الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه يدرِّب رعاة للاعتناء برعيته

يهوه يدرِّب رعاة للاعتناء برعيته

يَهْوَه يُدَرِّبُ رُعَاةً لِلِٱعْتِنَاءِ بِرَعِيَّتِهِ

‏«يَهْوَهُ يُعْطِي ٱلْحِكْمَةَ،‏ وَمِنْ فَمِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ وَٱلتَّمْيِيزُ».‏ —‏ امثال ٢:‏٦‏.‏

١،‏ ٢ لِمَاذَا يَبْتَغِي ٱلذُّكُورُ ٱلْمُعْتَمِدُونَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

‏«كُنْتُ سَعِيدًا جِدًّا عِنْدَمَا عُيِّنْتُ شَيْخًا».‏ هكَذَا كَانَ شُعُورُ نيك ٱلَّذِي يَخْدُمُ نَاظِرًا مُنْذُ سَبْعِ سَنَوَاتٍ.‏ وَتَابَعَ قَائِلًا:‏ «اِعْتَبَرْتُ هذَا ٱلِٱمْتِيَازَ فُرْصَةً لِتَوْسِيعِ خِدْمَتِي لِيَهْوَه.‏ وَشَعَرْتُ أَنَّنِي أَدِينُ لَهُ بِٱلشُّكْرِ عَلَى كُلِّ مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِي.‏ كَمَا أَرَدْتُ أَنْ أُسَاعِدَ أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ،‏ أَنْ أُسَاعِدَهُمْ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي سَاعَدَنِي بِهَا ٱلشُّيُوخُ ٱلْآخَرُونَ».‏ لكِنَّ فَرَحَهُ هذَا كَانَ مَشُوبًا بِبَعْضِ ٱلْقَلَقِ.‏ يُوضِحُ نيك:‏ «بِمَا أَنَّنِي كُنْتُ فِي أَوَاخِرِ عِشْرِينَاتِي عِنْدَمَا عُيِّنْتُ،‏ فَقَدْ كُنْتُ قَلِقًا بِشَأْنِ عَدَمِ ٱمْتِلَاكِي ٱلصِّفَاتِ ٱللَّازِمَةَ،‏ مِثْلَ ٱلتَّمْيِيزِ وَٱلْحِكْمَةِ،‏ لِرِعَايَةِ ٱلْجَمَاعَةِ بِفَعَّالِيَّةٍ».‏

٢ هُنَالِكَ أَسْبَابٌ عَدِيدَةٌ تَجْعَلُ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ يَهْوَه لِلِٱعْتِنَاءِ بِرَعِيَّتِهِ سُعَدَاءَ.‏ وَقَدْ ذَكَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلشُّيُوخَ فِي أَفَسس بِأَحَدِهَا حِينَ ٱقْتَبَسَ قَوْلَ يَسُوعَ:‏ «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ وَٱلْخِدْمَةُ كَخَادِمٍ مُسَاعِدٍ أَوْ شَيْخٍ تُزَوِّدُ ٱلذُّكُورَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ مَجَالَاتٍ إِضَافِيَّةً لِتَقْدِيمِ ٱلْعَطَاءِ لِيَهْوَه وَٱلْجَمَاعَةِ.‏ مَثَلًا،‏ يُعَاوِنُ ٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ ٱلشُّيُوخَ وَيَقُومُونَ بِعِدَّةِ تَعْيِينَاتٍ ضَرُورِيَّةٍ أُخْرَى تَتَطَلَّبُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَٱلْمَحَبَّةُ للهِ وَٱلْقَرِيبِ هِيَ ٱلَّتِي تَدْفَعُ هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ إِلَى تَقْدِيمِ هذِهِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْقَيِّمَةِ.‏ —‏ مرقس ١٢:‏٣٠،‏ ٣١‏.‏

٣ لِمَاذَا قَدْ يَتَرَدَّدُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱبْتِغَاءِ ٱمْتِيَازَاتٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

