الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه «يعطي روحا قدسا للذين يسألونه»‏

يهوه «يعطي روحا قدسا للذين يسألونه»‏

يَهْوَهُ «يُعْطِي رُوحًا قُدُسًا لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ»‏

‏«إِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ كَيْفَ تُعْطُونَ أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا صَالِحَةً،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى ٱلْآبُ فِي ٱلسَّمَاءِ يُعْطِي رُوحًا قُدُسًا لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!‏».‏ —‏ لوقا ١١:‏١٣‏.‏

١ مَتَى خُصُوصًا نَكُونُ بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

‏‹لَا أَسْتَطِيعُ مُوَاجَهَةَ هذَا ٱلْأَمْرِ وَحْدِي.‏ فَلَنْ أَقْدِرَ عَلَى تَحَمُّلِ هذِهِ ٱلْمِحْنَةِ إِلَّا بِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ›.‏ هَلْ عَبَّرْتَ مَرَّةً عَنْ مَشَاعِرِكَ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ؟‏ هذَا هُوَ لِسَانُ حَالِ مُعْظَمِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ وَلَرُبَّمَا قُلْتَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ بَعْدَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ مُصَابٌ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ،‏ أَوْ حِينَ رَقَدَ رَفِيقُ دَرْبِكَ رُقَادَ ٱلْمَوْتِ،‏ أَوْ عِنْدَمَا طَغَتْ عَلَيْكَ ٱلْكَآبَةُ بِحَيْثُ تَلَاشَتْ نَظْرَتُكَ ٱلْمُشْرِقَةُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ فَرُبَّمَا شَعَرْتَ فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْعَصِيبَةِ أَنَّكَ لَا تَحْتَمِلُ إِلَّا بِفَضْلِ رُوحِ يَهْوَه ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُكَ «ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٧-‏٩؛‏ مزمور ٤٠:‏١،‏ ٢‏.‏

٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ صُعُوبَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٢ يُضْطَرُّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ إِلَى مُوَاجَهَةِ ٱلضَّغْطِ وَٱلْمُقَاوَمَةِ مِنَ ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْيَوْمَ.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ كَمَا أَنَّ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ يَتَعَرَّضُونَ لِهُجُومِ ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ ٱلَّذِي يَشُنُّ حَرْبًا شَرِسَةً عَلَى «ٱلَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا ٱللهِ وَعِنْدَهُمْ عَمَلُ ٱلشَّهَادَةِ لِيَسُوعَ».‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ نَكُونَ بِحَاجَةٍ إِلَى دَعْمِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ فَمَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِنَضْمَنَ نَيْلَ رُوحِ ٱللهِ بِٱسْتِمْرَارٍ؟‏ وَلِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ بِأَنَّ يَهْوَه عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِمَنْحِنَا ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ فِي ٱلْمِحَنِ؟‏ إِنَّ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ مَوْجُودٌ فِي مَثَلَيْنِ مِنَ ٱلْأَمْثَالِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا يَسُوعُ.‏

صَلِّ بِلَجَاجَةٍ

٣،‏ ٤ أَيُّ مَثَلٍ قَدَّمَهُ يَسُوعُ،‏ وَكَيْفَ طَبَّقَهُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ؟‏

٣ طَلَبَ أَحَدُ تَلَامِيذِ يَسُوعَ مِنْهُ ذَاتَ مَرَّةٍ:‏ «يَا رَبُّ،‏ عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ».‏ (‏لوقا ١١:‏١‏)‏ فَقَدَّمَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ مَثَلَيْنِ:‏ اَلْأَوَّلُ عَنْ رَجُلٍ يَنْزِلُ عِنْدَهُ ضَيْفٌ،‏ وَٱلثَّانِي عَنْ أَبٍ يُلَبِّي طَلَبَ ٱبْنِهِ.‏ فَلْنُنَاقِشْ هذَيْنِ ٱلْمَثَلَيْنِ.‏

