«فِعْل كل شيء من غير تذمُّرات»
«فِعْلُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ»
«اِسْتَمِرُّوا فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ». — فيلبي ٢:١٤.
١، ٢ أَيَّةُ مَشُورَتَيْنِ أَعْطَاهُمَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي فِيلِبِّي وَكُورنْثوس، وَلِمَاذَا؟
فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، قَدَّمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَدْحِ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي فِيلِبِّي. فَقَدْ مَدَحَ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ عَلَى سَخَائِهِمْ وَغَيْرَتِهِمْ وَعَبَّرَ عَنْ فَرَحِهِ بِأَعْمَالِهِمِ ٱلصَّالِحَةِ. لٰكِنَّهُ ذَكَّرَهُمْ ‹بِٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ›. (فيلبي ٢:١٤) فَلِمَاذَا قَدَّمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هٰذَا ٱلْحَضَّ؟
٢ لَقَدْ عَرَفَ إلَامَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ ٱلتَّذَمُّرُ. فَقَبْلَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ، ذَكَّرَ ٱلْجَمَاعَةَ فِي كُورِنْثوس بِخُطُورَةِ ٱلتَّذَمُّرِ. وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَثَارُوا تَكْرَارًا غَضَبَ يَهْوَه. كَيْفَ؟ بِٱشْتِهَاءِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُؤْذِيَةِ، مُمَارَسَةِ ٱلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْعَهَارَةِ، ٱمْتِحَانِ يَهْوَه، وَ ٱلتَّذَمُّرِ. وَشَجَّعَ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا دَرْسًا مِنْ هذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ. كَتَبَ: «لَا تَكُونُوا مُتَذَمِّرِينَ، كَمَا تَذَمَّرَ بَعْضٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ ٱلْمُهْلِكُ». — ١ كورنثوس ١٠:٦-١١.
٣ لِمَاذَا يَهُمُّنَا ٱلْيَوْمَ مَوْضُوعُ ٱلتَّذَمُّرِ؟
٣ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، نُعْرِبُ نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَه عَنْ رُوحٍ مُمَاثِلَةٍ لِرُوحِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي فِيلِبِّي. فَنَحْنُ غَيُورُونَ عَلَى ٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ وَنُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضًا. (يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥) وَلكِنْ نَظَرًا إِلَى ٱلْأَذَى ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلتَّذَمُّرُ بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي، لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلْإِصْغَاءِ إِلَى ٱلْمَشُورَةِ: «اِسْتَمِرُّوا فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ». فَلْنَرَ أَوَّلًا بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ لِحَوَادِثَ عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ مَذْكُورَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. ثُمَّ لِنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُمْكِنُنَا فِعْلُهَا لِمَنْعِ ٱلتَّذَمُّرِ مِنْ إِلْحَاقِ ٱلْأَذَى بِنَا ٱلْيَوْمَ.
جَمَاعَةٌ رَدِيئَةٌ تَتَذَمَّرُ عَلَى يَهْوَه
٤ كَيْفَ تَذَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ؟
٤ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، تُسْتَخْدَمُ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلَّتِي تَعْنِي ‹تَذَمَّرَ، تَأَفَّفَ، تَشَكَّى، أَوْ بَرْبَرَ› فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِحَوَادِثَ حَصَلَتْ خِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَرْبَعِينَ ٱلَّتِي قَضَاهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لَمْ يَكُونُوا أَحْيَانًا قَانِعِينَ بِنَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ، وَهٰذَا مَا ظَهَرَ مِنْ خِلَالِ تَذَمُّرِهِمْ. مَثَلًا، بَعْدَ أَسَابِيعَ قَلِيلَةٍ مِنْ إِنْقَاذِهِمْ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ، «تَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ». فَقَدْ تَشَكَّوْا مِنَ ٱلطَّعَامِ قَائِلِينَ: «لَيْتَنَا مُتْنَا بِيَدِ يَهْوَهَ فِي أَرْضِ مِصْرَ، حَيْثُ كُنَّا نَجْلِسُ عِنْدَ قُدُورِ ٱللَّحْمِ وَنَأْكُلُ خُبْزًا لِلشَّبَعِ، لِأَنَّكُمَا أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هٰذِهِ ٱلْبَرِّيَّةِ لِكَيْ تُمِيتَا كُلَّ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ بِٱلْجُوعِ». — خروج ١٦:١-٣.
