الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

افراح السير باستقامة

افراح السير باستقامة

أَفْرَاحُ ٱلسَّيْرِ بِٱسْتِقَامَةٍ

‏«بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي،‏ وَهُوَ لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً».‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٢‏.‏

١،‏ ٢ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَحْتَرِسَ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

قَالَ فَيْلَسُوفٌ أَمِيركِيٌّ:‏ «اَلتَّفْكِيرُ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ .‏ .‏ .‏ يَحُولُ دُونَ رُؤْيَتِنَا ٱلْحَاضِرَ كَمَا هُوَ».‏ يَنْطَبِقُ هذَا ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْأَوْلَادِ ٱلَّذِينَ يُضَيِّعُونَ سَنَوَاتِ طُفُولَتِهِمْ فِي ٱلتَّفْكِيرِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِحَسَنَاتِ سِنِّ ٱلرُّشْدِ بِحَيْثُ تَفُوتُهُمْ رُؤْيَةُ حَسَنَاتِ حَاضِرِهِمْ.‏

٢ لكِنَّ نَمَطَ ٱلتَّفْكِيرِ هذَا لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْأَوْلَادِ،‏ فَحَتَّى عُبَّادُ يَهْوَه يُفَكِّرُونَ أَحْيَانًا بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ لَاحِظْ مَا قَدْ يَحْدُثُ:‏ نَحْنُ نَتُوقُ إِلَى إِتْمَامِ وَعْدِ ٱللهِ بِتَحْوِيلِ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَنْتَظِرُ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ حَيَاةً خَالِيَةً مِنَ ٱلْمَرَضِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلْأَلَمِ وَٱلْمُعَانَاةِ.‏ وَفِي حِينِ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَتَرَقَّبَ هذِهِ ٱلْأُمُورَ،‏ مَاذَا لَوْ أَصْبَحْنَا نُفَكِّرُ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ بِحَيْثُ لَا يَعُودُ بِإِمْكَانِنَا تَمْيِيزُ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْحَاضِرَةِ؟‏ إِنَّ هذَا لَأَمْرٌ مُؤْسِفٌ،‏ إِذْ إِنَّنَا سُرْعَانَ مَا سَنَشْعُرُ بِٱلتَّثَبُّطِ وَ ‹مَرَضِ ٱلْقَلْبِ بِسَبَبِ ٱلْأَمَلِ ٱلْمُمَاطَلِ› أَكْثَرَ مِمَّا تَوَقَّعْنَا.‏ (‏امثال ١٣:‏١٢‏)‏ وَنَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ قَدْ تُوقِعُنَا مَشَاكِلُ وَصُعُوبَاتُ ٱلْحَيَاةِ فِي فَخِّ ٱلْكَآبَةِ أَوِ ٱلشَّفَقَةِ عَلَى ٱلذَّاتِ.‏ وَبَدَلًا مِنَ ٱلتَّأَقْلُمِ مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَتَبَنَّى مَوْقِفَ ٱلتَّذَمُّرِ.‏ وَلكِنْ بِإِمْكَانِنَا تَجَنُّبُ كُلِّ ذلِكَ بِٱلتَّأَمُّلِ بِتَقْدِيرٍ فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْآنَ.‏

٣ عَلَامَ سَنُرَكِّزُ ٱنْتِبَاهَنَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٠:‏٢٢‏:‏ «بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي،‏ وَهُوَ لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً».‏ فَٱلِٱزْدِهَارُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي يَنْعَمُ بِهِ خُدَّامُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ هُوَ بَرَكَةٌ تَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ.‏ لذلِكَ لِنَسْتَعْرِضِ ٱلْآنَ بَعْضَ أَوْجُهِ ٱزْدِهَارِنَا ٱلرُّوحِيِّ وَنَرَ مَاذَا تَعْنِي لَنَا شَخْصِيًّا.‏ فَٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يُغْدِقُهَا يَهْوَه عَلَى ‹ٱلْبَارِّ ٱلسَّائِرِ بِٱسْتِقَامَتِهِ› سَيُوَطِّدُ دُونَ شَكٍّ عَزْمَنَا عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي خِدْمَةِ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ بِفَرَحٍ.‏ —‏ امثال ٢٠:‏٧‏.‏

