الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ارجُ يهوه وتشجَّع

ارجُ يهوه وتشجَّع

اُرْجُ يَهْوَهَ وَتَشَجَّعْ

‏«اُرْجُ يَهْوَهَ.‏ تَشَجَّعْ وَلْيَتَشَدَّدْ قَلْبُكَ.‏ أَجَلِ،‏ ٱرْجُ يَهْوَهَ».‏ —‏ مزمور ٢٧:‏١٤‏.‏

١ إِلَى أَيِّ حَدٍّ مُهِمٌّ هُوَ ٱلرَّجَاءُ،‏ وَكَيْفَ تُسْتَخْدَمُ هذِهِ ٱلْكَلِمَةُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏

اَلرَّجَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّ هُوَ كَٱلنُّورِ ٱلسَّاطِعِ.‏ فَهُوَ يُسَاعِدُنَا لِنَرَى أَبْعَدَ مِنَ ٱلْمِحَنِ ٱلْحَاضِرَةِ وَنُوَاجِهَ ٱلْمُسْتَقْبَلَ بِشَجَاعَةٍ وَفَرَحٍ.‏ وَيَهْوَه وَحْدَهُ قَادِرٌ عَلَى مَنْحِنَا رَجَاءً أَكِيدًا،‏ وَذلِكَ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ تَرِدُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمُشْتَقَّةُ مِنْ «رَجَا» مَرَّاتٍ كَثِيرَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتُشِيرُ إِلَى ٱلتَّرَقُّبِ ٱلشَّدِيدِ وَٱلْأَكِيدِ لِأَمْرٍ جَيِّدٍ،‏ وَكَذلِكَ إِلَى ٱلْأَمْرِ ٱلَّذِي نَتَرَقَّبُهُ.‏ * وَهذَا ٱلرَّجَاءُ لَيْسَ مُجَرَّدَ تَعْلِيلِ ٱلنَّفْسِ بِٱلْآمَالِ ٱلَّتِي قَدْ لَا تَتَحَقَّقُ أَوْ لَيْسَ لَهَا أَيُّ أَسَاسٍ.‏

٢ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ ٱلرَّجَاءُ فِي حَيَاةِ يَسُوعَ؟‏

٢ عِنْدَمَا وَاجَهَ يَسُوعُ ٱلْمِحَنَ وَٱلْمَشَقَّاتِ،‏ نَظَرَ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ حَاضِرِهِ وَرَجَا يَهْوَه.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «مِنْ أَجْلِ ٱلْفَرَحِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ،‏ مُحْتَقِرًا ٱلْخِزْيَ،‏ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ ٱللهِ».‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏)‏ فَلِأَنَّهُ رَكَّزَ بِشِدَّةٍ عَلَى تَبْرِئَةِ سُلْطَانِ يَهْوَه وَتَقْدِيسِ ٱسْمِهِ،‏ لَمْ يَنْحَرِفْ قَطُّ عَنْ مَسْلَكِ طَاعَتِهِ للهِ مَهْمَا كَانَ ٱلثَّمَنُ ٱلَّذِي تَوَجَّبَ عَلَيْهِ أنْ يَدْفَعَهُ.‏

٣ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ ٱلرَّجَاءُ فِي حَيَاةِ خُدَّامِ ٱللهِ؟‏

٣ أَشَارَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى ٱرْتِبَاطِ ٱلرَّجَاءِ بِٱلشَّجَاعَةِ حِينَ قَالَ:‏ «اُرْجُ يَهْوَهَ.‏ تَشَجَّعْ وَلْيَتَشَدَّدْ قَلْبُكَ.‏ أَجَلِ،‏ ٱرْجُ يَهْوَهَ».‏ (‏مزمور ٢٧:‏١٤‏)‏ فَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ يَتَشَدَّدَ قَلْبُنَا،‏ لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَدَعَ رُؤْيَتَنَا لِرَجَائِنَا تَصِيرُ غَبْشَاءَ.‏ بَلْ يَجِبُ دَائِمًا أَنْ نُبْقِيَ رَجَاءَنَا وَاضِحًا فِي ذِهْنِنَا وَأَنْ نُقَدِّرَهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ.‏ وَهذَا مَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْغَيْرَةِ فِيمَا نَشْتَرِكُ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَى تَلَامِيذِهِ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَٱلرَّجَاءُ يُذْكَرُ إِلَى جَانِبِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ كَصِفَةٍ مُهِمَّةٍ ثَابِتَةٍ تَسِمُ حَيَاةَ خُدَّامِ ٱللهِ.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏١٣‏.‏