٣ قَدْ يَتَرَدَّدُ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱبْتِغَاءِ ٱلِٱمْتِيَازِ أَنْ يَكُونُوا خُدَّامًا مُسَاعِدِينَ ثُمَّ شُيُوخًا لِأَنَّهُمْ يَشْعُرُونَ بِعَدَمِ ٱلْكَفَاءَةِ وَيَقْلَقُونَ،‏ مِثْلَ نيك،‏ بِشَأْنِ ٱفْتِقَارِهِمْ إِلَى ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِيَكُونُوا رُعَاةً فَعَّالِينَ.‏ فَهَلْ تَنْتَابُكَ أَنْتَ أَيْضًا هذِهِ ٱلْمَشَاعِرُ؟‏ إِنَّ قَلَقَكَ مُبَرَّرٌ.‏ فَيَهْوَه يُحَمِّلُ ٱلرُّعَاةَ ٱلْمُعَيَّنِينَ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُعَامِلُونَ بِهَا ٱلرَّعِيَّةَ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «كُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطَالَبُ بِكَثِيرٍ،‏ وَمَنْ عَهِدُوا إِلَيْهِ بِكَثِيرٍ يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ مِنَ ٱلْمُعْتَادِ».‏ —‏ لوقا ١٢:‏٤٨‏.‏

٤ كَيْفَ يُسَاعِدُ يَهْوَه ٱلَّذِينَ يُعَيِّنُهُمْ لِلِٱعْتِنَاءِ بِخِرَافِهِ؟‏

٤ وَلكِنْ هَلْ يَتَوَقَّعُ يَهْوَه مِنَ ٱلَّذِينَ يُعَيِّنُهُمْ خُدَّامًا وَشُيُوخًا أَنْ يَحْمِلُوا هذَا ٱلْحِمْلَ وَحْدَهُمْ؟‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ فَهُوَ يُزَوِّدُهُمْ بِمُسَاعَدَةٍ عَمَلِيَّةٍ تُمَكِّنُهُمْ مِنْ تَوَلِّي مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ بِنَجَاح.‏ فَكَمَا نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ يَمْنَحُهُمْ يَهْوَه رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ،‏ ٱلَّذِي يُسَاعِدُهُمْ ثَمَرُهُ عَلَى ٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلْخِرَافِ بِرِقَّةٍ.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨؛‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَعِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يَمْنَحُهُمْ يَهْوَه ٱلْحِكْمَةَ،‏ ٱلْمَعْرِفَةَ،‏ وَٱلتَّمْيِيزَ.‏ (‏امثال ٢:‏٦‏)‏ فَكَيْفَ يَفْعَلُ ذلِكَ؟‏ لِنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَ طَرَائِقَ يُدَرِّبُ يَهْوَه بِوَاسِطَتِهَا ٱلَّذِينَ يُعَيِّنُهُمْ لِلِٱعْتِنَاءِ بِخِرَافِهِ.‏

اَلتَّدْرِيبُ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّعَاةِ ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ

٥ لِمَاذَا كَانَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا رَاعِيَيْنِ فَعَّالَيْنِ؟‏

٥ عِنْدَمَا مَثَلَ ٱلرَّسُولَانِ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ ٱعْتَبَرَهُمَا ٱلْقُضَاةُ ٱلَّذِينَ يُعَدُّونَ حُكَمَاءَ فِي ٱلْعَالَمِ أَنَّهُمَا «غَيْرُ مُتَعَلِّمَيْنِ وَعَامِّيَّانِ».‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمَا كَانَا يَعْرِفَانِ ٱلْقِرَاءَةَ وَٱلْكِتَابَةَ،‏ لكِنَّهُمَا لَمْ يَتَلَقَّيَا ٱلتَّدْرِيبَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عَلَى يَدِ ٱلرَّبَّانِيِّينَ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ كَانَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا وَٱلرُّسُلُ ٱلْآخَرُونَ مُعَلِّمِينَ فَعَّالِينَ،‏ إِذْ دَفَعُوا كَثِيرِينَ مِنْ مُسْتَمِعِيهِمْ إِلَى ٱلصَّيْرُورَةِ مُؤْمِنِينَ.‏ فَكَيْفَ صَارَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْعَامِّيُّونَ مُعَلِّمِينَ بَارِعِينَ؟‏ بَعْدَ ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا،‏ عَرَفَ قُضَاةُ ٱلْمَحْكَمَةِ «أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ».‏ (‏اعمال ٤:‏١-‏٤،‏ ١٣‏)‏ لَقَدْ نَالَ هذَانِ ٱلرَّسُولَانِ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ.‏ (‏اعمال ١:‏٨‏)‏ وَلكِنْ كَانَ وَاضِحًا أَيْضًا،‏ حَتَّى لِأُولئِكَ ٱلْقُضَاةِ ٱلْعُمْيَانِ رُوحِيًّا،‏ أَنَّهُمَا نَالَا ٱلتَّدْرِيبَ مِنْ يَسُوعَ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ لَمْ يُعَلِّمِ ٱلرُّسُلَ أَنْ يَجْمَعُوا ٱلْخِرَافَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ عَلَّمَهُمْ أَيْضًا كَيْفَ يَهْتَمُّونَ بِهِمْ عِنْدَمَا يَنْضَمُّونَ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ.‏ —‏ متى ١١:‏٢٩؛‏ ٢٠:‏٢٤-‏٢٨؛‏ ١ بطرس ٥:‏٤‏.‏

