الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«فِعْل كل شيء من غير تذمُّرات»‏

‏«فِعْل كل شيء من غير تذمُّرات»‏

‏«فِعْلُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ»‏

‏«اِسْتَمِرُّوا فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ».‏ —‏ فيلبي ٢:‏١٤‏.‏

١،‏ ٢ أَيَّةُ مَشُورَتَيْنِ أَعْطَاهُمَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي فِيلِبِّي وَكُورنْثوس،‏ وَلِمَاذَا؟‏

فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ قَدَّمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَدْحِ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي فِيلِبِّي.‏ فَقَدْ مَدَحَ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ عَلَى سَخَائِهِمْ وَغَيْرَتِهِمْ وَعَبَّرَ عَنْ فَرَحِهِ بِأَعْمَالِهِمِ ٱلصَّالِحَةِ.‏ لٰكِنَّهُ ذَكَّرَهُمْ ‹بِٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ›.‏ (‏فيلبي ٢:‏١٤‏)‏ فَلِمَاذَا قَدَّمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هٰذَا ٱلْحَضَّ؟‏

٢ لَقَدْ عَرَفَ إلَامَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ ٱلتَّذَمُّرُ.‏ فَقَبْلَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ،‏ ذَكَّرَ ٱلْجَمَاعَةَ فِي كُورِنْثوس بِخُطُورَةِ ٱلتَّذَمُّرِ.‏ وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَثَارُوا تَكْرَارًا غَضَبَ يَهْوَه.‏ كَيْفَ؟‏ بِٱشْتِهَاءِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُؤْذِيَةِ،‏ مُمَارَسَةِ ٱلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْعَهَارَةِ،‏ ٱمْتِحَانِ يَهْوَه،‏ وَ ٱلتَّذَمُّرِ.‏ وَشَجَّعَ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا دَرْسًا مِنْ هذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏ كَتَبَ:‏ «لَا تَكُونُوا مُتَذَمِّرِينَ،‏ كَمَا تَذَمَّرَ بَعْضٌ مِنْهُمْ،‏ فَأَهْلَكَهُمُ ٱلْمُهْلِكُ».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٦-‏١١‏.‏

٣ لِمَاذَا يَهُمُّنَا ٱلْيَوْمَ مَوْضُوعُ ٱلتَّذَمُّرِ؟‏

٣ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ نُعْرِبُ نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَه عَنْ رُوحٍ مُمَاثِلَةٍ لِرُوحِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي فِيلِبِّي.‏ فَنَحْنُ غَيُورُونَ عَلَى ٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ وَنُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضًا.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وَلكِنْ نَظَرًا إِلَى ٱلْأَذَى ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلتَّذَمُّرُ بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي،‏ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلْإِصْغَاءِ إِلَى ٱلْمَشُورَةِ:‏ «اِسْتَمِرُّوا فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ».‏ فَلْنَرَ أَوَّلًا بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ لِحَوَادِثَ عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ مَذْكُورَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ ثُمَّ لِنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُمْكِنُنَا فِعْلُهَا لِمَنْعِ ٱلتَّذَمُّرِ مِنْ إِلْحَاقِ ٱلْأَذَى بِنَا ٱلْيَوْمَ.‏

جَمَاعَةٌ رَدِيئَةٌ تَتَذَمَّرُ عَلَى يَهْوَه

٤ كَيْفَ تَذَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ؟‏

٤ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ تُسْتَخْدَمُ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلَّتِي تَعْنِي ‹تَذَمَّرَ،‏ تَأَفَّفَ،‏ تَشَكَّى،‏ أَوْ بَرْبَرَ› فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِحَوَادِثَ حَصَلَتْ خِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَرْبَعِينَ ٱلَّتِي قَضَاهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لَمْ يَكُونُوا أَحْيَانًا قَانِعِينَ بِنَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ وَهٰذَا مَا ظَهَرَ مِنْ خِلَالِ تَذَمُّرِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ بَعْدَ أَسَابِيعَ قَلِيلَةٍ مِنْ إِنْقَاذِهِمْ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ،‏ «تَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ».‏ فَقَدْ تَشَكَّوْا مِنَ ٱلطَّعَامِ قَائِلِينَ:‏ «لَيْتَنَا مُتْنَا بِيَدِ يَهْوَهَ فِي أَرْضِ مِصْرَ،‏ حَيْثُ كُنَّا نَجْلِسُ عِنْدَ قُدُورِ ٱللَّحْمِ وَنَأْكُلُ خُبْزًا لِلشَّبَعِ،‏ لِأَنَّكُمَا أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هٰذِهِ ٱلْبَرِّيَّةِ لِكَيْ تُمِيتَا كُلَّ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ بِٱلْجُوعِ».‏ —‏ خروج ١٦:‏١-‏٣‏.‏

