الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الرعاة الذين هم «أمثلة للرعية»‏

الرعاة الذين هم «أمثلة للرعية»‏

اَلرُّعَاةُ ٱلَّذِينَ هُمْ «أَمْثِلَةٌ لِلرَّعِيَّةِ»‏

‏«اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِكُمْ .‏ .‏ .‏ طَوْعًا .‏ .‏ .‏،‏ بِٱنْدِفَاعٍ .‏ .‏ .‏،‏ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ».‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٢،‏ ٣‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ عَهِدَ بِهِ يَسُوعُ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ،‏ وَلِمَاذَا لَمْ تَكُنْ ثِقَةُ يَسُوعَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ شُعُورُ يَهْوَه حِيَالَ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمُعَيَّنِينَ؟‏

قَبْلَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ كَانَ بُطْرُسُ وَسِتَّةُ تَلَامِيذَ آخَرِينَ يَتَنَاوَلُونَ ٱلْفُطُورَ ٱلَّذِي أَعَدَّهُ يَسُوعُ عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ.‏ وَلَمْ تَكُنْ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي يَرَى فِيهَا بُطْرُسُ يَسُوعَ ٱلْمُقَامَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ فَرِحَ كَثِيرًا بِرُؤْيَتِهِ حَيًّا لكِنَّهُ رُبَّمَا كَانَ قَلِقًا أَيْضًا لِأَنَّهُ مُنْذُ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ أَنْكَرَ عَلَنًا مَعْرِفَتَهُ بِيَسُوعَ.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٥٥-‏٦٠؛‏ ٢٤:‏٣٤؛‏ يوحنا ١٨:‏٢٥-‏٢٧؛‏ ٢١:‏١-‏١٤‏)‏ فَهَلْ أَنَّبَهُ يَسُوعُ عَلَى قِلَّةِ إِيمَانِهِ؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ عَهِدَ إِلَيْهِ بِٱمْتِيَازِ إِطْعَامِ وَرِعَايَةِ ‹خِرَافِهِ ٱلصَّغِيرَةِ›.‏ (‏يوحنا ٢١:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَكَمَا تُظْهِرُ رِوَايَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ تَارِيخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ لَمْ تَكُنْ ثِقَةُ يَسُوعَ بِبُطْرُسَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا.‏ فَقَدْ رَعَى بُطْرُسُ،‏ مَعَ ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ خِلَالَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْمِحَنِ ٱلشَّدِيدَةِ وَٱلتَّوَسُّعِ ٱلسَّرِيعِ.‏ —‏ اعمال ١:‏١٥-‏٢٦؛‏ ٢:‏١٤؛‏ ١٥:‏٦-‏٩‏.‏

٢ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُعَيِّنُ يَهْوَه بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رِجَالًا أَكْفَاءً لِيَخْدُمُوا كَرُعَاةٍ رُوحِيِّينَ لِيَتَوَلَّوْا قِيَادَةَ خِرَافِهِ خِلَالَ أَحْرَجِ ٱلْأَوْقَاتِ فِي ٱلتَّارِيخِ.‏ (‏افسس ٤:‏١١،‏ ١٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ فَهَلْ ثِقَةُ يَهْوَه هذِهِ هِيَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا؟‏ إِنَّ مَعْشَرَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُسَالِمَ ٱلْمَوْجُودَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُبَرْهِنُ ٱلْعَكْسَ.‏ وَمِثْلَ بُطْرُسَ،‏ لَيْسَ هؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةُ مَعْصُومِينَ مِنَ ٱلْخَطَإِ.‏ (‏غلاطية ٢:‏١١-‏١٤؛‏ يعقوب ٣:‏٢‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ يَثِقُ يَهْوَه بِأَنَّهُمْ سَيَعْتَنُونَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّتِي «ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ وَهُوَ يُكِنُّ لَهُمْ مَوَدَّةً عَمِيقَةً وَيَعْتَبِرُهُمْ «مُسْتَحِقِّينَ كَرَامَةً مُضَاعَفَةً».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٥:‏١٧‏.‏

