الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ايها الاحداث سبِّحوا يهوه

ايها الاحداث سبِّحوا يهوه

ايها الاحداث سبِّحوا يهوه

‏‹سبِّحوا يهوه من الارض ايها الشبان والعذارى›.‏ —‏ مزمور ١٤٨:‏٧،‏ ١٢‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية امور يعرف الكثير من الاولاد والاحداث انه لا يُسمح لهم بالقيام بها في عمرهم؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يجب ان يستاء الاحداث من القيود التي يضعها والدوهم عليهم؟‏

غالبا ما يعرف الاولاد والاحداث جيدا اية امور لا يُسمح لهم بالقيام بها في عمرهم.‏ وكثيرون منهم يسارعون الى إخبار الآخرين في ايّ عمر سيُسمَح لهم بقطع الطريق وحدهم،‏ السهر حتى ساعة معيّنة،‏ او قيادة السيارة.‏ حتى ان الولد قد يشعر احيانا ان والدَيه يجيبانه عن الكثير من مطالبه التي يتوق الى تحقيقها بنفس العبارة:‏ «انتظر حتى تكبر».‏

٢ انتم تعرفون ايّها الاحداث ان والديكم يرون انه من الحكمة وضع هذه القيود بهدف حمايتكم.‏ ولا شك انكم تعرفون ايضا ان يهوه يُسَرّ عندما تطيعون والديكم.‏ (‏كولوسي ٣:‏٢٠‏)‏ ولكن هل تشعرون ان كل هذه القيود هي عوائق تمنعكم من عيش حياتكم كما تريدون؟‏ وهل تعتبرون ان كل الامور المهمة محرّمة عليكم حتى تكبرون؟‏ هذا غير صحيح البتة!‏ فهنالك عمل يجري اليوم اهم بكثير من ايّ امر آخر تتوقون بفارغ الصبر الى القيام به.‏ وليس مسموحا لكم القيام بهذا العمل فحسب،‏ بل انتم ايضا مدعوون الى القيام به من قبَل الله العليّ نفسه!‏

٣ ايّ عمل خصوصي يدعو يهوه الاولاد والاحداث الى الاشتراك فيه،‏ وأية اسئلة سنعالجها الآن؟‏

٣ وما هو العمل الذي نتحدث عنه؟‏ لاحِظوا كلمات آيتنا الرئيسية في هذه المقالة:‏ ‹سبِّحوا يهوه من الارض ايها الشبان والعذارى،‏ الشيوخ مع الصبيان›.‏ (‏مزمور ١٤٨:‏٧،‏ ١٢‏)‏ فالامتياز العظيم المُتاح لكم هو تسبيح يهوه.‏ فهل تتشوّقون ايها الاحداث الى الاشتراك في هذا العمل؟‏ كثيرون يتوقون الى ذلك.‏ ولكي نرى لماذا ينبغي ان تمتلكوا هذا الشعور،‏ سنعالج في هذه المقالة ثلاثة اسئلة.‏ اولا،‏ لماذا ينبغي ان تسبِّحوا يهوه؟‏ ثانيا،‏ كيف يمكنكم ان تكونوا فعّالين في تسبيح يهوه؟‏ وثالثا،‏ متى يجب ان تبتدئوا بتسبيح يهوه؟‏

لماذا ينبغي ان تسبِّحوا يهوه؟‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ في ايّ وضع رائع نحن،‏ حسبما يذكر المزمور ١٤٨‏؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن للخليقة التي لا تتكلم او تفكر ان تسبِّح يهوه؟‏

٤ ان اول سبب مهمّ يدفعكم الى تسبيح يهوه هو انه الخالق.‏ وهذه هي النقطة التي يركِّز عليها المزمور ١٤٨‏.‏ فكِّروا:‏ كيف تشعرون اذا اقتربتم من مجموعة كبيرة من الناس ينشدون بانسجام اغنية جميلة ومؤثِّرة؟‏ وماذا لو كنتم تعرفون ان كلمات هذه الاغنية صحيحة،‏ اذ تعبِّر عن افكار انتم مقتنعون بأنها مهمّة ومفرحة ومشجِّعة؟‏ هل تشعرون برغبة في تعلّم هذه الكلمات والانضمام الى هذه المجموعة في الغناء؟‏ معظمنا يندفع الى ذلك.‏ ان المزمور ١٤٨ يُظهِر انكم في وضع مماثل،‏ ولكن اكثر روعة ايضا.‏ فهذا المزمور يتحدث عن حشد كبير يسبِّح يهوه بانسجام.‏ ولكن فيما تقرأون هذا المزمور قد تلاحظون امرا غير اعتيادي.‏ فما هو؟‏

