الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

احبب الاله الذي يحبك

احبب الاله الذي يحبك

أَحْبِبِ ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي يُحِبُّكَ

‏«تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ».‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٧‏.‏

١،‏ ٢ مَاذَا رُبَّمَا أَدَّى إِلَى ٱلسُّؤَالِ عَنِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْعُظْمَى؟‏

 كَانَ ٱلسُّؤَالُ ٱلتَّالِي مَوْضِعَ جِدَالٍ حَامٍ بَيْنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ:‏ أَيٌّ هِيَ ٱلْعُظْمَى بَيْنَ ٱلشَّرَائِعِ ٱلْأَكْثَرِ مِنْ ٦٠٠ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُهَا ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ؟‏ هَلْ هِيَ شَرِيعَةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِٱلذَّبَائِحِ؟‏ فَٱلذَّبَائِحُ كَانَتْ تُقَرَّبُ مِنْ أَجْلِ نَيْلِ غُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا وَتَقْدِيمِ ٱلشُّكْرِ للّٰهِ.‏ أَمْ هَلْ هِيَ شَرِيعَةُ ٱلْخِتَانِ؟‏ فَهذِهِ أَيْضًا كَانَتْ مُهِمَّةً،‏ لِأَنَّ ٱلْخِتَانَ كَانَ عَلَامَةَ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَه مَعَ إِبْرَاهِيمَ.‏ —‏ تكوين ١٧:‏٩-‏١٣‏.‏

٢ لكِنَّ ٱلْمُحَافِظِينَ كَانَ لَهُمْ رَأْيٌ آخَرُ عَلَى مَا يَبْدُو.‏ فَبِمَا أَنَّ كُلَّ ٱلشَّرَائِعِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللّٰهُ هِيَ عَظِيمَةٌ (‏رَغْمَ أَنَّ بَعْضَهَا رُبَّمَا بَدَا أَقَلَّ أَهَمِّيَّةً)‏،‏ فَمِنَ ٱلْخَطَإِ تَرْفِيعُ وَصِيَّةٍ عَلَى ٱلْأُخْرَى.‏ وَقَدْ قَرَّرَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَنْ يَطْرَحُوا هذَا ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُثِيرَ لِلْجِدَالِ عَلَى يَسُوعَ،‏ فَرُبَّمَا يَقُولُ شَيْئًا يُفْقِدُهُ مِصْدَاقِيَّتَهُ.‏ وَهكَذَا،‏ ٱقْتَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلَى يَسُوعَ وَسَأَلَهُ:‏ «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ؟‏».‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٤-‏٣٦‏.‏

٣ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهَا ٱلْعُظْمَى؟‏

٣ يَحْمِلُ ٱلْجَوَابُ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ مَغْزًى كَبِيرًا لَنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ.‏ فَقَدْ لَخَّصَ مَا كَانَ وَسَيَظَلُّ أَبَدًا جَوْهَرَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ قَالَ يَسُوعُ مُقْتَبِسًا مِنَ ٱلتَّثْنِيَةِ ٦:‏٥‏:‏ «‹تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ›.‏ هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَٱلْأُولَى».‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيَّ سَأَلَ عَنْ وَصِيَّةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ،‏ أَعْطَاهُ يَسُوعُ وَصِيَّةً أُخْرَى.‏ قَالَ مُقْتَبِسًا مِنَ ٱللَّاوِيِّينَ ١٩:‏١٨‏:‏ «اَلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا،‏ وَهِيَ هٰذِهِ:‏ ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›».‏ بَعْدَئِذٍ،‏ أَظْهَرَ أَنَّ هَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ هُمَا جَوْهَرُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ.‏ وَلَمْ يَتْرُكْ مَجَالًا لِأَيَّةِ مُحَاوَلَةٍ لِحَمْلِهِ عَلَى تَعْدَادِ ٱلْوَصَايَا ٱلْأُخْرَى بِحَسَبِ أَهَمِّيَّتِهَا،‏ إِذِ ٱخْتَتَمَ قَائِلًا:‏ «بِهَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ تَتَعَلَّقُ ٱلشَّرِيعَةُ كُلُّهَا وَٱلْأَنْبِيَاءُ».‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧-‏٤٠‏)‏ وَفِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْعُظْمَى بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ.‏ فَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ ٱللّٰهَ؟‏ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ للّٰهِ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا تَنْمِيَةُ هذِهِ ٱلصِّفَةِ؟‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَعْرِفَ ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ لِأَنَّهُ لِكَيْ نَنَالَ رِضَى يَهْوَه،‏ يَجِبُ أَنْ نُحِبَّهُ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَنَفْسِنَا وَعَقْلِنَا.‏