٥ عِنْدَمَا تَشَكَّى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ،‏ إِلَى مَنْ كَانَتْ تَشَكِّيَاتُهُمْ مُوَجَّهَةً فِعْلِيًّا؟‏

٥ إِلَّا أَنَّ يَهْوَه كَانَ فِي ٱلْوَاقِعِ يَهْتَمُّ بِحَاجَاتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ إِذْ زَوَّدَهُمْ بِمَحَبَّةٍ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَاءَ.‏ وَلَمْ يَكُنْ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ مُعَرَّضِينَ لِلْمَوْتِ مِنَ ٱلْجُوعِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا رَاضِينَ وَضَخَّمُوا مُشْكِلَتَهُمْ وَٱبْتَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَشَكَّوْنَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ،‏ فَقَدِ ٱعْتَبَرَ يَهْوَه أَنَّ تَشَكِّيَاتِهِمْ مُوَجَّهَةٌ إِلَيْهِ شَخْصِيًّا.‏ قَالَ مُوسَى لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «إِنَّ يَهْوَهَ سَمِعَ تَذَمُّرَكُمُ ٱلَّذِي تَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ.‏ فَمَنْ نَحْنُ؟‏ إِنَّ تَذَمُّرَكُمْ لَيْسَ عَلَيْنَا،‏ بَلْ عَلَى يَهْوَهَ».‏ —‏ خروج ١٦:‏٤-‏٨‏.‏

٦،‏ ٧ كَيْفَ تَغَيَّرَ مَوْقِفُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِحَسَبِ العدد ١٤:‏١-‏٣‏؟‏

٦ بَعْدَ ذٰلِكَ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ،‏ تَذَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَرَّةً أُخْرَى.‏ فَعِنْدَمَا أَرْسَلَ مُوسَى ١٢ رَجُلًا لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ،‏ عَادَ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ بِخَبَرٍ ذَمِيمٍ.‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ «تَذَمَّرَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ،‏ وَقَالَتْ لَهُمَا ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا:‏ ‹يَا لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ،‏ أَوْ يَا لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْبَرِّيَّةِ!‏ وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا يَهْوَهُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ [كَنْعَانَ] لِنَسْقُطَ بِٱلسَّيْفِ؟‏ سَتَصِيرُ زَوْجَاتُنَا وَصِغَارُنَا نَهْبًا.‏ أَلَيْسَ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ لَنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ؟‏›».‏ —‏ عدد ١٤:‏١-‏٣‏.‏

٧ كَمْ تَغَيَّرَ مَوْقِفُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ!‏ فَتَقْدِيرُ شَعْبِ ٱللهِ ٱلْأَوَّلِيُّ لِتَحْرِيرِهِمْ مِنْ مِصْرَ وَإِنْقَاذِهِمْ مِنَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ دَفَعَهُمْ إِلَى تَرْنِيمِ تَسَابِيحَ لِيَهْوَه.‏ (‏خروج ١٥:‏١-‏٢١‏)‏ وَلكِنْ حِينَ وَاجَهُوا ٱلصُّعُوبَاتِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَتَمَلَّكَهُمُ ٱلْخَوْفُ مِنَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ،‏ تَحَوَّلَ تَقْدِيرُهُمْ إِلَى عَدَمِ رِضًا.‏ فَبَدَلًا مِنْ شُكْرِ ٱللهِ عَلَى حُرِّيَّتِهِمْ،‏ لَامُوهُ عَلَى مَا ٱعْتَبَرُوهُ حِرْمَانًا.‏ وَهكَذَا،‏ كَانَ ٱلتَّذَمُّرُ إِعْرَابًا عَنْ قِلَّةِ ٱلتَّقْدِيرِ لِتَدَابِيرِ يَهْوَه.‏ فَلَا عَجَبَ أَنَّ يَهْوَه قَالَ:‏ «إِلَى مَتَى تُوَاصِلُ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلرَّدِيئَةُ هٰذَا ٱلتَّذَمُّرَ عَلَيَّ؟‏»!‏ —‏ عدد ١٤:‏٢٧؛‏ ٢١:‏٥‏.‏

اَلتَّذَمُّرُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ

٨،‏ ٩ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ مَذْكُورَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

٨ شَمَلَ ٱلْمِثَالَانِ ٱلْمَذْكُورَانِ آنِفًا عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ مَجْمُوعَاتٍ مِنَ ٱلنَّاسِ تُعَبِّرُ عَلَنًا عَنْ عَدَمِ رِضَاهَا.‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ فِي أُورُشَلِيمَ لِلِٱحْتِفَالِ بِعِيدِ ٱلْمَظَالِّ سَنَةَ ٣٢ ب‌م،‏ «كَانَ فِي ٱلْجُمُوعِ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ فِي شَأْنِهِ».‏ (‏يوحنا ٧:‏١٢،‏ ١٣،‏ ٣٢‏)‏ فَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ عَنْهُ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ،‏ بَعْضُهُمْ يَقُولُ إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ وَآخَرُونَ يَقُولُونَ لَا.‏

٩ وَفِي مَرَّةٍ أُخْرَى،‏ كَانَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ ضُيُوفًا فِي بَيْتِ جَابِي ٱلضَّرَائِبِ مَتَّى،‏ ٱلْمَدْعُوِّ أَيْضًا لَاوِي.‏ «فَتَذَمَّرَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَكَتَبَتُهُمْ قَائِلِينَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ ‹لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ جُبَاةِ ضَرَائِبَ وَخُطَاةٍ؟‏›».‏ (‏لوقا ٥:‏٢٧-‏٣٠‏)‏ وَلَاحِقًا فِي ٱلْجَلِيلِ،‏ «تَذَمَّرَ ٱلْيَهُودُ عَلَى [يَسُوعَ] لِأَنَّهُ قَالَ:‏ ‹أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ›».‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱسْتَاءُوا مِمَّا قَالَهُ وَٱبْتَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ.‏ —‏ يوحنا ٦:‏٤١،‏ ٦٠،‏ ٦١‏.‏

١٠،‏ ١١ لِمَاذَا تَذَمَّرَ ٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ،‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ طَرِيقَةِ مُعَالَجَةِ مُشْكِلَةِ ٱلتَّذَمُّرِ هٰذِهِ؟‏

١٠ غَيْرَ أَنَّ حَادِثَةَ تَذَمُّرٍ حَصَلَتْ بُعَيْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م أَسْفَرَتْ عَنْ نَتِيجَةٍ إِيجَابِيَّةٍ.‏ فَتَلَامِيذُ كَثِيرُونَ مُهْتَدُونَ حَدِيثًا آتُونَ مِنْ خَارِجِ إِسْرَائِيلَ كَانُوا آنَذَاكَ يَتَمَتَّعُونَ بِضِيَافَةِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ وَلكِنْ نَشَأَتْ بَعْضُ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِتَوْزِيعِ ٱلْمَوَارِدِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ.‏ تَذْكُرُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ «حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ عَلَى ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ يُتَغَاضَى عَنْ أَرَامِلِهِمْ فِي ٱلتَّوْزِيعِ ٱلْيَوْمِيِّ».‏ —‏ اعمال ٦:‏١‏.‏

١١ لَمْ يَكُنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُتَذَمِّرُونَ كَٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ فَٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ لَمْ يُعَبِّرُوا بِأَنَانِيَّةٍ عَنْ عَدَمِ رِضَاهُمْ بِنَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ بَلْ كَانُوا يَلْفِتُونَ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى خَطَإٍ فِي مَجَالِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِحَاجَاتِ بَعْضِ ٱلْأَرَامِلِ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ لَمْ يُسَبِّبُوا ٱلشَّغَبَ وَلَمْ يَتَذَمَّرُوا عَلَى يَهْوَه.‏ بَلْ وَجَّهُوا تَشَكِّيَاتِهِمْ إِلَى ٱلرُّسُلِ،‏ وَهٰؤُلَاءِ ٱتَّخَذُوا إِجْرَاءً فَوْرِيًّا لِأَنَّ ٱلتَّشَكِّيَ كَانَ مُبَرَّرًا.‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ ٱلرُّسُلُ لِلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ!‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ يَحْرَصُونَ لِئَلَّا ‹يَسُدُّوا آذَانَهُمْ عَنْ صُرَاخِ تَشَكِّي ٱلْمِسْكِينِ›.‏ —‏ امثال ٢١:‏١٣؛‏ اعمال ٦:‏٢-‏٦‏.‏

