الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«أنا معكم»‏

‏«أنا معكم»‏

‏«أَنَا مَعَكُمْ»‏

‏‹كَلَّمَ رَسُولُ يَهْوَهَ ٱلشَّعْبَ قَائِلًا:‏ «أَنَا مَعَكُمْ»،‏ يَقُولُ يَهْوَهُ›.‏ —‏ حجاي ١:‏١٣‏.‏

١ أَيُّ تَنَاظُرٍ نَبَوِيٍّ يَتَعَلَّقُ بِأَيَّامِنَا أَشَارَ إِلَيْهِ يَسُوعُ؟‏

نَحْنُ نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي مَرْحَلَةٍ مُهِمَّةٍ مِنَ ٱلتَّارِيخِ.‏ فَكَمَا يُظْهِرُ إِتْمَامُ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نَحْنُ نَحْيَا مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٤ فِي «يَوْمِ ٱلرَّبِّ».‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ مُطَّلِعٌ عَلَى هذَا ٱلْمَوْضُوعِ،‏ لِذلِكَ تَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ شَبَّهَ «أَيَّامَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ» فِي سُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِـ‍ «أَيَّامِ نُوحٍ» وَ «أَيَّامِ لُوطٍ».‏ (‏لوقا ١٧:‏٢٦،‏ ٢٨‏)‏ وَهكَذَا يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِلَى تَنَاظُرٍ نَبَوِيٍّ.‏ وَلكِنْ هُنَاكَ تَنَاظُرٌ نَبَوِيٌّ آخَرُ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُولِيَهُ ٱهْتِمَامَنَا.‏

٢ أَيَّةُ مُهِمَّةٍ أَوكَلَهَا يَهْوَه إِلَى حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟‏

٢ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَالَةٍ سَادَتْ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيَّيْنِ ٱلْعِبْرَانِيَّيْنِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا.‏ فَأَيَّةُ رِسَالَةٍ قَدَّمَهَا هذَانِ ٱلنَّبِيَّانِ ٱلْأَمِينَانِ لَهَا ٱنْطِبَاقٌ وَاضِحٌ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟‏ كَانَ حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا ‹رَسُولَيْ يَهْوَهَ› لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ عَادُوا مِنَ ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ.‏ وَقَدْ أُوكِلَتْ إِلَيْهِمَا مُهِمَّةُ طَمْأَنَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ ٱللهَ يَدْعَمُهُمْ فِي عَمَلِ إِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ (‏حجاي ١:‏١٣؛‏ زكريا ٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلسِّفْرَيْنِ ٱللَّذَيْنِ كَتَبَاهُمَا قَصِيرَانِ،‏ فَهُمَا جُزْءٌ مِنْ ‹كُلِّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا مِنَ ٱللهِ وَٱلنَّافِعَةِ لِلتَّعْلِيمِ،‏ وَٱلتَّوْبيخِ،‏ وَٱلتَّقْوِيمِ،‏ وَٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ›.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَهُمَّنَا هذَانِ ٱلسِّفْرَانِ؟‏

٣،‏ ٤ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَهُمَّنَا رِسَالَتَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟‏

٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي حَمَلَهَا حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا أَفَادَتِ ٱلْيَهُودَ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ.‏ فَقَدْ كَانَ لِهَاتَيْنِ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ إِتْمَامٌ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَنِ.‏ وَلكِنْ لِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ هذَيْنِ ٱلسِّفْرَيْنِ يَهُمَّانِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١٢:‏٢٦-‏٢٩‏.‏ فَفِي هذِهِ ٱلْأَعْدَادِ،‏ ٱقْتَبَسَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ حَجَّايَ ٢:‏٦ ٱلَّتِي تَقُولُ إِنَّ ٱللهَ ‹يُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ›.‏ وَهذِهِ ٱلزَّلْزَلَةُ سَتُؤَدِّي فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى ‹قَلْبِ عَرْشِ ٱلْمَمَالِكِ وَإِبَادَةِ قُوَّةِ مَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ›.‏ —‏ حجاي ٢:‏٢٢‏.‏

