الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنتَّكل على كلمة يهوه

لنتَّكل على كلمة يهوه

لنتَّكل على كلمة يهوه

‏«اتَّكلت على كلمتك».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٤٢‏.‏

١ ماذا يمكن القول عن هوية وموقف كاتب المزمور ١١٩‏؟‏

كان كلام يهوه عزيزا على قلب كاتب المزمور ١١٩ الذي ربما كان حزقيا،‏ احد الامراء في يهوذا.‏ فالمشاعر المعبَّر عنها في هذه الترنيمة الموحى بها تنسجم مع موقف حزقيا الذي «التصق بيهوه» عندما كان ملكا على يهوذا.‏ (‏٢ ملوك ١٨:‏٣-‏٧‏)‏ لكنَّ الامر الاكيد هو ان المؤلف كان يدرك حاجته الروحية.‏ —‏ متى ٥:‏٣‏.‏

٢ ما هو محور المزمور ١١٩‏،‏ وبأية طريقة نُظِمت هذه الترنيمة؟‏

٢ يُبرِز المزمور ١١٩ نقطة مهمة:‏ قيمة كلام الله،‏ او رسالته.‏ * ولتكون هذه الترنيمة سهلة التذكر،‏ نظمها المؤلف بترتيب ابجدي.‏ فهي تحتوي على ١٧٦ بيتا في ٢٢ مقطعا.‏ ويتضمن كل مقطع ٨ ابيات يبتدئ كلٌّ منها بالحرف الابجدي العبراني نفسه.‏ في هذا المزمور،‏ ترِد اشارات الى كلام الله،‏ شريعته،‏ مذكِّراته،‏ طرُقه،‏ اوامره،‏ فرائضه،‏ وصاياه،‏ احكامه،‏ اقواله،‏ وسُنَنه.‏ وفي هذه المقالة والمقالة التالية،‏ سنناقش المزمور ١١٩ على ضوء ترجمة دقيقة لنص الكتاب المقدس العبراني.‏ وإذ نتأمل في حوادث تشمل خداما ليهوه في الماضي والحاضر،‏ ينبغي ان يعمق فهمنا للترنيمة الموحى بها من الله ويزداد تقديرنا لكلمة الله المكتوبة،‏ الكتاب المقدس.‏

الطاعة لكلام الله تجلب لنا السعادة

٣ ماذا يعني ان يكون المرء بلا عيب،‏ وأيّ مثال يوضح ذلك؟‏

٣ تأتي السعادة الحقيقية من السير في شريعة يهوه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١-‏٨‏)‏ فإذا فعلنا ذلك يعتبرنا يهوه ‹بلا عيب في طريقنا›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١‏)‏ وكوننا بلا عيب لا يعني اننا كاملون،‏ بل اننا نسعى جاهدين لفعل مشيئة يهوه.‏ مثلا،‏ كان نوح رجلا «لا عيب فيه بين معاصريه» وكان ‹يسير مع الله›.‏ وقد نجا هذا الاب الجليل الامين هو وعائلته من الطوفان لأن مسلك حياته كان منسجما مع مطالب يهوه.‏ (‏تكوين ٦:‏٩؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢٠‏)‏ على نحو مماثل،‏ تتوقف نجاتنا من نهاية هذا العالم على ‹حفْظ اوامر الله جيدا›،‏ اي فعل مشيئته.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٤‏.‏

٤ علامَ يتوقف نجاحنا وسعادتنا؟‏

٤ لن يتركنا يهوه ابدا اذا ‹حمدناه باستقامة قلب وحفظنا فرائضه›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٧،‏ ٨‏)‏ فهو لم يتخلَّ عن القائد الاسرائيلي يشوع الذي طبَّق المشورة ان ‹يقرأ في سفر الشريعة نهارا وليلا ليعمل بحسب كل ما هو مكتوب فيه›.‏ وهذا ما جعله ينجح ومكّنه من العمل بحكمة.‏ (‏يشوع ١:‏٨‏)‏ ففي اواخر حياته،‏ كان لا يزال يحمد الله واستطاع ان يذكِّر الاسرائيليين:‏ «انتم تعلمون بكل قلوبكم وبكل نفوسكم انه لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي كلمكم به يهوه الهكم».‏ (‏يشوع ٢٣:‏١٤‏)‏ ومثل يشوع وكاتب المزمور ١١٩‏،‏ نشعر بالسعادة اذا سبَّحنا يهوه واتّكلنا على كلمته.‏