٥ عِنْدَمَا تَشَكَّى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ، إِلَى مَنْ كَانَتْ تَشَكِّيَاتُهُمْ مُوَجَّهَةً فِعْلِيًّا؟
٥ إِلَّا أَنَّ يَهْوَه كَانَ فِي ٱلْوَاقِعِ يَهْتَمُّ بِحَاجَاتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، إِذْ زَوَّدَهُمْ بِمَحَبَّةٍ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَاءَ. وَلَمْ يَكُنْ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ مُعَرَّضِينَ لِلْمَوْتِ مِنَ ٱلْجُوعِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا رَاضِينَ وَضَخَّمُوا مُشْكِلَتَهُمْ وَٱبْتَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ. وَرَغْمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَشَكَّوْنَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ، فَقَدِ ٱعْتَبَرَ يَهْوَه أَنَّ تَشَكِّيَاتِهِمْ مُوَجَّهَةٌ إِلَيْهِ شَخْصِيًّا. قَالَ مُوسَى لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «إِنَّ يَهْوَهَ سَمِعَ تَذَمُّرَكُمُ ٱلَّذِي تَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ. فَمَنْ نَحْنُ؟ إِنَّ تَذَمُّرَكُمْ لَيْسَ عَلَيْنَا، بَلْ عَلَى يَهْوَهَ». — خروج ١٦:٤-٨.
٦، ٧ كَيْفَ تَغَيَّرَ مَوْقِفُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِحَسَبِ العدد ١٤:١-٣؟
٦ بَعْدَ ذٰلِكَ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ، تَذَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَرَّةً أُخْرَى. فَعِنْدَمَا أَرْسَلَ مُوسَى ١٢ رَجُلًا لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ، عَادَ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ بِخَبَرٍ ذَمِيمٍ. وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ «تَذَمَّرَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ، وَقَالَتْ لَهُمَا ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا: ‹يَا لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، أَوْ يَا لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْبَرِّيَّةِ! وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا يَهْوَهُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ [كَنْعَانَ] لِنَسْقُطَ بِٱلسَّيْفِ؟ سَتَصِيرُ زَوْجَاتُنَا وَصِغَارُنَا نَهْبًا. أَلَيْسَ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ لَنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ؟›». — عدد ١٤:١-٣.
٧ كَمْ تَغَيَّرَ مَوْقِفُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ! فَتَقْدِيرُ شَعْبِ ٱللهِ ٱلْأَوَّلِيُّ لِتَحْرِيرِهِمْ مِنْ مِصْرَ وَإِنْقَاذِهِمْ مِنَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ دَفَعَهُمْ إِلَى تَرْنِيمِ تَسَابِيحَ لِيَهْوَه. (خروج ١٥:١-٢١) وَلكِنْ حِينَ وَاجَهُوا ٱلصُّعُوبَاتِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَتَمَلَّكَهُمُ ٱلْخَوْفُ مِنَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ، تَحَوَّلَ تَقْدِيرُهُمْ إِلَى عَدَمِ رِضًا. فَبَدَلًا مِنْ شُكْرِ ٱللهِ عَلَى حُرِّيَّتِهِمْ، لَامُوهُ عَلَى مَا ٱعْتَبَرُوهُ حِرْمَانًا. وَهكَذَا، كَانَ ٱلتَّذَمُّرُ إِعْرَابًا عَنْ قِلَّةِ ٱلتَّقْدِيرِ لِتَدَابِيرِ يَهْوَه. فَلَا عَجَبَ أَنَّ يَهْوَه قَالَ: «إِلَى مَتَى تُوَاصِلُ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلرَّدِيئَةُ هٰذَا ٱلتَّذَمُّرَ عَلَيَّ؟»! — عدد ١٤:٢٧؛ ٢١:٥.
اَلتَّذَمُّرُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ
٨، ٩ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ مَذْكُورَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
٨ شَمَلَ ٱلْمِثَالَانِ ٱلْمَذْكُورَانِ آنِفًا عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ مَجْمُوعَاتٍ مِنَ ٱلنَّاسِ تُعَبِّرُ عَلَنًا عَنْ عَدَمِ رِضَاهَا. وَلكِنْ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ فِي أُورُشَلِيمَ لِلِٱحْتِفَالِ بِعِيدِ ٱلْمَظَالِّ سَنَةَ ٣٢ بم، «كَانَ فِي ٱلْجُمُوعِ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ فِي شَأْنِهِ». (يوحنا ٧:١٢، ١٣، ٣٢) فَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ عَنْهُ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ، بَعْضُهُمْ يَقُولُ إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ وَآخَرُونَ يَقُولُونَ لَا.
لوقا ٥:٢٧-٣٠) وَلَاحِقًا فِي ٱلْجَلِيلِ، «تَذَمَّرَ ٱلْيَهُودُ عَلَى [يَسُوعَ] لِأَنَّهُ قَالَ: ‹أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ›». حَتَّى إِنَّ بَعْضَ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱسْتَاءُوا مِمَّا قَالَهُ وَٱبْتَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ. — يوحنا ٦:٤١، ٦٠، ٦١.
٩ وَفِي مَرَّةٍ أُخْرَى، كَانَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ ضُيُوفًا فِي بَيْتِ جَابِي ٱلضَّرَائِبِ مَتَّى، ٱلْمَدْعُوِّ أَيْضًا لَاوِي. «فَتَذَمَّرَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَكَتَبَتُهُمْ قَائِلِينَ لِتَلَامِيذِهِ: ‹لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ جُبَاةِ ضَرَائِبَ وَخُطَاةٍ؟›». (١٠، ١١ لِمَاذَا تَذَمَّرَ ٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ، وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ طَرِيقَةِ مُعَالَجَةِ مُشْكِلَةِ ٱلتَّذَمُّرِ هٰذِهِ؟
١٠ غَيْرَ أَنَّ حَادِثَةَ تَذَمُّرٍ حَصَلَتْ بُعَيْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم أَسْفَرَتْ عَنْ نَتِيجَةٍ إِيجَابِيَّةٍ. فَتَلَامِيذُ كَثِيرُونَ مُهْتَدُونَ حَدِيثًا آتُونَ مِنْ خَارِجِ إِسْرَائِيلَ كَانُوا آنَذَاكَ يَتَمَتَّعُونَ بِضِيَافَةِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ. وَلكِنْ نَشَأَتْ بَعْضُ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِتَوْزِيعِ ٱلْمَوَارِدِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ. تَذْكُرُ ٱلرِّوَايَةُ: «حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ عَلَى ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ، لِأَنَّهُ كَانَ يُتَغَاضَى عَنْ أَرَامِلِهِمْ فِي ٱلتَّوْزِيعِ ٱلْيَوْمِيِّ». — اعمال ٦:١.
١١ لَمْ يَكُنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُتَذَمِّرُونَ كَٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. فَٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ لَمْ يُعَبِّرُوا بِأَنَانِيَّةٍ عَنْ عَدَمِ رِضَاهُمْ بِنَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ. بَلْ كَانُوا يَلْفِتُونَ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى خَطَإٍ فِي مَجَالِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِحَاجَاتِ بَعْضِ ٱلْأَرَامِلِ. كَمَا أَنَّهُمْ لَمْ يُسَبِّبُوا ٱلشَّغَبَ وَلَمْ يَتَذَمَّرُوا عَلَى يَهْوَه. بَلْ وَجَّهُوا تَشَكِّيَاتِهِمْ إِلَى ٱلرُّسُلِ، وَهٰؤُلَاءِ ٱتَّخَذُوا إِجْرَاءً فَوْرِيًّا لِأَنَّ ٱلتَّشَكِّيَ كَانَ مُبَرَّرًا. فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ ٱلرُّسُلُ لِلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ! فَهٰؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ يَحْرَصُونَ لِئَلَّا ‹يَسُدُّوا آذَانَهُمْ عَنْ صُرَاخِ تَشَكِّي ٱلْمِسْكِينِ›. — امثال ٢١:١٣؛ اعمال ٦:٢-٦.
