الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

خدمة المسيح الملك بولاء

خدمة المسيح الملك بولاء

خِدْمَةُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَلِكِ بِوَلَاءٍ

‏«أُعْطِيَ سُلْطَانًا وَسُمُوًّا وَمَلَكُوتًا،‏ لِتَخْدُمَهُ جَمِيعُ ٱلشُّعُوبِ وَٱلْأُمَمِ وَٱلْأَلْسِنَةِ».‏ —‏ دانيال ٧:‏١٤‏.‏

١،‏ ٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَتَسَلَّمْ سُلْطَةَ ٱلْمَلَكُوتِ كَامِلًا سَنَةَ ٣٣ ب‌م؟‏

أَيُّ حَاكِمٍ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَبْذُلَ حَيَاتَهُ عَنْ رَعَايَاهُ ثُمَّ أَنْ يَعُودَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ لِيَحْكُمَ مَلِكًا مِنْ جَدِيدٍ؟‏ وَأَيُّ مَلِكٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِيَجْعَلَ رَعَايَاهُ يَثِقُونَ بِهِ وَيَكُونُونَ أَوْلِيَاءَ لَهُ ثُمَّ أَنْ يَحْكُمَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ؟‏ اَلشَّخْصُ ٱلْوَحِيدُ ٱلْقَادِرُ عَلَى ذلِكَ وَأُمُورٍ كَثِيرَةٍ أُخْرَى هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏ (‏لوقا ١:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ فَفِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ بَعْدَ مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ وَقِيَامَتِهِ وَصُعُودِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ «جَعَلَهُ [ٱللهُ] رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْجَمَاعَةِ».‏ (‏افسس ١:‏٢٠-‏٢٢؛‏ اعمال ٢:‏٣٢-‏٣٦‏)‏ وَهكَذَا،‏ ٱبْتَدَأَ ٱلْمَسِيحُ يَحْكُمُ وَلكِنْ لَيْسَ بِشَكْلٍ كَامِلٍ.‏ فَأَوَّلُ رَعَايَا لَهُ كَانُوا ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلَّذِينَ شَكَّلُوا إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيَّ،‏ «إِسْرَائِيلَ ٱللهِ».‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٦؛‏ كولوسي ١:‏١٣‏.‏

٢ وَبَعْدَ ٣٠ سَنَةً تَقْرِيبًا مِنْ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ أَكَّدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَتَسَلَّمْ بَعْدُ سُلْطَةَ ٱلْمَلَكُوتِ كَامِلًا،‏ لكِنَّهُ «جَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱللهِ،‏ مُنْتَظِرًا مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ أَنْ يُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْهِ».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ثُمَّ عِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ،‏ شَاهَدَ ٱلرَّسُولُ ٱلْمُسِنُّ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ يَهْوَه يُنَصِّبُ ٱلْمَسِيحَ يَسُوعَ مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُؤَسَّسِ حَدِيثًا.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٥؛‏ ١٢:‏١-‏٥‏)‏ وَنَحْنُ ٱلْعَائِشِينَ ٱلْآنَ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نُرَاجِعَ ٱلْأَدِلَّةَ ٱلْقَاطِعَةَ ٱلَّتِي تُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ ٱبْتَدَأَ يَحْكُمُ كَمَلِكٍ مَسِيَّانِيٍّ فِي ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ١٩١٤.‏ *

٣ (‏أ)‏ أَيُّ وَجْهٍ جَدِيدٍ تَتَضَمَّنُهُ بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٤؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يَجِبُ أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا؟‏

