افراح السير باستقامة
أَفْرَاحُ ٱلسَّيْرِ بِٱسْتِقَامَةٍ
«بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي، وَهُوَ لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً». — امثال ١٠:٢٢.
١، ٢ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَحْتَرِسَ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
قَالَ فَيْلَسُوفٌ أَمِيركِيٌّ: «اَلتَّفْكِيرُ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ . . . يَحُولُ دُونَ رُؤْيَتِنَا ٱلْحَاضِرَ كَمَا هُوَ». يَنْطَبِقُ هذَا ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْأَوْلَادِ ٱلَّذِينَ يُضَيِّعُونَ سَنَوَاتِ طُفُولَتِهِمْ فِي ٱلتَّفْكِيرِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِحَسَنَاتِ سِنِّ ٱلرُّشْدِ بِحَيْثُ تَفُوتُهُمْ رُؤْيَةُ حَسَنَاتِ حَاضِرِهِمْ.
٢ لكِنَّ نَمَطَ ٱلتَّفْكِيرِ هذَا لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْأَوْلَادِ، فَحَتَّى عُبَّادُ يَهْوَه يُفَكِّرُونَ أَحْيَانًا بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. لَاحِظْ مَا قَدْ يَحْدُثُ: نَحْنُ نَتُوقُ إِلَى إِتْمَامِ وَعْدِ ٱللهِ بِتَحْوِيلِ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ. كَمَا أَنَّنَا نَنْتَظِرُ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ حَيَاةً خَالِيَةً مِنَ ٱلْمَرَضِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلْأَلَمِ وَٱلْمُعَانَاةِ. وَفِي حِينِ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَتَرَقَّبَ هذِهِ ٱلْأُمُورَ، مَاذَا لَوْ أَصْبَحْنَا نُفَكِّرُ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ بِحَيْثُ لَا يَعُودُ بِإِمْكَانِنَا تَمْيِيزُ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْحَاضِرَةِ؟ إِنَّ هذَا لَأَمْرٌ مُؤْسِفٌ، إِذْ إِنَّنَا سُرْعَانَ مَا سَنَشْعُرُ بِٱلتَّثَبُّطِ وَ ‹مَرَضِ ٱلْقَلْبِ بِسَبَبِ ٱلْأَمَلِ ٱلْمُمَاطَلِ› أَكْثَرَ مِمَّا تَوَقَّعْنَا. (امثال ١٣:١٢) وَنَتِيجَةً لِذلِكَ، قَدْ تُوقِعُنَا مَشَاكِلُ وَصُعُوبَاتُ ٱلْحَيَاةِ فِي فَخِّ ٱلْكَآبَةِ أَوِ ٱلشَّفَقَةِ عَلَى ٱلذَّاتِ. وَبَدَلًا مِنَ ٱلتَّأَقْلُمِ مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ، يُمْكِنُ أَنْ نَتَبَنَّى مَوْقِفَ ٱلتَّذَمُّرِ. وَلكِنْ بِإِمْكَانِنَا تَجَنُّبُ كُلِّ ذلِكَ بِٱلتَّأَمُّلِ بِتَقْدِيرٍ فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْآنَ.
٣ عَلَامَ سَنُرَكِّزُ ٱنْتِبَاهَنَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٠:٢٢: «بَرَكَةُ يَهْوَهَ هِيَ تُغْنِي، وَهُوَ لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً». فَٱلِٱزْدِهَارُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي يَنْعَمُ بِهِ خُدَّامُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ هُوَ بَرَكَةٌ تَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ. لذلِكَ لِنَسْتَعْرِضِ ٱلْآنَ بَعْضَ أَوْجُهِ ٱزْدِهَارِنَا ٱلرُّوحِيِّ وَنَرَ مَاذَا تَعْنِي لَنَا شَخْصِيًّا. فَٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يُغْدِقُهَا يَهْوَه عَلَى ‹ٱلْبَارِّ ٱلسَّائِرِ بِٱسْتِقَامَتِهِ› سَيُوَطِّدُ دُونَ شَكٍّ عَزْمَنَا عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي خِدْمَةِ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ بِفَرَحٍ. — امثال ٢٠:٧.
