الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه اله يتصف بالتقدير

يهوه اله يتصف بالتقدير

يَهْوَه إِلٰهٌ يَتَّصِفُ بِٱلتَّقْدِيرِ

‏«اَللهُ لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ».‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

١ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ قَدَّرَ مَا فَعَلَتْهُ رَاعُوثُ ٱلْمُوآبِيَّةُ؟‏

يُقَدِّرُ يَهْوَه حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي يَبْذُلُهَا مَنْ يَسْعَوْنَ جَاهِدِينَ لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ وَيُكَافِئُهُمْ بِسَخَاءٍ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ وَقَدْ أَدْرَكَ ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ بُوعَزُ هذَا ٱلْجَانِبَ ٱلْمُمَيَّزَ مِنْ شَخْصِيَّةِ ٱللهِ.‏ لِذلِكَ قَالَ لِرَاعُوثَ ٱلْمُوآبِيَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَعْتَنِي بِمَحَبَّةٍ بِحَمَاتِهَا ٱلْأَرْمَلَةِ:‏ «لِيُكَافِئْ يَهْوَهُ عَمَلَكِ،‏ وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلًا مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ».‏ (‏راعوث ٢:‏١٢‏)‏ فَهَلْ نَالَتْ رَاعُوثُ بَرَكَةَ ٱللهِ؟‏ لَا شَكَّ فِي ذلِكَ،‏ فَقَدْ دُوِّنَتْ قِصَّتُهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ كَمَا تَزَوَّجَتْ بُوعَزَ وَصَارَتْ مِنْ أَسْلَافِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏راعوث ٤:‏١٣،‏ ١٧؛‏ متى ١:‏٥،‏ ٦،‏ ١٦‏)‏ وَهذِهِ ٱلرِّوَايَةُ لَيْسَتْ سِوَى مِثَالٍ وَاحِدٍ مِنْ أَمْثِلَةٍ عَدِيدَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ خُدَّامَهُ.‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ لِمَ يُعْتَبَرُ إِعْرَابُ يَهْوَه عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ أَمْرًا مُمَيَّزًا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يُقَدِّرُ يَهْوَه خِدْمَتَنَا لَهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ،‏ وَأَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟‏

٢ إِنَّ عَدَمَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ هُوَ أَمْرٌ أَثِيمٌ فِي نَظَرِ يَهْوَه.‏ فَٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٦:‏١٠ تَقُولُ:‏ «اَللهُ لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ فِي أَنَّكُمْ خَدَمْتُمُ ٱلْقِدِّيسِينَ وَلَا تَزَالُونَ تَخْدُمُونَهُمْ».‏ وَمَا يَجْعَلُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ مُمَيَّزَةً حَقًّا هُوَ أَنَّ ٱللهَ يُعْرِبُ عَنْ تَقْدِيرِهِ لِلْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ،‏ مَعَ أَنَّهُمْ خُطَاةٌ وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْكِسُوا مَجْدَهُ.‏ —‏ روما ٣:‏٢٣‏.‏

٣ قَدْ نَشْعُرُ بِسَبَبِ نَقَائِصِنَا أَنَّ أَعْمَالَ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا تَافِهَةٌ وَلَا تَسْتَحِقُّ بَرَكَةَ يَهْوَه.‏ لكِنَّ يَهْوَه يُدْرِكُ تَمَامًا دَوَافِعَنَا وَظُرُوفَنَا،‏ وَهُوَ حَقًّا يُقَدِّرُ ٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا لَهُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧‏)‏ لِفَهْمِ هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ بِشَكْلٍ أَكْمَلَ تَأَمَّلْ فِي ٱلْإِيضَاحِ ٱلتَّالِي:‏ تَجِدُ إِحْدَى ٱلْاُمَّهَاتِ قِلَادَةً زَهِيدَةَ ٱلثَّمَنِ تُرِكَتْ عَلَى ٱلطَّاوِلَةِ هَدِيَّةً لَهَا.‏ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تَعْتَبِرَ هذِهِ ٱلْهَدِيَّةَ عَدِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ وَلَا تُعِيرَهَا أَيَّ ٱهْتِمَامٍ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْبِطَاقَةَ ٱلْمَوْضُوعَةَ بِجَانِبِهَا تُظْهِرُ أَنَّ هذِهِ ٱلْقِلَادَةَ هَدِيَّةٌ مِنِ ٱبْنَتِهَا ٱلصَّغِيرَةِ،‏ ٱلَّتِي أَنْفَقَتْ كُلَّ مَا ٱدَّخَرَتْهُ مِنْ مَالٍ لِتَشْتَرِيَهَا.‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ تَنْظُرُ ٱلْأُمُّ إِلَى ٱلْهَدِيَّةِ بِمِنْظَارٍ مُخْتَلِفٍ.‏ فَتُعَانِقُ ٱبْنَتَهَا وَٱلدُّمُوعُ تَتَرَقْرَقُ فِي عَيْنَيْهَا وَتُخْبِرُهَا عَنْ مَدَى تَقْدِيرِهَا لِهذِهِ ٱلْهَدِيَّةِ.‏

