الى ايّ حدّ راسخ هو اتّكالك على الله؟
إِلَى أَيِّ حَدٍّ رَاسِخٌ هُوَ اتِّكَالُكَ عَلَى اللهِ؟
‹دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ›. — متى ٦:٣٣.
١، ٢ أَيَّةُ خُطْوَةٍ تَتَعَلَّقُ بِالعَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ قَامَ بِهَا أَحَدُ الشُّبَّانِ، وَلِمَاذَا؟
أَرَادَ شَابٌّ أَنْ يَكُونَ فَعَّالًا أَكْثَرَ فِي جَمَاعَتِهِ. لكِنَّ عَمَلَهُ الدُّنْيَوِيَّ أَعَاقَهُ عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ. فَكَيْفَ حَلَّ هذِهِ المُشْكِلَةَ؟ لَقَدْ بَسَّطَ حَيَاتَهُ، ٱسْتَقَالَ مِنْ عَمَلِهِ، وَعَثَرَ عَلَى وَظِيفَةٍ لَا تُعِيقُهُ عَنْ نَشَاطَاتِهِ المَسِيحِيَّةِ. وَرَغْمَ أَنَّ مَعَاشَهُ حَالِيًّا أَقَلُّ بِكَثِيرٍ، فَلَا يَزَالُ يُعِيلُ عَائِلَتَهُ وَهُوَ فَعَّالٌ فِي الجَمَاعَةِ أَكْثَرَ مِنْ قَبْلُ.
٢ هَلْ تَتَفَهَّمُ الخُطْوَةَ التِي قَامَ بِهَا هذَا الشَّابُّ؟ هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّكَ سَتَتَّخِذُ خُطْوَةً مُمَاثِلَةً إِذَا مَرَرْتَ بِظَرْفٍ مُمَاثِلٍ؟ مِنَ الجَدِيرِ بِالمَدْحِ أَنَّ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ فَعَلُوا ذلِكَ. وَالتَّعْدِيلَاتُ التِي قَامُوا بِهَا تُبَرْهِنُ ثِقَتَهُمْ بِوَعْدِ يَسُوعَ: «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ وَبِرِّهِ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ». (متى ٦:٣٣) فَهُمْ يَتَّكِلُونَ عَلَى يَهْوَه لِيَمْنَحَهُمُ الشُّعُورَ بِالأَمْنِ بَدَلًا مِنَ الِاتِّكَالِ عَلَى العَالَمِ. — امثال ٣:٢٣، ٢٦.
٣ لِمَاذَا قَدْ يَتَسَاءَلُ البَعْضُ إِنْ كَانَ طَلَبُ مَلَكُوتِ اللهِ أَوَّلًا أَمْرًا عَمَلِيًّا فِي أَيَّامِنَا؟
٣ بِمَا أَنَّنَا نَعِيشُ فِي أَزْمِنَةٍ عَصِيبَةٍ، فَقَدْ يَتَسَاءَلُ البَعْضُ إِنْ كَانَ القَرَارُ الذِي ٱتَّخَذَهُ هذَا الشَّابُّ قَرَارًا حَكِيمًا. فَفِي أَيَّامِنَا، تَعِيشُ شَرِيحَةٌ مِنَ النَّاسِ فِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ فِيمَا تَنْعَمُ شَرِيحَةٌ أُخْرَى بِأَعْلَى مُسْتَوًى لِلْمَعِيشَةِ. وَمُعْظَمُ النَّاسِ فِي البُلْدَانِ الفَقِيرَةِ يَنْتَهِزُونَ بِلَهْفَةٍ أَيَّةَ فُرْصَةٍ لِيُسَهِّلُوا حَيَاتَهُمْ وَلَوْ قَلِيلًا. مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يَشْعُرُ كَثِيرُونَ فِي البُلْدَانِ الأَغْنَى بِالضَّغْطِ لِيُحَافِظُوا عَلَى مُسْتَوَى مَعِيشَتِهِمْ فِي وَجْهِ الأَوْضَاعِ الِاقْتِصَادِيَّةِ المُتَقَلْقِلَةِ، سُوقِ العَمَلِ المُتَغَيِّرِ، وَأَرْبَابِ العَمَلِ الذِينَ يَصِيرُونَ مُتَطَلِّبِينَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. نَظَرًا إِلَى كُلِّ هذَا الضَّغْطِ الذِي يُوَاجِهُهُ المَرْءُ لِكَسْبِ رِزْقِهِ، قَدْ يَتَسَاءَلُ البَعْضُ: ‹هَلْ طَلَبُ المَلَكُوتِ أَوَّلًا لَا يَزَالُ أَمْرًا عَمَلِيًّا فِي أَيَّامِنَا؟›. لِلْإِجَابَةِ عَنْ هذَا السُّؤَالِ، لِنَرَ مَنْ كَانَ المُسْتَمِعُونَ الذِينَ خَاطَبَهُمْ يَسُوعُ.
