الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ايوب،‏ مثال الاحتمال والاستقامة

ايوب،‏ مثال الاحتمال والاستقامة

أَيُّوبُ،‏ مِثَالُ ٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلِٱسْتِقَامَةِ

‏«هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى خَادِمِي أَيُّوبَ،‏ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ رَجُلٌ بِلَا لَوْمٍ وَمُسْتَقِيمٌ،‏ يَخَافُ ٱللهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ؟‏».‏ —‏ ايوب ١:‏٨‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ مَصَائِبَ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ حَلَّتْ بِأَيُّوبَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ كَانَتْ حَيَاةُ أَيُّوبَ قَبْلَمَا حَلَّتْ بِهِ ٱلْمَصَائِبُ؟‏

رَجُلٌ كَانَ يَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ:‏ اَلثَّرْوَةَ،‏ ٱلْمَكَانَةَ،‏ ٱلصِّحَّةَ ٱلْجَيِّدَةَ،‏ وَٱلْحَيَاةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ ٱلسَّعِيدَةَ.‏ وَلكِنْ فَجْأَةً حَلَّتْ بِهِ ثَلَاثُ مَصَائِبَ ٱلْوَاحِدَةُ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى.‏ فَقَدْ خَسِرَ ثَرْوَتَهُ بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحَاهَا.‏ ثُمَّ هَبَّتْ عَاصِفَةٌ غَيْرُ ٱعْتِيَادِيَّةٍ أَوْدَتْ بِحَيَاةِ كُلِّ أَوْلَادِهِ.‏ بُعَيْدَ ذلِكَ،‏ أُصِيبَ بِمَرَضٍ رَهِيبٍ إِذْ غَطَّتِ ٱلدَّمَامِلُ جِسْمَهُ كُلَّهُ.‏ أَنْتَ تَعْرِفُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ هُوَ أَيُّوبُ،‏ شَخْصِيَّةٌ بَارِزَةٌ فِي ٱلسِّفْرِ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱسْمَهُ.‏ —‏ ايوب،‏ الاصحاحان ١ و ٢‏.‏

٢ تَحَسَّرَ أَيُّوبُ قَائِلًا:‏ «يَا لَيْتَنِي كَمَا فِي ٱلْأَشْهُرِ ٱلْقَمَرِيَّةِ ٱلسَّالِفَةِ».‏ (‏ايوب ٣:‏٣؛‏ ٢٩:‏٢‏)‏ فَعِنْدَمَا تَحِلُّ ٱلنَّكْبَةُ،‏ مَنْ لَا يَتُوقُ إِلَى ٱلْأَيَّامِ ٱلسَّالِفَةِ؟‏!‏ كَانَ أَيُّوبُ يَعِيشُ فِي مَا مَضَى حَيَاةً هَانِئَةً وَكَأَنَّهُ بِمَنْأًى عَنِ ٱلْبَلِيَّةِ.‏ وَقَدِ ٱحْتَرَمَهُ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْبَارِزُونَ وَطَلَبُوا مَشُورَتَهُ.‏ (‏ايوب ٢٩:‏٥-‏١١‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ شَخْصًا ثَرِيًّا،‏ فَقَدْ تَبَنَّى نَظْرَةً مُتَّزِنَةً إِلَى ٱلْمَالِ.‏ (‏ايوب ٣١:‏٢٤،‏ ٢٥،‏ ٢٨‏)‏ وَعِنْدَمَا كَانَ يَرَى أَرَامِلَ أَوْ أَيْتَامًا مُحْتَاجِينَ،‏ كَانَ يَمُدُّ إِلَيْهِمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ (‏ايوب ٢٩:‏١٢-‏١٦‏)‏ كَمَا أَنَّهُ بَقِيَ أَمِينًا لِزَوْجَتِهِ.‏ —‏ ايوب ٣١:‏١،‏ ٩،‏ ١١‏.‏