اَلِٱحْتِرَاسُ مِنْ تَأْثِيرِ ٱلتَّذَمُّرِ ٱلْمُفْسِدِ
١٢، ١٣ (أ) أَيُّ مَثَلٍ يُظْهِرُ مَا هُوَ تَأْثِيرُ ٱلتَّذَمُّرِ؟ (ب) مَاذَا قَدْ يَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ يَبْتَدِئُ بِٱلتَّذَمُّرِ؟
١٢ تُظْهِرُ مُعْظَمُ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا آنِفًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ ٱلتَّذَمُّرَ سَبَّبَ أَذًى كَبِيرًا بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي. لِذٰلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ جِدِّيًّا فِي ٱلتَّأْثِيرِ ٱلْمُفْسِدِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلتَّذَمُّرِ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا. لِنُعْطِ مَثَلًا بُغْيَةَ إِيضَاحِ ٱلنُّقْطَةِ أَكْثَرَ. هُنَالِكَ مَعَادِنُ كَثِيرَةٌ قَابِلَةٌ لِلصَّدَإِ. فَإِذَا أَهْمَلَ ٱلشَّخْصُ بَوَادِرَ ٱلصَّدَإِ ٱلْأُولَى، يَصْدَأُ ٱلْمَعْدِنُ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ لَا يَعُودُ صَالِحًا لِلِٱسْتِعْمَالِ. فَأَعْدَادٌ لَا تُحْصَى مِنَ ٱلسَّيَّارَاتِ يَجْرِي ٱلتَّخَلُّصُ مِنْهَا، لَيْسَ بِسَبَبِ أَعْطَالٍ مِيكَانِيكِيَّةٍ، بَلْ لِأَنَّ مَعْدِنَهَا صَدِئٌ جِدًّا مِمَّا يَجْعَلُهَا غَيْرَ آمِنَةٍ. وَلٰكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ هٰذَا ٱلْمَثَلِ عَلَى ٱلتَّذَمُّرِ؟
١٣ تَمَامًا كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَعَادِنِ هِيَ قَابِلَةٌ لِلصَّدَإِ، لَدَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ مَيْلٌ إِلَى ٱلتَّذَمُّرِ. لِذٰلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ لِٱكْتِشَافِ أَيَّةِ بَوَادِرَ لِلتَّذَمُّرِ قَدْ تَظْهَرُ لَدَيْنَا. وَكَمَا أَنَّ ٱلرُّطُوبَةَ وَٱلْهَوَاءَ ٱلْمَالِحَ يُسَرِّعَانِ عَمَلِيَّةَ ٱلصَّدَإِ، كَذٰلِكَ تَجْعَلُنَا ٱلشَّدَائِدُ مَيَّالِينَ أَكْثَرَ إِلَى ٱلتَّذَمُّرِ. فَٱلضُّغُوطُ يُمْكِنُ أَنْ تُحَوِّلَ ٱلِٱنْزِعَاجَ ٱلطَّفِيفَ إِلَى ٱغْتِيَاظٍ شَدِيدٍ. وَكُلَّمَا تَرَدَّتِ ٱلْأَوْضَاعُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ هٰذَا ٱلنِّظَامِ، ٱزْدَادَتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَسْبَابُ ٱلتَّشَكِّي. (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ يُمْكِنُ أَنْ يَبْدَأَ أَحَدُ خُدَّامِ يَهْوَه بِٱلتَّذَمُّرِ عَلَى خَادِمٍ آخَرَ. وَقَدْ لَا تَكُونُ ٱلْمَسْأَلَةُ ذَاتَ أَهَمِّيَّةٍ. فَرُبَّمَا يَكُونُ مُسْتَاءً مِنْ ضَعَفَاتِ هٰذَا ٱلشَّخْصِ، ٱلْقُدُرَاتِ ٱلَّتِي يَمْلِكُهَا، أَوِ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ ٱلَّتِي يَحْظَى بِهَا.
١٤، ١٥ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَكْبَحَ ٱلْمَيْلَ إِلَى ٱلتَّشَكِّي؟
١٤ مَهْمَا كَانَ سَبَبُ ٱسْتِيَائِنَا، فَإِذَا لَمْ نَكْبَحْ مَيْلَنَا إِلَى خروج ١٦:٨) فَلَا نَسْمَحْ أَبَدًا لِأَنْفُسِنَا بِأَنْ نَصِلَ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ!
