الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏‹املك نفسك عندما تحصل اساءة›‏

‏‹املك نفسك عندما تحصل اساءة›‏

‏‹املك نفسك عندما تحصل اساءة›‏

‏«عبد الرب لا يلزم ان يشاجر،‏ بل يلزم ان يكون مترفقا نحو الجميع،‏ .‏ .‏ .‏ يملك نفسه عندما تحصل اساءة».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤‏.‏

١ لماذا نقابل احيانا في الخدمة المسيحية اشخاصا يتكلمون معنا بقساوة؟‏

 كيف يكون ردّ فعلك عندما تقابل اشخاصا لا يتجاوبون معك او مع ما تمثِّله؟‏ انبأ الرسول بولس في معرض وصفه للاحوال في الايام الاخيرة بأن الناس سيكونون «مجدِّفين،‏ .‏ .‏ .‏ مفترين،‏ بلا ضبط نفس».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٢‏)‏ وقد تقابل اشخاصا كهؤلاء في خدمتك او في مجالات اخرى من حياتك.‏

٢ اية آيتَين تساعداننا على التعامل بحكمة مع الاشخاص الذين يتكلمون معنا بقساوة؟‏

٢ ليس كل مَن يسيء الينا شفهيا لا يبالي البتة بما هو صائب.‏ فالصعوبات او التثبط قد تجعل الناس ينفجرون غضبا على كل مَن حولهم.‏ (‏جامعة ٧:‏٧‏)‏ ويتصرف كثيرون بهذه الطريقة لأنهم يعيشون ويعملون بين اشخاص يتكلمون بفظاظة.‏ لكنَّ ذلك لا يجعل كلاما كهذا مقبولا عندنا نحن المسيحيين،‏ بل يساعدنا ان نفهم لماذا يستخدمه الاشخاص الآخرون.‏ فكيف ينبغي ان يكون ردّ فعلنا تجاه الكلام القاسي؟‏ تقول الامثال ١٩:‏١١‏:‏ «بصيرة الانسان تبطئ غضبه».‏ وتنصحنا روما ١٢:‏١٧،‏ ١٨‏:‏ «لا تبادلوا احدا سوءا بسوء.‏ .‏ .‏ .‏ إنْ كان ممكنا،‏ فعلى قدر ما يكون الامر بيدكم،‏ سالموا جميع الناس».‏

٣ كيف ترتبط الرسالة التي نكرز بها بكوننا مسالمين؟‏

٣ ان موقفنا هو الذي يكشف هل نحن مسالمون فعلا ام لا.‏ وهذا الموقف ينعكس في ما نقوله ونفعله،‏ وربما ايضا في تعابير وجهنا ونبرة صوتنا.‏ (‏امثال ١٧:‏٢٧‏)‏ فعندما ارسل يسوع رسله ليكرزوا،‏ نصحهم قائلا:‏ «حين تدخلون البيت سلِّموا على اهله.‏ فإنْ كان البيت مستحقا،‏ فليأتِ سلامكم عليه،‏ وإنْ لم يكن مستحقا،‏ فليعُد سلامكم اليكم».‏ (‏متى ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فالرسالة التي نحملها هي بشارة،‏ اي اخبار مفرحة.‏ والكتاب المقدس يدعوها «بشارة السلام»،‏ «بشارة نعمة اللّٰه»،‏ و «بشارة الملكوت هذه».‏ (‏افسس ٦:‏١٥؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٤؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فهدفنا ليس انتقاد معتقدات الشخص الآخر او مجادلته حول وجهات نظره،‏ بل إخباره بالبشارة من كلمة اللّٰه.‏

٤ ماذا يمكنك ان تقول عندما يقاطعك صاحب البيت بعبارة «انا لست مهتما» حتى قبل ان تسنح لك الفرصة لذكر سبب زيارتك؟‏