‏‹بَرَكَاتٌ تُغْنِينَا› ٱلْيَوْمَ

٤،‏ ٥ أَيٌّ مِنْ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَرُوقُ لَكُمْ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٤ اَلْمَعْرِفَةُ ٱلدَّقِيقَةُ لِتَعَاليِمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فِي حِينِ أَنَّ أَدْيَانَ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ تَدَّعِي عُمُومًا ٱلْإِيمَانَ بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ فَهِيَ لَا تَتَّفِقُ عَلَى مَا يُعَلِّمُهُ.‏ حَتَّى أَعْضَاءُ ٱلطَّائِفَةِ ٱلْوَاحِدَةِ غَالِبًا مَا يَخْتَلِفُونَ فِي ٱلرَّأْيِ حَوْلَ مَا تُعَلِّمُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ حَقًّا.‏ فَيَا لَلتَّبَايُنِ ٱلصَّارِخِ بَيْنَ حَالَتِهِمْ وَحَالَةِ خُدَّامِ يَهْوَه!‏ فَمَهْمَا كَانَتْ خَلْفِيَّتُنَا ٱلْقَوْمِيَّةُ أَوِ ٱلْحَضَارِيَّةُ أَوِ ٱلْعِرْقِيَّةُ،‏ فَنَحْنُ نَعْبُدُ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقِيقِيَّ ٱلَّذِي نَعْرِفُهُ بِٱسْمِهِ وَنَعْرِفُ أَنَّهُ لَيْسَ ثَالُوثًا غَامِضًا.‏ (‏تثنية ٦:‏٤؛‏ مزمور ٨٣:‏١٨؛‏ مرقس ١٢:‏٢٩‏)‏ وَنُدْرِكُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْقَضِيَّةَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ،‏ قَضِيَّةَ سُلْطَانِ ٱللهِ ٱلْكَوْنِيِّ،‏ سَتُبَتُّ عَمَّا قَرِيبٍ وَأَنَّ كُلًّا مِنَّا يَلْعَبُ دَوْرًا فِي هذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ بِمُحَافَظَتِهِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَعْرِفُ ٱلْحَقَّ عَنْ حَالَةِ ٱلْأَمْوَاتِ وَلَا نَرْتَعِبُ مِنَ ٱللهِ ٱلَّذِي يُؤْمِنُ كَثِيرُونَ أَنَّهُ يُعَذِّبُ ٱلْبَشَرَ فِي نَارِ ٱلْهَاوِيَةِ أَوْ يُرْسِلُهُمْ إِلَى ٱلْمَطْهَرِ.‏ —‏ جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠‏.‏

٥ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّنَا لَمْ نَأْتِ صُدْفَةً نَتِيجَةَ عَمَلِيَّةِ ٱلتَّطَوُّرِ ٱلْعَمْيَاءِ،‏ بَلْ خَلَقَنَا ٱللهُ عَلَى صُورَتِهِ.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦؛‏ ملاخي ٢:‏١٠‏)‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «أَحْمَدُكَ لِأَنِّي صُنِعْتُ بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلرَّهْبَةَ وَٱلْعَجَبَ.‏ عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ،‏ وَنَفْسِي تَعْلَمُ ذٰلِكَ يَقِينًا».‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١٤‏.‏

٦،‏ ٧ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِكُمْ أَوْ حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ كَانَتْ بِمَثَابَةِ بَرَكَةٍ؟‏

٦ اَلتَّحَرُّرُ مِنَ ٱلْعَادَاتِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.‏ تَبُثُّ وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّحْذِيرَاتِ مِنَ ٱلتَّدْخِينِ،‏ ٱلْإِفْرَاطِ فِي ٱلشُّرْبِ،‏ وَٱلِٱخْتِلَاطِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏ غَيْرَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ لَا يَأْبَهُونَ لِهذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا يَحْدُثُ عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُ شَخْصٌ مُخْلِصٌ أَنَّ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقَّ يَدِينُ هذِهِ ٱلْأُمُورَ وَيَحْزَنُ عِنْدَمَا يَرَى أَشْخَاصًا يُمَارِسُونَهَا؟‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ يَنْدَفِعُ إِلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنْهَا.‏ (‏اشعيا ٦٣:‏١٠؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١؛‏ افسس ٤:‏٣٠‏)‏ وَفِي حِينِ أَنَّهُ يَفْعَلُ ذلِكَ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى لِإِرْضَاءِ يَهْوَه ٱللهِ،‏ فَهُوَ يَجْنِي أَيْضًا فَوَائِدَ أُخْرَى،‏ مِثْلَ ٱلصِّحَّةِ ٱلْأَفْضَلِ وَسَلَامِ ٱلْعَقْلِ.‏

٧ وَرَغْمَ أَنَّ كَثِيرِينَ يَسْتَصْعِبُونَ ٱلتَّوَقُّفَ عَنِ ٱلْعَادَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ،‏ فَإِنَّ عَشَرَاتِ ٱلْآلَافِ يَتَحَرَّرُونَ مِنْهَا سَنَوِيًّا.‏ وَهُمْ يَنْذُرُونَ أَنْفُسَهُمْ لِيَهْوَه وَيَعْتَمِدُونَ فِي ٱلْمَاءِ،‏ وَبِذلِكَ يُعْلِنُونَ جَهْرًا أَنَّهُمْ تَخَلَّصُوا مِنَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلَّتِي تُغْضِبُ ٱللهَ.‏ وَهذَا مَا يَمُدُّنَا جَمِيعًا بِٱلتَّشْجِيعِ وَيُرَسِّخُ تَصْمِيمَنَا أَنْ نَبْقَى أَحْرَارًا مِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْمُضِرَّةِ.‏

٨ أَيَّةُ مَشُورَةٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاهِمُ فِي ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟‏

٨ اَلْعَيْشُ حَيَاةً عَائِلِيَّةً سَعِيدَةً.‏ تَتَفَكَّكُ ٱلرَّوَابِطُ ٱلْعَائِلِيَّةُ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ.‏ فَزِيجَاتٌ كَثِيرَةٌ تَنْتَهِي بِٱلطَّلَاقِ،‏ مِمَّا يَتْرُكُ نُدُوبًا عَاطِفِيَّةً لَدَى ٱلْأَوْلَادِ.‏ وَفِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ،‏ تَصِلُ نِسْبَةُ ٱلْعَائِلَاتِ ذَاتِ ٱلْوَالِدِ ٱلْوَاحِدِ إِلَى ٢٠ فِي ٱلْمِئَةِ تَقْرِيبًا.‏ فَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه عَلَى ٱلسَّيْرِ فِي طَرِيقِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟‏ اِقْرَأْ مِنْ فَضْلِكَ افسس ٥:‏٢٢–‏٦:‏٤ وَلَاحِظِ ٱلْمَشُورَةَ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي تُعْطِيهَا كَلِمَةُ ٱللهِ لِلْأَزْوَاجِ وَٱلزَّوْجَاتِ وَٱلْأَوْلَادِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ تَطْبِيقَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْوَارِدَةِ هُنَاكَ وَفِي أَمَاكِنَ أُخْرَى مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُقَوِّي رُبُطَ ٱلزَّوَاجِ،‏ يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ تَرْبِيَةً صَالِحَةً،‏ وَيُسَاهِمُ فِي جَعْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ سَعِيدَةً.‏ أَوَلَيْسَ ذلِكَ بَرَكَةً تَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ؟‏

٩،‏ ١٠ كَيْفَ تَخْتَلِفُ نَظْرَتُنَا إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ عَنْ نَظْرَةِ ٱلْعَالَمِ؟‏

