اقتدِ بصبر يهوه
اِقْتَدِ بِصَبْرِ يَهْوَه
«لَا يَتَبَاطَأُ يَهْوَهُ عَنْ وَعْدِهِ، . . . وَلٰكِنَّهُ يَصْبِرُ عَلَيْكُمْ». — ٢ بطرس ٣:٩.
١ أَيَّةُ هِبَةٍ لَا تُضَاهَى يَمْنَحُهَا يَهْوَه لِلْبَشَرِ؟
يَهَبُنَا يَهْوَه أَمْرًا لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ سِوَاهُ أَنْ يَمْنَحَنَا إِيَّاهُ، شَيْئًا رَائِعًا وَقَيِّمًا جِدًّا. وَلكِنْ لَيْسَ بِٱلْإِمْكَانِ شِرَاءُ هذَا الشَّيْءِ أَوِ ٱكْتِسَابُهُ. فَٱلْهِبَةُ الَّتِي يَمْنَحُهَا يَهْوَه لِمُعْظَمِنَا هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ، حَيَاةٌ بِلَا نِهَايَةٍ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. (يوحنا ٣:١٦) وَكَمْ يَجْلُبُ لَنَا ذلِك ٱلْبَهْجَةَ! فَسَتُوَلِّي ٱلْأُمُورُ ٱلْمُحْزِنَةُ مِثْلُ ٱلنِّزَاعِ، ٱلْعُنْفِ، ٱلْفَقْرِ، ٱلْجَرِيْمَةِ، ٱلْمَرَضِ، حَتَّى ٱلْمَوْتِ. وَسَيَنْعَمُ ٱلنَّاسُ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ ٱلْكَامِلَيْنِ فِي ظِلِّ ٱلْحُكْمِ ٱلْحُبِّيِّ لِمَلَكُوتِ اللهِ. فَكَمْ نَتُوقُ إِلَى مَجِيءِ هذَا ٱلْفِرْدَوْسِ! — اشعيا ٩:٦، ٧؛ رؤيا ٢١:٤، ٥.
٢ لِمَاذَا لَمْ يُزِلْ يَهْوَه بَعْدُ نِظَامَ أَشْيَاءِ الشَّيْطَانِ؟
٢ يَهْوَه أَيْضًا يَنْتَظِرُ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ ٱلْوَقْتَ حِينَ سَيُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ. فَهُوَ يُحِبُّ ٱلْبِرَّ وَٱلْعَدْلَ. (مزمور ٣٣:٥) وَلَا يَسُرُّهُ أَلْبَتَّةَ أَنْ يَرَى عَالَمًا لَامُبَالِيًا أَوْ مُقَاوِمًا لِمَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ، عَالَمًا يَرْفُضُ سُلْطَانَهُ بِٱزْدِرَاءٍ وَيُسِيءُ مُعَامَلَةَ شَعْبِهِ. وَلكِنْ هُنَالِكَ أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ وَرَاءَ عَدَمِ ٱتِّخَاذِهِ ٱلْإِجْرَاءَ بَعْدُ لِإِزَالَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ بِرِئَاسَةِ الشَّيْطَانِ. وَتَرْتَبِطُ هذِهِ الأَسْبَابُ بِقَضِيَّتَيْنِ أَدَبِيَّتَيْنِ تَشْمُلَانِ سُلْطَانَهُ. وَلِبَتِّ هَاتَيْنِ ٱلْقَضِيَّتَيْنِ، يُعْرِبُ يَهْوَه عَنْ صِفَةٍ رَائِعَةٍ جِدًّا يَفْتَقِرُ إِلَيْهَا كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ: اَلصَّبْرِ.
٣ (أ) مَا مَعْنَى ٱلْكَلِمَتَيْنِ ٱلْيُونَانِيَّةِ وَٱلْعِبْرَانِيَّةِ اللَّتَيْنِ تُتَرْجَمَانِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى «صَبْرٌ»؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا ٱلآنَ؟
٣ هُنَالِكَ كَلِمَةٌ يُونَانِيَّةٌ تُنْقَلُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فِي تَرْجَمَةِ العَالَمِ ٱلْجَدِيدِ إِلَى «صَبْرٌ». وَهِيَ تَعْنِي حَرْفِيًّا «طُولُ ٱلرُّوحِ»، لِذلِكَ تُنْقَلُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ إِلَى «طُولُ أَنَاةٍ». وَٱلْكَلِمَتَانِ ٱلْيُونَانِيَّةُ وَٱلْعِبْرَانِيَّةُ اللَّتَانِ تُقَابِلَانِ «صَبْرٌ» تَحْمِلَانِ كِلْتَاهُمَا فِكْرَةَ ٱلْحِلْمِ وَبُطْءِ ٱلْغَضَبِ. فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ صَبْرِ يَهْوَه؟ أَيَّةُ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْ صَبْرِ وَٱحْتِمَالِ يَهْوَه وَخُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ؟ وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ صَبْرَ يَهْوَه لَيْسَ بِلَا حُدُودٍ؟ لِنُنَاقِشِ ٱلآنَ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.
تَأَمَّلْ فِي صَبْرِ يَهْوَه
٤ مَاذَا كَتَبَ الرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنْ صَبْرِ يَهْوَه؟
٤ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنْ صَبْرِ يَهْوَه: «لَا يَخْفَ عَلَيْكُمْ هٰذَا ٱلْأَمْرُ ٱلْوَاحِدُ، أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ يَهْوَهَ كَأَلْفِ سَنَةٍ وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ. لَا يَتَبَاطَأُ يَهْوَهُ عَنْ وَعْدِهِ، كَمَا يَعْتَبِرُ بَعْضُ ٱلنَّاسِ ٱلتَّبَاطُؤَ، وَلٰكِنَّهُ يَصْبِرُ عَلَيْكُمْ لِأَنَّهُ لَا يَرْغَبُ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدٌ، بَلْ أَنْ يَبْلُغَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ». (٢ بطرس ٣:٨، ٩) لَاحِظْ مِنْ فَضْلِكَ النُّقْطَتَيْنِ الوَارِدَتَيْنِ هُنَا اللَّتَيْنِ تُسَاعِدَانِنَا أَنْ نَفْهَمَ لِمَاذَا يُمَارِسُ يَهْوَه الصَّبْرَ.
٥ كَيْفَ تُؤَثِّرُ نَظْرَةُ يَهْوَه إِلَى ٱلْوَقْتِ فِي مَا يَفْعَلُهُ؟
٥ اَلنُّقْطَةُ ٱلْأُولَى هِيَ أَنَّ يَهْوَه لَا يَرَى ٱلْوَقْتَ مِنْ مِنْظَارِنَا. فَٱلْأَلْفُ سَنَةٍ فِي نَظَرِ ٱلإِلهِ السَّرْمَدِيِّ لَيْسَتْ سِوَى يَوْمٍ وَاحِدٍ. فَيَهْوَه غَيْرُ مُقَيَّدٍ بِوَقْتٍ أَوْ مُضْطَرٍّ إِلَى ٱلِٱسْتِعْجَالِ بِسَبَبِ ضِيقِ ٱلْوَقْتِ. رَغْمَ ذلِكَ، فَهُوَ لَا يَتَبَاطَأُ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْإِجْرَاءَاتِ. فَإِذْ يَمْلِكُ حِكْمَةً لَامُتَنَاهِيَةً، يَعْرِفُ لوقا ١:٧٨؛ ١ يوحنا ٤:٨) وَفِي مَقْدُورِهِ أَنْ يُزِيلَ كُلِّيًّا وَنِهَائِيًّا أَيَّ أَذًى يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَهُ سَمَاحُهُ ٱلْمُؤَقَّتُ بِٱلْأَلَمِ. — مزمور ٣٧:١٠.
بِالتَّحْدِيدِ مَتَى يَحِينُ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُنَاسِبُ لِٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ مَا لِمَصْلَحَةِ جَمِيعِ ٱلْمَعْنِيِّينَ، وَهُوَ يَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ مَجِيءَ هذَا ٱلْوَقْتِ. وَلكِنْ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّ يَهْوَه لَا يُبَالِي بِٱلْعَذَابِ الَّذِي قَدْ يُلِمُّ بِخُدَّامِهِ فِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ. فَهُوَ إِلهُ «حَنَانٍ»، وَهُوَ مُجَسَّمُ ٱلْمَحَبَّةِ. (٦ أَيُّ أَمْرٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَنْتِجَهُ بِشَأْنِ اللهِ، وَلِمَاذَا؟
٦ طَبْعًا، لَيْسَ مِنَ السَّهْلِ أَنْ يَنْتَظِرَ ٱلْمَرْءُ شَيْئًا يَتُوقُ إِلَيْهِ. (امثال ١٣:١٢) لِذلِكَ، عِنْدَمَا لَا يُحَقِّقُ النَّاسُ وُعُودَهُمْ بِسُرْعَةٍ، قَدْ يَسْتَنْتِجُ الآخَرُونَ أَنَّهُمْ لَا يَنْوُونَ ٱلْوَفَاءَ بِهَا. لكِنَّ ٱسْتِنْتَاجَ أَمْرٍ كَهذَا عَنِ اللهِ لَا يَنِمُّ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ. فَإِذَا حَسِبْنَا صَبْرَ اللهِ تَبَاطُؤًا، فَمِنَ السَّهْلِ أَنْ يَجْعَلَنَا مُرُورُ ٱلْوَقْتِ نَسْتَسْلِمُ لِلشُّكُوكِ وَالتَّثَبُّطِ. فَنَصِيرُ عُرْضَةً لِلنُّعَاسِ الرُّوحِيِّ. وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّهُ قَدْ يُضِلُّنَا ٱلْمُسْتَهْزِئُونَ ٱلْعَدِيمُو ٱلْإِيمَانِ الَّذِينَ سَبَقَ فَحَذَّرَنَا مِنْهُمْ بُطْرُسُ. فَهؤُلَاءِ يَسْخَرُونَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ حُضُورُهُ ٱلْمَوْعُودُ هٰذَا؟ فَإِنَّهُ مُنْذُ رَقَدَ آبَاؤُنَا، كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ عَلَى حَالِهِ مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ». — ٢ بطرس ٣:٤.
٧ مَا عَلَاقَةُ صَبْرِ يَهْوَه بِرَغْبَتِهِ أَنْ يَتُوبَ النَّاسُ؟
٧ وَالنُّقْطَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي نَسْتَخْلِصُهَا مِنْ كَلِمَاتِ بُطْرُسَ هِيَ أَنَّ يَهْوَه صَبُورٌ لِأَنَّهُ يَرْغَبُ أَنْ يَبْلُغَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ. فَرَغْمَ أَنَّهُ سَيُنَفِّذُ الدَّيْنُونَةَ فِي الَّذِينَ يَرْفُضُونَ بِعِنَادٍ الرُّجُوعَ عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، لَا يُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ أَنْ يَتُوبَ وَيَرْجِعَ عَنْ طُرُقِهِ الرَّدِيئَةِ وَيَحْيَا. (حزقيال ٣٣:١١) لِذَا يُمَارِسُ اللهُ الصَّبْرَ وَيُرْسِلُ خُدَّامَهُ لِإِعْلَانِ ٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ بِحَيْثُ تُتَاحُ لِلنَّاسِ فُرْصَةُ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ.
٨ كَيْفَ يُرَى صَبْرُ اللهِ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟
٨ يُرَى صَبْرُ اللهِ أَيْضًا فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ. فَقَدِ ٱحْتَمَلَ عِصْيَانَهُمْ طَوَالَ قُرُونٍ. وَحَثَّهُمْ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى بِوَاسِطَةِ أَنْبِيَائِهِ: «اِرْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ ٱلشِّرِّيرَةِ وَٱحْفَظُوا وَصَايَايَ وَسُنَنِي، حَسَبَ كُلِّ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ وَٱلَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ خُدَّامِي ٱلْأَنْبِيَاءِ». وَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟ ٢ ملوك ١٧:١٣، ١٤.
مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ الشَّعْبَ «لَمْ يَسْمَعُوا». —٩ كَيْفَ كَانَ صَبْرُ يَسُوعَ ٱنْعِكَاسًا لِصَبْرِ أَبِيهِ؟
٩ فِي النِّهَايَةِ، أَرْسَلَ يَهْوَه ٱبْنَهُ الَّذِي لَمْ يَأْلُ جُهْدًا فِي مُحَاوَلَتِهِ إِقْنَاعَ ٱلْيَهُودِ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ اللهِ. وَكَانَ صَبْرُ يَسُوعَ ٱنْعِكَاسًا تَامًّا لِصَبْرِ أَبِيهِ. فَإِذْ عَرَفَ أَنَّهُ سَيُقْتَلُ عَمَّا قَريبٍ، قَالَ يَسُوعُ متأسِّفا: «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ، يَا قَاتِلَةَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا! كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا! وَلَمْ تُرِيدُوا». (متى ٢٣:٣٧) لَا يُعْقَلُ أَنْ تَكُونَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ الَّتِي تَمَسُّ المَشَاعِرَ صَادِرَةً عَنْ قَاضٍ ظَالِمٍ مُتَعَطِّشٍ إِلَى إِنْزَالِ ٱلْعِقَابِ، بَلْ هِيَ كَلِمَاتٌ تَفَوَّهَ بِهَا صَدِيقٌ مٌحِبٌّ صَبُورٌ مَعَ شَعْبِهِ. فَيَسُوعُ، عَلَى غِرَارِ أَبِيهِ فِي السَّمَاءِ، أَرَادَ أَنْ يَتُوبَ الشَّعْبُ وَيُفْلِتُوا مِنَ الدَّيْنُونَةِ المُضَادَّةِ. وَقَدْ تَجَاوَبَ ٱلْبَعْضُ مَعَ تَحْذِيرَاتِهِ وَأَفْلَتُوا مِنَ الدَّيْنُونَةِ ٱلْمُرِيعَةِ الَّتِي حَلَّتْ بِأُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٧٠ بم. — لوقا ٢١:٢٠-٢٢.
١٠ كَيْفَ ٱسْتَفَدْنَا مِنْ صَبْرِ اللهِ؟
١٠ أَفَلَا يَعْجَزُ اللِّسَانُ عَنْ وَصْفِ صَبْرِ اللهِ؟ فَرَغْمَ أَنَّ ٱلْبَشَرَ أَوْغَلُوا فِي عِصْيَانِهِمْ، يُتِيحُ يَهْوَه لِمَلَايِينَ مِنْهُمْ، بِمَنْ فِيهِمْ نَحْنُ، فُرْصَةَ التَّعَرُّفِ بِهِ وَٱعْتِنَاقِ رَجَاءِ ٱلْخَلَاصِ. كَتَبَ بُطْرُسُ إِلَى الرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «اِعْتَبِرُوا صَبْرَ رَبِّنَا خَلَاصًا». (٢ بطرس ٣:١٥) أَفَلَسْنَا شَاكِرِينَ عَلَى صَبْرِ يَهْوَه الَّذِي فَتَحَ لَنَا طَرِيقَ ٱلْخَلَاصِ؟ أَلَا نُصَلِّي أَنْ يَسْتَمِرَّ يَهْوَه فِي صَبْرِهِ عَلَيْنَا فِيمَا نَخْدُمُهُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ؟ — متى ٦:١٢.
١١ إِلَامَ تَدْفَعُنَا مَعْرِفَتُنَا لِمَاذَا يُمَارِسُ يَهْوَه الصَّبْرَ؟
١١ إِنَّ مَعْرِفَتَنَا لِمَاذَا يُمَارِسُ يَهْوَه الصَّبْرَ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱنْتِظَارِ خَلَاصِهِ بِصَبْرٍ، غَيْرَ مُسْتَنْتِجِينَ أَلْبَتَّةَ أَنَّهُ يَتَبَاطَأُ فِي إِتمَامِ وُعُودِهِ. (المراثي ٣:٢٦) وَفِيمَا نَسْتَمِرُّ فِي الصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِ إِتْيَانِ مَلَكُوتِ اللهِ، نَثِقُ أَنَّ اللهَ يَعْرِفُ ٱلْوَقْتَ ٱلْأَفْضَلَ لِٱسْتِجَابَةِ هذِهِ الصَّلَاةِ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، نَنْدَفِعُ إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَهْوَه بِإِظْهَارِ الصَّبْرِ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ إِخْوَتِنَا وَمَعَ الَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ. فَنَحْنُ أَيْضًا لَا نَرْغَبُ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدٌ، بَلْ أَنْ يَتُوبَ وَيَتَبَنَّى مِثْلَنَا رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — ١ تيموثاوس ٢:٣، ٤.
تَأَمَّلْ فِي صَبْرِ ٱلْأَنْبِيَاءِ
١٢، ١٣ اِنْسِجَامًا مَعْ يعقوب ٥:١٠، كَيْفَ أَعْرَبَ النَّبِيُّ إِشَعْيَا عَنِ الصَّبْرِ؟
١٢ إِنَّ التَّأَمُّلَ فِي صَبْرِ يَهْوَه يُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْدِيرِ هذِهِ الصِّفَةِ وَتَنْمِيَتِهَا. وَرَغْمَ أَنَّ تَنْمِيَةَ الصَّبْرِ لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ السَّهْلِ عَلَى البَشَرِ النَّاقِصِينَ، لكِنَّهَا أَمْرٌ مُمْكِنٌ. وَهذَا مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ خُدَّامِ اللهِ فِي ٱلْمَاضِي. كَتَبَ التِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، ٱتَّخِذُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ، ٱلَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِٱسْمِ يَهْوَهَ، نَمُوذَجًا لِتَحَمُّلِ ٱلسُّوءِ وَلِلصَّبْرِ». (يعقوب ٥:١٠) فَمِنَ المُعَزِّي وَالمُشَجِّعِ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ أَشْخَاصًا آخَرِينَ تَغَلَّبُوا عَلَى ٱلْمِحَنِ نَفْسِهَا الَّتِي نُوَاجِهُهَا نَحْنُ.
١٣ مَثَلًا، كَانَ النَّبِيُّ إِشَعْيَا دُونَ شَكٍّ بِحَاجَةٍ إِلَى الصَّبْرِ لِإِتْمَامِ تَعْيِينِهِ. وَهذَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ يَهْوَه عِنْدَمَا قَالَ لَهُ: «اِذْهَبْ وَقُلْ لِهٰذَا ٱلشَّعْبِ: ‹اِسْمَعُوا سَمْعًا وَلَا تَفْهَمُوا، وَأَبْصِرُوا إِبْصَارًا وَلَا تَعْرِفُوا›. غَلِّظْ قَلْبَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ وَثَقِّلْ آذَانَهُمْ وَأَغْمِضْ عُيُونَهُمْ، لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقَلْبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَيُشْفَوْا». (اشعيا ٦:٩، ١٠) فَرَغْمَ عَدَمِ تَجَاوُبِ الشَّعْبِ، أَعْلَنَ إِشَعْيَا بِصَبْرٍ رَسَائِلَ يَهْوَه التَّحْذِيرِيَّةَ مَا لَا يَقِلُّ عَنْ ٤٦ سَنَةً. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يُسَاعِدُنَا الصَّبْرُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ أَثْنَاءَ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ، رَغْمَ أَنَّ كَثِيرِينَ لَا يَتَجَاوَبُونَ مَعَنَا.
١٤، ١٥ مَاذَا سَاعَدَ إِرْمِيَا أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَى الشَّدَائِدِ وَالتَّثَبُّطِ؟
ارميا ٢٠:٢؛ ٣٧:١٥؛ ٣٨:٦) وَقَدْ عَانَى هذَا ٱلِٱضْطِهَادَ عَلَى أَيْدِي الشَّعْبِ عَيْنِهِ الَّذِي رَغِبَ فِي مُسَاعَدَتِهِ. إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُصْبِحْ مُرَّ النَّفْسِ وَلَمْ يُحَاوِلِ ٱلِٱنْتِقَامَ، بَلِ ٱحْتَمَلَ بِصَبْرٍ طَوَالَ عُقُودٍ.
١٤ إِضَافَةً إِلَى مُوَاجَهَةِ عَدَمِ التَّجَاوُبِ، ٱضْطُرَّ ٱلْأَنْبِيَاءُ إِلَى مُعَانَاةِ ٱلِٱضْطِهَادِ أَثْنَاءَ القِيَامِ بِخِدْمَتِهِمْ. عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ، جُعِلَ إِرْمِيَا فِي المِقْطَرَةِ، سُجِنَ فِي «بَيْتِ القُيُودِ»، وَأُلْقِيَ فِي جُبٍّ. (١٥ وَتَمَامًا كَمَا أَنَّ ٱلِٱضْطِهَادَ وَٱلِٱسْتِهْزَاءَ لَمْ يُسْكِتَا إِرْمِيَا، فَإِنَّهُمَا لَا يُسْكِتَانِنَا نَحْنُ أَيْضًا ٱلْيَوْمَ. مِنَ الطَّبِيعِيِّ أَنْ نُصَابَ أَحْيَانًا بِالتَّثَبُّطِ. فَإِرْمِيَا شَعَرَ بِالتَّثَبُّطِ، حَتَّى إِنَّهُ كَتَبَ: «صَارَتْ كَلِمَةُ يَهْوَهَ لِي عَارًا وَسُخْرَةً طَوَالَ ٱلْيَوْمِ. فَقُلْتُ: ‹لَا أَذْكُرُهُ، وَلَا أَتَكَلَّمُ بَعْدُ بِٱسْمِهِ›». وَمَاذَا حَدَثَ عِنْدَئِذٍ؟ هَلْ تَوَقَّفَ إِرْمِيَا عَنِ الكِرَازَةِ؟ تَابَعَ قَائِلًا: «كَانَتْ [كَلِمَةُ اللهِ] فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُتَّقِدَةٍ قَدْ حُبِسَتْ فِي عِظَامِي، فَتَعِبْتُ مِنَ ٱلْإِمْسَاكِ وَلَمْ أَقْوَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ». (ارميا ٢٠:٨، ٩) لَاحِظْ أَنَّ إِرْمِيَا خَسِرَ فَرَحَهُ عِنْدَمَا رَكَّزَ عَلَى ٱسْتِهْزَاءِ النَّاسِ، لكِنَّهُ ٱسْتَعَادَ هذَا ٱلْفَرَحَ عِنْدَمَا تَأَمَّلَ فِي جَمَالِ وَأَهَمِّيَّةِ الرِّسَالَةِ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، كَانَ يَهوَه مَعَ إِرْمِيَا «كَجَبَّارٍ مَهِيبٍ»، مُقَوِّيًا إِيَّاهُ عَلَى ٱلْمُنَادَاةِ بِكَلِمَةِ اللهِ بِغَيْرَةٍ وَجُرْأَةٍ. — ارميا ٢٠:١١.
١٦ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْفَرَحِ فِي عَمَل ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟
١٦ وَهَلْ كَانَ النَّبِيُّ إِرْمِيَا فَرِحًا بِعَمَلِهِ؟ لَا شَكَّ فِي ذلِكَ! قَالَ لِيَهْوَه: «وُجِدَ كَلَامُكَ فَأَكَلْتُهُ. فَصَارَتْ لِي كَلِمَتُكَ بَهْجَةً وَفَرَحًا لِقَلْبِي؛ لِأَنَّ ٱسْمَكَ دُعِيَ عَلَيَّ يَا يَهْوَهُ». (ارميا ١٥:١٦) فَقَدِ ٱبْتَهَجَ بِٱلِٱمْتِيَازِ الَّذِي حَظِيَ بِهِ أَنْ يُمَثِّلَ ٱلإِلهَ الحَقَّ وَيَكْرِزَ بِكَلِمَتِهِ. نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ فَرِحِينَ لِهذَا السَّبَبِ. كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ، مِثْلَمَا يَفْرَحُ ٱلْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ، لِأَنَّ كَثِيرِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يَقْبَلُونَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ وَيَتُوبُونَ وَيَسِيرُونَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — لوقا ١٥:١٠.
«اِحْتِمَالُ أَيُّوبَ»
١٧، ١٨ أَيَّةُ أُمُورٍ ٱضْطُرَّ أَيُّوبُ إِلَى ٱحْتِمَالِهَا، وَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟
١٧ بَعْدَ التَّحَدُّثِ عَنِ ٱلْأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، كَتَبَ التِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «قَدْ سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ يَهْوَهَ، أَنَّ يَهْوَهَ حَنُونٌ جِدًّا وَرَحِيمٌ». (يعقوب ٥:١١) إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ هُنَا إِلَى «ٱحْتِمَالٌ» لَهَا مَعْنًى مُمَاثِلٌ لِلْكَلِمَةِ الَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا يَعْقُوبُ فِي ٱلْعَدَدِ السَّابِقِ مُقَابِلَ كَلِمَةِ «صَبْرٌ». كَتَبَ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ مُوضِحًا ٱلْفَرْقَ بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْكَلِمَتَيْنِ: «تُشِيرُ ٱلْأُولَى إِلَى الصَّبْرِ عِنْدَمَا يُسِيءُ النَّاسُ مُعَامَلَتَنَا، أَمَّا الثَّانِيَةُ فَتُشِيرُ إِلَى ٱلْمُثَابَرَةِ بِشَجَاعَةٍ رَغْمَ الظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ».
ايوب ٣٥:٢) غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَخْسَرْ إِيمَانَهُ، لَمْ يَكْسِرِ ٱسْتِقَامَتَهُ، وَلَمْ يَلْعَنِ اللهَ كَمَا ٱدَّعَى الشَّيْطَانُ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ. (ايوب ١:١١، ٢١) وَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «بَارَكَ يَهْوَهُ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولَاهُ». (ايوب ٤٢:١٢) فَقَدْ رَدَّ لَهُ عَافِيَتَهُ، ضَاعَفَ ثَرْوَتَهُ، وَبَارَكَهُ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ تَمْنَحُ ٱلِٱكْتِفَاءَ مَعَ أَحِبَّائِهِ. كَمَا أَنَّ ٱحْتِمَالَ أَيُّوبَ بِأَمَانَةٍ مَكَّنَهُ مِنْ فَهْمِ شَخْصِيَّةِ يَهْوَه بِشَكْلٍ أَكْمَلَ.
١٨ مَثَلًا، مَرَّ أَيُّوبُ بِظُرُوفٍ عَصِيبَةٍ جِدًّا. فَقَدْ عَانَى خَسَارَةً مَادِّيَّةً فَادِحَةً، فُقْدَانَ أَوْلَادِهِ، وَمَرَضًا مُبَرِّحًا. كَمَا اتُّهِمَ زُورًا بِأَنَّ يَهْوَه يُعَاقِبُهُ. لكِنَّ أَيُّوبَ لَمْ يَلْزَمِ الصَّمْتَ وَهُوَ يُقَاسِي هذِهِ ٱلْأُمُورَ، بَلْ رَثَى حَالَهُ إِلَى دَرَجَةِ التَّلْمِيحِ أَنَّهُ أَكْثَرُ بِرًّا مِنَ اللهِ. (١٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ ٱلْمَشَقَّاتِ بِصَبْرٍ؟
١٩ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ ٱلْمَشَقَّاتِ بِصَبْرٍ؟ قَدْ نُضْطَرُّ كَأَيُّوبَ أَنْ نُقَاسِيَ ٱلْمَرَضَ أَوِ ٱلمَشَقَّاتِ ٱلْأُخْرَى. وَرُبَّمَا لَا نَفْهَمُ كَامِلًا لِمَاذَا يَسْمَحُ يَهْوَه بِأَنْ نَمُرَّ بِمِحْنَةٍ مَا. رَغْمَ ذلِكَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ مِنْ أَمْرٍ وَاحِدٍ: إِذَا بَقِينَا أُمَنَاءَ، فَسَنَنَالُ بَرَكَةَ يَهْوَه. فَيَهْوَه يُكَافِئُ دُونَ شَكٍّ الَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ. (عبرانيين ١١:٦) قَالَ يَسُوعُ: «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ». — متى ١٠:٢٢؛ ٢٤:١٣.
«يَوْمُ يَهْوَه سَيَأْتِي»
٢٠ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَه سَيَأْتِي؟
٢٠ رَغْمَ أَنَّ يَهْوَه صَبُورٌ، فَهُوَ أَيْضًا عَادِلٌ وَلَنْ يَحْتَمِلَ الشَّرَّ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ. فَهُنَالِكَ حُدُودٌ لِصَبْرِهِ. كَتَبَ بُطْرُسُ: «لَمْ يُمْسِكِ [اللهُ] عَنْ مُعَاقَبَةِ عَالَمٍ قَدِيمٍ». فَفِي حِينِ أَنَّهُ حَفِظَ نُوحًا وَعَائِلَتَهُ أَحْيَاءً، جَلَبَ طُوفَانًا عَلَى ذلِكَ العَالَمِ الكَافِرِ. كَمَا أَنَّهُ نَفَّذَ الدَّيْنُونَةَ فِي سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَحَوَّلَهُمَا رَمَادًا. وَمِنْ خِلَالِ هَاتَيْنِ الدَّيْنُونَتَيْنِ وَضَعَ يَهْوَه «لِلْكَافِرِينَ نَمُوذَجًا لِمَا سَيَأْتِي». فَيُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ «يَوْمَ يَهْوَه سَيَأْتِي». — ٢ بطرس ٢:٥، ٦؛ ٣:١٠.
٢١ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ الصَّبْرِ وَٱلِٱحْتِمَالِ، وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ التَّالِيَةِ؟
٢١ فَلْنَقْتَدِ إِذًا بِصَبْرِ يَهْوَه بِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى التَّوْبَةِ بُغْيَةَ نَيْلِ ٱلْخَلَاصِ. وَلْنَتَمَثَّلْ بِٱلْأَنْبِيَاءِ بِإِعْلَانِ البِشَارَةِ بِصَبْرٍ رَغْمَ عَدَمِ تَجَاوُبِ الَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ. وَإِذَا ٱحْتَمَلْنَا ٱلْمِحَنَ أُسْوَةً بِأَيُّوبَ وَحَافَظْنَا عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا، يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُنَا بِسَخَاءٍ. وَلَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِنَكُونَ فَرِحِينَ فِي خِدْمَتِنَا. فَنَحْنُ نَرَى بِأُمِّ عَيْنِنَا كَيْفَ يُبَارِكُ يَهْوَه بِسَخَاءٍ جُهُودَ شَعْبِهِ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ أَصْقَاعِ ٱلْأَرْضِ. وَهذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي المَقَالَةِ التَّالِيَةِ.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• لِمَاذَا يُمَارِسُ يَهْوَه الصَّبْرَ؟
• مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ صَبْرِ ٱلْأَنْبِيَاءِ؟
• كَيْفَ أَعْرَبَ أَيُّوبُ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ، وَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟
• كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ صَبْرَ يَهْوَه لَيْسَ بِلَا حُدُودٍ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ١٨]
كَانَ صَبْرُ يَسُوعَ ٱنْعِكَاسًا تَامًّا لِصَبْرِ أَبِيهِ
[الصورتان في الصفحة ٢٠]
كَيْفَ كَافَأَ يَهْوَه إِرْمِيَا عَلَى صَبْرِهِ؟
[الصورتان في الصفحة ٢١]
كَيْفَ كاَفَأَ يَهْوَه أَيُّوبَ عَلَى ٱحْتِمَالِهِ؟