٦ أَيُّ مِثَالٍ فِي تَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ رَسَمَهُ يَسُوعُ وَبُولُسُ؟‏

٦ اِسْتَمَرَّ يَسُوعُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ فِي تَدْرِيبِ ٱلْمُعَيَّنِينَ رُعَاةً.‏ (‏رؤيا ١:‏١؛‏ ٢:‏١–‏٣:‏٢٢‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ ٱخْتَارَ هُوَ بِنَفْسِهِ بُولُسَ وَأَشْرَفَ عَلَى تَدْرِيبِهِ.‏ (‏اعمال ٢٢:‏٦-‏١٠‏)‏ وَقَدْ قَدَّرَ بُولُسُ ٱلتَّدْرِيبَ ٱلَّذِي تَلَقَّاهُ وَنَقَلَ مَا تَعَلَّمَهُ إِلَى شُيُوخٍ آخَرِينَ.‏ (‏اعمال ٢٠:‏١٧-‏٣٥‏)‏ مَثَلًا،‏ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ فِي تَدْرِيبِ تِيمُوثَاوُسَ لِيَصِيرَ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ «عَامِلًا لَيْسَ عَلَيْهِ مَا يُخْجَلُ مِنْهُ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١٥‏)‏ وَهذَا مَا أَدَّى إِلَى قِيَامِ صَدَاقَةٍ مَتِينَةٍ بَيْنَهُمَا.‏ كَتَبَ بُولُسُ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ عَنْ تِيمُوثَاوُسَ:‏ «كَوَلَدٍ مَعَ أَبٍ خَدَمَ مَعِي عَبْدًا فِي سَبِيلِ تَقَدُّمِ ٱلْبِشَارَةِ».‏ (‏فيلبي ٢:‏٢٢‏)‏ فَبُولُسُ لَمْ يَسْعَ إِلَى جَعْلِ تِيمُوثَاوُسَ أَوْ أَيِّ شَخْصٍ آخَرَ تِلْمِيذًا لَهُ،‏ بَلْ شَجَّعَ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ:‏ «كُونُوا مُقْتَدِينَ بِي،‏ كَمَا أَنَا بِٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏١‏.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ مَا هِيَ ٱلنَّتَائِجُ ٱلْإِيجَابِيَّةُ ٱلَّتِي يَحْصُدُهَا ٱلشُّيُوخُ حِينَ يَقْتَدُونَ بِيَسُوعَ وَبُولُسَ؟‏ (‏ب)‏ مَتَى يَنْبَغِي أَنْ يَبْدَأَ ٱلشُّيُوخُ بِتَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ وَٱلشُّيُوخِ ٱلْمُحْتَمَلِينَ؟‏