٣ مَاذَا كَانَتْ نَظْرَةُ يَهْوَه إِلَى أَيُّوبَ؟‏

٣ كَانَ مَسْلَكُ حَيَاةِ أَيُّوبَ بِلَا لَوْمٍ لِأَنَّهُ كَانَ عَابِدًا للهِ.‏ فَقَدْ قَالَ يَهْوَه عَنْهُ:‏ «لَيْسَ مِثْلُهُ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ رَجُلٌ بِلَا لَوْمٍ وَمُسْتَقِيمٌ،‏ يَخَافُ ٱللهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ».‏ (‏ايوب ١:‏١،‏ ٨‏)‏ وَلكِنْ رَغْمَ ٱسْتِقَامَتِهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ،‏ نَغَّصَتِ ٱلْمَصَائِبُ عَلَيْهِ حَيَاتَهُ.‏ فَفَقَدَ كُلَّ مَا عَمِلَ جَاهِدًا لِيَحْصُلَ عَلَيْهِ،‏ وَٱمْتَحَنَ ٱلْأَلَمُ وَٱلْمُعَانَاةُ وَٱلْإِحْبَاطُ قُدْرَتَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ.‏

٤ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُسَاعِدِ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مِحْنَةِ أَيُّوبَ؟‏

٤ طَبْعًا،‏ لَيْسَ أَيُّوبُ خَادِمَ ٱللهِ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي نَزَلَتْ بِهِ ٱلنَّكَبَاتُ.‏ فَمَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ يُعَانُونَ كَمَا عَانَى هُوَ.‏ لِذلِكَ هُنَالِكَ سُؤَالَانِ جَدِيرَانِ بِأَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهِمَا:‏ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلتَّفْكِيرِ فِي مِحْنَةِ أَيُّوبَ أَنْ يُسَاعِدَنَا عِنْدَمَا تَحِلُّ بِنَا ٱلْمَصَائِبُ؟‏ وَكَيْفَ تُعَلِّمُنَا هذِهِ ٱلْمِحْنَةُ أَنْ نَكُونَ أَكْثَرَ تَعَاطُفًا مَعَ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ ٱلْمَصَاعِبَ؟‏

قَضِيَّةُ وَلَاءٍ وَٱمْتِحَانُ ٱسْتِقَامَةٍ

٥ بِحَسَبِ ٱدِّعَاءِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ لِمَاذَا كَانَ أَيُّوبُ يَخْدُمُ ٱللهَ؟‏

٥ إِنَّ مَا مَرَّ بِهِ أَيُّوبُ فَرِيدٌ مِنْ نَوْعِهِ.‏ فَدُونَ عِلْمٍ مِنْهُ،‏ كَانَ إِبْلِيسُ قَدْ شَكَّكَ فِي ٱلدَّافِعِ ٱلَّذِي يَجْعَلُهُ يَخْدُمُ ٱللهَ.‏ فَعِنْدَمَا لَفَتَ يَهْوَه ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى صِفَاتِ أَيُّوبَ ٱلرَّائِعَةِ فِي تَجَمُّعٍ لِلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ أَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ:‏ «أَمَا سَيَّجْتَ أَنْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ؟‏».‏ وَبِذلِكَ ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ أَنَّ دَافِعَ أَيُّوبَ —‏ وَبِٱلتَّالِي دَافِعَ كُلِّ خُدَّامِ ٱللهِ —‏ هُوَ أَنَانِيٌّ.‏ ثُمَّ قَالَ ٱلشَّيْطَانُ لِيَهْوَه:‏ «مُدَّ يَدَكَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ،‏ وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ لَا يَلْعَنُكَ فِي وَجْهِكَ».‏ —‏ ايوب ١:‏٨-‏١١‏.‏

٦ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ مُهِمَّةٍ أَنْشَأَهَا ٱلشَّيْطَانُ؟‏