٤ عِنْدَمَا ٱقْتَبَسَ بُولُسُ كَلِمَاتِ حَجَّايَ هذِهِ،‏ كَانَ يَذْكُرُ مَا سَيَحْدُثُ ‹لِمَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ› وَيَتَحَدَّثُ عَنْ تَفَوُّقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَزَعْزَعَ وَٱلَّذِي سَيَتَسَلَّمُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢٨‏)‏ وَهكَذَا يَتَبَيَّنُ لَنَا أَنَّ نُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا تُشِيرَانِ إِلَى وَقْتٍ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَتَى بَعْدُ حِينَ كُتِبَ سِفْرُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مِنْ عَصْرِنَا ٱلْمِيلَادِيِّ.‏ فَلَا يَزَالُ هُنَالِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بَقِيَّةٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ هُمْ وَرَثَةٌ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ لِذلِكَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا مَغْزًى فِي أَيَّامِنَا.‏

٥،‏ ٦ مَا هِيَ ٱلْخَلْفِيَّةُ ٱلتَّارِيخِيَّةُ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟‏

٥ يُزَوِّدُ سِفْرُ عَزْرَا ٱلْخَلْفِيَّةَ ٱلتَّارِيخِيَّةَ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا.‏ فَبَعْدَ عَوْدَةِ ٱلْيَهُودِ مِنَ ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ سَنَةَ ٥٣٧ ق‌م،‏ أَشْرَفَ ٱلْوَالِي زَرُبَّابِلُ وَرَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعُ عَلَى وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلْجَدِيدِ سَنَةَ ٥٣٦ ق‌م.‏ (‏عزرا ٣:‏٨-‏١٣؛‏ ٥:‏١‏)‏ وَفِي حِينِ أَنَّ ذلِكَ كَانَ سَبَبًا لِفَرَحٍ عَظِيمٍ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ،‏ سُرْعَانَ مَا بَدَأُوا يَشْعُرُونَ بِٱلْخَوْفِ.‏ تُخْبِرُ عَزْرَا ٤:‏٤ أَنَّ ٱلْأَعْدَاءَ،‏ «شَعْبَ ٱلْأَرْضِ»،‏ رَاحُوا «يُضْعِفُونَ أَيْدِيَ شَعْبِ يَهُوذَا وَيُثَبِّطُونَ عَزِيمَتَهُمْ عَنِ ٱلْبِنَاءِ».‏ وَٱخْتَلَقَ هؤُلَاءِ ٱلْأَعْدَاءُ،‏ وَخُصُوصًا ٱلسَّامِرِيِّينَ،‏ ٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً بِحَقِّ ٱلْيَهُودِ.‏ كَمَا أَقْنَعَ هؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمُونَ مَلِكَ فَارِسَ بِوَقْفِ عَمَلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ —‏ عزرا ٤:‏١٠-‏٢١‏.‏

٦ وَتَدْرِيجِيًّا بَرَدَتْ حَمَاسَةُ ٱلْيَهُودِ لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ وَصَارُوا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ أَهْدَافٍ شَخْصِيَّةٍ.‏ وَلكِنْ بَعْدَ مُرُورِ ١٦ سَنَةً عَلَى وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ أَقَامَ يَهْوَهُ سَنَةَ ٥٢٠ ق‌م حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا لِيَحُثَّا ٱلشَّعْبَ عَلَى ٱسْتِئْنَافِ ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ (‏حجاي ١:‏١؛‏ زكريا ١:‏١‏)‏ وَبَعْدَ أَنْ شَجَّعَ رَسُولَا ٱللهِ ٱلْيَهُودَ وَأَعْطَيَاهُمْ دَلِيلًا وَاضِحًا أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُهُمْ،‏ عَادُوا إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَٱنْتَهَوْا مِنْ بِنَائِهِ سَنَةَ ٥١٥ ق‌م.‏ —‏ عزرا ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٧ أَيُّ تَنَاظُرٍ هُنَالِكَ بَيْنَ ٱلْحَالَةِ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيَّيْنِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا وَٱلْحَالَةِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟‏

٧ وَهَلْ تَعْرِفُ ٱلْمَغْزَى ٱلنَّبَوِيَّ ٱلَّذِي تَحْمِلُهُ كُلُّ هذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ لَنَا؟‏ نَحْنُ نَقُومُ ٱلْيَوْمَ بِٱلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وَقَدْ جَرَى ٱلتَّرْكِيزُ عَلَى هذَا ٱلْعَمَلِ،‏ خُصُوصًا بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى.‏ فَكَمَا تَحَرَّرَ ٱلْيَهُودُ ٱلْقُدَمَاءُ مِنَ ٱلْأَسْرِ ٱلْحَرْفِيِّ فِي بَابِلَ،‏ تَحَرَّرَ شَعْبُ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيُّ مِنَ ٱلْأَسْرِ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.‏ بَعْدَئِذٍ،‏ ٱنْهَمَكَ مَمْسُوحُو ٱللهِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ لِلنَّاسِ وَتَعْلِيمِهِمْ وَتَوْجِيهِهِمْ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ وَأَنْتَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَشْتَرِكُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي لَا يَزَالُ مُسْتَمِرًّا حَتَّى يَوْمِنَا هذَا،‏ وَلكِنْ عَلَى نِطَاقٍ أَعْظَمَ.‏ فَٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِإِتْمَامِهِ لِأَنَّ نِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ بَاتَتْ وَشِيكَةً.‏ وَهذَا ٱلْعَمَلُ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللهِ يَجِبُ أَنْ يَسْتَمِرَّ حَتَّى يَتَدَخَّلَ يَهْوَه فِي شُؤُونِ ٱلْبَشَرِ فِي ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ فَآنَذَاكَ،‏ سَيَمْحُو يَهْوَه ٱلشَّرَّ وَيَجْعَلُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ تَزْدَهِرُ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْأَرْضِ.‏

٨ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْوُثُوقُ أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُ عَمَلَنَا؟‏

٨ كَمَا تُظْهِرُ نُبُوَّتَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا،‏ يُمْكِنُنَا ٱلْوُثُوقُ أَنَّنَا سَنَنَالُ دَعْمَ يَهْوَه وَبَرَكَتَهُ فِيمَا نُشَارِكُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ.‏ فَرَغْمَ كُلِّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْبَعْضُ لِقَمْعِ خُدَّامِ ٱللهِ أَوْ حَظْرِ عَمَلِهِمْ،‏ لَمْ تَتَمَكَّنْ أَيَّةُ حُكُومَةٍ مِنْ وَقْفِ تَقَدُّمِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ.‏ فَكِّرْ أَيْضًا كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَه عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ بِزِيَادَاتٍ عَدِيدَةٍ عَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتِ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأُولَى وُصُولًا إِلَى يَوْمِنَا هذَا.‏ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ،‏ لَا يَزَالُ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ لِإِنْجَازِهِ.‏

٩ أَيَّةُ حَالَةٍ كَانَتْ سَائِدَةً قَدِيمًا يَنْبَغِي أَنْ نُولِيَهَا ٱهْتِمَامَنَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٩ وَلكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأُمُورِ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا مِنْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا أَنْ تُشَجِّعَنَا أَكْثَرَ عَلَى إِطَاعَةِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْإِلهِيَّةِ أَنْ نَكْرِزَ وَنُعَلِّمَ؟‏ لِنَتَأَمَّلْ قَلِيلًا فِي بَعْضِ ٱلدُّرُوسِ ٱلَّتِي نَسْتَخْلِصُهَا مِنْ هذَيْنِ ٱلسِّفْرَيْنِ.‏ مَثَلًا،‏ لِنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِعَمَلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي قَامَ بِهِ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ.‏ كَمَا ذَكَرْنَا،‏ لَمْ يُوَاصِلِ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ مِنْ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ عَمَلَ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ بَلْ تَوَانَوْا بَعْدَمَا وَضَعُوا أَسَاسَاتِهِ.‏ فَأَيُّ مَوْقِفٍ خَاطِئٍ نَمَّاهُ هؤُلَاءِ ٱلْيَهُودُ؟‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذلِكَ؟‏

اِمْتِلَاكُ ٱلْمَوقِفِ ٱلصَّائِبِ

١٠ أَيُّ مَوْقِفٍ خَاطِئٍ نَمَّاهُ ٱلْيَهُودُ،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