‹لَا تَحْمِلُوا بَعْدُ هَمًّا›
٤، ٥ كَيْفَ أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّهُ مِنَ المَنْطِقِيِّ أَلَّا يَحْمِلَ شَعْبُ اللهِ هَمًّا بِإِفْرَاطٍ بِشَأنِ حَاجَاتِهِمِ اليَوْمِيَّةِ؟
٤ كَانَ يَسُوعُ فِي الجَلِيلِ يُخَاطِبُ جُمُوعًا غَفِيرَةً آتِينَ مِنْ أَمَاكِنَ عَدِيدَةٍ. (متى ٤:٢٥) وَقِلَّةٌ قَلِيلَةٌ مِنْ هؤُلَاءِ كَانُوا أَغْنِيَاءَ، إِذْ كَانَ مُعْظَمُهُمْ عَلَى الأَرْجَحِ فُقَرَاءَ. رَغْمَ ذلِكَ، حَثَّهُمْ يَسُوعُ أَلَّا يُعْطُوا الأَوْلَوِيَّةَ لِكَسْبِ الغِنَى المَادِّيِّ بَلْ لِادِّخَارِ شَيْءٍ أَكْثَرَ قِيمَةً: اَلْكُنُوزِ الرُّوحِيَّةِ. (متى ٦:١٩-٢١، ٢٤) فَقَدْ قَالَ: «لَا تَحْمِلُوا بَعْدُ هَمَّ نُفُوسِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَأْكُلُونَ أَوْ مَا تَشْرَبُونَ، وَلَا أَجْسَادِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ النَّفْسُ أَهَمَّ مِنَ الطَّعَامِ وَالجَسَدُ أَهَمَّ مِنَ اللِّبَاسِ؟». — متى ٦:٢٥.
٥ لَرُبَّمَا بَدَتْ كَلِمَاتُ يَسُوعَ لِكَثِيرِينَ مِنْ مُسْتَمِعِيهِ غَيْرَ عَمَلِيَّةٍ. فَقَدْ عَرَفُوا أَنَّ عَائِلَاتِهِمْ سَتُقَاسِي كَثِيرًا إِذَا لَمْ يَعْمَلُوا بِكَدٍّ. إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ ذَكَّرَهُمْ بِالطُّيُورِ التِي لَا تَسْعَى إِلَى تَأْمِينِ حَاجَاتِهَا لِلْيَوْمِ التَّالِي وَمَعَ ذلِكَ يَهْوَه يَعْتَنِي بِهَا. كَمَا أَشَارَ إِلَى ٱعْتِنَاءِ يَهْوَه بِالأَزْهَارِ البَرِّيَّةِ التِي تَفُوقُ في جَمَالِهَا سُلَيْمَانَ فِي كُلِّ مَجْدِهِ. فَإِذَا كَانَ يَهْوَه يَهْتَمُّ بِالطُّيُورِ وَالأَزْهَارِ، فَكَمْ بِالأَحْرَى يَهْتَمُّ بِنَا نَحْنُ البَشَرَ؟! (متى ٦:٢٦-٣٠) وَكَمَا قَالَ يَسُوعُ، إِنَّ حَيَاتَنَا (نُفُوسَنَا) وَأَجْسَادَنَا أَهَمُّ بِكَثِيرٍ مِنَ الطَّعَامِ الذِي نَشْتَرِيهِ لِنَبْقَى عَلَى قَيْدِ الحَيَاةِ وَأَهَمُّ مِنَ اللِّبَاسِ الذِي نَحْصُلُ عَلَيْهِ لِنَكْسُوَ بِهِ أَجْسَادَنَا. فَنَحْنُ نُخْطِئُ القَصْدَ مِنَ الحَيَاةِ إِذَا حَصَرْنَا كُلَّ جُهُودِنَا فِي الحُصُولِ عَلَى الطَّعَامِ واللِّبَاسِ، دُونَ أَنْ يَتَبَقَّى أَيُّ شَيْءٍ يُذكَرُ لِخِدْمَةِ يَهْوَه. — جامعة ١٢:١٣.
نَظْرَةٌ مُتَّزِنَةٌ
٦ (أ) مَا هِيَ المَسْؤُولِيَّةُ التِي تُلْقَى عَلَى عَاتِقِ المَسِيحِيِّينَ؟ (ب) عَلَى مَنْ يَتَّكِلُ المَسِيحِيُّونَ ٱتِّكَالًا تَامًّا؟
٦ طَبْعًا، لَمْ يُشَجِّعْ يَسُوعُ مُسْتَمِعِيهِ أَنْ يَتَوَقَّفُوا عَنِ العَمَلِ وَيَنْتَظِرُوا مِنَ اللهِ أَنْ يُعِيلَ عَائِلَاتِهِمْ بِطَرِيقَةٍ مَا. فَحَتَّى الطُّيُورُ يَلْزَمُ أَنْ تَبْحَثَ عَنِ الطَّعَامِ لَهَا وَلِصِغَارِهَا. لِذلِكَ كَانَ عَلَى المَسِيحِيِّينَ آنَذَاكَ أَنْ يَعْمَلُوا لِكَيْ يَأْكُلُوا. فَلَزِمَ أَنْ يَعْتَنُوا بِمَسْؤُولِيَّاتِهِمِ العَائِلِيَّةِ. كَمَا أَنَّ المَسِيحِيِّينَ الذِينَ كَانُوا خُدَّامًا وَعَبِيدًا تَوَجَّبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُدُّوا فِي العَمَلِ لَدَى أَسْيَادِهِمْ. (٢ تسالونيكي ٣:١٠-١٢؛ ١ تيموثاوس ٥:٨؛ ١ بطرس ٢:١٨) وَبُولُسُ هُوَ أَحَدُ الذِينَ قَامُوا بِإِعَالَةِ أَنْفُسِهِمْ، إِذْ عَمِلَ غَالِبًا فِي ‹صِنَاعَةِ الخِيَامِ›. (اعمال ١٨:١-٤؛ ١ تسالونيكي ٢:٩) لكِنَّ هؤُلَاءِ المَسِيحِيِّينَ لَمْ يَتَّكِلُوا عَلَى العَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ لِيَنَالُوا الشُّعُورَ بِالأَمْنِ، بَلْ عَلَى يَهْوَه. نَتِيجَةً لِذلِكَ، نَعِمُوا بِالسَّلَامِ الدَّاخِلِيِّ الذِي لَمْ يَشْعُرْ بِهِ سِوَاهُمْ. قَالَ صَاحِبُ المَزْمُورِ: «المُتَّكِلُونَ عَلَى يَهْوَه هُمْ مِثْلُ جَبَلِ صِهْيَوْنَ، الذِي لَا يَتَزَعْزَعُ، بَلْ يَبْقَى إِلَى الدَّهْرِ». — مزمور ١٢٥:١.
٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُفَكِّرَ الشَّخْصُ الذِي لَا يَتَّكِلُ ٱتِّكَالًا رَاسِخًا عَلَى يَهْوَه؟
٧ لكِنَّ مَنْ لَا يَتَّكِلُ ٱتِّكَالًا رَاسِخًا عَلَى يَهْوَه قَدْ يُفَكِّرُ بِشَكْلٍ مُغَايِرٍ. فَأَكْثَرِيَّةُ النَّاسِ تَعْتَبِرُ الغِنَى المَادِّيَّ عَامِلًا أَسَاسِيًّا يَمْنَحُهُمُ الشُّعُورَ بِالأَمْنِ. لِذَا يُشَجِّعُ الوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى ٱسْتِغْلَالِ الكَثِيرِ مِنْ سَنَوَاتِ شَبَابِهِمْ فِي تَحْصِيلِ التَّعْلِيمِ العَالِي، آمِلِينَ أَنْ يُعِدَّهُمْ ذلِكَ لِإِيجَادِ وَظَائِفَ ذَاتِ دَخْلٍ عَالٍ. وَمِنَ المُؤْسِفِ أَنَّ بَعْضَ العَائِلَاتِ المَسِيحِيَّةِ التِي ٱتَّخَذَتْ مَسْلَكًا كَهذَا دَفَعَتْ ثَمَنًا بَاهِظًا. فَقَدْ خَسِرَ الأَوْلَادُ تَرْكِيزَهُمْ عَلَى الأُمُورِ الرُّوحِيَّةِ وَسَعَوْا وَرَاءَ أَهْدَافٍ مَادِّيَّةٍ.
٨ فِي أَيِّ مَجَالٍ يُحَافِظُ المَسِيحِيُّونَ عَلَى الِاتِّزَانِ؟
٨ يُدْرِكُ المَسِيحِيُّونَ الحُكَمَاءُ أَنَّ مَشُورَةَ يَسُوعَ تَنْطَبِقُ اليَوْمَ بِقَدْرِ مَا ٱنْطَبَقَتْ فِي القَرْنِ الأَوَّلِ وَيُحَاوِلُونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى الِاتِّزَانِ. فَحَتَى لَوِ ٱضْطُرُّوا إِلَى قَضَاءِ سَاعَاتٍ طَوِيلَةٍ فِي العَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ بُغْيَةَ الِاعْتِنَاءِ بِالمَسْؤُولِيَّاتِ التِي تُوصِيهِمْ جامعة ٧:١٢.
بِهَا الأَسْفَارُ المُقَدَّسَةُ، فَهُمْ لَا يَسْمَحُونَ لِحَاجَتِهِمْ إِلَى كَسْبِ المَعِيشَةِ بِأَنْ تُعْمِيَهُمْ عَنِ المَسَائِلِ الرُّوحِيَّةِ الأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً. —«لَا تَحْمِلُوا هَمًّا»
٩ كَيْفَ يُطَمْئِنُ يَسُوعُ الذِينَ يَتَّكِلُونَ كَامِلًا عَلَى يَهْوَه؟
٩ حَثَّ يَسُوعُ مُسْتَمِعِيهِ فِي المَوْعِظَةِ عَلَى الجَبَلِ: «لَا تَحْمِلُوا هَمًّا وَتَقُولُوا: ‹مَاذَا نَأْكُلُ؟›، أَوْ: ‹مَاذَا نَشْرَبُ؟›، أَوْ: ‹مَاذَا نَلْبَسُ؟›. فَهذِهِ كُلُّهَا تَسْعَى الأُمَمُ إِلَيْهَا. فَإِنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا». (متى ٦:٣١، ٣٢) يَا لَهَا مِنْ كَلِمَاتٍ مُشَجِّعَةٍ! فَإِذَا اتَّكَلْنَا كَامِلًا عَلَى يَهْوَه، فَسَيَكُونُ دَائِمًا بِجَانِبِنَا لِيَدْعَمَنَا. لكِنَّ كَلِمَاتِ يَسُوعَ تَحُثُّنَا أَيْضًا عَلَى التَّفْكِيرِ. فَهِيَ تُذَكِّرُنَا أَنَّنَا إِذَا سَعَيْنَا بِلَهْفَةٍ وَرَاءَ الأُمُورِ المَادِّيَّةِ، نَتَشَبَّهُ بِطَرِيقَةِ تَفْكِيرِ «الأُمَمِ»، أَيِ الأَشْخَاصِ الذِينَ لَيْسُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ.
١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ لِشَابٍّ طَلَبَ مِنْهُ المَشُورَةَ أَيَّ أَمْرٍ يُحِبُّهُ هذَا الشَّابُّ أَكْثَرَ؟
١٠ ذَاتَ مَرَّةٍ، سَأَلَ شَابٌّ وَاسِعُ الثَّرَاءِ يَسُوعَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَفْعَلَ لِيَنَالَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. فَذَكَّرَهُ بِمَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ، التِي كَانَتْ لَا تَزَالُ آنَذَاكَ سَارِيَةَ المَفْعُولِ. فَأَكَّدَ الشَّابُّ لِيَسُوعَ: «قَدْ حَفِظْتُ هذِهِ كُلَّهَا، فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟». عِنْدَئِذٍ أَعْطَاهُ يَسُوعُ جَوَابًا رُبَّمَا بَدَا غَيْرَ عَمَلِّيٍّ فِي نَظَرِ كَثِيرِينَ إِذْ قَالَ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا، فَٱذْهَبْ وَبِعْ مُمْتَلَكَاتِكَ وَأَعْطِ الفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي». (متى ١٩:١٦-٢١) فَمَضَى الشَّابُّ حَزِينًا، إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِ تَقَبُّلُ فِكْرَةِ خَسَارَةِ ثَرْوَتِهِ. فَعَلَى رَغْمِ مَحَبَّتِهِ الكَبِيرَةِ لِيَهْوَه، أَحَبَّ مَمْتَلَكَاتِهِ أَكْثَرَ.
١١، ١٢ (أ) أَيَّةُ كَلِمَاتٍ تَحُثُّ عَلَى التَّفْكِيرِ قَالَهَا يَسُوعُ عَنِ الغِنَى؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمُمْتَلَكَاتِ أَنْ تُعِيقَ المَرْءَ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه؟
١١ دَفَعَتْ هذِهِ الحَادِثَةُ يَسُوعَ إِلَى قَوْلِ شَيْءٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ: «يَصْعُبُ عَلَى غَنِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ السَّموَاتِ . . . إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ اللهِ». (متى ١٩:٢٣، ٢٤) فَهَلْ عَنَى أَنَّهُ مَا مِنْ شَخْصٍ غَنِيٍّ سَيَرِثُ المَلَكُوتَ؟ كَلَّا، لِأَنَّهُ مَضَى قَائِلًا: «عِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ». (متى ١٩:٢٥، ٢٦) فَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه صَارَ بَعْضُ الأَثْرِيَاءِ قَدِيمًا مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ. (١ تيموثاوس ٦:١٧) لكِنَّ يَسُوعَ كَانَ لَدَيْهِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَقُولَ هذِهِ الكَلِمَاتِ المُثِيرَةَ لِلِٱسْتِغْرَابِ. فَقَدْ كَانَتْ كَلِمَاتُهُ هذِهِ بِمَثَابَةِ تَحْذِيرٍ لِمُسْتَمِعِيهِ.
١٢ فَإِذَا صَارَ الشَّخْصُ مُتَعَلِّقًا بِمُمْتَلَكَاتِهِ كَهذَا الشَّابِّ الغَنِيِّ، فَقَدْ تُعِيقُهُ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه مِنْ كُلِّ القَلْبِ. وَقَدْ يَصِحُّ ذلِكَ فِي حَالَةِ شَخْصٍ غَنِيٍّ وَشَخْصٍ ‹مُصَمِّمٍ عَلَى أَنْ يَكُونَ غَنِيًّا› عَلَى السَّوَاءِ. (١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠) فَالِاتِّكَالُ بِإِفْرَاطٍ عَلَى الأُمُورِ المَادِّيَّةِ يُمْكِنُ أَنْ يُضْعِفَ ‹إِدْرَاكَ المَرْءِ لِحَاجَتِهِ الرُّوحِيَّةِ›. (متى ٥:٣) نَتِيجَةً لِذلِكَ، قَدْ لَا يَعُودُ يَشْعُرُ بِنَفْسِ الحَاجَةِ إِلَى دَعْمِ يَهْوَه كَمَا مِنْ قَبْلُ. (تثنية ٦:١٠-١٢) وَقَدْ يَتَوَقَّعُ مُعَامَلَةً خَاصَّةً فِي الجَمَاعَةِ. (يعقوب ٢:١-٤) كَمَا يُمْكِنُ أَنْ يَقْضِيَ مُعْظَمَ وَقْتِهِ فِي التَّنَعُّمِ بِثَرْوَتِهِ بَدَلًا مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه.
تَبَنَّ وُجْهَةَ النَّظَرِ الصَّائِبَةَ
١٣ أَيَّةُ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ ٱمْتَلَكَهَا اللَّاوُدِكِيُّونَ؟
١٣ فِي القَرْنِ الأَوَّلِ، كَانَتِ الجَمَاعَةُ فِي لَاوُدِكِيَّةَ تَمْتَلِكُ وُجْهَةَ نَظَرٍ خَاطِئَةً مِنَ المُمْتَلَكَاتِ. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّكَ تَقُولُ: ‹أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ ٱغْتَنَيْتُ وَلَا أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا›، وَلكِنَّكَ لَا تَعْلَمُ أَنَّكَ بَائِسٌ وَمُثِيرٌ لِلشَّفَقَةِ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ». لَمْ يَكُنِ الغِنَى هُوَ مَا أَوْصَلَ اللَّاوُدِكِيِّينَ إِلَى هذِهِ الحَالَةِ الرُّوحِيَّةِ المُثِيرَةِ لِلشَّفَقَةِ، بَلِ اتِّكَالُهُمْ عَلَى الغِنَى بَدَلًا مِنْ يَهْوَه. لِذلِكَ كَانُوا فَاتِرِينَ رُوحِيًّا، وَسُرْعَانَ مَا كَانَ يَسُوعُ ‹سَيَتَقَيَّأُهُمْ مِنْ فَمِهِ›. — رؤيا ٣:١٤-١٧.
١٤ لِمَاذَا ٱسْتَحَقَّ المَسِيحِيُّونَ العِبْرَانِيُّونَ المَدْحَ مِنْ بُولُسَ؟
١٤ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، مَدَحَ بُولُسُ المَسِيحِيِّينَ العِبْرَانِيِّينَ عبرانيين ١٠:٣٤) فَهؤُلَاءِ المَسِيحِيُّونَ لَمْ يَنْهَارُوا بِسَبَبِ خَسَارَةِ مُمْتَلَكَاتِهِمْ. بَلْ حَافَظُوا عَلَى فَرَحِهِمْ لِأَنَّهُمْ ظَلُّوا مُتَمَسِّكِينَ بِالمُقْتَنَى الأَكْثَرِ قِيمَةً، ‹المُقْتَنَى الأَفْضَلِ وَالبَاقِي›. فَتَمَامًا كَالتَّاجِرِ فِي مَثَلِ يَسُوعَ الذِي ضَحَّى بِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ قَيِّمَةٍ، كَانُوا مُصَمِّمِينَ أَلَّا يَتَخَلَّوْا عَنْ رَجَاءِ المَلَكُوتِ مَهْمَا كَانَ الثَّمَنُ. (متى ١٣:٤٥، ٤٦) فَمَا أَرْوَعَ هذَا المَوْقِفَ!
عَلَى مَوْقِفِهِمْ خِلَالَ فَتْرَةٍ سَابِقَةٍ مِنَ الِاضْطِهَادِ. قَالَ لَهُمْ: «تَعَاطَفْتُمْ مَعَ المَسْجُونِينَ وَأَيْضًا قَبِلْتُمْ بِفَرَحٍ نَهْبَ مُمْتَلَكَاتِكُمْ، عَارِفِينَ أَنَّ لَكُمْ أَنْتُمْ مُقْتَنًى أَفْضَلَ وَبَاقِيًا». (١٥ كَيْفَ وَضَعَتْ شَابَّةٌ مَسِيحِيَّةٌ فِي ليبيريا مَصَالِحَ المَلَكُوتِ أَوَّلًا؟
١٥ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَتَبَنَّى كَثِيرُونَ هذَا المَوْقِفَ الجَدِيرَ بِالمَدْحِ نَفْسَهُ. عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ، عُرِضَ عَلَى شَابَّةٍ مَسِيحِيَّةٍ فِي ليبيريا الِالْتِحَاقُ بِالجَامِعَةِ. وَفِي هذَا البَلَدِ، يُعْتَبَرُ عَرْضٌ كَهذَا وَسِيلَةً لِتَأْمِينِ مُسْتَقْبَلٍ مَضْمُونٍ. لكِنَّ هذِهِ الشَّابَّةَ كَانَتْ فَاتِحَةً (مُبَشِّرَةً كَامِلَ الوَقْتِ) وَتَلَقَّتْ دَعْوَةً لِلْخِدْمَةِ كَفَاتِحَةٍ خُصُوصِيَّةٍ وَقْتِيَّةٍ. فَٱخْتَارَتْ أَنْ تَطْلُبَ أَوَّلًا المَلَكُوتَ وَتَبْقَى فِي الخِدْمَةِ كَامِلَ الوَقْتِ. وَقَدْ ذَهَبَتْ إِلَى تَعْيِينِهَا وَٱبْتَدَأَتْ خِلَالَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ بِـ ٢١ دَرْسًا فِي الكِتَابِ المُقَدَّسِ. إِنَّ هذِهِ الأُخْتَ الشَّابَّةَ وَآلَافًا غَيْرَهَا يَطْلُبُونَ المَلَكُوتَ أَوَّلًا، حَتَّى لَوْ عَنَى ذلِكَ التَّخَلِّيَ عَنِ الفَوَائِدِ المَادِّيَّةِ المُحْتَمَلَةِ. فَكَيْفَ يُحَافِظُ هؤُلَاءِ عَلَى مَوْقِفِهِمْ فِي هذَا العَالَمِ الذِي يُعَلِّقُ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً عَلَى المُمْتَلَكَاتِ المَادِّيَّةِ؟ إِنَّهُمْ يُنَمُّونَ عَدَدًا مِنَ الصِّفَاتِ الجَيِّدَةِ. فَلْنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي بَعْضًا مِنْهَا.
١٦، ١٧ (أ) لِمَاذَا الِاحْتِشَامُ مُهِمٌّ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَه؟ (ب) لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَ الثِّقَةَ بِوُعُودِ اللهِ؟
١٦ اَلِٱحْتِشَامُ. يَقُولُ الكِتَابُ المُقَدَّسُ: «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَه بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ. لَا تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ». (امثال ٣:٥-٧) أَحْيَانًا، قَدْ يَبْدُو مَسْلَكٌ مُعَيَّنٌ عَمَلِيًّا مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ عَالَمِيَّةٍ. (ارميا ١٧:٩) رَغْمَ ذلِكَ، فَإِنَّ المَسِيحِيَّ المُخْلِصَ يَلْجَأُ إِلَى يَهْوَه لِنَيْلِ الإِرْشَادِ. (مزمور ٤٨:١٤) فَهُوَ يَطْلُبُ بِٱحْتِشَامٍ مَشُورَةَ يَهْوَه ‹فِي كُلِّ طُرُقِهِ› — المَسَائِلِ الجَمَاعِيَّةِ، التَّعْلِيمِ أَوِ العَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ، الِاسْتِجْمَامِ، أَوْ غَيْرِ ذلِكَ. — مزمور ٧٣:٢٤.
١٧ اَلثِّقَةُ بِوُعُودِ يَهْوَه. قَالَ بُولُسُ: «يَجِبُ عَلَى الذِي عبرانيين ١١:٦) فَإِذَا كُنَّا نَشُكُّ أَنَّ يَهْوَه سَيَفِي بِوُعُودِهِ، فَقَدْ يَبْدُو لَنَا أَمْرًا مَنْطِقِيًّا أَنْ ‹نَسْتَعْمِلَ هذَا العَالَمَ كَامِلًا›. (١ كورنثوس ٧:٣١) أَمَّا إِذَا كَانَ إِيمَانُنَا قَوِيًّا، فَسَنَكُونُ عَاقِدِي العَزْمِ عَلَى طَلَبِ المَلَكُوتِ أَوَّلًا. وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ إِيمَانٍ قَوِيٍّ؟ بِالِاقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه مِنْ خِلَالِ مُخَاطَبَتِهِ بِٱسْتِمْرَارٍ فِي الصَّلَوَاتِ النَّابِعَةِ مِنَ القَلْبِ وَمِنْ خِلَالِ الدَّرْسِ الشَّخْصِيِّ المُنْتَظِمِ. (مزمور ١:١-٣؛ فيلبي ٤:٦، ٧؛ يعقوب ٤:٨) حِينَذَاكَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا صَلَّى المَلِكُ دَاوُدُ: «أَمَّا أَنَا فَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ يَا يَهْوَه. قُلْتُ: ‹أَنْتَ إِلهِي›. مَا أَعْظَمَ صَلَاحَكَ». — مزمور ٣١:١٤، ١٩.
يَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبأَنَّهُ يُكَافِئُ الذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ». (١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ يُقَوِّي العَمَلُ بِدَأَبٍ ٱتِّكَالَنَا عَلَى يَهْوَه؟ (ب) لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ المَسِيحِيُّ مُسْتَعِدًّا لِلْقِيَامِ بِالتَّضْحِيَاتِ؟
١٨ اَلْعَمَلُ بِدَأَبٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه. رَبَطَ بُولُسُ بَيْنَ الثِّقَةِ بِوُعُودِ يَهْوَه وَالعَمَلِ بِدَأَبٍ حِينَ قَالَ: «نَشْتَهِي أَنْ يُظْهِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ هذَا الدَّأَبَ عَيْنَهُ لِحِيَازَةِ تَمَامِ يَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ». (عبرانيين ٦:١١) فَإِذَا كُنَّا مَشْغُولِينَ بِخِدْمَةِ يَهْوَه، فَسَوْفَ يَدْعَمُنَا. وَكُلَّمَا لَمَسْنَا هذَا الدَّعْمَ، ٱزْدَادَ ٱتِّكَالُنَا عَلَيْهِ وَصِرْنَا «رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ». (١ كورنثوس ١٥:٥٨) وَهكَذَا يَتَجَدَّدُ إِيمَانُنَا وَيَقْوَى رَجَاؤُنَا. — افسس ٣:١٦-١٩.
١٩ اَلِٱسْتِعْدَادُ لِلْقِيَامِ بِالتَّضْحِيَاتِ. ضَحَّى بُولُسُ بِمِهْنَةٍ لَهَا مُسْتَقْبَلٌ وَاعِدٌ لِكَيْ يَكُونَ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ قَامَ بِالِاخْتِيَارِ الصَّائِبِ، رَغْمَ أَنَّ حَيَاتَهُ كَانَتْ أَحْيَانًا صَعْبَةً مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ. (١ كورنثوس ٤:١١-١٣) فَيَهْوَه لَا يَعِدُ خُدَّامَهُ بِحَيَاةٍ مُتْرَفَةٍ، إِذْ إِنَّهُمْ يُقَاسُونَ أَحْيَانًا المَشَقَّاتِ. لكِنَّ ٱسْتِعْدَادَنَا لِتَبْسِيطِ حَيَاتِنَا وَالقِيَامِ بِالتَّضْحِيَاتِ يُبَرْهِنُ مَدَى تَصْمِيمِنَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَه. — ١ تيموثاوس ٦:٦-٨.
٢٠ لِمَاذَا الصَّبْرُ ضَرُورِيٌّ لِلشَّخْصِ الذِي يَضَعُ مَصَالِحَ المَلَكُوتِ أَوَّلًا؟
٢٠ اَلصَّبْرُ. حَثَّ التِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ الرُّفَقَاءَ المَسِيحِيِّينَ: «اِصْبِرُوا، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِلَى حُضُورِ الرَّبِّ». (يعقوب ٥:٧) مِنَ الصَّعْبِ أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ فِي عَصْرِ السُّرْعَةِ هذَا. فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ تَجْرِيَ الأُمُورُ بِسُرْعَةٍ. لكِنَّ بُولُسَ يَحُثُّنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِالذِينَ «بِالإِيمَانِ وَالصَّبْرِ يَرِثُونَ الوُعُودَ». (عبرانيين ٦:١٢) لِذلِكَ كُنْ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِٱنْتِظَارِ يَهْوَه. فَلَا شَكَّ أَنَّ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ تَسْتَحِقُّ ٱلِٱنْتِظَارَ!
٢١ (أ) مَاذَا نُبَرْهِنُ عِنْدَمَا نَضَعُ مَصَالِحَ المَلَكُوتِ أَوَّلًا؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي المَقَالَةِ التَّالِيَةُ؟
٢١ حَقًّا، إِنَّ مَشُورَةَ يَسُوعَ أَنْ نَطْلُبَ المَلَكُوتَ أَوَّلًا هِيَ عَمَلِيَّةٌ. فَعِنْدَمَا نَفْعَلُ ذلِكَ، نُبَرْهِنُ أَنَّنَا حَقًّا نَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَه. وَهذِهِ هِيَ الطَّرِيقَةُ المَضْمُونَةُ الوَحِيدَةُ التِي يَلْزَمُ أَنْ يَتْبَعَهَا المَسِيحِيُّ. لكِنَّ يَسُوعَ نَصَحَنَا أَيْضًا أَنْ نُدَاوِمَ «أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ . . . بِرِّ [اللهِ]». وَفِي المَقَالَةِ التَّالِيَةِ، سَنَرَى لِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ اليَوْمَ بِصُورَةٍ خَاصَّةٍ إِلَى هذَا التَّشْجِيعِ.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟
• أَيَّةُ نَظْرَةٍ مُتَّزِنَةٍ شَجَّعَنَا يَسُوعُ عَلَى ٱمْتِلَاكِهَا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالأُمُورِ المَادِّيَّةِ؟
• مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَثَلِ يَسُوعَ عَنْ مُرُورِ الجَمَلِ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ؟
• أَيَّةُ صِفَاتٍ مَسِيحِيَّةٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ اللهِ أَوَّلًا؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢١]
كَثِيرُونَ مِنَ الذِينَ سَمِعُوا كَلِمَاتِ يَسُوعَ كَانُوا فُقَرَاءَ
[الصورة في الصفحة ٢٣]
أَحَبَّ الشَّابُّ الغَنِيُّ مُمْتَلَكَاتِهِ أَكْثَرَ مِنَ اللهِ
[الصورة في الصفحة ٢٣]
ضَحَّى التَّاجِرُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ بِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ أجْلِ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ قَيِّمَةٍ
[الصورة في الصفحة ٢٤]
إِذَا كُنَّا مَشْغُولِينَ بِخِدْمَةِ يَهْوَه، فَسَوْفَ يَدْعَمُنَا