كُنْ حكيما وخَفْ يهوه
كُنْ حَكِيمًا وَخَفْ يَهْوَه
«مَخَافَةُ يَهْوَه بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ». — امثال ٩:١٠.
١ لِمَاذَا يَسْتَصْعِبُ كَثِيرُونَ فَهْمَ فِكْرَةِ خَوْفِ ٱللهِ؟
فِي ٱلْمَاضِي، كَانَ وَصْفُ ٱلشَّخْصِ أَنَّهُ خَائِفٌ للهِ يُعْتَبَرُ مَدِيحًا. أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَكَثِيرُونَ يَعْتَبِرُونَ فِكْرَةَ خَوْفِ ٱللهِ عَتِيقَةَ ٱلطِّرَازِ وَيَسْتَصْعِبُونَ فَهْمَهَا. وَقَدْ يَسْأَلُونَ: ‹إِذَا كَانَ ٱللهُ مَحَبَّةً، فَلِمَاذَا أَخَافُهُ؟›. فَٱلْخَوْفُ فِي نَظَرِهِمْ هُوَ شُعُورٌ سَلْبِيٌّ يَشُلُّ ٱلشَّخْصَ أَحْيَانًا. لكِنَّ ٱلْخَوْفَ ٱلصَّحِيحَ مِنَ ٱللهِ لَهُ مَعْنًى أَوْسَعُ. فَهُوَ لَيْسَ مُجَرَّدَ شُعُورٍ أَوْ إِحْسَاسٍ، كَمَا سَنَرَى فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ.
٢، ٣ مَاذَا يَشْمُلُ خَوْفُ ٱللهِ؟
٢ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ إِيجَابِيَّةٌ. (اشعيا ١١:٣) فَهذَا ٱلْخَوْفُ هُوَ تَوْقِيرٌ شَدِيدٌ وَٱحْتِرَامٌ عَمِيقٌ للهِ، رَغْبَةٌ قَوِيَّةٌ فِي إِرْضَائِهِ. (مزمور ١١٥:١١) وَهُوَ يَشْمُلُ قُبُولَ مَقَايِيسِ ٱللهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلِٱلْتِصَاقَ بِهَا بِدِقَّةٍ وَٱلرَّغْبَةَ فِي ٱلْعَيْشِ بِمُوجِبِ مِقْيَاسِ ٱللهِ لِلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ. وَيُشِيرُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ أَنَّ هذَا ٱلْخَوْفَ ٱلسَّلِيمَ يَعْكِسُ «مَوْقِفًا مِنَ ٱللهِ يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَهُ ٱلْمَرْءُ لِكَيْ يَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ وَيَتَجَنَّبَ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلشُّرُورِ». لِذلِكَ تَقُولُ لَنَا كَلِمَةُ ٱللهِ: «مَخَافَةُ يَهْوَهَ بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ». — امثال ٩:١٠.
٣ إِذًا، لِخَوْفِ ٱللهِ عَلَاقَةٌ بِمَجَالَاتٍ عَدِيدَةٍ فِي حَيَاتِنَا. فَهُوَ لَا يَرْتَبِطُ بِٱلْحِكْمَةِ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا بِٱلْفَرَحِ، ٱلسَّلَامِ، ٱلِٱزْدِهَارِ، طُولِ ٱلْأَيَّامِ، ٱلرَّجَاءِ، وَٱلثِّقَةِ. (مزمور ٢:١١؛ امثال ١:٧؛ ١٠:٢٧؛ ١٤:٢٦؛ ٢٢:٤؛ ٢٣:١٧، ١٨؛ اعمال ٩:٣١) وَهُوَ وَثِيقُ ٱلصِّلَةِ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ، وَيَرْتَبِطُ بِعَلَاقَتِنَا بِٱللهِ وَرُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ. (تثنية ١٠:١٢؛ ايوب ٦:١٤؛ عبرانيين ١١:٧) وَخَوْفُ ٱللهِ يَشْمُلُ ٱلِٱقْتِنَاعَ ٱلرَّاسِخَ بِأَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْتَمُّ بِنَا شَخْصِيًّا وَأَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ لِغُفْرَانِ تَعَدِّيَاتِنَا. (مزمور ١٣٠:٤) فَوَحْدَهُمُ ٱلْأَشْرَارُ غَيْرُ ٱلتَّائِبِينَ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ لِيَرْتَعِبُوا مِنَ ٱللهِ. * — عبرانيين ١٠:٢٦-٣١.
