الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ما تعنيه محبة قريبنا

ما تعنيه محبة قريبنا

مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ قَرِيبِنَا

‏«تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٩‏.‏

١ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱللّٰهَ؟‏

 مَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَه مِنَ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَهُ؟‏ بِعَدَدٍ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْبَسِيطَةِ وَٱلْعَمِيقَةِ فِي آنٍ وَاحِدٍ،‏ لَخَّصَ يَسُوعُ ٱلْجَوَابَ.‏ فَقَدْ قَالَ إِنَّ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلْعُظْمَى هِيَ مَحَبَّةُ يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَنَفْسِنَا وَعَقْلِنَا وَقُوَّتِنَا.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧؛‏ مرقس ١٢:‏٣٠‏)‏ وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ تَشْمُلُ ٱلْمَحَبَّةُ للّٰهِ إِطَاعَةَ وَحِفْظَ وَصَايَاهُ تَجَاوُبًا مَعَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي أَظْهَرَها لَنَا.‏ فَٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ يُسَرُّونَ بِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ وَلَا يَعْتَبِرُونَهُ عِبْئًا.‏ —‏ مزمور ٤٠:‏٨؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٢،‏ ٣‏.‏

٢،‏ ٣ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُنَاقِشَ ٱلْوَصِيَّةَ عَنْ مَحَبَّةِ ٱلْقَرِيبِ،‏ وَأَيُّ سُؤَالَيْنِ يَنْشَآ‌نِ؟‏

٢ أَمَّا ثَانِي أَعْظَمِ وَصِيَّةٍ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهَا مُرْتَبِطَةٌ بِٱلْأُولَى:‏ «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».‏ (‏متى ٢٢:‏٣٩‏)‏ وَفِي مَا يَلِي،‏ سَنُنَاقِشُ هذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ.‏ وَلَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِذلِكَ.‏ فَنَحْنُ نَعِيشُ فِي زَمَنٍ يَسِمُهُ نَوْعٌ أَنَانِيٌّ وَمُشَوَّهٌ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي مَعْرِضِ وَصْفِهِ ٱلْمُوحَى بِهِ ‹لِلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ› أَنَّ ٱلنَّاسَ لَنْ يُحِبُّوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بَلْ سَيَكُونُونَ مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ مُحِبِّينَ لِلْمَالِ،‏ وَمُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ.‏ وَكَثِيرُونَ سَيَكُونُونَ «بِلَا حُنُوٍّ»،‏ أَوْ كَمَا تَنْقُلُهَا تَرْجَمَةٌ أُخْرَى «بِلَا حُنُوٍّ عَلَى أَفْرَادِ عَائِلَاتِهِمْ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏)‏ وَأَنْبَأَ يَسُوعُ أَيْضًا:‏ «كَثِيرُونَ .‏ .‏ .‏ يُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.‏ .‏ .‏ .‏ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ ٱلْأَكْثَرِيَّةِ».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٠،‏ ١٢‏.‏

٣ وَلكِنْ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّ مَحَبَّةَ ٱلْجَمِيعِ سَتَبْرُدُ.‏ فَلَطَالَمَا كَانَ وَسَيَظَلُّ هُنَالِكَ أَشْخَاصٌ يُعْرِبُونَ عَنْ نَوْعِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّذِي يَطْلُبُهُ يَهْوَه وَيَسْتَحِقُّهُ.‏ وَٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه حَقًّا يُحَاوِلُونَ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِنَظْرَتِهِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ وَلكِنْ مَنْ هُوَ قَرِيبُنَا ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ نُحِبَّهُ؟‏ وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لَهُ؟‏ إِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُسَاعِدُنَا عَلَى إِيجَادِ ٱلْجَوَابِ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْمُهِمَّيْنِ.‏

مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟‏

٤ بِحَسَبِ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلْإِصْحَاحِ ١٩‏،‏ لِمَنْ كَانَ يَجِبُ أَنْ يُظْهِرَ ٱلْيَهُودُ ٱلْمَحَبَّةَ؟‏