٣ مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٤،‏ تَتَضَمَّنُ بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ وَجْهًا جَدِيدًا مُثِيرًا.‏ فَمُذَّاكَ،‏ يَحْكُمُ ٱلْمَسِيحُ فِعْلِيًّا كَمَلِكٍ لِمَلَكُوتِ ٱللهِ ٱلسَّمَاوِيِّ ‹فِي وَسْطِ أَعْدَائِهِ›.‏ (‏مزمور ١١٠:‏١،‏ ٢؛‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ رؤيا ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ وَفِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْأَرْضِ،‏ يَنْدَفِعُ رَعَايَاهُ ٱلْأَوْلِيَاءُ إِلَى ٱلْإِذْعَانِ لِسُلْطَتِهِ بِٱلِٱشْتِرَاكِ فِي بَرْنَامَجِ تَعْلِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلنِّطَاقِ ٱلَّذِي لَمْ يَكُنْ لَهُ مَثِيلٌ عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ.‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤؛‏ متى ٢٨:‏١٨‏)‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ،‏ «بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ»،‏ يَخْدُمُونَ «سُفَرَاءَ عَنِ ٱلْمَسِيحِ».‏ وَيَدْعَمُهُمْ بِوَلَاءٍ ٱلْحَشْدُ ٱلْمُتَزَايِدُ مِنْ ‹خِرَافِ يَسُوعَ ٱلْأُخَرِ› ٱلَّذِينَ هُمْ مَبْعُوثُونَ لِمَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ (‏متى ١٣:‏٣٨؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏٢٠؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ فَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا إِفْرَادِيًّا؟‏ هَلْ نَعْتَرِفُ شَخْصِيًّا بِسُلْطَةِ ٱلْمَسِيحِ؟‏ هَلْ وَلَاؤُنَا لَهُ رَاسِخٌ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ لِمَلِكٍ يَحْكُمُ فِي ٱلسَّمَاءِ؟‏ قَبْلَ ٱلْإِجَابَةِ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ،‏ لِنُنَاقِشْ أَوَّلًا مَا هِيَ ٱلْأَسْبَابُ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ لِلْمَسِيحِ.‏

مَلِكٌ صِفَاتُهُ تَدْفَعُ رَعَايَاهُ أَنْ يَكُونُوا أَوْلِيَاءَ لَهُ

٤ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ كَمَلِكٍ مُعَيَّنٍ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ؟‏

٤ إِنَّ وَلَاءَنَا لِلْمَسِيحِ نَابِعٌ مِنْ تَقْدِيرِنَا لِمَا فَعَلَهُ وَلِصِفَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ.‏ (‏١ بطرس ١:‏٨‏)‏ فَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ مَلِكًا مُعَيَّنًا وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ أَظْهَرَ عَلَى نِطَاقٍ مُصَغَّرٍ مَا سَيَفْعَلُهُ حِينَ يَحْكُمُ كَمَلِكٍ عَلَى نِطَاقٍ عَالَمِيٍّ فِي وَقْتِ ٱللهِ ٱلْمُعَيَّنِ.‏ فَقَدْ أَطْعَمَ ٱلْجِيَاعَ وَشَفَى ٱلْمَرْضَى وَٱلْعُمْيَ وَٱلْعَاجِزِينَ وَٱلصُّمَّ وَٱلْبُكْمَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ أَعَادَ بَعْضَ ٱلْأَمْوَاتِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏متى ١٥:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ لوقا ٧:‏١١-‏١٦؛‏ يوحنا ٦:‏٥-‏١٣‏)‏ وَمَعْرِفَتُنَا عَنْ حَيَاةِ يَسُوعَ ٱلْأَرْضِيَّةِ تُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلتَّعَرُّفِ بِصِفَاتِهِ كَحَاكِمِ ٱلْأَرْضِ ٱلْمُقْبِلِ،‏ وَخُصُوصًا مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا.‏ (‏مرقس ١:‏٤٠-‏٤٥‏)‏ وَفِي هذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ يُرْوَى أَنَّ نَابُوليُون بُونَابَرْت قَال:‏ «اَلْإِسْكَنْدَرُ،‏ قَيْصَرُ،‏ شَارلُمَانُ،‏ وَأَنَا أَسَّسْنَا إِمْبَرَاطُورِيَّاتٍ،‏ وَلكِنْ عَلَى مَاذَا ٱرْتَكَزَتْ أَعْمَالُ عَبْقَرِيَّتِنَا؟‏ عَلَى ٱلْقُوَّةِ.‏ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَحْدَهُ أَسَّسَ مَلَكُوتَهُ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ،‏ وَفِي هذَا ٱلْيَوْمِ مَلَايِينُ ٱلنَّاسِ يَمُوتُونَ مِنْ أَجْلِهِ».‏

٥ لِمَاذَا ٱجْتَذَبَتْ شَخْصِيَّةُ يَسُوعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

