الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كُنْ حكيما وخَفْ يهوه

كُنْ حكيما وخَفْ يهوه

كُنْ حَكِيمًا وَخَفْ يَهْوَه

‏«مَخَافَةُ يَهْوَه بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ».‏ —‏ امثال ٩:‏١٠‏.‏

١ لِمَاذَا يَسْتَصْعِبُ كَثِيرُونَ فَهْمَ فِكْرَةِ خَوْفِ ٱللهِ؟‏

فِي ٱلْمَاضِي،‏ كَانَ وَصْفُ ٱلشَّخْصِ أَنَّهُ خَائِفٌ للهِ يُعْتَبَرُ مَدِيحًا.‏ أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَكَثِيرُونَ يَعْتَبِرُونَ فِكْرَةَ خَوْفِ ٱللهِ عَتِيقَةَ ٱلطِّرَازِ وَيَسْتَصْعِبُونَ فَهْمَهَا.‏ وَقَدْ يَسْأَلُونَ:‏ ‹إِذَا كَانَ ٱللهُ مَحَبَّةً،‏ فَلِمَاذَا أَخَافُهُ؟‏›.‏ فَٱلْخَوْفُ فِي نَظَرِهِمْ هُوَ شُعُورٌ سَلْبِيٌّ يَشُلُّ ٱلشَّخْصَ أَحْيَانًا.‏ لكِنَّ ٱلْخَوْفَ ٱلصَّحِيحَ مِنَ ٱللهِ لَهُ مَعْنًى أَوْسَعُ.‏ فَهُوَ لَيْسَ مُجَرَّدَ شُعُورٍ أَوْ إِحْسَاسٍ،‏ كَمَا سَنَرَى فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ.‏

٢،‏ ٣ مَاذَا يَشْمُلُ خَوْفُ ٱللهِ؟‏

٢ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ إِيجَابِيَّةٌ.‏ (‏اشعيا ١١:‏٣‏)‏ فَهذَا ٱلْخَوْفُ هُوَ تَوْقِيرٌ شَدِيدٌ وَٱحْتِرَامٌ عَمِيقٌ للهِ،‏ رَغْبَةٌ قَوِيَّةٌ فِي إِرْضَائِهِ.‏ (‏مزمور ١١٥:‏١١‏)‏ وَهُوَ يَشْمُلُ قُبُولَ مَقَايِيسِ ٱللهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلِٱلْتِصَاقَ بِهَا بِدِقَّةٍ وَٱلرَّغْبَةَ فِي ٱلْعَيْشِ بِمُوجِبِ مِقْيَاسِ ٱللهِ لِلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ.‏ وَيُشِيرُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ أَنَّ هذَا ٱلْخَوْفَ ٱلسَّلِيمَ يَعْكِسُ «مَوْقِفًا مِنَ ٱللهِ يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَهُ ٱلْمَرْءُ لِكَيْ يَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ وَيَتَجَنَّبَ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلشُّرُورِ».‏ لِذلِكَ تَقُولُ لَنَا كَلِمَةُ ٱللهِ:‏ «مَخَافَةُ يَهْوَهَ بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ».‏ —‏ امثال ٩:‏١٠‏.‏

٣ إِذًا،‏ لِخَوْفِ ٱللهِ عَلَاقَةٌ بِمَجَالَاتٍ عَدِيدَةٍ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَهُوَ لَا يَرْتَبِطُ بِٱلْحِكْمَةِ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا بِٱلْفَرَحِ،‏ ٱلسَّلَامِ،‏ ٱلِٱزْدِهَارِ،‏ طُولِ ٱلْأَيَّامِ،‏ ٱلرَّجَاءِ،‏ وَٱلثِّقَةِ.‏ (‏مزمور ٢:‏١١؛‏ امثال ١:‏٧؛‏ ١٠:‏٢٧؛‏ ١٤:‏٢٦؛‏ ٢٢:‏٤؛‏ ٢٣:‏١٧،‏ ١٨؛‏ اعمال ٩:‏٣١‏)‏ وَهُوَ وَثِيقُ ٱلصِّلَةِ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ،‏ وَيَرْتَبِطُ بِعَلَاقَتِنَا بِٱللهِ وَرُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ.‏ (‏تثنية ١٠:‏١٢؛‏ ايوب ٦:‏١٤؛‏ عبرانيين ١١:‏٧‏)‏ وَخَوْفُ ٱللهِ يَشْمُلُ ٱلِٱقْتِنَاعَ ٱلرَّاسِخَ بِأَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْتَمُّ بِنَا شَخْصِيًّا وَأَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ لِغُفْرَانِ تَعَدِّيَاتِنَا.‏ (‏مزمور ١٣٠:‏٤‏)‏ فَوَحْدَهُمُ ٱلْأَشْرَارُ غَيْرُ ٱلتَّائِبِينَ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ لِيَرْتَعِبُوا مِنَ ٱللهِ.‏ * —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٦-‏٣١‏.‏

