ما تعنيه محبة قريبنا
مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ قَرِيبِنَا
«تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». — متى ٢٢:٣٩.
١ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱللّٰهَ؟
مَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَه مِنَ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَهُ؟ بِعَدَدٍ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْبَسِيطَةِ وَٱلْعَمِيقَةِ فِي آنٍ وَاحِدٍ، لَخَّصَ يَسُوعُ ٱلْجَوَابَ. فَقَدْ قَالَ إِنَّ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلْعُظْمَى هِيَ مَحَبَّةُ يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَنَفْسِنَا وَعَقْلِنَا وَقُوَّتِنَا. (متى ٢٢:٣٧؛ مرقس ١٢:٣٠) وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، تَشْمُلُ ٱلْمَحَبَّةُ للّٰهِ إِطَاعَةَ وَحِفْظَ وَصَايَاهُ تَجَاوُبًا مَعَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي أَظْهَرَها لَنَا. فَٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ يُسَرُّونَ بِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ وَلَا يَعْتَبِرُونَهُ عِبْئًا. — مزمور ٤٠:٨؛ ١ يوحنا ٥:٢، ٣.
٢، ٣ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُنَاقِشَ ٱلْوَصِيَّةَ عَنْ مَحَبَّةِ ٱلْقَرِيبِ، وَأَيُّ سُؤَالَيْنِ يَنْشَآنِ؟
٢ أَمَّا ثَانِي أَعْظَمِ وَصِيَّةٍ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهَا مُرْتَبِطَةٌ بِٱلْأُولَى: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». (متى ٢٢:٣٩) وَفِي مَا يَلِي، سَنُنَاقِشُ هذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ. وَلَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِذلِكَ. فَنَحْنُ نَعِيشُ فِي زَمَنٍ يَسِمُهُ نَوْعٌ أَنَانِيٌّ وَمُشَوَّهٌ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ. فَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي مَعْرِضِ وَصْفِهِ ٱلْمُوحَى بِهِ ‹لِلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ› أَنَّ ٱلنَّاسَ لَنْ يُحِبُّوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بَلْ سَيَكُونُونَ مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، وَمُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ. وَكَثِيرُونَ سَيَكُونُونَ «بِلَا حُنُوٍّ»، أَوْ كَمَا تَنْقُلُهَا تَرْجَمَةٌ أُخْرَى «بِلَا حُنُوٍّ عَلَى أَفْرَادِ عَائِلَاتِهِمْ». (٢ تيموثاوس ٣:١-٤) وَأَنْبَأَ يَسُوعُ أَيْضًا: «كَثِيرُونَ . . . يُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. . . . تَبْرُدُ مَحَبَّةُ ٱلْأَكْثَرِيَّةِ». — متى ٢٤:١٠، ١٢.
٣ وَلكِنْ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّ مَحَبَّةَ ٱلْجَمِيعِ سَتَبْرُدُ. فَلَطَالَمَا كَانَ وَسَيَظَلُّ هُنَالِكَ أَشْخَاصٌ يُعْرِبُونَ عَنْ نَوْعِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّذِي يَطْلُبُهُ يَهْوَه وَيَسْتَحِقُّهُ. وَٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه حَقًّا يُحَاوِلُونَ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِنَظْرَتِهِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ. وَلكِنْ مَنْ هُوَ قَرِيبُنَا ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ نُحِبَّهُ؟ وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لَهُ؟ إِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُسَاعِدُنَا عَلَى إِيجَادِ ٱلْجَوَابِ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْمُهِمَّيْنِ.
مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟
٤ بِحَسَبِ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلْإِصْحَاحِ ١٩، لِمَنْ كَانَ يَجِبُ أَنْ يُظْهِرَ ٱلْيَهُودُ ٱلْمَحَبَّةَ؟
٤ عِنْدَمَا قَالَ يَسُوعُ لِلْفَرِّيسِيِّ إِنَّ ثَانِيَ أَعْظَمِ وَصِيَّةٍ هِيَ مَحَبَّةُ ٱلْمَرْءِ قَرِيبَهُ كَنَفْسِهِ، كَانَ يُشِيرُ إِلَى شَرِيعَةٍ مُحَدَّدَةٍ مُعْطَاةٍ لِإِسْرَائِيلَ. وَهذِهِ ٱلشَّرِيعَةُ مُسَجَّلَةٌ فِي ٱللَّاوِيِّينَ ١٩:١٨. وَفِي ذلِكَ ٱلْإِصْحَاحِ بِٱلتَّحْدِيدِ، يُوصَى ٱلْيَهُودُ بِأَنْ يَعْتَبِرُوا ٱلْأَشْخَاصَ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ أَقْرِبَاءَ لَهُمْ. يَقُولُ ٱلْعَدَدُ ٣٤: «لِيَكُنْ لَكُمُ ٱلْغَرِيبُ ٱلْمُتَغَرِّبُ عِنْدَكُمْ كَٱلْوَطَنِيِّ مِنْكُمْ. وَتُحِبُّهُ كَنَفْسِكَ، لِأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ». فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلُوا غَيْرَ ٱلْيَهُودِ، وَخُصُوصًا ٱلْمُهْتَدِينَ، بِمَحَبَّةٍ.
٥ كَيْفَ فَهِمَ ٱلْيَهُودُ مَحَبَّةَ ٱلْقَرِيبِ؟
٥ إِلَّا أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلْيَهُودَ فِي أيَّامِ يَسُوعَ كَانَ لَهُمْ رَأْيٌ مُخْتَلِفٌ. فَقَدْ عَلَّمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ كَلِمَتَيْ «صَدِيقٌ» وَ «قَرِيبٌ» تَنْطَبِقَانِ عَلَى ٱلْيَهُودِ فَقَطْ. لِذلِكَ كَانَ عَلَيْهِمْ بُغْضُ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ. فَهؤُلَاءِ ٱلْمُعَلِّمُونَ قَالُوا إِنَّ ٱلْأَتْقِيَاءَ يَجِبُ أَنْ يَحْتَقِرُوا ٱلْكَافِرِينَ. يَقُولُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ: «فِي جَوٍّ كَهذَا، كَانَ ٱلْبُغْضُ سَيَسْتَشْرِي لَا مَحَالَةَ. فَقَدْ شَكَّلَ هذَا ٱلْمُحِيطُ تُرْبَةً خِصْبَةً لِلْكَرَاهِيَةِ».
٦ أَيَّةُ نُقْطَتَيْنِ أَبْرَزَهُمَا يَسُوعُ عِنْدَمَا تَكَلَّمَ عَنْ مَحَبَّةِ ٱلْقَرِيبِ؟
٦ عَالَجَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ، مُلْقِيًا ٱلضَّوْءَ عَلَى مَنْ يَنْبَغِي مُعَامَلَتُهُ بِمَحَبَّةٍ. قَالَ: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ›. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ». (متى ٥:٤٣-٤٥) كَانَ يَسُوعُ يُبْرِزُ هُنَا نُقْطَتَيْنِ. أَوَّلًا، يَهْوَه هُوَ سَخِيٌّ وَلَطِيفٌ مَعَ ٱلصَّالِحِينَ وَٱلطَّالِحِينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. وَثَانِيًا، يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِمِثَالِهِ.
٧ أَيُّ مَغْزًى نَسْتَخْلِصُهُ مِنْ مَثَلِ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ؟
٧ فِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى، طَرَحَ يَهُودِيٌّ مُتَضَلِّعٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ عَلَى يَسُوعَ هذَا ٱلسُّؤَالَ: «مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟». فَأَجَابَهُ يَسُوعُ بِتَقْدِيمِ مَثَلٍ عَنْ سَامِرِيٍّ صَادَفَ رَجُلًا يَهُودِيًّا كَانَ قَدْ هَاجَمَهُ لُصُوصٌ وَسَلَبُوهُ مُمْتَلَكَاتِهِ. وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ عُمُومًا ٱحْتَقَرُوا ٱلسَّامِرِيِّينَ، فَقَدْ ضَمَدَ هذَا ٱلسَّامِرِيُّ جُرُوحَ ٱلْيَهُودِيِّ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ لِكَيْ يَتَعَافَى. فَمَا ٱلْمَغْزَى مِنْ هذَا ٱلْمَثَلِ؟ يَنْبَغِي أَنْ تَشْمُلَ مَحَبَّتُنَا لِلْقَرِيبِ أَشْخَاصًا غَيْرَ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ عِرْقِنَا، قَوْمِيَّتِنَا، أَوْ دِينِنَا. — لوقا ١٠:٢٥، ٢٩، ٣٠، ٣٣-٣٧.
مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ قَرِيبِنَا
٨ مَاذَا يَقُولُ ٱلْإِصْحَاحُ ١٩ مِنَ ٱللَّاوِيِّينَ عَنْ كَيْفِيَّةِ إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ؟
٨ تَمَامًا كَمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ، لَا تَقْتَصِرُ مَحَبَّةُ ٱلْقَرِيبِ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ، بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا ٱلْأَعْمَالَ. وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ نُنَاقِشَ أَكْثَرَ قَرِينَةَ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱللَّاوِيِّينَ ١٩ ٱلَّتِي تَحُضُّ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَنْ يُحِبُّوا قَرِيبَهُمْ كَأَنْفُسِهِمْ. فَنَحْنُ نَقْرَأُ هُنَاكَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلسَّمَاحُ لِلْبَائِسِ وَٱلْغَرِيبِ بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْحَصَادِ. وَمَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَسْرِقُوا أَوْ يُخَادِعُوا أَوْ يَخُونُوا. كَمَا أَنَّهُمْ مُنِعُوا مِنْ إِظْهَارِ ٱلْمُحَابَاةِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ. وَرَغْمَ أَنَّهُ وَجَبَ عَلَيْهِمْ مَنْحُ ٱلتَّوْبِيخِ عِنْدَمَا يَسْتَدْعِي ٱلْأَمْرُ، قِيلَ لَهُمْ بِٱلتَّحْدِيدِ: «لَا تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ». وَقَدْ لُخِّصَتْ هذِهِ ٱلْوَصَايَا وَوَصَايَا كَثِيرَةٌ أُخْرَى بِٱلْعِبَارَةِ: «تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ». — لاويين ١٩:٩-١١، ١٥، ١٧، ١٨.
٩ لِمَاذَا أَوْصَى يَهْوَه ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَبْقَوْا مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى؟
٩ فِي حِينِ أَنَّهُ كَانَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْآخَرِينَ، وَجَبَ عَلَيْهِمْ أَيْضًا أَنْ يَبْقَوْا مُنْفَصِلِينَ عَنْ عَبَدَةِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. فَقَدْ حَذَّرَهُمْ يَهْوَه مِنْ مَخَاطِرِ وَعَوَاقِبِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ. مَثَلًا، أَوْصَى يَهْوَه ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِخُصُوصِ ٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي كَانُوا سَيَطْرُدُونَهَا: «لَا تُصَاهِرْهُمْ. اِبْنَتَكَ لَا تُعْطِ لِٱبْنِهِ، وَٱبْنَتَهُ لَا تَأْخُذْ لِٱبْنِكَ. لِأَنَّهُ يَرُدُّ ٱبْنَكَ عَنِ ٱتِّبَاعِي، فَيَخْدُمُونَ آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْتَدِمُ غَضَبُ يَهْوَهَ عَلَيْكُمْ». — تثنية ٧:٣، ٤.
١٠ مِمَّ يَلْزَمُ أَنْ نَحْتَرِزَ؟
١٠ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَحْتَرِزُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ بِنَاءِ عَلَاقَةٍ بِأَشْخَاصٍ قَدْ يُضْعِفُونَ إِيمَانَهُمْ. (١ كورنثوس ١٥:٣٣) فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُضُّنَا: «لَا تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ لَا تَكَافُؤَ فِيهِ مَعَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ»، ٱلَّذِينَ لَا يَنْتَمُونَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (٢ كورنثوس ٦:١٤) كَمَا يَنْصَحُنَا أَنْ نَتَزَوَّجَ «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ». (١ كورنثوس ٧:٣٩) رَغْمَ ذلِكَ، لَا يَنْبَغِي أَلْبَتَّةَ أَنْ نَزْدَرِيَ بِٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِيَهْوَه. فَٱلْمَسِيحُ مَاتَ عَنِ ٱلْخُطَاةِ، وَكَثِيرُونَ مِمَّنْ مَارَسُوا فِي مَا مَضَى ٱلْأُمُورَ ٱلرَّدِيئَةَ غَيَّرُوا مَسْلَكَهُمْ وَصَارُوا مُتَصَالِحِينَ مَعَ ٱللّٰهِ. — روما ٥:٨؛ ١ كورنثوس ٦:٩-١١.