٦ كَانَتْ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ مُهِمَّةً.‏ فَٱلشَّيْطَانُ تَحَدَّى قَدِيمًا طَرِيقَةَ يَهْوَه فِي مُمَارَسَةِ سُلْطَانِهِ.‏ فَهَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ حَقًّا أَنْ يَحْكُمَ ٱللهُ ٱلْكَوْنَ بِٱلْمَحَبَّةِ؟‏ أَمْ إِنَّ ٱلْأَنَانِيَّةَ عِنْدَ ٱلْبَشَرِ هِيَ ٱلَّتِي تَنْتَصِرُ دَائِمًا،‏ كَمَا لَمَّحَ ٱلشَّيْطَانُ؟‏ سَمَحَ يَهْوَه لِإِبْلِيسَ أَنْ يُقْحِمَ أَيُّوبَ فِي قَضِيَّةٍ شَكَّلَتْ سَابِقَةً،‏ وَقَدْ كَانَ وَاثِقًا مِنِ ٱسْتِقَامَةِ وَوَلَاءِ خَادِمِهِ.‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ ٱلْمَصَائِبَ بِأَيُّوبَ بِهذَا ٱلتَّتَابُعِ ٱلسَّرِيعِ.‏ وَعِنْدَمَا فَشِلَ فِي هَجَمَاتِهِ ٱلْأُولَى،‏ ضَرَبَ أَيُّوبَ بِمَرَضٍ مُؤْلِمٍ.‏ فَقَدِ ٱدَّعَى قَائِلًا:‏ «جِلْدٌ بِجِلْدٍ،‏ وَكُلُّ مَا لِلْإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ نَفْسِهِ».‏ —‏ ايوب ٢:‏٤‏.‏

٧ كَيْفَ يَكُونُ خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ مُعَرَّضِينَ لِمِحَنٍ مُمَاثِلَةٍ لِمِحَنِ أَيُّوبَ؟‏

٧ فِي حِينِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَا يَتَعَذَّبُونَ إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ،‏ فَهُمْ يَتَعَرَّضُونَ لِضِيقَاتٍ شَتَّى.‏ فَكَثِيرُونَ يُوَاجِهُونَ ٱلِٱضْطِهَادَ أَوِ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْعَائِلِيَّةَ.‏ وَيَرْزَحُ ٱلْبَعْضُ تَحْتَ وَطْأَةِ ٱلْمَشَقَّاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ أَوِ ٱلْمَرَضِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْبَعْضَ يُضَحُّونَ بِحَيَاتِهِمْ فِي سَبِيلِ إِيمَانِهِمْ.‏ طَبْعًا،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ شَخْصِيًّا يُسَبِّبُ كُلَّ مُصِيبَةٍ تَحِلُّ بِنَا.‏ فَبَعْضُ ٱلْمَشَاكِلِ قَدْ تَكُونُ فِي ٱلْوَاقِعِ نَتِيجَةَ أَخْطَائِنَا أَوْ عَامِلِ ٱلْوِرَاثَةِ.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧‏)‏ وَجَمِيعُنَا مُعَرَّضُونَ لِمَشَاكِلِ ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ.‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُوضِحُ أَنَّ يَهْوَه فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ لَا يَحْمِي خُدَّامَهُ عَجَائِبِيًّا مِنْ هذِهِ ٱلْمَشَقَّاتِ.‏ —‏ جامعة ٩:‏١١‏.‏

٨ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَغِلَّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلضِّيقَاتِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا؟‏

٨ مَعَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَا يُسَبِّبُ لَنَا كُلَّ هذِهِ ٱلضِّيقَاتِ،‏ فَهُوَ يَسْتَغِلُّهَا لِتَقْوِيضِ إِيمَانِنَا.‏ مَثَلًا،‏ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّهُ أُعْطِيَ «شَوْكَةً فِي ٱلْجَسَدِ،‏ مَلَاكًا لِلشَّيْطَانِ»،‏ لِيَسْتَمِرَّ فِي ‹لَطْمِهِ›.‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٧‏)‏ وَسَوَاءٌ كَانَتْ هذِهِ مُشْكِلَةً صِحِّيَّةً،‏ كَضُعْفِ ٱلْبَصَرِ،‏ أَوْ مُشْكِلَةً أُخْرَى،‏ فَقَدْ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ بِإِمْكَانِهِ ٱسْتِغْلَالُهَا وَٱسْتِغْلَالُ ٱلتَّثَبُّطِ ٱلنَّاتِجِ عَنْهَا لِيَجْعَلَهُ يَخْسَرُ فَرَحَهُ وَيَتَخَلَّى عَنِ ٱسْتِقَامَتِهِ.‏ (‏امثال ٢٤:‏١٠‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ قَدْ يُحَرِّضُ أَفْرَادَ ٱلْعَائِلَةِ أَوْ رُفَقَاءَ ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ حَتَّى ٱلْحُكُومَاتِ ٱلدِّكْتَاتُورِيَّةَ عَلَى ٱضْطِهَادِ خُدَّامِ ٱللهِ بِطَرِيقَةٍ مَا.‏

٩ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ تُفَاجِئَنَا ٱلشَّدَائِدُ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادُ؟‏

٩ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلصُّمُودُ فِي وَجْهِ هذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ؟‏ بِٱعْتِبَارِهَا فُرْصَةً لِلْبُرْهَانِ أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه وَإِذْعَانَنَا لِسُلْطَانِهِ لَا يَتَزَعْزَعَانِ.‏ (‏يعقوب ١:‏٢-‏٤‏)‏ فَمَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ مَشَاكِلَ،‏ فَإِنَّ إِدْرَاكَ أَهَمِّيَّةِ وَلَائِنَا للهِ سَيُسَاعِدُنَا لِنُحَافِظَ عَلَى ٱتِّزَانِنَا ٱلرُّوحِيِّ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ لَا تَتَحَيَّرُوا مِنَ ٱلنَّارِ ٱلْمُشْتَعِلَةِ فِي مَا بَيْنَكُمُ،‏ ٱلَّتِي تُصِيبُكُمْ لِأَجْلِ ٱمْتِحَانِكُمْ،‏ وَكَأَنَّ أَمْرًا غَرِيبًا يَحِلُّ بِكُمْ».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٢‏)‏ وَأَوْضَحَ بُولُسُ:‏ «إِنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ للهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ فَٱلشَّيْطَانُ مَا زَالَ يُشَكِّكُ فِي ٱسْتِقَامَةِ شُهُودِ يَهْوَه،‏ كَمَا فَعَلَ فِي قَضِيَّةِ أَيُّوبَ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُكَثِّفُ جُهُودَهُ لِلْهُجُومِ عَلَى شَعْبِ ٱللهِ خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ —‏ رؤيا ١٢:‏٩،‏ ١٧‏.‏

فَهْمٌ خَاطِئٌ وَنَصِيحَةٌ رَدِيئَةٌ

١٠ أَيَّةُ نَاحِيَةٍ سَلْبِيَّةٍ كَانَتْ فِي قَضِيَّةِ أَيُّوبَ؟‏

١٠ فِي قَضِيَّةِ أَيُّوبَ،‏ كَانَتْ هُنَالِكَ نَاحِيَةٌ سَلْبِيَّةٌ بِإِمْكَانِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ تَجَنُّبُهَا.‏ فَهُوَ لَمْ يَعْرِفْ لِمَاذَا تَنْزِلُ بِهِ ٱلنَّكَبَاتُ.‏ وَقَدِ ٱسْتَنْتَجَ خَطَأً أَنَّ «يَهْوَه أَعْطَى،‏ وَيَهْوَه أَخَذَ».‏ (‏ايوب ١:‏٢١‏)‏ فَلَرُبَّمَا سَعَى ٱلشَّيْطَانُ عَمْدًا أَنْ يُعْطِيَ أَيُّوبَ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ ٱللهَ هُوَ سَبَبُ بَلْوَاهُ.‏

١١ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَيُّوبَ عِنْدَمَا حَلَّتْ بِهِ ٱلْمَصَائِبُ؟‏

١١ رَغْمَ أَنَّ أَيُّوبَ رَفَضَ أَنْ يَلْعَنَ ٱللهَ كَمَا حَثَّتْهُ زَوْجَتُهُ،‏ لكِنَّهُ تَثَبَّطَ كَثِيرًا.‏ (‏ايوب ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَقَدْ قَالَ:‏ ‹اَلْأَشْرَارُ مُزْدَهِرُونَ وَحَالُهُمْ أَفْضَلُ مِنِّي›.‏ (‏ايوب ٢١:‏٧-‏٩‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّهُ تَسَاءَلَ:‏ ‹لِمَاذَا يُعَاقِبُنِي ٱللهُ؟‏›.‏ حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَتَمَنَّى ٱلْمَوْتَ أَحْيَانًا.‏ عَبَّرَ قَائِلًا:‏ «لَيْتَكَ تُوَارِينِي فِي شِيُولَ،‏ وَتُخْفِينِي إِلَى أَنْ يَرْتَدَّ غَضَبُكَ».‏ —‏ ايوب ١٤:‏١٣‏.‏

