الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اقتدِ بصبر يهوه

اقتدِ بصبر يهوه

اِقْتَدِ بِصَبْرِ يَهْوَه

‏«لَا يَتَبَاطَأُ يَهْوَهُ عَنْ وَعْدِهِ،‏ .‏ .‏ .‏ وَلٰكِنَّهُ يَصْبِرُ عَلَيْكُمْ».‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏٩‏.‏

١ أَيَّةُ هِبَةٍ لَا تُضَاهَى يَمْنَحُهَا يَهْوَه لِلْبَشَرِ؟‏

يَهَبُنَا يَهْوَه أَمْرًا لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ سِوَاهُ أَنْ يَمْنَحَنَا إِيَّاهُ،‏ شَيْئًا رَائِعًا وَقَيِّمًا جِدًّا.‏ وَلكِنْ لَيْسَ بِٱلْإِمْكَانِ شِرَاءُ هذَا الشَّيْءِ أَوِ ٱكْتِسَابُهُ.‏ فَٱلْهِبَةُ الَّتِي يَمْنَحُهَا يَهْوَه لِمُعْظَمِنَا هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ،‏ حَيَاةٌ بِلَا نِهَايَةٍ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وَكَمْ يَجْلُبُ لَنَا ذلِك ٱلْبَهْجَةَ!‏ فَسَتُوَلِّي ٱلْأُمُورُ ٱلْمُحْزِنَةُ مِثْلُ ٱلنِّزَاعِ،‏ ٱلْعُنْفِ،‏ ٱلْفَقْرِ،‏ ٱلْجَرِيْمَةِ،‏ ٱلْمَرَضِ،‏ حَتَّى ٱلْمَوْتِ.‏ وَسَيَنْعَمُ ٱلنَّاسُ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ ٱلْكَامِلَيْنِ فِي ظِلِّ ٱلْحُكْمِ ٱلْحُبِّيِّ لِمَلَكُوتِ اللهِ.‏ فَكَمْ نَتُوقُ إِلَى مَجِيءِ هذَا ٱلْفِرْدَوْسِ!‏ —‏ اشعيا ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ رؤيا ٢١:‏٤،‏ ٥‏.‏

٢ لِمَاذَا لَمْ يُزِلْ يَهْوَه بَعْدُ نِظَامَ أَشْيَاءِ الشَّيْطَانِ؟‏

٢ يَهْوَه أَيْضًا يَنْتَظِرُ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ ٱلْوَقْتَ حِينَ سَيُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ.‏ فَهُوَ يُحِبُّ ٱلْبِرَّ وَٱلْعَدْلَ.‏ (‏مزمور ٣٣:‏٥‏)‏ وَلَا يَسُرُّهُ أَلْبَتَّةَ أَنْ يَرَى عَالَمًا لَامُبَالِيًا أَوْ مُقَاوِمًا لِمَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ،‏ عَالَمًا يَرْفُضُ سُلْطَانَهُ بِٱزْدِرَاءٍ وَيُسِيءُ مُعَامَلَةَ شَعْبِهِ.‏ وَلكِنْ هُنَالِكَ أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ وَرَاءَ عَدَمِ ٱتِّخَاذِهِ ٱلْإِجْرَاءَ بَعْدُ لِإِزَالَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ بِرِئَاسَةِ الشَّيْطَانِ.‏ وَتَرْتَبِطُ هذِهِ الأَسْبَابُ بِقَضِيَّتَيْنِ أَدَبِيَّتَيْنِ تَشْمُلَانِ سُلْطَانَهُ.‏ وَلِبَتِّ هَاتَيْنِ ٱلْقَضِيَّتَيْنِ،‏ يُعْرِبُ يَهْوَه عَنْ صِفَةٍ رَائِعَةٍ جِدًّا يَفْتَقِرُ إِلَيْهَا كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ:‏ اَلصَّبْرِ.‏

٣ (‏أ)‏ مَا مَعْنَى ٱلْكَلِمَتَيْنِ ٱلْيُونَانِيَّةِ وَٱلْعِبْرَانِيَّةِ اللَّتَيْنِ تُتَرْجَمَانِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى «صَبْرٌ»؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا ٱلآنَ؟‏

