦‏)‏ وفي حين ان الكبرياء تتأصل بسهولة في قلوب البشر،‏ فمن الصعب جدا استئصالها متى ترسخت.‏ والناس يعربون عن الكبرياء والافتخار في عدة مجالات من حياتهم.‏ فهم يفتخرون بانتمائهم الوطني،‏ عرقهم،‏ ممتلكاتهم،‏ ثقافتهم،‏ انجازاتهم،‏ مركزهم الاجتماعي،‏ جمالهم،‏ مهاراتهم الرياضية،‏ وأمور كثيرة اخرى.‏ لكنَّ يهوه لا يهتم بأمور كهذه.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ فعلاقتنا به تتقوّض اذا ما جعلتنا هذه الامور نتفاخر ونتكبر.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «يهوه عالٍ ويرى المتواضع،‏ أما المتشامخ فيعرفه من بعيد».‏ —‏ مزمور ١٣٨:‏٦؛‏ امثال ٨:‏١٣‏.‏

التعامل بتواضع مع إخوتنا

٥ لماذا من المهم ان يكون الشيوخ متواضعين؟‏

٥ ان إنجازاتنا ومساهمتنا في خدمة يهوه ومسؤولياتنا في الجماعة لا ينبغي ان تجعلنا متكبرين.‏ (‏١ اخبار الايام ٢٩:‏١٤؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فكلما ازدادت مسؤوليتنا،‏ لزم ان يزداد تواضعنا.‏ وقد حثّ الرسول بطرس الشيوخ ألّا ‹يسودوا على مَن هم ميراث الله،‏ بل ان يصيروا امثلة للرعية›.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٣‏)‏ فالشيوخ معيَّنون ليكونوا خداما وأمثلة للآخرين،‏ لا ليسودوا عليهم.‏ —‏ لوقا ٢٢:‏٢٤-‏٢٦؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٢٤‏.‏

٦ في اية مجالات من حياتنا المسيحية نحن بحاجة الى التواضع؟‏

٦ ليس التواضع صفة مطلوبة من الشيوخ فقط.‏ فقد كتب بطرس الى الشبان الذين قد يفتخرون بأنهم اسرع في الاستيعاب وأقوى جسديا من الاكبر سنّا،‏ قائلا:‏ «تمنطقوا جميعكم باتِّضاع العقل بعضكم نحو بعض،‏ لأن الله يقاوم المتكبرين،‏ ولكنه يعطي المتواضعين نعمة».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٥‏)‏ نعم،‏ ان التحلّي بالتواضع على غرار المسيح هو امر مهم للجميع.‏ فالتواضع ضروري عند الكرازة بالبشارة،‏ وخصوصا في وجه اللامبالاة او العداء.‏ وهو ضروري ايضا لقبول المشورة او لتبسيط حياتنا بغية زيادة اشتراكنا في الخدمة.‏ كما ان التواضع والايمان المقترن بالشجاعة لازمان عند مواجهة الدعاية الكاذبة،‏ خوض المعارك القانونية،‏ او تحمل الاضطهاد العنيف.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٦‏.‏

٧،‏ ٨ كيف يمكننا امتلاك التواضع؟‏

٧ وكيف نتغلب على الكبرياء ونتصرف ‹باتِّضاع عقلي معتبرين ان الآخرين يفوقوننا›؟‏ (‏فيلبي ٢:‏٣‏)‏ يجب ان ننظر الى انفسنا كما ينظر يهوه الينا.‏ وقد اوضح يسوع الموقف الصائب عندما قال:‏ «هكذا انتم ايضا،‏ متى فعلتم كل ما أُوكل اليكم،‏ فقولوا:‏ ‹نحن عبيد لا نصلح لشيء.‏ قد فعلنا ما كان يجب علينا ان نفعل›».‏ (‏لوقا ١٧:‏١٠‏)‏ وينبغي ان نتذكر ان يسوع كان متواضعا رغم ان ما انجزه لا يمكن لأحد ان يضاهيه.‏