٤ احيانا،‏ قد لا يسمع صاحب البيت فعلا ما تقوله ويقاطعك قائلا:‏ «انا لست مهتما».‏ في معظم الحالات،‏ يمكنك القول:‏ «كنت ارغب ان اقرأ عليك هذه الآية فقط من الكتاب المقدس».‏ فقد لا يعترض على ذلك.‏ وفي حالات اخرى،‏ قد يكون من الملائم ان تقول:‏ «كنت اود ان اخبرك انه سيأتي وقت حين لا يكون هنالك ظلم وحين يتعلّم كل الناس ان يحبوا واحدهم الآخر».‏ وإذا لم يعبِّر صاحب البيت عن رغبته في معرفة المزيد،‏ يمكنك ان تضيف:‏ «ولكن يبدو ان الوقت الآن ليس مناسبا لك».‏ حتى لو لم يكن ردّ فعل صاحب البيت سلميا،‏ فهل ينبغي الاستنتاج انه ‹ليس مستحقا›؟‏ مهما كان تجاوبه،‏ فتذكّر مشورة الكتاب المقدس انه يلزم ان نكون ‹مترفقين نحو الجميع ونملك نفسنا عندما تحصل اساءة›.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤‏.‏

تصرَّفَ بوقاحة ولكن عن جهل

٥،‏ ٦ كيف عامل شاول أتباع يسوع،‏ ولماذا تصرف هكذا؟‏

٥ في القرن الاول،‏ كان رجل اسمه شاول معروفا بكلامه القليل الاحترام وبسلوكه العنيف.‏ فالكتاب المقدس يقول انه كان «ينفث تهديدا وقتلا على تلاميذ الرب».‏ (‏اعمال ٩:‏١،‏ ٢‏)‏ وقد اعترف لاحقا بأنه كان «مجدِّفا ومضطهِدا ووقحا».‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٣‏)‏ ورغم ان بعضا من اقربائه ربما سبق ان صاروا مسيحيين،‏ فقد وصف موقفه من أتباع المسيح كما يلي:‏ «كنت في غاية الحنق عليهم،‏ اضطهدتهم حتى في المدن الاخرى».‏ (‏اعمال ٢٣:‏١٦؛‏ ٢٦:‏١١؛‏ روما ١٦:‏٧،‏ ١١‏)‏ ولكن لا يُذكَر ان التلاميذ حاولوا مجادلته علنا فيما كان يتصرف بهذه الطريقة.‏

٦ ولماذا تصرف شاول هكذا؟‏ بعد سنوات،‏ كتب قائلا:‏ «كنت جاهلا وبعدم ايمان عملت».‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٣‏)‏ فقد كان فريسيا تعلّم ان ‹يحفظ شريعة الاسلاف بتشدد›.‏ (‏اعمال ٢٢:‏٣‏)‏ وفي حين ان معلِّم شاول غمالائيل كان كما يبدو واسع التفكير،‏ عُرف رئيس الكهنة قيافا الذي كان شاول مقرَّبا اليه بأنه شخص متعصب.‏ فقد تزعّم قيافا المؤامرة التي ادّت الى إعدام يسوع المسيح.‏ (‏متى ٢٦:‏٣،‏ ٤،‏ ٦٣-‏٦٦؛‏ اعمال ٥:‏٣٤-‏٣٩‏)‏ بعد ذلك،‏ حرص ان يُجلَد رسل يسوع وأمرهم بصرامة ان يتوقفوا عن الكرازة باسم يسوع.‏ كما ان قيافا هو الذي ترأس جلسة السنهدريم التي كانت فيها مشاعر الحاضرين متأججة والتي أُخذ استفانوس على اثرها ليُرجَم.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٧،‏ ٢٨،‏ ٤٠؛‏ ٧:‏١-‏٦٠‏)‏ وكان شاول يتفرج على رجم استفانوس.‏ بعدئذ،‏ فوَّض قيافا الى شاول ان يواصل الجهود لقمع أتباع يسوع بإلقاء القبض عليهم في دمشق.‏ (‏اعمال ٨:‏١؛‏ ٩:‏١،‏ ٢‏)‏ وتحت هذا التأثير،‏ كان شاول يظنّ ان ما يفعله يبرهن عن غيرته للّٰه،‏ ولكنه في الواقع كان يفتقر الى الايمان الحقيقي.‏ (‏اعمال ٢٢:‏٣-‏٥‏)‏ لذلك لم يدرك ان يسوع هو المسيَّا الحقيقي.‏ غير ان شاول عاد الى رشده عندما تكلم معه يسوع المُقام وهو في طريقه الى دمشق.‏ —‏ اعمال ٩:‏٣-‏٦‏.‏