١٠ كَانَ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ يَقُولُونَ:‏ «إِنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَحِنْ».‏ (‏حجاي ١:‏٢‏)‏ لكِنَّ هذَا لَمْ يَكُنْ مَوْقِفَهُمْ عِنْدَمَا بَدَأُوا بِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ وَوَضْعِ أَسَاسَاتِهِ سَنَةَ ٥٣٦ ق‌م.‏ فَسُرْعَانَ مَا سَمَحُوا لِمُقَاوَمَةِ جِيرَانِهِمْ وَتَدَخُّلِ ٱلْحُكَّامِ بِأَنْ يُؤَثِّرَا فِيهِمْ.‏ وَرَاحُوا يَصُبُّونَ ٱهْتِمَامَهُمْ عَلَى تَجْمِيلِ بُيُوتِهِمْ وَتَأْمِينِ وَسَائِلِ رَاحَتِهِمْ.‏ وَإِذْ لَاحَظَ يَهْوَه ٱلتَّبَايُنَ بَيْنَ بُيُوتِهِمِ ٱلْمُغَشَّاةِ بِخَشَبٍ فَاخِرٍ وَٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي لَمْ يُكْمِلُوا بِنَاءَهُ،‏ سَأَلَهُمْ:‏ «هَلِ ٱلْوَقْتُ لَكُمْ أَنْتُمْ لِتَسْكُنُوا فِي بُيُوتٍ جُدْرَانُهَا مُغَشَّاةٌ بِٱلْخَشَبِ،‏ وَهٰذَا ٱلْبَيْتُ خَرَابٌ؟‏».‏ —‏ حجاي ١:‏٤‏.‏

١١ لِمَاذَا ٱضْطُرَّ يَهْوَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْمَشُورَةَ لِلْيَهُودِ فِي زَمَنِ حَجَّايَ؟‏

١١ نَعَمْ،‏ لَقَدْ تَبَدَّلَتْ أَوْلَوِيَّاتُ ٱلْيَهُودِ.‏ فَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَضَعَ شَعْبُ ٱللهِ قَصْدَهُ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ،‏ رَكَّزُوا ٱهْتِمَامَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى بُيُوتِهِمْ وَأَهْمَلُوا ٱلْعَمَلَ فِي بَيْتِ ٱللهِ لِلْعِبَادَةِ.‏ لِذلِكَ شَجَّعَتْهُمْ كَلِمَاتُ يَهْوَهَ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي حَجَّاي ١:‏٥ أَنْ ‹يَتَأَمَّلُوا فِي طُرُقِهِمْ›.‏ فَبِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ حَضَّهُمْ يَهْوَه أَنْ يَتَأَمَّلُوا فِي مَا يَفْعَلُونَهُ وَأَنْ يُفَكِّرُوا كَيْفَ أَثَّرَ فِيهِمْ عَدَمُ وَضْعِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِهِمْ.‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ تَصِفُ حَجَّاي ١:‏٦ ٱلْحَالَةَ ٱلسَّائِدَةَ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ،‏ وَمَاذَا يَعْنِي هذَا ٱلْعَدَدُ؟‏

١٢ كَمَا تَرَى،‏ تَرَكَ عَدَمُ تَرْتِيبِ ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ بِٱلشَّكْلِ ٱلصَّحِيحِ تَأْثِيرًا فِي حَيَاةِ ٱلْيَهُودِ.‏ لَاحِظْ نَظْرَةَ ٱللهِ ٱلْمُعَبَّرَ عَنْهَا فِي حَجَّاي ١:‏٦‏:‏ «زَرَعْتُمْ كَثِيرًا وَحَصَلْتُمْ عَلَى ٱلْقَلِيلِ.‏ تَأْكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلشَّبَعِ.‏ تَشْرَبُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلسُّكْرِ.‏ تَلْبَسُونَ ثِيَابًا وَلَا تَدْفَأُونَ.‏ وَٱلَّذِي يَعْمَلُ لِقَاءَ أُجْرَةٍ يَأْخُذُهَا فِي صُرَّةٍ مَثْقُوبَةٍ».‏

١٣ فَمَعَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا يَعِيشُونَ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ٱللهُ،‏ لَمْ يَكُنْ نِتَاجُ ٱلْأَرْضِ كَافِيًا،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ حَجَبَ بَرَكَتَهُ عَنْهُمْ كَمَا سَبَقَ فَحَذَّرَهُمْ.‏ (‏تثنية ٢٨:‏٣٨-‏٤٨‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّهُمْ زَرَعُوا أَرْضَهُمْ،‏ فَبِدُونِ دَعْمِ يَهْوَهَ كَانَ ٱلْمَحْصُولُ شَحِيحًا،‏ أَيْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجْنُوا كَمِّيَّةَ ٱلطَّعَامِ ٱلَّتِي تَكْفِيهِمْ.‏ وَبدُونِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ،‏ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَكْسُوا أَنْفُسَهُمْ بِثِيَابٍ تُبْقِيهِمْ دَافِئِينَ.‏ حَتَّى ٱلْعَامِلُونَ لَمْ يَسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلْأُجُورِ ٱلَّتِي تَقَاضَوْهَا،‏ تَمَامًا كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ وَضَعُوهَا فِي صُرَّةٍ مَلِيئَةٍ بِٱلثُّقُوبِ.‏ وَمَا هُوَ ٱلْمَقْصُودُ بِٱلْعِبَارَةِ:‏ «تَشْرَبُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلسُّكْرِ»؟‏ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُشِيرَ إِلَى أَنَّ ٱلسُّكْرَ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى بَرَكَةِ ٱللهِ،‏ إِذْ إِنَّ يَهْوَهَ يَدِينُ ٱلسُّكْرَ.‏ (‏١ صموئيل ٢٥:‏٣٦؛‏ امثال ٢٣:‏٢٩-‏٣٥‏)‏ فَهذِهِ ٱلْعِبَارَةُ هِيَ إِشَارَةٌ أُخْرَى إِلَى أَنَّ ٱلْيَهُودَ خَسِرُوا بَرَكَةَ ٱللهِ.‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ كَانَتْ كَمِّيَّةُ ٱلْخَمْرِ ٱلَّتِي صَنَعُوهَا مَحْدُودَةً جِدًّا وَلَا تَكْفِي حَتَّى لِجَعْلِهِمْ يَسْكَرُونَ.‏ وَتَنْقُلُ الترجمة البروتستانتية حَجَّاي ١:‏٦ كَمَا يَلِي:‏ «تَشْرَبُونَ وَلَا تَرْوُونَ».‏

١٤،‏ ١٥ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِن حَجَّاي ١:‏٦‏؟‏

١٤ إِنَّ ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَتَعَلَّمَهُ مِمَّا ذُكِرَ آنِفًا لَا عَلَاقَةَ لَهُ بِتَصْمِيمِ ٱلْبُيُوتِ أَوْ زَخْرَفَتِهَا.‏ فَقَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنَ ٱلسَّبْيِ،‏ وَبَّخَ ٱلنَّبِيُّ عَامُوسُ ٱلْأَغْنِيَاءَ فِي إِسْرَائِيلَ بِسَبَبِ ٱمْتِلَاكِهِمْ «بُيُوتَ ٱلْعَاجِ» وَٱضْطِجَاعِهِمْ «عَلَى أَرَائِكَ مِنْ عَاجٍ».‏ (‏عاموس ٣:‏١٥؛‏ ٦:‏٤‏)‏ فَبُيُوتُهُمُ ٱلْفَخْمَةُ وَأَثَاثُهُمُ ٱلْمُزَخْرَفُ لَمْ تَدُمْ لَهُمْ،‏ إِذْ نَهَبَهَا ٱلْأَعْدَاءُ ٱلْغُزَاةُ.‏ لكِنْ بَعْدَ سَبْيٍ دَامَ ٧٠ سَنَةً،‏ لَمْ يَتَّعِظْ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ ٱللهِ مِمَّا حَدَثَ.‏ فَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟‏ هَلْ نَتَعَلَّمُ نَحْنُ دَرْسًا مِمَّا حَدَثَ مَعَهُمْ؟‏ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أُولِي ٱلِٱهْتِمَامَ لِزَخْرَفَةِ بَيْتِي؟‏ وَمَاذَا عَنِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْإِضَافِيِّ بُغْيَةَ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعَمَلِ،‏ أَمْرٌ سَيَسْتَنْزِفُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِي طَوَالَ سَنَوَاتٍ وَيَطْغَى عَلَى ٱهْتِمَامِي بِأَوْجُهٍ مُهِمَّةٍ مِنْ عِبَادَتِي للهِ؟‏›.‏ —‏ لوقا ١٢:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧-‏١٩‏.‏