أَهَمِّيَّةُ ٱلْمَحَبَّةِ

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ لِمَاذَا لَمْ يُفَاجِئْ جَوَابُ يَسُوعَ ٱلْفَرِّيسِيَّ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ أَمْرٍ يَعْتَبِرُهُ ٱللّٰهُ أَكْثَرَ قِيمَةً مِنَ ٱلذَّبَائِحِ وَٱلْمُحْرَقَاتِ؟‏

٤ يَبْدُو أَنَّ جَوَابَ يَسُوعَ لَمْ يَصْدِمْ أَوْ يُفَاجِئِ ٱلْفَرِّيسِيَّ ٱلَّذِي طَرَحَ عَلَيْهِ ٱلسُّؤَالَ.‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ هِيَ وَجْهٌ بَارِزٌ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ رَغْمَ أَنَّ كَثِيرِينَ لَمْ يُعْرِبُوا عَنْهَا.‏ فَفِي ٱلْمَجَامِعِ،‏ جَرَتِ ٱلْعَادَةُ أَنْ تُتْلَى صَلَاةُ ‹ٱلسَّمَاعِ› (‏قَانُونُ ٱلْإِيمَانِ)‏ ٱلَّتِي تَضَمَّنَتِ ٱلْمَقْطَعَ ٱلْمَوْجُودَ فِي ٱلتَّثْنِيَةِ ٦:‏٤-‏٩ ٱلَّذِي ٱقْتَبَسَهُ يَسُوعُ.‏ وَوَفْقًا لِلرِّوَايَةِ ٱلْمُنَاظِرَةِ فِي مَرْقُسَ،‏ قَالَ ٱلْفَرِّيسِيُّ بَعْدَئِذٍ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ أَحْسَنْتَ إِذْ قُلْتَ بِٱلْحَقِّ:‏ ‹وَاحِدٌ هُوَ،‏ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ›.‏ وَمَحَبَّتُهُ بِكُلِّ ٱلْقَلْبِ وَبِكُلِّ ٱلْفَهْمِ وَبِكُلِّ ٱلْقُوَّةِ وَمَحَبَّةُ ٱلْقَرِيبِ كَٱلنَّفْسِ،‏ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَٱلذَّبَائِحِ».‏ —‏ مرقس ١٢:‏٣٢،‏ ٣٣‏.‏

٥ فَفِي حِينِ أَنَّ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَٱلذَّبَائِحَ كَانَتْ مَطْلُوبَةً فِي ظِلِّ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ فَٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي كَانَ يَهُمُّ ٱللّٰهَ فِعْلًا هُوَ ٱمْتِلَاكُ خُدَّامِهِ قَلْبًا تَدْفَعُهُ ٱلْمَحَبَّةُ.‏ فَقَدِ ٱعْتَبَرَ ٱلْعُصْفُورَ ٱلدُّورِيَّ ٱلْمُقَدَّمَ لَهُ بِمَحَبَّةٍ وَإِخْلَاصٍ أَكْثَرَ قِيمَةً مِنْ أُلُوفِ ٱلْكِبَاشِ ٱلْمُقَدَّمَةِ بِدَافِعٍ خَاطِئٍ.‏ (‏ميخا ٦:‏٦-‏٨‏)‏ تَذَكَّرْ رِوَايَةَ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْفَقِيرَةِ ٱلَّتِي رَآهَا يَسُوعُ فِي هَيْكَلِ أُورُشَلِيمَ.‏ فَٱلْفَلْسَانِ ٱللَّذَانِ أَلْقَتْهُمَا فِي صُنْدُوقِ ٱلْخِزَانَةِ لَمْ يَكْفِيَا لِشِرَاءِ عُصْفُورٍ دُورِيٍّ وَاحِدٍ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ فَإِنَّ هذَا ٱلتَّبَرُّعَ ٱلْمُقَدَّمَ لِيَهْوَه بِمَحَبَّةٍ قَلْبِيَّةٍ عَنَى لَهُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْأَغْنِيَاءُ مِنْ فَضْلَتِهِمْ.‏ (‏مرقس ١٢:‏٤١-‏٤٤‏)‏ فَكَمْ هُوَ مُشَجِّعٌ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ أَكْثَرَ مَا يُقَدِّرُهُ يَهْوَه هُوَ أَمْرٌ يُمْكِنُنَا جَمِيعًا ٱلتَّعْبِيرُ عَنْهُ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا:‏ مَحَبَّتُنَا لَهُ!‏