١٢،‏ ١٣ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ فِي أَيُّوبَ مَشُورَةُ أَصْحَابِهِ ٱلثَّلَاثَةِ؟‏

١٢ كَانَ لَدَى أَيُّوبَ ثَلَاثَةُ أَصْحَابٍ،‏ وَقَدْ أَتَوْا لِزِيَارَتِهِ مُدَّعِينَ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ «يَرْثُوا لَهُ وَيُعَزُّوهُ».‏ (‏ايوب ٢:‏١١‏)‏ وَلكِنْ تَبَيَّنَ أَنَّهُمْ «مُعَزُّونَ مُتْعِبُونَ».‏ (‏ايوب ١٦:‏٢‏)‏ فَأَيُّوبُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْ أَصْدِقَاءَ يَشْكُو إِلَيْهِمْ هَمَّهُ،‏ إِلَّا أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةَ زَادُوا مِنْ شُعُورِهِ بِٱلِٱضْطِرَابِ وَٱلْإِحْبَاطِ.‏ —‏ ايوب ١٩:‏٢؛‏ ٢٦:‏٢‏.‏

١٣ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ إِذًا أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّ أَيُّوبَ رُبَّمَا تَسَاءَلَ:‏ ‹لِمَاذَا أَنَا؟‏ مَاذَا فَعَلْتُ لِأَسْتَحِقَّ هذِهِ ٱلْمَصَائِبَ؟‏›.‏ لكِنَّ أَصْحَابَهُ قَدَّمُوا لَهُ أَسْبَابًا مُضَلِّلَةً تَمَامًا.‏ فَقَدِ ٱفْتَرَضُوا أَنَّهُ هُوَ مَنْ جَلَبَ هذِهِ ٱلْمُعَانَاةَ عَلَى نَفْسِهِ لِأَنَّهُ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً.‏ سَأَلَ أَلِيفَازُ:‏ «مَنْ هَلَكَ وَهُوَ بَرِيءٌ؟‏».‏ ثُمَّ قَالَ:‏ «بِحَسَبِ مَا رَأَيْتُ،‏ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُدَبِّرُونَ ٱلْأَذِيَّةَ وَيَزْرَعُونَ ٱلْمَتَاعِبَ هُمْ يَحْصُدُونَهَا».‏ —‏ ايوب ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

١٤ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نُسَارِعَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ ٱلْمُعَانَاةَ هِيَ نَتِيجَةُ ٱلسُّلُوكِ ٱلْخَاطِئِ؟‏

١٤ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَحْصُدُ ٱلْمَشَاكِلَ إِذَا زَرَعْنَا لِلْجَسَدِ بَدَلًا مِنْ أَنْ نَزْرَعَ لِلرُّوحِ.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ وَلكِنْ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلْحَاضِرِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ تَنْشَأَ ٱلْمَشَاكِلُ كَيْفَمَا تَصَرَّفْنَا.‏ كَمَا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْأَبْرِيَاءَ لَا تَحِلُّ بِهِمِ ٱلْمَصَائِبُ.‏ فَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلَّذِي كَانَ ‹غَيْرَ مُدَنَّسٍ،‏ مُنْفَصِلًا عَنِ ٱلْخُطَاةِ› مَاتَ مِيتَةً فَظِيعَةً عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ.‏ وَٱلرَّسُولُ يَعْقُوبُ مَاتَ شَهِيدًا.‏ (‏عبرانيين ٧:‏٢٦؛‏ اعمال ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وَٱلتَّحْلِيلُ ٱلْخَاطِئُ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ أَلِيفَازُ وَصَاحِبَاهُ دَفَعَ أَيُّوبَ إِلَى ٱلدِّفَاعِ عَنْ صِيتِهِ ٱلْجَيِّدِ وَٱلْإِصْرَارِ عَلَى بَرَاءَتِهِ.‏ لكِنَّ ٱدِّعَاءَاتِهِمِ ٱلْعَنِيدَةَ أَنَّ أَيُّوبَ يَسْتَحِقُّ مَا يُعَانِيهِ رُبَّمَا أَثَّرَتْ فِي نَظْرَتِهِ إِلَى عَدْلِ ٱللهِ.‏ —‏ ايوب ٣٤:‏٥؛‏ ٣٥:‏٢‏.‏

