الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ايها الوالدون،‏ اعتنوا بحاجات عائلتكم

ايها الوالدون،‏ اعتنوا بحاجات عائلتكم

ايها الوالدون،‏ اعتنوا بحاجات عائلتكم

‏«إنْ كان احد لا يعول خاصته [«يعتني بخاصته»،‏ الترجمة الپروتستانتية]،‏ .‏ .‏ .‏ فقد انكر الايمان كليّا».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٨‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ لماذا من المشجِّع ان نرى العائلات تحضر الاجتماعات المسيحية معا؟‏ (‏ب)‏ ما هي بعض الصعوبات التي تواجهها العائلة لكي تصل الى الاجتماعات في الوقت المحدّد؟‏

اذا نظرتَ حولك في الجماعة المسيحية قبل ابتداء الاجتماع،‏ ترى اولادا نظفاء ومرتبين يجلسون في مقاعدهم الى جانب والديهم.‏ ولا شك انك تُسَرّ حين ترى المحبة التي يُظهِرها افراد هذه العائلات،‏ المحبة ليهوه والمحبة واحدهم للآخر.‏ ولكن من السهل ان ننسى الجهد الذي تبذله العائلة لتصل الى الاجتماعات في الوقت المحدّد.‏

٢ ففي معظم الحالات،‏ يكون الوالدان مشغولَين طوال النهار.‏ وفي امسية الاجتماع،‏ تصير العائلة اكثر انشغالا.‏ فيجب تحضير وجبة الطعام،‏ القيام ببعض الاعمال،‏ وإنجاز الفروض المدرسية.‏ وتقع المسؤولية الاكبر على الوالدَين،‏ اذ يحرصان ان يأكل الجميع ويكونوا نظفاء وجاهزين في الوقت المحدّد.‏ ولا شك انه بوجود اولاد في العائلة،‏ تنشأ صعوبات غير متوقعة في الوقت غير المناسب.‏ فقد يتمزّق سروال الصبي الكبير وهو يلعب،‏ يوقع الصغير طعامه،‏ ويبتدئ الاولاد بالمشاجرة.‏ (‏امثال ٢٢:‏١٥‏)‏ وما هي النتيجة؟‏ يمكن ان تفشل خطط الوالدَين رغم كل ما بذلاه من جهد.‏ إلا ان العائلة تصل دائما تقريبا الى قاعة الملكوت قبل ابتداء الاجتماع.‏ فكم هو مشجّع ان نراهم يأتون الى الاجتماع اسبوعا بعد اسبوع وسنة بعد سنة حتى يكبر الاولاد ويصيروا خدّاما ليهوه!‏

٣ كيف نعرف ان يهوه يقدِّر العائلات تقديرا كبيرا؟‏

٣ رغم ان عملكم ايها الوالدون صعب،‏ او بالاحرى مرهق،‏ يمكنكم الثقة بأن يهوه يقدِّر جهودكم كثيرا.‏ فيهوه هو مؤسس ترتيب العائلة.‏ وكلمته تقول ان كل عائلة ‹تدين له باسمها›،‏ اي بوجودها.‏ (‏افسس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لذلك عندما تبذلون الجهد لإتمام دوركم بالطريقة الصائبة،‏ تكرمون السيد الرب المتسلّط على الكون بأسره.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏٣١‏)‏ فما اروع هذا الامتياز!‏ لذلك من الملائم ان نتأمل في التعيين الذي اوكله يهوه الى الوالدين.‏ وفي هذه المقالة سنناقش كيفية القيام بهذا التعيين من خلال الاعتناء بحاجات العائلة.‏ فلنستعرض الآن ثلاث طرائق يتوقع الله من الوالدين ان يعتنوا من خلالها بحاجات عائلاتهم.‏

الاعتناء بالحاجات المادية

٤ اية ترتيبات صنعها يهوه في العائلة للاعتناء بحاجات الاولاد؟‏

٤ كتب الرسول بولس:‏ «إنْ كان احد لا يعول خاصته [«يعتني بخاصته»،‏ ع أ‏]،‏ وخصوصا اهل بيته،‏ فقد انكر الايمان كليّا وهو اسوأ من غير المؤمن».‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ مَن كان بولس يقصد بكلمة ‏«احد» في هذه الآية؟‏ رأس العائلة،‏ الذي هو الاب عادة.‏ كما ان الكتاب المقدس يتحدث عن دور المرأة المكرَّم كمعين لزوجها.‏ (‏تكوين ٢:‏١٨‏)‏ فالنساء في ازمنة الكتاب المقدس غالبا ما ساعدن ازواجهن في الاعتناء بحاجات العائلة.‏ (‏امثال ٣١:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٦‏)‏ واليوم،‏ من الشائع وجود عائلات ذات والد واحد.‏ * وكثيرون من هؤلاء الوالدين المتوحدين يقومون بدورهم في الاعتناء بعائلاتهم بشكل رائع.‏ ولكن لا شك ان وجود الوالدَين كليهما وقيام الاب بدوره في اخذ القيادة هو الوضع الامثل للعائلة.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ما هي بعض العقبات التي يواجهها الذين يسعون الى إعالة خاصتهم ماديّا؟‏ (‏ب)‏ اية نظرة الى العمل الدنيوي تساعد المعيلين المسيحيين على تخطي هذه العقبات؟‏

٥ وأيّ نوع من الحاجات قال بولس في ١ تيموثاوس ٥:‏٨ انه يجب الاعتناء به؟‏ تشير القرينة الى انه كان يتحدث بشكل مباشر عن حاجات العائلة المادية.‏ وفي عالمنا اليوم،‏ قد يضطر رأس العائلة الى مواجهة عقبات كثيرة بغية إعالة عائلته ماديا.‏ فحول العالم تتفشى الصعوبات الاقتصادية،‏ الصرْف من العمل،‏ نِسَب البطالة المرتفعة،‏ وغلاء المعيشة.‏ فماذا يساعد المعيل على تخطي هذه العقبات؟‏

٦ يحسن بالمعيل ان يتذكر ان التعيين الذي يقوم به هو معطى من يهوه.‏ فكلمات بولس الموحى بها تُظهِر ان الرجل الذي بمقدوره إطاعة هذه الوصية لكنه يأبى القيام بمهمته هو كالشخص الذي ‹ينكر الايمان كليّا›.‏ ولا شك ان المسيحي سيبذل قصارى جهده لئلا يكون في موقف كهذا امام الهه.‏ ولكن من المؤسف ان اشخاصا كثيرين في عالمنا اليوم هم «بلا حنو».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٣‏)‏ فآباء كثيرون يتملّصون من مسؤوليتهم ويتركون عائلاتهم في حالة يُرثى لها.‏ أما الازواج المسيحيون فلا يتبنون هذه النظرة القاسية المتسمة بالاهمال الى إعالة عائلاتهم.‏ فبعكس كثيرين من زملائهم في العمل،‏ يعتبر المعيلون المسيحيون حتى الوظائف المتواضعة عملا مهمًّا ومكرَّما ووسيلة لإرضاء يهوه الله لأنها تمكِّنهم من إعالة احبائهم.‏

٧ لماذا من الملائم ان يتأمل الوالدون في مثال يسوع؟‏

٧ من المفيد ايضا ان يتأمل رؤوس العائلات في مثال يسوع الكامل.‏ فالكتاب المقدس يصف يسوع بشكل نبوي بأنه ‹ابونا الابدي›.‏ (‏اشعيا ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ فيسوع،‏ بصفته «آدم الاخير»،‏ يحلّ محلّ «الانسان الاول آدم» كأب للذين يمارسون الايمان.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٥‏)‏ ولكن بعكس آدم الذي صار ابا انانيا يهتم بمصلحته فقط،‏ يسوع هو اب مثالي.‏ فالكتاب المقدس يقول عنه:‏ «بهذا قد عرفنا المحبة،‏ لأن ذاك بذل نفسه لأجلنا».‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ نعم،‏ لقد بذل يسوع حياته طوعا من اجل الآخرين.‏ لكنه كان كل يوم يضع ايضا،‏ في المسائل الاقل اهمية،‏ حاجات الآخرين قبل حاجاته.‏ انتم ايضا ايها الوالدون يحسن بكم ان تقتدوا بروح التضحية بالذات هذه.‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ ماذا يتعلم الوالدون من الطيور بشأن إعالة صغارهم دون انانية؟‏ (‏ب)‏ كيف يُعرِب والدون مسيحيون كثيرون عن روح التضحية بالذات؟‏