٣ هُنَالِكَ كَلِمَةٌ يُونَانِيَّةٌ تُنْقَلُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فِي تَرْجَمَةِ العَالَمِ ٱلْجَدِيدِ إِلَى «صَبْرٌ».‏ وَهِيَ تَعْنِي حَرْفِيًّا «طُولُ ٱلرُّوحِ»،‏ لِذلِكَ تُنْقَلُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ إِلَى «طُولُ أَنَاةٍ».‏ وَٱلْكَلِمَتَانِ ٱلْيُونَانِيَّةُ وَٱلْعِبْرَانِيَّةُ اللَّتَانِ تُقَابِلَانِ «صَبْرٌ» تَحْمِلَانِ كِلْتَاهُمَا فِكْرَةَ ٱلْحِلْمِ وَبُطْءِ ٱلْغَضَبِ.‏ فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ صَبْرِ يَهْوَه؟‏ أَيَّةُ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْ صَبْرِ وَٱحْتِمَالِ يَهْوَه وَخُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ؟‏ وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ صَبْرَ يَهْوَه لَيْسَ بِلَا حُدُودٍ؟‏ لِنُنَاقِشِ ٱلآنَ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.‏

تَأَمَّلْ فِي صَبْرِ يَهْوَه

٤ مَاذَا كَتَبَ الرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنْ صَبْرِ يَهْوَه؟‏

٤ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنْ صَبْرِ يَهْوَه:‏ «لَا يَخْفَ عَلَيْكُمْ هٰذَا ٱلْأَمْرُ ٱلْوَاحِدُ،‏ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ يَهْوَهَ كَأَلْفِ سَنَةٍ وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ.‏ لَا يَتَبَاطَأُ يَهْوَهُ عَنْ وَعْدِهِ،‏ كَمَا يَعْتَبِرُ بَعْضُ ٱلنَّاسِ ٱلتَّبَاطُؤَ،‏ وَلٰكِنَّهُ يَصْبِرُ عَلَيْكُمْ لِأَنَّهُ لَا يَرْغَبُ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدٌ،‏ بَلْ أَنْ يَبْلُغَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏)‏ لَاحِظْ مِنْ فَضْلِكَ النُّقْطَتَيْنِ الوَارِدَتَيْنِ هُنَا اللَّتَيْنِ تُسَاعِدَانِنَا أَنْ نَفْهَمَ لِمَاذَا يُمَارِسُ يَهْوَه الصَّبْرَ.‏

٥ كَيْفَ تُؤَثِّرُ نَظْرَةُ يَهْوَه إِلَى ٱلْوَقْتِ فِي مَا يَفْعَلُهُ؟‏

٥ اَلنُّقْطَةُ ٱلْأُولَى هِيَ أَنَّ يَهْوَه لَا يَرَى ٱلْوَقْتَ مِنْ مِنْظَارِنَا.‏ فَٱلْأَلْفُ سَنَةٍ فِي نَظَرِ ٱلإِلهِ السَّرْمَدِيِّ لَيْسَتْ سِوَى يَوْمٍ وَاحِدٍ.‏ فَيَهْوَه غَيْرُ مُقَيَّدٍ بِوَقْتٍ أَوْ مُضْطَرٍّ إِلَى ٱلِٱسْتِعْجَالِ بِسَبَبِ ضِيقِ ٱلْوَقْتِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ فَهُوَ لَا يَتَبَاطَأُ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْإِجْرَاءَاتِ.‏ فَإِذْ يَمْلِكُ حِكْمَةً لَامُتَنَاهِيَةً،‏ يَعْرِفُ بِالتَّحْدِيدِ مَتَى يَحِينُ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُنَاسِبُ لِٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ مَا لِمَصْلَحَةِ جَمِيعِ ٱلْمَعْنِيِّينَ،‏ وَهُوَ يَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ مَجِيءَ هذَا ٱلْوَقْتِ.‏ وَلكِنْ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّ يَهْوَه لَا يُبَالِي بِٱلْعَذَابِ الَّذِي قَدْ يُلِمُّ بِخُدَّامِهِ فِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ.‏ فَهُوَ إِلهُ «حَنَانٍ»،‏ وَهُوَ مُجَسَّمُ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ (‏لوقا ١:‏٧٨؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ وَفِي مَقْدُورِهِ أَنْ يُزِيلَ كُلِّيًّا وَنِهَائِيًّا أَيَّ أَذًى يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَهُ سَمَاحُهُ ٱلْمُؤَقَّتُ بِٱلْأَلَمِ.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١٠‏.‏