٧ ماذا كانت نتيجة ما حصل مع شاول وهو في طريقه الى دمشق؟‏

٧ بُعيد ذلك،‏ أُرسل التلميذ حنانيا ليقدِّم الشهادة لشاول.‏ فهل كنت ستتشوق الى زيارة شاول لو كنت مكان حنانيا؟‏ رغم ان حنانيا كان متخوِّفا في البداية،‏ فقد تكلم مع شاول بلطف.‏ وكان موقف شاول قد تغيّر نتيجة ما حصل معه في طريقه الى دمشق.‏ (‏اعمال ٩:‏١٠-‏٢٢‏)‏ ولاحقا،‏ صار شاول مرسَلا مسيحيا غيورا يُعرَف بالرسول بولس.‏

وديع وشجاع في آنٍ واحد

٨ كيف عكس يسوع موقف ابيه من الناس الذين يسلكون طريقا رديئا؟‏

٨ كان يسوع،‏ المنادي الغيور بالملكوت،‏ وديعا وشجاعا في آنٍ واحد عند التعامل مع الناس.‏ (‏متى ١١:‏٢٩‏)‏ وقد عكس موقف ابيه السماوي الذي يحضّ الاشرار ان يرجعوا عن طرقهم الرديئة.‏ (‏اشعيا ٥٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ ففي التعامل مع الخطاة،‏ كان يسوع يلاحظ ايّ تحسن يقومون به ويشجِّعهم.‏ (‏لوقا ٧:‏٣٧-‏٥٠؛‏ ١٩:‏٢-‏١٠‏)‏ وبدلا من الحكم على الآخرين على اساس المظاهر الخارجية،‏ كان يعاملهم بلطف وحلم وطول اناة اقتداء بأبيه،‏ على امل ان يقتادهم ذلك الى التوبة.‏ (‏روما ٢:‏٤‏)‏ فيهوه يشاء ان يتوب شتى الناس ويخلصوا.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

٩ ماذا نتعلم من الكلمات النبوية في اشعيا ٤٢:‏١-‏٤ التي تمّت في يسوع؟‏

٩ ذكر كاتب الانجيل متى رأي يهوه في يسوع المسيح عندما اقتبس الكلمات التالية:‏ «هوذا خادمي الذي اخترته،‏ حبيبي الذي عنه رضيت نفسي!‏ اضع روحي عليه،‏ فيُظهِر العدل للامم.‏ لا يخاصم ولا يصرخ،‏ ولا يسمع احد صوته في الشوارع الرئيسية.‏ قصبة مرضوضة لا يسحق،‏ وفتيلة كتانية خامدة لا يطفئ،‏ حتى يُخرِج العدل الى النصر.‏ وفي اسمه يكون رجاء الامم».‏ (‏متى ١٢:‏١٧-‏٢١؛‏ اشعيا ٤٢:‏١-‏٤‏)‏ وانسجاما مع هذه الكلمات النبوية،‏ لم يخُض يسوع في مجادلات حامية.‏ حتى تحت الضغط،‏ كان يتكلم بالحق بطريقة اجتذبت المستقيمي القلوب.‏ —‏ يوحنا ٧:‏٣٢،‏ ٤٠،‏ ٤٥،‏ ٤٦‏.‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ رغم ان الفريسيين كانوا اكثر مَن قاوم يسوع علانية،‏ لماذا قدَّم الشهادة لبعض منهم؟‏ (‏ب)‏ كيف كان يسوع يجيب مقاوميه احيانا،‏ ولكن ايّ امر لم يفعله؟‏