كَيْفَ نَتَعَلَّمُ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه
٤ مَاذَا يُسَاعِدُنَا ‹لِنَتَعَلَّمَ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه›؟
٤ بِمَا أَنَّ خَوْفَ ٱللهِ أَمْرٌ ضَرُورِيٌّ لِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ وَنَيْلِ بَرَكَاتِ ٱللهِ، فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَتَعَلَّمَ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه› خَوْفًا سَلِيمًا؟ (تثنية ١٧:١٩) تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَمْثِلَةً عَدِيدَةً لِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ خَائِفِينَ ٱللهَ بُغْيَةَ «إِرْشَادِنَا». (روما ١٥:٤) لِذلِكَ لِنَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ فِعْلًا خَوْفُ ٱللهِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي حَيَاةِ أَحَدِ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ: دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.
٥ كَيْفَ سَاعَدَتْ رِعَايَةُ ٱلْغَنَمِ دَاوُدَ لِيَتَعَلَّمَ أَنْ يَخَافَ يَهْوَه؟
٥ رَفَضَ يَهْوَه شَاوُلَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلْأَوَّلَ بِسَبَبِ خَوْفِهِ مِنَ ٱلشَّعْبِ وَٱفْتِقَارِهِ إِلَى خَوْفِ ٱللهِ. (١ صموئيل ١٥:٢٤-٢٦) مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَإِنَّ مَسْلَكَ حَيَاةِ دَاوُدَ وَعَلَاقَتَهُ ٱللَّصِيقَةَ بِيَهْوَه أَظْهَرَا أَنَّهُ رَجُلٌ يَخَافُ ٱللهَ حَقًّا. فَفِي حَدَاثَتِهِ، غَالِبًا مَا كَانَ يَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ. (١ صموئيل ١٦:١١) وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱللَّيَالِيَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي قَضَاهَا وَهُوَ يَرْعَى ٱلْغَنَمَ فِي ٱلْعَرَاءِ قَدْ سَاعَدَتْهُ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ خَوْفُ يَهْوَه. فَرَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرَى سِوَى جُزْءٍ ضَئِيلٍ مِنْ هذَا ٱلْكَوْنِ ٱلْفَسِيحِ، تَوَصَّلَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ ٱلصَّحِيحِ: يَسْتَحِقُّ ٱللهُ أَنْ نُعْطِيَهُ ٱلِٱحْتِرَامَ وَٱلتَّوْقِيرَ. كَتَبَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ: «حِينَ أَرَى سَمٰوَاتِكَ، عَمَلَ أَصَابِعِكَ، ٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ ٱلَّتِي هَيَّأْتَهَا، مَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْفَانِي حَتَّى تَذْكُرَهُ، وَٱبْنُ آدَمَ حَتَّى تَعْتَنِيَ بِهِ؟». — مزمور ٨:٣، ٤.
٦ كَيْفَ شَعَرَ دَاوُدُ حِينَ أَدْرَكَ عَظَمَةَ يَهْوَه؟
٦ لِسَبَبٍ وَجِيهٍ إِذًا تَأَثَّرَ دَاوُدُ عِنْدَمَا قَارَنَ صِغَرَهُ بِٱلسَّمَاءِ ٱلْوَاسِعَةِ ٱلْمُرَصَّعَةِ بِٱلنُّجُومِ. وَهذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ لَمْ تُفْزِعْهُ بَلْ دَفَعَتْهُ إِلَى تَسْبِيحِ يَهْوَه وَٱلْقَوْلِ: «اَلسَّمٰوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللهِ، وَٱلْجَلَدُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ». (مزمور ١٩:١) وَتَوْقِيرُ دَاوُدَ للهِ قَرَّبَهُ إِلَيْهِ وَنَمَّى فِيهِ رَغْبَةَ أَنْ يَتَعَلَّمَ عَنْهُ وَيَقْتَدِيَ بِمِثَالِهِ ٱلْكَامِلِ. تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ حِينَ رَنَّمَ لِيَهْوَه: «إِنَّكَ عَظِيمٌ وَصَانِعٌ أُمُورًا عَجِيبَةً، أَنْتَ ٱللهُ وَحْدَكَ. عَلِّمْنِي يَا يَهْوَهُ طَرِيقَكَ. فَسَأَسْلُكُ فِي حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِيَخَافَ ٱسْمَكَ». — مزمور ٨٦:١٠، ١١.