٧ اِقْتِدَاءً بِيَسُوعَ وَبُولُسَ،‏ يَأْخُذُ ٱلرُّعَاةُ ذَوُو ٱلْخِبْرَةِ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي تَدْرِيبِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُعْتَمِدِينَ وَيَحْصُدُونَ هُمْ أَيْضًا نَتَائِجَ إِيجَابِيَّةً.‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا ٱخْتِبَارَ تشاد ٱلَّذِي تَرَعْرَعَ فِي بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ دِينِيًّا وَعُيِّنَ مُؤَخَّرًا لِيَخْدُمَ شَيْخًا.‏ يَقُولُ تشاد:‏ «عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ سَاعَدَنِي عِدَّةُ شُيُوخٍ ذَوِي خِبْرَةٍ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا.‏ فَلِأَنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا،‏ أَظْهَرَ هؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخُ ٱهْتِمَامًا خُصُوصِيًّا بِي وَصَارُوا آبَاءً رُوحِيِّينَ لِي.‏ فَقَدْ صَرَفُوا ٱلْوَقْتَ لِتَدْرِيبِي فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَلَاحِقًا،‏ دَرَّبَنِي وَاحِدٌ مِنْهُمْ بِشَكْلٍ خَاصٍّ عَلَى ٱلْقِيامِ بِٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْجَمَاعِيَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تُعَيَّنُ لِي».‏

٨ يُظْهِرُ ٱخْتِبَارُ تشاد أَنَّ ٱلرُّعَاةَ ٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلتَّمْيِيزِ يَبْدَأُونَ بِتَدْرِيبِ ٱلْأَشْخَاصِ قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنْ تَأَهُّلِهِمْ لِيَصِيرُوا خُدَّامًا مُسَاعِدِينَ وَشُيُوخًا.‏ وَلِمَ ذلِكَ؟‏ لِأَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوصِي أَنْ يَبْلُغَ ٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ وَٱلشُّيُوخُ مِقْيَاسًا أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا سَامِيًا قبْلَ تَعْيِينِهِمْ.‏ فَيَجِبُ أَنْ يَكُونُوا ‹مُمْتَحَنِينَ مِنْ حَيْثُ ٱلْجَدَارَةُ›.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏١-‏١٠‏.‏

٩ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ هِيَ مُلْقَاةٌ عَلَى عَاتِقِ ٱلرُّعَاةِ ٱلنَّاضِجِينَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٩ وَإِذَا كَانَ يَنْبَغِي ٱمْتِحَانُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُعْتَمِدِينَ،‏ فَمِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يَنَالُوا ٱلتَّدْرِيبَ أَوَّلًا.‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا لِإِيضَاحِ ٱلنُّقْطَةِ.‏ لِنَفْرِضْ أَنَّ تِلْمِيذًا أُعْطِيَ ٱمْتِحَانًا صَعْبًا لَمْ يُعَلِّمْهُ ٱلْأَسَاتِذَةُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَيَّ شَيْءٍ عَنْ مَوَادِّهِ.‏ فَهَلْ يَنْجَحُ فِي ٱلِٱمْتِحَانِ؟‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ سَيَرْسُبُ هذَا ٱلتِّلْمِيذُ.‏ فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ مَنْحُهُ ٱلتَّعْليمَ وَٱلتَّدْرِيبَ.‏ لكِنَّ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ ضَمِيرٌ حَيٌّ لَا يُعَلِّمُونَ ٱلتَّلَامِيذَ لِيَنْجَحُوا فِي ٱلِٱمْتِحَانِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ يُسَاعِدُونَهُمْ أَيْضًا أَنْ يُطَبِّقُوا ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلَّتِي يَكْتَسِبُونَهَا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُسَاعِدُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُجْتَهِدُونَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ عَلَى تَنْمِيَةِ صِفَاتٍ مَطْلُوبَةٍ مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُعَيَّنِينَ بِإِعْطَائِهِمْ تَدْرِيبًا مُحَدَّدًا.‏ وَهُمْ لَا يَفْعَلُونَ ذلِكَ لِكَيْ يَنَالَ هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلتَّعْيِينَاتِ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا لِيَكُونُوا أَهْلًا لِلِٱعْتِنَاءِ بِٱلرَّعِيَّةِ.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢‏)‏ وَطَبْعًا،‏ يَجِبُ أَنْ يَبْذُلَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمُعْتَمِدُونَ ٱلْجُهْدَ لِيَبْلُغُوا ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلْمَطْلُوبَةَ لِيَصِيرَ ٱلشَّخْصُ خَادِمًا مُسَاعِدًا أَوْ شَيْخًا.‏ (‏تيطس ١:‏٥-‏٩‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتَّدْرِيبَ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ طَوْعًا ٱلشُّيُوخُ ذَوُو ٱلْخِبْرَةِ يُسَاعِدُ ٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى إِحْرَازِ ٱلتَّقَدُّمِ بِسُرْعَةٍ أَكْبَرَ.‏