٥ ان الكثير من المسبِّحين في هذا المزمور لا يمكنهم التكلم او التفكير.‏ مثلا،‏ نقرأ ان الشمس،‏ القمر،‏ النجوم،‏ الثلج،‏ الريح،‏ الجبال،‏ والآكام تسبِّح يهوه.‏ فكيف يمكن لهذه الخليقة الجامدة ان تسبِّح يهوه؟‏ (‏الاعداد ٣‏،‏ ٨،‏ ٩‏)‏ بالطريقة نفسها التي بواسطتها تسبِّح يهوه الاشجارُ والمخلوقات البحرية والحيوانات.‏ (‏الاعداد ٧‏،‏ ٩،‏ ١٠‏)‏ فهل تأملتم مرة في منظر مغيب الشمس الرائع،‏ او رأيتم البدر وهو يسبح في السماء المرصّعة بالنجوم،‏ او اضحككم منظر الحيوانات وهي تلعب،‏ او وقفتم مشدوهين امام منظر طبيعي اخّاذ؟‏ بهذه الطريقة تسمعون ترنيمة التسبيح التي تنشدها الخليقة.‏ فكل ما صنعه يهوه يذكِّرنا بأنه الخالق الكليّ القدرة وأنه ما من احد في الكون بأسره يضاهيه في القدرة او الحكمة او المحبة.‏ —‏ روما ١:‏٢٠؛‏ رؤيا ٤:‏١١‏.‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ اية مخلوقات عاقلة يقول عنها المزمور ١٤٨ انها تسبِّح يهوه؟‏ (‏ب)‏ لماذا نندفع الى تسبيح يهوه؟‏ أوضحوا.‏

٦ يتحدث المزمور ١٤٨ ايضا عن مخلوقات عاقلة تسبِّح يهوه.‏ فالعدد ٢ يصف «جنود» يهوه السماوية المؤلفة من الملائكة وهي تسبِّح الله.‏ وفي العدد ١١‏،‏ توجَّه الدعوة الى ذوي النفوذ والسلطة،‏ مثل الملوك والقضاة،‏ للانضمام الى جوقة المسبِّحين.‏ فإذا كان الملائكة المقتدرون يبتهجون بتسبيح يهوه،‏ فكم بالاحرى يجب على البشر ان يفعلوا ذلك؟‏ ثم في العددَين ١٢ و ١٣‏،‏ توجَّه الدعوة اليكم ايها الاحداث لتشتركوا انتم ايضا في تسبيح يهوه.‏ فهل تندفعون الى ذلك؟‏

٧ لنتأمل في المثل التالي:‏ اذا كان صديقكم الحميم بارعا في احد المجالات،‏ ربما في الرياضة او الفن او الموسيقى،‏ فهل تخبرون عائلتكم وأصدقاءكم الآخرين عنه؟‏ لا شك في ذلك.‏ وهذا ما نقوم به نحن ايضا عندما نتعلم عن كل ما فعله يهوه.‏ مثلا،‏ يقول المزمور ١٩:‏١،‏ ٢ ان السموات المرصّعة بالنجوم تجعل ‹الكلام يفيض›.‏ فعندما نفكّر في الامور المدهشة التي صنعها يهوه إلهنا،‏ لا يسعنا إلا ان نتكلم مع الآخرين عنه.‏

٨،‏ ٩ لأيّ سببَين يريد منا يهوه ان نسبِّحه؟‏

٨ والسبب المهمّ الثاني الذي يدفعكم الى تسبيح يهوه هو انه يريد منا ذلك.‏ ولماذا؟‏ هل يحتاج يهوه الى تسبيح او مدح من البشر؟‏ كلا.‏ فنحن البشر قد نحتاج احيانا الى المدح من احد،‏ أما يهوه فهو اسمى منا بكثير.‏ (‏اشعيا ٥٥:‏٨‏)‏ وهو واثق من نفسه ولا يخامره شكّ في صفاته.‏ (‏اشعيا ٤٥:‏٥‏)‏ رغم ذلك،‏ فهو يريد منا ان نسبِّحه ويُسَرّ بذلك.‏ ولماذا؟‏ لنتأمل في سببَين وجيهَين.‏ اولا،‏ يعرف يهوه ان لدينا حاجة الى تسبيحه.‏ فقد صمَّمنا بحاجة روحية،‏ حاجة الى العبادة.‏ (‏متى ٥:‏٣‏)‏ وهو يفرح عندما يرانا نُشبع هذه الحاجة،‏ تماما كما يفرح والدوكم عندما يرونكم تأكلون الطعام المغذّي.‏ —‏ يوحنا ٤:‏٣٤‏.‏