هَلْ ‹تَزْدَادُ رَجَاءً›؟‏

٤ إِلَامَ يَتَطَلَّعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›؟‏

٤ يَكْمُنُ أَمَامَ شَعْبِ ٱللهِ مُسْتَقْبَلٌ رَائِعٌ.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ يَنْتَظِرُونَ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ أَنْ يَخْدُمُوا مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ فِي حِينِ أَنَّ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› يَرْجُونَ أَنْ ‹يُحَرَّرُوا مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَيَنَالُوا ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللهِ› ٱلْأَرْضِيِّينَ.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ روما ٨:‏١٩-‏٢١؛‏ فيلبي ٣:‏٢٠‏)‏ وَهذِهِ «ٱلْحُرِّيَّةُ ٱلْمَجِيدَةُ» تَشْمُلُ ٱلْإِنْقَاذَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَعَوَاقِبِهَا ٱلرَّهِيبَةِ.‏ فَيَهْوَه —‏ مُعْطِي «كُلِّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلِّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ» —‏ لَا يَمْنَحُ إِلَّا أَفْضَلَ ٱلْهِبَاتِ لِأَوْلِيَائِهِ.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٧؛‏ اشعيا ٢٥:‏٨‏.‏

٥ كَيْفَ ‹نَزْدَادُ رَجَاءً›؟‏

٥ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ يَنْبَغِي أَنْ يَلْعَبَ ٱلرَّجَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّ دَوْرًا فِي حَيَاتِنَا؟‏ نَقْرَأُ فِي رُومَا ١٥:‏١٣‏:‏ «لِيَمْلَأْكُمُ ٱللهُ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلرَّجَاءَ كُلَّ فَرَحٍ وَسَلَامٍ بِسَبَبِ إِيمَانِكُمْ،‏ حَتَّى تَزْدَادُوا رَجَاءً بِقُدْرَةِ رُوحٍ قُدُسٍ».‏ فَيُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلرَّجَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّ بِأَشِعَّةِ شَمْسِ ٱلصَّبَاحِ ٱلسَّاطِعَةِ وَلَيْسَ بِشَمْعَةٍ فِي ٱلظَّلَامِ.‏ فَهُوَ يَمْلَأُ حَيَاتَنَا سَلَامًا وَسَعَادَةً وَقَصْدًا وَشَجَاعَةً.‏ وَنَحْنُ ‹نَزْدَادُ رَجَاءً› عِنْدَمَا نُؤْمِنُ بِكَلِمَةِ ٱللهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ وَنَنَالُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ.‏ تَقُولُ رُومَا ١٥:‏٤‏:‏ «كُلُّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا،‏ حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ».‏ لِذلِكَ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أُبْقِي رَجَائِي سَاطِعًا بِكَوْنِي تِلْمِيذًا مُجْتَهِدًا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ إِذْ أَقْرَأُهُ يَوْمِيًّا؟‏ وَهَلْ أُصَلِّي دَائِمًا طَلَبًا لِرُوحِ ٱللهِ؟‏›.‏ —‏ لوقا ١١:‏١٣‏.‏