٧ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللهِ دَاوُدَ عَلَى مُحَارَبَةِ جُلْيَاتَ؟
٧ عِنْدَمَا ٱجْتَاحَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ، عَيَّرَ بَطَلُهُمْ جُلْيَاتُ (ٱلْبَالِغُ طُولُهُ نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَمْتَارٍ) ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَائِلًا بِمَا مَعْنَاهُ: ‹اِخْتَارُوا رَجُلًا لِيُحَارِبَنِي. فَإِنِ ٱنْتَصَرَ، صِرْنَا لَكُمْ خُدَّامًا›. (١ صموئيل ١٧:٤-١٠) فَٱرْتَاعَ شَاوُلُ وَكُلُّ جَيْشِهِ. لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يَخَفْ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يُخَافَ مِنْهُ، وَلَيْسَ أَيُّ إِنْسَانٍ مَهْمَا كَانَ قَوِيًّا. لِذلِكَ قَالَ لِجُلْيَاتَ: ‹أَنَا آتِيكَ بِٱسْمِ يَهْوَهِ ٱلْجُنُودِ، فَتَعْرِفُ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِٱلسَّيْفِ وَلَا بِٱلرُّمْحِ يُخَلِّصُ يَهْوَهُ، لِأَنَّ ٱلْحَرْبَ لِيَهْوَهَ›. وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه، ضَرَبَ دَاوُدُ ٱلْعِمْلَاقَ بِحَجَرٍ وَاحِدٍ مِنْ مِقْلَاعِهِ فَقَتَلَهُ. — ١ صموئيل ١٧:٤٥-٤٧.
٨ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْخَائِفِينَ ٱللهَ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٨ رُبَّمَا نُوَاجِهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ أَوْ عَوَائِقَ هَائِلَةً تَمَامًا كَمَا وَاجَهَ دَاوُدُ قَدِيمًا. فَمَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ؟ بِإِمْكَانِنَا ٱسْتِخْدَامُ ٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا دَاوُدُ وَٱلْأُمَنَاءُ ٱلْآخَرُونَ لِمُجَابَهَةِ ٱلْأَعْدَاءِ وَٱلْعَوَائِقِ: اِمْتِلَاكِ خَوْفِ ٱللهِ. فَهذَا ٱلْخَوْفُ يَهْزِمُ خَوْفَ ٱلْإِنْسَانِ. مَثَلًا، حَثَّ خَادِمُ ٱللهِ ٱلْأَمِينُ نَحَمْيَا رُفَقَاءَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ: «لَا تَخَافُوا مِنْهُمْ. اُذْكُرُوا يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْمَخُوفَ». (نحميا ٤:١٤) فَبِدَعْمِ يَهْوَه، تَمَكَّنَ دَاوُدُ وَنَحَمْيَا وَغَيْرُهُمَا مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءِ مِنْ إِتْمَامِ تَعْيِينَاتِهِمِ ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللهِ. نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا ذلِكَ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا خَوْفَ ٱللهِ.
إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ
٩ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ أَعْرَبَ دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ؟
٩ بَعْدَمَا قَتَلَ دَاوُدُ جُلْيَاتَ، سَاعَدَهُ يَهْوَه لِيُحَقِّقَ ٱنْتِصَارَاتٍ أُخْرَى. لكِنَّ شَاوُلَ ٱلْحَسُودَ حَاوَلَ قَتْلَهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ بِطَرِيقَةٍ عَشْوَائِيَّةٍ، ثُمَّ ٱسْتَخْدَمَ أُسْلُوبًا مَاكِرًا، وَأَخِيرًا ٱسْتَعَانَ بِجَيْشٍ. وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ قَدْ أَكَّدَ لِدَاوُدَ أَنَّهُ سَيُنَصَّبُ مَلِكًا، فَقَدِ ٱضْطُرَّ لِسَنَوَاتٍ إِلَى ٱلْهَرَبِ، ٱلْمُحَارَبَةِ، وَٱنْتِظَارِ وَقْتِ يَهْوَه ٱلْمُعَيَّنِ لِيَتَسَلَّمَ مَقَالِيدَ ٱلْحُكْمِ. وَخِلَالَ كُلِّ هذِهِ ٱلْمَرَاحِلِ، أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّ لَدَيْهِ خَوْفَ ٱللهِ. — ١ صموئيل ١٨:٩، ١١، ١٧؛ ٢٤:٢.
١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ يَخَافُ ٱللهَ عِنْدَمَا تَعَرَّضَ لِلْخَطَرِ؟
١٠ ذَاتَ مَرَّةٍ، لَجَأَ دَاوُدُ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ مَدِينَةِ جَتَّ ٱلْفِلِسْطِيَّةِ، مَوْطِنِ جُلْيَاتَ. (١ صموئيل ٢١:١٠-١٥) فَفَضَحَ خُدَّامُ أَخِيشَ أَمْرَ دَاوُدَ وَكَشَفُوا أَنَّهُ عَدُوُّ أُمَّتِهِمْ. فَمَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ فِي هذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْخَطِرِ؟ صَلَّى إِلَى يَهْوَه وَبَاحَ لَهُ بِمَكْنُونَاتِ قَلْبِهِ. (مزمور ٥٦:١-٤، ١١-١٣) وَرَغْمَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ إِلَى ٱلتَّظَاهُرِ بِٱلْجُنُونِ، عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلَّذِي أَنْقَذَهُ وَبَارَكَ جُهُودَهُ. وَٱتِّكَالُ دَاوُدَ ٱلتَّامُّ عَلَى يَهْوَه وَثِقَتُهُ بِهِ أَظْهَرَا أَنَّهُ حَقًّا شَخْصٌ يَخَافُ ٱللهَ. — مزمور ٣٤:٤-٦، ٩-١١.
١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ، كَيْفَ نُظْهِرُ خَوْفَ ٱللهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ؟
١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ، يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللهِ حِينَ نَثِقُ بِوَعْدِهِ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى مُجَابَهَةِ مَشَاكِلِنَا. قَالَ دَاوُدُ: «سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ، وَهُوَ يُدَبِّرُ». (مزمور ٣٧:٥) لكِنَّ هذَا لَا يَعْنِي أَنْ نُلْقِيَ مَشَاكِلَنَا عَلَى يَهْوَه دُونَ بَذْلِ كُلِّ مَا فِي وُسْعِنَا لِفِعْلِ شَيْءٍ حِيَالَهَا وَأَنْ نَتَوَقَّعَ مِنْهُ أَنْ يَحُلَّهَا بَدَلًا مِنَّا. فَدَاوُدُ لَمْ يُصَلِّ إِلَى ٱللهِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَيَقِفْ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ، بَلِ ٱسْتَخْدَمَ مَقْدِرَاتِهِ ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلْفِكْرِيَّةَ ٱلَّتِي وَهَبَهُ إِيَّاهَا يَهْوَه وَعَالَجَ ٱلْمُشْكِلَةَ. إِلَّا أَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلْبَشَرِيَّةَ وَحْدَهَا لَا تَؤُولُ إِلَى ٱلنَّجَاحِ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَجِبُ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِحَلِّ مُشْكِلَتِنَا، ثُمَّ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْبَاقِيَ عَلَى يَهْوَه. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، نَادِرًا مَا يَكُونُ هُنَالِكَ شَيْءٌ لِنَفْعَلَهُ غَيْرَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَه. فَهذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنُعْرِبَ إِفْرَادِيًّا عَنْ خَوْفِ ٱللهِ. وَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَقْرَأُ كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلنَّابِعَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ: «صَدَاقَةُ يَهْوَهَ هِيَ لِخَائِفِيهِ»! — مزمور ٢٥:١٤.