‹بَرَكَاتٌ تُغْنِينَا› ٱلْيَوْمَ
٤، ٥ أَيٌّ مِنْ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَرُوقُ لَكُمْ، وَلِمَاذَا؟
٤ اَلْمَعْرِفَةُ ٱلدَّقِيقَةُ لِتَعَاليِمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فِي حِينِ أَنَّ أَدْيَانَ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ تَدَّعِي عُمُومًا ٱلْإِيمَانَ بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَهِيَ لَا تَتَّفِقُ عَلَى مَا يُعَلِّمُهُ. حَتَّى أَعْضَاءُ ٱلطَّائِفَةِ ٱلْوَاحِدَةِ غَالِبًا مَا يَخْتَلِفُونَ فِي ٱلرَّأْيِ حَوْلَ مَا تُعَلِّمُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ حَقًّا. فَيَا لَلتَّبَايُنِ ٱلصَّارِخِ بَيْنَ حَالَتِهِمْ وَحَالَةِ خُدَّامِ يَهْوَه! فَمَهْمَا كَانَتْ خَلْفِيَّتُنَا ٱلْقَوْمِيَّةُ أَوِ ٱلْحَضَارِيَّةُ أَوِ ٱلْعِرْقِيَّةُ، فَنَحْنُ نَعْبُدُ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقِيقِيَّ ٱلَّذِي نَعْرِفُهُ بِٱسْمِهِ وَنَعْرِفُ أَنَّهُ لَيْسَ ثَالُوثًا غَامِضًا. (تثنية ٦:٤؛ مزمور ٨٣:١٨؛ مرقس ١٢:٢٩) وَنُدْرِكُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْقَضِيَّةَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ، قَضِيَّةَ سُلْطَانِ ٱللهِ ٱلْكَوْنِيِّ، سَتُبَتُّ عَمَّا قَرِيبٍ وَأَنَّ كُلًّا مِنَّا يَلْعَبُ دَوْرًا فِي هذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ بِمُحَافَظَتِهِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ. كَمَا أَنَّنَا نَعْرِفُ ٱلْحَقَّ عَنْ حَالَةِ ٱلْأَمْوَاتِ وَلَا نَرْتَعِبُ مِنَ ٱللهِ ٱلَّذِي يُؤْمِنُ كَثِيرُونَ أَنَّهُ يُعَذِّبُ ٱلْبَشَرَ فِي نَارِ ٱلْهَاوِيَةِ أَوْ يُرْسِلُهُمْ إِلَى ٱلْمَطْهَرِ. — جامعة ٩:٥، ١٠.
٥ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّنَا لَمْ نَأْتِ صُدْفَةً نَتِيجَةَ عَمَلِيَّةِ ٱلتَّطَوُّرِ ٱلْعَمْيَاءِ، بَلْ خَلَقَنَا ٱللهُ عَلَى صُورَتِهِ. (تكوين ١:٢٦؛ ملاخي ٢:١٠) رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «أَحْمَدُكَ لِأَنِّي صُنِعْتُ بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلرَّهْبَةَ وَٱلْعَجَبَ. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْلَمُ ذٰلِكَ يَقِينًا». — مزمور ١٣٩:١٤.
٦، ٧ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِكُمْ أَوْ حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ كَانَتْ بِمَثَابَةِ بَرَكَةٍ؟
٦ اَلتَّحَرُّرُ مِنَ ٱلْعَادَاتِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. تَبُثُّ وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّحْذِيرَاتِ مِنَ ٱلتَّدْخِينِ، ٱلْإِفْرَاطِ فِي ٱلشُّرْبِ، وَٱلِٱخْتِلَاطِ ٱلْجِنْسِيِّ. غَيْرَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ لَا يَأْبَهُونَ لِهذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ. وَلكِنْ مَاذَا يَحْدُثُ عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُ شَخْصٌ مُخْلِصٌ أَنَّ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقَّ يَدِينُ هذِهِ ٱلْأُمُورَ وَيَحْزَنُ عِنْدَمَا يَرَى أَشْخَاصًا يُمَارِسُونَهَا؟ لَا شَكَّ أَنَّهُ يَنْدَفِعُ إِلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنْهَا. (اشعيا ٦٣:١٠؛ ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠؛ ٢ كورنثوس ٧:١؛ افسس ٤:٣٠) وَفِي حِينِ أَنَّهُ يَفْعَلُ ذلِكَ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى لِإِرْضَاءِ يَهْوَه ٱللهِ، فَهُوَ يَجْنِي أَيْضًا فَوَائِدَ أُخْرَى، مِثْلَ ٱلصِّحَّةِ ٱلْأَفْضَلِ وَسَلَامِ ٱلْعَقْلِ.
٧ وَرَغْمَ أَنَّ كَثِيرِينَ يَسْتَصْعِبُونَ ٱلتَّوَقُّفَ عَنِ ٱلْعَادَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ، فَإِنَّ عَشَرَاتِ ٱلْآلَافِ يَتَحَرَّرُونَ مِنْهَا سَنَوِيًّا. وَهُمْ يَنْذُرُونَ أَنْفُسَهُمْ لِيَهْوَه وَيَعْتَمِدُونَ فِي ٱلْمَاءِ، وَبِذلِكَ يُعْلِنُونَ جَهْرًا أَنَّهُمْ تَخَلَّصُوا مِنَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلَّتِي تُغْضِبُ ٱللهَ. وَهذَا مَا يَمُدُّنَا جَمِيعًا بِٱلتَّشْجِيعِ وَيُرَسِّخُ تَصْمِيمَنَا أَنْ نَبْقَى أَحْرَارًا مِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْمُضِرَّةِ.
٨ أَيَّةُ مَشُورَةٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاهِمُ فِي ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟
٨ اَلْعَيْشُ حَيَاةً عَائِلِيَّةً سَعِيدَةً. تَتَفَكَّكُ ٱلرَّوَابِطُ ٱلْعَائِلِيَّةُ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ. فَزِيجَاتٌ كَثِيرَةٌ تَنْتَهِي بِٱلطَّلَاقِ، مِمَّا يَتْرُكُ نُدُوبًا عَاطِفِيَّةً لَدَى ٱلْأَوْلَادِ. وَفِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ، تَصِلُ نِسْبَةُ ٱلْعَائِلَاتِ ذَاتِ ٱلْوَالِدِ ٱلْوَاحِدِ إِلَى ٢٠ فِي ٱلْمِئَةِ تَقْرِيبًا. فَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه عَلَى ٱلسَّيْرِ فِي طَرِيقِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ؟ اِقْرَأْ مِنْ فَضْلِكَ افسس ٥:٢٢–٦:٤ وَلَاحِظِ ٱلْمَشُورَةَ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي تُعْطِيهَا كَلِمَةُ ٱللهِ لِلْأَزْوَاجِ وَٱلزَّوْجَاتِ وَٱلْأَوْلَادِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ تَطْبِيقَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْوَارِدَةِ هُنَاكَ وَفِي أَمَاكِنَ أُخْرَى مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُقَوِّي رُبُطَ ٱلزَّوَاجِ، يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ تَرْبِيَةً صَالِحَةً، وَيُسَاهِمُ فِي جَعْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ سَعِيدَةً. أَوَلَيْسَ ذلِكَ بَرَكَةً تَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ؟