٦ أَيُّ أَمْرٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَنْتِجَهُ بِشَأْنِ اللهِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٦ طَبْعًا،‏ لَيْسَ مِنَ السَّهْلِ أَنْ يَنْتَظِرَ ٱلْمَرْءُ شَيْئًا يَتُوقُ إِلَيْهِ.‏ (‏امثال ١٣:‏١٢‏)‏ لِذلِكَ،‏ عِنْدَمَا لَا يُحَقِّقُ النَّاسُ وُعُودَهُمْ بِسُرْعَةٍ،‏ قَدْ يَسْتَنْتِجُ الآخَرُونَ أَنَّهُمْ لَا يَنْوُونَ ٱلْوَفَاءَ بِهَا.‏ لكِنَّ ٱسْتِنْتَاجَ أَمْرٍ كَهذَا عَنِ اللهِ لَا يَنِمُّ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ.‏ فَإِذَا حَسِبْنَا صَبْرَ اللهِ تَبَاطُؤًا،‏ فَمِنَ السَّهْلِ أَنْ يَجْعَلَنَا مُرُورُ ٱلْوَقْتِ نَسْتَسْلِمُ لِلشُّكُوكِ وَالتَّثَبُّطِ.‏ فَنَصِيرُ عُرْضَةً لِلنُّعَاسِ الرُّوحِيِّ.‏ وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّهُ قَدْ يُضِلُّنَا ٱلْمُسْتَهْزِئُونَ ٱلْعَدِيمُو ٱلْإِيمَانِ الَّذِينَ سَبَقَ فَحَذَّرَنَا مِنْهُمْ بُطْرُسُ.‏ فَهؤُلَاءِ يَسْخَرُونَ قَائِلِينَ:‏ «أَيْنَ هُوَ حُضُورُهُ ٱلْمَوْعُودُ هٰذَا؟‏ فَإِنَّهُ مُنْذُ رَقَدَ آبَاؤُنَا،‏ كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ عَلَى حَالِهِ مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ».‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏٤‏.‏

٧ مَا عَلَاقَةُ صَبْرِ يَهْوَه بِرَغْبَتِهِ أَنْ يَتُوبَ النَّاسُ؟‏

٧ وَالنُّقْطَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي نَسْتَخْلِصُهَا مِنْ كَلِمَاتِ بُطْرُسَ هِيَ أَنَّ يَهْوَه صَبُورٌ لِأَنَّهُ يَرْغَبُ أَنْ يَبْلُغَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ سَيُنَفِّذُ الدَّيْنُونَةَ فِي الَّذِينَ يَرْفُضُونَ بِعِنَادٍ الرُّجُوعَ عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ،‏ لَا يُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ أَنْ يَتُوبَ وَيَرْجِعَ عَنْ طُرُقِهِ الرَّدِيئَةِ وَيَحْيَا.‏ (‏حزقيال ٣٣:‏١١‏)‏ لِذَا يُمَارِسُ اللهُ الصَّبْرَ وَيُرْسِلُ خُدَّامَهُ لِإِعْلَانِ ٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ بِحَيْثُ تُتَاحُ لِلنَّاسِ فُرْصَةُ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ.‏

٨ كَيْفَ يُرَى صَبْرُ اللهِ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟‏

٨ يُرَى صَبْرُ اللهِ أَيْضًا فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ فَقَدِ ٱحْتَمَلَ عِصْيَانَهُمْ طَوَالَ قُرُونٍ.‏ وَحَثَّهُمْ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى بِوَاسِطَةِ أَنْبِيَائِهِ:‏ «اِرْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ ٱلشِّرِّيرَةِ وَٱحْفَظُوا وَصَايَايَ وَسُنَنِي،‏ حَسَبَ كُلِّ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ وَٱلَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ خُدَّامِي ٱلْأَنْبِيَاءِ».‏ وَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟‏ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ الشَّعْبَ «لَمْ يَسْمَعُوا».‏ —‏ ٢ ملوك ١٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٩ كَيْفَ كَانَ صَبْرُ يَسُوعَ ٱنْعِكَاسًا لِصَبْرِ أَبِيهِ؟‏