١٢ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَحْمِلَ صَلَوَاتِنَا مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ، وَأَيُّ مَوْقِفٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَهُ أَبَدًا؟
١٢ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْمِلَ صَلَوَاتِنَا وَعَلَاقَتَنَا بِٱللهِ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ. فَعِنْدَمَا نَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَه، يَجِبُ أَنْ ‹نُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ›. (عبرانيين ١١:٦؛ يعقوب ١:٥-٨) وَعِنْدَمَا يُسَاعِدُنَا يَنْبَغِي أَنْ ‹نُظْهِرَ أَنَّنَا شَاكِرُونَ›، كَمَا نَصَحَنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ. (كولوسي ٣:١٥، ١٧) وَلَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَكُونَ كَأُولئِكَ ٱلَّذِينَ وَصَفَهُمْ مَسِيحِيٌّ مَمْسُوحٌ ذُو خِبْرَةٍ، قَائِلًا: «اَللهُ فِي نَظَرِهِمْ خَادِمٌ سَمَاوِيٌّ حَاضِرٌ دَائِمًا لِيُلَبِّيَ طَلَبَاتِهِمْ عِنْدَ أَيَّةِ إِشَارَةٍ مِنْهُمْ وَبِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَصْرِفُوهُ حَالَمَا يَنَالُونَ مُرَادَهُمْ». فَهذَا ٱلْمَوْقِفُ يَكْشِفُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ لَا يَمْلِكُ خَوْفَ ٱللهِ.
مُنَاسَبَاتٌ لَمْ يُعْرِبْ فِيهَا دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ
١٣ مَتَى لَمْ يُظْهِرْ دَاوُدُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِشَرِيعَةِ ٱللهِ؟
١٣ عِنْدَمَا كَانَ دَاوُدُ يَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ مُسَاعَدَةَ يَهْوَه خِلَالَ ٱلشَّدَائِدِ، كَانَ ذلِكَ يُعَمِّقُ خَوْفَهُ للهِ وَيُرَسِّخُ ثِقَتَهُ بِهِ. (مزمور ٣١:٢٢-٢٤) لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يُعْرِبْ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ فِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ بَارِزَةٍ، مِمَّا أَدَّى إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ. فِي ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلْأُولَى، رَتَّبَ دَاوُدُ نَقْلَ تَابُوتِ عَهْدِ يَهْوَه إِلَى أُورُشَلِيمَ عَلَى عَجَلَةٍ بَدَلَ حَمْلِهِ عَلَى أَكْتَافِ ٱللَّاوِيِّينَ، كَمَا أَوْصَتْ شَرِيعَةُ ٱللهِ. وَعِنْدَمَا كَانَ ٱلتَّابُوتُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَقَعَ، أَمْسَكَهُ عُزَّةُ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوقُ ٱلْعَجَلَةَ. فَمَاتَ عَلَى ٱلْفَوْرِ بِسَبَبِ «ٱسْتِهَانَتِهِ». وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّ عُزَّةَ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا، فَإِنَّ عَدَمَ إِظْهَارِ دَاوُدَ ٱلِٱحْتِرَامَ ٱلْوَاجِبَ لِشَرِيعَةِ ٱللهِ هُوَ مَا أَدَّى إِلَى هذِهِ ٱلنَّتِيجَةِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ. فَخَوْفُ ٱللهِ يَعْنِي فِعْلَ ٱلْأُمُورِ وَفْقَ طَرِيقَتِهِ هُوَ. — ٢ صموئيل ٦:٢-٩؛ عدد ٤:١٥؛ ٧:٩.