٣ كَيْفَ يُحَافِظُ ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ عَلَى ٱلطَّوْعِيَّةِ وَٱلِٱنْدِفَاعِ؟‏

٣ وَكَيْفَ يُحَافِظُ ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ عَلَى ٱلطَّوْعِيَّةِ وَٱلِٱنْدِفَاعِ،‏ صَائِرِينَ بِذلِكَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ؟‏ عَلَى غِرَارِ بُطْرُسَ وَٱلرُّعَاةِ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ يَتَّكِلُ ٱلرُّعَاةُ ٱلْيَوْمَ عَلَى رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يَمُدُّهُمْ بِٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ لِكَيْ يَحْمِلُوا حِمْلَهُمُ ٱلْخَاصَّ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُنتِجُ فِيهِمْ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ:‏ اَلْمَحَبَّةَ،‏ ٱلْفَرَحَ،‏ ٱلسَّلَامَ،‏ طُولَ ٱلْأَنَاةِ،‏ ٱللُّطْفَ،‏ ٱلصَّلَاحَ،‏ ٱلْإِيمَانَ،‏ ٱلْوَدَاعَةَ،‏ وَضَبْطَ ٱلنَّفْسِ.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَلْنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلطَّرَائِقِ ٱلْمُحَدَّدَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ مِنْ خِلَالِهَا أَنْ يَرْسُمَ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هذَا ٱلثَّمَرِ وَهُمْ يَرْعَوْنَ رَعِيَّةَ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ.‏

أَحْبِبِ ٱلرَّعِيَّةَ كَمَجْمُوعَةٍ وَأَفْرَادٍ

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَه وَيَسُوعُ ٱلْمَحَبَّةَ لِلرَّعِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُعْرِبُ مِنْ خِلَالِهَا ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ عَنْ مَحَبَّتِهِمْ لِلرَّعِيَّةِ؟‏

٤ إِنَّ أَبْرَزَ صِفَةٍ يُنْتِجُهَا رُوحُ ٱللهِ هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ.‏ وَيَهْوَه يُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِلرَّعِيَّةِ كَمَجْمُوعَةٍ حِينَ يُزَوِّدُهَا بِوَفْرَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ (‏اشعيا ٦٥:‏١٣،‏ ١٤؛‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ لكِنَّ مَحَبَّتَهُ لَا تَقِفُ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ.‏ فَهُوَ يَشْعُرُ بِتَعَلُّقٍ شَخْصِيٍّ بِكُلِّ خَرُوفٍ.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَيَسُوعُ أَيْضًا يُحِبُّ ٱلرَّعِيَّةَ.‏ فَقَدْ بَذَلَ نَفْسَهُ عَنْهَا.‏ كَمَا أَنَّهُ يَعْرِفُ كُلَّ خَرُوفٍ ‹بِٱسْمِهِ›.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏٣،‏ ١٤-‏١٦‏.‏

٥ وَٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ يَقْتَدُونَ بِيَهْوَه وَيَسُوعَ.‏ فَهُمْ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِرَعِيَّةِ ٱللهِ كَمَجْمُوعَةٍ ‹بِمُثَابَرَتِهِمْ عَلَى تَعْلِيمِ› ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَخِطَابَاتُهُمُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاهِمُ فِي إِطْعَامِ وَحِمَايَةِ ٱلرَّعِيَّةِ،‏ وَعَمَلُهُمُ ٱلدَّؤُوبُ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ ظَاهِرٌ لِلْجَمِيعِ.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٣،‏ ١٦‏)‏ لكِنَّ هؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةَ يَقُومُونَ أَيْضًا بِأَعْمَالٍ لَيْسَتْ ظَاهِرَةً إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ.‏ فَهُمْ يَقْضُونَ ٱلْوَقْتَ فِي ٱلِٱهْتِمَامِ بِسِجِلَّاتِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ ٱلْمُرَاسَلَاتِ،‏ ٱلْبَرَامِجِ،‏ وَأُمُورٍ عَدِيدَةٍ أُخْرَى لِكَيْ تَجْرِيَ ٱجْتِمَاعَاتُ ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلنَّشَاطَاتُ ٱلْأُخْرَى «بِلِيَاقَةٍ وَبِتَرْتِيبٍ».‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٤٠‏)‏ وَٱلْكَثِيرُ مِنْ هذِهِ ٱلْأَعْمَالِ لَا يُلَاحِظُهَا ٱلْآخَرُونَ،‏ لِذلِكَ قَلَّمَا تَلْقَى ٱلتَّقْدِيرَ.‏ فَكَمْ هِيَ بِٱلْفِعْلِ إِعْرَابٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ!‏ —‏ غلاطية ٥:‏١٣‏.‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يَتَعَرَّفُ مِنْ خِلَالِهَا ٱلرُّعَاةُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ بِٱلْخِرَافِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَحْيَانًا أَنْ نُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِنَا لِأَحَدِ ٱلشُّيُوخِ؟‏