٩ فِي النِّهَايَةِ،‏ أَرْسَلَ يَهْوَه ٱبْنَهُ الَّذِي لَمْ يَأْلُ جُهْدًا فِي مُحَاوَلَتِهِ إِقْنَاعَ ٱلْيَهُودِ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ اللهِ.‏ وَكَانَ صَبْرُ يَسُوعَ ٱنْعِكَاسًا تَامًّا لِصَبْرِ أَبِيهِ.‏ فَإِذْ عَرَفَ أَنَّهُ سَيُقْتَلُ عَمَّا قَريبٍ،‏ قَالَ يَسُوعُ متأسِّفا:‏ «يَا أُورُشَلِيمُ،‏ يَا أُورُشَلِيمُ،‏ يَا قَاتِلَةَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا!‏ كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا!‏ وَلَمْ تُرِيدُوا».‏ (‏متى ٢٣:‏٣٧‏)‏ لَا يُعْقَلُ أَنْ تَكُونَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ الَّتِي تَمَسُّ المَشَاعِرَ صَادِرَةً عَنْ قَاضٍ ظَالِمٍ مُتَعَطِّشٍ إِلَى إِنْزَالِ ٱلْعِقَابِ،‏ بَلْ هِيَ كَلِمَاتٌ تَفَوَّهَ بِهَا صَدِيقٌ مٌحِبٌّ صَبُورٌ مَعَ شَعْبِهِ.‏ فَيَسُوعُ،‏ عَلَى غِرَارِ أَبِيهِ فِي السَّمَاءِ،‏ أَرَادَ أَنْ يَتُوبَ الشَّعْبُ وَيُفْلِتُوا مِنَ الدَّيْنُونَةِ المُضَادَّةِ.‏ وَقَدْ تَجَاوَبَ ٱلْبَعْضُ مَعَ تَحْذِيرَاتِهِ وَأَفْلَتُوا مِنَ الدَّيْنُونَةِ ٱلْمُرِيعَةِ الَّتِي حَلَّتْ بِأُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٧٠ ب‌م.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏.‏

١٠ كَيْفَ ٱسْتَفَدْنَا مِنْ صَبْرِ اللهِ؟‏

١٠ أَفَلَا يَعْجَزُ اللِّسَانُ عَنْ وَصْفِ صَبْرِ اللهِ؟‏ فَرَغْمَ أَنَّ ٱلْبَشَرَ أَوْغَلُوا فِي عِصْيَانِهِمْ،‏ يُتِيحُ يَهْوَه لِمَلَايِينَ مِنْهُمْ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ نَحْنُ،‏ فُرْصَةَ التَّعَرُّفِ بِهِ وَٱعْتِنَاقِ رَجَاءِ ٱلْخَلَاصِ.‏ كَتَبَ بُطْرُسُ إِلَى الرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «اِعْتَبِرُوا صَبْرَ رَبِّنَا خَلَاصًا».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٥‏)‏ أَفَلَسْنَا شَاكِرِينَ عَلَى صَبْرِ يَهْوَه الَّذِي فَتَحَ لَنَا طَرِيقَ ٱلْخَلَاصِ؟‏ أَلَا نُصَلِّي أَنْ يَسْتَمِرَّ يَهْوَه فِي صَبْرِهِ عَلَيْنَا فِيمَا نَخْدُمُهُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ؟‏ —‏ متى ٦:‏١٢‏.‏

١١ إِلَامَ تَدْفَعُنَا مَعْرِفَتُنَا لِمَاذَا يُمَارِسُ يَهْوَه الصَّبْرَ؟‏

١١ إِنَّ مَعْرِفَتَنَا لِمَاذَا يُمَارِسُ يَهْوَه الصَّبْرَ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱنْتِظَارِ خَلَاصِهِ بِصَبْرٍ،‏ غَيْرَ مُسْتَنْتِجِينَ أَلْبَتَّةَ أَنَّهُ يَتَبَاطَأُ فِي إِتمَامِ وُعُودِهِ.‏ (‏المراثي ٣:‏٢٦‏)‏ وَفِيمَا نَسْتَمِرُّ فِي الصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِ إِتْيَانِ مَلَكُوتِ اللهِ،‏ نَثِقُ أَنَّ اللهَ يَعْرِفُ ٱلْوَقْتَ ٱلْأَفْضَلَ لِٱسْتِجَابَةِ هذِهِ الصَّلَاةِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ نَنْدَفِعُ إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَهْوَه بِإِظْهَارِ الصَّبْرِ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ إِخْوَتِنَا وَمَعَ الَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ.‏ فَنَحْنُ أَيْضًا لَا نَرْغَبُ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدٌ،‏ بَلْ أَنْ يَتُوبَ وَيَتَبَنَّى مِثْلَنَا رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

تَأَمَّلْ فِي صَبْرِ ٱلْأَنْبِيَاءِ

١٢،‏ ١٣ اِنْسِجَامًا مَعْ يعقوب ٥:‏١٠‏،‏ كَيْفَ أَعْرَبَ النَّبِيُّ إِشَعْيَا عَنِ الصَّبْرِ؟‏

١٢ إِنَّ التَّأَمُّلَ فِي صَبْرِ يَهْوَه يُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْدِيرِ هذِهِ الصِّفَةِ وَتَنْمِيَتِهَا.‏ وَرَغْمَ أَنَّ تَنْمِيَةَ الصَّبْرِ لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ السَّهْلِ عَلَى البَشَرِ النَّاقِصِينَ،‏ لكِنَّهَا أَمْرٌ مُمْكِنٌ.‏ وَهذَا مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ خُدَّامِ اللهِ فِي ٱلْمَاضِي.‏ كَتَبَ التِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ:‏ «أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ ٱتَّخِذُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ،‏ ٱلَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِٱسْمِ يَهْوَهَ،‏ نَمُوذَجًا لِتَحَمُّلِ ٱلسُّوءِ وَلِلصَّبْرِ».‏ (‏يعقوب ٥:‏١٠‏)‏ فَمِنَ المُعَزِّي وَالمُشَجِّعِ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ أَشْخَاصًا آخَرِينَ تَغَلَّبُوا عَلَى ٱلْمِحَنِ نَفْسِهَا الَّتِي نُوَاجِهُهَا نَحْنُ.‏

١٣ مَثَلًا،‏ كَانَ النَّبِيُّ إِشَعْيَا دُونَ شَكٍّ بِحَاجَةٍ إِلَى الصَّبْرِ لِإِتْمَامِ تَعْيِينِهِ.‏ وَهذَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ يَهْوَه عِنْدَمَا قَالَ لَهُ:‏ «اِذْهَبْ وَقُلْ لِهٰذَا ٱلشَّعْبِ:‏ ‹اِسْمَعُوا سَمْعًا وَلَا تَفْهَمُوا،‏ وَأَبْصِرُوا إِبْصَارًا وَلَا تَعْرِفُوا›.‏ غَلِّظْ قَلْبَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ وَثَقِّلْ آذَانَهُمْ وَأَغْمِضْ عُيُونَهُمْ،‏ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقَلْبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَيُشْفَوْا».‏ (‏اشعيا ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَرَغْمَ عَدَمِ تَجَاوُبِ الشَّعْبِ،‏ أَعْلَنَ إِشَعْيَا بِصَبْرٍ رَسَائِلَ يَهْوَه التَّحْذِيرِيَّةَ مَا لَا يَقِلُّ عَنْ ٤٦ سَنَةً.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُسَاعِدُنَا الصَّبْرُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ أَثْنَاءَ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ رَغْمَ أَنَّ كَثِيرِينَ لَا يَتَجَاوَبُونَ مَعَنَا.‏

١٤،‏ ١٥ مَاذَا سَاعَدَ إِرْمِيَا أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَى الشَّدَائِدِ وَالتَّثَبُّطِ؟‏

١٤ إِضَافَةً إِلَى مُوَاجَهَةِ عَدَمِ التَّجَاوُبِ،‏ ٱضْطُرَّ ٱلْأَنْبِيَاءُ إِلَى مُعَانَاةِ ٱلِٱضْطِهَادِ أَثْنَاءَ القِيَامِ بِخِدْمَتِهِمْ.‏ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ،‏ جُعِلَ إِرْمِيَا فِي المِقْطَرَةِ،‏ سُجِنَ فِي «بَيْتِ القُيُودِ»،‏ وَأُلْقِيَ فِي جُبٍّ.‏ (‏ارميا ٢٠:‏٢؛‏ ٣٧:‏١٥؛‏ ٣٨:‏٦‏)‏ وَقَدْ عَانَى هذَا ٱلِٱضْطِهَادَ عَلَى أَيْدِي الشَّعْبِ عَيْنِهِ الَّذِي رَغِبَ فِي مُسَاعَدَتِهِ.‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُصْبِحْ مُرَّ النَّفْسِ وَلَمْ يُحَاوِلِ ٱلِٱنْتِقَامَ،‏ بَلِ ٱحْتَمَلَ بِصَبْرٍ طَوَالَ عُقُودٍ.‏

١٥ وَتَمَامًا كَمَا أَنَّ ٱلِٱضْطِهَادَ وَٱلِٱسْتِهْزَاءَ لَمْ يُسْكِتَا إِرْمِيَا،‏ فَإِنَّهُمَا لَا يُسْكِتَانِنَا نَحْنُ أَيْضًا ٱلْيَوْمَ.‏ مِنَ الطَّبِيعِيِّ أَنْ نُصَابَ أَحْيَانًا بِالتَّثَبُّطِ.‏ فَإِرْمِيَا شَعَرَ بِالتَّثَبُّطِ،‏ حَتَّى إِنَّهُ كَتَبَ:‏ «صَارَتْ كَلِمَةُ يَهْوَهَ لِي عَارًا وَسُخْرَةً طَوَالَ ٱلْيَوْمِ.‏ فَقُلْتُ:‏ ‹لَا أَذْكُرُهُ،‏ وَلَا أَتَكَلَّمُ بَعْدُ بِٱسْمِهِ›».‏ وَمَاذَا حَدَثَ عِنْدَئِذٍ؟‏ هَلْ تَوَقَّفَ إِرْمِيَا عَنِ الكِرَازَةِ؟‏ تَابَعَ قَائِلًا:‏ «كَانَتْ [كَلِمَةُ اللهِ] فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُتَّقِدَةٍ قَدْ حُبِسَتْ فِي عِظَامِي،‏ فَتَعِبْتُ مِنَ ٱلْإِمْسَاكِ وَلَمْ أَقْوَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ».‏ (‏ارميا ٢٠:‏٨،‏ ٩‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ إِرْمِيَا خَسِرَ فَرَحَهُ عِنْدَمَا رَكَّزَ عَلَى ٱسْتِهْزَاءِ النَّاسِ،‏ لكِنَّهُ ٱسْتَعَادَ هذَا ٱلْفَرَحَ عِنْدَمَا تَأَمَّلَ فِي جَمَالِ وَأَهَمِّيَّةِ الرِّسَالَةِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ كَانَ يَهوَه مَعَ إِرْمِيَا «كَجَبَّارٍ مَهِيبٍ»،‏ مُقَوِّيًا إِيَّاهُ عَلَى ٱلْمُنَادَاةِ بِكَلِمَةِ اللهِ بِغَيْرَةٍ وَجُرْأَةٍ.‏ —‏ ارميا ٢٠:‏١١‏.‏

١٦ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْفَرَحِ فِي عَمَل ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟‏

١٦ وَهَلْ كَانَ النَّبِيُّ إِرْمِيَا فَرِحًا بِعَمَلِهِ؟‏ لَا شَكَّ فِي ذلِكَ!‏ قَالَ لِيَهْوَه:‏ «وُجِدَ كَلَامُكَ فَأَكَلْتُهُ.‏ فَصَارَتْ لِي كَلِمَتُكَ بَهْجَةً وَفَرَحًا لِقَلْبِي؛‏ لِأَنَّ ٱسْمَكَ دُعِيَ عَلَيَّ يَا يَهْوَهُ».‏ (‏ارميا ١٥:‏١٦‏)‏ فَقَدِ ٱبْتَهَجَ بِٱلِٱمْتِيَازِ الَّذِي حَظِيَ بِهِ أَنْ يُمَثِّلَ ٱلإِلهَ الحَقَّ وَيَكْرِزَ بِكَلِمَتِهِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ فَرِحِينَ لِهذَا السَّبَبِ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ،‏ مِثْلَمَا يَفْرَحُ ٱلْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ،‏ لِأَنَّ كَثِيرِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يَقْبَلُونَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ وَيَتُوبُونَ وَيَسِيرُونَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ —‏ لوقا ١٥:‏١٠‏.‏

‏«اِحْتِمَالُ أَيُّوبَ»‏

١٧،‏ ١٨ أَيَّةُ أُمُورٍ ٱضْطُرَّ أَيُّوبُ إِلَى ٱحْتِمَالِهَا،‏ وَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟‏

١٧ بَعْدَ التَّحَدُّثِ عَنِ ٱلْأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا،‏ كَتَبَ التِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ:‏ «قَدْ سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ يَهْوَهَ،‏ أَنَّ يَهْوَهَ حَنُونٌ جِدًّا وَرَحِيمٌ».‏ (‏يعقوب ٥:‏١١‏)‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ هُنَا إِلَى «ٱحْتِمَالٌ» لَهَا مَعْنًى مُمَاثِلٌ لِلْكَلِمَةِ الَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا يَعْقُوبُ فِي ٱلْعَدَدِ السَّابِقِ مُقَابِلَ كَلِمَةِ «صَبْرٌ».‏ كَتَبَ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ مُوضِحًا ٱلْفَرْقَ بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْكَلِمَتَيْنِ:‏ «تُشِيرُ ٱلْأُولَى إِلَى الصَّبْرِ عِنْدَمَا يُسِيءُ النَّاسُ مُعَامَلَتَنَا،‏ أَمَّا الثَّانِيَةُ فَتُشِيرُ إِلَى ٱلْمُثَابَرَةِ بِشَجَاعَةٍ رَغْمَ الظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ».‏

١٨ مَثَلًا،‏ مَرَّ أَيُّوبُ بِظُرُوفٍ عَصِيبَةٍ جِدًّا.‏ فَقَدْ عَانَى خَسَارَةً مَادِّيَّةً فَادِحَةً،‏ فُقْدَانَ أَوْلَادِهِ،‏ وَمَرَضًا مُبَرِّحًا.‏ كَمَا اتُّهِمَ زُورًا بِأَنَّ يَهْوَه يُعَاقِبُهُ.‏ لكِنَّ أَيُّوبَ لَمْ يَلْزَمِ الصَّمْتَ وَهُوَ يُقَاسِي هذِهِ ٱلْأُمُورَ،‏ بَلْ رَثَى حَالَهُ إِلَى دَرَجَةِ التَّلْمِيحِ أَنَّهُ أَكْثَرُ بِرًّا مِنَ اللهِ.‏ (‏ايوب ٣٥:‏٢‏)‏ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَخْسَرْ إِيمَانَهُ،‏ لَمْ يَكْسِرِ ٱسْتِقَامَتَهُ،‏ وَلَمْ يَلْعَنِ اللهَ كَمَا ٱدَّعَى الشَّيْطَانُ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ.‏ (‏ايوب ١:‏١١،‏ ٢١‏)‏ وَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «بَارَكَ يَهْوَهُ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولَاهُ».‏ (‏ايوب ٤٢:‏١٢‏)‏ فَقَدْ رَدَّ لَهُ عَافِيَتَهُ،‏ ضَاعَفَ ثَرْوَتَهُ،‏ وَبَارَكَهُ بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ تَمْنَحُ ٱلِٱكْتِفَاءَ مَعَ أَحِبَّائِهِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱحْتِمَالَ أَيُّوبَ بِأَمَانَةٍ مَكَّنَهُ مِنْ فَهْمِ شَخْصِيَّةِ يَهْوَه بِشَكْلٍ أَكْمَلَ.‏

١٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ ٱلْمَشَقَّاتِ بِصَبْرٍ؟‏

١٩ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ ٱلْمَشَقَّاتِ بِصَبْرٍ؟‏ قَدْ نُضْطَرُّ كَأَيُّوبَ أَنْ نُقَاسِيَ ٱلْمَرَضَ أَوِ ٱلمَشَقَّاتِ ٱلْأُخْرَى.‏ وَرُبَّمَا لَا نَفْهَمُ كَامِلًا لِمَاذَا يَسْمَحُ يَهْوَه بِأَنْ نَمُرَّ بِمِحْنَةٍ مَا.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ مِنْ أَمْرٍ وَاحِدٍ:‏ إِذَا بَقِينَا أُمَنَاءَ،‏ فَسَنَنَالُ بَرَكَةَ يَهْوَه.‏ فَيَهْوَه يُكَافِئُ دُونَ شَكٍّ الَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ».‏ —‏ متى ١٠:‏٢٢؛‏ ٢٤:‏١٣‏.‏

‏«يَوْمُ يَهْوَه سَيَأْتِي»‏

٢٠ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَه سَيَأْتِي؟‏

٢٠ رَغْمَ أَنَّ يَهْوَه صَبُورٌ،‏ فَهُوَ أَيْضًا عَادِلٌ وَلَنْ يَحْتَمِلَ الشَّرَّ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ.‏ فَهُنَالِكَ حُدُودٌ لِصَبْرِهِ.‏ كَتَبَ بُطْرُسُ:‏ «لَمْ يُمْسِكِ [اللهُ] عَنْ مُعَاقَبَةِ عَالَمٍ قَدِيمٍ».‏ فَفِي حِينِ أَنَّهُ حَفِظَ نُوحًا وَعَائِلَتَهُ أَحْيَاءً،‏ جَلَبَ طُوفَانًا عَلَى ذلِكَ العَالَمِ الكَافِرِ.‏ كَمَا أَنَّهُ نَفَّذَ الدَّيْنُونَةَ فِي سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَحَوَّلَهُمَا رَمَادًا.‏ وَمِنْ خِلَالِ هَاتَيْنِ الدَّيْنُونَتَيْنِ وَضَعَ يَهْوَه «لِلْكَافِرِينَ نَمُوذَجًا لِمَا سَيَأْتِي».‏ فَيُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ «يَوْمَ يَهْوَه سَيَأْتِي».‏ ‏—‏ ٢ بطرس ٢:‏٥،‏ ٦؛‏ ٣:‏١٠‏.‏

٢١ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ الصَّبْرِ وَٱلِٱحْتِمَالِ،‏ وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ التَّالِيَةِ؟‏

٢١ فَلْنَقْتَدِ إِذًا بِصَبْرِ يَهْوَه بِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى التَّوْبَةِ بُغْيَةَ نَيْلِ ٱلْخَلَاصِ.‏ وَلْنَتَمَثَّلْ بِٱلْأَنْبِيَاءِ بِإِعْلَانِ البِشَارَةِ بِصَبْرٍ رَغْمَ عَدَمِ تَجَاوُبِ الَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ.‏ وَإِذَا ٱحْتَمَلْنَا ٱلْمِحَنَ أُسْوَةً بِأَيُّوبَ وَحَافَظْنَا عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُنَا بِسَخَاءٍ.‏ وَلَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِنَكُونَ فَرِحِينَ فِي خِدْمَتِنَا.‏ فَنَحْنُ نَرَى بِأُمِّ عَيْنِنَا كَيْفَ يُبَارِكُ يَهْوَه بِسَخَاءٍ جُهُودَ شَعْبِهِ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ أَصْقَاعِ ٱلْأَرْضِ.‏ وَهذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي المَقَالَةِ التَّالِيَةِ.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• لِمَاذَا يُمَارِسُ يَهْوَه الصَّبْرَ؟‏

‏• مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ صَبْرِ ٱلْأَنْبِيَاءِ؟‏

‏• كَيْفَ أَعْرَبَ أَيُّوبُ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ وَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟‏

‏• كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ صَبْرَ يَهْوَه لَيْسَ بِلَا حُدُودٍ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

كَانَ صَبْرُ يَسُوعَ ٱنْعِكَاسًا تَامًّا لِصَبْرِ أَبِيهِ

‏[الصورتان في الصفحة ٢٠]‏

كَيْفَ كَافَأَ يَهْوَه إِرْمِيَا عَلَى صَبْرِهِ؟‏

‏[الصورتان في الصفحة ٢١]‏

كَيْفَ كاَفَأَ يَهْوَه أَيُّوبَ عَلَى ٱحْتِمَالِهِ؟‏