٦ مِمَّ يَجِبُ أَنْ نَحْتَرِسَ بُغْيَةَ إِبْقَاءِ رَجَائِنَا سَاطِعًا؟‏

٦ كَانَ يَسُوعُ،‏ ٱلَّذِي هُوَ قُدْوَةٌ نَحْتَذِي بِهَا،‏ يَسْتَمِدُّ ٱلْقُوَّةَ مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ وَعِنْدَمَا نَتَفَكَّرُ فِيهِ بِإِمْعَانٍ،‏ لَا ‹نَتْعَبُ وَنَخُورُ فِي نُفُوسِنَا›.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٣‏)‏ فَإِذَا لَمْ يَعُدْ رَجَاؤُنَا ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللهِ وَاضِحًا فِي ذِهْنِنَا وَقَلْبِنَا أَوْ إِذَا تَحَوَّلَ تَرْكِيزُنَا إِلَى أُمُورٍ أُخْرَى —‏ رُبَّمَا إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوِ ٱلْأَهْدَافِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ —‏ فَسُرْعَانَ مَا يَسْتَوْلِي عَلَيْنَا ٱلْإِعْيَاءُ ٱلرُّوحِيُّ،‏ مِمَّا يُخَسِّرُنَا قُوَّتَنَا وَشَجَاعَتَنَا لِفِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ.‏ حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نَصِلُ إِلَى مَرْحَلَةٍ حِينَ ‹تَتَحَطَّمُ بِنَا ٱلسَّفِينَةُ مِنْ جِهَةِ ٱلْإِيمَانِ›.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٩‏)‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ فَإِنَّ ٱلرَّجَاءَ ٱلْحَقِيقِيَّ يُقَوِّي إِيمَانَنَا.‏

اَلرَّجَاءُ عُنْصُرٌ ضَرُورِيٌّ لِلْإِيمَانِ

٧ كَيْفَ يَكُونُ ٱلرَّجَاءُ عُنْصُرًا أَسَاسِيًّا لِلْإِيمَانِ؟‏

٧ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ،‏ وَٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى».‏ (‏عبرانيين ١١:‏١‏)‏ فَٱلرَّجَاءُ لَيْسَ أَمْرًا ثَانَوِيًّا مُتَعَلِّقًا بِٱلْإِيمَانِ،‏ بَلْ عُنْصُرٌ ضَرُورِيٌّ لَهُ.‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَزَوْجَتُهُ سَارَةُ قَدْ تَخَطَّيَا سِنَّ إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ حِينَ وَعَدَهُمَا يَهْوَه بِوَرِيثٍ.‏ (‏تكوين ١٧:‏١٥-‏١٧‏)‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبَ إِبْرَاهِيمُ؟‏ «مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ رَجَاءٌ،‏ آمَنَ عَلَى أَسَاسِ ٱلرَّجَاءِ أَنَّهُ سَيَصِيرُ أَبًا لِأُمَمٍ كَثِيرَةٍ».‏ (‏روما ٤:‏١٨‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ رَجَاءَهُ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللهِ شَكَّلَ أَسَاسًا رَاسِخًا لِإِيمَانِهِ بِأَنَّهُ سَيُنْجِبُ ذُرِّيَّةً.‏ وَإِيمَانُهُ بِدَوْرِهِ قَوَّى رَجَاءَهُ وَجَعَلَهُ سَاطِعًا أَكْثَرَ.‏ حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ ٱمْتَلَكَا ٱلشَّجَاعَةَ لِتَرْكِ بَيْتِهِمَا وَأَقَارِبِهِمَا وَٱلْعَيْشِ بَقِيَّةَ حَيَاتِهِمَا فِي خِيَامٍ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ.‏