٥ وَلِأَنَّ يَسُوعَ كَانَ وَدِيعًا وَمُتَّضِعَ ٱلْقَلْبِ،‏ فَقَدْ جَلَبَتْ تَعَالِيمُهُ ٱلْبَنَّاءَةُ وَشَخْصِيَّتُهُ ٱللَّطِيفَةُ ٱلِٱنْتِعَاشَ لِلَّذِينَ تُثْقِلُ كَاهِلَهُمُ ٱلضُّغُوطُ وَٱلْأَعْبَاءُ.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ فَكَانَ ٱلْأَوْلَادُ يَقْتَرِبُونَ إِلَيْهِ بِسُهُولَةٍ،‏ وَٱنْدَفَعَ ٱلرِّجَالُ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ ذَوُو ٱلتَّمْيِيزِ إِلَى ٱلصَّيْرُورَةِ تَلَامِيذَ لَهُ.‏ (‏متى ٤:‏١٨-‏٢٢؛‏ مرقس ١٠:‏١٣-‏١٦‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلنِّسَاءَ ٱلتَّقِيَّاتِ صِرْنَ مِنْ أَتْبَاعِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ بِسَبَبِ مُرَاعَاتِهِ لِمَشَاعِرِهِنَّ وَٱحْتِرَامِهِ لَهُنَّ،‏ إِذْ ضَحَّى بَعْضُهُنَّ بِٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ لِلِٱهْتِمَامِ بِحَاجَاتِهِ وَهُوَ يَقُومُ بِٱلْخِدْمَةِ.‏ —‏ لوقا ٨:‏١-‏٣‏.‏

٦ أَيَّةُ مَشَاعِرَ رَقِيقَةٍ أَظْهَرَهَا يَسُوعُ عِنْدَمَا مَاتَ لعَازَر؟‏

٦ أَظْهَرَ ٱلْمَسِيحُ مَشَاعِرَهُ ٱلرَّقِيقَةَ ٱلْعَمِيقَةَ عِنْدَمَا مَاتَ صَدِيقُهُ ٱلْعَزِيزُ لعَازَر.‏ فَحُزْنُ مَرْيَمَ وَمَرْثَا ٱلشَّدِيدُ مَسَّهُ فِي ٱلصَّمِيمِ حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ مَنْعَ نَفْسِهِ مِنَ ٱلْأَنِينِ وَ «ذَرْفِ ٱلدُّمُوعِ».‏ فَقَدِ «ٱضْطَرَبَ» مِنْ جَرَّاءِ ٱلْأَلَمِ وَٱلْأَسَى ٱلشَّدِيدَيْنِ رَغْمَ مَعْرِفَتِهِ أَنَّهُ سَيُعِيدُ لعَازَرَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ بَعْدَئِذٍ،‏ دَفَعَتِ ٱلْمَحَبَّةُ وَٱلرَّأْفَةُ يَسُوعَ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ قُدْرَتِهِ ٱلَّتِي مَنَحَهُ إِيَّاهَا ٱللهُ لِإِقَامَةِ لعَازَرَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏ —‏ يوحنا ١١:‏١١-‏١٥،‏ ٣٣-‏٣٥،‏ ٣٨-‏٤٤‏.‏