٦ مَاذَا كَتَبَ بُولُسُ عَنْ أَهَمِّيَّةِ ٱلْمَحَبَّةِ؟‏

٦ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مُشَدِّدًا عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْمَحَبَّةِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ:‏ «إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ ٱلنَّاسِ وَٱلْمَلَائِكَةِ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ،‏ فَقَدْ صِرْتُ قِطْعَةَ نُحَاسٍ تَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ.‏ وَإِنْ كَانَتْ لِي مَوْهِبَةُ ٱلتَّنَبُّؤِ وَكُنْتُ مُطَّلِعًا عَلَى كُلِّ ٱلْأَسْرَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَكُلِّ مَعْرِفَةٍ،‏ وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ ٱلْإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ ٱلْجِبَالَ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ،‏ فَلَسْتُ شَيْئًا.‏ وَإِنْ بَذَلْتُ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِي لِإِطْعَامِ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي كَيْ أَفْتَخِرَ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ،‏ فَلَا أَسْتَفِيدُ أَيَّ شَيْءٍ».‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١-‏٣‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ضَرُورِيَّةٌ لِتَكُونَ عِبَادَتُنَا مَرْضِيَّةً عِنْدَ ٱللّٰهِ.‏ وَلكِنْ كَيْفَ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه؟‏

كَيْفَ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه؟‏

٧،‏ ٨ كَيْفَ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَه؟‏

٧ يَعْتَقِدُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ عَاطِفَةٌ لَا نَسْتَطِيعُ ٱلتَّحَكُّمَ فِيهَا.‏ مَثَلًا،‏ يُقَالُ إِنَّ ٱلنَّاسَ يَقَعُونَ فِي ٱلْحُبِّ.‏ لكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ عَوَاطِفَ.‏ فَهِيَ تَتَمَيَّزُ وَتُجَسَّدُ بِٱلْأَعْمَالِ وَلَيْسَ بِٱلْمَشَاعِرِ.‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ ‹طَرِيقٌ أَفْضَلُ جِدًّا› وَأَمْرٌ ‹نَسْعَى فِي أَثَرِهِ›.‏ (‏١ كورنثوس ١٢:‏٣١؛‏ ١٤:‏١‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يَحُضُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُحِبُّوا «لَا بِٱلْكَلَامِ وَلَا بِٱللِّسَانِ،‏ بَلْ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ».‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏١٨‏.‏

٨ وَمَحَبَّةُ ٱللّٰهِ تَدْفَعُنَا إِلَى فِعْلِ مَا يُرْضِيهِ وَتَأْيِيدِ سُلْطَانِهِ وَٱلْمُدَافَعَةِ عَنْهُ،‏ بِٱلْأَقْوَالِ وَٱلْأَفْعَالِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ وَهِيَ تَدْفَعُنَا أَيْضًا إِلَى تَجَنُّبِ مَحَبَّةِ ٱلْعَالَمِ وَطُرُقِهِ ٱلْأَثِيمَةِ.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وَٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ يُبْغِضُونَ ٱلشَّرَّ.‏ (‏مزمور ٩٧:‏١٠‏)‏ كَمَا أَنَّ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ تَشْمُلُ مَحَبَّةَ ٱلْقَرِيبِ ٱلَّتِي سَنُنَاقِشُهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ تَتَطَلَّبُ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ إِظْهَارَ ٱلطَّاعَةِ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «هٰذَا مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ،‏ أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ».‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