نَيْلُ ٱلْمُسَاعَدَةِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلضِّيقِ

١٥ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلْمُعَانَاةِ؟‏

١٥ هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ دَرْسًا مِنْ رِوَايَةِ أَيُّوبَ؟‏ قَدْ يَبْدُو مِنَ ٱلظُّلْمِ أَنْ نُعَانِيَ ٱلْمَآسِيَ أَوِ ٱلْمَرَضَ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادَ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يُفْلِتُونَ مِنْهَا.‏ (‏مزمور ٧٣:‏٣-‏١٢‏)‏ وَلكِنْ يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْمُهِمَّيْنِ:‏ ‹هَلْ تَدْفَعُنِي مَحَبَّتِي للهِ إِلَى خِدْمَتِهِ مَهْمَا حَدَثَ؟‏ وَهَلْ أَتُوقُ أَنْ أُزَوِّدَ يَهْوَه «بِجَوَابٍ لِمَنْ يُعَيِّرُهُ»؟‏›.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١؛‏ متى ٢٢:‏٣٧‏)‏ لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَسْمَحَ لِتَعْلِيقَاتِ ٱلْآخَرِينَ ٱلطَّائِشَةِ أَنْ تَجْعَلَنَا نَشُكُّ فِي أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ قَالَتْ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ أَمِينَةٌ صَارَعَتْ مَرَضًا مُزْمِنًا طَوَالَ سَنَوَاتٍ:‏ «أَنَا أَعْرِفُ أَنَّهُ مَهْمَا سَمَحَ بِهِ يَهْوَه،‏ فَإِنِّي قَادِرَةٌ عَلَى ٱحْتِمَالِهِ.‏ فَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّهُ سَيُعْطِينِي ٱلْقُدْرَةَ ٱللَّازِمَةَ.‏ وَهذَا مَا يَفْعَلُهُ دَائِمًا».‏

١٦ كَيْفَ تُزَوِّدُ كَلِمَةُ ٱللهِ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْمَشَقَّاتِ؟‏

١٦ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ فِي وَضْعٍ أَفْضَلَ مِنْ وَضْعِ أَيُّوبَ لِأَنَّنَا نَفْهَمُ أَسَالِيبَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ «فَنَحْنُ لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ» ٱلشِّرِّيرَةَ.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ لَدَيْنَا وَفْرَةٌ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ.‏ فَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نَجِدُ رِوَايَاتٍ عَنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ أُمَنَاءَ تَحَمَّلُوا كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلْمَشَقَّاتِ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلَّذِي قَاسَى أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ:‏ «كُلُّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا،‏ حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ».‏ (‏روما ١٥:‏٤‏)‏ مَثَلًا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ قَايَضَ شَاهِدٌ مِنْ أُورُوبا كَانَ مَسْجُونًا بِسَبَبِ إِيمَانِهِ حِصَصَ ٱلطَّعَامِ طَوَالَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بِكِتَابٍ مُقَدَّسٍ.‏ يَقُولُ:‏ «كَمْ كَانَتْ هذِهِ ٱلْمُقَايَضَةُ مُكَافِئَةً!‏ فَرَغْمَ جُوعِي ٱلْجَسَدِيِّ،‏ نِلْتُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلَّذِي دَعَمَنِي أَنَا وَٱلْآخَرِينَ فِي تَجَارِبِنَا خِلَالَ تِلْكَ ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْمُضْطَرِبَةِ.‏ وَمَا زِلْتُ أَحْتَفِظُ بِهذَا ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَتَّى ٱلْيَوْمِ».‏

١٧ أَيَّةُ تَدَابِيرَ إِلهِيَّةٍ يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

١٧ إِضَافَةً إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ لَدَيْنَا مُسَاعِدَاتٌ عَدِيدَةٌ عَلَى فَهْمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُزَوِّدُنَا بِٱلْإِرْشَادِ ٱلسَّلِيمِ لِمُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ فَإِذَا رَجَعْتَ إِلَى فَهْرَسُ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ فَسَتَجِدُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱخْتِبَارًا عَنْ مَسِيحِيٍّ عَانَى مِحْنَةً مُمَاثِلَةً لِمِحْنَتِكَ.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٩‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَيْضًا أَنْ تُنَاقِشَ مُشْكِلَتَكَ مَعَ شُيُوخٍ مُتَعَاطِفِينَ أَوْ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ آخَرِينَ.‏ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّهُ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ فَكَيْفَ قَاوَمَ بُولُسُ «لَطْمَ» ٱلشَّيْطَانِ؟‏ بِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى قُدْرَةِ ٱللهِ.‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ كَتَبَ:‏ «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ».‏ —‏ فيلبي ٤:‏١٣‏.‏

١٨ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُقَدِّمُوا ٱلتَّشْجِيعَ ٱلْقَيِّمَ؟‏

١٨ بِمَا أَنَّ ٱلْمُسَاعَدَةَ مُتَاحَةٌ لَكَ،‏ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَتَرَدَّدَ فِي طَلَبِهَا.‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلْأَمْثَالِ:‏ «إِنْ تَثَبَّطْتَ فِي يَوْمِ ٱلشِّدَّةِ،‏ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ».‏ (‏امثال ٢٤:‏١٠‏)‏ فَتَمَامًا كَمَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَوِّضَ ٱلنَّمْلُ ٱلْأَبْيَضُ بَيْتًا خَشَبِيًّا،‏ يُمْكِنُ لِلتَّثَبُّطِ أَنْ يُقَوِّضَ ٱسْتِقَامَةَ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ وَلِتَفَادِي هذَا ٱلْخَطَرِ،‏ يُزَوِّدُنَا يَهْوَه بِٱلدَّعْمِ مِنْ خِلَالِ رُفَقَائِنَا ٱلْخُدَّامِ.‏ مَثَلًا،‏ تَرَاءَى مَلَاكٌ لِيَسُوعَ وَقَوَّاهُ لَيْلَةَ ٱعْتِقَالِهِ.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤٣‏)‏ وَعِنْدَمَا كَانَ بُولُسُ مُسَافِرًا إِلَى رُومَا كَسَجِينٍ،‏ «شَكَرَ ٱللهَ وَتَشَجَّعَ» عِنْدَمَا ٱلْتَقَى ٱلْإِخْوَةَ فِي سَاحَةِ سُوقِ أَبِّيُوسَ وَٱلْخَانَاتِ ٱلثَّلَاثَةِ.‏ (‏اعمال ٢٨:‏١٥‏)‏ وَلَا تَزَالُ شَاهِدَةٌ أَلْمَانِيَّةٌ تَتَذَكَّرُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلَّتِي نَالَتْهَا عِنْدَ وُصُولِهَا إِلَى مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ رَڤنسْبروك حِينَ كَانَتْ مُرَاهِقَةً يَتَمَلَّكُهَا ٱلْخَوْفُ.‏ تَتَذَكَّرُ:‏ «فَوْرًا،‏ عَثَرَتْ عَلَيَّ إِحْدَى ٱلشَّاهِدَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ وَرَحَّبَتْ بِي تَرْحِيبًا حَارًّا».‏ وَتُتَابِعُ قَائِلَةً:‏ «اِعْتَنَتْ بِي أُخْتٌ أَمِينَةٌ أُخْرَى وَصَارَتْ بِمَثَابَةِ أُمٍّ رُوحِيَّةٍ لِي».‏

‏«كُنْ أَمِينًا»‏

١٩ مَاذَا سَاعَدَ أَيُّوبَ عَلَى إِحْبَاطِ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

١٩ وَصَفَ يَهْوَه أَيُّوبَ بِأَنَّهُ رَجُلٌ «مُتَمَسِّكٌ بِٱسْتِقَامَتِهِ».‏ (‏ايوب ٢:‏٣‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ مُثَبَّطًا وَلَمْ يَفْهَمْ سَبَبَ مُعَانَاتِهِ،‏ لَمْ يَتَرَدَّدْ قَطُّ فِي قَضِيَّةِ ٱلْوَلَاءِ ٱلْمُهِمَّةِ.‏ فَقَدْ أَبَى أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ أَهَمِّ شَيْءٍ لَدَيْهِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ قَالَ:‏ «حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي».‏ —‏ ايوب ٢٧:‏٥‏.‏

٢٠ لِمَاذَا ٱلِٱحْتِمَالُ يُجْدِي نَفْعًا؟‏

٢٠ نَحْنُ أَيْضًا سَيُسَاعِدُنَا ٱمْتِلَاكُ ٱلتَّصْمِيمِ عَيْنِهِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا مَهْمَا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ —‏ سَوَاءٌ كُنَّا نُوَاجِهُ ٱلتَّجَارِبَ أَوِ ٱلْمُقَاوَمَةَ أَوِ ٱلشَّدَائِدَ.‏ قَالَ يَسُوعُ لِلْجَمَاعَةِ فِي سِمِيرْنَا:‏ «لَا تَخَفْ مِمَّا أَنْتَ مُوشِكٌ أَنْ تُعَانِيَ.‏ هَا إِنَّ إِبْلِيسَ يُلْقِي ٱلْبَعْضَ مِنْكُمْ فِي ٱلسِّجْنِ لِكَيْ تُمْتَحَنُوا كَامِلًا،‏ وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ [مَشَاكِلُ أَوْ أَلَمٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ] عَشَرَةَ أَيَّامٍ.‏ كُنْ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ،‏ فَأُعْطِيَكَ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ».‏ —‏ رؤيا ٢:‏١٠‏.‏

٢١،‏ ٢٢ أَيُّ أَمْرٍ تُعَزِّينَا مَعْرِفَتُهُ عِنْدَ ٱحْتِمَالِ ٱلضِّيقِ؟‏

٢١ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلَّذِي يَحْكُمُهُ ٱلشَّيْطَانُ،‏ سَيُمْتَحَنُ ٱحْتِمَالُنَا وَٱسْتِقَامَتُنَا.‏ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ مَا مِنْ سَبَبٍ لِنَخَافَ مِنَ ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَٱلْأَمْرُ ٱلْمُهِمُّ هُوَ أَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ.‏ وَقَالَ بُولُسُ إِنَّ ‹ٱلضِّيقَ وَجِيزٌ› فِي حِينِ أَنَّ ‹ٱلْمَجْدَ›،‏ أَوِ ٱلْمُكَافَأَةَ ٱلَّتِي يَعِدُنَا يَهْوَه بِهَا،‏ هُوَ ‹أَعْظَمُ جِدًّا وَأَبَدِيٌّ›.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ حَتَّى ٱلضِّيقُ ٱلَّذِي مَرَّ بِهِ أَيُّوبُ كَانَ وَجِيزًا وَوَقْتِيًّا بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ سَنَوَاتِ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَدِيدَةِ ٱلَّتِي عَاشَهَا قَبْلَ مِحْنَتِهِ وَبَعْدَهَا.‏ —‏ ايوب ٤٢:‏١٦‏.‏

٢٢ رَغْمَ ذلِكَ،‏ قَدْ تَمُرُّ أَوْقَاتٌ فِي حَيَاتِنَا يَبْدُو فِيهَا أَنَّ مِحَنَنَا لَنْ تَنْتَهِيَ وَعَذَابَنَا لَا يُحْتَمَلُ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ سَنَتَأَمَّلُ فِي دُرُوسٍ أُخْرَى عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ نَتَعَلَّمُهَا مِنِ ٱخْتِبَارِ أَيُّوبَ.‏ كَمَا أَنَّنَا سَنَسْتَعْرِضُ طَرَائِقَ يُمْكِنُنَا بِوَاسِطَتِهَا أَنْ نُقَوِّيَ ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلشَّدَائِدَ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• أَيَّةُ قَضِيَّةٍ رَئِيسِيَّةٍ أَنْشَأَهَا ٱلشَّيْطَانُ تَتَعَلَّقُ بِٱسْتِقَامَةِ أَيُّوبَ؟‏

‏• لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ تُفَاجِئَنَا ٱلشَّدَائِدُ؟‏

‏• كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ٢٣]‏

اَلْقِيَامُ بِٱلْبَحْثِ،‏ ٱلتَّحَدُّثُ مَعَ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ،‏ وَٱلْبَوْحُ بِمَكْنُونَاتِ قَلْبِنَا فِي ٱلصَّلَاةِ هِيَ أُمُورٌ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