٨ يمكن ان يتعلم الوالدون الكثير عن المحبة غير الانانية من الكلمات التي وجّهها يسوع الى شعب الله العاصي:‏ «كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها!‏».‏ (‏متى ٢٣:‏٣٧‏)‏ استخدم يسوع هنا صورة كلامية تصف دجاجة تحمي فراخها بجناحيها.‏ وبإمكان الوالدين ان يتعلّموا الكثير من غريزة الحماية لدى انثى الطيور.‏ فهي على استعداد لتعريض نفسها للخطر في سبيل حماية فراخها من الاذى.‏ وما يفعله الاب والام من الطيور كل يوم جدير بالملاحظة.‏ فهما يطيران باستمرار ذهابا وإيابا للبحث عن الطعام.‏ حتى عندما يكونان منهكَين،‏ يضعان الطعام في مناقير فراخهما،‏ التي تبتلعه ولا تلبث ان تصوِّت مطالبة بالمزيد.‏ حقا،‏ ان الكثير من مخلوقات يهوه «حكيمة بالغريزة» في طريقة اعتنائها بحاجات صغارها.‏ —‏ امثال ٣٠:‏٢٤‏.‏

٩ على نحو مماثل،‏ يُعرِب الوالدون المسيحيون حول العالم عن صفة رائعة:‏ روح التضحية بالذات.‏ فأنتم ايها الوالدون مستعدّون لتحمّل الاذى عوضا عن اولادكم.‏ كما انكم على استعداد للقيام بالتضحيات يوميا في سبيل إعالة خاصتكم.‏ فكثيرون منكم ينهضون باكرا للذهاب الى عملهم المرهق او المملّ.‏ وأنتم تكدحون لتوفّروا طعاما مغذّيا لأولادكم.‏ وتجاهدون لتؤمّنوا لهم الثياب النظيفة،‏ المسكن الجيد،‏ ومستوى التعليم اللازم.‏ وأنتم تستمرون في ذلك يوما بعد يوم وسنة بعد سنة.‏ ولا شك ان التضحية بالذات والاحتمال اللذين تُظهرونهما يُرضيان يهوه.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٦‏)‏ ولكن هنالك طرائق اهمّ يمكنكم بواسطتها الاهتمام بحاجات عائلتكم.‏ فما هي؟‏

الاعتناء بالحاجات الروحية

١٠،‏ ١١ ما هي اهمّ الحاجات البشرية،‏ وماذا يجب ان يفعل الوالدون المسيحيون اولا لسدّ هذه الحاجة لدى اولادهم؟‏

١٠ ان الاعتناء بالحاجات الروحية هو اكثر اهمية من الاعالة المادية.‏ قال يسوع:‏ «لا يحيَ الانسان بالخبز وحده،‏ بل بكل كلمة تخرج من فم يهوه».‏ (‏متى ٤:‏٤؛‏ ٥:‏٣‏)‏ فماذا يمكنكم فعله ايها الوالدون للاعتناء بحاجات عائلتكم الروحية؟‏

١١ في هذا المجال،‏ غالبا ما تُقتبَس الآيات في التثنية ٦:‏٥-‏٧‏.‏ فافتحوا من فضلكم كتبكم المقدسة الى هذه الاعداد.‏ لاحظوا انه يُقال للوالدين ان يقوّوا هم اولا روحياتهم بتنمية محبتهم ليهوه والعمل بموجب كلماته.‏ فيلزم ان تكونوا انتم تلاميذ مجتهدين لكلمة الله،‏ وذلك بقراءة الكتاب المقدس بانتظام والتأمل فيه،‏ بحيث تزدادون فهما ومحبة لطرق يهوه ومبادئه وشرائعه.‏ نتيجة لذلك،‏ سيطفح قلبكم بحقائق الكتاب المقدس الرائعة،‏ مما يمنحكم الفرح ويدفعكم الى احترام يهوه ومحبته.‏ وهكذا،‏ يكون لديكم فيض من الامور الصالحة لتنقلوها الى اولادكم.‏ —‏ لوقا ٦:‏٤٥‏.‏