٨ اضافة الى ذلك،‏ بإمكاننا الصلاة الى يهوه ليساعدنا على امتلاك النظرة الصائبة الى انفسنا.‏ ويمكننا ان نصلّي كما صلّى صاحب المزمور:‏ «صلاحا ورجاحة عقل ومعرفة علِّمني،‏ لأني مارست الايمان بوصاياك».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٦٦‏)‏ فيهوه سيساعدنا على امتلاك نظرة متّزنة ومعتدلة الى انفسنا،‏ وسيكافئنا على موقفنا المتواضع.‏ (‏امثال ١٨:‏١٢‏)‏ قال يسوع:‏ «من رفع نفسه وُضِع ومن وضع نفسه رُفِع».‏ —‏ متى ٢٣:‏١٢‏.‏

النظرة اللائقة الى الصواب والخطإ

٩ ماذا كانت نظرة يسوع الى الصواب والخطإ؟‏

٩ بقي يسوع «بلا خطية» رغم انه عاش ٣٣ سنة بين اشخاص ناقصين.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٥‏)‏ قال صاحب المزمور في نبوته عن المسيَّا:‏ «أحببتَ البر وأبغضتَ الشر».‏ (‏مزمور ٤٥:‏٧؛‏ عبرانيين ١:‏٩‏)‏ والمسيحيون يحاولون الاقتداء بيسوع في هذا المجال ايضا.‏ فهم لا يعرفون الصواب من الخطإ فحسب،‏ بل ايضا يبغضون الخطأ ويحبون الصواب.‏ (‏عاموس ٥:‏١٥‏)‏ وهذا ما يساعدهم في صراعهم مع ميولهم الخاطئة الموروثة.‏ —‏ تكوين ٨:‏٢١؛‏ روما ٧:‏٢١-‏٢٥‏.‏

١٠ ايّ موقف نعرب عنه اذا مارسنا «الرذائل» دون توبة؟‏

١٠ قال يسوع للفريسي نيقوديموس:‏ «الذي يمارس الرذائل يبغض النور ولا يأتي الى النور،‏ لئلا تُوبَّخ اعماله.‏ وأما الذي يفعل الحق فيأتي الى النور،‏ لكي تظهر اعماله انها عُملَت بحسب الله».‏ (‏يوحنا ٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ ان يسوع هو «النور الحق الذي ينير شتى الناس»،‏ كما اوضح يوحنا.‏ (‏يوحنا ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لكنّ يسوع قال انه اذا مارسنا «الرذائل» —‏ الامور الخاطئة التي لا يرضى عنها الله —‏ نبغض النور.‏ فهل يمكن ان تتخيل شخصا يبغض يسوع ومقاييسه؟‏ هذا هو الموقف الذي يعرب عنه الذين يمارسون الخطية دون توبة.‏ ورغم ان هؤلاء الاشخاص قد لا يعتبرون انفسهم مبغِضين ليسوع ومقاييسه،‏ فمن الواضح ان هذا هو رأي يسوع فيهم.‏

كيف نتبنى نظرة يسوع الى الصواب والخطإ؟‏

١١ اية امور هي ضرورية لنتبنى نظرة يسوع الى الصواب والخطإ؟‏

١١ من الضروري ان نفهم بوضوح ما هو صواب وما هو خطأ من وجهة نظر يهوه.‏ ولا يمكننا نيل هذا الفهم إلا بدرس كلمة الله،‏ الكتاب المقدس.‏ وفيما نقوم بهذا الدرس،‏ يلزم ان نصلّي كما صلّى صاحب المزمور:‏ «طرقك يا يهوه عرّفني،‏ سبلك علّمني».‏ (‏مزمور ٢٥:‏٤‏)‏ ولكن لا ننسَ ان الشيطان ماكر.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏١٤‏)‏ فبإمكانه تمويه الامور الخاطئة بحيث تبدو مقبولة للمسيحيين غير الحذرين.‏ لذلك يلزم ان نتأمل مليًّا في ما نتعلمه ونتبع بدقة مشورة «العبد الامين الفطين».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ فالدرس،‏ الصلاة،‏ والتأمل في ما نتعلمه هي امور تساعدنا ان ننمو الى النضج ونكون بين «الذين بالممارسة صارت قوى ادراكهم مدرَّبة على التمييز بين الصواب والخطإ».‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ عندئذ،‏ نصير ميّالين الى بغض الخطإ ومحبة الصواب.‏