٧ لِمَاذَا يَسْتَحِقُّ يَسُوعُ وَلَاءَنَا؟‏ (‏انظر ايضا الاطار في الصفحة ٣١.‏)‏

٧ كَمْ تَدْفَعُنَا مَحَبَّةُ يَسُوعَ ٱلْكَبِيرَةُ لِمَا هُوَ صَائِبٌ وَمَقْتُهُ لِلرِّيَاءِ وَٱلشَّرِّ إِلَى ٱحْتِرَامِهِ وَتَوْقِيرِهِ!‏ فَقَدِ ٱتَّخَذَ مَرَّتَيْنِ إِجْرَاءً يَنِمُّ عَنِ ٱلْجُرْأَةِ لِتَطْهِيرِ ٱلْهَيْكَلِ مِنَ ٱلتُّجَّارِ ٱلْجَشِعِينَ.‏ (‏متى ٢١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ يوحنا ٢:‏١٤-‏١٧‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ تَعَرَّضَ يَسُوعُ عِنْدَمَا كَانَ إِنْسَانًا عَلَى ٱلْأَرْضِ لِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلشَّدَائِدِ،‏ وَبِذلِكَ ٱخْتَبَرَ ٱلضُّغُوطَ وَٱلشَّدَائِدَ نَفْسَهَا ٱلَّتِي نَخْتَبِرُهَا نَحْنُ.‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧-‏٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ ٱخْتَبَرَ شَخْصِيًّا كَيْفَ يَشْعُرُ مَنْ يَقَعُ ضَحِيَّةَ ٱلْبُغْضِ وَٱلظُّلْمِ.‏ (‏يوحنا ٥:‏١٥-‏١٨؛‏ ١١:‏٥٣،‏ ٥٤؛‏ ١٨:‏٣٨–‏١٩:‏١٦‏)‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ وَاجَهَ بِبَسَالَةٍ ٱلْمَوْتَ ٱلْوَحْشِيَّ مِنْ أَجْلِ إِتْمَامِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ وَمَنْحِ رَعَايَاهُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ أَفَلَا تَدْفَعُكَ صِفَاتُ ٱلْمَسِيحِ هذِهِ إِلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي خِدْمَتِهِ بِوَلَاءٍ؟‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٨؛‏ رؤيا ٥:‏٦-‏١٠‏)‏ وَلكِنْ مَا هُوَ ٱلْمَطْلُوبُ لِيَكُونَ ٱلْمَرْءُ مِنْ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَلِكِ؟‏

اَلْمُؤَهِّلَاتُ لِلصَّيْرُورَةِ مِنْ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ

٨ مَا هُوَ ٱلْمَطْلُوبُ لِيَكُونَ ٱلْمَرْءُ مِنْ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ؟‏

٨ لِإِيضَاحِ ٱلنُّقْطَةِ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلتَّالِي.‏ عَادَةً،‏ تَتَطَلَّبُ ٱلصَّيْرُورَةُ مُوَاطِنًا فِي بَلَدٍ آخَرَ بُلُوغَ بَعْضِ ٱلْمَطَالِبِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ.‏ فَقَدْ يُطْلَبُ مِمَّنْ يُرِيدُ ٱلصَّيْرُورَةَ مُوَاطِنًا أَنْ يَكُونَ مُسْتَقِيمًا وَيَسْتَوْفِيَ ٱلشُّرُوطَ ٱلصِّحِّيَّةَ ٱلْمَطْلُوبَةَ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يُحَافِظَ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ عَلَى مَقَايِيسَ أَدَبِيَّةٍ سَامِيَةٍ وَصِحَّةٍ رُوحِيَّةٍ جَيِّدَةٍ.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١؛‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢٣‏.‏

٩ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا أَوْلِيَاءُ لِلْمَسِيحِ؟‏

٩ وَيَشْتَرِطُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا مَطْلَبًا مُحِقًّا:‏ أَنْ يَكُونَ رَعَايَاهُ أَوْلِيَاءَ لَهُ وَلِمَلَكُوتِهِ.‏ وَهُمْ يُظْهِرُونَ هذَا ٱلْوَلَاءَ بِعَيْشِهِمْ بِمُقْتَضَى مَا عَلَّمَهُ حِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَمَلِكٍ مُعَيَّنٍ.‏ مَثَلًا،‏ إِنَّهُمْ يَضَعُونَ مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ وَمَشِيئَةَ ٱللهِ قَبْلَ ٱلِٱهْتِمَامَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ (‏متى ٦:‏٣١-‏٣٤‏)‏ كَمَا أَنَّهُمْ يُحَاوِلُونَ جَاهِدِينَ أَنْ يَعْكِسُوا شَخْصِيَّةً شَبِيهَةً بِشَخْصِيَّةِ ٱلْمَسِيحِ حَتَّى فِي أَصْعَبِ ٱلظُّرُوفِ.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يَقْتَدِي رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ بِمِثَالِهِ بِأَخْذِ ٱلْمُبَادَرَةِ فِي فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ لِلْآخَرِينَ.‏ —‏ متى ٧:‏١٢؛‏ يوحنا ١٣:‏٣-‏١٧‏.‏

١٠ كَيْفَ يُمْكِنُ إِظْهَارُ ٱلْوَلَاءِ لِلْمَسِيحِ فِي (‏أ)‏ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ (‏ب)‏ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١٠ يُظْهِرُ أَتْبَاعُ يَسُوعَ أَيْضًا وَلَاءَهُمْ لَهُ بِعَكْسِهِمْ صِفَاتِهِ ضِمْنَ ٱلدَّائِرَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ يُظْهِرُ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْوَلَاءَ لِمَلِكِهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ بِٱقْتِدَائِهِمْ بِٱلْمَسِيحِ فِي مُعَامَلَتِهِمْ لِزَوْجَاتِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ.‏ (‏افسس ٥:‏٢٥،‏ ٢٨-‏٣٠؛‏ ٦:‏٤؛‏ ١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ وَتُظْهِرُ ٱلنِّسَاءُ ٱلْوَلَاءَ لِلْمَسِيحِ بِسُلُوكِهِنَّ ٱلْعَفِيفِ وَإِعْرَابِهِنَّ عَنِ «ٱلرُّوحِ ٱلْهَادِئِ وَٱلْوَدِيعِ».‏ (‏١ بطرس ٣:‏١-‏٤؛‏ افسس ٥:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ وَيُظْهِرُ ٱلْأَوْلَادُ وَلَاءَهُمْ لِلْمَسِيحِ حِينَ يَقْتَدُونَ بِمِثَالِهِ فِي ٱلطَّاعَةِ.‏ فَيَسُوعُ بَقِيَ فِي حَدَاثَتِهِ خَاضِعًا لِوَالِدَيْهِ رَغْمَ أَنَّهُمَا كَانَا نَاقِصَيْنِ.‏ (‏لوقا ٢:‏٥١،‏ ٥٢؛‏ افسس ٦:‏١‏)‏ كَمَا أَنَّ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ يَسْعَوْنَ بِوَلَاءٍ أَنْ يَقْتَدُوا بِهِ بِكَوْنِهِمْ «مُتَعَاطِفِينَ،‏ ذَوِي مَوَدَّةٍ أَخَوِيَّةٍ وَحَنَانٍ».‏ وَهُمْ يُجَاهِدُونَ لِيَكُونُوا كَٱلْمَسِيحِ ‹مُتَوَاضِعِي ٱلْعَقْلِ،‏ لَا يَرُدُّونَ ٱلْأَذِيَّةَ بِٱلْأَذِيَّةِ أَوِ ٱلشَّتْمَ بِٱلشَّتْمِ›.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏١‏.‏

رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ يُطِيعُونَ شَرِيعَتَهُ

١١ أَيَّةُ شَرِيعَتَيْنِ يُطِيعُهُمَا رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ؟‏

١١ تَمَامًا كَمَا أَنَّ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَصِيرُوا مُوَاطِنِينَ فِي بَلَدٍ مَا يُطِيعُونَ قَوَانِينَ وَطَنِهِمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ يُطِيعُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ «شَرِيعَةَ ٱلْمَسِيحِ» بِٱلْعَيْشِ بِمُقْتَضَى مَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ وَأَوْصَى بِهِ.‏ (‏غلاطية ٦:‏٢‏)‏ وَهُمْ يُطِيعُونَ بِٱلْأَخَصِّ «ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ»:‏ شَرِيعَةَ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ (‏يعقوب ٢:‏٨‏)‏ فَمَاذَا تَشْمُلُ هَاتَانِ ٱلشَّرِيعَتَانِ؟‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ نُطِيعُ بِوَلَاءٍ «شَرِيعَةَ ٱلْمَسِيحِ»؟‏

١٢ لَا يَخْلُو رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلنَّقَائِصِ وَٱلضَّعَفَاتِ.‏ (‏روما ٣:‏٢٣‏)‏ لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُدَاوِمُوا عَلَى تَنْمِيَةِ ‹ٱلْمَوَدَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ ٱلْعَدِيمَةِ ٱلرِّيَاءِ لِكَيْ يُحِبُّوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَحَبَّةً شَدِيدَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ›.‏ (‏١ بطرس ١:‏٢٢‏)‏ وَ «إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ»،‏ يُطَبِّقُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِوَلَاءٍ شَرِيعَةَ ٱلْمَسِيحِ ‹بِٱسْتِمْرَارِهِمْ فِي تَحَمُّلِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا وَمُسَامَحَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا›.‏ وَإِطَاعَةُ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ تُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلتَّغَاضِي عَنِ ٱلنَّقَائِصِ وَإِيجَادِ أَسْبَابٍ لِمَحَبَّةِ وَاحِدِهِمِ ٱلْآخَرَ.‏ أَفَلَسْتَ شَاكِرًا لِأَنَّكَ مُحَاطٌ بِأَشْخَاصٍ يَلْبَسُونَ ٱلْمَحَبَّةَ،‏ ‹رِبَاطَ ٱلْوَحْدَةِ ٱلْكَامِلَ›،‏ وَذلِكَ إِعْرَابًا عَنِ ٱلْإِذْعَانِ بِوَلَاءٍ لِمَلِكِنَا ٱلْمُحِبِّ؟‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

١٣ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي جَسَّدَهَا تَتَخَطَّى ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي يُظْهِرُهَا ٱلنَّاسُ عُمُومًا وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فَإِنْ أَحْبَبْنَا فَقَطِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَنَا،‏ فَلَسْنَا نَفْعَلُ ‹شَيْئًا يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ›.‏ وَفِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ تَكُونُ مَحَبَّتُنَا نَاقِصَةً وَفِيهَا عَيْبٌ.‏ لِذلِكَ حَثَّنَا يَسُوعُ أَنْ نَقْتَدِيَ بِمَحَبَّةِ أَبِيهِ بِإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى مَبْدَإٍ حَتَّى لِأَعْدَائِنَا ٱلَّذِينَ يُبْغِضُونَنَا وَيَضْطَهِدُونَنَا.‏ (‏متى ٥:‏٤٦-‏٤٨‏)‏ وَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ تَدْفَعُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ أَيْضًا إِلَى ٱلْمُثَابَرَةِ بِوَلَاءٍ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِهِمِ ٱلرَّئِيسِيِّ.‏ فَمَا هُوَ؟‏

وَلَاءُ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ

١٤ لِمَاذَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟‏

١٤ لَدَى رَعَايَا مَلَكُوتِ ٱللهِ ٱلْآنَ عَمَلٌ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ:‏ تَأْدِيَةُ «شَهَادَةٍ كَامِلَةٍ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ».‏ (‏اعمال ٢٨:‏٢٣‏)‏ وَٱلْقِيَامُ بِهذَا ٱلْعَمَلِ حَيَوِيٌّ لِأَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ سَيُبَرِّئُ سُلْطَانَ يَهْوَه ٱلْكَوْنِيَّ.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٤-‏٢٨‏)‏ وَعِنْدَمَا نَكْرِزُ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ نُعْطِي ٱلسَّامِعِينَ فُرْصَةَ ٱلصَّيْرُورَةِ مِنْ رَعَايَا مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ كَمَا أَنَّ تَجَاوُبَ ٱلنَّاسِ مَعَ هذِهِ ٱلرِّسَالَةِ هُوَ ٱلْمِحَكُّ ٱلَّذِي يَدِينُ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمَلِكُ ٱلْبَشَرَ عَلَى أَسَاسِهِ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏١٠‏)‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ ٱلَّتِي نُظْهِرُ مِنْ خِلَالِهَا وَلَاءَنَا لِلْمَسِيحِ هِيَ إِطَاعَةُ وَصِيَّتِهِ بِأَنْ نُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏.‏

١٥ لِمَاذَا وَلَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ هُوَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ؟‏

١٥ طَبْعًا،‏ لَا يَأْلُو ٱلشَّيْطَانُ جُهْدًا لِمُقَاوَمَةِ ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ،‏ وَٱلْحُكَّامُ ٱلْبَشَرُ لَا يَعْتَرِفُونَ بِسُلْطَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّتِي مَنَحَهُ إِيَّاهَا ٱللهُ.‏ (‏مزمور ٢:‏١-‏٣،‏ ٦-‏٨‏)‏ لِذلِكَ حَذَّرَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ:‏ «لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.‏ إِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ أَيْضًا».‏ (‏يوحنا ١٥:‏٢٠‏)‏ فَأَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ يَخُوضُونَ حَرْبًا رُوحِيَّةً تَضَعُ وَلَاءَهُمْ عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٠:‏٣-‏٥؛‏ افسس ٦:‏١٠-‏١٢‏.‏