ٱلتَّشَكِّي، يُمْكِنُ أَنْ يُنَمِّيَ ذٰلِكَ فِينَا مَوْقِفَ عَدَمِ ٱلرِّضَا وَيَجْعَلَنَا نَعْتَادُ ٱلتَّذَمُّرَ. نَعَمْ، إِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ لَهُ تَأْثِيرٌ مُفْسِدٌ تَمَامًا. فَعِنْدَمَا تَذَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِشَأْنِ حَيَاتِهِمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، وَصَلُوا إِلَى حَدِّ لَوْمِ يَهْوَه. (١٥ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْمَثَلِ، يُمْكِنُ تَخْفِيفُ تَعَرُّضِ ٱلْمَعَادِنِ لِلصَّدَإِ بِتَغْشِيَتِهَا بِطِلَاءٍ غَيْرِ قَابِلٍ لِلصَّدَإِ وَإِصْلَاحِ ٱلْمَوَاضِعِ ٱلصَّدِئَةِ فَوْرًا. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، إِذَا لَاحَظْنَا أَنَّهُ لَدَيْنَا مَيْلٌ إِلَى ٱلتَّشَكِّي، يُمْكِنُنَا ضَبْطُ هذَا ٱلْمَيْلِ بِٱلصَّلَاةِ وَبَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِإِصْلَاحِهِ فَوْرًا. كَيْفَ ذٰلِكَ؟
تَبَنِّي وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَه
١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ ٱلتَّغَلُّبُ عَلَى أَيِّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّشَكِّي؟
١٦ إِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ يَجْعَلُنَا نُرَكِّزُ ذِهْنَنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَعَلَى مَشَاكِلِنَا وَنَنْسَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا كَشُهُودٍ لِيَهْوَه. لِذٰلِكَ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى أَيِّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّشَكِّي، عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ هٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ فِي ذِهْنِنَا. مَثَلًا، لَدَى كُلٍّ مِنَّا ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلرَّائِعُ أَنْ يَحْمِلَ ٱسْمَ يَهْوَه. (اشعيا ٤٣:١٠) وَيُمْكِنُنَا حِيَازَةُ عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِهِ، وَبِٱسْتِطَاعَتِنَا أَنْ نَتَحَدَّثَ إِلَى «سَامِعِ ٱلصَّلَاةِ» فِي أَيِّ وَقْتٍ نَشَاءُ. (مزمور ٦٥:٢؛ يعقوب ٤:٨) وَنَحْنُ نَعِيشُ حَيَاةً لَهَا مَعْنًى حَقِيقِيٌّ لِأَنَّنَا عَلَى عِلْمٍ بِقَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ وَلِأَنَّ لَدَيْنَا ٱمْتِيَازَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ أَمَامَ ٱللهِ. (امثال ٢٧:١١) وَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَشْتَرِكَ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (متى ٢٤:١٤) كَمَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ يُمَكِّنُنَا مِنِ ٱمْتِلَاكِ ضَمِيرٍ طَاهِرٍ. (يوحنا ٣:١٦) وَنَحْنُ نَتَمَتَّعُ بِهٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمَشَقَّاتُ ٱلَّتِي نُضْطَرُّ إِلَى تَحَمُّلِهَا.
١٧ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُحَاوِلَ رُؤْيَةَ ٱلْأُمُورِ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَه، حَتَّى لَوْ كَانَ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلتَّشَكِّي؟
١٧ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُحَاوِلَ رُؤْيَةَ ٱلْأُمُورِ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَه، لَا مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ. رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ: «طُرُقَكَ يَا يَهْوَه عَرِّفْنِي، سُبُلَكَ عَلِّمْنِي». (مزمور ٢٥:٤) فَقَدْ يَكُونُ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلتَّشَكِّي. وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه يُدْرِكُ ذٰلِكَ وَيَسْتَطِيعُ أَنْ يُقَوِّمَ ٱلْأُمُورَ فَوْرًا، فَهُوَ يَسْمَحُ أَحْيَانًا بِٱسْتِمْرَارِ ٱلْمِحْنَةِ. لِمَاذَا؟ رُبَّمَا لِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى تَنْمِيَةِ صِفَاتٍ جَيِّدَةٍ مِثْلِ ٱلصَّبْرِ، ٱلِٱحْتِمَالِ، ٱلْإِيمَانِ، وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ. — يعقوب ١:٢-٤.