١٥ يَنْبَغِي أَنْ يُذَكِّرَنَا مَا نَقْرَأُهُ فِي حَجَّاي ١:‏٦ بِحَاجَتِنَا إِلَى بَرَكَةِ ٱللهِ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَأُولئِكَ ٱلْيَهُودُ ٱلْقُدَمَاءُ خَسِرُوا هذِهِ ٱلْبَرَكَةَ،‏ مِمَّا أَدَّى بِهِمْ إِلَى عَاقِبَةٍ وَخِيمَةٍ.‏ لِذلِكَ سَوَاءٌ كُنَّا أَغْنِياءَ مَادِّيًّا أَوْ لَا،‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ عَاقِبَتَنَا سَتَكُونُ وَخِيمَةً عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلرُّوحِيِّ إِذَا خَسِرْنَا بَرَكَةَ يَهْوَه.‏ (‏متى ٢٥:‏٣٤-‏٤٠؛‏ ٢ كورنثوس ٩:‏٨-‏١٢‏)‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا نَيْلُ هذِهِ ٱلْبَرَكَةِ؟‏

يَهْوَهُ يُسَاعِدُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ

١٦-‏١٨ مَاذَا عَنَتْ زَكَرِيَّا ٤:‏٦ لِلْيَهُودِ قَدِيمًا؟‏

١٦ أُوحِيَ إِلَى زَكَرِيَّا،‏ نَبِيٌّ مُعَاصِرٌ لِحَجَّايَ،‏ أَنْ يُشَدِّدَ عَلَى ٱلْوَسِيلَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا يَهْوَه لِيَحُثَّ وَيُبَارِكَ ٱلْمُخْلِصِينَ لَهُ آنَذَاكَ.‏ وَهذَا مَا يَدُلُّ كَيْفَ يُبَارِكُكَ يَهْوَه أَنْتَ أَيْضًا ٱلْيَوْمَ.‏ نَقْرَأُ:‏ «‹لَا بِجَيْشٍ وَلَا بِقُوَّةٍ،‏ بَلْ بِرُوحِي›،‏ قَالَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ».‏ (‏زكريا ٤:‏٦‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ سَمِعْتَ هذِهِ ٱلْآيَةَ مِرَارًا عَدِيدَةً،‏ وَلكِنْ مَا ٱلْمَعَانِي ٱلَّتِي حَمَلَتْهَا هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ لِلْيَهُودِ أَيَّامَ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا،‏ وَأَيُّ مَغْزًى تَحْمِلُهُ لَكَ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٧ تَذَكَّرْ أَنَّ كَلِمَاتِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا ٱلْمُوحَى بِهَا تَرَكَتْ فِي ٱلْمَاضِي أَثَرًا كَبِيرًا فِي ٱلْيَهُودِ ٱلْأُمَنَاءِ،‏ إذْ نَشَّطَتْهُمْ لِٱسْتِئْنَافِ ٱلْعَمَلِ.‏ فَحَجَّايُ ٱبْتَدَأَ يَتَنَبَّأُ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّادِسِ مِنْ سَنَةِ ٥٢٠ ق‌م.‏ أَمَّا زَكَرِيَّا فَٱبْتَدَأَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ مِنْ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ.‏ (‏زكريا ١:‏١‏)‏ وَكَمَا تُبَيِّنُ حَجَّاي ٢:‏١٨‏،‏ عَادَ ٱلْيَهُودُ إِلَى ٱلْعَمَلِ بَجِدٍّ فِي وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلتَّاسِعِ.‏ إِذًا،‏ جَرَى حَضُّ ٱلْيَهُودِ عَلَى ٱلْعَمَلِ،‏ وَهُمْ أَطَاعُوا يَهْوَه وَاثِقِينَ أَنَّهُ سَيَدْعَمُهُمْ.‏ وَكَلِمَاتُ زَكَرِيَّا ٤:‏٦ تَتَحَدَّثُ عَنْ هذَا ٱلدَّعْمِ.‏

١٨ لَا تَنْسَ أَيْضًا أَنَّهُ عِنْدَمَا عَادَ ٱلْيَهُودُ إِلَى وَطَنِهِمْ سَنَةَ ٥٣٧ ق‌م،‏ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِمْ جَيْشٌ.‏ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ،‏ حَمَاهُمْ يَهْوَه وَأَرْشَدَهُمْ فِي رِحْلَةِ ٱلْعَودَةِ مِنْ بَابِلَ.‏ وَكَانَ رُوحُهُ أَيْضًا يُوَجِّهُ ٱلْأُمُورَ حِينَ بَدَأُوا بِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ بُعَيْدَ عَوْدَتِهِمْ.‏ كَمَا وَعَدَ بِأَنْ يَدْعَمَهُمْ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ إِذَا عَمِلُوا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ.‏