اَلِٱحْتِرَاسُ مِنْ تَأْثِيرِ ٱلتَّذَمُّرِ ٱلْمُفْسِدِ

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ أَيُّ مَثَلٍ يُظْهِرُ مَا هُوَ تَأْثِيرُ ٱلتَّذَمُّرِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَدْ يَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ يَبْتَدِئُ بِٱلتَّذَمُّرِ؟‏

١٢ تُظْهِرُ مُعْظَمُ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا آنِفًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ ٱلتَّذَمُّرَ سَبَّبَ أَذًى كَبِيرًا بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي.‏ لِذٰلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ جِدِّيًّا فِي ٱلتَّأْثِيرِ ٱلْمُفْسِدِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلتَّذَمُّرِ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏ لِنُعْطِ مَثَلًا بُغْيَةَ إِيضَاحِ ٱلنُّقْطَةِ أَكْثَرَ.‏ هُنَالِكَ مَعَادِنُ كَثِيرَةٌ قَابِلَةٌ لِلصَّدَإِ.‏ فَإِذَا أَهْمَلَ ٱلشَّخْصُ بَوَادِرَ ٱلصَّدَإِ ٱلْأُولَى،‏ يَصْدَأُ ٱلْمَعْدِنُ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ لَا يَعُودُ صَالِحًا لِلِٱسْتِعْمَالِ.‏ فَأَعْدَادٌ لَا تُحْصَى مِنَ ٱلسَّيَّارَاتِ يَجْرِي ٱلتَّخَلُّصُ مِنْهَا،‏ لَيْسَ بِسَبَبِ أَعْطَالٍ مِيكَانِيكِيَّةٍ،‏ بَلْ لِأَنَّ مَعْدِنَهَا صَدِئٌ جِدًّا مِمَّا يَجْعَلُهَا غَيْرَ آمِنَةٍ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ هٰذَا ٱلْمَثَلِ عَلَى ٱلتَّذَمُّرِ؟‏

١٣ تَمَامًا كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَعَادِنِ هِيَ قَابِلَةٌ لِلصَّدَإِ،‏ لَدَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ مَيْلٌ إِلَى ٱلتَّذَمُّرِ.‏ لِذٰلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ لِٱكْتِشَافِ أَيَّةِ بَوَادِرَ لِلتَّذَمُّرِ قَدْ تَظْهَرُ لَدَيْنَا.‏ وَكَمَا أَنَّ ٱلرُّطُوبَةَ وَٱلْهَوَاءَ ٱلْمَالِحَ يُسَرِّعَانِ عَمَلِيَّةَ ٱلصَّدَإِ،‏ كَذٰلِكَ تَجْعَلُنَا ٱلشَّدَائِدُ مَيَّالِينَ أَكْثَرَ إِلَى ٱلتَّذَمُّرِ.‏ فَٱلضُّغُوطُ يُمْكِنُ أَنْ تُحَوِّلَ ٱلِٱنْزِعَاجَ ٱلطَّفِيفَ إِلَى ٱغْتِيَاظٍ شَدِيدٍ.‏ وَكُلَّمَا تَرَدَّتِ ٱلْأَوْضَاعُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ هٰذَا ٱلنِّظَامِ،‏ ٱزْدَادَتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَسْبَابُ ٱلتَّشَكِّي.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ يُمْكِنُ أَنْ يَبْدَأَ أَحَدُ خُدَّامِ يَهْوَه بِٱلتَّذَمُّرِ عَلَى خَادِمٍ آخَرَ.‏ وَقَدْ لَا تَكُونُ ٱلْمَسْأَلَةُ ذَاتَ أَهَمِّيَّةٍ.‏ فَرُبَّمَا يَكُونُ مُسْتَاءً مِنْ ضَعَفَاتِ هٰذَا ٱلشَّخْصِ،‏ ٱلْقُدُرَاتِ ٱلَّتِي يَمْلِكُهَا،‏ أَوِ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ ٱلَّتِي يَحْظَى بِهَا.‏

١٤،‏ ١٥ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَكْبَحَ ٱلْمَيْلَ إِلَى ٱلتَّشَكِّي؟‏