٦ وَيَسْعَى ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُحِبُّونَ أَيْضًا إِلَى إِظْهَارِ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلشَّخْصِيِّ بِكُلِّ خَرُوفٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏فيلبي ٢:‏٤‏)‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يَتَعَرَّفُ مِنْ خِلَالِهَا ٱلرُّعَاةُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ بِكُلِّ خَرُوفٍ هِيَ مُرَافَقَتُهُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ.‏ فَكَثِيرًا مَا ٱصْطَحَبَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱسْتَغَلَّ هذِهِ ٱلْفُرَصَ لِيَمْنَحَهُمُ ٱلتَّشْجِيعَ.‏ (‏لوقا ٨:‏١‏)‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ:‏ «فِي رَأْيِي،‏ إِنَّ إِحْدَى أَفْضَلِ ٱلْوَسَائِلِ لِلتَّعَرُّفِ بِأَخٍ أَوْ أُخْتٍ وَتَشْجِيعِهِمَا هِيَ مُرَافَقَتُهُمَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ».‏ فَإِذَا لَمْ تَتَسَنَّ لَكَ مُؤَخَّرًا فُرْصَةُ ٱلْخِدْمَةِ مَعَ أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ،‏ فَلِمَ لَا تَطْلُبُ مِنْهُ مُرَافَقَتَكَ فِي وَقْتٍ قَرِيبٍ؟‏

٧ دَفَعَتِ ٱلْمَحَبَّةُ يَسُوعَ إِلَى مُشَاطَرَةِ أَتْبَاعِهِ أَفْرَاحَهُمْ وَأَتْرَاحَهُمْ.‏ فَقَدْ «تَهَلَّلَ» حِينَ عَادَ ٧٠ مِنْ تَلَامِيذِهِ فَرِحِينَ مِنْ كِرَازَتِهِمْ.‏ (‏لوقا ١٠:‏١٧-‏٢١‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ «ذَرَفَ .‏ .‏ .‏ ٱلدُّمُوعَ» عِنْدَمَا رَأَى وَقْعَ فَاجِعَةِ مَوْتِ لِعَازَرَ عَلَى مَرْيَمَ وَعَائِلَتِهَا وَأَصْدِقَائِهَا.‏ (‏يوحنا ١١:‏٣٣-‏٣٥‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَتَعَاطَفُ ٱلرُّعَاةُ مَعَ ٱلْخِرَافِ.‏ فَٱلْمَحَبَّةُ تَدْفَعُهُمْ أَنْ ‹يَفْرَحُوا مَعَ ٱلْفَرِحِينَ› وَ ‹يَبْكُوا مَعَ ٱلْبَاكِينَ›.‏ (‏روما ١٢:‏١٥‏)‏ فَسَوَاءٌ كُنْتَ فَرِحًا أَوْ حَزِينًا،‏ فَلَا تَتَرَدَّدْ فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ مَشَاعِرِكَ لِلرُّعَاةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَإِطْلَاعُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى أَفْرَاحِكَ يُشَجِّعُهُمْ.‏ (‏روما ١:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وَإِخْبَارُهُمْ عَنْ مِحَنِكَ يُتِيحُ لَهُمْ فُرْصَةَ مَنْحِكَ ٱلدَّعْمَ وَٱلتَّعْزِيَةَ.‏ —‏ ١ تسالونيكي ١:‏٦؛‏ ٣:‏١-‏٣‏.‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَحَبَّةَ لِزَوْجَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ إِلَى أَيِّ حَدٍّ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ يُظْهِرَ ٱلرَّاعِي ٱلْمَحَبَّةَ لِعَائِلَتِهِ؟‏