١١ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلَّذِينَ لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَه، وَلِمَاذَا؟
١١ وَأَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلَّذِينَ لَا يَخْدُمُونَ ٱللّٰهَ هِيَ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَهْوَه نَفْسِهِ. فَمَعَ أَنَّهُ يُبْغِضُ ٱلشَّرَّ، يُظْهِرُ ٱللُّطْفَ ٱلْحُبِّيَّ لِلْجَمِيعِ بِمَنْحِهِمِ ٱلْفُرْصَةَ لِلرُّجُوعِ عَنْ طُرُقِهِمِ ٱلرَّدِيئَةِ وَنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (حزقيال ١٨:٢٣) فَهُوَ «يَرْغَبُ . . . أَنْ يَبْلُغَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ». (٢ بطرس ٣:٩) كَمَا أَنَّهُ يَشَاءُ أَنْ «يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً». (١ تيموثاوس ٢:٤) لِهذَا ٱلسَّبَبِ فَوَّضَ يَسُوعُ إِلَى أَتْبَاعِهِ أَنْ يَكْرِزُوا وَيُعَلِّمُوا وَ‹يُتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›. (متى ٢٨:١٩، ٢٠) وَبٱشْتِرَاكِنَا فِي هذَا ٱلْعَمَلِ، نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ للّٰهِ وَلِلْقَرِيبِ، حَتَّى لِأَعْدَائِنَا.
اَلْمَحَبَّةُ لِإِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ
١٢ مَاذَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا عَنْ مَحَبَّةِ أَخِينَا؟
١٢ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «لِنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». (غلاطية ٦:١٠) فَلَدَيْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْتِزَامٌ أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِأَهْلِ ٱلْإِيمَانِ: إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ مُهِمَّةٌ هِيَ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مُوضِحًا هذِهِ ٱلنُّقْطَةَ ٱلْبَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ: «مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ إِنْسَانٍ . . . إِنْ قَالَ أَحَدٌ: ‹إِنِّي أُحِبُّ ٱللّٰهَ›، وَلٰكِنَّهُ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لِأَنَّ مَنْ لَا يُحِبُّ أَخَاهُ ٱلَّذِي يَرَاهُ، لَا يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ ٱللّٰهَ ٱلَّذِي لَمْ يَرَهُ». (١ يوحنا ٣:١٥؛ ٤:٢٠) فَمَا أَقْوَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! فَقَدْ طَبَّقَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ كَلِمَتَيْ «قَاتِلٌ» وَ «كَاذِبٌ» عَلَى ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ. (يوحنا ٨:٤٤) وَنَحْنُ حَتْمًا لَا نُرِيدُ أَنْ تُطَبَّقَ هَاتَانِ ٱلْكَلِمَتَانِ عَلَيْنَا.
١٣ كَيْفَ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ؟
١٣ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ‹يَتَعَلَّمُونَ مِنَ ٱللّٰهِ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا›. (١ تسالونيكي ٤:٩) فَلَا يَنْبَغِي أَنْ نُحِبَّ ‹بِٱلْكَلَامِ أَوْ بِٱللِّسَانِ، بَلْ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ›. (١ يوحنا ٣:١٨) وَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَحَبَّتُنَا «بِلَا رِيَاءٍ». (روما ١٢:٩) وَٱلْمَحَبَّةُ تَجْعَلُنَا لُطَفَاءَ وَذَوِي حَنَانٍ وَمُسَامِحِينَ وَطَوِيلِي ٱلْأَنَاةِ، وَتَمْنَعُنَا مِنَ ٱلصَّيْرُورَةِ غَيُورِينَ أَوْ مُتَبَجِّحِينَ أَوْ مُنْتَفِخِينَ أَوْ أَنَانِيِّينَ. (١ كورنثوس ١٣:٤، ٥؛ افسس ٤:٣٢) كَمَا أَنَّهَا تَدْفَعُنَا أَنْ ‹نَخْدُمَ بَعْضُنَا بَعْضًا كَعَبِيدٍ›. (غلاطية ٥:١٣) وَقَدْ أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُحِبُّوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا كَمَا أَحَبَّهُمْ هُوَ. (يوحنا ١٣:٣٤) لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيحِيُّ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِبَذْلِ حَيَاتِهِ عَنْ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ ٱللُّزُومِ.
١٤ كَيْفَ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ فِي ٱلْعَائِلَةِ؟
١٤ وَيَنْبَغِي إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَخُصُوصًا بَيْنَ ٱلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ. فَرِبَاطُ ٱلزَّوَاجِ هُوَ لَصِيقٌ جِدًّا، حَتَّى إِنَّ بُولُسَ قَالَ: «عَلَى ٱلْأَزْوَاجِ أَنْ يُحِبُّوا زَوْجَاتِهِمْ كَأَجْسَادِهِمْ». ثُمَّ أَضَافَ: «مَنْ يُحِبُّ زَوْجَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ». (افسس ٥:٢٨) وَقَدْ كَرَّرَ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ بَعْدَ خَمْسَةِ أَعْدَادٍ. وَٱلزَّوْجُ ٱلَّذِي يُحِبُّ زَوْجَتَهُ لَنْ يَكُونَ كَٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي أَيَّامِ مَلَاخِي ٱلَّذِينَ غَدَرُوا بِزَوْجَاتِهِمْ. (ملاخي ٢:١٤) بَلْ سَيَحْنُو عَلَيْهَا وَيُحِبُّهَا كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ ٱلْجَمَاعَةَ. كَمَا أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ سَتَدْفَعُ ٱلزَّوْجَةَ إِلَى ٱحْتِرَامِ زَوْجِهَا. — افسس ٥:٢٥، ٢٩-٣٣.
١٥ مَاذَا ٱنْدَفَعَ أَشْخَاصٌ رَأَوُا ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ إِلَى قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ؟
١٥ إِنَّ هذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ هُوَ ٱلسِّمَةُ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي، إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ». (يوحنا ١٣:٣٥) وَمَحَبَّتُنَا تَجْتَذِبُ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي نُحِبُّهُ وَنُمَثِّلُهُ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ هذَا ٱلتَّقْرِيرَ ٱلَّذِي وَرَدَنَا مِنْ مُوزَمْبِيقَ عَنْ عَائِلَةٍ مِنَ ٱلشُّهُودِ. «لَمْ نَرَ قَطُّ شَيْئًا كَهذَا. فَبَعْدَ ٱلظُّهْرِ، هَبَّتْ رِيحٌ هَوْجَاءُ تَبِعَتْهَا أَمْطَارٌ غَزِيرَةٌ وَبَرَدٌ. وَقَدْ دَمَّرَتِ ٱلرِّيَاحُ ٱلشَّدِيدَةُ بَيْتَنَا ٱلْمَصْنُوعَ مِنَ ٱلْقَصَبِ وَٱقْتَلَعَتْ سَقْفَنَا ٱلْمُؤَلَّفَ مِنْ صَفَائِحِ ٱلزِّنْكِ. وَعِنْدَمَا أَتَى إِخْوَتُنَا مِنَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمُجَاوِرَةِ وَسَاعَدُونَا عَلَى إِعَادَةِ بِنَاءِ بَيْتِنَا، قَالَ جِيرَانُنَا مَذْهُولِينَ: ‹دِينُكُمْ رَائِعٌ جِدًّا! فَنَحْنُ لَمْ نَنَلْ قَطُّ مُسَاعَدَةً كَهذِهِ مِنْ كَنِيسَتِنَا›. فَفَتَحْنَا لَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَأَرَيْنَاهُمُ ٱلْآيَةَ فِي يُوحَنَّا ١٣:٣٤، ٣٥. وَٱلْآنَ، يَدْرُسُ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ جِيرَانِنَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ».
اَلْمَحَبَّةُ لِلْأَفْرَادِ
١٦ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ مَحَبَّةِ ٱلنَّاسِ كَمَجْمُوعَةٍ وَمَحَبَّتِهِمْ كَأَفْرَادٍ؟
١٦ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُحِبَّ ٱلنَّاسَ كَمَجْمُوعَةٍ. لكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْأَفْرَادِ هِيَ أَصْعَبُ. مَثَلًا، تَقْتَصِرُ مَحَبَّةُ ٱلْبَعْضِ لِقَرِيبِهِمْ عَلَى تَقْدِيمِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ لِمُنَظَّمَةٍ خَيْرِيَّةٍ. حَقًّا، مِنَ ٱلْأَسْهَلِ عَلَيْنَا كَثِيرًا أَنْ نَقُولَ إِنَّنَا نُحِبُّ قَرِيبَنَا مِنْ أَنْ نُحِبَّ زَمِيلَنَا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي لَا يُحِبُّنَا، أَوْ جَارَنَا ٱلَّذِي لَدَيْهِ شَخْصِيَّةٌ مُنَفِّرَةٌ، أَوْ صَدِيقَنَا ٱلَّذِي خَيَّبَ أَمَلَنَا.
١٧، ١٨ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْأَفْرَادِ، وَمَاذَا دَفَعَهُ إِلَى ذلِكَ؟
١٧ وَفِي مَجَالِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْأَفْرَادِ، نَحْنُ نَتَعَلَّمُ مِنْ يَسُوعَ ٱلَّذِي عَكَسَ صِفَاتِ ٱللّٰهِ بِشَكْلٍ كَامِلٍ. فَمَعَ أَنَّهُ أَتَى إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَرْفَعَ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ كَكُلٍّ، فَقَدْ أَظْهَرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْأَفْرَادِ: لِٱمْرَأَةٍ مَرِيضَةٍ، أَبْرَصَ، وَفَتَاةٍ صَغِيرَةٍ. (متى ٩:٢٠-٢٢؛ مرقس ١:٤٠-٤٢؛ ٧:٢٦، ٢٩، ٣٠؛ يوحنا ١:٢٩) بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، نَحْنُ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ لِقَرِيبِنَا بِطَرِيقَةِ تَعَامُلِنَا مَعَ ٱلْأَفْرَادِ ٱلَّذِينَ نَحْتَكُّ بِهِمْ يَوْمِيًّا.
١٨ وَلكِنْ لَا يَنْبَغِي أَبَدًا أَنْ نَنْسَى أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْقَرِيبِ هِيَ نَاجِمَةٌ عَنْ مَحَبَّتِنَا للّٰهِ. فَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ سَاعَدَ ٱلْفُقَرَاءَ وَشَفَى ٱلْمَرْضَى وَأَطْعَمَ ٱلْجِيَاعَ، فَمَا دَفَعَهُ إِلَى ٱلْقِيامِ بِذلِكَ وَتَعْلِيمِ ٱلْجُمُوعِ هُوَ مُسَاعَدَتُهُمْ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ يَهْوَه. (٢ كورنثوس ٥:١٩) فَقَدْ فَعَلَ يَسُوعُ كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ، وَلَمْ يَنْسَ قَطُّ أَنَّهُ يُمَثِّلُ ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي يُحِبُّهُ وَيَعْكِسُ صِفَاتِهِ. (١ كورنثوس ١٠:٣١) وَبِٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ، يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْأَصِيلَةَ لِلْقَرِيبِ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ أَلَّا نَكُونَ جُزْءًا مِنْ عَالَمِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلشِّرِّيرِ.
كَيْفَ نُحِبُّ قَرِيبَنَا كَنَفْسِنَا؟
١٩، ٢٠ مَاذَا تَعْنِي مَحَبَّةُ قَرِيبِنَا كَنَفْسِنَا؟
١٩ قَالَ يَسُوعُ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَهْتَمَّ بِأَنْفُسِنَا وَأَنْ يَكُونَ لَدَيْنَا ٱحْتِرَامٌ مُتَّزِنٌ لِلذَّاتِ. فَلَو لَمْ يَكُنِ ٱلْأَمْرُ كَذلِكَ، لَمَا كَانَ لِهذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ أَيُّ مَعْنًى. وَلكِنْ لَا يَنْبَغِي ٱلْخَلْطُ بَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱللَّائِقَةِ لِلنَّفْسِ وَبَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَنَانِيَّةِ لِلذَّاتِ ٱلَّتِي تَحَدَّثَ عَنْهَا بُولُسُ فِي ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:٢. فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا يَسُوعُ هِيَ شُعُورٌ غَيْرُ مُتَطَرِّفٍ بِٱلْقِيمَةِ ٱلذَّاتِيَّةِ. وَقَدْ وَصَفَهَا أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَنَّهَا ‹مَحَبَّةٌ مُتَّزِنَةٌ لِلذَّاتِ لَا تَجْعَلُ ٱلْمَرْءَ يَشْعُرُ أَنَّهُ أَسْمَى مِنَ ٱلْآخَرِينَ وَلَا أَنَّهُ أَدْنَى مِنْهُمْ›.
٢٠ وَمَحَبَّةُ ٱلْآخَرِينَ كَنَفْسِنَا تَعْنِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهِمْ كَمَا نُرِيدُ أَنْ يُنْظَرَ إِلَيْنَا وَأَنْ نُعَامِلَهُمْ كَمَا نُحِبُّ أَنْ نُعَامَلَ. قَالَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ، ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ». (متى ٧:١٢) لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ لَنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَا فَعَلَهُ ٱلْآخَرُونَ لَنَا فِي ٱلْمَاضِي وَأَنْ نُبَادِلَهُمْ بِٱلْمِثْلِ. بَلْ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ كَيْفَ نُحِبُّ أَنْ نُعَامَلَ وَنُعَامِلَهُمْ وَفْقًا لِذلِكَ. لَاحِظْ أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقْصِرْ كَلِمَاتِهِ عَلَى ٱلْأَصْدِقَاءِ وٱلْإِخْوَةِ. فَقَدِ ٱسْتَعْمَلَ كَلِمَةَ «ٱلنَّاسُ»، رُبَّمَا لِلْإِشَارَةِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ نَتَصَرَّفَ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ مَعَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ، كُلِّ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ.
٢١ مَاذَا نُبَرْهِنُ بِإِظْهَارِنَا ٱلْمَحَبَّةَ لِلْآخَرِينَ؟
٢١ وَمَحَبَّةُ قَرِيبِنَا سَتَحْمِينَا مِنْ فِعْلِ مَا هُوَ رَدِيءٌ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَلشَّرِيعَةُ: ‹لَا تَزْنِ، لَا تَقْتُلْ، لَا تَسْرِقْ، لَا تَطْمَعْ›، وَأَيُّ وَصِيَّةٍ أُخْرَى، تُلَخَّصُ فِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةِ، وَهِيَ: ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَعْمَلُ سُوءًا لِلْقَرِيبِ». (روما ١٣:٩، ١٠) فَسَتَدْفَعُنَا ٱلْمَحَبَّةُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْ طَرَائِقَ لِنَعْمَلَ مَا هُوَ صَالِحٌ لِلْآخَرِينَ. وَبِمَحَبَّةِ رُفَقَائِنَا ٱلْبَشَرِ، نُبَرْهِنُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَيْضًا ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ، يَهْوَه ٱللّٰهَ. — تكوين ١:٢٦.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• لِمَنْ يَنْبَغِي أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ، وَلِمَاذَا؟
• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلَّذِينَ لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَه؟
• كَيْفَ يَصِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نُظْهِرَهَا لِإِخْوَتِنَا؟
• مَاذَا تَعْنِي مَحَبَّةُ قَرِيبِنَا كَنَفْسِنَا؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٦]
«مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟»
[الصورة في الصفحة ٢٩]
شَمَلَتْ مَحَبَّةُ يَسُوعَ ٱلْأَفْرَادَ