٩ ثانيا،‏ يعرف يهوه ان الناس بحاجة الى سماع تسبيحنا له.‏ كتب الرسول بولس الكلمات التالية الى الشاب تيموثاوس:‏ «انتبه دائما لنفسك ولتعليمك.‏ اعكف على ذلك،‏ فإنك بفعلك هذا تخلّص نفسك والذين يسمعونك ايضا».‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ فعندما تعلِّمون الآخرين عن يهوه الله وتسبِّحونه امامهم،‏ يتعرفون هم ايضا به.‏ وهذه المعرفة يمكن ان تؤدي الى نيلهم الخلاص الابدي.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

١٠ لماذا نندفع الى تسبيح إلهنا؟‏

١٠ وهنالك سبب ثالث يدفعكم الى تسبيح يهوه.‏ تذكروا المثل عن صديقكم الحميم.‏ فإذا سمعتم اشخاصا ينشرون عنه الاكاذيب ويلطّخون سمعته الجيدة،‏ أفلا تصمِّمون اكثر على الدفاع عنه والاشادة به؟‏ والحالة مماثلة مع يهوه.‏ ففي هذا العالم،‏ يجري الافتراء عليه كذبا.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤؛‏ رؤيا ١٢:‏٩‏)‏ لذلك فإن الذين يحبونه يندفعون الى تصحيح الوضع بإخبار الحقيقة عنه.‏ فهل تودّون انتم ايضا ان تعبّروا عن محبتكم وتقديركم ليهوه وأن تُظهِروا انكم تريدونه حاكما عليكم بدلا من ألدّ خصومه،‏ الشيطان ابليس؟‏ يمكنكم ذلك بتسبيح يهوه.‏ ولكن ينشأ الآن السؤال:‏ كيف يمكنكم ان تسبِّحوا يهوه؟‏ دعونا نرى.‏

كيف سبّح بعض الاحداث يهوه

١١ ايّ مثالَين من الكتاب المقدس يُظهِران ان الاحداث بإمكانهم ان يكونوا فعّالين في تسبيح يهوه؟‏

١١ يُظهِر الكتاب المقدس ان الاحداث كثيرا ما يكونون فعّالين في تسبيح يهوه.‏ لنأخذ على سبيل المثال الفتاة الاسرائيلية التي أخذها الاراميون الى السبي.‏ فقد شهدت بجرأة لسيّدتها،‏ اذ اخبرتها عن نبي يهوه اليشع.‏ وكلماتها هذه ادّت الى صنع عجيبة وإعطاء شهادة قوية.‏ (‏٢ ملوك ٥:‏١-‏١٧‏)‏ يسوع ايضا شهد بجرأة عندما كان حدثا.‏ فمن بين كل ما حصل معه اثناء حداثته،‏ اختار يهوه حادثة واحدة لتسجيلها في الاسفار المقدسة.‏ وهذه الحادثة حصلت حينما كان يسوع بعمر ١٢ سنة.‏ فقد طرح بجرأة الاسئلة على القادة الدينيين في الهيكل في اورشليم،‏ مما جعلهم مبهوتين من فهمه لطرق يهوه.‏ —‏ لوقا ٢:‏٤٦-‏٤٩‏.‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ ماذا فعل يسوع في الهيكل قبيل موته،‏ وكيف اثّر ذلك في الناس آنذاك؟‏ (‏ب)‏ ماذا شعر يسوع حيال التسبيح الصادر من الصبيان؟‏