١٠ كان يسوع يتحدث الى الكثير من الفريسيين خلال خدمته.‏ ورغم ان بعضهم حاولوا ان يوقعوه بكلامه،‏ لم يستنتج ان جميع الفريسيين لديهم دوافع رديئة.‏ فسمعان،‏ الذي كان انتقاديا نوعا ما،‏ اراد على ما يبدو ان يتعرف بيسوع عن كثب،‏ فدعاه الى بيته ليتغدى معه.‏ وقد لبّى يسوع الدعوة وقدَّم شهادة لجميع الحاضرين.‏ (‏لوقا ٧:‏٣٦-‏٥٠‏)‏ في مناسبة اخرى،‏ اتى فريسي بارز اسمه نيقوديموس الى يسوع تحت جنح الظلام.‏ لكنَّ يسوع لم يوبِّخه لأنه انتظر حلول الليل.‏ بدلا من ذلك،‏ شهد له وأخبره عن المحبة التي اظهرها اللّٰه حين ارسل ابنه ليفتح طريق الخلاص امام الذين يمارسون الايمان.‏ كما اخبره بلطف عن اهمية إطاعة ترتيب اللّٰه.‏ (‏يوحنا ٣:‏١-‏٢١‏)‏ ولاحقا،‏ دافع نيقوديموس عن يسوع حين استخفّ فريسيون آخرون بالتعابير الايجابية التي قيلت عن يسوع.‏ —‏ يوحنا ٧:‏٤٦-‏٥١‏.‏

١١ كان بإمكان يسوع ان يميِّز رياء الذين حاولوا ايقاعه في شرك.‏ فلم يسمح للمقاومين بأن يجعلوه يخوض جدالات عقيمة.‏ بالمقابل،‏ حيثما كان ملائما،‏ اعطى يسوع اجوبة مختصرة تصيب الهدف،‏ وذلك بذكر مبدإ او تقديم مثل او اقتباس آية.‏ (‏متى ١٢:‏٣٨-‏٤٢؛‏ ١٥:‏١-‏٩؛‏ ١٦:‏١-‏٤‏)‏ وفي احيان اخرى،‏ كان يسوع يمتنع عن الاجابة عندما يرى انه لا جدوى من ذلك.‏ —‏ مرقس ١٥:‏٢-‏٥؛‏ لوقا ٢٢:‏٦٧-‏٧٠‏.‏

١٢ كيف تمكّن يسوع من مساعدة الناس حتى عندما صرخوا عليه؟‏

١٢ احيانا،‏ كان بعض الذين تسيطر عليهم ارواح نجسة يصرخون على يسوع.‏ فكان يسوع يملك نفسه،‏ حتى انه استخدم القدرة التي اعطاه اياها اللّٰه لإراحتهم من الارواح.‏ (‏مرقس ١:‏٢٣-‏٢٨؛‏ ٥:‏٢-‏٨،‏ ١٥‏)‏ على نحو مماثل،‏ اذا ثار غضب بعض الاشخاص وصرخوا علينا ونحن نقوم بخدمتنا،‏ يلزم ان نملك نفسنا ونحاول معالجة الوضع بلطف ولباقة.‏ —‏ كولوسي ٤:‏٦‏.‏

ضمن العائلة

١٣ لماذا يقاوم البعض احيانا فردا من العائلة ابتدأ يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه؟‏

١٣ كثيرا ما تكون هنالك حاجة ماسة الى ان يملك أتباع يسوع نفسهم ضمن العائلة.‏ فالشخص الذي ترك فيه حق الكتاب المقدس تأثيرا عميقا تكون لديه رغبة شديدة في ان تتجاوب عائلته بالطريقة نفسها.‏ ولكن كما قال يسوع،‏ قد يكون افراد العائلة عدائيين.‏ (‏متى ١٠:‏٣٢-‏٣٧؛‏ يوحنا ١٥:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وهنالك اسباب كثيرة تدفعهم الى ذلك.‏ مثلا،‏ ان تعاليم الكتاب المقدس تساعد الشخص ان يكون مستقيما،‏ قادرا على تحمُّل المسؤولية،‏ ومتّصفا بالاحترام.‏ لكنَّ الاسفار المقدسة تعلِّم ايضا ان اعظم مسؤولية لدينا في جميع الظروف هي امام خالقنا.‏ (‏جامعة ١٢:‏١،‏ ١٣؛‏ اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ وقد يستاء احد اعضاء العائلة اذا ظنّ ان ولاءنا ليهوه يقلِّل من سلطته.‏ فكم هو مهمّ في حالة كهذه ان نقتدي بيسوع ونملك نفسنا!‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١-‏٢٣؛‏ ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

١٤-‏١٦ ماذا انتج تغييرا في موقف بعض الذين كانوا سابقا يقاومون احد افراد عائلتهم؟‏