٤ عِنْدَمَا قَالَ يَسُوعُ لِلْفَرِّيسِيِّ إِنَّ ثَانِيَ أَعْظَمِ وَصِيَّةٍ هِيَ مَحَبَّةُ ٱلْمَرْءِ قَرِيبَهُ كَنَفْسِهِ،‏ كَانَ يُشِيرُ إِلَى شَرِيعَةٍ مُحَدَّدَةٍ مُعْطَاةٍ لِإِسْرَائِيلَ.‏ وَهذِهِ ٱلشَّرِيعَةُ مُسَجَّلَةٌ فِي ٱللَّاوِيِّينَ ١٩:‏١٨‏.‏ وَفِي ذلِكَ ٱلْإِصْحَاحِ بِٱلتَّحْدِيدِ،‏ يُوصَى ٱلْيَهُودُ بِأَنْ يَعْتَبِرُوا ٱلْأَشْخَاصَ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ أَقْرِبَاءَ لَهُمْ.‏ يَقُولُ ٱلْعَدَدُ ٣٤‏:‏ «لِيَكُنْ لَكُمُ ٱلْغَرِيبُ ٱلْمُتَغَرِّبُ عِنْدَكُمْ كَٱلْوَطَنِيِّ مِنْكُمْ.‏ وَتُحِبُّهُ كَنَفْسِكَ،‏ لِأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ».‏ فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلُوا غَيْرَ ٱلْيَهُودِ،‏ وَخُصُوصًا ٱلْمُهْتَدِينَ،‏ بِمَحَبَّةٍ.‏

٥ كَيْفَ فَهِمَ ٱلْيَهُودُ مَحَبَّةَ ٱلْقَرِيبِ؟‏

٥ إِلَّا أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلْيَهُودَ فِي أيَّامِ يَسُوعَ كَانَ لَهُمْ رَأْيٌ مُخْتَلِفٌ.‏ فَقَدْ عَلَّمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ كَلِمَتَيْ «صَدِيقٌ» وَ «قَرِيبٌ» تَنْطَبِقَانِ عَلَى ٱلْيَهُودِ فَقَطْ.‏ لِذلِكَ كَانَ عَلَيْهِمْ بُغْضُ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ.‏ فَهؤُلَاءِ ٱلْمُعَلِّمُونَ قَالُوا إِنَّ ٱلْأَتْقِيَاءَ يَجِبُ أَنْ يَحْتَقِرُوا ٱلْكَافِرِينَ.‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ:‏ «فِي جَوٍّ كَهذَا،‏ كَانَ ٱلْبُغْضُ سَيَسْتَشْرِي لَا مَحَالَةَ.‏ فَقَدْ شَكَّلَ هذَا ٱلْمُحِيطُ تُرْبَةً خِصْبَةً لِلْكَرَاهِيَةِ».‏

٦ أَيَّةُ نُقْطَتَيْنِ أَبْرَزَهُمَا يَسُوعُ عِنْدَمَا تَكَلَّمَ عَنْ مَحَبَّةِ ٱلْقَرِيبِ؟‏

٦ عَالَجَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ،‏ مُلْقِيًا ٱلضَّوْءَ عَلَى مَنْ يَنْبَغِي مُعَامَلَتُهُ بِمَحَبَّةٍ.‏ قَالَ:‏ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ:‏ ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ›.‏ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:‏ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ،‏ لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ،‏ وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ».‏ (‏متى ٥:‏٤٣-‏٤٥‏)‏ كَانَ يَسُوعُ يُبْرِزُ هُنَا نُقْطَتَيْنِ.‏ أَوَّلًا،‏ يَهْوَه هُوَ سَخِيٌّ وَلَطِيفٌ مَعَ ٱلصَّالِحِينَ وَٱلطَّالِحِينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ وَثَانِيًا،‏ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِمِثَالِهِ.‏

٧ أَيُّ مَغْزًى نَسْتَخْلِصُهُ مِنْ مَثَلِ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ؟‏