كلام يهوه يبقينا طاهرين

٥ (‏أ)‏ كيف يمكن للمرء ان يبقى طاهرا روحيا؟‏ (‏ب)‏ اية امور تساعد الحدث الذي ارتكب خطية خطيرة؟‏

٥ يمكننا ان نكون طاهرين روحيا اذا بقينا متيقظين حسب كلام الله.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩-‏١٦‏)‏ وهذا امر ممكن حتى لو لم يرسم لنا والدونا مثالا حسنا.‏ فحزقيا ‹طهَّر طريقه›،‏ ربما من التأثيرات الوثنية،‏ رغم ان اباه كان عابد اصنام.‏ ولكن ماذا لو ارتكب احد خدام الله الاحداث خطية خطيرة؟‏ ان التوبة،‏ الصلاة،‏ المساعدة من والدَيه،‏ والعون الحبي الذي يقدّمه له الشيوخ المسيحيون هي امور تساعده ان يطهِّر طريقه ويبقى متيقظا على غرار حزقيا.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٣-‏١٥‏.‏

٦ اية امرأتَين ‹طهَّرتا طريقهما وبقيتا متيقظتَين حسب كلام الله›؟‏

٦ عاشت راحاب وراعوث قبل كتابة المزمور ١١٩‏،‏ لكنهما هما ايضا ‹طهَّرتا طريقهما›.‏ فرغم ان راحاب كانت بغيًّا كنعانية،‏ فقد صارت عابدة ليهوه وعُرفت بإيمانها.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ كما ان راعوث الموآبية تركت آلهتها وصارت عابدة ليهوه تطيع شريعته لأمة اسرائيل.‏ (‏راعوث ١:‏١٤-‏١٧؛‏ ٤:‏٩-‏١٣‏)‏ وهاتان المرأتان غير الاسرائيليتَين كلتاهما ‹بقيتا متيقظتَين حسب كلام الله› ونالتا الامتياز الرائع ان يتحدر يسوع المسيح منهما.‏ —‏ متى ١:‏١،‏ ٤-‏٦‏.‏

٧ كيف رسم لنا دانيال والاحداث العبرانيون الثلاثة مثالا رائعا في المحافظة على الطهارة الروحية؟‏

٧ رغم ان «ميل قلب الانسان شرير منذ حداثته»،‏ بإمكان الاحداث ان يسلكوا بطهارة حتى في هذا العالم الفاسد الذي يسيطر عليه الشيطان.‏ (‏تكوين ٨:‏٢١؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ ودانيال ورفقاؤه العبرانيون الثلاثة الذين كانوا مسبيين في بابل هم خير مثال على ذلك.‏ فقد ‹بقوا متيقظين حسب كلام الله›،‏ اذ رفضوا ان يتنجسوا «بأطعمة الملك الفاخرة».‏ (‏دانيال ١:‏٦-‏١٠‏)‏ فالبابليون كانوا يأكلون حيوانات نجسة حرّمتها الشريعة الموسوية.‏ (‏لاويين ١١:‏١-‏٣١؛‏ ٢٠:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ ولم يكن من عادتهم استنزاف دم الحيوانات التي يقتلونها.‏ لكنَّ تناول اللحم الذي لم يُستنزَف دمه كان انتهاكا لشريعة الله المتعلقة بالدم.‏ (‏تكوين ٩:‏٣،‏ ٤‏)‏ فلا عجب اذًا ان يرفض العبرانيون الاربعة الاكل من اطعمة الملك الفاخرة!‏ وهكذا،‏ حافظ هؤلاء الاحداث الاتقياء على الطهارة الروحية.‏ وبفعلهم ذلك،‏ رسموا لنا مثالا رائعا لنقتدي به.‏