١٢ كيف يقتدي الوالدون بمثال يسوع عند تلقين اولادهم حقائق الكتاب المقدس؟‏

١٢ ان الوالدين الاقوياء روحيا قادرون على تطبيق المشورة في التثنية ٦:‏٧ التي توصيهم بانتهاز كل فرصة ‹لتلقين› ذريتهم كلمات يهوه.‏ يعرِّف قاموس الهادي الى لغة العرب كلمة «لقَّن» بالقول:‏ «لقَّن الرجلُ غلامَه الكلامَ:‏ اعاده عليه يريد منه ان يحفظه».‏ ويهوه يعرف جيدا اننا جميعا،‏ وخصوصا الاولاد،‏ بحاجة الى الاعادة والتكرار لنتعلم.‏ لهذا السبب استخدم يسوع التكرار في خدمته.‏ مثلا،‏ عندما كان يعلِّم تلاميذه ان يكونوا متواضعين ويتخلّوا عن الكبرياء وروح المنافسة،‏ كرَّر المبدأ نفسه بطرائق متنوعة.‏ فقد استخدم في تعليمه التحليل،‏ الايضاحات،‏ ورسم المثال.‏ (‏متى ١٨:‏١-‏٤؛‏ ٢٠:‏٢٥-‏٢٧؛‏ يوحنا ١٣:‏١٢-‏١٥‏)‏ ولكن من الجدير بالملاحظة ان يسوع لم يفقد صبره قط.‏ على نحو مماثل،‏ يلزم ان يستخدم الوالدون طرائق متنوعة لتعليم اولادهم الحقائق الاساسية،‏ مكرِّرين بصبر مبادئ يهوه الى ان يستوعبها الاولاد ويطبقوها.‏

١٣،‏ ١٤ اية فرص يمكن ان ينتهزها الوالدون لتلقين اولادهم حقائق الكتاب المقدس،‏ وأية مساعِدات يمكنهم استخدامها؟‏

١٣ وفترات الدرس العائلي في الكتاب المقدس هي اوقات مثالية لتزويد هذا التعليم.‏ فالدرس العائلي المنتظم والبنّاء والشيِّق هو بمثابة عماد لروحيات العائلة.‏ والعائلات المسيحية حول العالم تتمتع بعقد هذا الدرس،‏ باستخدام المطبوعات التي تزوِّدها هيئة يهوه وبتكييف مواد الدرس لتلائم حاجات الاولاد.‏ وكتاب استمع الى المعلّم الكبير هو بركة رائعة في هذا المجال،‏ وكذلك كتاب اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح.‏ * لكنَّ فترات الدرس العائلي ليست الوقت الوحيد لتعليم الاولاد.‏

١٤ فكما تُظهِر التثنية ٦:‏٧‏،‏ هنالك مناسبات كثيرة يمكنكم ايّها الوالدون ان تستغلّوها لمناقشة الامور الروحية مع اولادكم.‏ فبإمكانكم انتهاز الفرص للاعتناء بحاجات اولادكم الروحية خلال السفر،‏ عند العمل معا،‏ او في اوقات الاستجمام.‏ وطبعا،‏ ليس المقصود هنا ان تعِظوا اولادكم بحقائق الكتاب المقدس دون انقطاع،‏ بل ان تحاولوا جعل محادثاتكم العائلية بنّاءة وروحية.‏ مثلا،‏ تتضمن مجلة استيقظ!‏ مقالات عديدة تعالج شتى المواضيع.‏ فيمكن استخدام هذه المقالات كأساس للابتداء بأحاديث عن خليقة يهوه الحيوانية،‏ الطبيعة الخلّابة في انحاء كثيرة من العالم،‏ والتنوع الرائع في الحضارات وأساليب العيش.‏ فقد تدفع هذه الاحاديث اولادكم الى زيادة قراءتهم للمطبوعات التي يزوِّدها صف العبد الامين الفطين.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

١٥ كيف يمكن ان يساعد الوالدون اولادهم ليشعروا ان الخدمة المسيحية امر ممتع يجلب الاكتفاء؟‏