٧ فِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى،‏ طَرَحَ يَهُودِيٌّ مُتَضَلِّعٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ عَلَى يَسُوعَ هذَا ٱلسُّؤَالَ:‏ «مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟‏».‏ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ بِتَقْدِيمِ مَثَلٍ عَنْ سَامِرِيٍّ صَادَفَ رَجُلًا يَهُودِيًّا كَانَ قَدْ هَاجَمَهُ لُصُوصٌ وَسَلَبُوهُ مُمْتَلَكَاتِهِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ عُمُومًا ٱحْتَقَرُوا ٱلسَّامِرِيِّينَ،‏ فَقَدْ ضَمَدَ هذَا ٱلسَّامِرِيُّ جُرُوحَ ٱلْيَهُودِيِّ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ لِكَيْ يَتَعَافَى.‏ فَمَا ٱلْمَغْزَى مِنْ هذَا ٱلْمَثَلِ؟‏ يَنْبَغِي أَنْ تَشْمُلَ مَحَبَّتُنَا لِلْقَرِيبِ أَشْخَاصًا غَيْرَ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ عِرْقِنَا،‏ قَوْمِيَّتِنَا،‏ أَوْ دِينِنَا.‏ —‏ لوقا ١٠:‏٢٥،‏ ٢٩،‏ ٣٠،‏ ٣٣-‏٣٧‏.‏

مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ قَرِيبِنَا

٨ مَاذَا يَقُولُ ٱلْإِصْحَاحُ ١٩ مِنَ ٱللَّاوِيِّينَ عَنْ كَيْفِيَّةِ إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ؟‏

٨ تَمَامًا كَمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ،‏ لَا تَقْتَصِرُ مَحَبَّةُ ٱلْقَرِيبِ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ،‏ بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا ٱلْأَعْمَالَ.‏ وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ نُنَاقِشَ أَكْثَرَ قَرِينَةَ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱللَّاوِيِّينَ ١٩ ٱلَّتِي تَحُضُّ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَنْ يُحِبُّوا قَرِيبَهُمْ كَأَنْفُسِهِمْ.‏ فَنَحْنُ نَقْرَأُ هُنَاكَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلسَّمَاحُ لِلْبَائِسِ وَٱلْغَرِيبِ بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْحَصَادِ.‏ وَمَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَسْرِقُوا أَوْ يُخَادِعُوا أَوْ يَخُونُوا.‏ كَمَا أَنَّهُمْ مُنِعُوا مِنْ إِظْهَارِ ٱلْمُحَابَاةِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ وَجَبَ عَلَيْهِمْ مَنْحُ ٱلتَّوْبِيخِ عِنْدَمَا يَسْتَدْعِي ٱلْأَمْرُ،‏ قِيلَ لَهُمْ بِٱلتَّحْدِيدِ:‏ «لَا تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ».‏ وَقَدْ لُخِّصَتْ هذِهِ ٱلْوَصَايَا وَوَصَايَا كَثِيرَةٌ أُخْرَى بِٱلْعِبَارَةِ:‏ «تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ».‏ —‏ لاويين ١٩:‏٩-‏١١،‏ ١٥،‏ ١٧،‏ ١٨‏.‏

٩ لِمَاذَا أَوْصَى يَهْوَه ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَبْقَوْا مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى؟‏

٩ فِي حِينِ أَنَّهُ كَانَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْآخَرِينَ،‏ وَجَبَ عَلَيْهِمْ أَيْضًا أَنْ يَبْقَوْا مُنْفَصِلِينَ عَنْ عَبَدَةِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ فَقَدْ حَذَّرَهُمْ يَهْوَه مِنْ مَخَاطِرِ وَعَوَاقِبِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ.‏ مَثَلًا،‏ أَوْصَى يَهْوَه ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِخُصُوصِ ٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي كَانُوا سَيَطْرُدُونَهَا:‏ «لَا تُصَاهِرْهُمْ.‏ اِبْنَتَكَ لَا تُعْطِ لِٱبْنِهِ،‏ وَٱبْنَتَهُ لَا تَأْخُذْ لِٱبْنِكَ.‏ لِأَنَّهُ يَرُدُّ ٱبْنَكَ عَنِ ٱتِّبَاعِي،‏ فَيَخْدُمُونَ آلِهَةً أُخْرَى،‏ فَيَحْتَدِمُ غَضَبُ يَهْوَهَ عَلَيْكُمْ».‏ —‏ تثنية ٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

