الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه يفعل دائما ما هو بارّ وصائب

يهوه يفعل دائما ما هو بارّ وصائب

يهوه يفعل دائما ما هو بارّ وصائب

‏«يهوه بارّ في كل طرقه».‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٧‏.‏

١ كيف يشعر المرء عندما يتوصل احد الى استنتاج خاطئ عنه،‏ وأيّ درس نتعلمه من هذا الايضاح؟‏

هل سبق ان توصل احد الى استنتاج خاطئ عنك،‏ ربما بالشكّ في تصرفاتك او دوافعك،‏ دون ان يعرف الوقائع كاملة؟‏ لا شك ان ذلك آلمك كثيرا،‏ وهذا امر طبيعي.‏ نتعلم من هذا الايضاح درسا مهمّا:‏ من الحكمة عدم الاسراع في التوصل الى استنتاجات عندما لا نكون ملمّين بكل الوقائع.‏

٢،‏ ٣ ايّ موقف يتّخذه البعض حين يقرأون في الكتاب المقدس روايات لا تتضمن تفاصيل كافية للاجابة عن كل اسئلتهم،‏ ولكن ماذا يخبرنا الكتاب المقدس عن يهوه؟‏

٢ يحسن بنا ان نتذكر هذا الدرس في مجال التوصل الى استنتاجات عن يهوه الله.‏ ولماذا؟‏ لأن الكتاب المقدس يحتوي على بعض الروايات التي قد تبدو للوهلة الاولى محيِّرة.‏ فهذه الروايات —‏ ربما عن تصرفات بعض عبّاد الله او عن احكام دينونته في الماضي —‏ لا تتضمن تفاصيل كافية للاجابة عن كل اسئلتنا.‏ ومن المؤسف ان البعض ينتقدون هذه الروايات،‏ حتى انهم يصلون الى درجة الشك في برّ الله وعدله.‏ لكنَّ كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ تخبرنا ان «يهوه بارّ في كل طرقه».‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٧‏)‏ كما تؤكد لنا انه «لا يفعل شرّا».‏ (‏ايوب ٣٤:‏١٢؛‏ مزمور ٣٧:‏٢٨‏)‏ فكم يؤلمه دون شك ان يتوصل الناس الى استنتاجات خاطئة عنه!‏

٣ لنستعرض الآن خمسة اسباب تدفعنا الى الاعتراف بصواب احكام يهوه.‏ ثم،‏ فيما نبقي هذه الاسباب في ذهننا،‏ لنناقش روايتَين تردان في الكتاب المقدس قد يستصعب البعض فهمهما.‏

لماذا ينبغي ان نعترف بصواب احكام يهوه؟‏

٤ لماذا ينبغي ان نكون محتشمين عند التأمل في ما يفعله الله،‏ وأيّ مثل يُظهِر ذلك؟‏

٤ اولا،‏ لأن يهوه يعرف كل الوقائع التي لا نعرفها نحن عن امر ما،‏ ينبغي ان نكون محتشمين عند التأمل في ما يفعله الله.‏ للايضاح:‏ تخيّل ان قاضيا معروفا بقراراته المتجرّدة قد اصدر حكما في احدى القضايا.‏ فما رأيك اذا انتقد احد هذا الحكم دون الالمام بكل الوقائع او الاطلاع جيدا على القوانين ذات العلاقة؟‏ من الحماقة ان ينتقد احد امرا ما اذا لم يكن على عِلم تام بالمسألة.‏ (‏امثال ١٨:‏١٣‏)‏ فكم هي حماقة اكبر ان ينتقد البشر الوضعاء «ديّان كل الارض»!‏ —‏ تكوين ١٨:‏٢٥‏.‏

٥ ماذا ينبغي ان نتذكر عندما نقرأ روايات الكتاب المقدس عن احكام الله على بعض الاشخاص؟‏

٥ والسبب الثاني للاعتراف بصواب احكام الله هو ان بإمكانه معرفة خفايا القلوب،‏ الامر غير المستطاع لدى البشر.‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏٧‏)‏ تقول كلمته:‏ «انا،‏ يهوه،‏ فاحص القلب وممتحن الكلى،‏ لأعطي كل واحد بحسب طرقه،‏ بحسب ثمر اعماله».‏ (‏ارميا ١٧:‏١٠‏)‏ لذلك،‏ عندما نقرأ روايات الكتاب المقدس عن احكام الله على بعض الاشخاص،‏ لنتذكر ان عينَيه اللتَين تريان كل شيء قد اخذتا في الاعتبار الافكار والدوافع والنوايا الخفية التي لا تُذكَر في كلمته.‏ —‏ ١ أخبار الايام ٢٨:‏٩‏.‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ كيف برهن يهوه انه يلتصق بمقاييسه العادلة والبارّة حتى لو كلّفه ذلك غاليا؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينبغي ان نتذكر اذا قرأنا شيئا في الكتاب المقدس يجعلنا نشكّ في عدل وصواب طريقة الله في التصرف؟‏

٦ لاحِظ السبب الثالث للاعتراف بصواب احكام الله:‏ انه يلتصق بمقاييسه البارّة حتى لو كلّفه ذلك غاليا.‏ مثلا،‏ كان يهوه يلتصق بمقاييسه العادلة والبارّة عندما قدّم ابنه ذبيحة لإنقاذ البشر الطائعين من الخطية والموت.‏ (‏روما ٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ولكن لا شك ان رؤية ابنه الحبيب يتعذب ويموت على خشبة آلام قد سببت له اعظم الم على الاطلاق.‏ فماذا يخبرنا ذلك عنه؟‏ يقول الكتاب المقدس ان «الفداء الذي تمّ بالمسيح يسوع .‏ .‏ .‏ كان .‏ .‏ .‏ للإعراب عن برّ الله».‏ (‏روما ٣:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ وتنقل ترجمة اخرى روما ٣:‏٢٥ كما يلي:‏ «لقد اظهر ذلك ان الله يفعل دائما ما هو صائب وعادل».‏ (‏ترجمة القرن الجديد،‏ بالانكليزية)‏ نعم،‏ ان الحدّ الذي كان يهوه على استعداد لبلوغه يُظهِر انه يقدِّر «ما هو صائب وعادل» غاية التقدير.‏

٧ لذلك اذا قرأنا شيئا في الكتاب المقدس يجعل البعض يشكّون في عدل وصواب طريقة الله في التصرف،‏ ينبغي ان نتذكر ما يلي:‏ اذا سمح يهوه بأن يموت ابنه ميتة أليمة بسبب ولائه لمقاييسه البارّة،‏ فهل ينتهك هذه المقاييس في قضايا اخرى؟‏ في الواقع،‏ لا ينتهك يهوه ابدا مقاييسه البارّة والعادلة.‏ وهذا يمنحنا سببا وجيها للاقتناع انه يفعل دائما ما هو صائب وعادل.‏ —‏ ايوب ٣٧:‏٢٣‏.‏

٨ لماذا من التناقض ان يظن البشر ان يهوه ينقصه العدل والبرّ؟‏

٨ لنتأمل في سبب رابع للاعتراف بصواب احكام يهوه:‏ لقد صنع يهوه الانسان على صورته.‏ (‏تكوين ١:‏٢٧‏)‏ فقد مُنح البشر صفات كصفات الله،‏ بما فيها الاحساس بالعدل والبرّ.‏ ولكن من التناقض ان يجعلنا إحساسنا بالعدل والبرّ نظن ان يهوه تنقصه هاتان الصفتان نفسهما.‏ لذلك اذا حيَّرتنا احدى روايات الكتاب المقدس،‏ يلزم ان نتذكر ان إحساسنا بالعدل والصواب هو ناقص بسبب خطيتنا الموروثة.‏ أما يهوه الله،‏ الذي صُنعنا على صورته،‏ فهو كامل في عدله وبرّه.‏ (‏تثنية ٣٢:‏٤‏)‏ فمن غير المنطقي البتة التفكير ان البشر يمكن ان يكونوا عادلين وأبرارا اكثر من الله.‏ —‏ روما ٣:‏٤،‏ ٥؛‏ ٩:‏١٤‏.‏

٩،‏ ١٠ لماذا ليس يهوه مُجبَرا على شرح او تبرير افعاله للبشر؟‏

٩ أما السبب الخامس للاعتراف بصواب احكام يهوه فهو انه «العليّ على كل الارض».‏ (‏مزمور ٨٣:‏١٨‏)‏ لذلك فإن يهوه ليس مُجبَرا على شرح او تبرير افعاله للبشر.‏ انه الخزّاف العظيم،‏ ونحن بين يديه كآنية من طين يصوغنا هو كما يشاء.‏ (‏روما ٩:‏١٩-‏٢١‏)‏ فمَن نحن لنشكّ في قراراته وأعماله؟‏!‏ عندما اساء الاب الجليل ايوب فهم تعاملات الله مع البشر،‏ قوّم يهوه تفكيره قائلا:‏ «أتُراك حقا تُبطِل عدلي؟‏ أتنسبني الى الشر لتكون محقا؟‏».‏ فتاب ايوب لاحقا عندما ادرك انه تكلم بلا فهم.‏ (‏ايوب ٤٠:‏٨؛‏ ٤٢:‏٦‏)‏ فلنتعلم من ذلك ولا نرتكب ابدا خطية انتقاد الله!‏

١٠ كما يتّضح،‏ لدينا اسباب وجيهة للثقة بأن يهوه يفعل دائما ما هو صائب.‏ وفيما نبقي في بالنا هذا الاساس لفهم طرق الله،‏ لنناقش الآن روايتَين في الكتاب المقدس قد تحيّران البعض.‏ تشمل الرواية الاولى ما فعله احد عبّاد يهوه،‏ أما الثانية فتشمل تنفيذ الله حكمه في احد الاشخاص.‏

لماذا يعطي لوط ابنتَيه للجمع المهتاج؟‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ ماذا حدث عندما ارسل الله ملاكَين متجسدَين الى سدوم؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تنشأ عن هذه الرواية في اذهان البعض؟‏

١١ نقرأ في التكوين الاصحاح ١٩ الرواية التي تخبرنا ماذا حدث عندما ارسل الله ملاكَين متجسدَين الى سدوم.‏ فقد الحّ لوط على الزائرَين ان ينزلا في بيته.‏ ولكن في تلك الليلة،‏ احاط جمع من رجال المدينة بالبيت وطلبوا ان يُخرِج لوط الزائرَين اليهم لمقاصد فاسدة ادبيا.‏ فحاول لوط ان يقنعهم بالعدول عمّا يفكرون فيه ولكن دون جدوى.‏ ففي محاولة لحماية ضيفَيه،‏ قال:‏ «اسألكم ألّا تفعلوا شرّا،‏ يا إخوتي.‏ هوذا لي ابنتان لم تضطجعا مع رجل.‏ أُخرجهما اليكم،‏ فافعلوا بهما كما يحسن في اعينكم.‏ أما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا،‏ لأنهما لهذا دخلا تحت ظل سقفي».‏ لكنَّ الجمع لم يصغِ وكادوا يكسرون الباب.‏ وأخيرا،‏ ضرب الملاكان هذا الجمع المهتاج بالعمى.‏ —‏ تكوين ١٩:‏١-‏١١‏.‏

١٢ لقد اثارت هذه الرواية التساؤلات في اذهان البعض.‏ مثلا:‏ ‹كيف يُعقَل ان يحمي لوط ضيفَيه بإعطاء ابنتَيه للجمع الفاسد؟‏ ألم يتصرف تصرفا غير لائق يدلّ انه جبان؟‏›.‏ نظرا الى هذه الرواية،‏ لماذا اوحى الله الى بطرس ان يصف لوطا بأنه «بارّ»؟‏ وهل كان الله موافقا على تصرف لوط؟‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ لنحلِّل معا هذه المسألة لئلا نتسرع في التوصل الى استنتاجات خاطئة.‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ ايّ امر من الجدير ملاحظته بشأن رواية الكتاب المقدس عن احد الاجراءات التي اتَّخذها لوط؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُظهِر ان لوطا لم يتصرف تصرفا يدلّ انه جبان؟‏

١٣ في البداية،‏ من الجدير بالذكر انه بدلا من الموافقة على اعمال لوط او إدانتها،‏ يسرد الكتاب المقدس الحوادث التي جرت ليس إلا.‏ كما انه لا يخبرنا بما كان يجول في ذهن لوط او ماذا دفعه الى اتِّخاذ هذا الاجراء.‏ ونأمل ان يكشف لوط تفاصيل هذه الرواية عندما يعود في «قيامة الابرار».‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏.‏

١٤ ولوط لم يكن جبانا على الاطلاق.‏ فقد كان في وضع حرج.‏ وبالقول ان زائرَيه «دخلا تحت ظل» سقفه،‏ عنى انه شعر ان من واجبه تزويدهما بالحماية والملجإ.‏ لكنَّ ذلك لم يكن سهلا.‏ يذكر المؤرخ اليهودي يوسيفوس ان اهل سدوم كانوا «يظلمون الناس،‏ ولا يتّقون الله .‏ .‏ .‏ كانوا يكرهون الغرباء،‏ ويسيئون الى انفسهم بالممارسات السدومية».‏ إلا ان لوطا لم يخَف من الجمع الملآن كراهية،‏ بل خرج الى هؤلاء الرجال المحتدمين غيظا وحاول إقناعهم.‏ حتى انه «اغلق الباب وراءه».‏ —‏ تكوين ١٩:‏٦‏.‏

١٥ لماذا يمكن القول ان لوطا كان على الارجح يعمل بإيمان؟‏

١٥ رغم ذلك،‏ قد يسأل البعض:‏ ‹لماذا يعطي لوط ابنتَيه للجمع؟‏›.‏ بدلا من الافتراض ان دوافعه رديئة،‏ لمَ لا نحلِّل معا بعض الاحتمالات؟‏ اولا،‏ على الارجح،‏ كان لوط يعمل بإيمان.‏ وكيف ذلك؟‏ لا شك انه عرف كيف حمى يهوه سارة،‏ امرأة عمه ابراهيم.‏ فسارة كانت جميلة جدا،‏ لذلك طلب منها ابراهيم ان تقول انه اخوها خوفا من ان يقتله احد لكي يأخذها.‏ * نتيجة لذلك،‏ أُخذَت سارة الى بيت فرعون.‏ لكنَّ يهوه تدخل ومنع فرعون من اتِّخاذها زوجة له.‏ (‏تكوين ١٢:‏١١-‏٢٠‏)‏ ولربما كان لوط واثقا بأن يهوه سيحمي ابنتَيه بطريقة مماثلة.‏ ومن الجدير بالذكر ان يهوه تدخل فعلا بواسطة الملاكَين وجرت حماية الشابتَين.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ بأية طريقة ربما حاول لوط ان يصدم رجال سدوم او يربكهم؟‏ (‏ب)‏ مهما كان تفكير لوط،‏ فبأيّ امر يمكننا ان نثق؟‏

١٦ لنناقش احتمالا آخر.‏ لربما كان لوط يحاول ان يصدم الرجال او يربكهم.‏ فلربما اعتقد ان الجمع لن يحسّوا برغبة جنسية تجاه ابنتيه لأن اهل سدوم كانوا مضاجعي نظير.‏ (‏يهوذا ٧‏)‏ اضافة الى ذلك،‏ كانت الشابتان مخطوبتَين لرجلَين من المدينة.‏ لذلك لا بد ان هذا الجمع تضمن اقرباء صهرَيه العتيدَين او اصدقاءهما او شركاءهما في العمل.‏ (‏تكوين ١٩:‏١٤‏)‏ ولربما كان يأمل ان تدفع هذه الروابط بعض الرجال بين الجمع الى التكلم دفاعا عن ابنتَيه،‏ مما قد يؤدي الى انقسامهم.‏ وهكذا،‏ لن يشكِّلوا خطرا كبيرا على الشابتَين.‏ *

١٧ ولكن مهما كانت افكار لوط ودوافعه،‏ يمكننا الثقة بما يلي:‏ بما ان يهوه يفعل دائما ما هو صائب،‏ فلا شك ان لديه سببا وجيها ليعتبر لوطا شخصا ‹بارّا›.‏ وبالنظر الى تصرفات هذا الجمع المهتاج في سدوم،‏ هل يبقى لدينا ادنى شك في ان يهوه كان مبرَّرا تماما عندما نفّذ الدينونة في سكان هذه المدينة الاشرار؟‏ —‏ تكوين ١٩:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

لماذا ضرب يهوه عُزّة وقتله؟‏

١٨ (‏أ)‏ ماذا حدث عندما حاول داود ان يجلب تابوت العهد الى اورشليم؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال تنشئه هذه الرواية؟‏

١٨ ان الرواية الثانية التي قد تبدو محيِّرة هي عن محاولة داود ان يجلب تابوت العهد الى اورشليم.‏ فتابوت العهد كان موضوعا على عَجَلة يسوقها عُزّة وأخوه.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «وصلوا اخيرا الى بيدر ناخون،‏ فمدّ عُزّة يده الى تابوت الله وأمسكه،‏ لأن الثيران كادت تتسبب بانقلابه.‏ فاحتدم غضب يهوه على عُزّة وضربه الله هناك بسبب استهانته،‏ فمات عند تابوت الله».‏ ولكن بعد عدة اشهر جرت محاولة اخرى لنقل تابوت العهد.‏ وقد نجحت هذه المحاولة لأنها جرت بالطريقة التي حدّدها الله:‏ حمل التابوت على اكتاف اللاويين من بني قهات.‏ (‏٢ صموئيل ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ عدد ٤:‏١٥؛‏ ٧:‏٩؛‏ ١ أخبار الايام ١٥:‏١-‏١٤‏)‏ لذلك قد يسأل البعض:‏ ‹لماذا كان ردّ فعل يهوه قويا الى هذا الحدّ؟‏ فكل ما فعله عُزّة هو انه حاول الحؤول دون سقوط التابوت›.‏ يحسن بنا ان نلاحظ بعض التفاصيل لئلا نتسرع ونتوصل الى استنتاجات خاطئة.‏

١٩ لماذا حاشا ليهوه من إتيان الظلم؟‏

١٩ اولا،‏ يجب ان نتذكر انه حاشا ليهوه من إتيان الظلم.‏ (‏ايوب ٣٤:‏١٠‏)‏ فهذا يعني انه تنقصه المحبة.‏ لكننا نعرف من درسنا للكتاب المقدس ككلّ ان «الله محبة».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ كما ان الاسفار المقدسة تخبرنا بأن «البرّ والعدل مقرّ عرش» الله.‏ (‏مزمور ٨٩:‏١٤‏)‏ لذلك اذا كان يهوه ظالما،‏ فإنه يقوِّض الركيزة الاساسية لحكمه.‏ فهل يُعقَل ان يفعل ذلك؟‏!‏

٢٠ لماذا كان ينبغي ان يكون عُزّة مطّلعا على الفرائض المتعلقة بتابوت العهد؟‏

٢٠ ثانيا،‏ لا ننسَ ان عُزّة كان يجب ان يعرف ان ذلك خاطئ.‏ فالتابوت كان يمثِّل حضور يهوه.‏ وقد نهَت الشريعة الاشخاص غير المُجاز لهم ان يمسّوه،‏ محذِّرة بوضوح ان الذين ينتهكون هذه الوصية سيُعاقَبون بالموت.‏ (‏عدد ٤:‏١٨-‏٢٠؛‏ ٧:‏٨٩‏)‏ فلم تكن مهمة نقل هذا التابوت المقدس امرا يمكن الاستخفاف به.‏ ومن الواضح ان عُزّة كان لاويا (‏رغم انه لم يكن كاهنا)‏،‏ لذلك كان ينبغي ان يكون مطَّلعا على الشريعة.‏ اضافة الى ذلك،‏ كان تابوت العهد قد نُقِل قبل سنوات الى بيت ابيه لحمايته.‏ (‏١ صموئيل ٦:‏٢٠–‏٧:‏١‏)‏ وقد بقي هناك نحو ٧٠ سنة حتى قرَّر داود نقله.‏ فعلى الارجح،‏ كان عُزّة يعرف منذ الطفولية الشرائع المتعلقة بالتابوت.‏

٢١ عند التفكير في رواية عُزّة،‏ لماذا من المهم ان نتذكر ان يهوه يعرف الدوافع القلبية؟‏

٢١ كما ذكرنا سابقا،‏ بإمكان يهوه معرفة خفايا القلوب.‏ فبما ان كلمته تصف ما فعله عُزّة بأنه ‹استهانة›،‏ فلربما رأى يهوه ان عُزّة لديه دافع اناني رغم ان ذلك لم يرِد بالتحديد في الرواية.‏ فهل كان عُزّة رجلا مجترئا يتخطى حدوده؟‏ (‏امثال ١١:‏٢‏)‏ او هل شعر بالغرور والاهمية لأنه كان يسوق امام الجميع العَجَلة التي تحمل التابوت الذي كانت عائلته تحتفظ به في السرّ؟‏ (‏امثال ٨:‏١٣‏)‏ او هل كانت تنقصه الثقة بالله بحيث ظنّ ان يهوه لا يمكنه ان يحمي التابوت المقدس الذي يمثِّل حضوره؟‏ مهما كان الوضع،‏ يمكننا الثقة بأن يهوه فعل ما هو صائب.‏ فقد رأى على الارجح شيئا في قلب عُزّة جعله ينفِّذ فورا حكم الدينونة فيه.‏ —‏ امثال ٢١:‏٢‏.‏

اساس راسخ للثقة

٢٢ كيف يكون حذف كلمة الله لبعض التفاصيل دليلا على حكمة يهوه؟‏

٢٢ تحذف كلمة الله احيانا بعض التفاصيل.‏ وهذا دليل على حكمة يهوه التي لا تُضاهى،‏ لأنه بهذه الطريقة يتيح لنا الفرصة لنُظهِر ثقتنا به.‏ أفلا يتَّضح لنا مما ناقشناه ان هنالك اسبابا وجيهة للاعتراف بصواب احكام يهوه؟‏ نعم،‏ فعندما ندرس كلمة الله بقلب مخلص وعقل منفتح،‏ نتعلم امورا كثيرة عن يهوه تُقنعنا انه يفعل دائما ما هو عادل وصائب.‏ لذلك اذا كانت احدى روايات الكتاب المقدس تنشئ لدينا بعض الاسئلة،‏ فلنثق كاملا بأن يهوه فعل ما هو صائب.‏

٢٣ اية ثقة يمكننا امتلاكها في ما يتعلق بأعمال يهوه المستقبلية؟‏

٢٣ يمكننا ايضا امتلاك الثقة عينها في ما يتعلق بأعمال يهوه المستقبلية.‏ لذلك،‏ لنكن على يقين انه عندما يأتي يهوه لتنفيذ الدينونة في الضيق العظيم الوشيك،‏ ‹لن يهلك البارّ مع الشرير›.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢٣‏)‏ فمحبته للبرّ والعدل ستمنعه من ذلك.‏ كما يمكننا ايضا ان نثق ثقة تامة بأنه سيسدّ كل حاجاتنا على احسن وجه في العالم الجديد القادم.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 15‏ كان خوف ابراهيم مبرَّرا.‏ فإحدى اوراق البردي القديمة تُخبِر ان احد الفراعنة جعل رجالا مسلّحين يُمسكون بامرأة جميلة ويقتلون زوجها.‏

^ ‎الفقرة 16‏ من اجل المزيد من المعلومات،‏ انظر برج المراقبة،‏ عدد ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٧٩،‏ الصفحة ٣١،‏ بالانكليزية.‏

هل تذكرون؟‏

‏• اية اسباب تدفعنا الى الاعتراف بصواب احكام يهوه؟‏

‏• ماذا يساعدنا على عدم التوصل الى الاستنتاج الخاطئ بشأن إعطاء لوط ابنتَيه للجمع المهتاج؟‏

‏• اية عوامل تساعدنا ان نفهم لماذا ضرب يهوه عُزّة وقتله؟‏

‏• اية ثقة يمكننا امتلاكها بشأن اعمال يهوه المستقبلية؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