١٤ مَهْمَا كَانَ سَبَبُ ٱسْتِيَائِنَا،‏ فَإِذَا لَمْ نَكْبَحْ مَيْلَنَا إِلَى ٱلتَّشَكِّي،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُنَمِّيَ ذٰلِكَ فِينَا مَوْقِفَ عَدَمِ ٱلرِّضَا وَيَجْعَلَنَا نَعْتَادُ ٱلتَّذَمُّرَ.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ لَهُ تَأْثِيرٌ مُفْسِدٌ تَمَامًا.‏ فَعِنْدَمَا تَذَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِشَأْنِ حَيَاتِهِمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ وَصَلُوا إِلَى حَدِّ لَوْمِ يَهْوَه.‏ (‏خروج ١٦:‏٨‏)‏ فَلَا نَسْمَحْ أَبَدًا لِأَنْفُسِنَا بِأَنْ نَصِلَ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ!‏

١٥ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْمَثَلِ،‏ يُمْكِنُ تَخْفِيفُ تَعَرُّضِ ٱلْمَعَادِنِ لِلصَّدَإِ بِتَغْشِيَتِهَا بِطِلَاءٍ غَيْرِ قَابِلٍ لِلصَّدَإِ وَإِصْلَاحِ ٱلْمَوَاضِعِ ٱلصَّدِئَةِ فَوْرًا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِذَا لَاحَظْنَا أَنَّهُ لَدَيْنَا مَيْلٌ إِلَى ٱلتَّشَكِّي،‏ يُمْكِنُنَا ضَبْطُ هذَا ٱلْمَيْلِ بِٱلصَّلَاةِ وَبَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِإِصْلَاحِهِ فَوْرًا.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏

تَبَنِّي وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَه

١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ ٱلتَّغَلُّبُ عَلَى أَيِّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّشَكِّي؟‏

١٦ إِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ يَجْعَلُنَا نُرَكِّزُ ذِهْنَنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَعَلَى مَشَاكِلِنَا وَنَنْسَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا كَشُهُودٍ لِيَهْوَه.‏ لِذٰلِكَ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى أَيِّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّشَكِّي،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ هٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ فِي ذِهْنِنَا.‏ مَثَلًا،‏ لَدَى كُلٍّ مِنَّا ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلرَّائِعُ أَنْ يَحْمِلَ ٱسْمَ يَهْوَه.‏ (‏اشعيا ٤٣:‏١٠‏)‏ وَيُمْكِنُنَا حِيَازَةُ عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِهِ،‏ وَبِٱسْتِطَاعَتِنَا أَنْ نَتَحَدَّثَ إِلَى «سَامِعِ ٱلصَّلَاةِ» فِي أَيِّ وَقْتٍ نَشَاءُ.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢؛‏ يعقوب ٤:‏٨‏)‏ وَنَحْنُ نَعِيشُ حَيَاةً لَهَا مَعْنًى حَقِيقِيٌّ لِأَنَّنَا عَلَى عِلْمٍ بِقَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ وَلِأَنَّ لَدَيْنَا ٱمْتِيَازَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ أَمَامَ ٱللهِ.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ وَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَشْتَرِكَ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ يُمَكِّنُنَا مِنِ ٱمْتِلَاكِ ضَمِيرٍ طَاهِرٍ.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وَنَحْنُ نَتَمَتَّعُ بِهٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمَشَقَّاتُ ٱلَّتِي نُضْطَرُّ إِلَى تَحَمُّلِهَا.‏

١٧ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُحَاوِلَ رُؤْيَةَ ٱلْأُمُورِ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَه،‏ حَتَّى لَوْ كَانَ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلتَّشَكِّي؟‏

١٧ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُحَاوِلَ رُؤْيَةَ ٱلْأُمُورِ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَه،‏ لَا مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ:‏ «طُرُقَكَ يَا يَهْوَه عَرِّفْنِي،‏ سُبُلَكَ عَلِّمْنِي».‏ (‏مزمور ٢٥:‏٤‏)‏ فَقَدْ يَكُونُ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلتَّشَكِّي.‏ وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه يُدْرِكُ ذٰلِكَ وَيَسْتَطِيعُ أَنْ يُقَوِّمَ ٱلْأُمُورَ فَوْرًا،‏ فَهُوَ يَسْمَحُ أَحْيَانًا بِٱسْتِمْرَارِ ٱلْمِحْنَةِ.‏ لِمَاذَا؟‏ رُبَّمَا لِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى تَنْمِيَةِ صِفَاتٍ جَيِّدَةٍ مِثْلِ ٱلصَّبْرِ،‏ ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ ٱلْإِيمَانِ،‏ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ.‏ —‏ يعقوب ١:‏٢-‏٤‏.‏