١٢ اية مشورة في الكتاب المقدس تساعدنا ألّا نكون متعدين على الشريعة؟‏

١٢ وإذا كنا نبغض الخطأ،‏ فلن نسمح للرغبة في الامور الخاطئة بأن تنمو في قلوبنا.‏ كتب الرسول يوحنا بعد سنوات عديدة من موت يسوع:‏ «لا تحبوا العالم ولا ما في العالم.‏ إنْ احب احد العالم،‏ فليست فيه محبة الآب،‏ لأن كل ما في العالم —‏ شهوة الجسد وشهوة العيون والتباهي بالمعيشة —‏ ليس من الآب،‏ بل من العالم».‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ لماذا تشكِّل محبة ما في العالم خطرا على المسيحيين؟‏ (‏ب)‏ كيف نتجنب تنمية المحبة لما في العالم؟‏

١٣ قد يفكر البعض:‏ ‹ليس كل شيء في العالم خاطئا›.‏ رغم ان هذا صحيح،‏ من السهل ان يلهينا العالم ومغرياته عن خدمة يهوه.‏ ولا شيء يقدِّمه العالم مصمَّم ليقرِّبنا الى الله.‏ لذلك،‏ اذا نمّينا المحبة لما في العالم،‏ حتى للامور التي قد لا تكون بحدّ ذاتها خاطئة،‏ نعرِّض انفسنا للخطر.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ إضافة الى ذلك،‏ فإن الكثير مما يقدِّمه العالم رديء ويمكن ان يفسدنا.‏ فإذا شاهدنا افلاما او برامج تلفزيونية تركِّز على العنف او المادية او الفساد الادبي الجنسي،‏ تصير هذه الامور مقبولة لدينا،‏ ويمكن ان تشكِّل لاحقا اغراء لنا.‏ وإذا عاشرنا اشخاصا يركِّزون اهتمامهم على تحسين مستوى معيشتهم او التقدم في مجال العمل،‏ فقد يصير ذلك الاهتمام الرئيسي لدينا نحن ايضا.‏ —‏ متى ٦:‏٢٤؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏.‏

١٤ أما اذا كنا نُسَرّ بكلمة الله،‏ فلا تعود «شهوة الجسد وشهوة العيون والتباهي بالمعيشة» تشكِّل ايّ اغراء لنا.‏ وإذا عاشرنا الذين يضعون مصالح ملكوت الله اولا في حياتهم نصير مثلهم،‏ فنحب ما يحبونه ونتجنب ما يتجنبونه.‏ —‏ مزمور ١٥:‏٤؛‏ امثال ١٣:‏٢٠‏.‏

١٥ كيف تقوّينا محبة البرّ وبُغض التعدي على الشريعة،‏ كما حصل مع يسوع؟‏

١٥ ساعد بُغض التعدي على الشريعة ومحبة البرّ يسوع ان يبقى مركِّزا على «الفرح الموضوع امامه».‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏)‏ ويمكن ان يصحّ الامر نفسه فينا.‏ فنحن نعرف ان «العالم يزول وكذلك شهوته» وأن الملذات التي يقدِّمها وقتية،‏ «أما الذي يصنع مشيئة الله فيبقى الى الابد».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ ولأن يسوع فعل مشيئة الله،‏ فسح للبشر مجالا لنيل الحياة الابدية.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٣‏)‏ فلنقتدِ به ولنستفِد من الفرصة التي اتاحها لنا.‏