٨ تَظْهَرُ مَحَبَّةُ ٱلرَّاعِي لِلرَّعِيَّةِ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ مِنْ خِلَالِ مُعَامَلَتِهِ لِعَائِلَتِهِ.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٤‏)‏ فَبِإِظْهَارِهِ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلْكَرَامَةَ لِزَوْجَتِهِ يَرْسُمُ مِثَالًا لِيَقْتَدِيَ بِهِ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْآخَرُونَ.‏ (‏افسس ٥:‏٢٥؛‏ ١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ قَالَتِ ٱمْرَأَةٌ مَسِيحِيَّةٌ ٱسْمُهَا لِينْدَا عَنْ زَوْجِهَا ٱلَّذِي خَدَمَ كَنَاظِرٍ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ سَنَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ:‏ «رَغْمَ أَنَّ زَوْجِي كَانَ دَائِمَ ٱلِٱنْشِغَالِ بِٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلْجَمَاعَةِ،‏ فَقَدْ جَعَلَنِي أَشْعُرُ أَنَّنَا ثُنَائِيٌّ مُتَّحِدٌ.‏ فَكَثِيرًا مَا عَبَّرَ لِي عَنِ ٱمْتِنَانِهِ لِدَعْمِي،‏ وَكَانَ يُخَصِّصُ أَوْقَاتَ فَرَاغِهِ لِيَقْضِيَهَا مَعِي.‏ وَقَدْ أَشْعَرَنِي ذلِكَ بِأَنَّنِي مَحْبُوبَةٌ،‏ لِذلِكَ لَمْ أَنْزَعِجْ مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي كَانَ يَقْضِيهِ فِي خِدْمَةِ ٱلْجَمَاعَةِ».‏

٩ وَإِذَا كَانَ لِلرَّاعِي ٱلْمَسِيحِيِّ أَوْلَادٌ،‏ فَإِنَّ تَأْدِيبَهُ إِيَّاهُمْ بِمَحَبَّةٍ وَمَدْحَهُ لَهُمْ دَائِمًا يَرْسُمَانِ مِثَالًا لِيَقْتَدِيَ بِهِ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْآخَرُونَ.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي يُظْهِرُهَا لِعَائِلَتِهِ هِيَ دَلِيلٌ أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ ٱلثِّقَةَ ٱلَّتِي مُنِحَتْ لَهُ عِنْدَ نَيْلِهِ ٱلتَّعْيِينَ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏٤،‏ ٥‏.‏

رَوِّجِ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ بِٱلْحِوَارِ ٱلصَّرِيحِ

١٠ (‏أ)‏ أَيُّ أَمْرٍ يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى فَرَحِ وَسَلَامِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ كَانَتْ عَلَى وَشْكِ تَعْكِيرِ سَلَامِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ وَكَيْفَ بُتَّتْ؟‏

١٠ يُنْتِجُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ فِي قَلْبِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ بَيْنَ أَفْرَادِ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ،‏ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ كَكُلٍّ.‏ لكِنَّ ٱنْعِدَامَ ٱلْحِوَارِ ٱلصَّرِيحِ يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى هذَا ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ:‏ «تَبْطُلُ ٱلْمَقَاصِدُ مِنْ غَيْرِ تَشَاوُرٍ».‏ (‏امثال ١٥:‏٢٢‏)‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ يُعَزِّزُ ٱلْحِوَارُ ٱلصَّرِيحُ ٱلْمُتَّسِمُ بِٱلِٱحْتِرَامِ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا كَانَتْ قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ عَلَى وَشْكِ تَعْكِيرِ سَلَامِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ طَلَبَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أُورُشَلِيمَ إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ ثُمَّ عَبَّرُوا عَنْ آرَائِهِمِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ حَوْلَ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ.‏ وَبَعْدَ مُنَاقَشَةٍ حَامِيَةٍ مُطَوَّلَةٍ،‏ تَوَصَّلُوا إِلَى قَرَارٍ.‏ وَعِنْدَمَا أَبْلَغُوا ٱلْجَمَاعَاتِ بِٱلْقَرَارِ ٱلَّذِي أَجْمَعُوا عَلَيْهِ،‏ ‹فَرِحَ ٱلْإِخْوَةُ بِٱلتَّشْجِيعِ›.‏ (‏اعمال ١٥:‏٦-‏٢٣،‏ ٢٥،‏ ٣١؛‏ ١٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَهكَذَا،‏ جَرَى تَعْزِيزُ ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ.‏

١١ كَيْفَ يُعَزِّزُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١١ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ،‏ يُعَزِّزُ ٱلرُّعَاةُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ بِكَوْنِهِمْ أَشْخَاصًا يَتَحَاوَرُونَ بِصَرَاحَةٍ.‏ فَهُمْ يَجْتَمِعُونَ وَيُعَبِّرُونَ عَنْ مَشَاعِرِهِمْ بِصَرَاحَةٍ عِنْدَمَا تُهَدِّدُ ٱلْمَشَاكِلُ ٱلْجَمَاعَةَ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يُصْغُونَ بِٱحْتِرَامٍ إِلَى تَعْلِيقَاتِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏امثال ١٣:‏١٠؛‏ ١٨:‏١٣‏)‏ وَبَعْدَ ٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَتَّخِذُونَ قَرَارَاتٍ مُؤَسَّسَةً عَلَى مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَإِرْشَادَاتِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ ١ كورنثوس ٤:‏٦‏)‏ وَحِينَ تَتَّخِذُ هَيْئَةُ ٱلشُّيُوخِ قَرَارًا مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ يُذْعِنُ كُلُّ شَيْخٍ لِإِرْشَادِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِدَعْمِ هذَا ٱلْقَرَارِ حَتَّى لَو لَمْ يَكُنْ رَأْيُهُ كَرَأْيِ ٱلْأَغْلَبِيَّةِ.‏ وَٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلِٱحْتِشَامِ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يُعَزِّزُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ وَيَرْسُمُ لِلْخِرَافِ مِثَالًا رَائِعًا لِلسُّلُوكِ مَعَ ٱللهِ.‏ (‏ميخا ٦:‏٨‏)‏ فَهَلْ تُذْعِنُ بِٱحْتِشَامٍ لِلْقَرَارَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي يَتَّخِذُهَا ٱلرُّعَاةُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

كُنْ طَوِيلَ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفًا

١٢ لِمَاذَا لَزِمَ أَنْ يَكُونَ يَسُوعُ طَوِيلَ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفًا فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلرُّسُلِ؟‏

١٢ كَانَ يَسُوعُ طَوِيلَ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفًا فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلرُّسُلِ رَغْمَ نَقَائِصِهِمِ ٱلْمُتَكَرِّرَةِ.‏ مَثَلًا،‏ حَاوَلَ يَسُوعُ مِرَارًا أَنْ يَطْبَعَ فِي أَذْهَانِهِمْ أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّوَاضُعِ.‏ (‏متى ١٨:‏١-‏٤؛‏ ٢٠:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ وَلكِنْ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَبَعْدَمَا لَقَّنَهُمْ دَرْسًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ بِغَسْلِ أَقْدَامِهِمْ،‏ «حَدَثَ أَيْضًا بَيْنَهُمْ جِدَالٌ حَامٍ فِي أَيُّهُمْ يَبْدُو أَنَّهُ ٱلْأَعْظَمُ».‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٤؛‏ يوحنا ١٣:‏١-‏٥‏)‏ فَهَلْ عَنَّفَهُمْ؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ حَاوَلَ إِقْنَاعَهُمْ بِلُطْفٍ قَائِلًا:‏ «مَنْ هُوَ أَعْظَمُ:‏ اَلَّذِي يَتَّكِئُ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ أَمِ ٱلَّذِي يَخْدُمُ؟‏ أَلَيْسَ ٱلَّذِي يَتَّكِئُ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ؟‏ وَمَعَ ذٰلِكَ فَأَنَا فِي وَسْطِكُمُ ٱلَّذِي يَخْدُمُ».‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٧‏)‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ مَسَّ طُولُ أَنَاةِ يَسُوعَ وَلُطْفُهُ،‏ إِضَافَةً إِلَى مِثَالِهِ،‏ قُلُوبَ ٱلرُّسُلِ.‏

١٣،‏ ١٤ فِي أَيَّةِ حَالَتَيْنِ خُصُوصًا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلرُّعَاةُ لُطَفَاءَ؟‏

١٣ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ قَدْ يُضْطَرُّ ٱلرَّاعِي ٱلرُّوحِيُّ أَنْ يُقَدِّمَ تَكْرَارًا لِأَحَدِ ٱلْأَشْخَاصِ مَشُورَةً حَوْلَ ضَعْفٍ مُعَيَّنٍ لَدَيْهِ،‏ مِمَّا قَدْ يَجْعَلُهُ يَغْتَاظُ مِنْ هذَا ٱلشَّخْصِ.‏ وَلكِنْ يَجِبُ أَنْ يُبْقِيَ ٱلرَّاعِي فِي بَالِهِ ضَعَفَاتِهِ ٱلْخَاصَّةَ وَهُوَ ‹يُنَبِّهُ ٱلَّذِينَ بِلَا تَرْتِيبٍ›.‏ عِنْدَئِذٍ يَتَمَكَّنُ مِنْ إِظْهَارِ طُولِ ٱلْأَنَاةِ وَٱللُّطْفِ لِأَخِيهِ،‏ تَمَامًا كَمَا يُظْهِرُ يَهْوَه وَيَسُوعُ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ لِكُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلرُّعَاةُ.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤؛‏ يعقوب ٢:‏١٣‏.‏

١٤ وَرُبَّمَا يُضْطَرُّ ٱلرُّعَاةُ أَحْيَانًا أَنْ يُقَدِّمُوا مَشُورَةً صَارِمَةً لِشَخْصٍ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً.‏ وَإِذَا لَمْ يُعْرِبِ ٱلْخَاطِئُ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ،‏ يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْزِلُوهُ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١١-‏١٣‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ فَإِنَّ طَرِيقَتَهُمْ فِي مُعَامَلَةِ هذَا ٱلشَّخْصِ تُظْهِرُ أَنَّهُمْ يُبْغِضُونَ ٱلْخَطِيَّةَ وَلَيْسَ ٱلْخَاطِئَ.‏ (‏يهوذا ٢٣‏)‏ وَٱللُّطْفُ ٱلَّذِي يُظْهِرُونَهُ لِلْخَرُوفِ ٱلضَّالِّ قَدْ يُسَهِّلُ عَلَيْهِ لَاحِقًا ٱلْعَوْدَةَ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ.‏ —‏ لوقا ١٥:‏١١-‏٢٤‏.‏

اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلدَّافِعُ وَرَاءَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ

١٥ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يَقْتَدِي ٱلرُّعَاةُ مِنْ خِلَالِهَا بِصَلَاحِ يَهْوَه،‏ وَمَاذَا يَدْفَعُهُمْ إِلَى ذلِكَ؟‏

١٥ إِنَّ «يَهْوَهَ صَالِحٌ لِلْكُلِّ» حَتَّى لِلَّذِينَ لَا يُقَدِّرُونَ مَا يَفْعَلُهُ لَهُمْ.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٩؛‏ متى ٥:‏٤٥‏)‏ وَصَلَاحُهُ يَتَجَلَّى خُصُوصًا فِي إِرْسَالِ شَعْبِهِ لِلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وَٱلرُّعَاةُ يَعْكِسُونَ صَلَاحَ ٱللهِ بِأَخْذِهِمِ ٱلْقِيَادَةَ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ.‏ فَمَا هُوَ ٱلدَّافِعُ وَرَاءَ جُهُودِهِمِ ٱلدَّؤُوبَةِ؟‏ اَلْإِيمَانُ ٱلرَّاسِخُ بِيَهْوَه وَوُعُودِهِ.‏ —‏ روما ١٠:‏١٠،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلرُّعَاةِ أَنْ ‹يَصْنَعُوا ٱلصَّلَاحَ› إِلَى ٱلْخِرَافِ؟‏

١٦ إِضَافَةً إِلَى صُنْعِ «ٱلصَّلَاحِ إِلَى ٱلْجَمِيعِ» بِٱلْكِرَازَةِ،‏ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ ٱلرُّعَاةِ مَسْؤُولِيَّةُ صُنْعِ ٱلصَّلَاحِ «خُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ».‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ وَإِحْدَى ٱلْوَسَائِلِ لِفِعْلِ ذلِكَ هِيَ ٱلْقِيَامُ بِزِيَارَاتٍ رِعَائِيَّةٍ مُشَجِّعَةٍ.‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ:‏ «أَنَا أَتَمَتَّعُ بِٱلْقِيَامِ بِٱلزِّيَارَاتِ ٱلرِّعَائِيَّةِ.‏ فَهِيَ تُتِيحُ لِي فُرْصَةَ مَدْحِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ عَلَى جُهُودِهِمْ وَمُسَاعَدَتِهِمْ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ عَمَلَهُمُ ٱلدَّؤُوبَ هُوَ مَوْضِعُ تَقْدِيرٍ».‏ وَقَدْ يَقْتَرِحُ ٱلرُّعَاةُ أَحْيَانًا عَلَى ٱلشَّخْصِ طَرَائِقَ لِتَحْسِينِ خِدْمَتِهِ لِيَهْوَه.‏ وَبِذلِكَ يَتَمَثَّلُ ٱلرُّعَاةُ ٱلْحُكَمَاءُ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ فَقَدْ نَاشَدَ ٱلْإِخْوَةَ فِي تَسَالُونِيكي:‏ «نَثِقُ فِي ٱلرَّبِّ بِشَأْنِكُمْ أَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ مَا نُوصِيكُمْ بِهِ وَسَتُتَابِعُونَ فِعْلَهُ».‏ (‏٢ تسالونيكي ٣:‏٤‏)‏ وَتَعَابِيرُ ٱلثِّقَةِ هذِهِ تَجْتَذِبُ ٱلْخِرَافَ ذَوِي ٱلْمُيُولِ ٱلْحَسَنَةِ وَتُسَهِّلُ عَلَيْهِمْ أَنْ ‹يُطِيعُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ›.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ فَعِنْدَمَا يَقُومُ ٱلشُّيُوخُ بِزِيَارَةٍ رِعَائِيَّةٍ مُشَجِّعَةٍ لَكَ،‏ لِمَ لَا تُعَبِّرُ لَهُمْ عَنْ تَقْدِيرِكَ لَهَا؟‏