١٨،‏ ١٩ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ ٱلنَّتَائِجَ ٱلَّتِي قَدْ يُسْفِرُ عَنْهَا ٱحْتِمَالُنَا ٱلْمَشَاكِلَ دُونَ تَذَمُّرٍ؟‏

١٨ لَا يُسَاعِدُنَا ٱحْتِمَالُ ٱلصُّعُوبَاتِ دُونَ تَذَمُّرٍ عَلَى تَحْسِينِ شَخْصِيَّتِنَا فَحَسْبُ،‏ بَلْ يَتْرُكُ أَيْضًا ٱنْطِبَاعًا جَيِّدًا لَدَى ٱلَّذِينَ يَرَوْنَ تَصَرُّفَاتِنَا.‏ مَثَلًا سَنَةَ ٢٠٠٣،‏ سَافَرَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه بِٱلْبَاصِ مِنْ أَلْمَانيَا إِلَى هَنْغَاريَا لِحُضُورِ مَحْفِلٍ.‏ وَبِمَا أَنَّ سَائِقَ ٱلْبَاصِ لَمْ يَكُنْ شَاهِدًا،‏ فَلَمْ يَرْغَبْ أَنْ يَقْضِيَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ بِرِفْقَةِ ٱلشُّهُودِ.‏ لٰكِنَّ مَوْقِفَهُ تَغَيَّرَ كُلِّيًّا فِي نِهَايَةِ ٱلرِّحْلَةِ.‏ لِمَاذَا؟‏

١٩ لِأَنَّ ٱلشُّهُودَ لَمْ يَتَذَمَّرُوا أَلْبَتَّةَ رَغْمَ أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَشَاكِلِ نَشَأَتْ خِلَالَ ٱلرِّحْلَةِ.‏ وَهٰذَا مَا دَفَعَ ٱلسَّائِقَ إِلَى ٱلْقَوْلِ إِنَّهُمْ أَفْضَلُ مَجْمُوعَةِ رُكَّابٍ ذَهَبَتْ مَعَهُ بِٱلْبَاصِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ وَعَدَهُمْ بِأَنْ يَسْتَقْبِلَ ٱلشُّهُودَ عِنْدَمَا يَقْرَعُونَ بَابَهُ وَيُصْغِيَ إِلَيْهِمْ.‏ فَكَمْ كَانَ ٱلِٱنْطِبَاعُ ٱلَّذِي تَرَكُوهُ جَيِّدًا نَتِيجَةَ ‹ٱسْتِمْرَارِهِمْ فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ›!‏

اَلْمُسَامَحَةُ تُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ

٢٠ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُسَامِحَ بَعْضُنَا بَعْضًا؟‏

٢٠ مَاذَا لَوْ كَانَ لَدَيْنَا سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏ إِذَا كَانَتِ ٱلْقَضِيَّةُ خَطِيرَةً،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ فِي متى ١٨:‏١٥-‏١٧‏.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَنْ يَكُونَ ضَرُورِيًّا دَائِمًا لِأَنَّ مُعْظَمَ قَضَايَا ٱلتَّشَكِّيَاتِ هِيَ ثَانَوِيَّةٌ.‏ فَلِمَ لَا نَعْتَبِرُ هٰذِهِ ٱلْحَالَةَ فُرْصَةً لِإِظْهَارِ ٱلْمُسَامَحَةِ؟‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ.‏ كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ،‏ هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا.‏ وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا،‏ ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ،‏ فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ».‏ (‏كولوسي ٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَهَلْ نَحْنُ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِلْمُسَامَحَةِ؟‏ لِنُفَكِّرْ فِي مِثَالِ يَهْوَه.‏ فَرَغْمَ أَنَّ لَدَيْهِ سَبَبًا لِلتَّشَكِّي مِنَّا،‏ فَهُوَ يُظْهِرُ لَنَا تَكْرَارًا ٱلتَّعَاطُفَ وَٱلْغُفْرَانَ.‏