١٠ مِمَّ يَلْزَمُ أَنْ نَحْتَرِزَ؟‏

١٠ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَحْتَرِزُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ بِنَاءِ عَلَاقَةٍ بِأَشْخَاصٍ قَدْ يُضْعِفُونَ إِيمَانَهُمْ.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُضُّنَا:‏ «لَا تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ لَا تَكَافُؤَ فِيهِ مَعَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ»،‏ ٱلَّذِينَ لَا يَنْتَمُونَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١٤‏)‏ كَمَا يَنْصَحُنَا أَنْ نَتَزَوَّجَ «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ».‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَا يَنْبَغِي أَلْبَتَّةَ أَنْ نَزْدَرِيَ بِٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِيَهْوَه.‏ فَٱلْمَسِيحُ مَاتَ عَنِ ٱلْخُطَاةِ،‏ وَكَثِيرُونَ مِمَّنْ مَارَسُوا فِي مَا مَضَى ٱلْأُمُورَ ٱلرَّدِيئَةَ غَيَّرُوا مَسْلَكَهُمْ وَصَارُوا مُتَصَالِحِينَ مَعَ ٱللّٰهِ.‏ —‏ روما ٥:‏٨؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏.‏

١١ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلَّذِينَ لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَه،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١١ وَأَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلَّذِينَ لَا يَخْدُمُونَ ٱللّٰهَ هِيَ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَهْوَه نَفْسِهِ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ يُبْغِضُ ٱلشَّرَّ،‏ يُظْهِرُ ٱللُّطْفَ ٱلْحُبِّيَّ لِلْجَمِيعِ بِمَنْحِهِمِ ٱلْفُرْصَةَ لِلرُّجُوعِ عَنْ طُرُقِهِمِ ٱلرَّدِيئَةِ وَنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏حزقيال ١٨:‏٢٣‏)‏ فَهُوَ «يَرْغَبُ .‏ .‏ .‏ أَنْ يَبْلُغَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يَشَاءُ أَنْ «يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً».‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٤‏)‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ فَوَّضَ يَسُوعُ إِلَى أَتْبَاعِهِ أَنْ يَكْرِزُوا وَيُعَلِّمُوا وَ‹يُتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَبٱشْتِرَاكِنَا فِي هذَا ٱلْعَمَلِ،‏ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ للّٰهِ وَلِلْقَرِيبِ،‏ حَتَّى لِأَعْدَائِنَا.‏

اَلْمَحَبَّةُ لِإِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ

١٢ مَاذَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا عَنْ مَحَبَّةِ أَخِينَا؟‏

١٢ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «لِنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ،‏ وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ».‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ فَلَدَيْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْتِزَامٌ أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِأَهْلِ ٱلْإِيمَانِ:‏ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ مُهِمَّةٌ هِيَ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ؟‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مُوضِحًا هذِهِ ٱلنُّقْطَةَ ٱلْبَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ:‏ «مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ إِنْسَانٍ .‏ .‏ .‏ إِنْ قَالَ أَحَدٌ:‏ ‹إِنِّي أُحِبُّ ٱللّٰهَ›،‏ وَلٰكِنَّهُ يُبْغِضُ أَخَاهُ،‏ فَهُوَ كَاذِبٌ.‏ لِأَنَّ مَنْ لَا يُحِبُّ أَخَاهُ ٱلَّذِي يَرَاهُ،‏ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ ٱللّٰهَ ٱلَّذِي لَمْ يَرَهُ».‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٥؛‏ ٤:‏٢٠‏)‏ فَمَا أَقْوَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ!‏ فَقَدْ طَبَّقَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ كَلِمَتَيْ «قَاتِلٌ» وَ «كَاذِبٌ» عَلَى ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ وَنَحْنُ حَتْمًا لَا نُرِيدُ أَنْ تُطَبَّقَ هَاتَانِ ٱلْكَلِمَتَانِ عَلَيْنَا.‏