٤ قَالَ يَسُوعُ:‏ «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ فَيَذْهَبُ إِلَيْهِ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ:‏ ‹يَا صَدِيقُ،‏ أَقْرِضْنِي ثَلَاثَةَ أَرْغِفَةٍ،‏ لِأَنَّ صَدِيقًا لِي أَتَى إِلَيَّ مِنْ سَفَرٍ وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ›،‏ فَيُجِيبُ ذَاكَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ قَائِلًا:‏ ‹كُفَّ عَنْ إِزْعَاجِي!‏ فَٱلْبَابُ مُقْفَلٌ ٱلْآنَ،‏ وَصِغَارِي مَعِي فِي ٱلْفِرَاشِ،‏ فَلَا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ›؟‏ أَقُولُ لَكُمْ:‏ وَإِنْ كَانَ لَا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ،‏ فَإِنَّهُ لِلَجَاجَتِهِ ٱلْجَرِيئَةِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ».‏ ثُمَّ أَوْضَحَ كَيْفَ يَنْطَبِقُ هذَا ٱلْمَثَلُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ،‏ قَائِلًا:‏ «لِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ:‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ.‏ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَنَالُ،‏ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،‏ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ».‏ —‏ لوقا ١١:‏٥-‏١٠‏.‏

٥ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلرَّجُلِ ٱللَّجُوجِ عَنِ ٱلْمَوْقِفِ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَهُ عِنْدَمَا نُصَلِّي؟‏

٥ يُظْهِرُ هذَا ٱلْمَثَلُ ٱلْحَيُّ عَنِ ٱلرَّجُلِ ٱللَّجُوجِ أَيَّ مَوْقِفٍ يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَهُ عِنْدَمَا نُصَلِّي.‏ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ إِنَّ ٱلرَّجُلَ تَمَكَّنَ مِنَ ٱلْحُصُولِ عَلَى مَا يَلْزَمُهُ بِسَبَبِ «لَجَاجَتِهِ ٱلْجَرِيئَةِ».‏ (‏لوقا ١١:‏٨‏)‏ وَعِبَارَةُ ‹لَجَاجَةٍ جَرِيئَةٍ› لَا تَرِدُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَهِيَ تَرْجَمَةٌ لِكَلِمَةٍ يُونَانِيَّةٍ تَعْنِي حَرْفِيًّا «عَدَمَ ٱلشُّعُورِ بِٱلْخَجَلِ».‏ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَكُونُ عَدَمُ ٱلشُّعُورِ بِٱلْخَجَلِ صِفَةً سَلْبِيَّةً.‏ لكِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً حَمِيدَةً إِذَا أَعْرَبَ عَنْهُ ٱلْمَرْءُ لِسَبَبٍ وَجِيهٍ.‏ وَهذِهِ كَانَتِ ٱلْحَالَ مَعَ ٱلْمُضِيفِ فِي ٱلْمَثَلِ.‏ فَهُوَ لَمْ يَشْعُرْ بِأَيِّ خَجَلٍ عِنْدَمَا طَلَبَ بِلَجَاجَةٍ مَا يَلْزَمُهُ.‏ وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ يَذْكُرُ هذَا ٱلْمُضِيفَ كَمِثَالٍ لَنَا،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ وَنُصَلِّيَ بِلَجَاجَةٍ.‏ فَيَهْوَه يُرِيدُنَا أَنْ ‏‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسُّؤَالِ،‏ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلطَّلَبِ،‏ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلْقَرْعِ›.‏ وَهُوَ سَيَسْتَجِيبُ ‹بِإِعْطَاءِ رُوحٍ قُدُسٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ›.‏

٦ مَاذَا كَانَتِ ٱلنَّظْرَةُ إِلَى عَادَةِ إِظْهَارِ ٱلضِّيَافَةِ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ؟‏

٦ لَا يُظْهِرُ لَنَا يَسُوعُ فَقَطْ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ (‏أَيْ بِلَجَاجَةٍ)‏،‏ بَلْ أَيْضًا لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ ذلِكَ.‏ وَلِفَهْمِ هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَعْرِفَ مَاذَا كَانَتْ نَظْرَةُ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا مَثَلَ يَسُوعَ عَنِ ٱلْمُضِيفِ ٱللَّجُوجِ إِلَى عَادَةِ إِظْهَارِ ٱلضِّيَافَةِ.‏ تُظْهِرُ مَقَاطِعُ عَدِيدَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ بِٱلضُّيُوفِ كَانَ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَادَةً تُحْمَلُ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ،‏ وَخُصُوصًا بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢-‏٥؛‏ عبرانيين ١٣:‏٢‏)‏ وَٱعْتُبِرَ عَدَمُ إِظْهَارِ ٱلضِّيَافَةِ أَمْرًا مُخْزِيًا.‏ (‏لوقا ٧:‏٣٦-‏٣٨،‏ ٤٤-‏٤٦‏)‏ وَٱلْآنَ،‏ فِيمَا نُبْقِي ذلِكَ فِي بَالِنَا،‏ لِنَعُدْ إِلَى قِصَّةِ يَسُوعَ.‏

٧ لِمَاذَا لَا يَخْجَلُ ٱلْمُضِيفُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ أَنْ يُوقِظَ صَدِيقَهُ؟‏

٧ يَقُولُ ٱلْمَثَلُ إِنَّ ٱلرَّجُلَ يَأْتِيهِ زَائِرٌ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ.‏ فَيَشْعُرُ أَنَّ مِنْ وَاجِبِهِ تَقْدِيمَ ٱلطَّعَامِ لِضَيْفِهِ،‏ وَلكِنْ ‹لَيْسَ عِنْدَهُ مَا يُقَدِّمُهُ لَهُ›.‏ وَهذَا ٱلظَّرْفُ فِي نَظَرِهِ ظَرْفٌ طَارِئٌ.‏ فَيَجِبُ أَنْ يَحْصُلَ عَلَى ٱلْخُبْزِ مَهْمَا كَلَّفَ ٱلْأَمْرُ.‏ لِذلِكَ يَذْهَبُ إِلَى صَدِيقِهِ وَلَا يَخْجَلُ أَنْ يُوقِظَهُ وَيَقُولُ لَهُ:‏ «يَا صَدِيقُ،‏ أَقْرِضْنِي ثَلَاثَةَ أَرْغِفَةٍ».‏ وَهُوَ يَلِجُّ فِي طَلَبِهِ حَتَّى يَنَالَ مَا يَلْزَمُهُ.‏ وَعِنْدَئِذٍ فَقَطْ،‏ أَيْ حِينَ تَكُونُ ٱلْأَرْغِفَةُ فِي حَوْزَتِهِ،‏ يَكُونَ مُضِيفًا جَيِّدًا.‏

كُلَّمَا ٱزْدَادَتِ ٱلْحَاجَةُ ٱزْدَادَ ٱلطَّلَبُ

٨ مَاذَا سَيَدْفَعُنَا إِلَى ٱلصَّلَاةِ بِلَجَاجَةٍ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

٨ مَاذَا يُظْهِرُ هذَا ٱلْمَثَلُ عَنِ ٱلسَّبَبِ ٱلَّذِي يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلصَّلَاةِ بِلَجَاجَةٍ؟‏ لَقَدْ دَاوَمَ ٱلرَّجُلُ عَلَى ٱلطَّلَبِ لِأَنَّهُ شَعَرَ أَنَّ ٱمْتِلَاكَ أَرْغِفَةِ ٱلْخُبْزِ ضَرُورِيٌّ لِلْغَايَةِ لِإِتْمَامِ ٱلْتِزَامِهِ كَمُضِيفٍ.‏ (‏اشعيا ٥٨:‏٥-‏٧‏)‏ فَكَانَ سَيَصِيرُ مُضِيفًا فَاشِلًا لَوْ لَمْ يَحْصُلْ عَلَى ٱلْخُبْزِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ نُدْرِكُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنَّهُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ نَيْلُ رُوحِ ٱللهِ لِإِتْمَامِ خِدْمَتِنَا.‏ لِذلِكَ نُدَاوِمُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ إِلَى ٱللهِ طَلَبًا لِرُوحِهِ.‏ (‏زكريا ٤:‏٦‏)‏ فَنَحْنُ سَنَفْشَلُ دُونَ هذَا ٱلرُّوحِ.‏ (‏متى ٢٦:‏٤١‏)‏ فَهَلْ تُدْرِكُ ٱلْمَغْزَى مِنْ هذَا ٱلْمَثَلِ؟‏ إِذَا ٱعْتَبَرْنَا رُوحَ ٱللهِ شَيْئًا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ حَاجَةً مَاسَّةً،‏ فَسَنَلِجُّ فِي طَلَبِهِ.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ أَوْضِحُوا لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَطْلُبَ بِلَجَاجَةٍ مِنَ ٱللهِ أَنْ يُزَوِّدَنَا بِرُوحِهِ.‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ يَنْبَغِي أَنْ نَطْرَحَهُ عَلَى أَنْفُسِنَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٩ لِنُطَبِّقْ هذَا ٱلدَّرْسَ عَلَى أَيَّامِنَا ٱلْحَاضِرَةِ.‏ لِنَفْرِضْ أَنَّ أَحَدَ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ أَلَمَّ بِهِ عَارِضٌ صِحِّيٌّ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ.‏ فَهَلْ تُوقِظُ ٱلطَّبِيبَ وَتَطْلُبُ مُسَاعَدَتَهُ؟‏ أَنْتَ لَا تَفْعَلُ ذلِكَ إِذَا كَانَ ٱلْمَرَضُ مُجَرَّدَ وَعْكَةٍ خَفِيفَةٍ.‏ أَمَّا إِذَا أُصِيبَ ٱلشَّخْصُ بِنَوْبَةٍ قَلْبِيَّةٍ،‏ فَلَنْ تَخْجَلَ مِنَ ٱلِٱتِّصَالِ بِٱلطَّبِيبِ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّكَ تُوَاجِهُ ظَرْفًا طَارِئًا وَأَنْتَ تُدْرِكُ أَنَّهُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ نَيْلُ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنْ شَخْصٍ ٱخْتِصَاصِيٍّ.‏ فَعَدَمُ طَلَبِكَ ٱلْمُسَاعَدَةَ يُمْكِنُ أَنْ يُودِيَ بِحَيَاةِ ٱلْمَرِيضِ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُوَاجِهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ بِٱسْتِمْرَارٍ ظَرْفًا طَارِئًا.‏ فَٱلشَّيْطَانُ يَجُولُ «كَأَسَدٍ زَائِرٍ» وَيُحَاوِلُ أَنْ يَلْتَهِمَنَا.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ وَإِذَا أَرَدْنَا ٱلْبَقَاءَ أَحْيَاءً رُوحِيًّا،‏ فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَنَالَ مُسَاعَدَةَ رُوحِ ٱللهِ.‏ فَعَدَمُ طَلَبِ مُسَاعَدَةِ ٱللهِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى مَوْتِنَا ٱلرُّوحِيِّ.‏ لِذلِكَ نَحْنُ نَطْلُبُ بِلَجَاجَةٍ جَرِيئَةٍ مِنَ ٱللهِ أَنْ يُزَوِّدَنَا بِرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏افسس ٣:‏١٤-‏١٦‏)‏ وَبِذلِكَ فَقَطْ يُمْكِنُنَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ ‹لِلِٱحْتِمَالِ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ›.‏ —‏ متى ١٠:‏٢٢؛‏ ٢٤:‏١٣‏.‏

١٠ مِنَ ٱلْمُهِمِّ إِذًا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا بَيْنَ ٱلْحِينِ وَٱلْآخَرِ:‏ ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَنَا لَجُوجٌ فِي صَلَوَاتِي؟‏›.‏ تَذَكَّرْ أَنَّهُ عِنْدَمَا نُدْرِكُ كَامِلًا حَاجَتَنَا إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱللهِ،‏ تَصِيرُ صَلَوَاتُنَا طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَكْثَرَ لَجَاجَةً.‏

مَاذَا يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلصَّلَاةِ بِثِقَةٍ؟‏

١١ كَيْفَ طَبَّقَ يَسُوعُ مَثَلَ ٱلْأَبِ وَٱبْنِهِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ؟‏

١١ يُبْرِزُ مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْمُضِيفِ ٱللَّجُوجِ مَوْقِفَ ٱلَّذِي يُصَلِّي:‏ اَلشَّخْصِ ٱلْمُؤْمِنِ.‏ أَمَّا ٱلْمَثَلُ ٱلثَّانِي فَيُبْرِزُ مَوْقِفَ ٱلَّذِي يَسْمَعُ ٱلصَّلَوَاتِ:‏ يَهْوَه ٱللهِ.‏ سَأَلَ يَسُوعُ:‏ «أَيُّ أَبٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ٱبْنُهُ سَمَكَةً،‏ أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ ٱلسَّمَكَةِ؟‏ أَوْ إِذَا سَأَلَ أَيْضًا بَيْضَةً،‏ يُعْطِيهِ عَقْرَبًا؟‏».‏ ثُمَّ طَبَّقَ ٱلْمَثَلَ قَائِلًا:‏ «فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ كَيْفَ تُعْطُونَ أَوْلَادَكُمْ عَطَايَا صَالِحَةً،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى ٱلْآبُ فِي ٱلسَّمَاءِ يُعْطِي رُوحًا قُدُسًا لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!‏».‏ —‏ لوقا ١١:‏١١-‏١٣‏.‏

١٢ كَيْفَ يُبْرِزُ مَثَلُ ٱلْأَبِ ٱلَّذِي يُلَبِّي طَلَبَ ٱبْنِهِ ٱسْتِعْدَادَ يَهْوَه لِٱسْتِجَابَةِ صَلَوَاتِنَا؟‏

١٢ بِهذَا ٱلْمَثَلِ عَنِ ٱلْأَبِ ٱلَّذِي يُلَبِّي طَلَبَ ٱبْنِهِ،‏ يَكْشِفُ يَسُوعُ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَه حِيَالَ ٱلَّذِينَ يَلْجَأُونَ إِلَيْهِ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ.‏ (‏لوقا ١٠:‏٢٢‏)‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ لِاحِظِ ٱلتَّبَايُنَ بَيْنَ ٱلْمَثَلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ قَدَّمَهُمَا.‏ فَبِعَكْسِ ٱلرَّجُلِ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِي لَمْ يَرْغَبْ فِي تَلْبِيَةِ ٱلطَّلَبِ لِلْمُسَاعَدَةِ،‏ يَهْوَه هُوَ كَأَبٍ بَشَرِيٍّ مُحِبٍّ يَتُوقُ إِلَى تَلْبِيَةِ طَلَبِ ٱبْنِهِ.‏ (‏مزمور ٥٠:‏١٥‏)‏ وَيُظْهِرُ يَسُوعُ ٱسْتِعْدَادَ يَهْوَه لِٱسْتِجَابَةِ صَلَوَاتِنَا بِٱلْقَوْلِ إِنَّهُ إِذَا كَانَ ٱلْأَبُ ٱلْبَشَرِيُّ ‹ٱلشِّرِّيرُ› (‏نَتِيجَةَ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ)‏ يُعْطِي ٱبْنَهُ عَطَايَا صَالِحَةً،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْخَيِّرُ يُعْطِي رُوحًا قُدُسًا لِعُبَّادِهِ ٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَادٌ لَهُ!‏ —‏ يعقوب ١:‏١٧‏.‏

١٣ مِمَّ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ حِينَ نُصَلِّي إِلَى يَهْوَه؟‏

١٣ وَمَا ٱلْعِبْرَةُ ٱلَّتِي نَسْتَخْلِصُهَا؟‏ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ هُوَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِٱسْتِجَابَةِ صَلَاتِنَا طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٤‏)‏ فَحِينَ نُصَلِّي إِلَيْهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى،‏ لَنْ يَقُولَ لَنَا أَبَدًا:‏ «كُفَّ عَنْ إِزْعَاجِي!‏ فَٱلْبَابُ مُقْفَلٌ ٱلْآنَ».‏ (‏لوقا ١١:‏٧‏)‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ:‏ «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ».‏ (‏لوقا ١١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ يَهْوَه «يَسْتَجِيبُ لَنَا يَوْمَ دُعَائِنَا».‏ —‏ مزمور ٢٠:‏٩؛‏ ١٤٥:‏١٨‏.‏

١٤ (‏أ)‏ أَيَّةُ فِكْرَةٍ مَغْلُوطَةٍ تُسَاوِرُ بَعْضَ ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْمِحَنَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلصَّلَاةُ إِلَى يَهْوَه بِثِقَةٍ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ؟‏

١٤ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ،‏ يُبْرِزُ مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ أَنَّ صَلَاحَ يَهْوَه أَعْظَمُ مِنْ صَلَاحِ أَيِّ أَبٍ بَشَرِيٍّ.‏ لِذلِكَ لَا يَنْبَغِي أَبَدًا أَنْ يَشْعُرَ أَيٌّ مِنَّا أَنَّ ٱلْمِحَنَ ٱلَّتِي يُوَاجِهُهَا تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ رِضَى ٱللهِ.‏ فَعَدُوُّنَا ٱلرَّئِيسِيُّ ٱلشَّيْطَانُ هُوَ ٱلَّذِي يُرِيدُ أَنْ نُفَكِّرَ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ (‏ايوب ٤:‏١،‏ ٧،‏ ٨؛‏ يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ غَيْرَ أَنَّهُ لَا أَسَاسَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِإِدَانَةِ ٱلذَّاتِ هذِهِ.‏ فَيَهْوَه لَا يَمْتَحِنُنَا «بِٱلسَّيِّئَاتِ».‏ (‏يعقوب ١:‏١٣‏)‏ فَهُوَ لَا يُعْطِينَا ‹حَيَّةً أَوْ عَقْرَبًا› بِمَعْنَى أَنَّهُ لَا يُنْزِلُ بِنَا ٱلْمِحَنَ أَوِ ٱلتَّجَارِبَ.‏ بِٱلْعَكْسِ،‏ فَإِنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يُعْطِي ‏«ٱلصَّالِحَاتِ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ».‏ (‏متى ٧:‏١١؛‏ لوقا ١١:‏١٣‏)‏ حَقًّا،‏ كُلَّمَا قَدَّرْنَا صَلَاحَ يَهْوَه وَٱسْتِعْدَادَهُ لِمُسَاعَدَتِنَا،‏ ٱنْدَفَعْنَا أَكْثَرَ إِلَى ٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ بِثِقَةٍ.‏ وَهكَذَا،‏ يَصِيرُ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نُشَاطِرَ صَاحِبَ ٱلْمَزْمُورِ مَشَاعِرَهُ ٱلَّتِي عَبَّرَ عَنْهَا حِينَ كَتَبَ:‏ «اَللهُ قَدِ ٱسْتَمَعَ،‏ أَصْغَى إِلَى صَوْتِ صَلَاتِي».‏ —‏ مزمور ١٠:‏١٧؛‏ ٦٦:‏١٩‏.‏

كَيْفَ يَكُونُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ مُعِينًا لَنَا؟‏

١٥ (‏أ)‏ أَيُّ وَعْدٍ قَطَعَهُ يَسُوعُ بِشَأْنِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏ (‏ب)‏ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُسَاعِدُنَا بِوَاسِطَتِهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟‏

١٥ كَرَّرَ يَسُوعُ قُبَيْلَ مَوْتِهِ ٱلتَّأْكِيدَ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ أَعْطَاهُ فِي ٱلْمَثَلَيْنِ ٱلْآنِفَيِ ٱلذِّكْرِ.‏ قَالَ لِرُسُلِهِ عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ:‏ «سَأَطْلُبُ مِنَ ٱلْآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعِينًا آخَرَ لِيَكُونَ مَعَكُمْ إِلَى ٱلْأَبَدِ».‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٦‏)‏ فَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمُعِينُ (‏أَيِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ)‏ مَعَ أَتْبَاعِهِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ،‏ بِمَا فِي ذلِكَ أَيَّامُنَا.‏ فَمَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْبَارِزَةِ ٱلَّتِي نَنَالُ بِوَاسِطَتِهَا هذَا ٱلدَّعْمَ؟‏ إِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱحْتِمَالِ شَتَّى ٱلْمِحَنِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ،‏ وَصَفَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلَّذِي عَانَى هُوَ نَفْسُهُ مِنَ ٱلْمِحَنِ كَيْفَ سَاعَدَهُ رُوحُ ٱللهِ.‏ فَلْنَتَحَدَّثْ بِإِيجَازٍ عَمَّا كَتَبَهُ.‏

١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُوَاجِهَ حَالَةً مُمَاثِلَةً لِحَالَةِ بُولُسَ؟‏

١٦ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ أَخْبَرَ بُولُسُ بِصَرَاحَةٍ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ يُعَانِي مِنْ مُشْكِلَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَصَفَهَا أَنَّهَا «شَوْكَةٌ فِي ٱلْجَسَدِ».‏ ثُمَّ قَالَ:‏ «تَوَسَّلْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ [يَهْوَه] ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنْ تُفَارِقَنِي».‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْمُشْكِلَةَ بَقِيَتْ رَغْمَ أَنَّهُ تَضَرَّعَ إِلَى ٱللهِ أَنْ يُزِيلَهَا.‏ رُبَّمَا تُوَاجِهُ أَنْتَ أَيْضًا حَالَةً مُمَاثِلَةً.‏ وَكَبُولُسَ،‏ رُبَّمَا تُصَلِّي بِلَجَاجَةٍ وَثِقَةٍ،‏ طَالِبًا مِنْ يَهْوَه إِزَالَةَ ٱلْمُشْكِلَةِ.‏ وَلكِنْ رَغْمَ تَوَسُّلِكَ ٱلْمُتَكَرِّرِ،‏ فَأَنْتَ لَا تَزَالُ تُعَانِي مِنْهَا.‏ فَهَلْ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّ يَهْوَه لَمْ يَسْتَجِبْ صَلَوَاتِكَ وَأَنَّ رُوحَهُ لَا يُسَاعِدُكَ؟‏ كَلَّا أَلْبَتَّةَ!‏ (‏مزمور ١٠:‏١،‏ ١٧‏)‏ تَأَمَّلْ فِي مَا قَالَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بَعْدَ ذلِكَ.‏

١٧ كَيْفَ ٱسْتَجَابَ يَهْوَه صَلَوَاتِ بُولُسَ؟‏

١٧ قَالَ ٱللهُ لِبُولُسَ ٱسْتِجَابَةً لِصَلَوَاتِهِ:‏ «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي،‏ فَإِنَّ قُدْرَتِي تُكْمَلُ فِي ٱلضُّعْفِ».‏ لِذلِكَ تَابَعَ بُولُسُ قَائِلًا:‏ «إِذًا بِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِٱلْحَرِيِّ مِنْ جِهَةِ ضَعَفَاتِي،‏ لِتَبْقَى قُدْرَةُ ٱلْمَسِيحِ مُخَيِّمَةً عَلَيَّ».‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٩؛‏ مزمور ١٤٧:‏٥‏)‏ فَقَدْ شَعَرَ أَنَّ حِمَايَةَ ٱللهِ ٱلَّتِي نَالَهَا بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ ظَلَّلَتْهُ كَخَيْمَةٍ.‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَسْتَجِيبُ يَهْوَه صَلَوَاتِنَا بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ.‏ فَهُوَ يُظَلِّلُ خُدَّامَهُ كَمَا لَوْ أَنَّهُ يَحْمِيهِمْ بِخَيْمَةٍ.‏

١٨ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱحْتِمَالُ ٱلْمِحَنِ؟‏

١٨ طَبْعًا،‏ إِنَّ ٱلْخَيْمَةَ لَا تَحُولُ دُونَ هُطُولِ ٱلْأَمْطَارِ أَوْ هُبُوبِ ٱلرِّيَاحِ.‏ لكِنَّهَا تُؤَمِّنُ ٱلْحِمَايَةَ مِنْ عَوَامِلَ طَبِيعِيَّةٍ كَهذِهِ.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ لَا تَحُولُ ٱلْحِمَايَةُ ٱلَّتِي تُزَوِّدُهَا «قُدْرَةُ ٱلْمَسِيحِ» دُونَ حُلُولِ ٱلْمِحَنِ أَوِ ٱلْمَشَقَّاتِ بِنَا.‏ لكِنَّهَا تُؤَمِّنُ لَنَا ٱلْحِمَايَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ مِنَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلْمُؤْذِيَةِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ وَمِنْ هَجَمَاتِ حَاكِمِهِ،‏ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٥،‏ ١٦‏)‏ لِذلِكَ،‏ حَتَّى لَوْ كُنْتَ تُوَاجِهُ مِحْنَةً لَا ‹تُفَارِقُكَ›،‏ فَكُنْ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ يَهْوَه يَرَى صِرَاعَكَ وَيَسْتَجِيبُ ‹لِصَوْتِ صُرَاخِكَ›.‏ (‏اشعيا ٣٠:‏١٩؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «اَللهُ أَمِينٌ،‏ وَلَنْ يَدَعَكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ تَحَمُّلَهُ،‏ بَلْ سَيَجْعَلُ أَيْضًا مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا ٱحْتِمَالَهَا».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٩ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَمِّمَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٩ إِنَّ «ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ» لِهذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ هِيَ «أَزْمِنَةٌ حَرِجَةٌ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ لكِنَّهَا لَيْسَتْ أَزْمِنَةً مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ أَنْ يَتَأَقْلَمَ خُدَّامُ ٱللهِ مَعَهَا.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُمْ يَنَالُونَ دَعْمَ وَحِمَايَةَ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ يَهْوَه بِوَفْرَةٍ وَعَنْ طِيبِ خَاطِرٍ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ بِلَجَاجَةٍ وَثِقَةٍ.‏ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ كُلَّ يَوْمٍ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ —‏ مزمور ٣٤:‏٦؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• مَاذَا يَلْزَمُنَا لِنَيْلِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ؟‏

‏• لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَه سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

‏• كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْمُضِيفِ ٱللَّجُوجِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

هَلْ تُصَلِّي بِلَجَاجَةٍ طَلَبًا لِرُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَهْوَه مِنْ مَثَلِ ٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ؟‏