٤،‏ ٥ كَيْفَ ٱقْتَدَى يَسُوعُ بِيَهْوَه فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ؟‏

٤ وَبِمَا أَنَّ يَهْوَه يُدْرِكُ دَوَافِعَنَا وَقُدُرَاتِنَا ٱلْمَحْدُودَةَ،‏ فَهُوَ يُقَدِّرُ مَا نُقَدِّمُهُ لَهُ شَرْطَ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ قِيمَتِهِ.‏ وَقَدْ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ صِفَةِ ٱلتَّقْدِيرِ تَمَامًا مِثْلَ أَبِيهِ.‏ فَهَلْ تَذْكُرُ مَثَلًا رِوَايَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ فَلْسَيِ ٱلْأَرْمَلَةِ؟‏ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «رَفَعَ [يَسُوعُ] نَظَرَهُ فَرَأَى ٱلْأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي صَنَادِيقِ ٱلْخِزَانَةِ.‏ ثُمَّ رَأَى أَرْمَلَةً مُحْتَاجَةً تُلْقِي هُنَاكَ فَلْسَيْنِ،‏ فَقَالَ:‏ ‹حَقًّا أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَرْمَلَةَ،‏ رَغْمَ أَنَّهَا فَقِيرَةٌ،‏ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْكُلِّ.‏ لِأَنَّ كُلَّ هٰؤُلَاءِ أَلْقَوْا قَرَابِينَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ،‏ أَمَّا هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ فَمِنْ عَوَزِهَا أَلْقَتْ كُلَّ ٱلْمَعِيشَةِ ٱلَّتِي لَهَا›».‏ —‏ لوقا ٢١:‏١-‏٤‏.‏

٥ عَرَفَ يَسُوعُ ظُرُوفَ هذِهِ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْفَقِيرَةِ.‏ لِذلِكَ أَدْرَكَ ٱلْقِيمَةَ ٱلْفِعْلِيَّةَ لِهِبَتِهَا وَقَدَّرَهَا.‏ وَيَنْطَبِقُ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ عَلَى يَهْوَه.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٩‏)‏ أَفَلَيْسَ مِنَ ٱلْمُشَجِّعِ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا نَيْلَ حُظْوَةٍ فِي عَيْنَيْ إِلهِنَا ٱلَّذِي يُقَدِّرُ عَمَلَنَا وَعَيْنَيِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَهْمَا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا؟‏

يَهْوَه يُكَافِئُ حَبَشِيًّا تَقِيًّا

٦،‏ ٧ لِمَاذَا وَكَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَه عَنْ تَقْدِيرِهِ لِعَبْدَ مَلِكَ؟‏