٨ كَيْفَ يُقَوِّي ٱلِٱحْتِمَالُ بِأَمَانَةٍ ٱلرَّجَاءَ؟‏

٨ أَبْقَى إِبْرَاهِيمُ رَجَاءَهُ أَكِيدًا بِإِطَاعَةِ يَهْوَه طَاعَةً مُطْلَقَةً،‏ حَتَّى عِنْدَمَا كَانَ ذلِكَ صَعْبًا.‏ (‏تكوين ٢٢:‏٢،‏ ١٢‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُمْكِنُنَا تَقْوِيَةُ ثِقَتِنَا بِرَجَائِنَا وَمُكَافَأَتِنَا بِإِظْهَارِ ٱلطَّاعَةِ وَٱلِٱحْتِمَالِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ فَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ أَنَّ ‹ٱلِٱحْتِمَالَ يُنْتِجُ رِضَى ٱللهِ›،‏ وَهذَا بِدَوْرِهِ يُنْتِجُ رَجَاءً،‏ «وَٱلرَّجَاءُ لَا يُؤَدِّي إِلَى خَيْبَةٍ».‏ (‏روما ٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ كَتَبَ بُولُسُ أَيْضًا:‏ «نَشْتَهِي أَنْ يُظْهِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ هٰذَا ٱلدَّأْبَ عَيْنَهُ لِحِيَازَةِ تَمَامِ يَقِينِ ٱلرَّجَاءِ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ».‏ (‏عبرانيين ٦:‏١١‏)‏ وَهذِهِ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْإِيجَابِيَّةُ ٱلنَّابِعَةُ مِنْ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِيَهْوَه يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَنَا عَلَى مُوَاجَهَةِ أَيَّةِ مَشَقَّةٍ بِشَجَاعَةٍ وَفَرَحٍ.‏

‏‹اِفْرَحْ فِي ٱلرَّجَاءِ›‏

٩ أَيُّ أَمْرٍ يُسَاعِدُنَا ٱلْقِيَامُ بِهِ بِٱسْتِمْرَارٍ أَنْ ‹نَفْرَحَ فِي ٱلرَّجَاءِ›؟‏

٩ إِنَّ رَجَاءَنَا ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللهِ هُوَ أَسْمَى بِكَثِيرٍ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَهُ ٱلْعَالَمُ.‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ٣٧:‏٣٤‏:‏ «اُرْجُ يَهْوَهَ وَٱحْفَظْ طَرِيقَهُ،‏ فَيَرْفَعَكَ لِتَرِثَ ٱلْأَرْضَ.‏ إِلَى ٱنْقِرَاضِ ٱلْأَشْرَارِ تَنْظُرُ».‏ حَقًّا،‏ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ ‹لِنَفْرَحَ فِي ٱلرَّجَاءِ›.‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ رَجَاءَنَا فِي بَالِنَا.‏ فَهَلْ تَتَأَمَّلُ بِٱسْتِمْرَارٍ فِي رَجَائِكَ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللهِ؟‏ هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ نَفْسَكَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ مُمْتَلِئًا صِحَّةً،‏ خَالِيَ ٱلْبَالِ،‏ مُحَاطًا بِأَشْخَاصٍ تُحِبُّهُمْ،‏ وَتَقُومُ بِعَمَلٍ يَمْنَحُكَ شُعُورًا بِٱلِٱكْتِفَاءِ؟‏ وَهَلْ تَتَأَمَّلُ مَلِيًّا فِي صُوَرِ ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي مَطْبُوعَاتِنَا؟‏ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ هذَا ٱلتَّأَمُّلِ ٱلْمُسْتَمِرِّ بِتَنْظِيفِ نَافِذَةٍ تُطِلُّ عَلَى مَنْظَرٍ خَلَّابٍ.‏ فَإِذَا لَمْ نُنَظِّفِ ٱلزُّجَاجَ،‏ فَسُرْعَانَ مَا يَتَكَوَّمُ ٱلْغُبَارُ عَلَيْهِ وَيَحْرِمُنَا رُؤْيَةَ ٱلْمَنْظَرِ ٱلْأَخَّاذِ بِوُضُوحٍ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَأْثِرَ بِٱنْتِبَاهِنَا أُمُورٌ أُخْرَى.‏ فَلَا نَسْمَحْ أَبَدًا بِأَنْ يَحْدُثَ ذلِكَ لَنَا!‏

١٠ لِمَاذَا ٱلنَّظَرُ إِلَى ٱلْمُكَافَأَةِ يَنْعَكِسُ إِيجَابًا عَلَى عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَه؟‏