١٦ كَيْفَ يُوفِي رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ «مَا للهِ للهِ»؟‏

١٦ إِلَّا أَنَّ رَعَايَا مَلَكُوتِ ٱللهِ يَبْقَوْنَ أَوْلِيَاءَ لِمَلِكِهِمْ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ وَيُظْهِرُونَ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱلِٱحْتِرَامَ لِلسُّلُطَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ (‏تيطس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «أَوْفُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ،‏ وَمَا للهِ للهِ».‏ (‏مرقس ١٢:‏١٣-‏١٧‏)‏ فَرَعَايَا ٱلْمَسِيحِ يُطِيعُونَ قَوَانِينَ ٱلْحُكُومَةِ ٱلَّتِي لَا تَتَعَارَضُ مَعَ شَرَائِعِ ٱللهِ.‏ (‏روما ١٣:‏١-‏٧‏)‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا تَجَاهَلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْيَهُودِيَّةُ ٱلْعُلْيَا شَرَائِعَ ٱللهِ بِٱلطَّلَبِ مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ أَنْ يَتَوَقَّفُوا عَنِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ قَالُوا بِحَزْمٍ إِنَّمَا بِٱحْتِرَامٍ إِنَّ عَلَيْهِمْ ‹إِطَاعَةَ ٱللهِ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسِ›.‏ —‏ اعمال ١:‏٨؛‏ ٥:‏٢٧-‏٣٢‏.‏

١٧ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا مُوَاجَهَةُ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْوَلَاءِ بِشَجَاعَةٍ؟‏

١٧ لَا شَكَّ أَنَّ بَقَاءَ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ أَوْلِيَاءَ لِمَلِكِهِمْ فِي وَجْهِ ٱلِٱضْطِهَادِ يَتَطَلَّبُ مِنْهُمْ شَجَاعَةً كَبِيرَةً.‏ لكِنَّ يَسُوعَ قَالَ:‏ «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى عَيَّرُوكُمْ وَٱضْطَهَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ شَتَّى ٱلشُّرُورِ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ.‏ اِفْرَحُوا وَٱطْفِرُوا مِنَ ٱلْفَرَحِ،‏ لِأَنَّ مُكَافَأَتَكُمْ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏متى ٥:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وَقَدْ لَمَسَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ صِحَّةَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ.‏ فَحَتَّى حِينَ جُلِدُوا بِسَبَبِ ٱسْتِمْرَارِهِمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ ذَهَبُوا فَرِحِينَ «لِأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَحِقِّينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ.‏ وَكَانُوا لَا يَنْفَكُّونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏اعمال ٥:‏٤١،‏ ٤٢‏)‏ أَنْتَ أَيْضًا تَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ لِأَنَّكَ تُظْهِرُ ٱلْوَلَاءَ نَفْسَهُ حِينَ تَحْتَمِلُ ٱلْمَشَقَّاتِ،‏ ٱلْمَرَضَ،‏ فِقْدَانَ أَحَدِ أَحِبَّائِكَ،‏ أَوِ ٱلْمُقَاوَمَةَ.‏ —‏ روما ٥:‏٣-‏٥؛‏ عبرانيين ١٣:‏٦‏.‏

١٨ عَلَامَ تَدُلُّ كَلِمَاتُ يَسُوعَ إِلَى بنطيوس بيلاطس؟‏

١٨ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ لَا يَزَالُ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَمَلِكٍ مُعَيَّنٍ،‏ أَوْضَحَ لِلْحَاكِمِ ٱلرُّومَانِيِّ بنطيوس بيلاطس:‏ «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏ لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ،‏ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْلَا أُسَلَّمَ إِلَى ٱلْيَهُودِ.‏ وَلٰكِنَّ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا».‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٦‏)‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ لَا يَحْمِلُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلسِّلَاحَ أَوْ يُؤَيِّدُونَ جَانِبًا مُعَيَّنًا فِي أَيِّ نِزَاعٍ بَشَرِيٍّ.‏ فَوَلَاؤُهُمْ ‹لِرَئِيسِ ٱلسَّلَامِ› يَدْفَعُهُمْ إِلَى ٱلْبَقَاءِ حِيَادِيِّينَ تَمَامًا فِي صِرَاعَاتِ هذَا ٱلْعَالَمِ.‏ —‏ اشعيا ٢:‏٢-‏٤؛‏ ٩:‏٦،‏ ٧‏.‏