٩، ١٠ كَيْفَ تَخْتَلِفُ نَظْرَتُنَا إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ عَنْ نَظْرَةِ ٱلْعَالَمِ؟
٩ اَلتَّأْكِيدُ أَنَّ مَشَاكِلَ ٱلْعَالَمِ سَتُحَلُّ عَمَّا قَرِيبٍ. رَغْمَ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلْعِلْمِيِّ وَٱلتِّكْنُولُوجِيِّ وَٱلْجُهُودِ ٱلْمُخْلِصَةِ ٱلَّتِي يَبْذُلُهَا بَعْضُ ٱلْقَادَةِ، تَبْقَى ٱلْمَشَاكِلُ ٱلْخَطِيرَةُ فِي عَصْرِنَا بِلَا حَلٍّ. فَمُؤَخَّرًا ذَكَرَ كلاوس شْڤاپ، مُؤَسِّسُ ٱلْمُنْتَدَى ٱلِٱقْتِصَادِيُّ ٱلْعَالَمِيُّ، أَنَّ «لَائِحَةَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُ ٱلْعَالَمَ تَطُولُ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْوَقْتَ لِمُعَالَجَتِهَا يَقْصُرُ». كَمَا تَحَدَّثَ عَنْ «مَخَاطِرَ تَتَخَطَّى حُدُودَ ٱلْبَلَدِ ٱلْوَاحِدِ مِثْلِ ٱلْإِرْهَابِ، ٱلتَّدَهْوُرِ ٱلْبِيئِيِّ وَعَدَمِ ٱلِٱسْتِقْرَارِ ٱلِٱقْتِصَادِيِّ». وَٱخْتَتَمَ قَائِلًا: «يَصْطَدِمُ ٱلْعَالَمُ ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى بِمَشَاكِلَ تَسْتَدْعِي ٱتِّخَاذَ إِجْرَاءٍ جَمَاعِيٍّ وَحَاسِمٍ». وَمَعْ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ فِي قَرْنِنَا ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرِينَ هذَا، لَا تَزَالُ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْعَامَّةُ إِلَى مَسْتَقْبَلِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ نَظْرَةً قَاتِمَةً.
١٠ فَكَمْ يَسُرُّنَا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَه قَدْ صَنَعَ تَرْتِيبًا لِحَلِّ كُلِّ مَشَاكِلِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ! فَبِوَاسِطَةِ مَلَكُوتِ ٱللهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ‹سَيُسَكِّنُ ٱلْإِلهُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلْحُرُوبَ› وَسَيَجْعَلُ «كَثْرَةَ ٱلسَّلَامِ» تَعُمُّ. (مزمور ٤٦:٩؛ ٧٢:٧) وَمَلِكُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَمْسُوحُ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، ‹سَيُنْقِذُ ٱلْفَقِيرَ وَٱلْمِسْكِينَ مِنَ ٱلْجَوْرِ وَٱلْعُنْفِ›. (مزمور ٧٢:١٢-١٤) وَفِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ، لَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ نَقْصٌ فِي ٱلطَّعَامِ. (مزمور ٧٢:١٦) كَمَا أَنَّ يَهْوَه ‹سَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِنَا، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ نَوْحٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ. فَٱلْأُمُورُ ٱلسَّابِقَةُ قَدْ زَالَتْ›. (رؤيا ٢١:٤) وَهذَا ٱلْمَلَكُوتُ سَبَقَ أَنْ تَأَسَّسَ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَعَمَّا قَرِيبٍ سَيَتَّخِذُ ٱلْإِجْرَاءَ ٱللَّازِمَ لِحَلِّ كُلِّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي نُعَانِيهَا هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ. — دانيال ٢:٤٤؛ رؤيا ١١:١٥.
١١، ١٢ (أ) هَلْ يُنْتِجُ ٱلسَّعْيُ وَرَاءَ ٱلْمَلَذَّاتِ سَعَادَةً دَائِمَةً؟ (ب) مَاذَا يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ؟
١١ مَعْرِفَةُ ٱلْأُسُسِ ٱلَّتِي تَقُومُ عَلَيْهَا ٱلسَّعَادَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ. مَاذَا يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ؟ قَالَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلنَّفْسِ إِنَّ ٱلسَّعَادَةَ تَقُومُ عَلَى ثَلَاثَةِ أُسُسٍ: اَلْمَلَذَّاتِ، ٱلِٱنْشِغَالِ (ٱنْهِمَاكِ ٱلْمَرْءِ فِي نَشَاطَاتٍ مِثْلِ ٱلْعَمَلِ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْعَائِلَةِ)، وَٱلْقَصْدِ (ٱلسَّعْيِ نَحْوَ هَدَفٍ يُفِيدُ ٱلْآخَرِينَ). وَبَيْنَ هذِهِ ٱلْمُقَوِّمَاتِ ٱلثَّلَاثَةِ، ذَكَرَ أَنَّ ٱلْمَلَذَّاتِ هِيَ ٱلْأَقَلُّ أَهَمِّيَّةً. ثُمَّ قَالَ: «هذَا جَدِيرٌ بِٱلذِّكْرِ لِأَنَّ أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ يَعِيشُونَ حَيَاةً تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْمَلَذَّاتِ». فَمَا هِيَ نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ؟
١٢ ذَكَرَ سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ: «قُلْتُ أَنَا فِي قَلْبِي: ‹هَلُمَّ أَمْتَحِنُكَ بِٱلْفَرَحِ، فَتَرَى ٱلْخَيْرَ›، فَإِذَا هٰذَا أَيْضًا بَاطِلٌ. فَقُلْتُ لِلضَّحِكِ: ‹جُنُونٌ!›، وَلِلْفَرَحِ: ‹مَاذَا يَفْعَلُ؟›». (جامعة ٢:١، ٢) فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُوضِحُ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ ٱلَّتِي تَجْلُبُهَا ٱلْمَلَذَّاتُ إِنَّمَا هِيَ مُجَرَدُ سَعَادَةٍ وَقْتِيَّةٍ. وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلِٱنْهِمَاكِ فِي ٱلْعَمَلِ؟ لَدَيْنَا أَكْثَرُ ٱلْأَعْمَالِ مَنْحًا لِلِٱكْتِفَاءِ لِنَنْهَمِكَ فِيهِ: عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. (متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) فَبِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْ رِسَالَةِ ٱلْخَلَاصِ ٱلْمُسَطَّرَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نَنْشَغِلُ بِعَمَلٍ يُمْكِنُ أَنْ يَجْلُبَ ٱلْخَلَاصَ لِأَنْفُسِنَا وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَنَا أَيْضًا. (١ تيموثاوس ٤:١٦) وَإِذْ نَكُونُ ‹عَامِلِينَ مَعَ ٱللهِ›، نَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ «ٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ». (١ كورنثوس ٣:٩؛ اعمال ٢٠:٣٥) وَهذَا ٱلْعَمَلُ يُعْطِي قَصْدًا لِحَيَاتِنَا وَيُزَوِّدُ ٱلْخَالِقَ بِجَوَابٍ لِمُعَيِّرِهِ، ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ. (امثال ٢٧:١١) فَيَهْوَه يُظْهِرُ لَنَا أَنَّ ٱلتَّعَبُّدَ لَهُ يُنْتِجُ سَعَادَةً حَقِيقِيَّةً وَدَائِمَةً. — ١ تيموثاوس ٤:٨.
١٣ (أ) كَيْفَ تَكُونُ مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ بَرَكَةً مُفْرِحَةً لَنَا؟ (ب) كَيْفَ تَسْتَفِيدُونَ مِنْ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ؟
١٣ بَرْنَامَجٌ تَدْرِيبِيٌّ مُهِمٌّ وَفَعَّالٌ. يَخْدُمُ ڠيرهارت شَيْخًا فِي إِحْدَى جَمَاعَاتِ شُهُودِ يَهْوَه. وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ ذِكْرَيَاتِ حَدَاثَتِهِ قَائِلًا: «كُنْتُ أَسْتَصْعِبُ ٱلتَّكَلُّمَ وَأَنَا حَدَثٌ. فَتَحْتَ ٱلضَّغْطِ، كُنْتُ أَتَلَعْثَمُ بِٱلْكَلَامِ وَأَبْدَأُ بِٱلتَّأْتَأَةِ. كَمَا تَمَلَّكَنِي شُعُورٌ بِأَنَّنِي أَدْنَى مِنَ ٱلْآخَرِينَ فَتَوَلَّدَتْ لَدَيَّ عُقْدَةٌ نَفْسِيَّةٌ. لِذلِكَ رَتَّبَ وَالِدَايَ أَنْ أَحْضُرَ مُقَرَّرًا لِتَصْحِيحِ ٱلنُّطْقِ، وَلكِنْ دُونَ جَدْوَى. فَمُشْكِلَتِي كَانَتْ نَفْسِيَّةً وَلَيْسَتْ جَسَدِيَّةً. لكِنَّ تَدْبِيرًا رَائِعًا مِنْ يَهْوَه — مَدْرَسَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ — هُوَ مَا سَاعَدَنِي. فَٱلِٱنْخِرَاطُ فِي هذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ مَنَحَنِي ٱلشَّجَاعَةَ. وَكُنْتُ أَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِي لِأُطَبِّقَ مَا تَعَلَّمْتُهُ، وَقَدْ تَكَلَّلَتْ جُهُودِي بِٱلنَّجَاحِ. فَصِرْتُ أَتَكَلَّمُ بِطَلَاقَةٍ وَتَخَلَّصْتُ مِنْ عُقْدَتِي ٱلنَّفْسِيَّةِ وَأَصْبَحْتُ أَكْثَرَ جُرْأَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ، حَتَّى إِنَّنِي أُلْقِي ٱلْيَوْمَ خِطَابَاتٍ عَامَّةً. فَكَمْ أَنَا شَاكِرٌ لِيَهْوَه لِأَنَّهُ غَيَّرَ حَيَاتِي مِنْ خِلَالِ هذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ!». أَفَلَيْسَتِ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي يُدَرِّبُنَا بِهَا يَهْوَه عَلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِهِ أَمْرًا يَدْعُونَا إِلَى ٱلْفَرَحِ؟!
١٤، ١٥ أَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ مُتَوَفِّرَةٌ لَنَا فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ؟
١٤ عَلَاقَةٌ شَخْصِيَّةٌ بِيَهْوَه وَدَعْمٌ مِنْ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْعَالَمِيِّ. اِسْتَحْوَذَ ٱلْقَلَقُ عَلَى كَاترِينَ (ٱلَّتِي تَعِيشُ فِي أَلْمَانيَا) حِينَ سَمِعَتِ ٱلْأَخْبَارَ عَنِ ٱلزِّلْزَالِ ٱلْقَوِيِّ ٱلَّذِي ضَرَبَ جَنُوبَ شَرْقِ آسيَا وَمَوْجَةِ ٱلتسُونَامِي ٱلَّتِي خَلَّفَهَا. فَٱبْنَتُهَا كَانَتْ تَزُورُ تَايْلَنْد عِنْدَمَا حَلَّتِ ٱلْكَارِثَةُ. وَقَدْ مَرَّتْ ٣٢ سَاعَةً دُونَ أَنْ تَعْرِفَ هذِهِ ٱلْأُمُّ إِنْ كَانَتِ ٱبْنَتُهَا حَيَّةً أَوْ فِي عِدَادِ ٱلْإِصَابَاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَتَزَايَدُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ. وَلكِنْ كَمِ ٱرْتَاحَتْ عِنْدَمَا تَلَقَّتْ أَخِيرًا مُكَالَمَةً هَاتِفِيَّةً تُؤَكِّدُ لَهَا نَجَاةَ ٱبْنَتِهَا!