١٤ عَمَّ أَسْفَرَ عَدُّ دَاوُدَ لِإِسْرَائِيلَ؟
١٤ لَاحِقًا، حَرَّضَ ٱلشَّيْطَانُ دَاوُدَ أَنْ يَعُدَّ ٱلْمُحَارِبِينَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. (١ اخبار الايام ٢١:١) وَقَدْ أَظْهَرَ ذلِكَ أَنَّهُ يَفْتَقِرُ إِلَى خَوْفِ ٱللهِ، مِمَّا أَسْفَرَ عَنْ مَوْتِ ٧٠٬٠٠٠ إِسْرَائِيلِيٍّ. وَرَغْمَ أَنَّ دَاوُدَ عَبَّرَ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ أَمَامَ يَهْوَه، حَصَدَ هُوَ وَٱلشَّعْبُ نَتَائِجَ خَطِيرَةً. — ٢ صموئيل ٢٤:١-١٦.
١٥ مَاذَا أَدَّى إِلَى وُقُوعِ دَاوُدَ فِي خَطِيَّةِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ؟
١٥ أَمَّا ٱلْمُنَاسَبَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي لَمْ يُعْرِبْ فِيهَا دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ فَكَانَتْ حِينَ أَقَامَ عَلَاقَةً فَاسِدَةً أَدَبِيًّا مَعَ بَثْشَبَعَ زَوْجَةِ أُورِيَّا. كَانَ دَاوُدُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلزِّنَى أَوْ حَتَّى ٱشْتِهَاءَ رَفِيقِ زَوَاجِ شَخْصٍ آخَرَ هُوَ أَمْرٌ خَاطِئٌ. (خروج ٢٠:١٤، ١٧) غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱبْتَدَأَتْ عِنْدَمَا رَأَى بَثْشَبَعَ وَهِيَ تَسْتَحِمُّ. فَٱلْخَوْفُ ٱلسَّلِيمُ مِنَ ٱللهِ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَهُ فَوْرًا إِلَى إِبْعَادِ نَظَرِهِ وَٱلتَّفْكِيرِ فِي أَمْرٍ آخَرَ. وَلكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ دَاوُدَ ‹دَاوَمَ عَلَى ٱلنَّظَرِ› إِلَيْهَا حَتَّى طَغَتْ رَغْبَتُهُ عَلَى خَوْفِ ٱللهِ. (متى ٥:٢٨؛ ٢ صموئيل ١١:١-٤) فَقَدْ نَسِيَ أَنَّ لِيَهْوَه دَوْرًا بَارِزًا فِي كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِهِ. — مزمور ١٣٩:١-٧.
١٦ مَا هِيَ ٱلْعَوَاقِبُ ٱلَّتِي حَصَدَهَا دَاوُدُ نَتِيجَةَ خَطَئِهِ؟
١٦ أَدَّتْ عَلَاقَةُ دَاوُدَ ٱلْفَاسِدَةُ بِبَثْشَبَعَ إِلَى وِلَادَةِ ٱبْنٍ لَهُ. بُعَيْدَ ذلِكَ، أَرْسَلَ يَهْوَه نَبِيَّهُ نَاثَانَ لِيَفْضَحَ خَطِيَّتَهُ. وَلكِنْ بَعْدَمَا رَجَعَ دَاوُدُ إِلَى رُشْدِهِ، ٱسْتَعَادَ خَوْفَهُ للهِ وَتَابَ. وَتَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه أَلَّا يَطْرَحَهُ او يَنْزِعَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ مِنْهُ. (مزمور ٥١:٧، ١١) فَسَامَحَهُ يَهْوَه وَخَفَّفَ ٱلْعِقَابَ، لكِنَّهُ لَمْ يَحْمِهِ مِنْ كُلِّ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْوَخِيمَةِ لِتَصَرُّفَاتِهِ. فَقَدْ مَاتَ ٱبْنُهُ وَحَلَّتِ ٱلْأَحْزَانُ وَٱلْمَآسِي بِعَائِلَتِهِ مِنْ ذلِكَ ٱلْحِينِ فَصَاعِدًا. فَيَا لَلثَّمَنِ ٱلْبَاهِظِ ٱلَّذِي ٱضْطُرَّ إِلَى دَفْعِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْرِبْ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ! — ٢ صموئيل ١٢:١٠-١٤؛ ١٣:١٠-١٤؛ ١٥:١٤.