احتمال الاضطهاد

١٦ لماذا حثّ يسوع أتباعه ان يحبّوا بعضهم بعضا؟‏

١٦ تحدّث يسوع عن طريقة اخرى يمكن من خلالها ان يقتدي تلاميذه به.‏ قال:‏ «هذه هي وصيتي:‏ ان تحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣،‏ ١٧‏)‏ وهنالك اسباب كثيرة لأجلها يحبّ المسيحيون إخوتهم.‏ ولكن عندما تفوه يسوع بالكلمات الآنفة الذكر،‏ كان يفكر بشكل رئيسي في البغض الذي كان المسيحيون سيواجهونه في العالم.‏ فقد قال:‏ «إنْ كان العالم يبغضكم،‏ فأنتم تعرفون انه قد ابغضني قبل ان يبغضكم.‏ .‏ .‏ .‏ ليس عبد اعظم من سيده.‏ إنْ كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم ايضا».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٨،‏ ٢٠‏)‏ فكما اضطُهِد يسوع،‏ سيُضطهَد المسيحيون ايضا.‏ لذلك يجب ان ينمّوا رباط محبة قويا لمساعدتهم على الصمود في وجه البغض.‏

١٧ لماذا يبغض العالم المسيحيين الحقيقيين؟‏

١٧ ولماذا كان العالم سيبغض المسيحيين؟‏ لأنهم «ليسوا جزءا من العالم»،‏ تماما كما كان يسوع.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ فهم حياديون في الشؤون العسكرية والسياسية ويطبِّقون مبادئ الكتاب المقدس،‏ اذ يحترمون قداسة الحياة ويعيشون بمقتضى شرائع ادبية سامية.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏)‏ وأهدافهم الرئيسية هي اهداف روحية لا مادية.‏ ورغم انهم يعيشون في العالم،‏ فهم «لا يستعملونه كاملا»،‏ كما كتب بولس.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣١‏)‏ ومع ان البعض يعبّرون عن إعجابهم بمقاييس شهود يهوه السامية،‏ فإن الشهود لا يسايرون على حساب مبادئهم ليكونوا موضع اعجاب واستحسان الآخرين.‏ نتيجة لذلك،‏ لا يتفهم معظم الناس في العالم موقفهم،‏ وكثيرون منهم يبغضونهم.‏

١٨،‏ ١٩ كيف يتجاوب المسيحيون مع المقاومة والاضطهاد،‏ اقتداء بمثال يسوع؟‏

١٨ رأى رسل يسوع بُغض العالم الشديد بأم عينهم حين اعتُقل يسوع وأُعدِم.‏ ورأوا ايضا كيف تجاوب يسوع مع هذا البغض.‏ فعندما اتى خصوم يسوع الدينيون الى بستان جتسيماني لاعتقاله،‏ حاول بطرس ان يحميه بالسيف.‏ لكنَّ يسوع قال له:‏ «ردّ سيفك الى مكانه،‏ لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون».‏ (‏متى ٢٦:‏٥٢؛‏ لوقا ٢٢:‏٥٠،‏ ٥١‏)‏ في الماضي،‏ كان الاسرائيليون يحاربون اعداءهم بالسيف.‏ لكنَّ الوضع اختلف في ايام يسوع.‏ فملكوت الله ليس «جزءا من العالم» وليست لديه حدود دولية لحمايتها.‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٦‏)‏ فكان بطرس سيصير بعد وقت قصير عضوا في امة روحية،‏ وكل أفراد هذه الامة ستكون مواطنيتهم في السماء.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦؛‏ فيلبي ٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ لهذا السبب،‏ كان على أتباع يسوع مذّاك ان يتجاوبوا مع البغض والاضطهاد كما تجاوب هو.‏ فقد كان شجاعا ومسالِما في آنٍ واحد.‏ وهم ايضا،‏ كان يجب ان يثقوا بيهوه ويتركوا الامور بين يديه ويتّكلوا عليه ليقويهم على الاحتمال.‏ —‏ لوقا ٢٢:‏٤٢‏.‏