٩ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ للّٰهِ؟‏

٩ أَظْهَرَ يَسُوعُ بِشَكْلٍ كَامِلٍ مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ.‏ فَقَدْ جَعَلَتْهُ ٱلْمَحَبَّةُ يَتْرُكُ مَسْكِنَهُ ٱلسَّمَاوِيَّ وَيَأْتِي إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَعِيشَ كَإِنْسَانٍ.‏ وَدَفَعَتْهُ إِلَى تَمْجِيدِ أَبِيهِ مِنْ خِلَالِ أَعْمَالِهِ وَتَعَالِيمِهِ.‏ كَمَا أَنَّهَا كَانَتْ حَافِزًا لَهُ ‹لِيُطِيعَ حَتَّى ٱلْمَوْتِ›.‏ (‏فيلبي ٢:‏٨‏)‏ وَهذِهِ ٱلطَّاعَةُ (‏ٱلَّتِي أَظْهَرَ مَحَبَّتَهُ مِنْ خِلَالِهَا)‏ فَسَحَتِ ٱلْمَجَالَ لِلْأُمَنَاءِ أَنْ يَمْتَلِكُوا مَوْقِفًا بَارًّا أَمَامَ ٱللّٰهِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «كَمَا بِعِصْيَانِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَاحِدِ [آدَمَ] جُعِلَ ٱلْكَثِيرُونَ خُطَاةً،‏ كَذٰلِكَ أَيْضًا بِطَاعَةِ ٱلْوَاحِدِ [ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ] سَيُجْعَلُ ٱلْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا».‏ —‏ روما ٥:‏١٩‏.‏

١٠ لِمَاذَا تَشْمُلُ ٱلْمَحَبَّةُ للّٰهِ ٱلطَّاعَةَ؟‏

١٠ أُسْوَةً بِيَسُوعَ،‏ نَحْنُ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا للّٰهِ بِإِطَاعَتِهِ.‏ كَتَبَ يُوحَنَّا،‏ رَسُولُ يَسُوعَ ٱلْحَبِيبُ:‏ «هٰذَا مَا تَعْنِيهِ ٱلْمَحَبَّةُ،‏ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلسَّيْرِ وَفْقَ وَصَايَاهُ».‏ (‏٢ يوحنا ٦‏)‏ فَٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه حَقًّا يَتُوقُونَ إِلَى نَيْلِ إِرْشَادِهِ.‏ فَإِذْ يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْجِيهَ خُطُوَاتِهِمْ،‏ يَثِقُونَ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ وَيُذْعِنُونَ لِتَوْجِيهِهِ ٱلْحُبِّيِّ.‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ فَهُمْ يُشْبِهُونَ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلشُّرَفَاءَ ٱلْخُلُقِ فِي بِيرِيَةَ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلَّذِينَ قَبِلُوا رِسَالَةَ ٱللّٰهِ «بِرَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ» فِي فِعْلِ مَشِيئَتِهِ.‏ (‏اعمال ١٧:‏١١‏)‏ فَقَدْ فَحَصُوا بِٱعْتِنَاءٍ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لِيَفْهَمُوا مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ بِشَكْلٍ أَكْمَلَ،‏ مِمَّا سَاعَدَهُمْ عَلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَحَبَّتِهِمْ مِنْ خِلَالِ أَعْمَالِ طَاعَةٍ أُخْرَى.‏

١١ مَاذَا تَعْنِي مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ بِكُلِّ قَلْبِنَا،‏ عَقْلِنَا،‏ نَفْسِنَا،‏ وَقُوَّتِنَا؟‏

١١ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ عَلَيْنَا مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ قَلْبِنَا،‏ عَقْلِنَا،‏ نَفْسِنَا،‏ وَقُوَّتِنَا.‏ (‏مرقس ١٢:‏٣٠‏)‏ فَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ تَنْبَعُ مِنَ ٱلْقَلْبِ ٱلَّذِي يَشْمُلُ مَشَاعِرَنَا،‏ رَغَبَاتِنَا،‏ وَأَفْكَارَنَا ٱلْبَاطِنِيَّةَ.‏ وَنَحْنُ نَرْغَبُ بِشِدَّةٍ أَنْ نُرْضِيَ يَهْوَه.‏ وَيَلْعَبُ ٱلْعَقْلُ أَيْضًا دَوْرًا فِي هذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَتَعَبُّدُنَا لَيْسَ أَعْمَى،‏ إِذْ إِنَّنَا نِلْنَا ٱلْمَعْرِفَةَ عَنْ يَهَوَه:‏ عَنْ صِفَاتِهِ،‏ مَقَايِيسِهِ،‏ وَمَقَاصِدِهِ.‏ وَنَحْنُ نُحِبُّ يَهْوَه بِكُلِّ نَفْسِنَا أَوْ كِيَانِنَا بِمَعْنَى أَنَّنَا نَسْتَخْدِمُ حَيَاتَنَا لِنَخْدُمَهُ وَنُسَبِّحَهُ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَسْتَخْدِمُ قُوَّتَنَا أَيْضًا فِي خِدْمَتِهِ وَتَسْبِيحِهِ.‏

لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُحِبَّ يَهْوَه؟‏

١٢ لِمَاذَا يَطْلُبُ ٱللّٰهُ أَنْ نُحِبَّهُ؟‏

١٢ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى مَحَبَّةِ يَهْوَه هُوَ أَنَّهُ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَعْكِسَ صِفَاتِهِ.‏ فَٱللّٰهُ هُوَ مَصْدَرُ ٱلْمَحَبَّةِ وَأَسْمَى مِثَالٍ لَهَا.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا بِٱلْوَحْيِ:‏ «اَللّٰهُ مَحَبَّةٌ».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ وَٱلْبَشَرُ مَصْنُوعُونَ عَلَى صُورَةِ ٱللّٰهِ،‏ إِذْ إِنَّهُمْ خُلِقُوا بِٱلْقُدْرَةِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يَرْتَكِزُ سُلْطَانُ يَهْوَه عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ.‏ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ رَعَايَاهُ أَشْخَاصًا يَخْدُمُونَهُ لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ وَيَرْغَبُونَ فِي طَرِيقَةِ حُكْمِهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ضَرُورِيَّةٌ لِلسَّلَامِ وَٱلِٱنْسِجَامِ فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ.‏

١٣ (‏أ)‏ لِمَاذَا قِيلَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ»؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يَتَوَقَّعَ يَهْوَه مِنَّا أَنْ نُحِبَّهُ؟‏

١٣ وَٱلسَّبَبُ ٱلْآخَرُ لِنُحِبَّ يَهْوَه هُوَ أَنَّنَا نُقَدِّرُ مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِنَا.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لِلْيَهُودِ:‏ «تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ».‏ فَلَمْ يُتَوَقَّعْ مِنْهُمْ أَنْ يُحِبُّوا إِلهًا بَعِيدًا عَنْهُمْ لَا يَعْرِفُونَهُ،‏ بَلْ إِلهًا أَظْهَرَ مَحَبَّتَهُ لَهُمْ.‏ لَقَدْ كَانَ يَهْوَه إِلهَهُمْ.‏ فَهُوَ ٱلَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ،‏ ٱلَّذِي حَمَاهُمْ وَدَعَمَهُمْ وَأَحَبَّهُمْ،‏ وَٱلَّذِي أَدَّبَهُمْ بِمَحَبَّةٍ.‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَهْوَه هُوَ إِلهُنَا ٱلَّذِي بَذَلَ ٱبْنَهُ فِدْيَةً لِكَيْ نَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يَتَوَقَّعَ يَهْوَه مِنَّا أَنْ نُبَادِلَهُ ٱلْمَحَبَّةَ،‏ أَيْ أَنْ نَتَجَاوَبَ مَعَ مَحَبَّتِهِ.‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّ ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي «أَحَبَّنَا أَوَّلًا».‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏١٩‏.‏