١٢ عندما كبر يسوع،‏ اثّر ما فعله في الاولاد حتى انهم اندفعوا الى تسبيح يهوه.‏ مثلا،‏ قضى يسوع وقتا في الهيكل قبل موته بعدة ايام.‏ ويقول الكتاب المقدس انه صنع آنذاك ‹امورا عجيبة›.‏ فقد طرد الذين جعلوا هذا المكان المقدس وكرا للّصوص وشفى العمي والعرج.‏ لذلك كان ينبغي ان يندفع كل الحاضرين هناك،‏ وخصوصا القادة الدينيين،‏ الى تسبيح يهوه وابنه المسيَّا.‏ ولكن من المؤسف ان كثيرين لم يفعلوا ذلك.‏ فرغم انهم عرفوا ان يسوع مرسل من قبَل الله،‏ خافوا من القادة الدينيين.‏ إلا ان مجموعة واحدة من الناس تكلمت بجرأة.‏ فهل تعرفون مَن هم؟‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «لما رأى كبار الكهنة والكتبة الامور العجيبة التي صنع،‏ والصبيان الذين يصرخون في الهيكل ويقولون:‏ ‹خلِّص ابن داود!‏›،‏ اغتاظوا وقالوا له:‏ ‹أتسمع ما يقول هؤلاء؟‏›».‏ —‏ متى ٢١:‏١٥،‏ ١٦؛‏ يوحنا ١٢:‏٤٢‏.‏

١٣ كان هؤلاء الكهنة يأملون ان يُسكِت يسوع الصبيان الذين يسبِّحونه.‏ فهل فعل ذلك؟‏ كلا،‏ على العكس!‏ فقد اجاب الكهنة قائلا:‏ «نعم.‏ أما قرأتم قط:‏ ‹من فم الاطفال والرضّع هيأتَ تسبيحا›؟‏».‏ من الواضح ان يسوع وأباه فرِحا بهذا التسبيح الصادر من الصبيان،‏ لأنهم فعلوا ما كان يجب ان يفعله كل الكبار آنذاك.‏ فلا بد ان كل شيء كان واضحا في عقولهم الفتية.‏ فقد رأوا يسوع يصنع هذه الامور العجيبة،‏ يتكلم بشجاعة وإيمان،‏ ويُظهِر محبته الشديدة لله ولشعبه.‏ لذلك تيقّنوا انه الشخص الذي ادّعى انه هو:‏ «ابن داود» الموعود به،‏ المسيَّا.‏ فبورك هؤلاء الصبيان على ايمانهم،‏ اذ نالوا امتياز إتمام احدى النبوات.‏ —‏ مزمور ٨:‏٢‏.‏

١٤ اية امور يتمتع بها الاحداث تساعدهم على تسبيح الله؟‏

١٤ فماذا نتعلم من الامثلة الواردة اعلاه؟‏ ان الاولاد والاحداث يمكنهم ان يكونوا فعّالين جدا في تسبيح يهوه.‏ فهم عموما قادرون على رؤية الحقيقة بوضوح وبساطة،‏ وهم يعبِّرون عن ايمانهم بصدق وحماسة.‏ كما انهم يتمتعون بالامر المذكور في الامثال ٢٠:‏٢٩ التي تقول:‏ «جمال الشبّان قوتهم».‏ نعم،‏ يتمتع الاحداث بالقوة والطاقة،‏ ميزتان مهمتان تساعدانهم على تسبيح يهوه.‏ فكيف يمكنهم استخدامهما بفعّالية؟‏

كيف يمكنكم ان تسبِّحوا يهوه؟‏

١٥ اية دوافع هي لازمة ليكون الاحداث فعّالين في تسبيحهم ليهوه؟‏

١٥ لكي تكونوا فعّالين في تسبيح يهوه،‏ ينبغي اولا ان تكون رغبتكم نابعة من القلب.‏ فلن تكونوا فعّالين اذا سبّحتم يهوه فقط لأن الآخرين يريدون منكم ذلك.‏ تذكّروا الوصية العظمى التي تقول:‏ «تحب يهوه إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل عقلك».‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧‏)‏ فهل تعرّفتم بيهوه شخصيا من خلال درس كلمته؟‏ فما تتعلمونه من خلال هذا الدرس يبثّ فيكم شعور المحبة ليهوه.‏ والطريقة الطبيعية للتعبير عن هذه المحبة هي تسبيحه.‏ فعندما تكون دوافعكم واضحة وقوية،‏ تكونون على استعداد لتسبيح يهوه بحماس.‏

١٦،‏ ١٧ ايّ دور يلعبه السلوك في تسبيح يهوه؟‏ أوضحوا.‏

١٦ والآن قبل ان نناقش ماذا ستقولون،‏ لنناقش كيف ستتصرفون.‏ فلو كانت الفتاة الاسرائيلية في ايام اليشع فظة وعديمة الاحترام وغير مستقيمة،‏ فهل تعتقدون ان آسريها الاراميين كانوا سيصغون الى كلماتها عن نبي يهوه؟‏ كلا على الارجح.‏ على نحو مماثل،‏ من المرجح ان يصغي اليكم الناس اكثر اذا رأوا انكم تتصرفون بكل ادب واحترام واستقامة.‏ (‏روما ٢:‏٢١‏)‏ لنتأمل في اختبار يوضح هذه النقطة.‏

١٧ واجهت فتاة عمرها ١١ سنة من البرتغال الضغط في المدرسة لتحتفل بأعياد لا يسمح لها ضميرها المدرَّب على الكتاب المقدس بالاشتراك فيها.‏ فأوضحت لمعلمتها باحترام اسباب رفضها،‏ لكن المعلّمة استهزأت بها.‏ ومرة بعد اخرى،‏ كانت هذه المعلّمة تسخر منها ومن دينها.‏ غير ان الفتاة ظلت تتصرف باحترام.‏ بعد مرور سنوات،‏ صارت هذه الاخت فاتحة عادية،‏ اي خادمة كامل الوقت.‏ وفي احد المحافل،‏ فيما كانت تنظر الى المعتمدين،‏ تعرّفت على واحدة منهم.‏ لقد كانت معلّمتها السابقة.‏ وبعدما تعانقتا بعيون مغرورقة بالدموع،‏ قالت المرأة للفتاة انها لم تنسَ قط تصرفات تلميذتها المتصفة بالاحترام.‏ وقد قرعت بابها شاهدة،‏ فأخبرتها عن سلوك تلميذتها الحسن.‏ نتيجة لذلك،‏ ابتدأت تدرس الكتاب المقدس واعتنقت الحق.‏ كما لاحظتم،‏ يمكن لسلوككم ان يكون طريقة فعّالة جدا لتسبيح يهوه.‏

١٨ ماذا يمكن ان يفعل الاحداث اذا كانوا يستصعبون الابتداء بمحادثات عن الكتاب المقدس ويهوه الله؟‏

١٨ هل تستصعبون احيانا ان تبتدئوا بمحادثات عن ايمانكم في المدرسة؟‏ لستم الوحيدين الذين يراودهم هذا الشعور.‏ رغم ذلك،‏ بإمكانكم ان تفعلوا شيئا لجعل الآخرين يسألونكم عن ايمانكم.‏ مثلا،‏ لمَ لا تجلبون معكم مطبوعات مؤسسة على الكتاب المقدس وتقرأونها خلال فرصة الغداء او فترات الفراغ الاخرى،‏ اذا كان ذلك قانونيا ومسموحا به؟‏ فقد يسألكم رفقاؤكم ماذا تقرأون.‏ وبإجابتهم وإخبارهم بالنقاط التي لفتت انتباهكم في المقالة او الكتاب اللذين تقرأونهما،‏ تكونون قد ابتدأتم بمحادثة.‏ تذكّروا ان تطرحوا الاسئلة لكي تعرفوا ما يؤمن به رفقاؤكم.‏ أصغوا اليهم باحترام وأخبروهم بما تعلّمتموه من الكتاب المقدس.‏ وكما تُظهِر الاختبارات الواردة في الصفحة ٢٩،‏ يسبِّح احداث كثيرون الله في المدرسة.‏ وهذا ما يُنتِج لهم فرحا غامرا ويساعد كثيرين على التعرّف بيهوه.‏

١٩ كيف يزيد الاحداث من فعّاليتهم في الخدمة من بيت الى بيت؟‏

١٩ ان الخدمة من بيت الى بيت هي طريقة فعّالة جدا لتسبيح يهوه.‏ فإذا لم تشتركوا بعد في هذا الوجه من الخدمة،‏ فلمَ لا تضعون ذلك هدفا لكم؟‏ أما اذا كنتم تشتركون فيه،‏ فهل هنالك اهداف اخرى بإمكانكم ان تضعوها امامكم؟‏ مثلا،‏ بدلا من قول الكلمات نفسها عند كل باب،‏ ابحثوا عن طرائق للتحسين.‏ ويمكنكم ان تطلبوا اقتراحات من والديكم والاخوة الآخرين الذين لديهم خبرة.‏ تعلّموا كيف تزيدون من استعمالكم للكتاب المقدس،‏ كيف تعقدون زيارات مكررة فعّالة،‏ وكيف تبتدئون بدروس في الكتاب المقدس.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٥‏)‏ فكلما سبَّحتم يهوه اكثر بهذه الطرائق،‏ ازدادت فعّاليتكم في الخدمة وتمتعتم بها اكثر.‏

متى يجب ان تبتدئوا بتسبيح يهوه؟‏

٢٠ لماذا لا يلزم ان يشعر الاحداث انهم اصغر من ان يسبِّحوا يهوه؟‏

٢٠ بين الاسئلة الثلاثة في هذه المقالة،‏ فإن الجواب عن السؤال الاخير هو الابسط.‏ لاحظوا جواب الكتاب المقدس المباشر:‏ «اذكر خالقك العظيم في أيام شبابك».‏ (‏جامعة ١٢:‏١‏)‏ نعم،‏ ان الوقت للابتداء بتسبيح يهوه هو الآن.‏ ولكن قد تقولون:‏ «انا اصغر من ان اسبِّح يهوه ولا خبرة لديّ.‏ لذلك ينبغي ان انتظر حتى اكبر».‏ لستم اول مَن يشعر بهذه الطريقة.‏ مثلا،‏ قال ارميا الحدث ليهوه:‏ «آه ايها السيد الرب يهوه!‏ ها اني لا اعرف ان اتكلم،‏ لأني صبي».‏ فأكّد له يهوه انه ما من سبب يدعوه الى الخوف.‏ (‏ارميا ١:‏٦،‏ ٧‏)‏ على نحو مماثل،‏ لا شيء يجب ان يخيفنا عندما نسبِّح يهوه.‏ فما من ضرر قد يلحق بنا لا يمكن ليهوه ان يزيله كليّا.‏ —‏ مزمور ١١٨:‏٦‏.‏

٢١،‏ ٢٢ لماذا يُشبَّه الاحداث الذين يسبِّحون يهوه بقطرات الندى،‏ ولماذا هذا التشبيه مشجِّع؟‏

٢١ لذلك نحثكم ايها الاحداث:‏ لا تترددوا في تسبيح يهوه!‏ فالآن،‏ في ريعان شبابكم،‏ هو افضل وقت للاشتراك في اهم عمل يجري على الارض اليوم.‏ وبذلك تنضمون الى عائلة رائعة —‏ العائلة الكونية المؤلفة من مسبِّحي يهوه.‏ ولا شك ان يهوه يُسَرّ ان تكونوا اعضاء في هذه العائلة.‏ لاحظوا هذه الكلمات الموحى بها التي وجّهها المرنم الملهم الى يهوه:‏ «شعبك يتطوع في يوم قوتك.‏ في بهاء القداسة،‏ من رحم الفجر،‏ لك رفقتك من الشبان كقطرات الندى».‏ —‏ مزمور ١١٠:‏٣‏.‏

٢٢ ما اجمل منظر قطرات النّدى المتلألئة في ضوء الصباح!‏ فهي منعشة،‏ متألقة،‏ ولا تُحصى.‏ هكذا يرى يهوه الاحداث الذين يسبِّحونه بأمانة في هذه الازمنة الحرجة.‏ فاختياركم ان تكونوا بين مسبِّحيه يفرِّح قلبه.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ لذلك،‏ يا ايها الاحداث سبِّحوا يهوه!‏

كيف تجيبون؟‏

‏• ما هي بعض الاسباب المهمة لتسبيح يهوه؟‏

‏• اية امثلة من الكتاب المقدس تُظهِر ان الاحداث بإمكانهم ان يكونوا فعّالين في تسبيح يهوه؟‏

‏• كيف يمكنكم ايها الاحداث تسبيح يهوه اليوم؟‏

‏• متى ينبغي ان يبتدئ الاحداث بتسبيح يهوه،‏ ولماذا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ٢٥]‏

اذا كان صديقكم بارعا في احد المجالات،‏ أفلا تخبرون الآخرين بذلك؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

قد يهتم رفقاؤكم في المدرسة بمعتقداتكم

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

اذا اردتم ان تحسّنوا خدمتكم،‏ فاطلبوا اقتراحات من الشهود الاكثر خبرة