١٣ كَيْفَ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏

١٣ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ‹يَتَعَلَّمُونَ مِنَ ٱللّٰهِ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا›.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏٩‏)‏ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ نُحِبَّ ‹بِٱلْكَلَامِ أَوْ بِٱللِّسَانِ،‏ بَلْ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ›.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٨‏)‏ وَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَحَبَّتُنَا «بِلَا رِيَاءٍ».‏ (‏روما ١٢:‏٩‏)‏ وَٱلْمَحَبَّةُ تَجْعَلُنَا لُطَفَاءَ وَذَوِي حَنَانٍ وَمُسَامِحِينَ وَطَوِيلِي ٱلْأَنَاةِ،‏ وَتَمْنَعُنَا مِنَ ٱلصَّيْرُورَةِ غَيُورِينَ أَوْ مُتَبَجِّحِينَ أَوْ مُنْتَفِخِينَ أَوْ أَنَانِيِّينَ.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٤،‏ ٥؛‏ افسس ٤:‏٣٢‏)‏ كَمَا أَنَّهَا تَدْفَعُنَا أَنْ ‹نَخْدُمَ بَعْضُنَا بَعْضًا كَعَبِيدٍ›.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٣‏)‏ وَقَدْ أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُحِبُّوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا كَمَا أَحَبَّهُمْ هُوَ.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤‏)‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيحِيُّ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِبَذْلِ حَيَاتِهِ عَنْ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ ٱللُّزُومِ.‏

١٤ كَيْفَ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ فِي ٱلْعَائِلَةِ؟‏

١٤ وَيَنْبَغِي إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَخُصُوصًا بَيْنَ ٱلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ.‏ فَرِبَاطُ ٱلزَّوَاجِ هُوَ لَصِيقٌ جِدًّا،‏ حَتَّى إِنَّ بُولُسَ قَالَ:‏ «عَلَى ٱلْأَزْوَاجِ أَنْ يُحِبُّوا زَوْجَاتِهِمْ كَأَجْسَادِهِمْ».‏ ثُمَّ أَضَافَ:‏ «مَنْ يُحِبُّ زَوْجَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ».‏ (‏افسس ٥:‏٢٨‏)‏ وَقَدْ كَرَّرَ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ بَعْدَ خَمْسَةِ أَعْدَادٍ.‏ وَٱلزَّوْجُ ٱلَّذِي يُحِبُّ زَوْجَتَهُ لَنْ يَكُونَ كَٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي أَيَّامِ مَلَاخِي ٱلَّذِينَ غَدَرُوا بِزَوْجَاتِهِمْ.‏ (‏ملاخي ٢:‏١٤‏)‏ بَلْ سَيَحْنُو عَلَيْهَا وَيُحِبُّهَا كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ ٱلْجَمَاعَةَ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ سَتَدْفَعُ ٱلزَّوْجَةَ إِلَى ٱحْتِرَامِ زَوْجِهَا.‏ —‏ افسس ٥:‏٢٥،‏ ٢٩-‏٣٣‏.‏

١٥ مَاذَا ٱنْدَفَعَ أَشْخَاصٌ رَأَوُا ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ إِلَى قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ؟‏

١٥ إِنَّ هذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ هُوَ ٱلسِّمَةُ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ:‏ «بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي،‏ إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ».‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ وَمَحَبَّتُنَا تَجْتَذِبُ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي نُحِبُّهُ وَنُمَثِّلُهُ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ هذَا ٱلتَّقْرِيرَ ٱلَّذِي وَرَدَنَا مِنْ مُوزَمْبِيقَ عَنْ عَائِلَةٍ مِنَ ٱلشُّهُودِ.‏ «لَمْ نَرَ قَطُّ شَيْئًا كَهذَا.‏ فَبَعْدَ ٱلظُّهْرِ،‏ هَبَّتْ رِيحٌ هَوْجَاءُ تَبِعَتْهَا أَمْطَارٌ غَزِيرَةٌ وَبَرَدٌ.‏ وَقَدْ دَمَّرَتِ ٱلرِّيَاحُ ٱلشَّدِيدَةُ بَيْتَنَا ٱلْمَصْنُوعَ مِنَ ٱلْقَصَبِ وَٱقْتَلَعَتْ سَقْفَنَا ٱلْمُؤَلَّفَ مِنْ صَفَائِحِ ٱلزِّنْكِ.‏ وَعِنْدَمَا أَتَى إِخْوَتُنَا مِنَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمُجَاوِرَةِ وَسَاعَدُونَا عَلَى إِعَادَةِ بِنَاءِ بَيْتِنَا،‏ قَالَ جِيرَانُنَا مَذْهُولِينَ:‏ ‹دِينُكُمْ رَائِعٌ جِدًّا!‏ فَنَحْنُ لَمْ نَنَلْ قَطُّ مُسَاعَدَةً كَهذِهِ مِنْ كَنِيسَتِنَا›.‏ فَفَتَحْنَا لَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَأَرَيْنَاهُمُ ٱلْآيَةَ فِي يُوحَنَّا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏ وَٱلْآنَ،‏ يَدْرُسُ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ جِيرَانِنَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ».‏

اَلْمَحَبَّةُ لِلْأَفْرَادِ

١٦ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ مَحَبَّةِ ٱلنَّاسِ كَمَجْمُوعَةٍ وَمَحَبَّتِهِمْ كَأَفْرَادٍ؟‏

١٦ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُحِبَّ ٱلنَّاسَ كَمَجْمُوعَةٍ.‏ لكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْأَفْرَادِ هِيَ أَصْعَبُ.‏ مَثَلًا،‏ تَقْتَصِرُ مَحَبَّةُ ٱلْبَعْضِ لِقَرِيبِهِمْ عَلَى تَقْدِيمِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ لِمُنَظَّمَةٍ خَيْرِيَّةٍ.‏ حَقًّا،‏ مِنَ ٱلْأَسْهَلِ عَلَيْنَا كَثِيرًا أَنْ نَقُولَ إِنَّنَا نُحِبُّ قَرِيبَنَا مِنْ أَنْ نُحِبَّ زَمِيلَنَا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي لَا يُحِبُّنَا،‏ أَوْ جَارَنَا ٱلَّذِي لَدَيْهِ شَخْصِيَّةٌ مُنَفِّرَةٌ،‏ أَوْ صَدِيقَنَا ٱلَّذِي خَيَّبَ أَمَلَنَا.‏

١٧،‏ ١٨ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْأَفْرَادِ،‏ وَمَاذَا دَفَعَهُ إِلَى ذلِكَ؟‏

١٧ وَفِي مَجَالِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْأَفْرَادِ،‏ نَحْنُ نَتَعَلَّمُ مِنْ يَسُوعَ ٱلَّذِي عَكَسَ صِفَاتِ ٱللّٰهِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ أَتَى إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَرْفَعَ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ كَكُلٍّ،‏ فَقَدْ أَظْهَرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْأَفْرَادِ:‏ لِٱمْرَأَةٍ مَرِيضَةٍ،‏ أَبْرَصَ،‏ وَفَتَاةٍ صَغِيرَةٍ.‏ (‏متى ٩:‏٢٠-‏٢٢؛‏ مرقس ١:‏٤٠-‏٤٢؛‏ ٧:‏٢٦،‏ ٢٩،‏ ٣٠؛‏ يوحنا ١:‏٢٩‏)‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ نَحْنُ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ لِقَرِيبِنَا بِطَرِيقَةِ تَعَامُلِنَا مَعَ ٱلْأَفْرَادِ ٱلَّذِينَ نَحْتَكُّ بِهِمْ يَوْمِيًّا.‏

١٨ وَلكِنْ لَا يَنْبَغِي أَبَدًا أَنْ نَنْسَى أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْقَرِيبِ هِيَ نَاجِمَةٌ عَنْ مَحَبَّتِنَا للّٰهِ.‏ فَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ سَاعَدَ ٱلْفُقَرَاءَ وَشَفَى ٱلْمَرْضَى وَأَطْعَمَ ٱلْجِيَاعَ،‏ فَمَا دَفَعَهُ إِلَى ٱلْقِيامِ بِذلِكَ وَتَعْلِيمِ ٱلْجُمُوعِ هُوَ مُسَاعَدَتُهُمْ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ يَهْوَه.‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٩‏)‏ فَقَدْ فَعَلَ يَسُوعُ كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ،‏ وَلَمْ يَنْسَ قَطُّ أَنَّهُ يُمَثِّلُ ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي يُحِبُّهُ وَيَعْكِسُ صِفَاتِهِ.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏٣١‏)‏ وَبِٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ،‏ يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْأَصِيلَةَ لِلْقَرِيبِ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ أَلَّا نَكُونَ جُزْءًا مِنْ عَالَمِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلشِّرِّيرِ.‏

كَيْفَ نُحِبُّ قَرِيبَنَا كَنَفْسِنَا؟‏

١٩،‏ ٢٠ مَاذَا تَعْنِي مَحَبَّةُ قَرِيبِنَا كَنَفْسِنَا؟‏

١٩ قَالَ يَسُوعُ:‏ «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».‏ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَهْتَمَّ بِأَنْفُسِنَا وَأَنْ يَكُونَ لَدَيْنَا ٱحْتِرَامٌ مُتَّزِنٌ لِلذَّاتِ.‏ فَلَو لَمْ يَكُنِ ٱلْأَمْرُ كَذلِكَ،‏ لَمَا كَانَ لِهذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ أَيُّ مَعْنًى.‏ وَلكِنْ لَا يَنْبَغِي ٱلْخَلْطُ بَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱللَّائِقَةِ لِلنَّفْسِ وَبَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَنَانِيَّةِ لِلذَّاتِ ٱلَّتِي تَحَدَّثَ عَنْهَا بُولُسُ فِي ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:‏٢‏.‏ فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا يَسُوعُ هِيَ شُعُورٌ غَيْرُ مُتَطَرِّفٍ بِٱلْقِيمَةِ ٱلذَّاتِيَّةِ.‏ وَقَدْ وَصَفَهَا أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَنَّهَا ‹مَحَبَّةٌ مُتَّزِنَةٌ لِلذَّاتِ لَا تَجْعَلُ ٱلْمَرْءَ يَشْعُرُ أَنَّهُ أَسْمَى مِنَ ٱلْآخَرِينَ وَلَا أَنَّهُ أَدْنَى مِنْهُمْ›.‏

٢٠ وَمَحَبَّةُ ٱلْآخَرِينَ كَنَفْسِنَا تَعْنِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهِمْ كَمَا نُرِيدُ أَنْ يُنْظَرَ إِلَيْنَا وَأَنْ نُعَامِلَهُمْ كَمَا نُحِبُّ أَنْ نُعَامَلَ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ،‏ ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ».‏ (‏متى ٧:‏١٢‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ لَنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَا فَعَلَهُ ٱلْآخَرُونَ لَنَا فِي ٱلْمَاضِي وَأَنْ نُبَادِلَهُمْ بِٱلْمِثْلِ.‏ بَلْ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ كَيْفَ نُحِبُّ أَنْ نُعَامَلَ وَنُعَامِلَهُمْ وَفْقًا لِذلِكَ.‏ لَاحِظْ أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقْصِرْ كَلِمَاتِهِ عَلَى ٱلْأَصْدِقَاءِ وٱلْإِخْوَةِ.‏ فَقَدِ ٱسْتَعْمَلَ كَلِمَةَ «ٱلنَّاسُ»،‏ رُبَّمَا لِلْإِشَارَةِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ نَتَصَرَّفَ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ مَعَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ،‏ كُلِّ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ.‏

٢١ مَاذَا نُبَرْهِنُ بِإِظْهَارِنَا ٱلْمَحَبَّةَ لِلْآخَرِينَ؟‏

٢١ وَمَحَبَّةُ قَرِيبِنَا سَتَحْمِينَا مِنْ فِعْلِ مَا هُوَ رَدِيءٌ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «اَلشَّرِيعَةُ:‏ ‹لَا تَزْنِ،‏ لَا تَقْتُلْ،‏ لَا تَسْرِقْ،‏ لَا تَطْمَعْ›،‏ وَأَيُّ وَصِيَّةٍ أُخْرَى،‏ تُلَخَّصُ فِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةِ،‏ وَهِيَ:‏ ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›.‏ اَلْمَحَبَّةُ لَا تَعْمَلُ سُوءًا لِلْقَرِيبِ».‏ (‏روما ١٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَسَتَدْفَعُنَا ٱلْمَحَبَّةُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْ طَرَائِقَ لِنَعْمَلَ مَا هُوَ صَالِحٌ لِلْآخَرِينَ.‏ وَبِمَحَبَّةِ رُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ،‏ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَيْضًا ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ،‏ يَهْوَه ٱللّٰهَ.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٦‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• لِمَنْ يَنْبَغِي أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلَّذِينَ لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَه؟‏

‏• كَيْفَ يَصِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نُظْهِرَهَا لِإِخْوَتِنَا؟‏

‏• مَاذَا تَعْنِي مَحَبَّةُ قَرِيبِنَا كَنَفْسِنَا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

‏«مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟‏»‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

شَمَلَتْ مَحَبَّةُ يَسُوعَ ٱلْأَفْرَادَ