٦ تَحْتَوِي ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بَرَاهِينَ عَدِيدَةً تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ مَنْ يَفْعَلُونَ مَشِيئَتَهُ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي طَرِيقَةِ تَعَامُلِهِ مَعَ عَبْدَ مَلِكَ ٱلْحَبَشِيِّ،‏ رَجُلٌ تَقِيٌّ خَدَمَ أَيَّامَ إِرْمِيَا فِي بَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا غَيْرِ ٱلْأَمِينِ صِدْقِيَّا.‏ عَرَفَ عَبْدَ مَلِكُ أَنَّ رُؤَسَاءَ يَهُوذَا ٱتَّهَمُوا ٱلنَّبِيَّ إِرْمِيَا ظُلْمًا بِٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْعِصْيَانِ وَأَلْقَوْهُ فِي ٱلْجُبِّ وَتَرَكُوهُ لِيَمُوتَ جُوعًا.‏ (‏ارميا ٣٨:‏١-‏٧‏)‏ وَمَعَ أَنَّ عَبْدَ مَلِكَ ٱلْحَبَشِيَّ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ إِرْمِيَا مَكْرُوهٌ جِدًّا بِسَبَبِ ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي كَرَزَ بِهَا،‏ خَاطَرَ بِحَيَاتِهِ وَحَاوَلَ أَنْ يَسْتَعْطِفَ ٱلْمَلِكَ قَائِلًا بِشَجَاعَةٍ:‏ «يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ،‏ قَدْ أَسَاءَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ فِي كُلِّ مَا فَعَلُوا بِإِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي أَلْقَوْهُ فِي ٱلْجُبِّ،‏ فَيَمُوتُ هُنَاكَ جُوعًا،‏ إِذْ لَيْسَ بَعْدُ خُبْزٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ».‏ وَبِأَمْرٍ مِنَ ٱلْمَلِكِ،‏ أَخَذَ عَبْدَ مَلِكُ ثَلَاثِينَ رَجُلًا وَأَنْقَذَ نَبِيَّ ٱللهِ.‏ —‏ ارميا ٣٨:‏٨-‏١٣‏.‏

٧ رَأَى يَهْوَه أَنَّ عَبْدَ مَلِكَ تَحَلَّى بِإِيمَانٍ كَبِيرٍ سَاعَدَهُ أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْخَوْفِ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّهُ شَعَرَ بِهِ.‏ فَأَعْرَبَ يَهْوَه عَنْ تَقْدِيرِهِ لِعَبْدَ مَلِكَ وَقَالَ لَهُ عَلَى لِسَانِ إِرْمِيَا:‏ «هٰأَنَذَا مُتَمِّمٌ كَلَامِي عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ لِلْبَلِيَّةِ،‏ لَا لِلْخَيْرِ .‏ .‏ .‏ إِنِّي أُنْقِذُكَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ .‏ .‏ .‏ فَلَا تُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ تَفْزَعُ مِنْهُمْ.‏ لِأَنِّي أُنَجِّيكَ نَجَاةً .‏ .‏ .‏ وَتَكُونُ لَكَ نَفْسُكَ غَنِيمَةً؛‏ لِأَنَّكَ ٱتَّكَلْتَ عَلَيَّ».‏ (‏ارميا ٣٩:‏١٦-‏١٨‏)‏ لَقَدْ أَنْقَذَ يَهْوَه عَبْدَ مَلِكَ وَإِرْمِيَا كِلَيْهِمَا مِنْ يَدِ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا ٱلْأَشْرَارِ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ مِنْ يَدِ ٱلْبَابِلِيِّينَ ٱلَّذِينَ دَمَّرُوا أُورُشَلِيمَ.‏ وَهكَذَا نَرَى أَنَّ يَهْوَه هُوَ حَقًّا «حَافِظٌ نُفُوسَ أَوْلِيَائِهِ،‏ مِنْ يَدِ ٱلْأَشْرَارِ يُنْقِذُهُمْ»،‏ كَمَا يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ٩٧:‏١٠‏.‏

‏«أَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ»‏

٨،‏ ٩ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلصَّلَوَاتِ يُقَدِّرُهُ يَهْوَه،‏ حَسْبَمَا أَظْهَرَ يَسُوعُ؟‏

٨ نَجِدُ فِي مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلصَّلَاةِ بُرْهَانًا آخَرَ عَلَى أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ وَيُعِزُّ تَعَبُّدَنَا لَهُ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ ٱلرَّجُلُ ٱلْحَكِيمُ:‏ «صَلَاةُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ مَسَرَّةُ [ٱللهِ]».‏ (‏امثال ١٥:‏٨‏)‏ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ أَيَّامَ يَسُوعَ يُصَلُّونَ عَلَنًا،‏ لَا لِأَنَّهُمْ أَتْقِيَاءُ بَلْ لِأَنَّهُمْ يَرْغَبُونَ فِي نَيْلِ إِعْجَابِ ٱلنَّاسِ.‏ لِذلِكَ قَالَ يَسُوعُ:‏ «إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ».‏ ثُمَّ تَابَعَ مُخَاطِبًا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ أَتْبَاعِهِ:‏ «أَمَّا أَنْتَ،‏ فَمَتَى صَلَّيْتَ فٱدْخُلْ مَخْدَعَكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ،‏ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَفَاءِ.‏ وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ».‏ —‏ متى ٦:‏٥،‏ ٦‏.‏