كلام الله يساعدنا لنحافظ على الامانة

٨ ايّ موقف وأية معرفة لازمان لفهم وتطبيق شريعة الله؟‏

٨ ان احد العوامل المهمة للبقاء امناء ليهوه هو ان يكون لدينا شغف بكلمته.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٧-‏٢٤‏)‏ فإذا كنا مثل كاتب المزمور فسنتوق الى فهم «الامور العجيبة» من شريعة الله،‏ ‹نتشوق دائما الى احكام يهوه›،‏ وتكون ‹مذكِّراته هي شغفنا›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٨،‏ ٢٠،‏ ٢٤‏)‏ فهل ‹ننمّي شوقا الى حليب الكلمة غير المغشوش›،‏ حتى لو لم يمضِ على انتذارنا ليهوه سوى فترة قصيرة؟‏ (‏١ بطرس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فيلزم ان نفهم تعاليم الكتاب المقدس الاولية بغية فهم وتطبيق شريعة الله بشكل افضل.‏

٩ كيف ينبغي ان نتجاوب اذا تضاربت شريعة الله مع مطالب الناس؟‏

٩ ربما يكون لدينا شغف بمذكِّرات الله.‏ ولكن ماذا لو تكلَّم علينا «الرؤساء» لسبب ما؟‏ (‏مزمور ١١٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ كثيرا ما يحاول اشخاص في السلطة إجبارنا على وضع شرائع البشر فوق شريعة الله.‏ فماذا نفعل اذا تضاربت مطالب الناس مع مشيئة الله؟‏ ان شغفنا بكلمة الله سيساعدنا على البقاء امناء ليهوه.‏ فعلى غرار رسل يسوع المسيح المضطهَدين،‏ سوف نقول:‏ «ينبغي ان يُطاع الله حاكما لا الناس».‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٩‏.‏

١٠،‏ ١١ كيف يمكننا المحافظة على الاستقامة امام يهوه حتى في احلك الظروف؟‏

١٠ يمكننا البقاء امناء ليهوه حتى في احلك الظروف.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٢٥-‏٣٢‏)‏ وإذا اردنا المحافظة على استقامتنا امام الله،‏ يجب ان نكون مستعدين للتعلّم وأن نصلي بإخلاص طلبا لإرشاده.‏ كما يجب ان نختار «طريق الامانة».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٢٦،‏ ٣٠‏.‏

١١ فحزقيا —‏ الذي ربما كتب المزمور ١١٩ —‏ اختار «طريق الامانة»،‏ رغم انه كان مُحاطا بعبدة الآلهة الباطلة وربما كان موضع سخرية اعضاء البلاط الملكي.‏ وبسبب هذه الظروف على الارجح،‏ ‹أرِقَت نفسه من الحزن›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٢٨‏)‏ لكنه اتّكل على الله،‏ كان ملكا صالحا،‏ و «فعل ما هو صائب في عيني يهوه».‏ (‏٢ ملوك ١٨:‏١-‏٥‏)‏ نحن ايضا،‏ يمكننا احتمال المحن والمحافظة على استقامتنا اذا اتّكلنا على الله.‏ —‏ يعقوب ١:‏٥-‏٨‏.‏

كلام الله يمنحنا الشجاعة

١٢ كيف يمكننا ان نطبِّق المزمور ١١٩:‏٣٦،‏ ٣٧‏؟‏

١٢ ان اتِّباع إرشاد كلام الله يمنحنا الشجاعة لمواجهة مصاعب الحياة.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٣٣-‏٤٠‏)‏ ونحن نطلب بتواضع ان يرشدنا يهوه ويعلِّمنا لكي نتمكن من حفْظ شريعته ‹بكل قلبنا›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ فكصاحب المزمور،‏ نطلب من الله:‏ «أمِل قلبي الى مذكِّراتك،‏ لا الى المكاسب»،‏ اي الى مكاسب الظلم.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٣٦‏)‏ وكالرسول بولس،‏ نحن «نسلك حسنا في كل شيء».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٨‏)‏ مثلا،‏ اذا اراد صاحب العمل ان نقوم بعمل غير نزيه،‏ نستجمع الجرأة للالتصاق بإرشادات الله.‏ ولا شك ان يهوه سيباركنا دائما على مسلكنا هذا.‏ فهو يساعدنا ان نسيطر على كل الرغبات الخاطئة.‏ لذلك لنصلِّ:‏ «حوِّل عينَي عن النظر الى الباطل».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٣٧‏)‏ فنحن لا نريد مطلقا ان يكون ايّ شيء باطل يبغضه الله جذابا في نظرنا.‏ (‏مزمور ٩٧:‏١٠‏)‏ وهذا الموقف يدفعنا الى تجنب امور مثل الفن الاباحي والممارسات الارواحية.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ رؤيا ٢١:‏٨‏.‏

١٣ كيف نال تلاميذ يسوع المضطهَدون الشجاعة اللازمة للشهادة بجرأة؟‏

١٣ تمنحنا المعرفة الدقيقة لكلمة الله الثقة لنشهد بشجاعة.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤١-‏٤٨‏)‏ ونحن بحاجة الى الشجاعة ‹لنجيب معيِّرنا›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤٢‏)‏ فقد نكون احيانا كتلاميذ يسوع المضطهَدين الذين صلّوا:‏ «يا يهوه،‏ .‏ .‏ .‏ أعطِ عبيدك ان يواظبوا على التكلم بكلمتك بكل جرأة».‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ «امتلأوا جميعهم من الروح القدس،‏ وأخذوا يتكلمون بكلمة الله بجرأة».‏ ولا شك ان الله يعطينا نحن ايضا الشجاعة لنتكلم بكلمته بجرأة.‏ —‏ اعمال ٤:‏٢٤-‏٣١‏.‏

١٤ ماذا يساعدنا لنشهد بشجاعة كبولس؟‏

١٤ وإذا احببنا «كلمة الحق» و ‹حفظنا احكام الله دائما› ننال الشجاعة اللازمة للشهادة دون خوف او خجل.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤٣،‏ ٤٤‏)‏ فالدرس الدؤوب لكلمة الله المكتوبة يجهِّزنا ‹للتكلم بمذكِّراته امام ملوك›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤٦‏)‏ كما ان الصلاة وروح يهوه يساعداننا ان نقول الامور المناسبة بالطريقة المناسبة.‏ (‏متى ١٠:‏١٦-‏٢٠؛‏ كولوسي ٤:‏٦‏)‏ مثلا،‏ تحدّث بولس بشجاعة عن مذكِّرات الله امام حكام في القرن الاول.‏ فقد شهد للحاكم الروماني فيلكس،‏ الذي «سمع منه عن الايمان بالمسيح يسوع».‏ (‏اعمال ٢٤:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وشهد ايضا امام الحاكم فستوس والملك اغريباس.‏ (‏اعمال ٢٥:‏٢٢–‏٢٦:‏٣٢‏)‏ نحن ايضا،‏ يمكننا بمساعدة يهوه ان نكون شهودا شجعانا ‹لا نخجل بالبشارة› ابدا.‏ —‏ روما ١:‏١٦‏.‏

كلمة الله تمنحنا التعزية

١٥ كيف تمنحنا كلمة الله التعزية عندما يهزأ بنا المجترئون؟‏

١٥ ان كلمة يهوه،‏ الكتاب المقدس،‏ هي مصدر لا ينضب للتعزية.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٤٩-‏٥٦‏)‏ فقد نمرّ بأوقات نكون فيها بأمسّ الحاجة الى التعزية.‏ مثلا،‏ رغم اننا نتكلم بشجاعة كشهود ليهوه،‏ فإن ‹المجترئين› على الله ‹يهزأون بنا› احيانا.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥١‏)‏ ولكن فيما نصلّي،‏ قد نتذكر امورا ايجابية مكتوبة في كلمة الله،‏ فننال ‹التعزية›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٢‏)‏ فخلال تضرعاتنا،‏ قد نتذكر شريعة او مبدأ من الاسفار المقدسة يمنحنا التعزية والشجاعة اللازمتين في ظرفنا العصيب.‏