١٩ أَيُّ تَأْثِيرٍ قَوِيٍّ تَغَلَّبَ عَلَيْهِ رُوحُ ٱللهِ؟‏

١٩ رَأَى زَكَرِيَّا سِلْسِلَةً مِنْ ثَمَانِي رُؤًى أَكَّدَتْ لَهُ أَنَّ يَهْوَه سَيَكُونُ مَعَ شَعْبِهِ ٱلَّذِي سَيُكْمِلُ بِأَمَانَةٍ بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَتُظْهِرُ ٱلرُّؤْيَا ٱلرَّابِعَةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّالِثِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ يُقَاوِمُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْيَهُودُ لِإِنْهَاءِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ (‏زكريا ٣:‏١‏)‏ طَبْعًا،‏ مَا كَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِيَفْرَحَ بِرُؤْيَةِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعَ يُمَارِسُ مَهَامَّهُ ٱلْكَهَنُوتِيَّةَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلْجَدِيدِ.‏ وَمَعَ أَنَّ إبْلِيسَ حَاوَلَ أَنْ يَمْنَعَ ٱلْيَهُودَ مِنْ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ لَعِبَ رُوحُ يَهْوَه دَوْرًا بَارِزًا فِي إِزَالَةِ كُلِّ ٱلْعَقَبَاتِ وَتَنْشِيطِ ٱلْيَهُودِ لِلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ حَتَّى ٱلِٱنْتِهَاءِ مِنْهُ تَمَامًا.‏

٢٠ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْيَهُودَ عَلَى تَنْفِيذِ مَشِيئَةِ ٱللهِ؟‏

٢٠ لَقَدْ بَدَا أَنَّ هُنَالِكَ عَائِقًا كَبِيرًا لَا يُمْكِنُ تَخَطِّيهِ،‏ أَيِ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ بَعْضِ ٱلرَّسْمِيِّينَ ٱلَّذِينَ تَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْحُصُولِ عَلَى أَمْرٍ بِوَقْفِ ٱلْعَمَلِ.‏ لكِنَّ يَهْوَه وَعَدَ أَنَّ مَا يَبْدُو ‹جَبَلًا› سَيُزَالُ وَيَصِيرُ «أَرْضًا مُسْتَوِيَةً».‏ (‏زكريا ٤:‏٧‏)‏ وَهذَا مَا حَدَثَ بِٱلْفِعْلِ.‏ فَقَدِ ٱسْتَقْصَى ٱلْمَلِكُ دَارِيُوسُ ٱلْأَوَّلُ ٱلْأَمْرَ وَوَجَدَ ٱلْمُذَكِّرَةَ ٱلَّتِي أَصْدَرَهَا كُورُشُ وَٱلَّتِي سَمَحَتْ لِلْيَهُودِ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ فَأَلْغَى أَمْرَ وَقْفِ ٱلْعَمَلِ وَأَمَرَ بِأَنْ يُعْطَى ٱلْيَهُودُ مَالًا مِنَ ٱلْخِزَانَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ لِسَدِّ نَفَقَاتِ ٱلْعَمَلِ.‏ فَيَا لَهُ مِنْ تَغْيِيرٍ مُذْهِلٍ فِي مَجْرَى ٱلْأَحْدَاثِ!‏ فَهَلْ كَانَ لِرُوحِ ٱللهِ أَيُّ دَخْلٍ فِي مَا جَرَى؟‏ لَا شَكَّ فِي ذلِكَ.‏ فَقَدِ ٱنْتَهَى بِنَاءُ ٱلْهَيْكَلِ سَنَةَ ٥١٥ ق‌م،‏ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّادِسَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ ٱلْأَوَّلِ.‏ —‏ عزرا ٦:‏١،‏ ١٥‏.‏

٢١ (‏أ)‏ كَيْفَ ‹زَلْزَلَ ٱللهُ ٱلْأُمَمَ› فِي ٱلْمَاضِي وَكَيْفَ أَتَتِ ‹ٱلنَّفَائِسُ›؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ ٱلْإِتْمَامُ ٱلْعَصْرِيُّ لِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟‏

٢١ فِي حَجَّاي ٢:‏٥‏،‏ يُذَكِّرُ ٱلنَّبِيُّ ٱلْيَهُودَ بِٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ ٱللهُ مَعَهُمْ فِي جَبَلِ سِينَاءَ عِنْدَمَا كَانَ ‹ٱلْجَبَلُ يَرْتَعِدُ كُلُّهُ كَثِيرًا›.‏ (‏خروج ١٩:‏١٨‏)‏ وَفِي أَيَّامِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا،‏ كَانَ يَهْوَه سَيُحْدِثُ زَلْزَلَةً أُخْرَى،‏ كَمَا تَقُولُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ فِي ٱلْعَدَدَيْنِ ٦ و ٧‏.‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلْأَوْضَاعَ كَانَتْ سَتَضْطَرِبُ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ،‏ كَانَ ٱلْعَمَلُ فِي ٱلْهَيْكَلِ سَيَتَواصَلُ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ،‏ «نَفَائِسَ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ»،‏ كَانُوا سَيَشْتَرِكُونَ مَعَ ٱلْيَهُودِ فِي تَمْجِيدِ ٱللهِ فِي مَكَانِ ٱلْعِبَادَةِ هذَا.‏ لكِنَّ ٱلْإِتْمَامَ ٱلرَّئِيسِيَّ يَحْدُثُ فِي أَيَّامِنَا،‏ إِذْ ‹يُزَلْزِلُ ٱللهُ ٱلْأُمَمَ› بِوَاسِطَةِ كِرَازَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَتَأْتِي «نَفَائِسُ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ» لِعِبَادَةِ ٱللهِ إِلَى جَانِبِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ يَمْلَأُونَ ٱلْآنَ بَيْتَ يَهْوَه مَجْدًا.‏ وَهؤُلَاءِ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَنْتَظِرُونَ بِإِيمَانٍ ٱلْوَقْتَ حِينَ ‹يُزَلْزِلُ يَهْوَهُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ› بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى.‏ وَسَيَكُونُ ذلِكَ لِكَي يَقْلِبَ وَيُبِيدَ قُوَّةَ مَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ.‏ —‏ حجاي ٢:‏٢٢‏.‏

٢٢ كَيْفَ ‹سَتُزَلْزَلُ› ٱلْأُمَمُ،‏ مَاذَا سَتَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ،‏ وَمَاذَا يَكْمُنُ أَمَامَنَا؟‏

٢٢ تُذَكِّرُنَا كَلِمَاتُ هذِهِ ٱلْآيَةِ بِٱلِٱضْطِرَابِ ٱلَّذِي شَهِدَتْهُ ٱلْعَنَاصِرُ ٱلَّتِي تَرْمُزُ إِلَيْهَا «ٱلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ وَٱلْبَحْرُ وَٱلْيَابِسَةُ».‏ فَقَدْ طُرِدَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ إِلَى جِوَارِ ٱلْأَرْضِ.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ كَمَا أَنَّ حَمْلَةَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّتِي يَقُودُهَا مَمْسُوحُو ٱللهِ زَلْزَلَتْ بِٱلتَّأْكِيدِ ٱلْعَنَاصِرَ ٱلْأَرْضِيَّةَ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ،‏ يَنْضَمُّ إِلَى إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه «جَمْعٌ كَثِيرٌ» مِنْ نَفَائِسِ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَهذَا ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ يَعْمَلُ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ أَنَّ ٱللهَ سَيُزَلْزِلُ عَمَّا قَرِيبٍ ٱلْأُمَمَ فِي هَرْمَجِدُّونَ.‏ وَهذَا مَا سَيَفْسَحُ ٱلْمَجَالَ لِتَبْلُغَ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• مَتَى وَفي أَيَّةِ ظُرُوفٍ خَدَمَ حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ فَحْوَى ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي نَقَلَهَا حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا؟‏

‏• كَيْفَ تُشَجِّعُنَا زَكَرِيَّا ٤:‏٦‏؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورتان في الصفحة ٢٠]‏

تُؤَكِّدُ لَنَا كِتَابَاتُ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا أَنَّ ٱللهَ يَدْعَمُنَا

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

‏«هَلِ ٱلْوَقْتُ لَكُمْ أَنْتُمْ لِتَسْكُنُوا فِي بُيُوتٍ جُدْرَانُهَا مُغَشَّاةٌ بِٱلْخَشَبِ،‏ وَهٰذَا ٱلْبَيْتُ خَرَابٌ؟‏»‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

يَشْتَرِكُ شَعْبُ يَهْوَه فِي إِيصَالِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى «نَفَائِسِ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ»‏