١٧ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ كَيْفَ يُسَبِّبُ ٱرْتِكَابُ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْأَحْزَانَ؟
١٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُمْكِنُ أَنْ يُسْفِرَ عَدَمُ إِظْهَارِ خَوْفِ ٱللهِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْأَدَبِيَّةِ عَنْ نَتَائِجَ خَطِيرَةٍ وَطَوِيلَةِ ٱلْأَمَدِ. مَثَلًا، تَخَيَّلِ ٱلْأَلَمَ ٱلْعَاطِفِيَّ ٱلْفَظِيعَ ٱلَّذِي أَحَسَّتْ بِهِ زَوْجَةٌ شَابَّةٌ حِينَ عَلِمَتْ أَنَّ زَوْجَهَا ٱلْمَسِيحِيَّ خَانَهَا عِنْدَمَا سَافَرَ خَارِجَ ٱلْبَلَدِ لِلْعَمَلِ. فَتَحْتَ وَطْأَةِ ٱلصَّدْمَةِ وَٱلْأَلَمِ، أَخْفَتْ وَجْهَهَا بِيَدَيْهَا وَٱنْفَجَرَتْ بِٱلْبُكَاءِ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَمُرُّ وَقْتٌ طَوِيلٌ قَبْلَ أَنْ تَسْتَعِيدَ هذِهِ ٱلْأُخْتُ ثِقَتَهَا بِزَوْجِهَا وَٱحْتِرَامَهَا لَهُ. حَقًّا، إِنَّ خَوْفَ ٱللهِ يُجَنِّبُنَا حَصْدَ هذِهِ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ. — ١ كورنثوس ٦:١٨.
خَوْفُ ٱللهِ يَمْنَعُنَا مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ
١٨ مَا هُوَ هَدَفُ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْأُسْلُوبُ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ؟
١٨ تُحْدِثُ جُهُودُ ٱلشَّيْطَانِ تَدَهْوُرًا سَرِيعًا فِي قِيَمِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ. وَهُوَ يَهْدِفُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِلَى إِفْسَادِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَسْتَخْدِمُ أَقْصَرَ طَرِيقٍ إِلَى قُلُوبِنَا وَعُقُولِنَا: حَوَاسَّنَا، وَخُصُوصًا عُيُونَنَا وَآذَانَنَا. (افسس ٤:١٧-١٩) فَمَاذَا تَفْعَلُ إِذَا رَأَيْتَ عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ صُوَرًا فَاسِدَةً أَوْ سَمِعْتَ كَلِمَاتٍ بَذِيئَةً أَوِ ٱلْتَقَيْتَ فَجْأَةً أَشْخَاصًا فَاسِقِينَ؟
١٩ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللهِ أَحَدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لِيَصْمُدَ فِي وَجْهِ ٱلتَّجْرِبَةِ؟
١٩ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ حَالَةَ أندرِيه، * وَهُوَ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ وَأَبٌ وَطَبِيبٌ مِنْ أُورُوبا. فَعِنْدَمَا كَانَ يَعْمَلُ فِي ٱلْمُسْتَشْفَى دَوَامًا لَيْلِيًّا، كَانَتْ زَمِيلَاتُهُ يُثَبِّتْنَ عَلَى وِسَادَتِهِ أَوْرَاقًا مُزَيَّنَةً بِٱلْقُلُوبِ يَدْعُونَهُ فِيهَا إِلَى مُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ مَعَهُنَّ. لكِنَّهُ كَانَ يَأْبَى ٱلتَّفْكِيرَ فِي عُرُوضِهِنَّ. كَمَا أَنَّهُ ٱنْتَقَلَ إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي مَكَانٍ آخَرَ لِكَيْ يَبْتَعِدَ عَنْ هذَا ٱلْجَوِّ ٱلْفَاسِدِ. وَقَدْ تَبَرْهَنَ أَنَّ خَوْفَ ٱللهِ هُوَ مَسْلَكُ حِكْمَةٍ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْبَرَكَاتِ لِأَنَّ أَندرِيه يَخْدُمُ حَالِيًّا بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ فِي مَكْتَبِ فَرْعِ شُهُودِ يَهْوَه فِي بَلَدِهِ.
٢٠، ٢١ (أ) كَيْفَ يُمْكِنُ لِخَوْفِ ٱللهِ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَجَنُّبِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٢٠ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلْأَفْكَارِ ٱلْخَاطِئَةِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ بِٱلْمَرْءِ إِلَى حَالَةٍ يَكُونُ فِيهَا مُسْتَعِدًّا لِلتَّخَلِّي عَنْ عَلَاقَتِهِ ٱلثَّمِينَةِ بِيَهْوَه مِنْ أَجْلِ ٱلْحُصُولِ عَلَى شَيْءٍ لَا يَحِقُّ لَهُ. (يعقوب ١:١٤، ١٥) أَمَّا إِذَا كَانَ لَدَيْنَا خَوْفُ يَهْوَه، فَسَنَتَجَنَّبُ أَوْ حَتَّى نَهْرُبُ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ وَٱلْأَمَاكِنِ وَٱلنَّشَاطَاتِ وَٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُضْعِفَ مَنَاعَتَنَا ٱلْأَدَبِيَّةَ. (امثال ٢٢:٣) فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، مَهْمَا كَانَ ٱلْإِحْرَاجُ ٱلَّذِي نَتَعَرَّضُ لَهُ أَوِ ٱلتَّضْحِيَةُ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا، فَهذَا أَمْرٌ تَافِهٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ خَسَارَةِ رِضَى ٱللهِ. (متى ٥:٢٩، ٣٠) كَمَا أَنَّ خَوْفَ ٱللهِ يَشْمُلُ عَدَمَ تَعْرِيضِ أَنْفُسِنَا عَمْدًا لِأَيِّ شَيْءٍ فَاسِدٍ، بِمَا فِي ذلِكَ ٱلْفَنُّ ٱلْإِبَاحِيُّ بِكُلِّ أَشْكَالِهِ. بَلْ يَجِبُ أَنْ ‹نُحَوِّلَ عَيْنَنَا عَنِ ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلْبَاطِلِ›. وَإِذَا فَعَلْنَا ذلِكَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ أَنَّ يَهْوَه ‹سَيُحْيِينَا› وَيُزَوِّدُنَا بِكُلِّ حَاجَاتِنَا. — مزمور ٨٤:١١؛ ١١٩:٣٧.
٢١ حَقًّا، إِنَّ إِظْهَارَ خَوْفِ ٱللهِ هُوَ دَائِمًا مَسْلَكُ حِكْمَةٍ. كَمَا أَنَّهُ مَسْلَكٌ يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ. (مزمور ٣٤:٩) وَهذَا مَا سَنُوضِحُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
[الحاشيتان]
^ الفقرة 3 انظر مقالةَ «وجهة نظر الكتاب المقدس: كيف يمكنُ ان تخافوا إلهَ محبة؟» في عدد ٨ كانون الثاني (يناير) ١٩٩٨ من استيقظ!، اصدار شهود يهوه.
^ الفقرة 19 جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمِ.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟
• بِأَيَّةِ صِفَاتٍ مَسِيحِيَّةٍ يَرْتَبِطُ خَوْفُ ٱللهِ؟
• كَيْفَ يُبْطِلُ خَوْفُ ٱللهِ خَوْفَ ٱلْإِنْسَانِ؟
• كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَمْتَلِكُ ٱلنَّظْرَةَ ٱلصَّائِبَةَ إِلَى ٱلصَّلَاةِ؟
• كَيْفَ يَمْنَعُنَا خَوْفُ ٱللهِ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٣]
تَعَلَّمَ دَاوُدُ خَوْفَ ٱللهِ عِنْدَمَا رَأَى صَنَائِعَ يَهْوَه
[الصور في الصفحة ٢٤]
مَاذَا تَفْعَلُ عِنْدَمَا تُوَاجِهُ عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ وَضْعًا يُغْرِيكَ بِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