١٥ والاحاديث البنّاءة مع اولادكم تساعدكم ايضا على إشباع حاجة روحية اخرى.‏ فيلزم ان يتعلّم الاولاد كيف يكونون فعّالين في إخبار الآخرين بإيمانهم.‏ لذلك في معرض حديثكم عن نقطة مهمّة وردت في برج المراقبة او استيقظ!‏،‏ يمكنكم انتهاز الفرصة لربْط هذه المواد بالخدمة.‏ مثلا،‏ قد تسألون:‏ «أليس جميلا ان يعرف الناس هذا الامر عن يهوه؟‏ فكيف يمكننا في رأيكم إثارة اهتمامهم بهذا الموضوع؟‏».‏ ومناقشات كهذه قد تشوِّق اولادكم الى إخبار الآخرين بما يتعلّمونه.‏ ثم عندما يرافقونكم في الخدمة،‏ يرون مثالكم في وضع ما علّمتموهم اياه موضع العمل.‏ كما يتعلّمون ان الخدمة هي عمل ممتع ومفرح ويجلب الاكتفاء.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

١٦ ماذا يتعلم الاولاد من صلوات والديهم؟‏

١٦ يعتني الوالدون ايضا بحاجات اولادهم الروحية عندما يصلّون.‏ فقد علّم يسوع تلاميذه كيف يصلّون وصلّى معهم في مناسبات عديدة.‏ (‏لوقا ١١:‏١-‏١٣‏)‏ فكم تعلّم هؤلاء التلاميذ من صلاة ابن يهوه!‏ كذلك ايضا يتعلم اولادكم الكثير من صلواتكم.‏ مثلا،‏ تعلّمهم صلواتكم ان يهوه يريد منا ان نتكلم معه بحرية من صميم قلوبنا وأن نخبره عن اية مشكلة نواجهها.‏ كما انها تعلِّمهم حقيقة روحية مهمة:‏ بإمكانهم نيل علاقة شخصية بأبيهم السماوي.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٧‏.‏

الاعتناء بالحاجات العاطفية

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كيف يكشف الكتاب المقدس اهمية إظهار المحبة للاولاد؟‏ (‏ب)‏ كيف يقتدي الآباء بيهوه في التعبير عن محبتهم لأولادهم؟‏

١٧ طبعا،‏ لدى الاولاد ايضا حاجات عاطفية ملحّة.‏ وكلمة الله تخبرنا كم هو مهمّ الاعتناء بهذه الحاجات.‏ مثلا،‏ يجري حثّ الشابات ان «يكنّ .‏ .‏ .‏ محبّات لأولادهن».‏ فهذا الامر مرتبط باستعادة رشدهن،‏ اي بحيازتهن تفكيرا سليما.‏ (‏تيطس ٢:‏٤‏)‏ حقا،‏ ان إظهار المحبة للولد هو امر ينمّ عن تفكير سليم.‏ فهذا ما يعلِّم الولد ان يحبّ ويجلب فوائد ابدية.‏ من ناحية اخرى،‏ إن عدم إظهار المحبة للولد هو امر ينمّ عن الحماقة.‏ فهو يسبِّب ألما كبيرا ويدلّ ان الوالد لا يقتدي بيهوه الذي يُظهِر لنا مقدارا كبيرا من المحبة رغم نقائصنا.‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏٨-‏١٤‏.‏

١٨ حتى ان يهوه يأخذ المبادرة في محبة اولاده الارضيين.‏ فالآية في ١ يوحنا ٤:‏١٩ تقول انه «هو احبنا اولا».‏ وبشكل خصوصي،‏ يجب عليكم انتم ايها الآباء ان تقتدوا بمثال يهوه،‏ اذ تأخذون المبادرة في تنمية رباط المحبة مع اولادكم.‏ والكتاب المقدس يحذِّر الآباء من إغاظة اولادهم،‏ «لئلا تتثبط عزيمتهم».‏ (‏كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ فأكثر ما يثبِّط الاولاد هو الشعور بأنكم لا تحبونهم او تقدّرونهم.‏ والآباء الذين لا يعبِّرون لأولادهم عن مشاعرهم تجاههم يحسن بهم ان يتذكروا مثال يهوه.‏ فقد تكلّم من السماء ليعبِّر لابنه عن رضاه ومحبته.‏ (‏متى ٣:‏١٧؛‏ ١٧:‏٥‏)‏ وكم تشجّع يسوع دون شك من جراء ذلك!‏ على نحو مماثل،‏ يستمد الاولاد القوة والشجاعة عندما يعبِّر لهم والدوهم بصدق عن رضاهم ومحبتهم.‏