اَلْوَدَاعَةُ تَتَطَلَّبُ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ

١٧ أَيُّ دَرْسٍ تَعَلَّمَهُ بُطْرُسُ مِنْ يَسُوعَ؟‏

١٧ تَحَلَّى يَسُوعُ بِٱلْوَدَاعَةِ حَتَّى عِنْدَمَا كَانَ يُسْتَفَزُّ.‏ (‏متى ١١:‏٢٩‏)‏ مَثَلًا،‏ حِينَ جَرَتْ خِيَانَتُهُ وَٱلْقَبْضُ عَلَيْهِ،‏ أَعْرَبَ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ.‏ وَعِنْدَمَا ٱسْتَلَّ بُطْرُسُ سَيْفَهُ بِتَهَوُّرٍ وَقَامَ بِعَمَلٍ ٱنْتِقَامِيٍّ،‏ سَأَلَهُ يَسُوعُ:‏ «أَمْ تَظُنُّ أَنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَلْتَمِسَ مِنْ أَبِي أَنْ يَمُدَّنِي فِي هٰذِهِ ٱللَّحْظَةِ بِأَكْثَرَ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ فَيْلَقًا مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ؟‏».‏ (‏متى ٢٦:‏٥١-‏٥٣؛‏ يوحنا ١٨:‏١٠‏)‏ وَقَدِ ٱنْطَبَعَ هذَا ٱلدَّرْسُ فِي ذِهْنِ بُطْرُسَ،‏ حَتَّى إِنَّه ذَكَّرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَاحِقًا:‏ «اَلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ،‏ تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ.‏ .‏ .‏ .‏ مَا كَانَ يَرُدُّ ٱلشَّتْمَ وَهُوَ يُشْتَمُ،‏ وَلَا كَانَ يُهَدِّدُ وَهُوَ يَتَأَلَّمُ».‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١-‏٢٣‏.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ مَتَى خُصُوصًا يَجِبُ أَنْ يُعْرِبَ ٱلشُّيُوخُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٨ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يَتَحَلَّى ٱلرُّعَاةُ ٱلْفَعَّالُونَ ٱلْيَوْمَ بِٱلْوَدَاعَةِ حَتَّى عِنْدَمَا يُعَامَلُونَ بِإِجْحَافٍ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ لَا يَتَجَاوَبُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مَعَ مُحَاوَلَاتِ ٱلشُّيُوخِ لِمُسَاعَدَتِهِمْ.‏ وَرُبَّمَا «يَتَكَلَّمُ» بَعْضُ ٱلضُّعَفَاءِ أَوِ ٱلْمَرْضَى رُوحِيًّا «مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ مِثْلَ طَعَنَاتِ ٱلسَّيْفِ».‏ (‏امثال ١٢:‏١٨‏)‏ لكِنَّ ٱلرُّعَاةَ،‏ عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ لَا يَرُدُّونَ بِكَلِمَاتٍ لَاذِعَةٍ أَوْ يَقُومُونَ بَأَعْمَالٍ ٱنْتِقَامِيَّةٍ.‏ بَلْ يُعْرِبُونَ عَنْ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلتَّعَاطُفِ،‏ مِمَّا قَدْ يَعُودُ بِٱلْفَائِدَةِ عَلَى ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏)‏ فَهَلْ تَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلشُّيُوخِ وَتُعْرِبُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ حِينَ تُقَدَّمُ لَكَ ٱلْمَشُورَةُ؟‏

١٩ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه وَيَسُوعَ يُقَدِّرَانِ ٱلْعَمَلَ ٱلدَّؤُوبَ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ آلَافُ ٱلرُّعَاةِ ٱلَّذِينَ يَعْتَنُونَ طَوْعًا بِٱلرَّعِيَّةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ كَمَا أَنَّهُمَا يُكِنَّانِ مَوَدَّةً عَمِيقَةً لِآلَافِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ ٱلَّذِينَ يَدْعَمُونَ ٱلشُّيُوخَ فِي ‹خِدْمَةِ ٱلْقِدِّيسِينَ›.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ فَلِمَاذَا يَتَرَدَّدُ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُعْتَمِدِينَ فِي ٱبْتِغَاءِ هذَا ‹ٱلْعَمَلِ ٱلْحَسَنِ›؟‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ وَكَيْفَ يُدَرِّبُ يَهْوَه ٱلَّذِينَ يُعَيِّنُهُمْ كَرُعَاةٍ؟‏ سَنُنَاقِشُ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُظْهِرُ مِنْ خِلَالِهَا ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَحَبَّةَ لِلرَّعِيَّةِ؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُ لِكُلِّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُعَزِّزُوا ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ؟‏

‏• لِمَاذَا يُعْرِبُ ٱلرُّعَاةُ عَنْ طُولِ ٱلْأَنَاةِ وَٱللُّطْفِ حِينَ يُقَدِّمُونَ ٱلْمَشُورَةَ؟‏

‏• كَيْفَ يُعْرِبُ ٱلشُّيُوخُ عَنِ ٱلصَّلَاحِ وَٱلْإِيمَانِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلشُّيُوخَ إِلَى خِدْمَةِ ٱلْجَمَاعَةِ

‏[الصورتان في الصفحة ١٨]‏

يَقْضِي ٱلشُّيُوخُ أَيْضًا ٱلْوَقْتَ مَعَ عَائِلَاتِهِمْ فِي ٱلِٱسْتِجْمَامِ .‏ .‏ .‏

‏.‏ .‏ .‏ وَٱلْخِدْمَةِ

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

اَلْحِوَارُ ٱلصَّرِيحُ بَيْنَ ٱلشُّيُوخِ يُعَزِّزُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