٩ مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقْصِدْ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِدَانَةَ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْعَلَنِيَّةِ،‏ لِأَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ صَلَّى عَلَانِيَةً مَرَّاتٍ عَدِيدَةً.‏ (‏لوقا ٩:‏١٦‏)‏ كَمَا أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ بِعُمْقٍ صَلَوَاتِنَا ٱلْمُخْلِصَةَ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا حِينَ لَا يَكُونُ دَافِعُنَا ٱلِٱسْتِئْثَارَ بِإِعْجَابِ ٱلْآخَرِينَ.‏ لكِنَّ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا عَلَى ٱنْفِرَادٍ تَكْشِفُ بِوُضُوحٍ عَنْ عُمْقِ مَحَبَّتِنَا للهِ وَتَوَكُّلِنَا عَلَيْهِ.‏ لِذلِكَ لَا عَجَبَ أَنَّ يَسُوعَ ذَهَبَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً إِلَى مَكَانٍ مُنْفَرِدٍ لِيُصَلِّيَ!‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ،‏ خَرَجَ لِيُصَلِّيَ فِي مَكَانٍ خَلَاءٍ «فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ،‏ إِذْ كَانَ ظَلَامٌ بَعْدُ».‏ وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى،‏ «صَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ».‏ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَخْتَارَ رُسُلَهُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ،‏ أَمْضَى ٱللَّيْلَ كُلَّهُ بِمُفْرَدِهِ يُصَلِّي إِلَى ٱللهِ.‏ —‏ مرقس ١:‏٣٥؛‏ متى ١٤:‏٢٣؛‏ لوقا ٦:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

١٠ عِنْدَمَا نُعَبِّرُ فِي صَلَوَاتِنَا عَنْ مَشَاعِرَ صَادِقَةٍ وَعَمِيقَةٍ،‏ مِمَّ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ؟‏

١٠ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ أَصْغَى بِٱنْتِبَاهٍ شَدِيدٍ إِلَى كَلِمَاتِ ٱبْنِهِ ٱلنَّابِعَةِ مِنَ ٱلْقَلْبِ.‏ فَيَسُوعُ صَلَّى أَحْيَانًا «بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ .‏ .‏ .‏ وَٱسْتُجِيبَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ».‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧؛‏ لوقا ٢٢:‏٤١-‏٤٤‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ عِنْدَمَا نُعَبِّرُ فِي صَلَوَاتِنَا عَنْ مَشَاعِرَ صَادِقَةٍ وَعَمِيقَةٍ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ مِنْ أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ سَيُصْغِي إِلَيْنَا بِٱنْتِبَاهٍ وَيُقَدِّرُ مَا نَقُولُهُ.‏ ‹فَيَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِٱلْحَقِّ›.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٨‏.‏

١١ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَه تِجَاهَ مَا نَفْعَلُهُ حِينَ نَكُونُ وَحْدَنَا؟‏

١١ وَإِذَا كَانَ يَهْوَه يُقَدِّرُ صَلَوَاتِنَا ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا إِلَيْهِ فِي ٱلْخَفَاءِ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا فِي ٱلْخَفَاءِ وَٱلَّتِي نُبَرْهِنُ مِنْ خِلَالِهَا عَنْ طَاعَتِنَا لَهُ!‏ فَيَهْوَه يَعْرِفُ مَا نَفْعَلُهُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٢‏)‏ وَعِنْدَمَا نُحَافِظُ عَلَى أَمَانَتِنَا وَطَاعَتِنَا لَهُ حِينَ نَكُونُ وَحْدَنَا،‏ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَخْدُمُهُ «بَقَلْبٍ كَامِلٍ»،‏ قَلْبٍ دَوَافِعُهُ نَقِيَّةٌ وَمَوْقِفُهُ ثَابِتٌ إِلَى جَانِبِ ٱلْحَقِّ.‏ (‏١ اخبار الايام ٢٨:‏٩‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هذَا ٱلسُّلُوكَ يُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَه.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١؛‏ ١ يوحنا ٣:‏٢٢‏.‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ نَصُونُ فِكْرَنَا وَقَلْبَنَا وَنَتَمَثَّلُ بِٱلتِّلْمِيذِ ٱلْأَمِينِ نَثَنَائِيلَ؟‏

١٢ لِذلِكَ يَحْتَرِزُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ مِنَ ٱلْخَطَايَا ٱلسِّرِّيَّةِ ٱلَّتِي تُفْسِدُ ٱلْفِكْرَ وَٱلْقَلْبَ،‏ مِثْلِ مُشَاهَدَةِ ٱلْأَفْلَامِ وَٱلصُّوَرِ ٱلْإِبَاحِيَّةِ أَوِ ٱلْعَنِيفَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ بِإِمْكَانِ ٱلْإِنْسَانِ أَنْ يُخْفِيَ بَعْضَ ٱلْخَطَايَا عَنْ رُفَقَائِهِ ٱلْبَشَرِ،‏ لكِنَّنَا نَعْلَمُ جَيِّدًا أَنَّ «كُلَّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ مَنْ نُؤَدِّي لَهُ ٱلْحِسَابَ».‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٣؛‏ لوقا ٨:‏١٧‏)‏ وَعِنْدَمَا نَسْعَى لِتَجَنُّبِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُغْضِبُ يَهْوَه،‏ نُحَافِظُ عَلَى ضَمِيرٍ طَاهِرٍ.‏ كَمَا نَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَنْعَمُ بِرِضَى ٱللهِ.‏ فَيَهْوَه يُقَدِّرُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ «ٱلسَّالِكَ بِلَا عَيْبٍ وَٱلْمُمَارِسَ ٱلْبِرَّ وَٱلْمُتَكَلِّمَ بِٱلْحَقِّ فِي قَلْبِهِ».‏ —‏ مزمور ١٥:‏١،‏ ٢‏.‏

١٣ وَلكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَصُونَ فِكْرَنَا وَقَلْبَنَا فِي عَالَمٍ يَتَفَشَّى فِيهِ ٱلشَّرُّ؟‏ (‏امثال ٤:‏٢٣؛‏ افسس ٢:‏٢‏)‏ يَجِبُ أَلَّا نَكْتَفِيَ بِٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ كُلِّ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا بِهَا يَهْوَه لِتَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا.‏ بَلْ يَلْزَمُ أَيْضًا أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِنَرْفُضَ مَا هُوَ شَرٌّ وَنَفْعَلَ مَا هُوَ صَوَابٌ،‏ وَنَتَّخِذَ إِجْرَاءَاتٍ فَوْرِيَّةً لِئَلَّا نَسْمَحَ لِلشَّهَوَاتِ غَيْرِ ٱللَّائِقَةِ أَنْ تَخْصَبَ وَتَلِدَ خَطِيَّةً.‏ (‏يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَشْعُرُ بِفَرَحٍ كَبِيرٍ لَوْ وَجَّهَ إِلَيْنَا يَسُوعُ كَلِمَاتِهِ نَفْسَهَا ٱلَّتِي وَجَّهَهَا إِلَى نَثَنَائِيلَ:‏ «هُوَذَا [إِنْسَانٌ] .‏ .‏ .‏،‏ لَا خِدَاعَ فِيهِ»!‏ (‏يوحنا ١:‏٤٧‏)‏ وَقَدْ حَظِيَ نَثَنَائِيلُ،‏ ٱلَّذِي يُدْعَى أَيْضًا بَرْثُولَمَاوُسَ،‏ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ بِٱمْتِيَازِ أَنْ يُصْبِحَ أَحَدَ رُسُلِ يَسُوعَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏ —‏ مرقس ٣:‏١٦-‏١٩‏.‏

‏‹رَئِيسُ كَهَنَةٍ رَحِيمٌ وَأَمِينٌ›‏

١٤ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ رَدُّ فِعْلِ يَسُوعَ عَنْ رَدِّ فِعْلِ ٱلْآخَرِينَ تِجَاهَ مَا قَامَتْ بِهِ مَرْيَمُ؟‏

١٤ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ «هُوَ صُورَةُ [يَهْوَه] ٱللهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ»،‏ فَهُوَ دَوْمًا يَقْتَدِي بِأَبِيهِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ مُعْرِبًا عَنْ تَقْدِيرِهِ لِلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللهَ بِقَلْبٍ طَاهِرٍ.‏ (‏كولوسي ١:‏١٥‏)‏ مِثَالًا عَلَى ذلِكَ،‏ قَبْلَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ مِنْ مَوْتِهِ،‏ كَانَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ ضُيُوفًا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ فِي قَرْيَةِ بَيْتَ عَنْيَا.‏ وَخِلَالَ ٱلْعَشَاءِ،‏ أَخَذَتْ مَرْيَمُ،‏ أُخْتُ لِعَازَرَ وَمَرْثَا،‏ «مَنًا مِنْ زَيْتٍ عَطِرٍ،‏ نَارَدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ ٱلثَّمَنِ» —‏ تُعَادِلُ قِيمَتُهُ تَقْرِيبًا مَا يَتَقَاضَاهُ ٱلْعَامِلُ طَوَالَ سَنَةٍ —‏ وَدَهَنَتْ بِهِ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَرَأْسَهُ.‏ (‏يوحنا ١٢:‏٣‏)‏ فَٱغْتَاظَ ٱلْبَعْضُ وَقَالُوا:‏ «لِمَاذَا هٰذَا ٱلتَّبْذِيرُ؟‏».‏ لكِنَّ يَسُوعَ نَظَرَ إِلَى مَا قَامَتْ بِهِ مَرْيَمُ بِمِنْظَارٍ مُخْتَلِفٍ تَمَامًا.‏ فَقَدِ ٱعْتَبَرَهُ تَصَرُّفًا سَخِيًّا وَمُهِمًّا جِدًّا،‏ نَظَرًا إِلَى أَنَّ مَوْتَهُ وَدَفْنَهُ كَانَا وَشِيكَيْنِ.‏ وَبَدَلَ أَنْ يَنْتَقِدَ مَرْيَمَ،‏ أَكْرَمَهَا قَائِلًا:‏ «حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِٱلْبِشَارَةِ فِي ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ،‏ يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ،‏ تَذْكَارًا لَهَا».‏ —‏ متى ٢٦:‏٦-‏١٣‏.‏

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ كَوْنِ يَسُوعَ قَدْ عَاشَ وَخَدَمَ ٱللهَ كَإِنْسَانٍ؟‏

١٥ يَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ عَظِيمٍ أَنْ نَخْدُمَ تَحْتَ قِيَادَةِ شَخْصٍ يَتَّصِفُ بِٱلتَّقْدِيرِ مِثْلِ يَسُوعَ!‏ فَحَيَاةُ يَسُوعَ كَإِنْسَانٍ أَعَدَّتْهُ لِلْعَمَلِ ٱلَّذِي كَانَ يَهْوَه سَيُوكِلُهُ إِلَيْهِ:‏ اَلْخِدْمَةِ كَرَئِيسِ كَهَنَةٍ وَمَلِكٍ عَلَى جَمَاعَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْبِدَايَةِ ثُمَّ عَلَى ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ.‏ —‏ كولوسي ١:‏١٣؛‏ عبرانيين ٧:‏٢٦؛‏ رؤيا ١١:‏١٥‏.‏

١٦ حَتَّى قَبْلَ مَجِيءِ يَسُوعَ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ كَانَ مُهْتَمًّا ٱهْتِمَامًا عَمِيقًا بِٱلْبَشَرِ وَكَانَتْ لَذَّاتُهُ مَعَهُمْ.‏ (‏امثال ٨:‏٣١‏)‏ وَلكِنْ بَعْدَمَا عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَإِنْسَانٍ،‏ صَارَ يَفْهَمُ وَيُقَدِّرُ بِشَكْلٍ أَكْمَلَ ٱلْمِحَنَ ٱلَّتِي نَمُرُّ بِهَا خِلَالَ خِدْمَتِنَا للهِ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «يَلْزَمُ أَنْ يُشْبِهَ [يَسُوعُ] ‹إِخْوَتَهُ› مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّوَاحِي،‏ لِكَيْ يَكُونَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ رَحِيمًا وَأَمِينًا .‏ .‏ .‏ فَلِأَنَّهُ هُوَ تَأَلَّمَ عِنْدَمَا ٱمْتُحِنَ،‏ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُمْتَحَنِينَ».‏ وَهكَذَا صَارَ يَسُوعُ ‹قَادِرًا أَنْ يَتَعَاطَفَ مَعَنَا فِي ضَعَفَاتِنَا› لِأَنَّهُ «ٱمْتُحِنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَنَا،‏ إِلَّا أَنَّهُ بِلَا خَطِيَّةٍ».‏ —‏ عبرانيين ٢:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ عِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي ٱلرَّسَائِلِ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعِ فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى،‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ تَقْدِيرِ يَسُوعَ ٱلْعَمِيقِ؟‏ (‏ب)‏ لِأَيِّ أَمْرٍ كَانَ يَجْرِي إِعْدَادُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟‏

١٧ وَبَعْدَ قِيَامَتِهِ،‏ بَدَا جَلِيًّا أَنَّ يَسُوعَ ٱزْدَادَ إِدْرَاكًا وَتَقْدِيرًا لِمِحَنِ أَتْبَاعِهِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ رَسَائِلَهُ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعِ فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى،‏ ٱلَّتِي دَوَّنَهَا ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ لِلْجَمَاعَةِ فِي سِمِيرْنَا:‏ «إِنِّي أَعْرِفُ ضِيقَكَ وَفَقْرَكَ».‏ وَبِكَلِمَاتٍ أُخْرَى كَانَ يَسُوعُ يَقُولُ لَهُمْ:‏ ‹أَنَا أَعْرِفُ تَمَامًا مَا تُعَانُونَهُ،‏ وَأَفْهَمُ حَقًّا مَا تَمُرُّونَ بِهِ›.‏ وَلِأَنَّهُ هُوَ أَيْضًا ٱحْتَمَلَ ٱلْعَذَابَ حَتَّى ٱلْمَوْتِ،‏ تَابَعَ قَائِلًا بِتَعَاطُفٍ وَثِقَةٍ:‏ «كُنْ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ،‏ فَأُعْطِيَكَ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ».‏ —‏ رؤيا ٢:‏٨-‏١٠‏.‏

١٨ تَزْخَرُ ٱلرَّسَائِلُ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعِ بِتَعَابِيرَ تَعْكِسُ إِدْرَاكَ يَسُوعَ ٱلْكَامِلَ لِلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي يُوَاجِهُهَا تَلَامِيذُهُ وَتُبَيِّنُ تَقْدِيرَهُ ٱلْعَمِيقَ لِمُحَافَظَتِهِمْ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ.‏ (‏رؤيا ٢:‏١–‏٣:‏٢٢‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يَجِبُ أَلَّا نَنْسَى أَنَّ مَنْ خَاطَبَهُمْ يَسُوعُ فِي هذِهِ ٱلرَّسَائِلِ كَانُوا مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ أَنْ يَمْلِكُوا مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ رَبِّهِمْ،‏ كَانَ يَجْرِي إِعْدَادُهُمْ لِلدَّوْرِ ٱلسَّامِي ٱلَّذِي سَيَلْعَبُونَهُ.‏ فَهُمْ سَيُعْرِبُونَ عَنْ تَعَاطُفٍ كَبِيرٍ تِجَاهَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلسَّقِيمِ وَسَيُسَاهِمُونَ فِي تَطْبِيقِ فَوَائِدِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ عَلَى ٱلْبَشَرِ.‏ —‏ رؤيا ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢٢:‏١-‏٥‏.‏

١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ يُعْرِبُ مَنْ يُؤَلِّفُونَ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِيَهْوَه وَٱبْنِهِ؟‏

١٩ طَبْعًا،‏ لَا تَقْتَصِرُ مَحَبَّةُ يَسُوعَ عَلَى أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا ‹خِرَافَهُ ٱلْأُخَرَ› ٱلْأَوْلِيَاءَ.‏ وَٱلْمَلَايِينُ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْيَوْمَ سَيُؤَلِّفُونَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ› ٱلَّذِي سَيَنْجُو «مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ».‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ وَهُمْ يَنْدَفِعُونَ إِلَى ٱلْوُقُوفِ إِلَى جَانِبِ يَسُوعَ بِسَبَبِ تَقْدِيرِهِمْ لِذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَلِرَجَائِهِمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ وَكَيْفَ يُعْرِبُونَ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ هذَا؟‏ إِنَّهُمْ «يُؤَدُّونَ [للهِ] خِدْمَةً مُقَدَّسَةً نَهَارًا وَلَيْلًا».‏ —‏ رؤيا ٧:‏١٥-‏١٧‏.‏

٢٠ إِنَّ ٱلتَّقْرِيرَ ٱلْعَالَمِيَّ لِسَنَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٢٠٠٦،‏ ٱلْوَارِدَ فِي ٱلصَّفَحَاتِ ٢٧ إِلَى ٣٠،‏ يُظْهِرُ بِوُضُوحٍ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلْخُدَّامَ ٱلْأُمَنَاءَ «يُؤَدُّونَ [لِيَهْوَه] خِدْمَةً مُقَدَّسَةً نَهَارًا وَلَيْلًا».‏ فَخِلَالَ سَنَةٍ وَاحِدَةٍ،‏ خَصَّصَ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ وَٱلْعَدَدُ ٱلصَّغِيرُ نِسْبِيًّا لِصَفِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ مَا مَجْمُوعُهُ ١٬٣٣٣٬٩٦٦٬١٩٩ سَاعَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ،‏ أَيْ مَا يُعَادِلُ أَكْثَرَ مِنْ ١٥٠٬٠٠٠ سَنَةٍ.‏

دَاوِمْ عَلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ!‏

٢١،‏ ٢٢ (‏أ)‏ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مُتَيَقِّظِينَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

٢١ نَعَمْ،‏ لَقَدْ أَعْرَبَ يَهْوَه وَٱبْنُهُ عَنْ تَقْدِيرٍ عَمِيقٍ فِي تَعَامُلَاتِهِمَا مَعَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ لكِنَّ ٱلْمُؤْسِفَ أَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلْبَشَرِ قَلَّمَا يَعْبَأُونَ بِٱللهِ،‏ مُرَكِّزِينَ ٱهْتِمَامَهُمْ عَلَى مَسَائِلِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنِ ٱلنَّاسِ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»:‏ «إِنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ مُحِبِّينَ لِلْمَالِ .‏ .‏ .‏ غَيْرَ شَاكِرِينَ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ فَيَا لَلتَّبَايُنِ ٱلصَّارِخِ بَيْنَ هؤُلَاءِ ٱلنَّاسِ وَبَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ،‏ ٱلَّذِينَ يُظْهِرُونَ مِنْ خِلَالِ صَلَوَاتِهِمِ ٱلْقَلْبِيَّةِ وَإِطَاعَتِهِمْ وَصَايَا ٱللهِ بِسُرُورٍ وَخِدْمَتِهِ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ أَنَّهُمْ يُقَدِّرُونَ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ ٱللهُ مِنْ أَجْلِهِمْ!‏ —‏ مزمور ٦٢:‏٨؛‏ مرقس ١٢:‏٣٠؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

٢٢ وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ بَعْضًا مِنَ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا بِهَا يَهْوَه بِمَحَبَّةٍ.‏ وَفِيمَا نَتَأَمَّلُ فِي هذِهِ ‹ٱلْعَطَايَا ٱلصَّالِحَةِ›،‏ لِنُعَمِّقْ تَقْدِيرَنَا للهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٧‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ إِلهٌ يَتَّصِفُ بِٱلتَّقْدِيرِ؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُفَرِّحَ قَلْبَ يَهْوَه عِنْدَمَا نَكُونُ وَحْدَنَا؟‏

‏• كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ؟‏

‏• كَيْفَ سَاهَمَتْ حَيَاةُ يَسُوعَ كَإِنْسَانٍ فِي أَنْ يُصْبِحَ حَاكِمًا مُتَعَاطِفًا يَتَّصِفُ بِٱلتَّقْدِيرِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

كَمَا تُقَدِّرُ ٱلْأُمُّ هَدِيَّةَ ٱبْنَتِهَا ٱلْبَسِيطَةَ،‏ يُقَدِّرُ يَهْوَه مَا نُقَدِّمُهُ لَهُ شَرْطَ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا