الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه ‹سيُجري العدل›‏

يهوه ‹سيُجري العدل›‏

يَهْوَه ‹سَيُجْرِي ٱلْعَدْلَ›‏

‏«أَفَلَا يُجْرِي ٱللهُ ٱلْعَدْلَ لِمُخْتَارِيهِ ٱلصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلًا؟‏».‏ —‏ لوقا ١٨:‏٧‏.‏

١ مَاذَا يَمُدُّكَ بِٱلتَّشْجِيعِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

حَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ يَتَمَتَّعُ شُهُودُ يَهْوَه بِرِفْقَةِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَحِبَّاءِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ طَوَالَ سَنَوَاتٍ.‏ فَهَلْ تَعْرِفُ أَحَدَهُمْ مَعْرِفَةً شَخْصِيَّةً؟‏ لَرُبَّمَا تَتَذَكَّرُ أُخْتًا ٱعْتَمَدَتْ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ وَنَادِرًا مَا تُفَوِّتُ أَيَّ ٱجْتِمَاعٍ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ أَوْ قَدْ تُفَكِّرُ فِي أَخٍ مُسِنٍّ يَدْعَمُ بِوَلَاءٍ تَرْتِيبَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ لِخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ أُسْبُوعًا بَعْدَ أُسْبُوعٍ مُنْذُ عُقُودٍ.‏ لَا شَكَّ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْأُمَنَاءِ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَجِيءَ هَرْمَجِدُّونَ لَنْ يَتَأَخَّرَ حَتَّى وَقْتِنَا هذَا.‏ لكِنَّ بَقَاءَ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلظَّالِمِ حَتَّى ٱلْآنَ لَمْ يُضْعِفْ ثِقَتَهُمْ بِوُعُودِ يَهْوَه وَلَمْ يَثْنِهِمْ عَنْ عَزْمِهِمْ أَنْ ‹يَحْتَمِلُوا إِلَى ٱلنِّهَايَةِ›.‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ وَهذَا ٱلْإِيمَانُ ٱلْقَوِيُّ ٱلَّذِي يُظْهِرُهُ خُدَّامُ يَهْوَه ٱلْأَوْلِيَاءُ هؤُلَاءِ يَمُدُّ كَامِلَ ٱلْجَمَاعَةِ بِٱلتَّشْجِيعِ.‏ —‏ مزمور ١٤٧:‏١١‏.‏

٢ أَيَّةُ حَالَةٍ تُحْزِنُنَا؟‏

٢ وَلكِنْ أَحْيَانًا قَدْ نَرَى ٱلنَّقِيضَ تَمَامًا.‏ فَبَعْضُ ٱلشُّهُودِ ٱشْتَرَكُوا فِي ٱلْخِدْمَةِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ،‏ غَيْرَ أَنَّ إِيمَانَهُمْ بِيَهْوَه ضَعُفَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ وَتَوَقَّفُوا عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَحْزَنُ عِنْدَمَا نَرَى عُشَرَاءَنَا ٱلسَّابِقِينَ يَتْرُكُونَ يَهْوَه،‏ وَنَحْنُ نَوَدُّ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي مُسَاعَدَةِ كُلِّ «خَرُوفٍ ضَالٍّ» عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٧٦؛‏ روما ١٥:‏١‏)‏ لكِنَّ هَاتَيْنِ ٱلنَّتِيجَتَيْنِ ٱلْمُتَنَاقِضَتَيْنِ —‏ اَلْمُحَافَظَةَ عَلَى ٱلْإِيمَانِ وَخَسَارَةَ ٱلْإِيمَانِ —‏ يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَانَا نَتَسَاءَلُ:‏ مَاذَا يُمَكِّنُ شُهُودًا كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى إِيمَانِهِمْ بِوُعُودِ يَهْوَه فِي حِينِ أَنَّ آخَرِينَ يَخْسَرُونَهُ؟‏ وَمَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِنَضْمَنَ أَنَّ ٱقْتِنَاعَنَا بِدُنُوِّ «يَوْمِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمِ» سَيَبْقَى رَاسِخًا؟‏ (‏صفنيا ١:‏١٤‏)‏ لِلْإِجَابَةِ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ،‏ دَعُونَا نَتَأَمَّلُ فِي أَحَدِ ٱلْأَمْثَالِ ٱلْوَارِدَةِ فِي إِنْجِيلِ لُوقَا.‏

تَحْذِيرٌ لِلْعَائِشِينَ فِي وَقْتِ ‹مَجِيءِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ›‏

٣ مَنْ خُصُوصًا يُمْكِنُهُمُ ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْ مَثَلِ ٱلْأَرْمَلَةِ وَٱلْقَاضِي،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٣ يَرِدُ مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَرْمَلَةِ وَٱلْقَاضِي فِي لُوقَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٨‏.‏ وَهُوَ شَبِيهٌ بِٱلْمَثَلِ عَنِ ٱلْمُضِيفِ ٱللَّجُوجِ ٱلَّذِي نَاقَشْنَاهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ.‏ (‏لوقا ١١:‏٥-‏١٣‏)‏ إِلَّا أَنَّ قَرِينَةَ مَقْطَعِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِي يَحْتَوِي مَثَلَ ٱلْأَرْمَلَةِ وَٱلْقَاضِي تُظْهِرُ أَنَّهُ يَنْطَبِقُ خُصُوصًا عَلَى ٱلْعَائِشِينَ فِي وَقْتِ ‹مَجِيءِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ› فِي سُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ فَتْرَةٌ مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱبْتَدَأَتْ سَنَةَ ١٩١٤.‏ —‏ لوقا ١٨:‏٨‏.‏ *

٤ مَاذَا يُنَاقِشُ يَسُوعُ قَبْلَ تَقْدِيمِ ٱلْمَثَلِ ٱلْمَوْجُودِ فِي لُوقَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٨‏؟‏

٤ قَبْلَمَا أَعْطَى يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ،‏ ذَكَرَ أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنَ ٱلسَّهْلِ تَمْيِيزُ ٱلْأَدِلَّةِ عَلَى حُضُورِهِ فِي سُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ تَمَامًا كَمَا يَسْهُلُ تَمْيِيزُ «ٱلْبَرْقِ» ٱلَّذِي «يُضِيءُ بِبَرِيقِهِ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى نَاحِيَةٍ أُخْرَى تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ».‏ (‏لوقا ١٧:‏٢٤؛‏ ٢١:‏١٠،‏ ٢٩-‏٣٣‏)‏ غَيْرَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ ٱلْعَائِشِينَ فِي «وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ» لَنْ يَنْتَبِهُوا لِهذِهِ ٱلْأَدِلَّةِ ٱلْوَاضِحَةِ.‏ (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ لِمَاذَا؟‏ لِلسَّبَبِ عَيْنِهِ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلنَّاسَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ وَلُوطٍ يَتَجَاهَلُونَ تَحْذِيرَاتِ يَهْوَه.‏ فَفِي تِلْكَ ٱلْأَزْمِنَةِ،‏ ‹كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ،‏ وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ،‏ وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ هَلَكُوا›.‏ (‏لوقا ١٧:‏٢٦-‏٢٩‏)‏ فَقَدْ هَلَكُوا لِأَنَّهُمُ ٱنْهَمَكُوا كَثِيرًا فِي شُؤُونِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ بِحَيْثُ لَمْ يَنْتَبِهُوا لِمَشِيئَةِ ٱللهِ.‏ (‏متى ٢٤:‏٣٩‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَنْشَغِلُ ٱلنَّاسُ عُمُومًا بِشُؤُونِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ بِحَيْثُ لَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَمْيِيزِ ٱلْأَدِلَّةِ أَنَّ نِهَايَةَ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ صَارَتْ قَرِيبَةً.‏ —‏ لوقا ١٧:‏٣٠‏.‏

٥ (‏أ)‏ لِمَنْ قَدَّمَ يَسُوعُ ٱلتَّحْذِيرَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا جَعَلَ ٱلْبَعْضَ يَخْسَرُونَ إِيمَانَهُمْ؟‏

٥ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يَخْشَى أَنْ يُلْهِيَ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ أَتْبَاعَهُ أَيْضًا بِحَيْثُ ‹يَعُودُونَ إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ›.‏ (‏لوقا ١٧:‏٢٢،‏ ٣١‏)‏ وَفِعْلًا،‏ هذَا مَا حَدَثَ لِبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَطَوَالَ سَنَوَاتٍ،‏ كَانَ هؤُلَاءِ يَتُوقُونَ إِلَى مَجِيءِ ٱلْيَوْمِ حِينَ يُنْهِي يَهْوَه هذَا ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ.‏ وَلكِنَّهُمْ تَثَبَّطُوا عِنْدَمَا لَمْ تَأْتِ هَرْمَجِدُّونَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَوَقَّعُوهُ.‏ وَقَدْ تَلَاشَتْ ثِقَتُهُمْ بِقُرْبِ يَوْمِ دَيْنُونَةِ يَهْوَه،‏ فَتَبَاطَأُوا فِي ٱلْخِدْمَةِ وَصَارُوا رُوَيْدًا رُوَيْدًا يَنْهَمِكُونَ إِلَى حَدٍّ بَعِيدٍ فِي ٱلْأُمُورِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ حَتَّى لَمْ يَتَبَقَّ لَهُمْ وَقْتٌ لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ (‏لوقا ٨:‏١١،‏ ١٣،‏ ١٤‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّهُمْ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ ‹عَادُوا إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ›.‏

اَلْحَاجَةُ إِلَى ‹ٱلصَّلَاةِ كُلَّ حِينٍ›‏

٦-‏٨ (‏أ)‏ اُذْكُرُوا مَثَلَ ٱلْأَرْمَلَةِ وَٱلْقَاضِي.‏ (‏ب)‏ كَيْفَ طَبَّقَ يَسُوعُ مَثَلَهُ؟‏

٦ مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِنَضْمَنَ أَنَّ ثِقَتَنَا ٱلرَّاسِخَةَ بِإِتْمَامِ وُعُودِ يَهْوَه لَنْ تَتَلَاشَى؟‏ (‏عبرانيين ٣:‏١٤‏)‏ نَاقَشَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ مُبَاشَرَةً بَعْدَمَا حَذَّرَ تَلَامِيذَهُ مِنَ ٱلْعَوْدَةِ إِلَى عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏

٧ فَلُوقَا يَذْكُرُ أَنَّ يَسُوعَ «كَلَّمَهُمْ بِمَثَلٍ فِي أَنَّهُ يَلْزَمُ أَنْ يُصَلُّوا كُلَّ حِينٍ وَلَا يَفْتُرَ عَزْمُهُمْ».‏ قَالَ:‏ «كَانَ فِي مَدِينَةٍ قَاضٍ لَا يَخَافُ ٱللهَ وَلَا يَحْتَرِمُ إِنْسَانًا.‏ وَكَانَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ لَا تَكُفُّ عَنِ ٱلْمَجِيءِ إِلَيْهِ،‏ قَائِلَةً:‏ ‹اِعْدِلْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَصْمِي›.‏ فَبَقِيَ زَمَنًا لَا يَشَاءُ،‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ ذٰلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ:‏ ‹وَإِنْ كُنْتُ لَا أَخَافُ ٱللهَ وَلَا أَحْتَرِمُ إِنْسَانًا،‏ فَمَهْمَا يَكُنْ،‏ فَلِأَنَّ هٰذِهِ ٱلْأَرْمَلَةَ لَا تَكُفُّ عَنْ إِزْعَاجِي،‏ سَأَقْضِي لَهَا بِٱلْعَدْلِ لِئَلَّا تَأْتِيَ دَائِمًا وَتَقْمَعَنِي لِلْغَايَةِ›».‏

٨ بَعْدَئِذٍ،‏ طَبَّقَ يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ قَائِلًا:‏ «اِسْمَعُوا مَا قَالَ ٱلْقَاضِي،‏ مَعَ أَنَّهُ أَثِيمٌ!‏ أَفَلَا يُجْرِي ٱللهُ ٱلْعَدْلَ لِمُخْتَارِيهِ ٱلصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلًا،‏ رَغْمَ أَنَّهُ طَوِيلُ ٱلْأَنَاةِ فِي أَمْرِ أُولٰئِكَ؟‏ أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُ يُجْرِي لَهُمُ ٱلْعَدْلَ سَرِيعًا.‏ وَلٰكِنْ مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ،‏ فَهَلْ يَجِدُ ٱلْإِيمَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏».‏ —‏ لوقا ١٨:‏١-‏٨‏.‏

‏«اِعْدِلْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَصْمِي»‏

٩ مَا هِيَ ٱلنُّقْطَةُ ٱلْبَارِزَةُ فِي مَثَلِ ٱلْأَرْمَلَةِ وَٱلْقَاضِي؟‏

٩ إِنَّ ٱلْفِكْرَةَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ مِنْ هذَا ٱلْمَثَلِ وَاضِحَةٌ جِدًّا.‏ فَهِيَ تَرِدُ عَلَى لِسَانِ ٱلْقَاضِي وَٱلْأَرْمَلَةِ فِي ٱلْمَثَلِ،‏ وَكَذلِكَ عَلَى لِسَانِ يَسُوعَ.‏ فَقَدْ تَوَسَّلَتِ ٱلْأَرْمَلَةُ:‏ «اِعْدِلْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَصْمِي».‏ وَقَالَ ٱلْقَاضِي:‏ «سَأَقْضِي لَهَا بِٱلْعَدْلِ».‏ وَسَأَلَ يَسُوعُ:‏ «أَفَلَا يُجْرِي ٱللهُ ٱلْعَدْلَ؟‏».‏ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ عَنْ يَهْوَه:‏ «يُجْرِي لَهُمُ ٱلْعَدْلَ سَرِيعًا».‏ (‏لوقا ١٨:‏٣،‏ ٥،‏ ٧،‏ ٨‏)‏ فَمَتَى بِٱلتَّحْدِيدِ ‹سَيُجْرِي ٱللهُ ٱلْعَدْلَ›؟‏

١٠ (‏أ)‏ مَتَى أُجْرِيَ ٱلْعَدْلُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ (‏ب)‏ مَتَى وَكَيْفَ سَيُجْرَى ٱلْعَدْلُ لِشَعْبِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٠ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ جَاءَتْ «أَيَّامُ إِجْرَاءِ ٱلْعَدْلِ» (‏أَوْ ‹أَيَّامُ ٱلِٱنْتِقَامِ›،‏ الترجمة البروتستانتية‏)‏ سَنَةَ ٧٠ ب‌م حِينَ دُمِّرَتْ أُورُشَلِيمُ وَهَيْكَلُهَا.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٢‏)‏ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى شَعْبِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ فَسَيُجْرَى ٱلْعَدْلُ فِي «يَوْمِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمِ».‏ (‏صفنيا ١:‏١٤؛‏ متى ٢٤:‏٢١‏)‏ فَآنَذَاكَ،‏ ‹سَيُجَازِي [يَهْوَه] ٱلَّذِينَ يُضَايِقُونَ [شَعْبَهُ] ضِيقًا›،‏ «إِذْ يُنْزِلُ [يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ] ٱلِٱنْتِقَامَ بِمَنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱللهَ وَبِمَنْ لَا يُطِيعُونَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ».‏ —‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٨؛‏ روما ١٢:‏١٩‏.‏

١١ كَيْفَ سَيُجْرَى ٱلْعَدْلُ «سَرِيعًا»؟‏

١١ وَلكِنْ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْهَمَ تَأْكِيدَ يَسُوعَ أَنَّ يَهْوَه سَيُجْرِي ٱلْعَدْلَ «سَرِيعًا»؟‏ تُظْهِرُ كَلِمَةُ ٱللهِ أَنَّهُ «رَغْمَ أَنَّ [يَهْوَه] طَوِيلُ ٱلْأَنَاةِ»،‏ فَهُوَ سَيُجْرِي ٱلْعَدْلَ بِسُرْعَةٍ عِنْدَمَا يَحِينُ ٱلْوَقْتُ.‏ (‏لوقا ١٨:‏٧،‏ ٨؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَفِي أَيَّامِ نُوحٍ،‏ حِينَ أَتَى ٱلطُّوفَانُ،‏ هَلَكَ ٱلْأَشْرَارُ دُونَ تَأْخِيرٍ.‏ وَهذَا مَا حَصَلَ أَيْضًا فِي أَيَّامِ لُوطٍ حِينَ أَمْطَرَتِ ٱلسَّمَاءُ نَارًا.‏ وَكَمَا قَالَ يَسُوعُ:‏ «هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ يُكْشَفُ عَنِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ».‏ (‏لوقا ١٧:‏٢٧-‏٣٠‏)‏ فَمَرَّةً أُخْرَى،‏ سَيَحُلُّ بِٱلْأَشْرَارِ «هَلَاكٌ مُفَاجِئٌ».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٢،‏ ٣‏)‏ حَقًّا،‏ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَه لَنْ يَسْمَحَ لِعَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ بِأَنْ يَسْتَمِرَّ يَوْمًا وَاحِدًا أَكْثَرَ مِمَّا يَقْتَضِي ٱلْعَدْلُ.‏

‏‹سَيُجْرِي ٱلْعَدْلَ›‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ أَيُّ دَرْسٍ عَنِ ٱللهِ يَحْتَوِيهِ مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَرْمَلَةِ وَٱلْقَاضِي؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلتَّيَقُّنُ أَنَّ يَهْوَه سَيَسْمَعُ صَلَوَاتِنَا ويُجْرِي ٱلْعَدْلَ؟‏

١٢ يُبْرِزُ مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَرْمَلَةِ وَٱلْقَاضِي نِقَاطًا مُهِمَّةً أُخْرَى.‏ فَقَدْ طَبَّقَ يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ قَائِلًا:‏ «اِسْمَعُوا مَا قَالَ ٱلْقَاضِي،‏ مَعَ أَنَّهُ أَثِيمٌ!‏ أَفَلَا يُجْرِي ٱللهُ ٱلْعَدْلَ لِمُخْتَارِيهِ؟‏».‏ طَبْعًا،‏ لَمْ يُقَارِنْ يَسُوعُ بَيْنَ يَهْوَه وَٱلْقَاضِي بِهَدَفِ ٱلْقَوْلِ إِنَّ ٱللهَ يُعَامِلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا.‏ لكِنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ أَتْبَاعَهُ دَرْسًا عَنْ يَهْوَه بِإِبْرَازِ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ بَيْنَ ٱلْقَاضِي وَٱللهِ.‏ فَمَا هِيَ بَعْضُ هذِهِ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ؟‏

١٣ كَانَ ٱلْقَاضِي فِي مَثَلِ يَسُوعَ ‹أَثِيمًا› فِي حِينِ أَنَّ «ٱللهَ قَاضٍ بَارٌّ».‏ (‏مزمور ٧:‏١١؛‏ ٣٣:‏٥‏)‏ وَٱلْقَاضِي لَمْ يَهْتَمَّ أَلْبَتَّةَ بِٱلْأَرْمَلَةِ ٱهْتِمَامًا شَخْصِيًّا فِي حِينِ أَنَّ يَهْوَه يَهْتَمُّ بِنَا إِفْرَادِيًّا.‏ (‏٢ اخبار الايام ٦:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْقَاضِي لَمْ يَكُنْ مُسْتَعِدًّا لِمُسَاعَدَةِ ٱلْأَرْمَلَةِ فِي حِينِ أَنَّ يَهْوَه عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ —‏ بَلْ يَتُوقُ —‏ أَنْ يُسَاعِدَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ.‏ (‏اشعيا ٣٠:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ فَمَا هُوَ ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ؟‏ إِذَا لَبَّى ٱلْقَاضِي ٱلْأَثِيمُ طَلَبَ ٱلْأَرْمَلَةِ وَأَجْرَى لَهَا ٱلْعَدْلَ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى يَهْوَه يُصْغِي إِلَى صَلَوَاتِ شَعْبِهِ وَيُجْرِي لَهُمُ ٱلْعَدْلَ!‏ —‏ امثال ١٥:‏٢٩‏.‏

١٤ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نَخْسَرَ ٱلْإِيمَانَ بِمَجِيءِ يَوْمِ دَيْنُونَةِ ٱللهِ؟‏

١٤ كَمْ مُخْطِئُونَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَخْسَرُونَ ٱلْإِيمَانَ بِمَجِيءِ يَوْمِ دَيْنُونَةِ ٱللهِ!‏ لِمَ؟‏ إِنَّ تَخَلِّيَ هؤُلَاءِ عَنْ إِيمَانِهِمِ ٱلرَّاسِخِ بِأَنَّ «يَوْمَ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ» قَرِيبٌ هُوَ فِعْلِيًّا بِمَثَابَةِ ٱلشَّكِّ فِي قُدْرَةِ يَهْوَه عَلَى ٱلْوَفَاءِ بِوُعُودِهِ.‏ وَلكِنْ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يَكُونَ مُحِقًّا فِي ٱلشَّكِّ فِي وَفَاءِ ٱللهِ وَأَمَانَتِهِ.‏ (‏ايوب ٩:‏١٢‏)‏ فَٱلسُّؤَالُ ٱلْوَجِيهُ هُوَ:‏ هَلْ نَبْقَى نَحْنُ أُمَنَاءَ لَهُ؟‏ هذِهِ هِيَ ٱلْمَسْأَلَةُ ٱلَّتِي نَاقَشَهَا يَسُوعُ فِي نِهَايَةِ مَثَلِ ٱلْأَرْمَلَةِ وَٱلْقَاضِي.‏

‏«هَلْ يَجِدُ إِيمَانًا كَهٰذَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏»‏

١٥ (‏أ)‏ أَيُّ سُؤَالٍ طَرَحَهُ يَسُوعُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا؟‏

١٥ طَرَحَ يَسُوعُ ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُثِيرَ لِلتَّفْكِيرِ:‏ «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ،‏ فَهَلْ يَجِدُ إِيمَانًا كَهٰذَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏».‏ (‏لوقا ١٨:‏٨‏،‏ حاشية الكتاب المقدس —‏ ترجمة العالم الجديد،‏ بشواهد ‏[بالانكليزية])‏ تُشِيرُ عِبَارَةُ ‹إِيمَانٌ كَهٰذَا› أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقْصِدِ ٱلْإِيمَانَ عُمُومًا،‏ بَلْ نَوْعًا مُعَيَّنًا مِنَ ٱلْإِيمَانِ:‏ اَلْإِيمَانُ ٱلَّذِي تَحَلَّتْ بِهِ ٱلْأَرْمَلَةُ.‏ وَيَسُوعُ لَمْ يُجِبْ عَنْ سُؤَالِهِ،‏ بَلْ طَرَحَهُ لِيَجْعَلَ تَلَامِيذَهُ يُفَكِّرُونَ فِي نَوْعِيَّةِ إِيمَانِهِمْ.‏ فَهَلْ كَانَ إِيمَانُهُمْ يَضْعُفُ إِلَى حَدِّ ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَرَكُوهَا وَرَاءَهُمْ أَمْ إِنَّهُمُ ٱمْتَلَكُوا نَوْعَ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي تَحَلَّتْ بِهِ ٱلْأَرْمَلَةُ؟‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْإِيمَانِ يَجِدُهُ «ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ» فِي قَلْبِي؟‏›.‏

١٦ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْإِيمَانِ ٱمْتَلَكَتْهُ ٱلْأَرْمَلَةُ؟‏

١٦ يَلْزَمُ أَنْ نَقْتَدِيَ بِٱلْأَرْمَلَةِ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَكُونَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ سَيُجْرِي لَهُمْ يَهْوَه ٱلْعَدْلَ.‏ فَأَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْإِيمَانِ ٱمْتَلَكَتْهُ؟‏ لَقَدْ أَعْرَبَتْ عَنِ ٱلْإِيمَانِ إِذْ كَانَتْ لَجُوجَةً وَ ‹لَمْ تَكُفَّ عَنِ ٱلْمَجِيءِ إِلَى [ٱلْقَاضِي]،‏ قَائِلَةً:‏ «اِعْدِلْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَصْمِي»›.‏ فَٱلْأَرْمَلَةُ كَانَتْ لَجُوجَةً لِكَيْ يُجْرِيَ لَهَا ٱلْعَدْلَ إِنْسَانٌ أَثِيمٌ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُمْكِنُ لِخُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَثِقُوا بِأَنَّ يَهْوَه سَيُجْرِي لَهُمُ ٱلْعَدْلَ،‏ حَتَّى لَوْ طَالَ ٱنْتِظَارُهُمْ أَكْثَرَ مِمَّا تَوَقَّعُوا.‏ وَهُمْ يُظْهِرُونَ ثِقَتَهُمْ هذِهِ بِوُعُودِ ٱللهِ مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَاةِ بِلَجَاجَةٍ،‏ ‹ٱلصُّرَاخِ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلًا›.‏ (‏لوقا ١٨:‏٧‏)‏ حَقًّا،‏ إِذَا تَوَقَّفَ ٱلْمَسِيحِيُّ عَنِ ٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِإِجْرَاءِ ٱلْعَدْلِ،‏ يُظْهِرُ أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَثِقُ بِأَنَّ يَهْوَه سَيَتَّخِذُ ٱلْإِجْرَاءَ لِمَصْلَحَةِ خُدَّامِهِ.‏

١٧ أَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى إِيمَانِنَا بِمَجِيءِ يَوْمِ دَيْنُونَةِ يَهْوَه ٱلْأَكِيدِ؟‏

١٧ تُظْهِرُ لَنَا ظُرُوفُ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةُ أَنَّ هُنَالِكَ أَسْبَابًا إِضَافِيَّةً تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ.‏ فَلْنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ بَيْنَ حَالَتِهَا وَحَالَتِنَا.‏ ظَلَّتِ ٱلْأَرْمَلَةُ تَأْتِي إِلَى ٱلْقَاضِي رَغْمَ أَنَّ أَحَدًا لَمْ يُشَجِّعْهَا.‏ أَمَّا نَحْنُ فَتُشَجِّعُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ أَنْ ‹نُوَاظِبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ›.‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ وَفِي حِينِ أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَدَيْهَا أَيَّةُ ضَمَانَةٍ أَنَّ طَلَبَهَا سَيُسْتَجَابُ،‏ يُؤَكِّدُ لَنَا يَهْوَه أَنَّهُ سَيُجْرِي ٱلْعَدْلَ.‏ فَقَدْ قَالَ بِفَمِ نَبِيِّهِ:‏ «إِنْ تَأَخَّرَتْ فَتَرَقَّبْهَا،‏ لِأَنَّهَا تَتِمُّ إِتْمَامًا وَلَنْ تَتَأَخَّرَ».‏ (‏حبقوق ٢:‏٣؛‏ مزمور ٩٧:‏١٠‏)‏ كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهَا أَيُّ مُسَاعِدٍ لِيَشْفَعَ لَهَا وَيَزِيدَ مِنْ فَعَّالِيَّةِ ٱلْتِمَاسِهَا.‏ أَمَّا نَحْنُ فَلَدَيْنَا شَفِيعٌ قَوِيٌّ،‏ يَسُوعُ ٱلَّذِي «هُوَ عَنْ يَمِينِ ٱللهِ وَيَشْفَعُ لَنَا أَيْضًا».‏ (‏روما ٨:‏٣٤؛‏ عبرانيين ٧:‏٢٥‏)‏ فَإِذَا كانَتْ هذِهِ ٱلْأَرْمَلَةُ رَغْمَ ظُرُوفِهَا ٱلصَّعْبَةِ قَدْ ظَلَّتْ تَتَوَسَّلُ إِلَى ٱلْقَاضِي عَلَى أَمَلِ أَنْ يُجْرَى ٱلْعَدْلُ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى يَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى إِيمَانِنَا بِمَجِيءِ يَوْمِ دَيْنُونَةِ يَهْوَه ٱلْأَكِيدِ!‏

١٨ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلصَّلَوَاتِ يُقَوِّي إِيمَانَنَا وَيُسَاعِدُ عَلَى إِجْرَاءِ ٱلْعَدْلِ لَنَا؟‏

١٨ يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلْأَرْمَلَةِ أَنَّ هُنَالِكَ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بَيْنَ ٱلصَّلَاةِ وَٱلْإِيمَانِ وَأَنَّ صَلَوَاتِنَا ٱللَّجُوجَةَ بِإِمْكَانِهَا أَنْ تُبْطِلَ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلَّتِي قَدْ تُضْعِفُ إِيمَانَنَا.‏ طَبْعًا،‏ هذَا لَا يَعْنِي أَنَّ تَقْدِيمَ ٱلصَّلَوَاتِ كَمُجَرَّدِ مَظْهَرٍ خَارِجِيٍّ هُوَ عِلَاجٌ لِخَسَارَةِ ٱلْإِيمَانِ.‏ (‏متى ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ لكِنَّ ٱعْتِمَادَنَا ٱلْكُلِّيَّ عَلَى ٱللهِ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى ٱلصَّلَاةِ.‏ وَهذَا مَا يُقَرِّبُنَا إِلَيْهِ وَيُقَوِّي إِيمَانَنَا.‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ أَمْرٌ لَازِمٌ لِلْخَلَاصِ،‏ فَلَا عَجَبَ أَنَّ يَسُوعَ شَعَرَ بِضَرُورَةِ تَشْجِيعِ تَلَامِيذِهِ «أَنْ يُصَلُّوا كُلَّ حِينٍ وَلَا يَفْتُرَ عَزْمُهُمْ».‏ (‏لوقا ١٨:‏١؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١٣‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ مَجِيءَ «يَوْمِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمِ» لَا يَعْتَمِدُ عَلَى صَلَوَاتِنَا لِأَنَّهُ سَيَأْتِي سَوَاءٌ صَلَّيْنَا أَمْ لَا،‏ لكِنَّ إِجْرَاءَ ٱلْعَدْلِ لَنَا وَنَجَاتَنَا مِنْ حَرْبِ ٱللهِ يَعْتَمِدَانِ دُونَ شَكٍّ عَلَى إِيمَانِنَا وَمَسْلَكِ حَيَاتِنَا ٱلْبَارِّ وَمُوَاظَبَتِنَا عَلَى ٱلصَّلَاةِ.‏

١٩ كَيْفَ نُبَرْهِنُ أَنَّ لَدَيْنَا إِيمَانًا رَاسِخًا بِأَنَّ ٱللهَ ‹سَيُجْرِي ٱلْعَدْلَ›؟‏

١٩ تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ سَأَلَ:‏ «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ،‏ فَهَلْ يَجِدُ إِيمَانًا كَهٰذَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏».‏ فَمَا هُوَ ٱلْجَوَابُ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ ٱلْمُثِيرِ لِلتَّفْكِيرِ؟‏ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّ مَلَايِينَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْأُمَنَاءِ حَوْلَ ٱلْأَرْضِ يُبَرْهِنُونَ ٱلْيَوْمَ بِصَلَوَاتِهِمْ وَصَبْرِهِمْ وَمُثَابَرَتِهِمْ أَنَّ لَدَيْهِمْ إِيمَانًا كَهذَا.‏ فَٱلْجَوابُ عَنْ سُؤَالِ يَسُوعَ هُوَ نَعَمْ.‏ فَرَغْمَ ٱلْمَظَالِمِ ٱلَّتِي يَجْلُبُهَا عَلَيْنَا عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ،‏ لَدَيْنَا إِيمَانٌ رَاسِخٌ بِأَنَّ ٱللهَ ‹سَيُجْرِي ٱلْعَدْلَ لِمُخْتَارِيهِ›.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 3‏ لِفَهْمِ مَغْزَى هذَا ٱلْمَثَلِ كَامِلًا،‏ اِقْرَأْ لُوقَا ١٧:‏٢٢-‏٣٣‏.‏ لِاحِظْ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا وُرُودُ عِبَارَةِ «ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ» فِي لُوقَا ١٧:‏٢٢،‏ ٢٤،‏ و ٣٠ لِنُجِيبَ عَنِ ٱلسُّؤَالِ ٱلْمَطْرُوحِ فِي لُوقَا ١٨:‏٨‏.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• مَاذَا جَعَلَ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَخْسَرُونَ إِيمَانَهُمْ؟‏

‏• لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِمَجِيءِ يَوْمِ دَيْنُونَةِ يَهْوَه؟‏

‏• أَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ؟‏

‏• كَيْفَ تَحُولُ ٱلصَّلَوَاتُ ٱللَّجُوجَةُ دُونَ خَسَارَةِ إِيمَانِنَا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

أَيَّةُ فِكْرَةٍ رَئِيسِيَّةٍ يُبْرِزُهَا مَثَلُ ٱلْأَرْمَلَةِ وَٱلْقَاضِي؟‏

‏[الصور في الصفحة ٢٩]‏

اَلْمَلَايِينُ ٱلْيَوْمَ لَدَيْهِمْ إِيمَانٌ رَاسِخٌ بِأَنَّ ٱللهَ ‹سَيُجْرِي ٱلْعَدْلَ›‏