١٠،‏ ١١ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلرُّعَاةِ أَنْ يُدَرِّبُوا ٱلْآخَرِينَ لِكَيْ يَتَأَهَّلُوا لِتَوَلِّي ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ؟‏

١٠ وَبِأَيَّةِ طَرَائِقَ مُحَدَّدَةٍ يُمْكِنُ لِلشُّيُوخِ ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ تَدْرِيبُ ٱلْآخَرِينَ عَلَى تَوَلِّي ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْجَمَاعِيَّةِ؟‏ بَادِئَ ذِي بَدْءٍ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَهْتَمَّ ٱلشُّيُوخُ بِٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَذلِكَ بِٱلْعَمَلِ مَعَهُمْ بِٱنْتِظَامٍ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ وَمُسَاعَدَتِهِمْ دَائِمًا عَلَى تَحْسِينِ مَقْدِرَتِهِمْ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا «كَلِمَةَ ٱلْحَقِّ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١٥‏)‏ وَٱلرُّعَاةُ ٱلنَّاضِجُونَ يُخْبِرُونَ هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ عَنِ ٱلْأَفْرَاحِ ٱلَّتِي يَجْنُونَهَا مِنْ خِدْمَةِ ٱلْآخَرِينَ وَٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلَّذِي يَشْعُرُونَ بِهِ جَرَّاءَ وَضْعِهِمِ ٱلْأَهْدَافَ ٱلرُّوحِيَّةَ وَبُلُوغِهَا.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يُقَدِّمُونَ لَهُمْ بِلُطْفٍ ٱقْتِرَاحَاتٍ كَيْفَ يَتَحَسَّنُونَ فِي ٱلصَّيْرُورَةِ «أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ».‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٣،‏ ٥‏.‏

١١ عِنْدَمَا يُعَيَّنُ ٱلْأَخُ خَادِمًا مُسَاعِدًا،‏ يَسْتَمِرُّ ٱلرُّعَاةُ ٱلْحُكَمَاءُ فِي تَدْرِيبِهِ.‏ يَقُولُ بروس ٱلَّذِي يَخْدُمُ شَيْخًا مُنْذُ عُقُودٍ:‏ «أُحِبُّ أَنْ أَجْلِسَ مَعَ ٱلْخَادِمِ ٱلْمُسَاعِدِ ٱلْمُعَيَّنِ حَدِيثًا وَأُرَاجِعَ مَعَهُ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي نَشَرَهَا ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ.‏ كَمَا أَنَّنِي أَقْرَأُ مَعَهُ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِٱلْمَسْؤُولِيَّةِ ٱلْمُعَيَّنَةِ لَهُ،‏ ثُمَّ أُحِبُّ أَنْ أُسَاعِدَهُ فِي وَاجِبَاتِهِ حَتَّى يَصِيرَ مُلِمًّا بِهَا».‏ وَفِيمَا يَكْتَسِبُ ٱلْخَادِمُ ٱلْخِبْرَةَ،‏ يُمْكِنُ أَيْضًا تَدْرِيبُهُ فِي عَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ.‏ يُتَابِعُ بروس:‏ «حِينَ أَصْطَحِبُ خَادِمًا مُسَاعِدًا فِي ٱلزِّيَارَاتِ ٱلرِّعَائِيَّةِ،‏ أُسَاعِدُهُ عَلَى ٱخْتِيَارِ آيَاتٍ مُحَدَّدَةٍ تُشَجِّعُ وَتَحُثُّ ٱلشَّخْصَ أَوِ ٱلْعَائِلَةَ ٱلَّتِي سَنَزُورُهَا.‏ فَتَعَلُّمُ كَيْفِيَّةِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِطَرِيقَةٍ تَمَسُّ ٱلْقَلْبَ أَمْرٌ ضَرُورِيٌّ لِيَصِيرَ ٱلْخَادِمُ ٱلْمُسَاعِدُ رَاعِيًا فَعَّالًا».‏ —‏ عبرانيين ٤:‏١٢؛‏ ٥:‏١٤‏.‏

١٢ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلرُّعَاةِ ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ أَنْ يُدَرِّبُوا ٱلشُّيُوخَ ٱلْمُعَيَّنِينَ حَدِيثًا؟‏

١٢ يَجْنِي ٱلرُّعَاةُ ٱلْمُعَيَّنُونَ حَدِيثًا أَيْضًا فَوَائِدَ جَمَّةً مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلَّذِي يُقَدَّمُ لَهُمْ بَعْدَ تَعْيِينِهِمْ.‏ يَقُولُ نيك ٱلْمُقْتَبَسُ مِنْهُ سَابِقًا:‏ «كَانَ ٱلتَّدْرِيبُ ٱلَّذِي مَنَحَنِي إِيَّاهُ ٱثْنَانِ مِنَ ٱلشُّيُوخِ مُفِيدًا جِدًّا لِي.‏ فَهذَانِ ٱلْأَخَوَانِ عَرَفَا كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَجْرِيَ ٱلْأُمُورُ.‏ إِلَّا أَنَّهُمَا كَانَا دَائِمًا يُصْغِيانِ إِلَيَّ بِصَبْرٍ وَيَأْخُذَانِ وُجْهَةَ نَظَرِي فِي ٱلِٱعْتِبَارِ،‏ حَتَّى لَوْ لَمْ يُوَافِقَانِي فِي ٱلرَّأْيِ.‏ وَقَدْ تَعَلَّمْتُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ تَعَامُلَاتِ هذَيْنِ ٱلشَّيْخَيْنِ ٱلْمُتَوَاضِعَةِ ٱلْمُتَّسِمَةِ بِٱلِٱحْتِرَامِ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَهُمَا ٱللَّذَانِ طَبَعَا فِي ذِهْنِي أَهَمِّيَّةَ ٱسْتِعْمَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِمَهَارَةٍ عِنْدَ مُعَالَجَةِ ٱلْمَشَاكِلِ أَوْ مَنْحِ ٱلتَّشْجِيعِ».‏

اَلتَّدْرِيبُ بِوَاسِطَةِ كَلِمَةِ ٱللهِ

١٣ (‏أ)‏ إِلَامَ يَحْتَاجُ ٱلْأَخُ لِيَكُونَ رَاعِيًا فَعَّالًا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا قَالَ يَسُوعُ:‏ «مَا أُعَلِّمُهُ لَيْسَ لِي»؟‏

١٣ تَحْتَوِي كَلِمَةُ ٱللهِ،‏ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ،‏ عَلَى شَرَائِعَ وَمَبَادِئَ وَأَمْثِلَةٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلرَّاعِي لِيَصِيرَ «ذَا كَفَاءَةٍ تَامَّةٍ،‏ مُجَهَّزًا كَامِلًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَقَدْ تَكُونُ لَدَى ٱلْأَخِ ثَقَافَةٌ دُنْيَوِيَّةٌ عَالِيَةٌ،‏ لكِنَّ مَا يَجْعَلُهُ رَاعِيًا فَعَّالًا هُوَ مَعْرِفَتُهُ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَكَيْفِيَّةِ تَطْبِيقِهَا.‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ يَسُوعَ فِيمَا كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ ٱلرَّاعِيَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلْأَحْكَمَ وَٱلْأَوْسَعَ مَعْرِفَةً وَٱلْأَكْثَرَ تَمْيِيزًا،‏ لَمْ يَتَّكِلْ عَلَى حِكْمَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ عِنْدَ تَعْلِيمِ خِرَافِ يَهْوَه.‏ قَالَ:‏ «مَا أُعَلِّمُهُ لَيْسَ لِي،‏ بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي».‏ فَلِمَاذَا نَسَبَ يَسُوعُ ٱلْفَضْلَ إِلَى أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ؟‏ أَوْضَحَ قَائِلًا:‏ «مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِهِ يَطْلُبُ مَجْدَهُ ٱلْخَاصَّ».‏ —‏ يوحنا ٧:‏١٦،‏ ١٨‏.‏

١٤ كَيْفَ يَتَجَنَّبُ ٱلرُّعَاةُ طَلَبَ مَجْدِهِمِ ٱلْخَاصِّ؟‏

١٤ يَتَجَنَّبُ ٱلرُّعَاةُ ٱلْأَوْلِيَاءُ طَلَبَ مَجْدِهِمِ ٱلْخَاصِّ.‏ فَهُمْ يُؤَسِّسُونَ مَشُورَتَهُمْ وَتَشْجِيعَهُمْ عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ وَلَيْسَ عَلَى حِكْمَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ وَيُدْرِكُونَ أَنَّ تَعْيِينَهُمْ هُوَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْخِرَافِ عَلَى حِيَازَةِ «فِكْرِ ٱلْمَسِيحِ»،‏ وَلَيْسَ فِكْرِ ٱلشُّيُوخِ.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٤-‏١٦‏)‏ مَثَلًا،‏ مَاذَا يَحْدُثُ إِذَا كَانَ ٱلشَّيْخُ ٱلَّذِي يُسَاعِدُ زَوْجَيْنِ عَلَى حَلِّ خِلَافَاتِهِمَا يُؤَسِّسُ مَشُورَتَهُ عَلَى خِبْرَتِهِ بَدَلًا مِنْ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّتِي يَنْشُرُهَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ»؟‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ تَكُونُ مَشُورَتُهُ مَبْنِيَّةً عَلَى ٱلْعَادَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ وَمَعْرِفَتِهِ ٱلْمَحْدُودَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضَ ٱلْعَادَاتِ لَيْسَتْ خَاطِئَةً بِحَدِّ ذَاتِهَا وَأَنَّ ٱلشَّيْخَ قَدْ يَمْتَلِكُ ٱلْخِبْرَةَ،‏ لكِنَّ ٱلْخِرَافَ يَجْنُونَ فَائِدَةً أَكْبَرَ عِنْدَمَا يُشَجِّعُهُمُ ٱلرُّعَاةُ عَلَى ٱلْإِصْغَاءِ إِلَى صَوْتِ يَسُوعَ وَأَقْوَالِ يَهْوَه بَدَلًا مِنْ أَفْكَارِ ٱلْإِنْسَانِ أَوْ مَا تُمْلِيهِ عَلَيْهِمِ ٱلْعَادَاتُ ٱلْمَحَلِّيَّةُ.‏ —‏ مزمور ١٢:‏٦؛‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

اَلتَّدْرِيبُ بِوَاسِطَةِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ»‏

١٥ أَيُّ تَفْوِيضٍ أَوْكَلَهُ يَسُوعُ إِلَى «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ»،‏ وَمَا هُوَ أَحَدُ أَسْبَابِ نَجَاحِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ فِي ٱلْقِيَامِ بِمُهِمَّتِهِ؟‏

١٥ كَانَ ٱلرُّعَاةُ،‏ مِثْلُ ٱلرُّسُلِ بُطرُسَ وَيُوحَنَّا وَبُولُسَ،‏ أَعْضَاءً فِي صَفٍّ دَعَاهُ يَسُوعُ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ».‏ وَصَفُّ ٱلْعَبْدِ هذَا مُؤَلَّفٌ مِنْ إِخْوَةِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْحُكْمِ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏رؤيا ٥:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَخِلَالَ هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ هذَا ٱلنِّظَامِ،‏ يَتَنَاقَصُ عَدَدُ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَتَوَسَّعُ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى ٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ:‏ ٱلْكِرَازَةُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ قَبْلَ مَجِيءِ ٱلنِّهَايَةِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يَقُومُ صَفُّ ٱلْعَبْدِ بِمُهِمَّتِهِ هذِهِ بِنَجَاحٍ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّهُمْ يُدَرِّبُونَ أَفْرَادًا مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› لِمُسَاعَدَتِهِمْ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٥:‏٤٠‏)‏ وَهذَا ٱلْفَرِيقُ ٱلْوَلِيُّ هُوَ ٱلَّذِي يَقُومُ بِمُعْظَمِ ٱلْعَمَلِ فِي أَيَّامِنَا هذِهِ.‏