٢١ أَيُّ أَثَرٍ قَدْ يَتْرُكُهُ ٱلتَّذَمُّرُ فِي ٱلْآخَرِينَ؟‏

٢١ مَهْمَا كَانَ سَبَبُ تَشَكِّينَا،‏ فَإِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ لَنْ يَحُلَّ ٱلْمُشْكِلَةَ.‏ فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلَّتِي تَعْنِي «تَذَمَّرَ» يُمْكِنُ أَنْ تَعْنِيَ أَيْضًا «بَرْبَرَ».‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ نَحْنُ نَنْزَعِجُ إِذَا كُنَّا بِرِفْقَةِ شَخْصٍ يَتَذَمَّرُ بِٱسْتِمْرَارٍ وَنُحَاوِلُ أَنْ نَتَجَنَّبَهُ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ سَيَكُونُ لَدَيْهِمِ ٱلشُّعُورُ نَفْسُهُ إِذَا كُنَّا نَحْنُ مَنْ يَتَذَمَّرُ،‏ أَوْ يُبَرْبِرُ.‏ وَقَدْ يَنْزَعِجُونَ إِلَى دَرَجَةِ أَنَّهُمْ سَيُحَاوِلُونَ تَجَنُّبَنَا.‏ فَتَذَمُّرُنَا قَدْ يَسْتَأْثِرُ بِٱنْتِبَاهِ ٱلشَّخْصِ،‏ لٰكِنَّهُ حَتْمًا لَنْ يَجْذِبَهُ إِلَيْنَا.‏

٢٢ مَاذَا قَالَتْ فَتَاةٌ عَنْ شُهُودِ يَهْوَه؟‏

٢٢ إِنَّ رُوحَ ٱلْمُسَامَحَةِ تُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ:‏ أَمْرٌ يُقَدِّرُهُ شَعْبُ يَهْوَه كَثِيرًا.‏ (‏مزمور ١٣٣:‏١-‏٣‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَتَبَتْ فَتَاةٌ كَاثُولِيكِيَّةٌ مِنْ أُورُوبا عُمْرُهَا ١٧ سَنَةً رِسَالَةً إِلَى مَكْتَبِ فَرْعِ شُهُودِ يَهْوَه تَعْبِيرًا عَنْ إِعْجَابِهَا بِهِمْ.‏ قَالَتْ:‏ «لَا أَعْرِفُ هَيْئَةً أُخْرَى لَا يُقَسِّمُ أَعْضَاءَهَا ٱلْبُغْضُ،‏ ٱلْجَشَعُ،‏ ٱلتَّعَصُّبُ،‏ ٱلْأَنَانِيَّةُ،‏ أَوْ عَدَمُ ٱلْوَحْدَةِ».‏

٢٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

٢٣ كَمَا رَأَيْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّقْدِيرُ لِكُلِّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي نَنَالُهَا كَعُبَّادٍ لِلْإِلٰهِ ٱلْحَقِيقِيِّ يَهْوَه عَلَى تَعْزِيزِ ٱلْوَحْدَةِ وَتَجَنُّبِ ٱلتَّذَمُّرِ عَلَى ٱلْآخَرِينَ بِسَبَبِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ أَمَّا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ فَسَتُظْهِرُ كَيْفَ تَمْنَعُنَا ٱلصِّفَاتُ ٱلْإِلٰهِيَّةُ مِنَ ٱلتَّوَرُّطِ فِي نَوْعٍ أَخْطَرَ مِنَ ٱلتَّذَمُّرِ:‏ ٱلتَّذَمُّرِ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْمَنْظُورِ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَه.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• مَاذَا يَشْمُلُ ٱلتَّذَمُّرُ؟‏

‏• مَا هُوَ ٱلْأَثَرُ ٱلَّذِي يَتْرُكُهُ ٱلتَّذَمُّرُ؟‏

‏• مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى كَبْحِ ٱلْمَيْلِ إِلَى ٱلتَّذَمُّرِ؟‏

‏• كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱسْتِعْدَادُ لِلْمُسَامَحَةِ أَنْ نَمْتَنِعَ عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٤]‏

كَانَتْ تَشَكِّيَاتُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مُوَجَّهَةً فِعْلِيًّا إِلَى يَهْوَه

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

هَلْ تُحَاوِلُ أَنْ تَتَبَنَّى وُجْهَةَ نَظَرِ يَهْوَه إِلَى ٱلْأُمُورِ؟‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٨]‏

اَلْمُسَامَحَةُ تُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