١٦ ماذا رفض خدام الله فعله رغم الاضطهاد؟‏

١٦ كان المجترئون الذين هزئوا بصاحب المزمور اسرائيليين —‏ اعضاء في امة منتذرة لله.‏ فكم كان ذلك مخزيا!‏ ولكن بعكسهم،‏ لنصمِّم ألا نحيد عن شريعة الله.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥١‏)‏ فعلى مرّ السنين،‏ رفض آلاف من خدام الله ان يحيدوا عن الشرائع والمبادئ الموجودة في الكتاب المقدس رغم ان البعض منهم تعرّضوا للاضطهاد على ايدي النازيين او غيرهم.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٨-‏٢١‏)‏ ومع اننا نتعرض للاضطهاد،‏ لا تشكِّل إطاعة يهوه عبئا علينا لأن فرائضه هي لنا كترانيم معزية.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٥٤؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

لنُظهِر اننا شاكرون ليهوه على كلامه

١٧ إلامَ يدفعنا تقديرنا لكلام الله؟‏

١٧ لكي نُظهِر اننا شاكرون ليهوه على كلامه،‏ ينبغي ان نحفظه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٧-‏٦٤‏)‏ فصاحب المزمور ‹وعد ان يحفظ كلام يهوه›،‏ حتى انه ‹في منتصف الليل كان يقوم ليشكر الله على احكامه البارّة›.‏ نحن ايضا اذا استيقظنا خلال الليل،‏ فلننتهز هذه الفرصة الرائعة للتعبير عن شكرنا لله في الصلاة.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٧،‏ ٦٢‏)‏ وتقديرنا لكلام الله يدفعنا ان نطلب منه تعليمنا،‏ كما انه يجعلنا ‹شركاء للذين يخافونه› خوفا توقيريا.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٦٣،‏ ٦٤‏)‏ وهؤلاء الاشخاص هم افضل عشراء يمكننا ايجادهم على الارض.‏

١٨ كيف يستجيب يهوه صلواتنا عندما ‹تلتفّ علينا حبال الاشرار›؟‏

١٨ عندما نصلي الى يهوه من كل قلبنا ونطلب منه بتواضع ان يعلِّمنا،‏ ‹نستعطف وجهه› لكي يتحنن علينا ويمنحنا رضاه.‏ ويلزم ان نصلي بشكل خاص عندما ‹تلتفّ علينا حبال الاشرار›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٨،‏ ٦١‏)‏ فبإمكان يهوه ان يقطع الحبال التي يكبِّلنا بها الاعداء ويحرِّرنا للقيام بالكرازة بالبشارة وعمل التلمذة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وهذا ما تبرهن تكرارا في البلدان حيث يُفرَض الحظر على عملنا.‏

لنمارس الايمان بكلمة الله

١٩،‏ ٢٠ كيف يمكن ان تكون ‹مكابدة المشقات حسنة لنا›؟‏

١٩ ان الايمان بالله وكلمته يساعدنا ان نحتمل المشقات ونفعل مشيئته.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٦٥-‏٧٢‏)‏ فرغم ان المجترئين ‹شوَّهوا سمعة› صاحب المزمور «بالكذب»،‏ رنّم قائلا:‏ «حسن لي انني كابدت المشقات».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٦٦،‏ ٦٩،‏ ٧١‏)‏ فكيف يمكن ان تكون مكابدة المشقات حسنة لأيٍّ من خدام يهوه؟‏

٢٠ لا شك اننا نتضرع ليهوه من كل قلبنا عندما نكابد المشقات،‏ وهذا ما يقرِّبنا اكثر اليه.‏ وقد نقضي وقتا اكبر في درس كلمة الله المكتوبة ونبذل جهدا اكبر لتطبيقها،‏ وهذا ما يمنحنا سعادة اعظم في حياتنا.‏ ولكن ماذا لو كشفت المشقات ان لدينا صفات غير مرغوب فيها،‏ مثل قلة الصبر والتكبر؟‏ ان الصلاة النابعة من القلب والمساعدة من خلال الكتاب المقدس وروح الله تمكِّناننا من السيطرة على هذه النقائص و ‹لبس الشخصية الجديدة› بشكل اكمل.‏ (‏كولوسي ٣:‏٩-‏١٤‏)‏ كما ان احتمال الشدائد يقوّي ايماننا.‏ (‏١ بطرس ١:‏٦،‏ ٧‏)‏ فقد استفاد بولس من الضيقات لأنها زادته اتّكالا على يهوه.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٨-‏١٠‏)‏ فهل نسمح نحن ايضا للضيقات بأن تجلب لنا الفوائد؟‏

لنتَّكل على يهوه دائما

٢١ كيف يخزي يهوه المجترئين؟‏

٢١ تزوِّدنا كلمة الله بأساس سليم للاتكال على يهوه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٧٣-‏٨٠‏)‏ وإذا اتّكلنا على خالقنا،‏ فما من شيء يجعلنا نشعر بالخزي.‏ لكن في بعض الاحيان،‏ نحتاج الى التعزية بسبب ما يفعله الآخرون بنا.‏ لذلك قد نشعر برغبة في الصلاة الى يهوه،‏ قائلين:‏ «ليخزَ المجترئون».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٧٦-‏٧٨‏)‏ ويهوه يخزي هؤلاء المجترئين بفضح اساليبهم الشريرة وتقديس اسمه.‏ ويمكننا ان نكون على يقين ان مضطهِدي شعب الله لا يربحون شيئا.‏ فلم ولن يتمكنوا من إبادة شهود يهوه الذين يتّكلون على الله بكل قلبهم.‏ —‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

٢٢ كيف كان صاحب المزمور «كزِقّ في الدخان»؟‏

٢٢ وكلمة الله تزيدنا اتّكالا عليه عندما نواجه الاضطهاد.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٨١-‏٨٨‏)‏ فصاحب المزمور شعر بأنه «كزِقّ في الدخان» بسبب اضطهاد المجترئين له.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٨٣،‏ ٨٦‏)‏ في ازمنة الكتاب المقدس،‏ كان الزِّق (‏وعاء مصنوع من جلد الحيوانات)‏ يُستخدَم لخزن الماء،‏ الخمر،‏ والسوائل الاخرى.‏ وكان هذا الزِّق ينكمش اذا عُلِّق قرب النار وتُرِك دون استعمال في غرفة لا يوجد فيها مدخنة.‏ فهل تشعر انك «كزِقّ في الدخان» من جراء المشقات او الاضطهاد؟‏ في هذه الحال،‏ اتّكل على يهوه وصلِّ كصاحب المزمور:‏ «حسب لطفك الحبي أحيِني،‏ فأحفظ تذكير فمك».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٨٨‏.‏

٢٣ اية معلومات ناقشناها في مراجعتنا لل‍مزمور ١١٩:‏١-‏٨٨‏،‏ وماذا ينبغي ان نسأل انفسنا قبل درس المزمور ١١٩:‏٨٩-‏١٧٦‏؟‏

٢٣ ان مناقشتنا للجزء الاول من المزمور ١١٩ تُظهِر ان يهوه يمارس اللطف الحبي نحو خدامه لأنهم يتَّكلون على كلامه ولأن لديهم شغفا بسُننه،‏ مذكِّراته،‏ وصاياه،‏ وشرائعه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦،‏ ٤٧،‏ ٦٤،‏ ٧٠،‏ ٧٧،‏ ٨٨‏)‏ ويسرّه ان يبقى المخلصون له متيقظين حسب كلامه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩،‏ ١٧،‏ ٤١،‏ ٤٢‏)‏ ولكن قبل ان تدرس ما تبقّى من هذا المزمور الرائع،‏ اسأل نفسك:‏ ‹هل ادع فعلا كلام يهوه ينير سبيلي؟‏›.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 2‏ تشير عبارة ‹كلمة الله› وعبارة ‹كلام الله› في المزمور ١١٩ الى رسالة يهوه،‏ وليس الى كامل محتويات الكتاب المقدس الذي يُدعى عموما كلمة الله.‏

كيف تجيبون؟‏

‏• علامَ تتوقف السعادة الحقيقية؟‏

‏• كيف يبقينا كلام يهوه طاهرين روحيا؟‏

‏• كيف تمنحنا كلمة الله الشجاعة والتعزية؟‏

‏• لماذا ينبغي ان نمارس الايمان بيهوه وكلمته؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ١١]‏

راعوث،‏ راحاب،‏ والاحداث العبرانيون المسبيون في بابل هم اشخاص ‹بقوا متيقظين حسب كلام الله›‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

كان بولس احد الذين ‹تكلّموا بشجاعة بمذكِّرات الله امام الملوك›‏