١٦ كَيْفَ يُدَرِّبُ صَفُّ ٱلْعَبْدِ ٱلرِّجَالَ ٱلْمُعَيَّنِينَ؟‏

١٦ وَكَيْفَ يُزَوِّدُ صَفُّ ٱلْعَبْدِ هذَا ٱلتَّدْرِيبَ؟‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ فُوِّضَ إِلَى مُمَثِّلِي صَفِّ ٱلْعَبْدِ تَدْرِيبُ وَتَعْيِينُ نُظَّارٍ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ،‏ وَهؤُلَاءِ ٱلنُّظَّارُ بِدَوْرِهِمْ دَرَّبُوا ٱلْخِرَافَ.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏١٧‏)‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ ٱلْيَوْمَ.‏ فَٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ (‏ٱلْفَرِيقُ ٱلصَّغِيرُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ يُمَثِّلُونَ صَفَّ ٱلْعَبْدِ)‏ تُفَوِّضُ إِلَى مُمَثِّلِيهَا تَدْرِيبَ وَتَعْيِينَ ٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ وَٱلشُّيُوخِ فِي عَشَرَاتِ آلَافِ ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ تُنَظِّمُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ مَدَارِسَ لِتَدْرِيبِ أَعْضَاءِ لِجَانِ ٱلْفُرُوعِ،‏ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ،‏ ٱلشُّيُوخِ،‏ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ لِيَتَمَكَّنُوا مِنْ مَنْحِ أَفْضَلِ عِنَايَةٍ لِلْخِرَافِ.‏ كَمَا تُزَوِّدُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْإِرْشَادَ مِنْ خِلَالِ ٱلرَّسَائِلِ،‏ مَقَالَاتِ برج المراقبة،‏ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْأُخْرَى،‏ مِثْلِ كِتَابِ شَعْبٌ مُنَظَّمٌ لِفِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَه.‏ *

١٧ (‏أ)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ثِقَتَهُ بِصَفِّ ٱلْعَبْدِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلرُّعَاةِ ٱلرُّوحِيِّينَ أَنْ يُظْهِرُوا ثِقَتَهُمْ بِصَفِّ ٱلْعَبْدِ؟‏

١٧ كَانَتْ ثِقَةُ يَسُوعَ بِصَفِّ ٱلْعَبْدِ رَاسِخَةً جِدًّا بِحَيْثُ أَقَامَهُ عَلَى «جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ»،‏ أَيْ كُلِّ ٱلْمُقْتَنَيَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يَمْلِكُهَا يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٧‏)‏ ويُظْهِرُ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمُعَيَّنُونَ أَيْضًا ثِقَتَهُمْ بِصَفِّ ٱلْعَبْدِ بِتَطْبِيقِ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي تُعْطِيهِمْ إِيَّاهَا هَيْئَتُهُ ٱلْحَاكِمَةُ.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلرُّعَاةَ يُعَزِّزُونَ ٱلْوَحْدَةَ بَيْنَ ٱلرَّعِيَّةِ حِينَ يُدَرِّبُونَ ٱلْآخَرِينَ،‏ يَدَعُونَ كَلِمَةَ ٱللهِ تُدَرِّبُهُمْ،‏ وَيُطَبِّقُونَ ٱلتَّدْرِيبَ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ صَفُّ ٱلْعَبْدِ.‏ فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ يَهْوَه يُقِيمُ رِجَالًا مُدَرَّبِينَ يَهْتَمُّونَ خَيْرَ ٱهْتِمَامٍ بِكُلِّ فَرْدٍ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ!‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 16‏ اصدار شهود يهوه.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• كَيْفَ يُدَرِّبُ ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

‏• لِمَاذَا لَا يُؤَسِّسُ ٱلرُّعَاةُ تَعْلِيمَهُمْ عَلَى أَفْكَارِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ؟‏

‏• كَيْفَ وَلِمَاذَا يُظْهِرُ ٱلرُّعَاةُ ثِقَتَهُمْ بِصَفِّ ٱلْعَبْدِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحتين ٢٤ و ٢٥]‏

يُدَرِّبُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلشُّبَّانَ ٱلْأَصْغَرَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ

‏[الصور في الصفحة ٢٦]‏

يُزَوِّدُ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ لِلشُّيُوخِ