١٤ ان كثيرين من الذين يخدمون يهوه الآن عانوا المقاومة في ما مضى على يد رفقاء زواجهم او افراد آخرين من العائلة بسبب التغييرات التي قاموا بها عندما ابتدأوا بدرس الكتاب المقدس.‏ فلربما سمع هؤلاء المقاومون تعليقات سلبية عن شهود يهوه،‏ او لربما كانوا يخشون من التأثير السلبي الذي قد ينتج في العائلة.‏ ولكن ماذا دفعهم الى تغيير موقفهم؟‏ في كثير من الحالات،‏ كان المثال الجيد الذي رسمه المؤمن عاملا مهمّا في ذلك.‏ فقد لانت احيانا المقاومة العائلية لأن الطرف المؤمن كان راسخا في تطبيق مشورة الكتاب المقدس،‏ اذ كان منتظما في حضور الاجتماعات المسيحية والاشتراك في الخدمة فيما كان يتمِّم مسؤولياته العائلية ويملك نفسه عندما يتعرض للاساءة الشفهية.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٢‏.‏

١٥ وقد يكون رفض المقاوم سماع ايّ شرح من الكتاب المقدس نابعا من التحامل او الكبرياء.‏ هذه كانت الحال مع رجل من الولايات المتحدة وصف نفسه انه متعصب لقوميته.‏ فذات مرة حين كانت زوجته تحضر محفلا،‏ اخذ كل ثيابه وانتقل من البيت.‏ ومرة اخرى،‏ اخذ مسدسا وخرج من المنزل وهدَّد بالانتحار.‏ وقد حمَّل دينها مسؤولية ايّ تصرف متهوِّر من جهته.‏ لكنَّ زوجته ظلت تطبِّق مشورة الكتاب المقدس.‏ وبعد عشرين سنة من صيرورتها شاهدة،‏ صار هو ايضا من شهود يهوه.‏ في ألبانيا،‏ كانت احدى النساء غاضبة لأن ابنتها درست الكتاب المقدس مع شهود يهوه واعتمدت.‏ وقد عمدت ١٢ مرة الى إتلاف الكتاب المقدس الذي لابنتها.‏ ثم في احد الايام،‏ فتحت كتابا مقدسا جديدا كانت ابنتها قد تركته على الطاولة.‏ وبالصدفة،‏ فُتح الكتاب على الآية في متى ١٠:‏٣٦‏.‏ فأدركت ان ما تقوله هذه الآية ينطبق عليها.‏ بعد فترة،‏ كانت ابنتها مسافرة مع شهود آخرين الى ايطاليا لحضور محفل،‏ فرافقتها الى المركب الذي ستسافر على متنه لأنها كانت قلقة عليها.‏ وعندما رأت محبة الشهود وتبادلهم المعانقات والابتسامات وسمعت ضحكاتهم التي تعبِّر عن فرحهم،‏ ابتدأت مشاعرها تتغير.‏ بعيد ذلك،‏ وافقت ان تدرس الكتاب المقدس.‏ وهي اليوم تحاول ان تساعد الاشخاص المقاومين الذين يفعلون كما كانت تفعل هي.‏

١٦ ذات مرة،‏ كان رجل يشهر سكينا على زوجته ويوجِّه اليها اتّهامات قاسية فيما كانت تقترب من قاعة الملكوت.‏ فأجابته بلطف:‏ «ادخل الى قاعة الملكوت لترى انت بنفسك».‏ وهذا تماما ما فعله.‏ وقد احرز تقدما حتى انه صار بعد فترة شيخا مسيحيا.‏

١٧ اية مشورة من الاسفار المقدسة هي مساعدة اذا توتّرت الاجواء في عائلةٍ جميع افرادها من الشهود؟‏

١٧ حتى لو كان الجميع في عائلتك شهودا،‏ فقد تتوتر الاجواء احيانا فيجري التفوّه بكلمات جارحة بسبب النقص البشري.‏ ومن الجدير بالملاحظة ان بولس نصح المسيحيين في افسس:‏ «ليُنزَع منكم كل مرارة وغضب وسخط وصياح وكلام إهانة مع كل سوء».‏ ‏(‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ من الواضح ان المسيحيين في افسس كانوا متأثرين بالبيئة التي عاشوا فيها،‏ نقائصهم الخاصة،‏ وفي بعض الحالات،‏ طريقة حياتهم السابقة.‏ فماذا كان سيساعدهم على التغيير؟‏ كان يجب ان ‹يتجدّدوا في القوة التي تحرّك ذهنهم›.‏ (‏افسس ٤:‏٣٢‏)‏ فدرسهم لكلمة اللّٰه وتأملهم كيف يطبِّقونها في حياتهم،‏ معاشرتهم للرفقاء المسيحيين،‏ وصلاتهم الحارّة كانت ستجعل ثمر روح اللّٰه يصير ظاهرا بشكل اكمل في حياتهم.‏ وكانوا سيتعلمون ان يصيروا ‹لطفاء بعضهم نحو بعض،‏ ذوي حنان،‏ مسامحين بعضهم بعضا كما سامحهم اللّٰه ايضا بالمسيح›.‏ (‏افسس ٤:‏٣٢‏)‏ نحن ايضا يلزم ان نملك نفسنا ونكون لطفاء ومتعاطفين ومتسامحين مع الآخرين مهما فعلوا.‏ فلا يجب ان ‹نبادل احدا سوءا بسوء›.‏ (‏روما ١٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فإظهار المحبة الاصيلة تمثُّلا باللّٰه هو الامر الصائب لفعله دائما.‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏٨‏.‏

مشورة لجميع المسيحيين

١٨ لماذا كانت المشورة الموجودة في ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤ ملائمة لشيخ في افسس قديما،‏ وكيف يستفيد منها كل المسيحيين؟‏

١٨ تنطبق المشورة ان ‹نملك نفسنا عندما تحصل اساءة› على جميع المسيحيين.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤‏)‏ لكنها في الاساس وُجِّهَت الى تيموثاوس الذي كان بحاجة اليها حين خدم كشيخ في افسس.‏ فالبعض في الجماعة كانوا يعبِّرون علانية عن آرائهم الخاصة ويعلِّمون تعاليم خاطئة.‏ ولأنهم لم يدركوا كاملا مغزى الشريعة الموسوية،‏ لم يقدِّروا اهمية الايمان،‏ المحبة،‏ والضمير الصالح.‏ وقد ادّت كبرياؤهم الى جدالات حول كلمات،‏ فيما غفلوا عن هدف تعاليم المسيح وأهمية التعبّد للّٰه.‏ ولمعالجة هذا الوضع،‏ كان على تيموثاوس ان يؤيّد بثبات حق الاسفار المقدسة وفي الوقت نفسه ان يكون مترفقا في التعامل مع اخوته.‏ فقد عرف،‏ تماما كما يعرف الشيوخ اليوم،‏ ان الرعية ليست ملكا له وأن عليه التعامل مع الآخرين بطريقة تروِّج المحبة والوحدة المسيحيتَين.‏ —‏ افسس ٤:‏١-‏٣؛‏ ١ تيموثاوس ١:‏٣-‏١١؛‏ ٥:‏١،‏ ٢؛‏ ٦:‏٣-‏٥‏.‏

١٩ لماذا من المهمّ لنا جميعا ان ‹نطلب الحلم›؟‏

١٩ يحثّ اللّٰه شعبه ان ‹يطلبوا الحلم›.‏ (‏صفنيا ٢:‏٣‏)‏ والكلمة العبرانية المترجمة «حلم» تشير الى ميل عقلي يمكِّن المرء من احتمال الاذية بصبر،‏ دون الشعور بالاستياء او التفكير في الانتقام.‏ فلنتوسل بحرارة الى يهوه ليساعدنا ان نملك نفسنا ونُحسن تمثيله حتى في اصعب الظروف.‏

ماذا تعلّمتم؟‏

‏• اية آيتَين تساعداننا عندما نواجه اشخاصا يتكلمون معنا بقساوة؟‏

‏• لماذا تصرف شاول بوقاحة؟‏

‏• كيف يساعدنا مثال يسوع ان نُحسن معاملة شتى الناس؟‏

‏• اية فوائد تنتج عندما نملك نفسنا في كلامنا مع افراد عائلتنا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

رغم سمعة شاول السيئة،‏ عامله حنانيا بلطف

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

اهتمام المسيحي بأمانة بمسؤولياته العائلية يجعل مقاومتهم له تلين

‏[الصورة في الصفحة ٣٠]‏

المسيحيون يروِّجون المحبة والوحدة