١٤ كَيْفَ تُشْبِهُ مَحَبَّةُ يَهْوَه مَحَبَّةَ ٱلْوَالِدِ ٱلْعَطُوفِ؟‏

١٤ إِنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه لِلْبَشَرِ هِيَ أَشْبَهُ بِمَحَبَّةِ ٱلْوَالِدِ ٱلْعَطُوفِ لِأَوْلَادِهِ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمُحِبِّينَ نَاقِصُونَ،‏ فَهُمْ يَكْدَحُونَ طَوَالَ سَنَوَاتٍ لِلِٱعْتِنَاءِ بِأَوْلَادِهِمْ،‏ مِمَّا يَتَطَلَّبُ مِنْهُمْ تَضْحِيَةً كَبِيرَةً عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلْمَالِيِّ وَغَيْرِهِ.‏ وَٱلْوَالِدُونَ يُرْشِدُونَ أَوْلَادَهُمْ وَيُشَجِّعُونَهُمْ وَيَدْعَمُونَهُمْ وَيُؤَدِّبُونَهُمْ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَهُمْ سُعَدَاءَ وَنَاجِحِينَ.‏ وَمَاذَا يُرِيدُونَ بِٱلْمُقَابِلِ؟‏ أَنْ يُحِبَّهُمْ أَوْلَادُهُمْ وَيُطِيعُوا ٱلْإِرْشَادَ ٱلَّذِي مَنَحُوهُمْ إِيَّاهُ لِفَائِدَتِهِمْ.‏ أَفَلَيْسَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ إِذًا أَنْ يَتَوَقَّعَ مِنَّا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْكَامِلُ أَنْ نُظْهِرَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلتَّقْدِيرَ لِكُلِّ مَا فَعَلَهُ لِأَجْلِنَا؟‏!‏

تَنْمِيَةُ ٱلْمَحَبَّةِ للّٰهِ

١٥ مَا هِيَ ٱلْخُطْوَةُ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي يَنْبَغِي ٱتِّخَاذُهَا لِتَنْمِيَةِ ٱلْمَحَبَّةِ للّٰهِ؟‏

١٥ نَحْنُ لَمْ نَرَ ٱللّٰهَ وَلَمْ نَسْمَعْ صَوْتَهُ.‏ (‏يوحنا ١:‏١٨‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ فَهُوَ يَدْعُونَا إِلَى ٱمْتِلَاكِ عَلَاقَةٍ حُبِّيَّةٍ بِهِ.‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ذلِكَ؟‏ إِنَّ ٱلْخُطْوَةَ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَهَا ٱلْمَرْءُ لِيُحِبَّ شَخْصًا مَا هِيَ ٱلتَّعَرُّفُ بِهِ.‏ فَمِنَ ٱلصَّعْبِ ٱمْتِلَاكُ مَوَدَّةٍ عَمِيقَةٍ تِجَاهَ شَخْصٍ لَا نَعْرِفُهُ.‏ وَقَدْ زَوَّدَنَا يَهْوَه بِكَلِمَتِهِ،‏ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ لِكَيْ نَتَعَلَّمَ عَنْهُ.‏ وَلِهذَا ٱلسَّبَبِ يُشَجِّعُنَا بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ عَلَى قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ.‏ فَهذَا ٱلْكِتَابُ يُعَلِّمُنَا عَنِ ٱللّٰهِ،‏ صِفَاتِهِ،‏ شَخْصِيَّتِهِ،‏ وَتَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلنَّاسِ عَلَى مَرِّ آلَافِ ٱلسِّنِينَ.‏ وَإِذْ نَتَأَمَّلُ فِي رِوَايَاتِهِ،‏ يَنْمُو تَقْدِيرُنَا وَمَحَبَّتُنَا لَهُ.‏ —‏ روما ١٥:‏٤‏.‏

١٦ كَيْفَ يَزِيدُ تَأَمُّلُنَا فِي خِدْمَةِ يَسُوعَ مِنْ مَحَبَّتِنَا للّٰهِ؟‏

١٦ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِلنُّمُوِّ فِي مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَه هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي حَيَاةِ يَسُوعَ وَخِدْمَتِهِ.‏ فَقَدْ عَكَسَ يَسُوعُ صِفَاتِ أَبِيهِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ حَتَّى إِنَّهُ ٱسْتَطَاعَ ٱلْقَوْلَ:‏ «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا».‏ (‏يوحنا ١٤:‏٩‏)‏ أَفَلَا تُؤَثِّرُ فِيكَ ٱلرَّأْفَةُ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا يَسُوعُ حِينَ أَعَادَ ٱبْنَ أَرْمَلَةٍ إِلَى ٱلْحَيَاةِ؟‏ (‏لوقا ٧:‏١١-‏١٥‏)‏ أَلَيْسَ رَائِعًا أَنْ تَعْرِفَ أَنَّ ٱبْنَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي هُوَ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ عَاشَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ قَدْ غَسَلَ بِتَوَاضُعٍ أَقْدَامَ تَلَامِيذِهِ؟‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣-‏٥‏)‏ أَوَلَا تَتَحَرَّكُ مَشَاعِرُكَ عِنْدَمَا تَعْلَمُ أَنَّ ٱلْجَمِيعَ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْأَوْلَادُ،‏ تَمَكَّنُوا مِنَ ٱلتَّقَرُّبِ إِلَى أَعْظَمِ وَأَحْكَمِ رَجُلٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ؟‏ (‏مرقس ١٠:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فِيمَا نَتَأَمَّلُ بِتَقْدِيرٍ فِي هذِهِ ٱلْأُمُورِ،‏ يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا مَا كَتَبَهُ بُطْرُسُ عَنْ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَيَّامِهِ:‏ «اَلَّذِي [يَسُوعُ] وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ قَطُّ تُحِبُّونَهُ».‏ (‏١ بطرس ١:‏٨‏)‏ وَكُلَّمَا نَمَتْ مَحَبَّتُنَا لِيَسُوعَ،‏ نَمَتْ مَعَهَا مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَه.‏

١٧،‏ ١٨ أَيَّةُ تَدَابِيرَ حُبِّيَّةٍ تُنَمِّي مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه إِذَا تَأَمَّلْنَا فِيهَا؟‏

١٧ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلنُّمُوِّ فِي مَحَبَّتِنَا للّٰهِ هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلتَّدَابِيرِ ٱلْحُبِّيَّةِ ٱلْوَافِرَةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا بِهَا كَيْ نَتَمَتَّعَ بِٱلْحَيَاةِ:‏ اَلْخَلِيقَةُ ٱلسَّاحِرَةُ،‏ ٱلتَّنَوُّعُ ٱلْهَائِلُ مِنَ ٱلْمَأْكُولَاتِ ٱللَّذِيذَةِ،‏ ٱلرِّفْقَةُ ٱلسَّارَّةُ ٱلَّتِي نَتَمَتَّعُ بِهَا مَعَ ٱلْأَصْدِقَاءِ ٱلْجَيِّدِينَ،‏ وَغَيْرُهَا مِنَ ٱلْمَبَاهِجِ ٱلَّتِي تَمْلَأُنَا سُرُورًا وَٱكْتِفَاءً.‏ (‏اعمال ١٤:‏١٧‏)‏ وَكُلَّمَا تَعَلَّمْنَا عَنْ إِلهِنَا،‏ صَارَتْ لَدَيْنَا أَسْبَابٌ أَكْثَرُ لِتَقْدِيرِ صَلَاحِهِ ٱلْفَائِقِ وَسَخَائِهِ ٱلْوَافِرِ.‏ فَكِّرْ فِي كُلِّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَفْعَلُهَا يَهْوَه مِنْ أَجْلِكَ شَخْصِيًّا.‏ أَفَلَا تُوَافِقُ أَنَّهُ جَدِيرٌ بِمَحَبَّتِكَ؟‏

١٨ وَإِحْدَى ٱلْهِبَاتِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي يَمْنَحُهَا ٱللّٰهُ هِيَ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِ فِي ٱلصَّلَاةِ مَتَى شِئْنَا،‏ عَالِمِينَ أَنَّ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ» يُصْغِي إِلَيْنَا.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢‏)‏ لَقَدْ فَوَّضَ يَهْوَه إِلَى ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ سُلْطَةَ ٱلْحُكْمِ وَٱلدَّيْنُونَةِ.‏ لكِنَّهُ لَا يُفَوِّضُ إِلَى أَيِّ شَخْصٍ آخَرَ،‏ حَتَّى وَلَا إِلَى ٱبْنِهِ،‏ مُهِمَّةَ سَمَاعِ ٱلصَّلَوَاتِ.‏ فَهُوَ يُصْغِي شَخْصِيًّا إِلَى صَلَوَاتِنَا.‏ وَٱلِٱهْتِمَامُ ٱلشَّخْصِيُّ ٱلْحُبِّيُّ ٱلَّذِي يُظْهِرُهُ يَهْوَه يُقَرِّبُنَا أَكْثَرَ إِلَيْهِ.‏

١٩ أَيَّةُ وُعُودٍ تَجْذِبُنَا إِلَى يَهْوَه؟‏

١٩ نَحْنُ نَنْجَذِبُ أَيْضًا إِلَى يَهْوَه عِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي مَا يُخَبِّئُهُ لِلْبَشَرِ.‏ فَقَدْ وَعَدَ بِإِزَالَةِ ٱلْمَرَضِ وَٱلْحُزْنِ وَٱلْمَوْتِ.‏ (‏رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَعِنْدَمَا يَصِيرُ ٱلْبَشَرُ كَامِلِينَ،‏ لَنْ يُعَانِيَ أَحَدٌ مِنَ ٱلْكَآ‌بَةِ أَوِ ٱلتَّثَبُّطِ أَوِ ٱلْمَآ‌سِي.‏ وَلَنْ يَكُونَ فِي مَا بَعْدُ جُوعٌ أَوْ فَقْرٌ أَوْ حَرْبٌ.‏ (‏مزمور ٤٦:‏٩؛‏ ٧٢:‏١٦‏)‏ وَسَتَتَحَوَّلُ ٱلْأَرْضُ إِلَى فِرْدَوْسٍ.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ وَيَهْوَه لَنْ يُغْدِقَ عَلَيْنَا هذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ لِأَنَّهُ مُجْبَرٌ عَلَى ذلِكَ،‏ بَلْ لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا.‏

٢٠ مَاذَا قَالَ مُوسَى عَنْ فَوَائِدِ مَحَبَّةِ يَهْوَه؟‏

٢٠ وَهكَذَا نَرَى أَنَّ هُنَالِكَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً تَدْفَعُنَا إِلَى مَحَبَّةِ إِلهِنَا وَتَنْمِيَةِ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَهَلْ تَسْتَمِرُّ فِي تَعْمِيقِ مَحَبَّتِكَ للّٰهِ وَتَسْمَحُ لَهُ بِتَوْجِيهِ خُطُوَاتِكَ؟‏ إِنَّ ٱلْخِيَارَ هُوَ خِيَارُكَ.‏ وَقَدْ أَدْرَكَ مُوسَى فَوَائِدَ تَنْمِيَةِ ٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَه وَٱلْحِفَاظِ عَلَيْهَا.‏ قَالَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا:‏ «اِخْتَرِ ٱلْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ،‏ إِذْ تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ،‏ وَتَسْمَعُ لِصَوْتِهِ وَتَلْتَصِقُ بِهِ،‏ لِأَنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ وَطُولُ أَيَّامِكَ».‏ —‏ تثنية ٣٠:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• لِمَاذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نُحِبَّ يَهْوَه؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ للّٰهِ؟‏

‏• أَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا إِلَى مَحَبَّةِ يَهْوَه؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُنَمِّيَ ٱلْمَحَبَّةَ للّٰهِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

يُقَدِّرُ يَهْوَه كَثِيرًا أَمْرًا يُمْكِنُنَا جَمِيعًا ٱلتَّعْبِيرُ عَنْهُ:‏ مَحَبَّتُنَا لَهُ

‏[الصور في الصفحة ٢٣]‏

‏«مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٩