١٩ لماذا التأديب مهمّ،‏ وأيّ اتّزان يسعى الوالدون المسيحيون الى تحقيقه؟‏

١٩ طبعا،‏ لا تقتصر محبة الوالدين على الكلام فقط.‏ فالمحبة تظهر بشكل رئيسي من خلال الاعمال.‏ فالوالدون يعربون عن محبتهم لأولادهم بالاعتناء بحاجاتهم المادية والروحية،‏ وخصوصا اذا اظهروا لهم ان ما يفعلونه هو بدافع المحبة.‏ والطريقة المهمة الاخرى للاعراب عن المحبة هي من خلال التأديب.‏ فالكتاب المقدس يقول ان «الذي يحبه يهوه يؤدبه».‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٦‏)‏ بالمقابل،‏ فإن الامتناع عن التأديب هو دليل بغض الوالدين لاولادهم.‏ (‏امثال ١٣:‏٢٤‏)‏ ويهوه يحافظ باستمرار على الاتّزان،‏ اذ يؤدب «باعتدال».‏ (‏ارميا ٤٦:‏٢٨‏)‏ وهذا الاتّزان ليس دائما سهلا على الوالدين الذين هم بشر ناقصون.‏ رغم ذلك،‏ فالسعي الى تحقيق هذا الاتّزان امر يستحق العناء.‏ فالتأديب الحازم والمحب في آنٍ واحد يساهم في جعل حياة الولد عندما يكبر حياة سعيدة ومثمرة.‏ (‏امثال ٢٢:‏٦‏)‏ أفليس هذا ما يطمح اليه كل والد مسيحي؟‏

٢٠ كيف يتيح الوالدون لأولادهم افضل فرصة ممكنة ‹ليختاروا الحياة›؟‏

٢٠ عندما تقومون ايها الوالدون بالعمل المهمّ الذي اوكله اليكم يهوه —‏ الاعتناء بحاجات اولادكم المادية والروحية والعاطفية —‏ تحصدون مكافآت سخية.‏ فباعتنائكم بهذه الحاجات تتيحون لأولادكم افضل فرصة ممكنة ‹ليختاروا الحياة›،‏ وبعد ذلك ‹ليحيوا› الى الابد.‏ (‏تثنية ٣٠:‏١٩‏)‏ كما ان الاولاد الذين يختارون خدمة يهوه ويبقون بعد ان يكبروا سائرين في الطريق الذي يؤدي الى الحياة،‏ يجلبون لوالديهم فرحا غامرا.‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣-‏٥‏)‏ وهذا الفرح سيظل الى الابد!‏ ولكن كيف يمكن للاولاد والاحداث ان يسبِّحوا يهوه الآن؟‏ هذا ما سنناقشه في المقالة التالية.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 4‏ في هذه المقالة،‏ سنستخدم احيانا صيغة المذكر للاشارة الى الذين يعتنون بحاجات عائلاتهم.‏ لكنَّ المبادئ نفسها تنطبق على النساء المسيحيات اللواتي تُلقى على عاتقهن مسؤولية الاعتناء بحاجات عائلاتهن.‏

^ ‎الفقرة 13‏ اصدار شهود يهوه.‏

كيف تجيبون؟‏

ماذا يمكن ان يفعل الوالدون للاعتناء بحاجات اولادهم

‏• المادية؟‏

‏• الروحية؟‏

‏• العاطفية؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

طيور كثيرة تعمل بكدّ للاعتناء بصغارها وإطعامها

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

يجب ان يقوّي الوالدون روحياتهم اولا

‏[الصور في الصفحتين ٢٠،‏ ٢١]‏

يمكن للوالدين ان ينتهزوا فرصا عديدة لتعليم اولادهم عن الخالق

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

يستمد الاولاد القوة والشجاعة عندما يعبِّر لهم والدوهم عن رضاهم