مُكَافَآتٌ أَبَدِيَّةٌ لِلرَّعَايَا ٱلْأَوْلِياءِ

١٩ لِمَاذَا يُمْكِنُ لِرَعَايَا ٱلْمَسِيحِ أَنْ يَتَطَلَّعُوا إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِثِقَةٍ؟‏

١٩ إِنَّ ٱلرَّعَايَا ٱلْأَوْلِيَاءَ لِلْمَسِيحِ،‏ «مَلِكِ ٱلْمُلُوكِ»،‏ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِثِقَةٍ.‏ فَهُمْ يَتُوقُونَ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلْوَشِيكِ ٱلَّذِي سَيُعْرِبُ فِيهِ عَنْ سُلْطَتِهِ ٱلْمَلَكِيَّةِ ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللهِ.‏ (‏رؤيا ١٩:‏١١–‏٢٠:‏٣؛‏ متى ٢٤:‏٣٠‏)‏ فَٱلْبَقِيَّةُ مِنْ ‹بَنِي ٱلْمَلَكُوتِ› ٱلْأَوْلِيَاءِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ يَتَرَقَّبُونَ نَيْلَهُمُ ٱلْمِيرَاثَ ٱلثَّمِينَ أَنْ يَكُونُوا مُلُوكًا مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏متى ١٣:‏٣٨؛‏ لوقا ١٢:‏٣٢‏)‏ وَيَنْتَظِرُ ‹خِرَافُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُخَرُ› ٱلْأَوْلِيَاءُ أَنْ يُعْلِنَ مَلِكُهُمْ رِضَاهُ عَلَيْهِمْ،‏ قَائِلًا:‏ «تَعَالَوْا،‏ يَا مُبَارَكِي أَبِي،‏ رِثُوا ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمُهَيَّأَ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ».‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ متى ٢٥:‏٣٤‏)‏ لِذلِكَ فَلْيُصَمِّمْ كُلُّ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي خِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَلِكِ بِوَلَاءٍ.‏

‏[الحاشية]‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• لِمَاذَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَسِيحُ وَلَاءَنَا؟‏

‏• كَيْفَ يُظْهِرُ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ وَلَاءَهُمْ لَهُ؟‏

‏• لِمَاذَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ لِلْمَسِيحِ ٱلْمَلِكِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ٣١]‏

صِفَاتٌ بَارِزَةٌ أُخْرَى يَتَحَلَّى بِهَا ٱلْمَسِيحُ

عَدَمُ ٱلْمُحَابَاةِ ‏—‏ يوحنا ٤:‏٧-‏٣٠‏.‏

اَلرَّأْفَةُ ‏—‏ متى ٩:‏٣٥-‏٣٨؛‏ ١٢:‏١٨-‏٢١؛‏ مرقس ٦:‏٣٠-‏٣٤‏.‏

مَحَبَّةُ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ‏—‏ يوحنا ١٣:‏١؛‏ ١٥:‏١٢-‏١٥‏.‏

اَلْوَلَاءُ ‏—‏ متى ٤:‏١-‏١١؛‏ ٢٨:‏٢٠؛‏ مرقس ١١:‏١٥-‏١٨‏.‏

اَلتَّعَاطُفُ ‏—‏ مرقس ٧:‏٣٢-‏٣٥؛‏ لوقا ٧:‏١١-‏١٥؛‏ عبرانيين ٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

اَلتَّعَقُّلُ ‏—‏ متى ١٥:‏٢١-‏٢٨‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

نُذْعِنُ ‹لِشَرِيعَةِ ٱلْمَسِيحِ› بِوَلَاءٍ بِإِظْهَارِنَا ٱلْمَحَبَّةَ وَاحِدِنَا لِلْآخَرِ

‏[الصور في الصفحة ٣١]‏

هَلْ تَدْفَعُكَ صِفَاتُ ٱلْمَسِيحِ إِلَى خِدْمَتِهِ بِوَلَاءٍ؟‏