١٨، ١٩ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ ٱلنَّتَائِجَ ٱلَّتِي قَدْ يُسْفِرُ عَنْهَا ٱحْتِمَالُنَا ٱلْمَشَاكِلَ دُونَ تَذَمُّرٍ؟
١٨ لَا يُسَاعِدُنَا ٱحْتِمَالُ ٱلصُّعُوبَاتِ دُونَ تَذَمُّرٍ عَلَى تَحْسِينِ شَخْصِيَّتِنَا فَحَسْبُ، بَلْ يَتْرُكُ أَيْضًا ٱنْطِبَاعًا جَيِّدًا لَدَى ٱلَّذِينَ يَرَوْنَ تَصَرُّفَاتِنَا. مَثَلًا سَنَةَ ٢٠٠٣، سَافَرَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه بِٱلْبَاصِ مِنْ أَلْمَانيَا إِلَى هَنْغَاريَا لِحُضُورِ مَحْفِلٍ. وَبِمَا أَنَّ سَائِقَ ٱلْبَاصِ لَمْ يَكُنْ شَاهِدًا، فَلَمْ يَرْغَبْ أَنْ يَقْضِيَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ بِرِفْقَةِ ٱلشُّهُودِ. لٰكِنَّ مَوْقِفَهُ تَغَيَّرَ كُلِّيًّا فِي نِهَايَةِ ٱلرِّحْلَةِ. لِمَاذَا؟
١٩ لِأَنَّ ٱلشُّهُودَ لَمْ يَتَذَمَّرُوا أَلْبَتَّةَ رَغْمَ أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَشَاكِلِ نَشَأَتْ خِلَالَ ٱلرِّحْلَةِ. وَهٰذَا مَا دَفَعَ ٱلسَّائِقَ إِلَى ٱلْقَوْلِ إِنَّهُمْ
أَفْضَلُ مَجْمُوعَةِ رُكَّابٍ ذَهَبَتْ مَعَهُ بِٱلْبَاصِ. حَتَّى إِنَّهُ وَعَدَهُمْ بِأَنْ يَسْتَقْبِلَ ٱلشُّهُودَ عِنْدَمَا يَقْرَعُونَ بَابَهُ وَيُصْغِيَ إِلَيْهِمْ. فَكَمْ كَانَ ٱلِٱنْطِبَاعُ ٱلَّذِي تَرَكُوهُ جَيِّدًا نَتِيجَةَ ‹ٱسْتِمْرَارِهِمْ فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ›!اَلْمُسَامَحَةُ تُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ
٢٠ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُسَامِحَ بَعْضُنَا بَعْضًا؟
٢٠ مَاذَا لَوْ كَانَ لَدَيْنَا سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟ إِذَا كَانَتِ ٱلْقَضِيَّةُ خَطِيرَةً، يَنْبَغِي أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ فِي متى ١٨:١٥-١٧. لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَنْ يَكُونَ ضَرُورِيًّا دَائِمًا لِأَنَّ مُعْظَمَ قَضَايَا ٱلتَّشَكِّيَاتِ هِيَ ثَانَوِيَّةٌ. فَلِمَ لَا نَعْتَبِرُ هٰذِهِ ٱلْحَالَةَ فُرْصَةً لِإِظْهَارِ ٱلْمُسَامَحَةِ؟ كَتَبَ بُولُسُ: «اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ. كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ، هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا، ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ، فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ». (كولوسي ٣:١٣، ١٤) فَهَلْ نَحْنُ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِلْمُسَامَحَةِ؟ لِنُفَكِّرْ فِي مِثَالِ يَهْوَه. فَرَغْمَ أَنَّ لَدَيْهِ سَبَبًا لِلتَّشَكِّي مِنَّا، فَهُوَ يُظْهِرُ لَنَا تَكْرَارًا ٱلتَّعَاطُفَ وَٱلْغُفْرَانَ.
٢١ أَيُّ أَثَرٍ قَدْ يَتْرُكُهُ ٱلتَّذَمُّرُ فِي ٱلْآخَرِينَ؟
٢١ مَهْمَا كَانَ سَبَبُ تَشَكِّينَا، فَإِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ لَنْ يَحُلَّ ٱلْمُشْكِلَةَ. فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلَّتِي تَعْنِي «تَذَمَّرَ» يُمْكِنُ أَنْ تَعْنِيَ أَيْضًا «بَرْبَرَ». وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، نَحْنُ نَنْزَعِجُ إِذَا كُنَّا بِرِفْقَةِ شَخْصٍ يَتَذَمَّرُ بِٱسْتِمْرَارٍ وَنُحَاوِلُ أَنْ نَتَجَنَّبَهُ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ سَيَكُونُ لَدَيْهِمِ ٱلشُّعُورُ نَفْسُهُ إِذَا كُنَّا نَحْنُ مَنْ يَتَذَمَّرُ، أَوْ يُبَرْبِرُ. وَقَدْ يَنْزَعِجُونَ إِلَى دَرَجَةِ أَنَّهُمْ سَيُحَاوِلُونَ تَجَنُّبَنَا. فَتَذَمُّرُنَا قَدْ يَسْتَأْثِرُ بِٱنْتِبَاهِ ٱلشَّخْصِ، لٰكِنَّهُ حَتْمًا لَنْ يَجْذِبَهُ إِلَيْنَا.
٢٢ مَاذَا قَالَتْ فَتَاةٌ عَنْ شُهُودِ يَهْوَه؟
مزمور ١٣٣:١-٣) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، كَتَبَتْ فَتَاةٌ كَاثُولِيكِيَّةٌ مِنْ أُورُوبا عُمْرُهَا ١٧ سَنَةً رِسَالَةً إِلَى مَكْتَبِ فَرْعِ شُهُودِ يَهْوَه تَعْبِيرًا عَنْ إِعْجَابِهَا بِهِمْ. قَالَتْ: «لَا أَعْرِفُ هَيْئَةً أُخْرَى لَا يُقَسِّمُ أَعْضَاءَهَا ٱلْبُغْضُ، ٱلْجَشَعُ، ٱلتَّعَصُّبُ، ٱلْأَنَانِيَّةُ، أَوْ عَدَمُ ٱلْوَحْدَةِ».
٢٢ إِنَّ رُوحَ ٱلْمُسَامَحَةِ تُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ: أَمْرٌ يُقَدِّرُهُ شَعْبُ يَهْوَه كَثِيرًا. (٢٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٢٣ كَمَا رَأَيْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، يُسَاعِدُنَا ٱلتَّقْدِيرُ لِكُلِّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي نَنَالُهَا كَعُبَّادٍ لِلْإِلٰهِ ٱلْحَقِيقِيِّ يَهْوَه عَلَى تَعْزِيزِ ٱلْوَحْدَةِ وَتَجَنُّبِ ٱلتَّذَمُّرِ عَلَى ٱلْآخَرِينَ بِسَبَبِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. أَمَّا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ فَسَتُظْهِرُ كَيْفَ تَمْنَعُنَا ٱلصِّفَاتُ ٱلْإِلٰهِيَّةُ مِنَ ٱلتَّوَرُّطِ فِي نَوْعٍ أَخْطَرَ مِنَ ٱلتَّذَمُّرِ: ٱلتَّذَمُّرِ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْمَنْظُورِ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَه.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• مَاذَا يَشْمُلُ ٱلتَّذَمُّرُ؟
• مَا هُوَ ٱلْأَثَرُ ٱلَّذِي يَتْرُكُهُ ٱلتَّذَمُّرُ؟
• مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى كَبْحِ ٱلْمَيْلِ إِلَى ٱلتَّذَمُّرِ؟
• كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱسْتِعْدَادُ لِلْمُسَامَحَةِ أَنْ نَمْتَنِعَ عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ١٤]
كَانَتْ تَشَكِّيَاتُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مُوَجَّهَةً فِعْلِيًّا إِلَى يَهْوَه
[الصورة في الصفحة ١٧]
هَلْ تُحَاوِلُ أَنْ تَتَبَنَّى وُجْهَةَ نَظَرِ يَهْوَه إِلَى ٱلْأُمُورِ؟
[الصورتان في الصفحة ١٨]
اَلْمُسَامَحَةُ تُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