١٥ فَمَاذَا سَاعَدَ كَاترِينَ خِلَالَ هذِهِ ٱلسَّاعَاتِ ٱلْعَصِيبَةِ؟ تَكْتُبُ قَائِلَةً: «قَضَيْتُ مُعْظَمَ ٱلْوَقْتِ أُصَلِّي إِلَى يَهْوَه. فَلَاحَظْتُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى كَمْ مَنَحَتْنِي ٱلصَّلَاةُ ٱلْقُوَّةَ وَسَلَامَ ٱلْعَقْلِ. كَمَا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلْمُحِبِّينَ زَارُونِي وَدَعَمُونِي». (فيلبي ٤:٦، ٧) فَكَمْ كَانَتْ حَالَتُهَا سَتَسُوءُ أَكْثَرَ لَوْ قَضَتْ هذِهِ ٱلسَّاعَاتِ ٱلْمُضنِيَةَ دُونَ ٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَه وَدَعْمِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْمُحِبِّ! حَقًّا، إِنَّ عَلَاقَتَنَا ٱلْحَمِيمَةَ بِيَهْوَه وَٱبْنِهِ وَمُعَاشَرَتَنَا ٱللَّصِيقَةَ لِمَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِيِّ هُمَا بَرَكَةٌ لَنَا، بَرَكَةٌ أَثْمَنُ مِنْ أَنْ نَعْتَبِرَهَا تَحْصِيلَ حَاصِلٍ.
١٦ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُوضِحُ قِيمَةَ رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ؟
١٦ رَجَاءُ رُؤْيَةِ أَحِبَّائِنَا ٱلْمَوْتَى مُجَدَّدًا. (يوحنا ٥:٢٨، ٢٩) تَرَبَّى وَلَدٌ ٱسْمُهُ مَاتياس فِي عَائِلَةٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه. لكِنَّهُ لَمْ يُقَدِّرْ قِيمَةَ هذِهِ ٱلْبَرَكَةِ، لِذلِكَ ٱنْجَرَفَ وَتَرَكَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ عِنْدَمَا كَانَ مُرَاهِقًا. يَكْتُبُ مُوضِحًا مَا حَصَلَ: «لَمْ تَدُرْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي أَحَادِيثُ عَمِيقَةٌ. وَعَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ، نَشَأَتْ بَيْنَنَا نِزَاعَاتٌ كَثِيرَةٌ. رَغْمَ ذلِكَ، كَانَ أَبِي دَائِمًا يُرِيدُ ٱلْأَفْضَلَ لِي. فَكَانَ يُحِبُّنِي كَثِيرًا، أَمْرٌ لَمْ أُدْرِكْهُ آنَذَاكَ. سَنَةَ ١٩٩٦، جَلَسْتُ بِجَانِبِ سَرِيرِهِ أُمْسِكُ بِيَدِهِ وَأَذْرِفُ دُمُوعًا حَرَّى. وَرُحْتُ أَقُولُ لَهُ كَمْ أَنَا نَادِمٌ عَلَى كُلِّ مَا فَعَلْتُهُ وَكَمْ أُحِبُّهُ، لكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَسْمَعَنِي لِأَنَّهُ فِي غَيْبُوبَةٍ. وَقَدْ رَحَلَ عَنَّا بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ. وَإِذَا عِشْتُ لِأَرَاهُ فِي ٱلْقِيَامَةِ، فَسَنُعَوِّضُ كُلَّ مَا فَاتَنَا فِي ٱلْمَاضِي. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَفْرَحُ حِينَ يَعْلَمُ أَنَّنِي أَخْدُمُ ٱلْآنَ شَيْخًا وَأَنَّ لَدَيَّ أَنَا وَزَوْجَتِي ٱمْتِيَازَ ٱلْخِدْمَةِ كَفَاتِحَيْنِ». حَقًّا، إِنَّ رَجَاءَ ٱلْقِيَامَةِ هُوَ بَرَكَةٌ رَائِعَةٌ لَنَا!
«لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً»
١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي بَرَكَاتِ يَهْوَه؟
١٧ قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ: «يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ». (متى ٥:٤٥) فَإِذَا كَانَ يَهْوَه ٱللهُ يُغْدِقُ بَرَكَاتِهِ عَلَى ٱلْأَثَمَةِ وَٱلْأَشْرَارِ، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى عَلَى ٱلَّذِينَ يَسِيرُونَ فِي طَرِيقِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟ يَقُولُ المزمور ٨٤:١١: «يَهْوَهُ لَا يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ ٱلسَّالِكِينَ بِلَا عَيْبٍ». فَكَمْ تَطْفَحُ قُلُوبُنَا شُكْرًا وَفَرَحًا حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي ٱلْعِنَايَةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْخُصُوصِيَّيْنِ ٱللَّذَيْنِ يُظْهِرُهُمَا يَهْوَه لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ!
١٨ (أ) بِأَيِّ مَعْنًى لَا يَزِيدُ يَهْوَه عَنَاءً مَعَ بَرَكَتِهِ؟ (ب) لِمَاذَا يُقَاسِي كَثِيرُونَ مِنْ أَوْلِيَاءِ يَهْوَه ٱلْآلَامَ؟
١٨ إِنَّ «بَرَكَةَ يَهْوَهَ» هِيَ مَا يُنْتِجُ ٱلِٱزْدِهَارَ ٱلرُّوحِيَّ لِشَعْبِهِ. وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ «لَا يَزِيدُ مَعَهَا عَنَاءً». (امثال ١٠:٢٢) فَلِمَاذَا إِذًا تُصِيبُ ٱلْمِحَنُ وَٱلتَّجَارِبُ كَثِيرِينَ مِنْ أَوْلِيَاءِ ٱللهِ، مِمَّا يُسَبِّبُ لَهُمُ ٱلْأَلَمَ وَٱلْمَشَقَّاتِ؟ هُنَالِكَ ثَلَاثَةُ أَسْبَابٍ لِمُعَانَاتِنَا ٱلصُّعُوبَاتِ وَٱلشَّدَائِدَ. أَوَّلًا، مَيْلُنَا ٱلْخَاطِئُ (تكوين ٦:٥؛ ٨:٢١؛ يعقوب ١:١٤، ١٥)؛ ثَانِيًا، ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ (افسس ٦:١١، ١٢)؛ وَثَالِثًا، ٱلْعَالَمُ ٱلشِّرِّيرُ (يوحنا ١٥:١٩). وَفِي حِينِ أَنَّ يَهْوَه يَسْمَحُ بِأَنْ تُصِيبَنَا ٱلْأُمُورُ ٱلرَّدِيئَةُ، فَهُو لَا يُسَبِّبُهَا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، لِأَنَّهَا تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلْأَنْوَارِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ». (يعقوب ١:١٧) نَعَمْ، إِنَّ بَرَكَاتِ يَهْوَه لَا تُسَبِّبُ ٱلْأَلَمَ.
١٩ مَاذَا يَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلسَّيْرِ بِٱسْتِقَامَةٍ؟
١٩ يَرْتَبِطُ ٱلِٱزْدِهَارُ ٱلرُّوحِيُّ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلْعَلَاقَةِ ٱللَّصِيقَةِ مَعَ ٱللهِ. فَبِحِيَازَةِ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ ‹نَكْنِزُ لِأَنْفُسِنَا أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبَلِ، لِكَيْ نَتَمَسَّكَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ›، ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (١ تيموثاوس ٦:١٢، ١٧-١٩) وَفِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْمُقْبِلِ، سَنَنْعَمُ بِٱلْغِنَى ٱلرُّوحِيِّ وَٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ مَعًا. فَسَيَحْظَى كُلُّ ٱلَّذِينَ ‹يَسْمَعُونَ لِصَوتِ يَهْوَهَ› بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. (تثنية ٢٨:٢) فَلْنُصَمِّمْ إِذًا عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ بِفَرَحٍ فِي ٱلسَّيْرِ بِٱسْتِقَامَةٍ.
مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ؟
• لِمَاذَا لَيْسَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلتَّفْكِيرُ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
• أَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْآنَ؟
• لِمَاذَا يُقَاسِي خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْآلَامَ؟
[اسئلة الدرس]