١٠ طَبْعًا،‏ إِنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ ٱلَّذِي يَدْفَعُنَا إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَه هُوَ مَحَبَّتُنَا لَهُ.‏ (‏مرقس ١٢:‏٣٠‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَنْتَظِرَ ٱلْمُكَافَأَةَ بِلَهْفَةٍ.‏ فَيَهْوَه يَتَوَقَّعُ ذلِكَ مِنَّا.‏ تَقُولُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١١:‏٦‏:‏ «بِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاؤُهُ،‏ لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ إِلَى ٱللهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ».‏ فَلِمَاذَا يُرِيدُ يَهْوَه مِنَّا أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهِ كَإِلهٍ يُكَافِئُ خُدَّامَهُ؟‏ لِأَنَّنَا بِذلِكَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَعْرِفُ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ:‏ إِنَّهُ إِلهٌ سَخِيٌّ يُحِبُّ أَوْلَادَهُ.‏ فَكَمْ كُنَّا سَنَشْعُرُ بِٱلتَّعَاسَةِ وَٱلتَّثَبُّطِ لَوْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْنَا ‹مُسْتَقْبَلٌ وَرَجَاءٌ›!‏ —‏ ارميا ٢٩:‏١١‏.‏

١١ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلرَّجَاءُ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللهِ مُوسَى عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ؟‏

١١ إِنَّ مُوسَى هُوَ أَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْبَارِزَةِ لِشَخْصٍ بَقِيَ مُرَكِّزًا عَلَى ٱلرَّجَاءِ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللهِ.‏ فَبِصِفَتِهِ «ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ»،‏ كَانَ يَتَمَتَّعُ بِٱلنُّفُوذِ وَٱلْمَرْكَزِ وَٱلثَّرْوَةِ فِي مِصْرَ.‏ فَهَلْ كَانَ سَيَسْعَى فِي طَلَبِ هذِهِ ٱلْأُمُورِ أَمْ كَانَ سَيَخْدُمُ يَهْوَه؟‏ لَقَدْ أَعْرَبَ مُوسَى عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱخْتَارَ خِدْمَةَ يَهْوَه.‏ لِمَاذَا؟‏ «لِأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ فَلَمْ يَكُنْ لَامُبَالِيًا بِٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ يَهْوَه أَمَامَهُ.‏

١٢ لِمَاذَا يُشَبَّهُ ٱلرَّجَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّ بِخُوذَةٍ؟‏

١٢ شَبَّهَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلرَّجَاءَ بِخُوذَةٍ مَجَازِيَّةٍ تَحْمِي قُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ،‏ مِمَّا يُمَكِّنُنَا مِنِ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ،‏ وَضْعِ ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ ٱلصَّحِيحَةِ،‏ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٨‏)‏ فَهَلْ تَلْبَسُ خُوذَتَكَ ٱلْمَجَازِيَّةَ كُلَّ حِينٍ؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ عَلَى غِرَارِ مُوسَى وَبُولُسَ،‏ لَنْ تُلْقِيَ رَجَاءَكَ «عَلَى ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ،‏ بَلْ عَلَى ٱللهِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا».‏ صَحِيحٌ أَنَّ رَفْضَ ٱلنِّزَاعَاتِ ٱلرَّائِجَةِ وَٱلْمَسَاعِي ٱلْأَنَانِيَّةِ يَتَطَلَّبُ ٱلشَّجَاعَةَ،‏ إِلَّا أَنَّ ذلِكَ يَسْتَأْهِلُ ٱلْجُهْدَ.‏ فَلِمَ نَقْبَلُ بِشَيْءٍ أَقَلَّ مِنَ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ» ٱلَّتِي تَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَه وَيُحِبُّونَهُ؟‏!‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧،‏ ١٩‏.‏

‏«لَنْ أَتْرُكَكَ»‏

١٣ أَيُّ تَأْكِيدٍ يُعْطِيهِ يَهْوَه لِخُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ؟‏

١٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُلْقُونَ رَجَاءَهُمْ عَلَى نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِتَشَاؤُمٍ فِيمَا تَتَزَايَدُ آلَامُ «ٱلْمَخَاضِ» ٱلَّتِي يُوَاجِهُهَا ٱلْعَالَمُ.‏ (‏متى ٢٤:‏٨‏)‏ أَمَّا ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَه فَلَا تَنْتَابُهُمْ هذِهِ ٱلْمَخَاوِفُ،‏ إِذْ إِنَّهُمْ سَيَظَلُّونَ ‹سَاكِنِينَ فِي أَمْنٍ وَمُطْمَئِنِّينَ مِنْ رُعْبِ ٱلْبَلِيَّةِ›.‏ (‏امثال ١:‏٣٣‏)‏ وَلِأَنَّهُمْ لَا يَضَعُونَ رَجَاءَهُمْ فِي ٱلنِّظَامِ ٱلْحَاضِرِ،‏ فَهُمْ فَرِحُونَ إِذْ يُصْغُونَ إِلَى مَشُورَةِ بُولُسَ:‏ «لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ،‏ وَكُونُوا قَانِعِينَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْحَاضِرَةِ.‏ لِأَنَّهُ قَالَ:‏ ‹لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ›».‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٥‏.‏

١٤ لِمَاذَا لَا يَلْزَمُ أَنْ يَقْلَقَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِلَا لُزُومٍ بِشَأْنِ حَاجَاتِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏

١٤ إِنَّ هذَا ٱلْوَعْدَ لَا يَتْرُكُ أَدْنَى شَكٍّ فِي أَنَّ ٱللهَ سَيَهْتَمُّ بِنَا.‏ وَقَدْ أَكَّدَ لَنَا يَسُوعُ أَيْضًا ٱهْتِمَامَ ٱللهِ ٱلْحُبِّيَّ حِينَ قَالَ:‏ «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ وَبِرِّهِ،‏ وَهٰذِهِ كُلُّهَا [ضَرُورِيَّاتُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمَادِّيَّةُ] تُزَادُ لَكُمْ.‏ فَلَا تَحْمِلُوا هَمَّ ٱلْغَدِ،‏ فَٱلْغَدُ لَهُ هُمُومُهُ».‏ (‏متى ٦:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ فَيَهْوَه يَعْرِفُ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ غَيُورِينَ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ أَنْ نَكُونَ مَسْؤُولِينَ كَامِلًا عَنِ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِحَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ.‏ لِذلِكَ لِنَثِقْ ثِقَةً مُطْلَقَةً بِقُدْرَةِ يَهْوَه وَرَغْبَتِهِ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِحَاجَاتِنَا.‏ —‏ متى ٦:‏٢٥-‏٣٢؛‏ ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

١٥ كَيْفَ يُبْقِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ ‹عَيْنَهُمْ بَسِيطَةً›؟‏

١٥ وَنَحْنُ نُظْهِرُ ٱتِّكَالَنَا عَلَى يَهْوَه حِينَ نُبْقِي ‹عَيْنَنَا بَسِيطَةً›.‏ (‏متى ٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَٱلْعَيْنُ ٱلْبَسِيطَةُ هِيَ مُخْلِصَةٌ،‏ لَهَا دَافِعٌ نَقِيٌّ،‏ وَلَا يُعْمِيهَا ٱلْجَشَعُ وَٱلطُّمُوحُ ٱلْأَنَانِيُّ.‏ وَٱمْتِلَاكُ عَيْنٍ بَسِيطَةٍ لَا يَعْنِي ٱلْعَيْشَ فِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ إِهْمَالَ مَسْؤُولِيَّتِنَا أَنْ نَعْتَنِيَ بِحَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ،‏ بَلْ يَعْنِي إِظْهَارَ ‹ٱلرَّزَانَةِ› فِيمَا نُبْقِي خِدْمَةَ يَهْوَه فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِنَا.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٧‏.‏

١٦ لِمَاذَا ٱلْإِيمَانُ وَٱلشَّجَاعَةُ لَازِمَانِ لِنُبْقِيَ عَيْنَنَا بَسِيطَةً؟‏

١٦ تَتَطَلَّبُ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى عَيْنٍ بَسِيطَةٍ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِذَا أَلَحَّ عَلَيْكَ رَبُّ عَمَلِكَ أَنْ تَعْمَلَ دَائِمًا فِي وَقْتِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ فَهَلْ تَلْتَصِقُ بِشَجَاعَةٍ بَأَوْلَوِيَّاتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏ إِذَا كَانَ ٱلشَّخْصُ يَشُكُّ أَنَّ يَهْوَه سَيُتَمِّمُ وَعْدَهُ بِٱلِٱعْتِنَاءِ بِخُدَّامِهِ،‏ فَمَا عَلَى ٱلشَّيْطَانِ إِلَّا أَنْ يَزِيدَ ٱلضَّغْطَ عَلَيْهِ لِيَتَوَقَّفَ عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱفْتِقَارَنَا إِلَى ٱلْإِيمَانِ يَفْسَحُ ٱلْمَجَالَ لِلشَّيْطَانِ لِيُسَيْطِرَ عَلَيْنَا بِحَيْثُ يَصِيرُ هُوَ،‏ وَلَيْسَ يَهْوَه،‏ مَنْ يَضَعُ أَوْلَوِيَّاتِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ كَارِثَةٍ!‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏٥‏.‏

‏«اُرْجُ يَهْوَهَ»‏

١٧ كَيْفَ يُبَارِكُ يَهْوَه ٱلْآنَ ٱلَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ؟‏

١٧ تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَكْرَارًا أَنَّ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَه وَيَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ لا يَخِيبُ أَمَلُهُمْ أَبَدًا.‏ (‏امثال ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ ارميا ١٧:‏٧‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمْ يُضْطَرُّونَ أَحْيَانًا أَنْ يَكُونُوا قَانِعِينَ بِٱلْقَلِيلِ،‏ لكِنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ ذلِكَ تَضْحِيَةً زَهِيدَةً بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْمُخَبَّأَةِ لَهُمْ.‏ وَبِذلِكَ يُبَرْهِنُونَ أَنَّهُمْ ‹يَرْجُونَ يَهْوَه› وَأَنَّهُمْ يَثِقُونَ بَأَنَّهُ سَيَمْنَحُ أَوْلِيَاءَهُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ كُلَّ رَغَبَاتِ قَلْبِهِمِ ٱلْبَارَّةِ.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٤،‏ ٣٤‏)‏ وَهذَا مَا يَجْعَلُهُمْ يَشْعُرُونَ ٱلْآنَ بِسَعَادَةٍ حَقِيقِيَّةٍ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «تَرَقُّبُ ٱلْأَبْرَارِ فَرَحٌ،‏ أَمَّا رَجَاءُ ٱلْأَشْرَارِ فَيَبِيدُ».‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٨‏.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ أَيُّ تَأْكِيدٍ حُبِّيٍّ يُعْطِينَا إِيَّاهُ يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُبْقِي يَهْوَه ‹عَنْ يَمِينِنَا›؟‏

١٨ عِنْدَمَا يَسِيرُ صَبِيٌّ صَغِيرٌ مُمْسِكًا بِيَدِ أَبِيهِ،‏ يَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلطُّمَأْنِينَةِ.‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِينَا حِينَ نَسِيرُ مَعَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ قَالَ يَهْوَه لِإِسْرَائِيلَ:‏ «لَا تَخَفْ لِأَنِّي مَعَكَ.‏ .‏ .‏ .‏ أُعِينُكَ.‏ .‏ .‏ .‏ لِأَنِّي أَنَا،‏ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ،‏ ٱلْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ،‏ ٱلْقَائِلُ لَكَ:‏ ‹لَا تَخَفْ.‏ أَنَا أُعِينُكَ›».‏ —‏ اشعيا ٤١:‏١٠،‏ ١٣‏.‏

١٩ تُوحِي هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ بِٱلدِّفْءِ،‏ إِذْ إِنَّهَا تُصَوِّرُ يَهْوَه مُمْسِكًا بِيَدِنَا.‏ كَتَبَ دَاوُدُ:‏ «جَعَلْتُ يَهْوَهَ أَمَامِي كُلَّ حِينٍ.‏ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ».‏ (‏مزمور ١٦:‏٨‏)‏ فَكَيْفَ نُبْقِي يَهْوَه ‹عَنْ يَمِينِنَا›؟‏ يُمْكِنُنَا ذلِكَ بِطَرِيقَتَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ أَوَّلًا،‏ يَجِبُ أَنْ نَسْمَحَ لِكَلِمَتِهِ بِإِرْشَادِنَا فِي كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِنَا.‏ وَثَانِيًا،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ ٱلْمَجِيدَةِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا يَهْوَه أَمَامَنَا.‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ آسَافُ:‏ «لٰكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ.‏ أَمْسَكْتَ بِيَدِي ٱلْيُمْنَى.‏ بِمَشُورَتِكَ تَهْدِينِي،‏ وَمِنْ بَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي».‏ (‏مزمور ٧٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وَهذَا ٱلتَّأْكِيدُ يُمَكِّنُنَا نَحْنُ أَيْضًا مِنْ مُوَاجَهَةِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِثِقَةٍ.‏

‏«نَجَاتُكُمْ تَقْتَرِبُ»‏

٢٠،‏ ٢١ أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ يَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَه؟‏

٢٠ مَعَ كُلِّ يَوْمٍ يَمُرُّ،‏ يَصِيرُ إِبْقَاؤُنَا يَهْوَه ‹عَنْ يَمِينِنَا› أَكْثَرَ إِلْحَاحًا.‏ فَعَمَّا قَرِيبٍ،‏ بَدْءًا مِنْ دَمَارِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ سَيَحُلُّ بِعَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ضِيقٌ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ وَسَيَسْتَوْلِي ٱلْخَوْفُ عَلَى كُلِّ ٱلْبَشَرِ غَيْرِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ خِلَالَ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ ٱلْحَافِلِ بِٱلِٱضْطِرَابِ،‏ سَيَكُونُ خُدَّامُ يَهْوَه ٱلشُّجْعَانُ فَرِحِينَ وَمُفْعَمِينَ بِٱلرَّجَاءِ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «مَتَى ٱبْتَدَأَتْ هٰذِهِ تَكُونُ،‏ فَٱنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٨‏.‏

٢١ فَلْنَبْتَهِجْ بِرَجَائِنَا ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللهِ وَلَا نَنْخَدِعْ أَوْ نُغْرَ بِتَلْهِيَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْبَارِعَةِ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ لِنَبْذُلْ كُلَّ جُهْدِنَا لِتَنْمِيَةِ ٱلْإِيمَانِ،‏ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ وَٱلتَّقْوَى.‏ وَهكَذَا،‏ نَمْتَلِكُ ٱلشَّجَاعَةَ لِإِطَاعَةِ يَهْوَه فِي كُلِّ ٱلظُّرُوفِ وَلِمُقَاوَمَةِ إِبْلِيسَ.‏ (‏يعقوب ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ نَعَمْ،‏ «تَشَجَّعُوا وَلْتَتَشَدَّدْ قُلُوبُكُمْ،‏ يَا جَمِيعَ مُنْتَظِرِي يَهْوَهَ».‏ —‏ مزمور ٣١:‏٢٤‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 1‏ رَغْمَ أَنَّ كَلِمَةَ «رَجَاءٍ» فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ كَثِيرًا مَا تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمُكَافَأَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ ٱلَّتِي يَنَالُهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ،‏ فَنَحْنُ نُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلرَّجَاءَ بِمَعْنَاهُ ٱلْعَامِّ.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا؟‏

‏• كَيْفَ سَاعَدَ ٱلرَّجَاءُ يَسُوعَ عَلَى إِظْهَارِ ٱلشَّجَاعَةِ؟‏

‏• كَيْفَ يَرْتَبِطُ ٱلْإِيمَانُ بِٱلرَّجَاءِ؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَمْنَحَ ٱلرَّجَاءُ وَٱلْإِيمَانُ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلشَّجَاعَةَ لِوَضْعِ ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ ٱلصَّحِيحَةِ فِي حَيَاتِهِ؟‏

‏• لِمَاذَا يُمْكِنُ لِلَّذِينَ ‹يَرْجُونَ يَهْوَه› أَنْ يُوَاجِهُوا ٱلْمُسْتَقْبَلَ بِثِقَةٍ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

سَوَاءٌ كُنْتَ صَغِيرًا أَمْ كَبِيرًا،‏ هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ نَفْسَكَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ؟‏