١٩ كتب بطرس بعد سنوات:‏ «المسيح تألم لأجلكم،‏ تاركا لكم قدوة لتتبعوا خطواته بدقة.‏ .‏ .‏ .‏ ما كان يردّ الشتم وهو يُشتَم،‏ ولا كان يهدد وهو يتألم،‏ بل بقي مسلِّما امره لمن يدين بالبر».‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ وتماما كما حذَّر يسوع،‏ عانى المسيحيون الاضطهاد العنيف على مرّ السنين.‏ وكما في القرن الاول،‏ يقتدي المسيحيون اليوم ايضا بمثال يسوع ويصنعون سجلا رائعا للاحتمال بأمانة،‏ مبرهنين بذلك انهم محافظون على الاستقامة ومسالمون.‏ (‏رؤيا ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فليقتدِ كل واحد منا بهم حين يواجه المقاومة.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏.‏

‏«البسوا الرب يسوع المسيح»‏

٢٠-‏٢٢ كيف ‹يلبس المسيحيون الرب يسوع المسيح›؟‏

٢٠ كتب بولس الى الجماعة في روما:‏ «البسوا الرب يسوع المسيح،‏ ولا يكن عندكم سابق تخطيط لشهوات الجسد».‏ (‏روما ١٣:‏١٤‏)‏ والمسيحيون ‹يلبسون› يسوع حين يجاهدون للاقتداء بصفاته وتصرفاته بحيث يصيرون انعكاسا لسيّدهم الى الحدّ الممكن للبشر الناقصين.‏ —‏ ١ تسالونيكي ١:‏٦‏.‏

٢١ و ‹لبس الرب يسوع المسيح› يتطلب منا ان نطَّلع جيدا على حياته ونجاهد لنقتدي به في كل اوجه حياته.‏ فيجب ان نقتدي بتواضعه،‏ محبته للبرّ،‏ بُغضه للتعدي على الشريعة،‏ محبته لإخوته،‏ عدم كونه جزءا من العالم،‏ وصبره واحتماله المشقات.‏ ولا يجب ان ‹يكون عندنا سابق تخطيط لشهوات الجسد›.‏ وهذا يعني ان اهتمامنا الرئيسي في الحياة لا ينبغي ان يكون تحقيق اهداف دنيوية او إشباع الرغبات الجسدية.‏ بالاحرى،‏ يجب عند اتِّخاذ قرار ما او حلّ مشكلة معيّنة ان نسأل انفسنا:‏ ‹ماذا كان سيفعل يسوع لو كان مكاني؟‏ ماذا يريد مني ان افعل؟‏›.‏

٢٢ وأخيرا،‏ نحن نقتدي بيسوع حين نبقى مشغولين ‹بالكرازة ببشارة الملكوت›.‏ (‏متى ٤:‏٢٣؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏)‏ فبهذه الطريقة ايضا يتَّبع المسيحيون النموذج الذي وضعه يسوع.‏ والمقالة التالية ستناقش هذا الموضوع.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

‏• لماذا من المهم ان يكون المسيحي متواضعا؟‏

‏• كيف نتبنى النظرة الصائبة الى الصواب والخطإ؟‏

‏• كيف يقتدي المسيحيون بيسوع في التجاوب مع المقاومة والاضطهاد؟‏

‏• كيف ‹نلبس الرب يسوع المسيح›؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

وضع يسوع نموذجا كاملا للتواضع

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

التواضع ضروري في كل مجالات حياتنا المسيحية،‏ بما في ذلك الكرازة

‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

بإمكان الشيطان ان يجعل التسلية غير اللائقة تبدو مقبولة للمسيحي

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

تقوّينا المحبة لإخوتنا على الصمود في وجه المقاومة