كَيْفَ نَتَعَلَّمُ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه

٤ مَاذَا يُسَاعِدُنَا ‹لِنَتَعَلَّمَ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه›؟‏

٤ بِمَا أَنَّ خَوْفَ ٱللهِ أَمْرٌ ضَرُورِيٌّ لِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ وَنَيْلِ بَرَكَاتِ ٱللهِ،‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَتَعَلَّمَ أَنْ نَخَافَ يَهْوَه› خَوْفًا سَلِيمًا؟‏ (‏تثنية ١٧:‏١٩‏)‏ تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَمْثِلَةً عَدِيدَةً لِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ خَائِفِينَ ٱللهَ بُغْيَةَ «إِرْشَادِنَا».‏ (‏روما ١٥:‏٤‏)‏ لِذلِكَ لِنَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ فِعْلًا خَوْفُ ٱللهِ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَيَاةِ أَحَدِ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ:‏ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏

٥ كَيْفَ سَاعَدَتْ رِعَايَةُ ٱلْغَنَمِ دَاوُدَ لِيَتَعَلَّمَ أَنْ يَخَافَ يَهْوَه؟‏

٥ رَفَضَ يَهْوَه شَاوُلَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلْأَوَّلَ بِسَبَبِ خَوْفِهِ مِنَ ٱلشَّعْبِ وَٱفْتِقَارِهِ إِلَى خَوْفِ ٱللهِ.‏ (‏١ صموئيل ١٥:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ فَإِنَّ مَسْلَكَ حَيَاةِ دَاوُدَ وَعَلَاقَتَهُ ٱللَّصِيقَةَ بِيَهْوَه أَظْهَرَا أَنَّهُ رَجُلٌ يَخَافُ ٱللهَ حَقًّا.‏ فَفِي حَدَاثَتِهِ،‏ غَالِبًا مَا كَانَ يَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ.‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏١١‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱللَّيَالِيَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي قَضَاهَا وَهُوَ يَرْعَى ٱلْغَنَمَ فِي ٱلْعَرَاءِ قَدْ سَاعَدَتْهُ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ خَوْفُ يَهْوَه.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرَى سِوَى جُزْءٍ ضَئِيلٍ مِنْ هذَا ٱلْكَوْنِ ٱلْفَسِيحِ،‏ تَوَصَّلَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ ٱلصَّحِيحِ:‏ يَسْتَحِقُّ ٱللهُ أَنْ نُعْطِيَهُ ٱلِٱحْتِرَامَ وَٱلتَّوْقِيرَ.‏ كَتَبَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ:‏ «حِينَ أَرَى سَمٰوَاتِكَ،‏ عَمَلَ أَصَابِعِكَ،‏ ٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ ٱلَّتِي هَيَّأْتَهَا،‏ مَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْفَانِي حَتَّى تَذْكُرَهُ،‏ وَٱبْنُ آدَمَ حَتَّى تَعْتَنِيَ بِهِ؟‏».‏ —‏ مزمور ٨:‏٣،‏ ٤‏.‏

٦ كَيْفَ شَعَرَ دَاوُدُ حِينَ أَدْرَكَ عَظَمَةَ يَهْوَه؟‏

٦ لِسَبَبٍ وَجِيهٍ إِذًا تَأَثَّرَ دَاوُدُ عِنْدَمَا قَارَنَ صِغَرَهُ بِٱلسَّمَاءِ ٱلْوَاسِعَةِ ٱلْمُرَصَّعَةِ بِٱلنُّجُومِ.‏ وَهذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ لَمْ تُفْزِعْهُ بَلْ دَفَعَتْهُ إِلَى تَسْبِيحِ يَهْوَه وَٱلْقَوْلِ:‏ «اَلسَّمٰوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللهِ،‏ وَٱلْجَلَدُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ».‏ (‏مزمور ١٩:‏١‏)‏ وَتَوْقِيرُ دَاوُدَ للهِ قَرَّبَهُ إِلَيْهِ وَنَمَّى فِيهِ رَغْبَةَ أَنْ يَتَعَلَّمَ عَنْهُ وَيَقْتَدِيَ بِمِثَالِهِ ٱلْكَامِلِ.‏ تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ حِينَ رَنَّمَ لِيَهْوَه:‏ «إِنَّكَ عَظِيمٌ وَصَانِعٌ أُمُورًا عَجِيبَةً،‏ أَنْتَ ٱللهُ وَحْدَكَ.‏ عَلِّمْنِي يَا يَهْوَهُ طَرِيقَكَ.‏ فَسَأَسْلُكُ فِي حَقِّكَ.‏ وَحِّدْ قَلْبِي لِيَخَافَ ٱسْمَكَ».‏ —‏ مزمور ٨٦:‏١٠،‏ ١١‏.‏

٧ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللهِ دَاوُدَ عَلَى مُحَارَبَةِ جُلْيَاتَ؟‏

٧ عِنْدَمَا ٱجْتَاحَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ،‏ عَيَّرَ بَطَلُهُمْ جُلْيَاتُ (‏ٱلْبَالِغُ طُولُهُ نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَمْتَارٍ)‏ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَائِلًا بِمَا مَعْنَاهُ:‏ ‹اِخْتَارُوا رَجُلًا لِيُحَارِبَنِي.‏ فَإِنِ ٱنْتَصَرَ،‏ صِرْنَا لَكُمْ خُدَّامًا›.‏ (‏١ صموئيل ١٧:‏٤-‏١٠‏)‏ فَٱرْتَاعَ شَاوُلُ وَكُلُّ جَيْشِهِ.‏ لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يَخَفْ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يُخَافَ مِنْهُ،‏ وَلَيْسَ أَيُّ إِنْسَانٍ مَهْمَا كَانَ قَوِيًّا.‏ لِذلِكَ قَالَ لِجُلْيَاتَ:‏ ‹أَنَا آتِيكَ بِٱسْمِ يَهْوَهِ ٱلْجُنُودِ،‏ فَتَعْرِفُ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِٱلسَّيْفِ وَلَا بِٱلرُّمْحِ يُخَلِّصُ يَهْوَهُ،‏ لِأَنَّ ٱلْحَرْبَ لِيَهْوَهَ›.‏ وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه،‏ ضَرَبَ دَاوُدُ ٱلْعِمْلَاقَ بِحَجَرٍ وَاحِدٍ مِنْ مِقْلَاعِهِ فَقَتَلَهُ.‏ —‏ ١ صموئيل ١٧:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

٨ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْخَائِفِينَ ٱللهَ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

٨ رُبَّمَا نُوَاجِهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ أَوْ عَوَائِقَ هَائِلَةً تَمَامًا كَمَا وَاجَهَ دَاوُدُ قَدِيمًا.‏ فَمَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ؟‏ بِإِمْكَانِنَا ٱسْتِخْدَامُ ٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا دَاوُدُ وَٱلْأُمَنَاءُ ٱلْآخَرُونَ لِمُجَابَهَةِ ٱلْأَعْدَاءِ وَٱلْعَوَائِقِ:‏ اِمْتِلَاكِ خَوْفِ ٱللهِ.‏ فَهذَا ٱلْخَوْفُ يَهْزِمُ خَوْفَ ٱلْإِنْسَانِ.‏ مَثَلًا،‏ حَثَّ خَادِمُ ٱللهِ ٱلْأَمِينُ نَحَمْيَا رُفَقَاءَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ:‏ «لَا تَخَافُوا مِنْهُمْ.‏ اُذْكُرُوا يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْمَخُوفَ».‏ (‏نحميا ٤:‏١٤‏)‏ فَبِدَعْمِ يَهْوَه،‏ تَمَكَّنَ دَاوُدُ وَنَحَمْيَا وَغَيْرُهُمَا مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءِ مِنْ إِتْمَامِ تَعْيِينَاتِهِمِ ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللهِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا ذلِكَ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا خَوْفَ ٱللهِ.‏

إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ

٩ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ أَعْرَبَ دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ؟‏

٩ بَعْدَمَا قَتَلَ دَاوُدُ جُلْيَاتَ،‏ سَاعَدَهُ يَهْوَه لِيُحَقِّقَ ٱنْتِصَارَاتٍ أُخْرَى.‏ لكِنَّ شَاوُلَ ٱلْحَسُودَ حَاوَلَ قَتْلَهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ بِطَرِيقَةٍ عَشْوَائِيَّةٍ،‏ ثُمَّ ٱسْتَخْدَمَ أُسْلُوبًا مَاكِرًا،‏ وَأَخِيرًا ٱسْتَعَانَ بِجَيْشٍ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ قَدْ أَكَّدَ لِدَاوُدَ أَنَّهُ سَيُنَصَّبُ مَلِكًا،‏ فَقَدِ ٱضْطُرَّ لِسَنَوَاتٍ إِلَى ٱلْهَرَبِ،‏ ٱلْمُحَارَبَةِ،‏ وَٱنْتِظَارِ وَقْتِ يَهْوَه ٱلْمُعَيَّنِ لِيَتَسَلَّمَ مَقَالِيدَ ٱلْحُكْمِ.‏ وَخِلَالَ كُلِّ هذِهِ ٱلْمَرَاحِلِ،‏ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّ لَدَيْهِ خَوْفَ ٱللهِ.‏ —‏ ١ صموئيل ١٨:‏٩،‏ ١١،‏ ١٧؛‏ ٢٤:‏٢‏.‏

١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ يَخَافُ ٱللهَ عِنْدَمَا تَعَرَّضَ لِلْخَطَرِ؟‏

١٠ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ لَجَأَ دَاوُدُ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ مَدِينَةِ جَتَّ ٱلْفِلِسْطِيَّةِ،‏ مَوْطِنِ جُلْيَاتَ.‏ (‏١ صموئيل ٢١:‏١٠-‏١٥‏)‏ فَفَضَحَ خُدَّامُ أَخِيشَ أَمْرَ دَاوُدَ وَكَشَفُوا أَنَّهُ عَدُوُّ أُمَّتِهِمْ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ فِي هذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْخَطِرِ؟‏ صَلَّى إِلَى يَهْوَه وَبَاحَ لَهُ بِمَكْنُونَاتِ قَلْبِهِ.‏ (‏مزمور ٥٦:‏١-‏٤،‏ ١١-‏١٣‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ إِلَى ٱلتَّظَاهُرِ بِٱلْجُنُونِ،‏ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلَّذِي أَنْقَذَهُ وَبَارَكَ جُهُودَهُ.‏ وَٱتِّكَالُ دَاوُدَ ٱلتَّامُّ عَلَى يَهْوَه وَثِقَتُهُ بِهِ أَظْهَرَا أَنَّهُ حَقًّا شَخْصٌ يَخَافُ ٱللهَ.‏ —‏ مزمور ٣٤:‏٤-‏٦،‏ ٩-‏١١‏.‏

١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ،‏ كَيْفَ نُظْهِرُ خَوْفَ ٱللهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ؟‏

١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ،‏ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللهِ حِينَ نَثِقُ بِوَعْدِهِ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى مُجَابَهَةِ مَشَاكِلِنَا.‏ قَالَ دَاوُدُ:‏ «سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ،‏ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ،‏ وَهُوَ يُدَبِّرُ».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٥‏)‏ لكِنَّ هذَا لَا يَعْنِي أَنْ نُلْقِيَ مَشَاكِلَنَا عَلَى يَهْوَه دُونَ بَذْلِ كُلِّ مَا فِي وُسْعِنَا لِفِعْلِ شَيْءٍ حِيَالَهَا وَأَنْ نَتَوَقَّعَ مِنْهُ أَنْ يَحُلَّهَا بَدَلًا مِنَّا.‏ فَدَاوُدُ لَمْ يُصَلِّ إِلَى ٱللهِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَيَقِفْ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ،‏ بَلِ ٱسْتَخْدَمَ مَقْدِرَاتِهِ ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلْفِكْرِيَّةَ ٱلَّتِي وَهَبَهُ إِيَّاهَا يَهْوَه وَعَالَجَ ٱلْمُشْكِلَةَ.‏ إِلَّا أَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلْبَشَرِيَّةَ وَحْدَهَا لَا تَؤُولُ إِلَى ٱلنَّجَاحِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَجِبُ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِحَلِّ مُشْكِلَتِنَا،‏ ثُمَّ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْبَاقِيَ عَلَى يَهْوَه.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ نَادِرًا مَا يَكُونُ هُنَالِكَ شَيْءٌ لِنَفْعَلَهُ غَيْرَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَه.‏ فَهذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنُعْرِبَ إِفْرَادِيًّا عَنْ خَوْفِ ٱللهِ.‏ وَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَقْرَأُ كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلنَّابِعَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ:‏ «صَدَاقَةُ يَهْوَهَ هِيَ لِخَائِفِيهِ»!‏ —‏ مزمور ٢٥:‏١٤‏.‏

١٢ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَحْمِلَ صَلَوَاتِنَا مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ،‏ وَأَيُّ مَوْقِفٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَهُ أَبَدًا؟‏

١٢ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْمِلَ صَلَوَاتِنَا وَعَلَاقَتَنَا بِٱللهِ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ.‏ فَعِنْدَمَا نَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَه،‏ يَجِبُ أَنْ ‹نُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ›.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦؛‏ يعقوب ١:‏٥-‏٨‏)‏ وَعِنْدَمَا يُسَاعِدُنَا يَنْبَغِي أَنْ ‹نُظْهِرَ أَنَّنَا شَاكِرُونَ›،‏ كَمَا نَصَحَنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٥،‏ ١٧‏)‏ وَلَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَكُونَ كَأُولئِكَ ٱلَّذِينَ وَصَفَهُمْ مَسِيحِيٌّ مَمْسُوحٌ ذُو خِبْرَةٍ،‏ قَائِلًا:‏ «اَللهُ فِي نَظَرِهِمْ خَادِمٌ سَمَاوِيٌّ حَاضِرٌ دَائِمًا لِيُلَبِّيَ طَلَبَاتِهِمْ عِنْدَ أَيَّةِ إِشَارَةٍ مِنْهُمْ وَبِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَصْرِفُوهُ حَالَمَا يَنَالُونَ مُرَادَهُمْ».‏ فَهذَا ٱلْمَوْقِفُ يَكْشِفُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ لَا يَمْلِكُ خَوْفَ ٱللهِ.‏

مُنَاسَبَاتٌ لَمْ يُعْرِبْ فِيهَا دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ

١٣ مَتَى لَمْ يُظْهِرْ دَاوُدُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِشَرِيعَةِ ٱللهِ؟‏

١٣ عِنْدَمَا كَانَ دَاوُدُ يَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ مُسَاعَدَةَ يَهْوَه خِلَالَ ٱلشَّدَائِدِ،‏ كَانَ ذلِكَ يُعَمِّقُ خَوْفَهُ للهِ وَيُرَسِّخُ ثِقَتَهُ بِهِ.‏ (‏مزمور ٣١:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يُعْرِبْ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ فِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ بَارِزَةٍ،‏ مِمَّا أَدَّى إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ.‏ فِي ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلْأُولَى،‏ رَتَّبَ دَاوُدُ نَقْلَ تَابُوتِ عَهْدِ يَهْوَه إِلَى أُورُشَلِيمَ عَلَى عَجَلَةٍ بَدَلَ حَمْلِهِ عَلَى أَكْتَافِ ٱللَّاوِيِّينَ،‏ كَمَا أَوْصَتْ شَرِيعَةُ ٱللهِ.‏ وَعِنْدَمَا كَانَ ٱلتَّابُوتُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَقَعَ،‏ أَمْسَكَهُ عُزَّةُ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوقُ ٱلْعَجَلَةَ.‏ فَمَاتَ عَلَى ٱلْفَوْرِ بِسَبَبِ «ٱسْتِهَانَتِهِ».‏ وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّ عُزَّةَ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا،‏ فَإِنَّ عَدَمَ إِظْهَارِ دَاوُدَ ٱلِٱحْتِرَامَ ٱلْوَاجِبَ لِشَرِيعَةِ ٱللهِ هُوَ مَا أَدَّى إِلَى هذِهِ ٱلنَّتِيجَةِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ.‏ فَخَوْفُ ٱللهِ يَعْنِي فِعْلَ ٱلْأُمُورِ وَفْقَ طَرِيقَتِهِ هُوَ.‏ —‏ ٢ صموئيل ٦:‏٢-‏٩؛‏ عدد ٤:‏١٥؛‏ ٧:‏٩‏.‏

١٤ عَمَّ أَسْفَرَ عَدُّ دَاوُدَ لِإِسْرَائِيلَ؟‏

١٤ لَاحِقًا،‏ حَرَّضَ ٱلشَّيْطَانُ دَاوُدَ أَنْ يَعُدَّ ٱلْمُحَارِبِينَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ (‏١ اخبار الايام ٢١:‏١‏)‏ وَقَدْ أَظْهَرَ ذلِكَ أَنَّهُ يَفْتَقِرُ إِلَى خَوْفِ ٱللهِ،‏ مِمَّا أَسْفَرَ عَنْ مَوْتِ ٧٠٬٠٠٠ إِسْرَائِيلِيٍّ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ دَاوُدَ عَبَّرَ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ أَمَامَ يَهْوَه،‏ حَصَدَ هُوَ وَٱلشَّعْبُ نَتَائِجَ خَطِيرَةً.‏ —‏ ٢ صموئيل ٢٤:‏١-‏١٦‏.‏

١٥ مَاذَا أَدَّى إِلَى وُقُوعِ دَاوُدَ فِي خَطِيَّةِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ؟‏

١٥ أَمَّا ٱلْمُنَاسَبَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي لَمْ يُعْرِبْ فِيهَا دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ فَكَانَتْ حِينَ أَقَامَ عَلَاقَةً فَاسِدَةً أَدَبِيًّا مَعَ بَثْشَبَعَ زَوْجَةِ أُورِيَّا.‏ كَانَ دَاوُدُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلزِّنَى أَوْ حَتَّى ٱشْتِهَاءَ رَفِيقِ زَوَاجِ شَخْصٍ آخَرَ هُوَ أَمْرٌ خَاطِئٌ.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٤،‏ ١٧‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱبْتَدَأَتْ عِنْدَمَا رَأَى بَثْشَبَعَ وَهِيَ تَسْتَحِمُّ.‏ فَٱلْخَوْفُ ٱلسَّلِيمُ مِنَ ٱللهِ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَهُ فَوْرًا إِلَى إِبْعَادِ نَظَرِهِ وَٱلتَّفْكِيرِ فِي أَمْرٍ آخَرَ.‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ دَاوُدَ ‹دَاوَمَ عَلَى ٱلنَّظَرِ› إِلَيْهَا حَتَّى طَغَتْ رَغْبَتُهُ عَلَى خَوْفِ ٱللهِ.‏ (‏متى ٥:‏٢٨؛‏ ٢ صموئيل ١١:‏١-‏٤‏)‏ فَقَدْ نَسِيَ أَنَّ لِيَهْوَه دَوْرًا بَارِزًا فِي كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِهِ.‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١-‏٧‏.‏

١٦ مَا هِيَ ٱلْعَوَاقِبُ ٱلَّتِي حَصَدَهَا دَاوُدُ نَتِيجَةَ خَطَئِهِ؟‏

١٦ أَدَّتْ عَلَاقَةُ دَاوُدَ ٱلْفَاسِدَةُ بِبَثْشَبَعَ إِلَى وِلَادَةِ ٱبْنٍ لَهُ.‏ بُعَيْدَ ذلِكَ،‏ أَرْسَلَ يَهْوَه نَبِيَّهُ نَاثَانَ لِيَفْضَحَ خَطِيَّتَهُ.‏ وَلكِنْ بَعْدَمَا رَجَعَ دَاوُدُ إِلَى رُشْدِهِ،‏ ٱسْتَعَادَ خَوْفَهُ للهِ وَتَابَ.‏ وَتَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه أَلَّا يَطْرَحَهُ او يَنْزِعَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ مِنْهُ.‏ (‏مزمور ٥١:‏٧،‏ ١١‏)‏ فَسَامَحَهُ يَهْوَه وَخَفَّفَ ٱلْعِقَابَ،‏ لكِنَّهُ لَمْ يَحْمِهِ مِنْ كُلِّ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْوَخِيمَةِ لِتَصَرُّفَاتِهِ.‏ فَقَدْ مَاتَ ٱبْنُهُ وَحَلَّتِ ٱلْأَحْزَانُ وَٱلْمَآسِي بِعَائِلَتِهِ مِنْ ذلِكَ ٱلْحِينِ فَصَاعِدًا.‏ فَيَا لَلثَّمَنِ ٱلْبَاهِظِ ٱلَّذِي ٱضْطُرَّ إِلَى دَفْعِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْرِبْ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ!‏ —‏ ٢ صموئيل ١٢:‏١٠-‏١٤؛‏ ١٣:‏١٠-‏١٤؛‏ ١٥:‏١٤‏.‏

١٧ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ كَيْفَ يُسَبِّبُ ٱرْتِكَابُ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْأَحْزَانَ؟‏

١٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُسْفِرَ عَدَمُ إِظْهَارِ خَوْفِ ٱللهِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْأَدَبِيَّةِ عَنْ نَتَائِجَ خَطِيرَةٍ وَطَوِيلَةِ ٱلْأَمَدِ.‏ مَثَلًا،‏ تَخَيَّلِ ٱلْأَلَمَ ٱلْعَاطِفِيَّ ٱلْفَظِيعَ ٱلَّذِي أَحَسَّتْ بِهِ زَوْجَةٌ شَابَّةٌ حِينَ عَلِمَتْ أَنَّ زَوْجَهَا ٱلْمَسِيحِيَّ خَانَهَا عِنْدَمَا سَافَرَ خَارِجَ ٱلْبَلَدِ لِلْعَمَلِ.‏ فَتَحْتَ وَطْأَةِ ٱلصَّدْمَةِ وَٱلْأَلَمِ،‏ أَخْفَتْ وَجْهَهَا بِيَدَيْهَا وَٱنْفَجَرَتْ بِٱلْبُكَاءِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَمُرُّ وَقْتٌ طَوِيلٌ قَبْلَ أَنْ تَسْتَعِيدَ هذِهِ ٱلْأُخْتُ ثِقَتَهَا بِزَوْجِهَا وَٱحْتِرَامَهَا لَهُ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ خَوْفَ ٱللهِ يُجَنِّبُنَا حَصْدَ هذِهِ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٨‏.‏

خَوْفُ ٱللهِ يَمْنَعُنَا مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ

١٨ مَا هُوَ هَدَفُ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْأُسْلُوبُ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ؟‏

١٨ تُحْدِثُ جُهُودُ ٱلشَّيْطَانِ تَدَهْوُرًا سَرِيعًا فِي قِيَمِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ.‏ وَهُوَ يَهْدِفُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِلَى إِفْسَادِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَسْتَخْدِمُ أَقْصَرَ طَرِيقٍ إِلَى قُلُوبِنَا وَعُقُولِنَا:‏ حَوَاسَّنَا،‏ وَخُصُوصًا عُيُونَنَا وَآذَانَنَا.‏ (‏افسس ٤:‏١٧-‏١٩‏)‏ فَمَاذَا تَفْعَلُ إِذَا رَأَيْتَ عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ صُوَرًا فَاسِدَةً أَوْ سَمِعْتَ كَلِمَاتٍ بَذِيئَةً أَوِ ٱلْتَقَيْتَ فَجْأَةً أَشْخَاصًا فَاسِقِينَ؟‏

١٩ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللهِ أَحَدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لِيَصْمُدَ فِي وَجْهِ ٱلتَّجْرِبَةِ؟‏

١٩ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ حَالَةَ أندرِيه،‏ * وَهُوَ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ وَأَبٌ وَطَبِيبٌ مِنْ أُورُوبا.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ يَعْمَلُ فِي ٱلْمُسْتَشْفَى دَوَامًا لَيْلِيًّا،‏ كَانَتْ زَمِيلَاتُهُ يُثَبِّتْنَ عَلَى وِسَادَتِهِ أَوْرَاقًا مُزَيَّنَةً بِٱلْقُلُوبِ يَدْعُونَهُ فِيهَا إِلَى مُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ مَعَهُنَّ.‏ لكِنَّهُ كَانَ يَأْبَى ٱلتَّفْكِيرَ فِي عُرُوضِهِنَّ.‏ كَمَا أَنَّهُ ٱنْتَقَلَ إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي مَكَانٍ آخَرَ لِكَيْ يَبْتَعِدَ عَنْ هذَا ٱلْجَوِّ ٱلْفَاسِدِ.‏ وَقَدْ تَبَرْهَنَ أَنَّ خَوْفَ ٱللهِ هُوَ مَسْلَكُ حِكْمَةٍ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْبَرَكَاتِ لِأَنَّ أَندرِيه يَخْدُمُ حَالِيًّا بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ فِي مَكْتَبِ فَرْعِ شُهُودِ يَهْوَه فِي بَلَدِهِ.‏

٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ لِخَوْفِ ٱللهِ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَجَنُّبِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

٢٠ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلْأَفْكَارِ ٱلْخَاطِئَةِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ بِٱلْمَرْءِ إِلَى حَالَةٍ يَكُونُ فِيهَا مُسْتَعِدًّا لِلتَّخَلِّي عَنْ عَلَاقَتِهِ ٱلثَّمِينَةِ بِيَهْوَه مِنْ أَجْلِ ٱلْحُصُولِ عَلَى شَيْءٍ لَا يَحِقُّ لَهُ.‏ (‏يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ أَمَّا إِذَا كَانَ لَدَيْنَا خَوْفُ يَهْوَه،‏ فَسَنَتَجَنَّبُ أَوْ حَتَّى نَهْرُبُ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ وَٱلْأَمَاكِنِ وَٱلنَّشَاطَاتِ وَٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُضْعِفَ مَنَاعَتَنَا ٱلْأَدَبِيَّةَ.‏ (‏امثال ٢٢:‏٣‏)‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ مَهْمَا كَانَ ٱلْإِحْرَاجُ ٱلَّذِي نَتَعَرَّضُ لَهُ أَوِ ٱلتَّضْحِيَةُ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا،‏ فَهذَا أَمْرٌ تَافِهٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ خَسَارَةِ رِضَى ٱللهِ.‏ (‏متى ٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ كَمَا أَنَّ خَوْفَ ٱللهِ يَشْمُلُ عَدَمَ تَعْرِيضِ أَنْفُسِنَا عَمْدًا لِأَيِّ شَيْءٍ فَاسِدٍ،‏ بِمَا فِي ذلِكَ ٱلْفَنُّ ٱلْإِبَاحِيُّ بِكُلِّ أَشْكَالِهِ.‏ بَلْ يَجِبُ أَنْ ‹نُحَوِّلَ عَيْنَنَا عَنِ ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلْبَاطِلِ›.‏ وَإِذَا فَعَلْنَا ذلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ أَنَّ يَهْوَه ‹سَيُحْيِينَا› وَيُزَوِّدُنَا بِكُلِّ حَاجَاتِنَا.‏ —‏ مزمور ٨٤:‏١١؛‏ ١١٩:‏٣٧‏.‏

٢١ حَقًّا،‏ إِنَّ إِظْهَارَ خَوْفِ ٱللهِ هُوَ دَائِمًا مَسْلَكُ حِكْمَةٍ.‏ كَمَا أَنَّهُ مَسْلَكٌ يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ.‏ (‏مزمور ٣٤:‏٩‏)‏ وَهذَا مَا سَنُوضِحُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 3‏ انظر مقالةَ «‏وجهة نظر الكتاب المقدس:‏ كيف يمكنُ ان تخافوا إلهَ محبة؟‏‏» في عدد ٨ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٨ من استيقظ!‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

^ ‎الفقرة 19‏ جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمِ.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• بِأَيَّةِ صِفَاتٍ مَسِيحِيَّةٍ يَرْتَبِطُ خَوْفُ ٱللهِ؟‏

‏• كَيْفَ يُبْطِلُ خَوْفُ ٱللهِ خَوْفَ ٱلْإِنْسَانِ؟‏

‏• كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَمْتَلِكُ ٱلنَّظْرَةَ ٱلصَّائِبَةَ إِلَى ٱلصَّلَاةِ؟‏

‏• كَيْفَ يَمْنَعُنَا خَوْفُ ٱللهِ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

تَعَلَّمَ دَاوُدُ خَوْفَ ٱللهِ عِنْدَمَا رَأَى صَنَائِعَ يَهْوَه

‏[الصور في الصفحة ٢٤]‏

مَاذَا تَفْعَلُ عِنْدَمَا تُوَاجِهُ عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ وَضْعًا يُغْرِيكَ بِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟‏