الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«سمعتم باحتمال ايوب»‏

‏«سمعتم باحتمال ايوب»‏

‏«سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ»‏

‏«قَدْ سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ يَهْوَهَ،‏ أَنَّ يَهْوَهَ حَنُونٌ جِدًّا وَرَحِيمٌ».‏ —‏ يعقوب ٥:‏١١‏.‏

١،‏ ٢ أَيَّةُ مِحْنَةٍ وَاجَهَهَا زَوْجَانِ فِي بُولَنْدَا؟‏

حِينَ ٱسْتَولَى جَيْشُ هِتْلِر عَلَى دَانزيڠ (‏اَلْآنَ ڠدَانسك)‏ فِي شَمَالِ بُولَنْدَا،‏ كَانَ هَارَالت آبْت قَدْ صَارَ شَاهِدًا لِيَهْوَه مُنْذُ أَقَلَّ مِنْ سَنَةٍ.‏ فِي ذلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ عَاشَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي ظُرُوفٍ صَعْبَةٍ وَخَطِيرَةٍ.‏ مَثَلًا،‏ حَاوَلَ ٱلْغسْتَابُو إِجْبَارَ هَارَالت عَلَى تَوْقِيعِ وَثِيقَةٍ يُنْكِرُ فِيهَا إِيمَانَهُ،‏ لكِنَّهُ رَفَضَ ذلِكَ.‏ وَبَعْدَ عِدَّةِ أَسَابِيعَ فِي ٱلسِّجْنِ،‏ أُرْسِلَ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ زَاكْسِنْهَاوزِنْ،‏ حَيْثُ هُدِّدَ وَضُرِبَ مِرَارًا.‏ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ أَشَارَ أَحَدُ ٱلْجُنُودِ إِلَى مَدْخَنَةِ مَحْرَقَةِ ٱلْجُثَثِ وَقَالَ لَهُ:‏ «سَتَصْعَدُ مِنْ هُنَا إِلَى يَهْوَه إِلهِكَ فِي غُضُونِ ١٤ يَوْمًا إِذَا تَمَسَّكْتَ بِإِيمَانِكَ».‏

٢ عِنْدَمَا أُلْقِيَ ٱلْقَبْضُ عَلَى هَارَالت،‏ كَانَتْ زَوْجَتُهُ إِلْزَا لَا تَزَالُ تُرْضِعُ طِفْلَتَهُمَا ٱلْبَالِغَةَ عَشَرَةَ أَشْهُرٍ مِنْ عُمْرِهَا.‏ لكِنَّ ذلِكَ لَمْ يَجْعَلِ ٱلْغسْتَابُو يَغُضُّونَ ٱلنَّظَرَ عَنْهَا.‏ فَسُرْعَانَ مَا أُخِذَتْ مِنْهَا طِفْلَتُهَا وَأُرْسِلَتْ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱلْإِبَادَةِ فِي أُوشْڤِيتْس.‏ غَيْرَ أَنَّهَا بَقِيَتْ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ هِيَ وَزَوْجُهَا.‏ وَيُمْكِنُكَ قِرَاءَةُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنِ ٱحْتِمَالِهِمَا فِي عدد ١٥ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٨٠ (‏بالانكليزية)‏.‏ كَتَبَ هَارَالت:‏ «قَضَيْتُ مَا مَجْمُوعُهُ ١٤ سَنَةً فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ وَٱلسُّجُونِ بِسَبَبِ إِيمَانِي بِٱللهِ.‏ وَقَدْ طُرِحَ عَلَيَّ هذَا ٱلسُّؤَالُ:‏ ‹هَلْ سَاعَدَتْكَ زَوْجَتُكَ عَلَى ٱحْتِمَالِ كُلِّ ذلِكَ؟‏›.‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ سَاعَدَتْنِي بِٱلْفِعْلِ.‏ فَكُنْتُ أَعْرِفُ سَلَفًا أَنَّهَا لَنْ تُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِهَا،‏ وَهذَا مَا سَاهَمَ فِي دَعْمِي.‏ وَكُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّهَا تُفَضِّلُ أَنْ أَمُوتَ لِأَنِّي بَقِيتُ أَمِينًا لِيَهْوَه عَلَى أَنْ يُطْلَقَ سَرَاحِي لِأَنَّنِي سَايَرْتُ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِي.‏ .‏ .‏ .‏ اِحْتَمَلَتْ إِلْزَا مَشَقَّاتٍ كَثِيرَةً خِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي قَضَتْهَا فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ».‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ مِثَالُ مَنْ يُمْكِنُ أَنْ يُشَجِّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَحُثُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱخْتِبَارِ أَيُّوبَ؟‏

٣ إِنَّ ٱحْتِمَالَ ٱلْمَصَائِبِ لَيْسَ سَهْلًا أَلْبَتَّةَ،‏ كَمَا يُؤَكِّدُ شُهُودٌ كَثِيرُونَ.‏ لِذلِكَ يَنْصَحُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «اِتَّخِذُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ،‏ ٱلَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِٱسْمِ يَهْوَهَ،‏ نَمُوذَجًا لِتَحَمُّلِ ٱلسُّوءِ وَلِلصَّبْرِ».‏ (‏يعقوب ٥:‏١٠‏)‏ فَعَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ،‏ ٱضْطُهِدَ ٱلْكَثِيرُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ دُونَ سَبَبٍ.‏ وَٱلْمِثَالُ ٱلَّذِي تَرَكَتْهُ هذِهِ ‹ٱلسَّحَابَةُ ٱلْعَظِيمَةُ مِنَ ٱلشُّهُودِ› يُشَجِّعُنَا عَلَى مُوَاصَلَةِ ٱلرَّكْضِ بِٱحْتِمَالٍ فِي سِبَاقِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٣٢-‏٣٨؛‏ ١٢:‏١‏.‏

٤ وَفِي سِجِلِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَبْرُزُ أَيُّوبُ كَمِثَالٍ لِلِٱحْتِمَالِ.‏ كَتَبَ يَعْقُوبُ:‏ «هَا نَحْنُ نَغْبِطُ ٱلَّذِينَ يَحْتَمِلُونَ.‏ قَدْ سَمِعْتُمْ بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ يَهْوَهَ،‏ أَنَّ يَهْوَهَ حَنُونٌ جِدًّا وَرَحِيمٌ».‏ (‏يعقوب ٥:‏١١‏)‏ فَٱخْتِبَارُ أَيُّوبَ يُعْطِينَا لَمْحَةً عَنِ ٱلْمُكَافَأَةِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُ ٱلْأُمَنَاءَ ٱلَّذِينَ يُبَارِكُهُمْ يَهْوَه.‏ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّهُ يَكْشِفُ حَقَائِقَ تُفِيدُنَا فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ سِفْرَ أَيُّوبَ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْإِجَابَةِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ عِنْدَمَا نَكُونُ فِي مِحْنَةٍ،‏ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُحَاوِلَ فَهْمَ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُهِمَّةِ ذَاتِ ٱلْعَلَاقَةِ؟‏ أَيَّةُ صِفَاتٍ وَمَوَاقِفَ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا تَقْوِيَةُ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ ٱلْمَشَقَّاتِ؟‏

اِمْتِلَاكُ نَظْرَةٍ شَامِلَةٍ

٥ أَيَّةُ قَضِيَّةٍ رَئِيسِيَّةٍ يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي ذِهْنِنَا عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ أَوِ ٱلتَّجَارِبَ؟‏

٥ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱتِّزَانِ ٱلرُّوحِيِّ خِلَالَ ٱلشَّدَائِدِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَمْتَلِكَ نَظْرَةً شَامِلَةً.‏ وَإِلَّا فَسَتُغَشِّي مَشَاكِلُنَا بَصَرَنَا ٱلرُّوحِيَّ.‏ فَقَضِيَّةُ ٱلْوَلَاءِ للهِ لَهَا أَهَمِّيَّةٌ قُصْوَى.‏ وَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ يُقَدِّمُ مُنَاشَدَةً يُمْكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا جِدِّيًّا.‏ يَقُولُ:‏ «يَا ٱبْنِي،‏ كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي،‏ لِأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي».‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ يَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ فَرِيدٍ!‏ فَرَغْمَ ضَعَفَاتِنَا وَنَقَائِصِنَا،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُفَرِّحَ خَالِقَنَا.‏ وَهذَا مَا نَفْعَلُهُ حِينَ تُمَكِّنُنَا مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَه مِنَ ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ وَٱلتَّجَارِبِ.‏ فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَلَا تَفْنَى أَبَدًا.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٧،‏ ٨‏.‏

٦ كَيْفَ تَطَالُ تَعْيِيرَاتُ ٱلشَّيْطَانِ يَهْوَه،‏ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ تَصِلُ؟‏

٦ يَذْكُرُ سِفْرُ أَيُّوبَ بِٱلتَّحْدِيدِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ مَنْ يُعَيِّرُ يَهْوَه.‏ وَيَكْشِفُ أَيْضًا ٱلْمَيْلَ ٱلشِّرِّيرَ لِهذَا ٱلْعَدُوِّ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ وَرَغْبَتَهُ فِي تَقْوِيضِ عَلَاقَتِنَا بِٱللهِ.‏ وَكَمَا تُوضِحُ قَضِيَّةُ أَيُّوبَ،‏ يَتَّهِمُ ٱلشَّيْطَانُ فِي ٱلْوَاقِعِ كُلَّ خُدَّامِ يَهْوَه بِأَنَّ لَدَيْهِمْ دَوَافِعَ أَنَانِيَّةً وَيَسْعَى إِلَى ٱلْبُرْهَانِ أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ للهِ يُمْكِنُ أَنْ تَبْرُدَ.‏ وَهُوَ يُعَيِّرُ ٱللهَ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ.‏ فَعِنْدَمَا طُرِدَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،‏ وَصَفَهُ صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِأَنَّهُ «مُتَّهِمُ إِخْوَتِنَا» وَقَالَ إِنَّهُ يَتَّهِمُهُمْ «نَهَارًا وَلَيْلًا أَمَامَ إِلٰهِنَا».‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٠‏)‏ وَبِٱحْتِمَالِنَا بِأَمَانَةٍ،‏ نُبَرْهِنُ أَنَّ ٱتِّهَامَاتِهِ لَا أَسَاسَ لَهَا مِنَ ٱلصِّحَّةِ.‏

٧ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِبْطَالِ مَفْعُولِ ٱلضُّعْفِ ٱلْجَسَدِيِّ؟‏

٧ يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ إِبْلِيسَ سَيَسْتَغِلُّ أَيَّ ضِيقٍ نُوَاجِهُهُ لِيُحَاوِلَ إِبْعَادَنَا عَنْ يَهْوَه.‏ فَمَتَى جَرَّبَ يَسُوعَ؟‏ حِينَ كَانَ يَسُوعُ جَائِعًا بَعْدَمَا صَامَ طَوَالَ أَيَّامٍ.‏ (‏لوقا ٤:‏١-‏٣‏)‏ لكِنَّ قُوَّةَ يَسُوعَ ٱلرُّوحِيَّةَ مَكَّنَتْهُ مِنْ صَدِّ تَجَارِبِ إِبْلِيسَ بِثَبَاتٍ.‏ فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَمْتَلِكَ ٱلْقُوَّةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِإِبْطَالِ مَفْعُولِ أَيِّ ضُعْفٍ جَسَدِيٍّ قَدْ يُنْتِجُهُ ٱلْمَرَضُ أَوِ ٱلشَّيْخُوخَةُ!‏ فَرَغْمَ أَنَّ «إِنْسَانَنَا ٱلْخَارِجِيَّ يَضْنَى»،‏ نَحْنُ لَا نَسْتَسْلِمُ لِأَنَّ «إِنْسَانَنَا ٱلدَّاخِلِيَّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏١٦‏.‏

٨ (‏أ)‏ أَيُّ أَثَرٍ هَدَّامٍ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَوْقِفٍ ٱمْتَلَكَهُ يَسُوعُ؟‏

٨ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يُمْكِنُ لِلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ أَنْ تُقَوِّضَ رُوحِيَّاتِ ٱلْمَرْءِ.‏ فَقَدْ يَتَسَاءَلُ ٱلشَّخْصُ:‏ ‹لِمَاذَا يَسْمَحُ يَهْوَه بِذلِكَ؟‏›.‏ وَرُبَّمَا يَسْأَلُ شَخْصٌ آخَرُ بَعْدَ أَنْ يُعَامَلَ بِقَسْوَةٍ:‏ ‹كَيْفَ يُمْكِنُ لِأَخٍ أَنْ يُعَامِلَنِي بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ؟‏›.‏ إِنَّ هذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ قَدْ تُعْمِينَا عَنِ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ وَتَجْعَلُنَا نُرَكِّزُ عَلَى ظُرُوفِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ فَتَثَبُّطُ أَيُّوبَ بِسَبَبِ أَصْحَابِهِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ كَانَ لَدَيْهِمْ فَهْمٌ خَاطِئٌ أَنْتَجَ لَهُ أَذًى عَاطِفِيًّا —‏ تَمَامًا كَٱلْأَذَى ٱلْجَسَدِيِّ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ لَهُ مَرَضُهُ.‏ (‏ايوب ١٦:‏٢٠؛‏ ١٩:‏٢‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلْغَضَبَ ٱلْمُطَوَّلَ ‹يُفْسِحُ لِإِبْلِيسَ مَكَانًا› أَوْ فُرْصَةً.‏ (‏افسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَصُبَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ جَامَ غَضَبِهِمْ أَوْ تَثَبُّطِهِمْ عَلَى ٱلْآخَرِينَ أَوْ يُرَكِّزُوا كَثِيرًا عَلَى ٱلظُّلْمِ،‏ يَحْسُنُ بِهِمِ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ ‹بِتَسْلِيمِ أَمْرِهِمْ لِمَنْ يَدِينُ بِٱلْبِرِّ›.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ فَٱمْتِلَاكُ ‹مَيْلِ يَسُوعَ ٱلْعَقْلِيِّ› هُوَ خَيْرُ دِفَاعٍ فِي وَجْهِ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏١‏.‏

٩ أَيَّةُ طَمْأَنَةٍ يُعْطِينَا إِيَّاهَا ٱللهُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْأَعْبَاءِ ٱلَّتِي نُضْطَرُّ إِلَى حَمْلِهَا أَوِ ٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا؟‏

٩ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّهُ لَا يَجِبُ إِطْلَاقًا أَنْ نَعْتَبِرَ مَشَاكِلَنَا دَلِيلًا قَاطِعًا عَلَى عَدَمِ رِضَى ٱللهِ.‏ فَهذَا ٱلْفَهْمُ ٱلْخَاطِئُ آلَمَ أَيُّوبَ حِينَ كَانَ مُعَزُّوهُ ٱلْمَزْعُومُونَ يُمْطِرُونَهُ بِوَابِلٍ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْجَارِحَةِ.‏ (‏ايوب ١٩:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُطَمْئِنُنَا بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ:‏ «إِنَّ ٱللهَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُمْتَحَنَ بِٱلسَّيِّئَاتِ،‏ وَلَا هُوَ يَمْتَحِنُ أَحَدًا».‏ (‏يعقوب ١:‏١٣‏)‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ يَعِدُ يَهْوَه بِأَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى ٱحْتِمَالِ أَيِّ عِبْءٍ يُلْقَى عَلَيْنَا وَأَنْ يَجْعَلَ لَنَا ٱلْمَنْفَذَ مَعَ أَيَّةِ تَجْرِبَةٍ نَمُرُّ بِهَا.‏ (‏مزمور ٥٥:‏٢٢؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏)‏ وَبِٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللهِ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ مَوْضُوعِيَّةٍ وَأَنْ نُقَاوِمَ إِبْلِيسَ بِنَجَاحٍ.‏ —‏ يعقوب ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

أُمُورٌ سَاعَدَتْ أَيُّوبَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ مَاذَا سَاعَدَ أَيُّوبَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ كَانَ ٱمْتِلَاكُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ أَمْرًا مُسَاعِدًا لِأَيُّوبَ؟‏

١٠ رَغْمَ حَالَةِ أَيُّوبَ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ،‏ بِمَا فِي ذلِكَ ٱلْإِسَاءَةُ ٱلشَّفَهِيَّةُ مِنْ ‹مُعَزِّيهِ› وَحَيْرَتُهُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلسَّبَبِ ٱلْحَقِيقِيِّ لِبَلْوَاهُ،‏ فَقَدْ حَافَظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱحْتِمَالِهِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِٱنْتِصَارِهِ هُوَ أَمَانَتُهُ لِيَهْوَه.‏ فَكَانَ شَخْصًا «يَخَافُ ٱللهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ».‏ (‏ايوب ١:‏١‏)‏ وَكَانَتْ هذِهِ طَرِيقَةَ حَيَاتِهِ.‏ وَقَدْ رَفَضَ أَنْ يَتْرُكَ يَهْوَه،‏ حَتَّى حِينَ لَمْ يَفْهَمْ لِمَاذَا تُصِيبُهُ كُلُّ هذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ وَكَانَ مُقْتَنِعًا بِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَخْدُمَ ٱللهَ فِي ٱلسَّرَّاءِ وَٱلضَّرَّاءِ.‏ —‏ ايوب ١:‏٢١؛‏ ٢:‏١٠‏.‏

١١ كَمَا أَنَّ ٱمْتِلَاكَهُ ضَمِيرًا صَالِحًا كَانَ أَمْرًا مُعَزِّيًا لَهُ.‏ فَحِينَ بَدَا أَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَى ٱلْمَوْتِ،‏ تَعَزَّى بِٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّهُ عَمِلَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ ٱلْتَصَقَ بِمَقَايِيسِ يَهْوَه ٱلْبَارَّةِ،‏ وَتَجَنَّبَ أَيَّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ —‏ ايوب ٣١:‏٤-‏١١،‏ ٢٦-‏٢٨‏.‏

١٢ كَيْفَ تَجَاوَبَ أَيُّوبُ مَعَ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا لَهُ أَلِيهُو؟‏

١٢ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ لَزِمَ تَقْوِيمُ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِ أَيُّوبَ مِنْ بَعْضِ ٱلنَّوَاحِي.‏ وَقَدْ قَبِلَ بِتَوَاضُعٍ هذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةَ —‏ أَمْرٌ آخَرُ سَاعَدَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ.‏ فَأَيُّوبُ أَصْغَى بِٱحْتِرَامٍ إِلَى مَشُورَةِ أَلِيهُو ٱلْحَكِيمَةِ وَتَجَاوَبَ مَعَ تَقْوِيمِ يَهْوَه.‏ اِعْتَرَفَ قَائِلًا:‏ «إِنِّي قَدْ تَكَلَّمْتُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَفْهَمَ .‏ .‏ .‏ أَتَرَاجَعُ،‏ وَأَتُوبُ فِي ٱلتُّرَابِ وَٱلرَّمَادِ».‏ (‏ايوب ٤٢:‏٣،‏ ٦‏)‏ وَرَغْمَ ٱلْمَرَضِ ٱلَّذِي كَانَ لَا يَزَالُ مُصَابًا بِهِ،‏ كَانَ فَرِحًا لِأَنَّ هذَا ٱلتَّعْدِيلَ فِي تَفْكِيرِهِ قَرَّبَهُ أَكْثَرَ إِلَى ٱللهِ.‏ قَالَ:‏ «قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ [يَا يَهْوَه] تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ».‏ (‏ايوب ٤٢:‏٢‏)‏ فَبِفَضْلِ ٱلْوَصْفِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ يَهْوَه عَنْ عَظَمَتِهِ،‏ ٱتَّضَحَ لِأَيُّوبَ مَا هِيَ مَكَانَتُهُ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ مَكَانَةِ ٱلْخَالِقِ.‏

١٣ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ أَيُّوبُ مِنْ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ؟‏

١٣ وَأَخِيرًا،‏ يَرْسُمُ أَيُّوبُ لَنَا مِثَالًا بَارِزًا فِي مَجَالِ ٱلرَّحْمَةِ.‏ فَمَعَ أَنَّ مُعَزِّيهِ ٱلزَّائِفِينَ سَبَّبُوا لَهُ أَذًى عَمِيقًا،‏ فَقَدْ صَلَّى مِنْ أَجْلِهِمْ عِنْدَمَا طَلَبَ يَهْوَه ذلِكَ مِنْهُ.‏ بَعْدَئِذٍ،‏ أَعَادَ يَهْوَه إِلَيْهِ عَافِيَتَهُ.‏ (‏ايوب ٤٢:‏٨،‏ ١٠‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلِٱسْتِيَاءَ لَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلرَّحْمَةَ هُمَا خَيْرُ مُسَاعِدٍ عَلَى ذلِكَ.‏ فَعَدَمُ إِضْمَارِ ٱلِٱسْتِيَاءِ يُنْعِشُنَا رُوحِيًّا وَيَجْلُبُ لَنَا بَرَكَاتٍ مِنْ يَهْوَه.‏ —‏ مرقس ١١:‏٢٥‏.‏

مُشِيرُونَ حُكَمَاءُ يُسَاعِدُونَنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ أَيَّةُ صِفَاتٍ تُمَكِّنُ ٱلْمُشِيرَ مِنْ شِفَاءِ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏ب)‏ أَوْضِحُوا لِمَاذَا تَمَكَّنَ أَلِيهُو مِنْ مُسَاعَدَةِ أَيُّوبَ.‏

١٤ اَلدَّرْسُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ رِوَايَةِ أَيُّوبَ يَتَعَلَّقُ بِأَهَمِّيَّةِ ٱلْمُشِيرِينَ ٱلْحُكَمَاءِ.‏ فَأَمْثَالُ هؤُلَاءِ هُمْ إِخْوَةٌ ‹لِلشِّدَّةِ يُولَدُونَ›.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ لكِنَّ ٱخْتِبَارَ أَيُّوبَ يُظْهِرُ لَنَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمُشِيرِينَ يُسَبِّبُونَ ٱلْأَذَى لِلْآخَرِينَ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَشْفُوهُمْ.‏ فَٱلْمُشِيرُ ٱلْجَيِّدُ يَجِبُ أَنْ يُظْهِرَ ٱلتَّعَاطُفَ،‏ ٱلِٱحْتِرَامَ،‏ وَٱللُّطْفَ تَمَامًا كَأَلِيهُو.‏ وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ ٱلْآخَرُونَ قَدْ يُضْطَرُّونَ إِلَى تَقْوِيمِ تَفْكِيرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِين تُثْقِلُ ٱلْمَشَاكِلُ كَاهِلَهُمْ.‏ وَفِي هذَا ٱلْمَجَالِ،‏ يُمْكِنُ لِهؤُلَاءِ ٱلْمُشِيرِينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْكَثِيرَ مِنْ سِفْرِ أَيُّوبَ.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١؛‏ عبرانيين ١٢:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

١٥ مَثَلًا،‏ يُمْكِنُهُمُ ٱسْتِخْلَاصُ دُرُوسٍ رَائِعَةٍ عَدِيدَةٍ مِنْ طَرِيقَةِ أَلِيهُو فِي ٱلتَّصَرُّفِ.‏ فَقَدْ أَصْغَى بِصَبْرٍ وَقْتًا طَوِيلًا قَبْلَمَا رَدَّ عَلَى ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا أَصْحَابُ أَيُّوبَ ٱلثَّلَاثَةُ.‏ (‏ايوب ٣٢:‏١١؛‏ امثال ١٨:‏١٣‏)‏ وَٱسْتَخْدَمَ ٱسْمَ أَيُّوبَ وَنَاشَدَهُ كَصَدِيقٍ.‏ (‏ايوب ٣٣:‏١‏)‏ وَبِعَكْسِ ٱلْمُعَزِّينَ ٱلزَّائِفِينَ ٱلثَّلَاثَةِ،‏ لَمْ يَعْتَبِرْ نَفْسَهُ أَسْمَى مِنْ أَيُّوبَ.‏ قَالَ:‏ «أَنَا أَيْضًا مِنَ ٱلطِّينِ صُوِّرْتُ».‏ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَزِيدَ عَذَابًا عَلَى عَذَابِ أَيُّوبَ بِٱلتَّفَوُّهِ بِكَلِمَاتٍ طَائِشَةٍ.‏ (‏ايوب ٣٣:‏٦،‏ ٧؛‏ امثال ١٢:‏١٨‏)‏ وَبَدَلًا مِنِ ٱنْتِقَادِ أَيُّوبَ عَلَى مَسْلَكِهِ ٱلسَّابِقِ،‏ مَدَحَهُ عَلَى بِرِّهِ.‏ (‏ايوب ٣٣:‏٣٢‏)‏ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّ أَلِيهُو ٱمْتَلَكَ وُجْهَةَ نَظَرِ ٱللهِ وَسَاعَدَ أَيُّوبَ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى ٱلْفِكْرَةِ أَنَّ يَهْوَه لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ظَالِمًا أَلْبَتَّةَ.‏ (‏ايوب ٣٤:‏١٠-‏١٢‏)‏ كَمَا شَجَّعَهُ عَلَى ٱنْتِظَارِ يَهْوَه،‏ بَدَلًا مِنْ أَنْ يُحَاوِلَ إِثْبَاتَ بِرِّهِ.‏ (‏ايوب ٣٥:‏٢؛‏ ٣٧:‏١٤،‏ ٢٣‏)‏ أَفَلَيْسَتْ هذِهِ دُرُوسًا مُفِيدَةً لِلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ؟‏!‏

١٦ كَيْفَ صَارَ مُعَزُّو أَيُّوبَ ٱلثَّلَاثَةُ أَدَوَاتٍ فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

١٦ تَتَبَايَنُ مَشُورَةُ أَلِيهُو ٱلْحَكِيمَةُ مَعَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْجَارِحَةِ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا أَلِيفَازُ وَبِلْدَدُ وَصُوفَرُ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمْ يَهْوَه:‏ «لَمْ تَقُولُوا فِيَّ ٱلْحَقَّ».‏ (‏ايوب ٤٢:‏٧‏)‏ فَرَغْمَ ٱدِّعَائِهِمْ أَنَّ لَدَيْهِمْ نِيَّةً حَسَنَةً،‏ كَانُوا أَدَوَاتٍ فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَكُونُوا أَصْحَابًا أَوْفِيَاءَ.‏ فَٱلثَّلَاثَةُ بِأَجْمَعِهِمِ ٱفْتَرَضُوا مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنَّ أَيُّوبَ هُوَ ٱلْمَلُومُ عَلَى ٱلْمَصَائِبِ ٱلَّتِي حَلَّتْ بِهِ.‏ (‏ايوب ٤:‏٧،‏ ٨؛‏ ٨:‏٦؛‏ ٢٠:‏٢٢،‏ ٢٩‏)‏ مَثَلًا،‏ قَالَ أَلِيفَازُ إِنَّ ٱللهَ لَا يَثِقُ بِخُدَّامِهِ وَلَا يَهُمُّهُ أَلْبَتَّةَ إِنْ كُنَّا أَبْرَارًا أَمْ لَا.‏ (‏ايوب ١٥:‏١٥؛‏ ٢٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ ٱتَّهَمَ أَيُّوبَ بِذُنُوبٍ لَمْ يَرْتَكِبْهَا.‏ (‏ايوب ٢٢:‏٥،‏ ٩‏)‏ أَمَّا أَلِيهُو فَقَدْ قَدَّمَ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِأَيُّوبَ.‏ وَهذَا هُوَ دَائِمًا هَدَفُ ٱلْمُشِيرِ ٱلْمُحِبِّ.‏

١٧ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا عِنْدَمَا نَمُرُّ بِٱلْمِحَنِ؟‏

١٧ وَثَمَّةَ دَرْسٌ آخَرُ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ سِفْرِ أَيُّوبَ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ.‏ فَإِلهُنَا ٱلْمُحِبُّ يُدْرِكُ حَالَتَنَا وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ وَقَادِرٌ أَنْ يُسَاعِدَنَا بِشَتَّى ٱلطَّرَائِقِ.‏ لَاحِظْ مَا ٱسْتَخْلَصَتْهُ إِلْزَا آبْت ٱلَّتِي قَرَأْنَا ٱخْتِبَارَهَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏ قَالَتْ:‏ «قَبْلَ ٱعْتِقَالِي،‏ قَرَأْتُ رِسَالَةً مِنْ أُخْتٍ تَقُولُ إِنَّ رُوحَ يَهْوَه يَمْنَحُنَا ٱلسَّكِينَةَ فِي ٱلْمِحَنِ ٱلْعَسِيرَةِ.‏ فَٱعْتَقَدْتُ أَنَّها تُبَالِغُ فِي ٱلْأَمْرِ.‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا مَرَرْتُ أَنَا نَفْسِي بِٱلْمِحَنِ،‏ لَمَسْتُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّهَا مُحِقَّةٌ.‏ فَهذَا مَا يَحْدُثُ فِعْلًا.‏ وَرَغْمَ أَنَّكَ قَدْ تَسْتَصْعِبُ تَخَيُّلَ ذلِكَ إِذَا لَمْ تَخْتَبِرْهُ شَخْصِيًّا،‏ فَهذَا مَا حَدَثَ مَعِي.‏ إِنَّ يَهْوَه يُسَاعِدُ فِعْلًا».‏ وَإِلْزَا لَمْ تَكُنْ تَتَكَلَّمْ عَمَّا يَسْتَطِيعُ يَهْوَه فِعْلَهُ أَوْ مَاذَا فَعَلَ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ فِي أَيَّامِ أَيُّوبَ،‏ بَلْ كَانَتْ تَقْصِدُ أَيَّامَنَا.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ «يَهْوَه يُسَاعِدُ».‏

سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ

١٨ أَيَّةُ فَوَائِدَ حَصَدَهَا أَيُّوبُ مِنَ ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

١٨ قَلِيلُونَ مِنَّا يُوَاجِهُونَ ظُرُوفًا عَصِيبَةً كَظُرُوفِ أَيُّوبَ.‏ وَلكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمِحَنُ ٱلَّتِي نَمُرُّ بِهَا فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا،‏ فَلَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا عَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ.‏ فَٱلِٱحْتِمَالُ أَغْنَى حَيَاتَهُ وَكَمَّلَهُ،‏ أَوْ جَعَلَهُ تَامًّا.‏ (‏يعقوب ١:‏٢-‏٤‏)‏ وَقَدْ قَوَّى عَلَاقَتَهُ بِٱللهِ كَمَا أَكَّدَ هُوَ بِنَفْسِهِ عِنْدَمَا قَالَ:‏ «سَمِعْتُ عَنْكَ سَمَاعَ ٱلْأُذُنِ،‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَإِنِّي أَرَاكَ بِأُمِّ عَيْنِي».‏ (‏ايوب ٤٢:‏٥‏)‏ كَمَا بَرْهَنَ ذلِكَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ كَسْرَ ٱسْتِقَامَةِ أَيُّوبَ.‏ فَبَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ،‏ قَالَ يَهْوَه عَنْ خَادِمِهِ أَيُّوبَ إِنَّهُ مِثَالٌ لِلْبِرِّ.‏ (‏حزقيال ١٤:‏١٤‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ سِجِلَّ ٱسْتِقَامَتِهِ وَٱحْتِمَالِهِ هُوَ حَافِزٌ لِشَعْبِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ.‏

١٩ لِمَاذَا تَشْعُرُونَ أَنَّ ٱلِٱحْتِمَالَ يُجْدِي نَفْعًا؟‏

١٩ عِنْدَمَا كَتَبَ يَعْقُوبُ إِلَى مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ أَشَارَ إِلَى ٱلشُّعُورِ بِٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ وَٱسْتَخْدَمَ مِثَالَ أَيُّوبَ لِيُذَكِّرَهُمْ أَنَّ يَهْوَه يُكَافِئُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ بِسَخَاءٍ.‏ (‏يعقوب ٥:‏١١‏)‏ نَقْرَأُ فِي أَيُّوبَ ٤٢:‏١٢‏:‏ «بَارَكَ يَهْوَهُ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولَاهُ».‏ فَقَدْ أَعْطَى ٱللهُ أَيُّوبَ ضِعْفَ مَا خَسِرَهُ فَعَاشَ حَيَاةً مَدِيدَةً وَسَعِيدَةً.‏ (‏ايوب ٤٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ فَإِنَّ أَيَّ أَلَمٍ أَوْ عَذَابٍ أَوْ حُزْنٍ قَدْ نُضْطَرُّ إِلَى ٱحْتِمَالِهِ فِي نِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا سَيُمْحَى وَيُنْسَى فِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ.‏ (‏اشعيا ٦٥:‏١٧؛‏ رؤيا ٢١:‏٤‏)‏ وَقَدْ سَمِعْنَا بِٱحْتِمَالِ أَيُّوبَ وَنَحْنُ مُصَمِّمُونَ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَعِدُنَا:‏ «سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يُدَاوِمُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحْنَةِ،‏ لِأَنَّهُ مَتَى رُضِيَ عَنْهُ يَنَالُ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ،‏ ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ يَهْوَهُ لِلَّذِينَ يَبْقَوْنَ عَلَى مَحَبَّتِهِ».‏ —‏ يعقوب ١:‏١٢‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُفَرِّحَ قَلْبَ يَهْوَه؟‏

‏• لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّ مَشَاكِلَنَا هِيَ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ رِضَى ٱللهِ؟‏

‏• أَيَّةُ عَوَامِلَ سَاعَدَتْ أَيُّوبَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِأَلِيهُو عِنْدَ تَقْوِيَةِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

اَلْمُشِيرُ ٱلْجَيِّدُ يُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ،‏ ٱلِٱحْتِرَامَ،‏ وَٱللُّطْفَ

‏[الصورتان في الصفحة ٢٩]‏

إِلْزَا وَهَارَالت آبْت