٩ اَلتَّأْكِيدُ أَنَّ مَشَاكِلَ ٱلْعَالَمِ سَتُحَلُّ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ رَغْمَ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلْعِلْمِيِّ وَٱلتِّكْنُولُوجِيِّ وَٱلْجُهُودِ ٱلْمُخْلِصَةِ ٱلَّتِي يَبْذُلُهَا بَعْضُ ٱلْقَادَةِ،‏ تَبْقَى ٱلْمَشَاكِلُ ٱلْخَطِيرَةُ فِي عَصْرِنَا بِلَا حَلٍّ.‏ فَمُؤَخَّرًا ذَكَرَ كلاوس شْڤاپ،‏ مُؤَسِّسُ ٱلْمُنْتَدَى ٱلِٱقْتِصَادِيُّ ٱلْعَالَمِيُّ،‏ أَنَّ «لَائِحَةَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُ ٱلْعَالَمَ تَطُولُ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْوَقْتَ لِمُعَالَجَتِهَا يَقْصُرُ».‏ كَمَا تَحَدَّثَ عَنْ «مَخَاطِرَ تَتَخَطَّى حُدُودَ ٱلْبَلَدِ ٱلْوَاحِدِ مِثْلِ ٱلْإِرْهَابِ،‏ ٱلتَّدَهْوُرِ ٱلْبِيئِيِّ وَعَدَمِ ٱلِٱسْتِقْرَارِ ٱلِٱقْتِصَادِيِّ».‏ وَٱخْتَتَمَ قَائِلًا:‏ «يَصْطَدِمُ ٱلْعَالَمُ ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى بِمَشَاكِلَ تَسْتَدْعِي ٱتِّخَاذَ إِجْرَاءٍ جَمَاعِيٍّ وَحَاسِمٍ».‏ وَمَعْ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ فِي قَرْنِنَا ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرِينَ هذَا،‏ لَا تَزَالُ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْعَامَّةُ إِلَى مَسْتَقْبَلِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ نَظْرَةً قَاتِمَةً.‏

١٠ فَكَمْ يَسُرُّنَا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَه قَدْ صَنَعَ تَرْتِيبًا لِحَلِّ كُلِّ مَشَاكِلِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ!‏ فَبِوَاسِطَةِ مَلَكُوتِ ٱللهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ‹سَيُسَكِّنُ ٱلْإِلهُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلْحُرُوبَ› وَسَيَجْعَلُ «كَثْرَةَ ٱلسَّلَامِ» تَعُمُّ.‏ (‏مزمور ٤٦:‏٩؛‏ ٧٢:‏٧‏)‏ وَمَلِكُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَمْسُوحُ،‏ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ،‏ ‹سَيُنْقِذُ ٱلْفَقِيرَ وَٱلْمِسْكِينَ مِنَ ٱلْجَوْرِ وَٱلْعُنْفِ›.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٢-‏١٤‏)‏ وَفِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ لَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ نَقْصٌ فِي ٱلطَّعَامِ.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٦‏)‏ كَمَا أَنَّ يَهْوَه ‹سَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِنَا،‏ وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ،‏ وَلَا يَكُونُ نَوْحٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ.‏ فَٱلْأُمُورُ ٱلسَّابِقَةُ قَدْ زَالَتْ›.‏ (‏رؤيا ٢١:‏٤‏)‏ وَهذَا ٱلْمَلَكُوتُ سَبَقَ أَنْ تَأَسَّسَ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ وَعَمَّا قَرِيبٍ سَيَتَّخِذُ ٱلْإِجْرَاءَ ٱللَّازِمَ لِحَلِّ كُلِّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي نُعَانِيهَا هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ رؤيا ١١:‏١٥‏.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ هَلْ يُنْتِجُ ٱلسَّعْيُ وَرَاءَ ٱلْمَلَذَّاتِ سَعَادَةً دَائِمَةً؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ؟‏

١١ مَعْرِفَةُ ٱلْأُسُسِ ٱلَّتِي تَقُومُ عَلَيْهَا ٱلسَّعَادَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ.‏ مَاذَا يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ؟‏ قَالَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلنَّفْسِ إِنَّ ٱلسَّعَادَةَ تَقُومُ عَلَى ثَلَاثَةِ أُسُسٍ:‏ اَلْمَلَذَّاتِ،‏ ٱلِٱنْشِغَالِ (‏ٱنْهِمَاكِ ٱلْمَرْءِ فِي نَشَاطَاتٍ مِثْلِ ٱلْعَمَلِ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْعَائِلَةِ)‏،‏ وَٱلْقَصْدِ (‏ٱلسَّعْيِ نَحْوَ هَدَفٍ يُفِيدُ ٱلْآخَرِينَ)‏.‏ وَبَيْنَ هذِهِ ٱلْمُقَوِّمَاتِ ٱلثَّلَاثَةِ،‏ ذَكَرَ أَنَّ ٱلْمَلَذَّاتِ هِيَ ٱلْأَقَلُّ أَهَمِّيَّةً.‏ ثُمَّ قَالَ:‏ «هذَا جَدِيرٌ بِٱلذِّكْرِ لِأَنَّ أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ يَعِيشُونَ حَيَاةً تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْمَلَذَّاتِ».‏ فَمَا هِيَ نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ؟‏

١٢ ذَكَرَ سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ:‏ «قُلْتُ أَنَا فِي قَلْبِي:‏ ‹هَلُمَّ أَمْتَحِنُكَ بِٱلْفَرَحِ،‏ فَتَرَى ٱلْخَيْرَ›،‏ فَإِذَا هٰذَا أَيْضًا بَاطِلٌ.‏ فَقُلْتُ لِلضَّحِكِ:‏ ‹جُنُونٌ!‏›،‏ وَلِلْفَرَحِ:‏ ‹مَاذَا يَفْعَلُ؟‏›».‏ (‏جامعة ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُوضِحُ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ ٱلَّتِي تَجْلُبُهَا ٱلْمَلَذَّاتُ إِنَّمَا هِيَ مُجَرَدُ سَعَادَةٍ وَقْتِيَّةٍ.‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلِٱنْهِمَاكِ فِي ٱلْعَمَلِ؟‏ لَدَيْنَا أَكْثَرُ ٱلْأَعْمَالِ مَنْحًا لِلِٱكْتِفَاءِ لِنَنْهَمِكَ فِيهِ:‏ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ.‏ ‏(‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَبِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْ رِسَالَةِ ٱلْخَلَاصِ ٱلْمُسَطَّرَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نَنْشَغِلُ بِعَمَلٍ يُمْكِنُ أَنْ يَجْلُبَ ٱلْخَلَاصَ لِأَنْفُسِنَا وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَنَا أَيْضًا.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ وَإِذْ نَكُونُ ‹عَامِلِينَ مَعَ ٱللهِ›،‏ نَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ «ٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ».‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٩؛‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ وَهذَا ٱلْعَمَلُ يُعْطِي قَصْدًا لِحَيَاتِنَا وَيُزَوِّدُ ٱلْخَالِقَ بِجَوَابٍ لِمُعَيِّرِهِ،‏ ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ فَيَهْوَه يُظْهِرُ لَنَا أَنَّ ٱلتَّعَبُّدَ لَهُ يُنْتِجُ سَعَادَةً حَقِيقِيَّةً وَدَائِمَةً.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٨‏.‏

١٣ (‏أ)‏ كَيْفَ تَكُونُ مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ بَرَكَةً مُفْرِحَةً لَنَا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَسْتَفِيدُونَ مِنْ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ؟‏

١٣ بَرْنَامَجٌ تَدْرِيبِيٌّ مُهِمٌّ وَفَعَّالٌ.‏ يَخْدُمُ ڠيرهارت شَيْخًا فِي إِحْدَى جَمَاعَاتِ شُهُودِ يَهْوَه.‏ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ ذِكْرَيَاتِ حَدَاثَتِهِ قَائِلًا:‏ «كُنْتُ أَسْتَصْعِبُ ٱلتَّكَلُّمَ وَأَنَا حَدَثٌ.‏ فَتَحْتَ ٱلضَّغْطِ،‏ كُنْتُ أَتَلَعْثَمُ بِٱلْكَلَامِ وَأَبْدَأُ بِٱلتَّأْتَأَةِ.‏ كَمَا تَمَلَّكَنِي شُعُورٌ بِأَنَّنِي أَدْنَى مِنَ ٱلْآخَرِينَ فَتَوَلَّدَتْ لَدَيَّ عُقْدَةٌ نَفْسِيَّةٌ.‏ لِذلِكَ رَتَّبَ وَالِدَايَ أَنْ أَحْضُرَ مُقَرَّرًا لِتَصْحِيحِ ٱلنُّطْقِ،‏ وَلكِنْ دُونَ جَدْوَى.‏ فَمُشْكِلَتِي كَانَتْ نَفْسِيَّةً وَلَيْسَتْ جَسَدِيَّةً.‏ لكِنَّ تَدْبِيرًا رَائِعًا مِنْ يَهْوَه —‏ مَدْرَسَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ —‏ هُوَ مَا سَاعَدَنِي.‏ فَٱلِٱنْخِرَاطُ فِي هذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ مَنَحَنِي ٱلشَّجَاعَةَ.‏ وَكُنْتُ أَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِي لِأُطَبِّقَ مَا تَعَلَّمْتُهُ،‏ وَقَدْ تَكَلَّلَتْ جُهُودِي بِٱلنَّجَاحِ.‏ فَصِرْتُ أَتَكَلَّمُ بِطَلَاقَةٍ وَتَخَلَّصْتُ مِنْ عُقْدَتِي ٱلنَّفْسِيَّةِ وَأَصْبَحْتُ أَكْثَرَ جُرْأَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ حَتَّى إِنَّنِي أُلْقِي ٱلْيَوْمَ خِطَابَاتٍ عَامَّةً.‏ فَكَمْ أَنَا شَاكِرٌ لِيَهْوَه لِأَنَّهُ غَيَّرَ حَيَاتِي مِنْ خِلَالِ هذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ!‏».‏ أَفَلَيْسَتِ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي يُدَرِّبُنَا بِهَا يَهْوَه عَلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِهِ أَمْرًا يَدْعُونَا إِلَى ٱلْفَرَحِ؟‏!‏

١٤،‏ ١٥ أَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ مُتَوَفِّرَةٌ لَنَا فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ؟‏

١٤ عَلَاقَةٌ شَخْصِيَّةٌ بِيَهْوَه وَدَعْمٌ مِنْ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ اِسْتَحْوَذَ ٱلْقَلَقُ عَلَى كَاترِينَ (‏ٱلَّتِي تَعِيشُ فِي أَلْمَانيَا)‏ حِينَ سَمِعَتِ ٱلْأَخْبَارَ عَنِ ٱلزِّلْزَالِ ٱلْقَوِيِّ ٱلَّذِي ضَرَبَ جَنُوبَ شَرْقِ آسيَا وَمَوْجَةِ ٱلتسُونَامِي ٱلَّتِي خَلَّفَهَا.‏ فَٱبْنَتُهَا كَانَتْ تَزُورُ تَايْلَنْد عِنْدَمَا حَلَّتِ ٱلْكَارِثَةُ.‏ وَقَدْ مَرَّتْ ٣٢ سَاعَةً دُونَ أَنْ تَعْرِفَ هذِهِ ٱلْأُمُّ إِنْ كَانَتِ ٱبْنَتُهَا حَيَّةً أَوْ فِي عِدَادِ ٱلْإِصَابَاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَتَزَايَدُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ.‏ وَلكِنْ كَمِ ٱرْتَاحَتْ عِنْدَمَا تَلَقَّتْ أَخِيرًا مُكَالَمَةً هَاتِفِيَّةً تُؤَكِّدُ لَهَا نَجَاةَ ٱبْنَتِهَا!‏

١٥ فَمَاذَا سَاعَدَ كَاترِينَ خِلَالَ هذِهِ ٱلسَّاعَاتِ ٱلْعَصِيبَةِ؟‏ تَكْتُبُ قَائِلَةً:‏ «قَضَيْتُ مُعْظَمَ ٱلْوَقْتِ أُصَلِّي إِلَى يَهْوَه.‏ فَلَاحَظْتُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى كَمْ مَنَحَتْنِي ٱلصَّلَاةُ ٱلْقُوَّةَ وَسَلَامَ ٱلْعَقْلِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلْمُحِبِّينَ زَارُونِي وَدَعَمُونِي».‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ فَكَمْ كَانَتْ حَالَتُهَا سَتَسُوءُ أَكْثَرَ لَوْ قَضَتْ هذِهِ ٱلسَّاعَاتِ ٱلْمُضنِيَةَ دُونَ ٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَه وَدَعْمِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْمُحِبِّ!‏ حَقًّا،‏ إِنَّ عَلَاقَتَنَا ٱلْحَمِيمَةَ بِيَهْوَه وَٱبْنِهِ وَمُعَاشَرَتَنَا ٱللَّصِيقَةَ لِمَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِيِّ هُمَا بَرَكَةٌ لَنَا،‏ بَرَكَةٌ أَثْمَنُ مِنْ أَنْ نَعْتَبِرَهَا تَحْصِيلَ حَاصِلٍ.‏

١٦ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُوضِحُ قِيمَةَ رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ؟‏

١٦ رَجَاءُ رُؤْيَةِ أَحِبَّائِنَا ٱلْمَوْتَى مُجَدَّدًا.‏ ‏(‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ تَرَبَّى وَلَدٌ ٱسْمُهُ مَاتياس فِي عَائِلَةٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه.‏ لكِنَّهُ لَمْ يُقَدِّرْ قِيمَةَ هذِهِ ٱلْبَرَكَةِ،‏ لِذلِكَ ٱنْجَرَفَ وَتَرَكَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ عِنْدَمَا كَانَ مُرَاهِقًا.‏ يَكْتُبُ مُوضِحًا مَا حَصَلَ:‏ «لَمْ تَدُرْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي أَحَادِيثُ عَمِيقَةٌ.‏ وَعَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ،‏ نَشَأَتْ بَيْنَنَا نِزَاعَاتٌ كَثِيرَةٌ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ كَانَ أَبِي دَائِمًا يُرِيدُ ٱلْأَفْضَلَ لِي.‏ فَكَانَ يُحِبُّنِي كَثِيرًا،‏ أَمْرٌ لَمْ أُدْرِكْهُ آنَذَاكَ.‏ سَنَةَ ١٩٩٦،‏ جَلَسْتُ بِجَانِبِ سَرِيرِهِ أُمْسِكُ بِيَدِهِ وَأَذْرِفُ دُمُوعًا حَرَّى.‏ وَرُحْتُ أَقُولُ لَهُ كَمْ أَنَا نَادِمٌ عَلَى كُلِّ مَا فَعَلْتُهُ وَكَمْ أُحِبُّهُ،‏ لكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَسْمَعَنِي لِأَنَّهُ فِي غَيْبُوبَةٍ.‏ وَقَدْ رَحَلَ عَنَّا بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ.‏ وَإِذَا عِشْتُ لِأَرَاهُ فِي ٱلْقِيَامَةِ،‏ فَسَنُعَوِّضُ كُلَّ مَا فَاتَنَا فِي ٱلْمَاضِي.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَفْرَحُ حِينَ يَعْلَمُ أَنَّنِي أَخْدُمُ ٱلْآنَ شَيْخًا وَأَنَّ لَدَيَّ أَنَا وَزَوْجَتِي ٱمْتِيَازَ ٱلْخِدْمَةِ كَفَاتِحَيْنِ».‏ حَقًّا،‏ إِنَّ رَجَاءَ ٱلْقِيَامَةِ هُوَ بَرَكَةٌ رَائِعَةٌ لَنَا!‏

‏«‏لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً»‏

١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي بَرَكَاتِ يَهْوَه؟‏

١٧ قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ:‏ «يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ،‏ وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ».‏ (‏متى ٥:‏٤٥‏)‏ فَإِذَا كَانَ يَهْوَه ٱللهُ يُغْدِقُ بَرَكَاتِهِ عَلَى ٱلْأَثَمَةِ وَٱلْأَشْرَارِ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى عَلَى ٱلَّذِينَ يَسِيرُونَ فِي طَرِيقِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟‏ يَقُولُ المزمور ٨٤:‏١١‏:‏ «يَهْوَهُ لَا يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ ٱلسَّالِكِينَ بِلَا عَيْبٍ».‏ فَكَمْ تَطْفَحُ قُلُوبُنَا شُكْرًا وَفَرَحًا حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي ٱلْعِنَايَةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْخُصُوصِيَّيْنِ ٱللَّذَيْنِ يُظْهِرُهُمَا يَهْوَه لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ!‏

١٨ (‏أ)‏ بِأَيِّ مَعْنًى لَا يَزِيدُ يَهْوَه عَنَاءً مَعَ بَرَكَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يُقَاسِي كَثِيرُونَ مِنْ أَوْلِيَاءِ يَهْوَه ٱلْآلَامَ؟‏

١٨ إِنَّ «بَرَكَةَ يَهْوَهَ» هِيَ مَا يُنْتِجُ ٱلِٱزْدِهَارَ ٱلرُّوحِيَّ لِشَعْبِهِ.‏ وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ «لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً».‏ (‏امثال ١٠:‏٢٢‏)‏ فَلِمَاذَا إِذًا تُصِيبُ ٱلْمِحَنُ وَٱلتَّجَارِبُ كَثِيرِينَ مِنْ أَوْلِيَاءِ ٱللهِ،‏ مِمَّا يُسَبِّبُ لَهُمُ ٱلْأَلَمَ وَٱلْمَشَقَّاتِ؟‏ هُنَالِكَ ثَلَاثَةُ أَسْبَابٍ لِمُعَانَاتِنَا ٱلصُّعُوبَاتِ وَٱلشَّدَائِدَ.‏ أَوَّلًا،‏ مَيْلُنَا ٱلْخَاطِئُ (‏تكوين ٦:‏٥؛‏ ٨:‏٢١؛‏ يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏؛‏ ثَانِيًا،‏ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ (‏افسس ٦:‏١١،‏ ١٢‏)‏؛‏ وَثَالِثًا،‏ ٱلْعَالَمُ ٱلشِّرِّيرُ (‏يوحنا ١٥:‏١٩‏)‏.‏ وَفِي حِينِ أَنَّ يَهْوَه يَسْمَحُ بِأَنْ تُصِيبَنَا ٱلْأُمُورُ ٱلرَّدِيئَةُ،‏ فَهُو لَا يُسَبِّبُهَا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ:‏ «كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ،‏ لِأَنَّهَا تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلْأَنْوَارِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ».‏ (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ بَرَكَاتِ يَهْوَه لَا تُسَبِّبُ ٱلْأَلَمَ.‏

١٩ مَاذَا يَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلسَّيْرِ بِٱسْتِقَامَةٍ؟‏

١٩ يَرْتَبِطُ ٱلِٱزْدِهَارُ ٱلرُّوحِيُّ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلْعَلَاقَةِ ٱللَّصِيقَةِ مَعَ ٱللهِ.‏ فَبِحِيَازَةِ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ ‹نَكْنِزُ لِأَنْفُسِنَا أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبَلِ،‏ لِكَيْ نَتَمَسَّكَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ›،‏ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٢،‏ ١٧-‏١٩‏)‏ وَفِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْمُقْبِلِ،‏ سَنَنْعَمُ بِٱلْغِنَى ٱلرُّوحِيِّ وَٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ مَعًا.‏ فَسَيَحْظَى كُلُّ ٱلَّذِينَ ‹يَسْمَعُونَ لِصَوتِ يَهْوَهَ› بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏ (‏تثنية ٢٨:‏٢‏)‏ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ بِفَرَحٍ فِي ٱلسَّيْرِ بِٱسْتِقَامَةٍ.‏

مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ؟‏

‏• لِمَاذَا لَيْسَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلتَّفْكِيرُ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

‏• أَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْآنَ؟‏

‏• لِمَاذَا يُقَاسِي خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْآلَامَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