يهوه اله يتصف بالتقدير
يَهْوَه إِلٰهٌ يَتَّصِفُ بِٱلتَّقْدِيرِ
«اَللهُ لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ». — عبرانيين ٦:١٠.
١ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ قَدَّرَ مَا فَعَلَتْهُ رَاعُوثُ ٱلْمُوآبِيَّةُ؟
يُقَدِّرُ يَهْوَه حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي يَبْذُلُهَا مَنْ يَسْعَوْنَ جَاهِدِينَ لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ وَيُكَافِئُهُمْ بِسَخَاءٍ. (عبرانيين ١١:٦) وَقَدْ أَدْرَكَ ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ بُوعَزُ هذَا ٱلْجَانِبَ ٱلْمُمَيَّزَ مِنْ شَخْصِيَّةِ ٱللهِ. لِذلِكَ قَالَ لِرَاعُوثَ ٱلْمُوآبِيَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَعْتَنِي بِمَحَبَّةٍ بِحَمَاتِهَا ٱلْأَرْمَلَةِ: «لِيُكَافِئْ يَهْوَهُ عَمَلَكِ، وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلًا مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ». (راعوث ٢:١٢) فَهَلْ نَالَتْ رَاعُوثُ بَرَكَةَ ٱللهِ؟ لَا شَكَّ فِي ذلِكَ، فَقَدْ دُوِّنَتْ قِصَّتُهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. كَمَا تَزَوَّجَتْ بُوعَزَ وَصَارَتْ مِنْ أَسْلَافِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (راعوث ٤:١٣، ١٧؛ متى ١:٥، ٦، ١٦) وَهذِهِ ٱلرِّوَايَةُ لَيْسَتْ سِوَى مِثَالٍ وَاحِدٍ مِنْ أَمْثِلَةٍ عَدِيدَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ خُدَّامَهُ.
٢، ٣ (أ) لِمَ يُعْتَبَرُ إِعْرَابُ يَهْوَه عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ أَمْرًا مُمَيَّزًا؟ (ب) لِمَاذَا يُقَدِّرُ يَهْوَه خِدْمَتَنَا لَهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ، وَأَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟
٢ إِنَّ عَدَمَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ هُوَ أَمْرٌ أَثِيمٌ فِي نَظَرِ يَهْوَه. فَٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٦:١٠ تَقُولُ: «اَللهُ لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ فِي أَنَّكُمْ خَدَمْتُمُ ٱلْقِدِّيسِينَ وَلَا تَزَالُونَ تَخْدُمُونَهُمْ». وَمَا يَجْعَلُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ مُمَيَّزَةً حَقًّا هُوَ أَنَّ ٱللهَ يُعْرِبُ عَنْ تَقْدِيرِهِ لِلْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ، مَعَ أَنَّهُمْ خُطَاةٌ وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْكِسُوا مَجْدَهُ. — روما ٣:٢٣.
٣ قَدْ نَشْعُرُ بِسَبَبِ نَقَائِصِنَا أَنَّ أَعْمَالَ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا تَافِهَةٌ وَلَا تَسْتَحِقُّ بَرَكَةَ يَهْوَه. لكِنَّ يَهْوَه يُدْرِكُ تَمَامًا دَوَافِعَنَا وَظُرُوفَنَا، وَهُوَ حَقًّا يُقَدِّرُ ٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا لَهُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. (متى ٢٢:٣٧) لِفَهْمِ هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ بِشَكْلٍ أَكْمَلَ تَأَمَّلْ فِي ٱلْإِيضَاحِ ٱلتَّالِي: تَجِدُ إِحْدَى ٱلْاُمَّهَاتِ قِلَادَةً زَهِيدَةَ ٱلثَّمَنِ تُرِكَتْ عَلَى ٱلطَّاوِلَةِ هَدِيَّةً لَهَا. مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تَعْتَبِرَ هذِهِ ٱلْهَدِيَّةَ عَدِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ وَلَا تُعِيرَهَا أَيَّ ٱهْتِمَامٍ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْبِطَاقَةَ ٱلْمَوْضُوعَةَ بِجَانِبِهَا تُظْهِرُ أَنَّ هذِهِ ٱلْقِلَادَةَ هَدِيَّةٌ مِنِ ٱبْنَتِهَا ٱلصَّغِيرَةِ، ٱلَّتِي أَنْفَقَتْ كُلَّ مَا ٱدَّخَرَتْهُ مِنْ مَالٍ لِتَشْتَرِيَهَا. فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ، تَنْظُرُ ٱلْأُمُّ إِلَى ٱلْهَدِيَّةِ بِمِنْظَارٍ مُخْتَلِفٍ. فَتُعَانِقُ ٱبْنَتَهَا وَٱلدُّمُوعُ تَتَرَقْرَقُ فِي عَيْنَيْهَا وَتُخْبِرُهَا عَنْ مَدَى تَقْدِيرِهَا لِهذِهِ ٱلْهَدِيَّةِ.
٤، ٥ كَيْفَ ٱقْتَدَى يَسُوعُ بِيَهْوَه فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ؟
٤ وَبِمَا أَنَّ يَهْوَه يُدْرِكُ دَوَافِعَنَا وَقُدُرَاتِنَا ٱلْمَحْدُودَةَ، فَهُوَ يُقَدِّرُ مَا لوقا ٢١:١-٤.
نُقَدِّمُهُ لَهُ شَرْطَ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ قِيمَتِهِ. وَقَدْ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ صِفَةِ ٱلتَّقْدِيرِ تَمَامًا مِثْلَ أَبِيهِ. فَهَلْ تَذْكُرُ مَثَلًا رِوَايَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ فَلْسَيِ ٱلْأَرْمَلَةِ؟ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «رَفَعَ [يَسُوعُ] نَظَرَهُ فَرَأَى ٱلْأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي صَنَادِيقِ ٱلْخِزَانَةِ. ثُمَّ رَأَى أَرْمَلَةً مُحْتَاجَةً تُلْقِي هُنَاكَ فَلْسَيْنِ، فَقَالَ: ‹حَقًّا أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَرْمَلَةَ، رَغْمَ أَنَّهَا فَقِيرَةٌ، أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْكُلِّ. لِأَنَّ كُلَّ هٰؤُلَاءِ أَلْقَوْا قَرَابِينَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ، أَمَّا هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ فَمِنْ عَوَزِهَا أَلْقَتْ كُلَّ ٱلْمَعِيشَةِ ٱلَّتِي لَهَا›». —٥ عَرَفَ يَسُوعُ ظُرُوفَ هذِهِ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْفَقِيرَةِ. لِذلِكَ أَدْرَكَ ٱلْقِيمَةَ ٱلْفِعْلِيَّةَ لِهِبَتِهَا وَقَدَّرَهَا. وَيَنْطَبِقُ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ عَلَى يَهْوَه. (يوحنا ١٤:٩) أَفَلَيْسَ مِنَ ٱلْمُشَجِّعِ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا نَيْلَ حُظْوَةٍ فِي عَيْنَيْ إِلهِنَا ٱلَّذِي يُقَدِّرُ عَمَلَنَا وَعَيْنَيِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَهْمَا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا؟
يَهْوَه يُكَافِئُ حَبَشِيًّا تَقِيًّا
٦، ٧ لِمَاذَا وَكَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَه عَنْ تَقْدِيرِهِ لِعَبْدَ مَلِكَ؟
٦ تَحْتَوِي ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بَرَاهِينَ عَدِيدَةً تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ مَنْ يَفْعَلُونَ مَشِيئَتَهُ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي طَرِيقَةِ تَعَامُلِهِ مَعَ عَبْدَ مَلِكَ ٱلْحَبَشِيِّ، رَجُلٌ تَقِيٌّ خَدَمَ أَيَّامَ إِرْمِيَا فِي بَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا غَيْرِ ٱلْأَمِينِ صِدْقِيَّا. عَرَفَ عَبْدَ مَلِكُ أَنَّ رُؤَسَاءَ يَهُوذَا ٱتَّهَمُوا ٱلنَّبِيَّ إِرْمِيَا ظُلْمًا بِٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْعِصْيَانِ وَأَلْقَوْهُ فِي ٱلْجُبِّ وَتَرَكُوهُ لِيَمُوتَ جُوعًا. (ارميا ٣٨:١-٧) وَمَعَ أَنَّ عَبْدَ مَلِكَ ٱلْحَبَشِيَّ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ إِرْمِيَا مَكْرُوهٌ جِدًّا بِسَبَبِ ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي كَرَزَ بِهَا، خَاطَرَ بِحَيَاتِهِ وَحَاوَلَ أَنْ يَسْتَعْطِفَ ٱلْمَلِكَ قَائِلًا بِشَجَاعَةٍ: «يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ، قَدْ أَسَاءَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ فِي كُلِّ مَا فَعَلُوا بِإِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي أَلْقَوْهُ فِي ٱلْجُبِّ، فَيَمُوتُ هُنَاكَ جُوعًا، إِذْ لَيْسَ بَعْدُ خُبْزٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ». وَبِأَمْرٍ مِنَ ٱلْمَلِكِ، أَخَذَ عَبْدَ مَلِكُ ثَلَاثِينَ رَجُلًا وَأَنْقَذَ نَبِيَّ ٱللهِ. — ارميا ٣٨:٨-١٣.
ارميا ٣٩:١٦-١٨) لَقَدْ أَنْقَذَ يَهْوَه عَبْدَ مَلِكَ وَإِرْمِيَا كِلَيْهِمَا مِنْ يَدِ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا ٱلْأَشْرَارِ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ مِنْ يَدِ ٱلْبَابِلِيِّينَ ٱلَّذِينَ دَمَّرُوا أُورُشَلِيمَ. وَهكَذَا نَرَى أَنَّ يَهْوَه هُوَ حَقًّا «حَافِظٌ نُفُوسَ أَوْلِيَائِهِ، مِنْ يَدِ ٱلْأَشْرَارِ يُنْقِذُهُمْ»، كَمَا يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ٩٧:١٠.
٧ رَأَى يَهْوَه أَنَّ عَبْدَ مَلِكَ تَحَلَّى بِإِيمَانٍ كَبِيرٍ سَاعَدَهُ أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْخَوْفِ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّهُ شَعَرَ بِهِ. فَأَعْرَبَ يَهْوَه عَنْ تَقْدِيرِهِ لِعَبْدَ مَلِكَ وَقَالَ لَهُ عَلَى لِسَانِ إِرْمِيَا: «هٰأَنَذَا مُتَمِّمٌ كَلَامِي عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ لِلْبَلِيَّةِ، لَا لِلْخَيْرِ . . . إِنِّي أُنْقِذُكَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ . . . فَلَا تُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ تَفْزَعُ مِنْهُمْ. لِأَنِّي أُنَجِّيكَ نَجَاةً . . . وَتَكُونُ لَكَ نَفْسُكَ غَنِيمَةً؛ لِأَنَّكَ ٱتَّكَلْتَ عَلَيَّ». («أَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ»
٨، ٩ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلصَّلَوَاتِ يُقَدِّرُهُ يَهْوَه، حَسْبَمَا أَظْهَرَ يَسُوعُ؟
٨ نَجِدُ فِي مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلصَّلَاةِ بُرْهَانًا آخَرَ عَلَى أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ وَيُعِزُّ تَعَبُّدَنَا لَهُ. فَقَدْ ذَكَرَ ٱلرَّجُلُ ٱلْحَكِيمُ: «صَلَاةُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ مَسَرَّةُ [ٱللهِ]». (امثال ١٥:٨) كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ أَيَّامَ يَسُوعَ يُصَلُّونَ عَلَنًا، لَا لِأَنَّهُمْ أَتْقِيَاءُ بَلْ لِأَنَّهُمْ يَرْغَبُونَ فِي نَيْلِ إِعْجَابِ ٱلنَّاسِ. لِذلِكَ قَالَ يَسُوعُ: «إِنَّهُمْ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ». ثُمَّ تَابَعَ مُخَاطِبًا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ أَتْبَاعِهِ: «أَمَّا أَنْتَ، فَمَتَى صَلَّيْتَ فٱدْخُلْ مَخْدَعَكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ ٱلَّذِي فِي ٱلْخَفَاءِ. وَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ يُجَازِيكَ». — متى ٦:٥، ٦.
٩ مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقْصِدْ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِدَانَةَ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْعَلَنِيَّةِ، لِأَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ صَلَّى عَلَانِيَةً مَرَّاتٍ عَدِيدَةً. (لوقا ٩:١٦) كَمَا أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ بِعُمْقٍ صَلَوَاتِنَا ٱلْمُخْلِصَةَ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا حِينَ لَا يَكُونُ دَافِعُنَا ٱلِٱسْتِئْثَارَ بِإِعْجَابِ ٱلْآخَرِينَ. لكِنَّ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا عَلَى ٱنْفِرَادٍ تَكْشِفُ بِوُضُوحٍ عَنْ عُمْقِ مَحَبَّتِنَا للهِ وَتَوَكُّلِنَا عَلَيْهِ. لِذلِكَ لَا عَجَبَ أَنَّ يَسُوعَ ذَهَبَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً إِلَى مَكَانٍ مُنْفَرِدٍ لِيُصَلِّيَ! فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، خَرَجَ لِيُصَلِّيَ فِي مَكَانٍ خَلَاءٍ «فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ، إِذْ كَانَ ظَلَامٌ بَعْدُ». وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى، «صَعِدَ إِلَى ٱلْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ». حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَخْتَارَ رُسُلَهُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ، أَمْضَى ٱللَّيْلَ كُلَّهُ بِمُفْرَدِهِ يُصَلِّي إِلَى ٱللهِ. — مرقس ١:٣٥؛ متى ١٤:٢٣؛ لوقا ٦:١٢، ١٣.
١٠ عِنْدَمَا نُعَبِّرُ فِي صَلَوَاتِنَا عَنْ مَشَاعِرَ صَادِقَةٍ وَعَمِيقَةٍ، مِمَّ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ؟
١٠ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ أَصْغَى بِٱنْتِبَاهٍ شَدِيدٍ إِلَى كَلِمَاتِ ٱبْنِهِ ٱلنَّابِعَةِ مِنَ ٱلْقَلْبِ. فَيَسُوعُ صَلَّى أَحْيَانًا «بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ . . . وَٱسْتُجِيبَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ». (عبرانيين ٥:٧؛ لوقا ٢٢:٤١-٤٤) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، عِنْدَمَا نُعَبِّرُ فِي صَلَوَاتِنَا عَنْ مَشَاعِرَ صَادِقَةٍ وَعَمِيقَةٍ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ مِنْ أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ سَيُصْغِي إِلَيْنَا بِٱنْتِبَاهٍ وَيُقَدِّرُ مَا نَقُولُهُ. ‹فَيَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِٱلْحَقِّ›. — مزمور ١٤٥:١٨.
١١ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَه تِجَاهَ مَا نَفْعَلُهُ حِينَ نَكُونُ وَحْدَنَا؟
١١ وَإِذَا كَانَ يَهْوَه يُقَدِّرُ صَلَوَاتِنَا ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا إِلَيْهِ فِي ٱلْخَفَاءِ، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا فِي ٱلْخَفَاءِ وَٱلَّتِي نُبَرْهِنُ مِنْ خِلَالِهَا عَنْ طَاعَتِنَا لَهُ! فَيَهْوَه يَعْرِفُ مَا نَفْعَلُهُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ. (١ بطرس ٣:١٢) وَعِنْدَمَا نُحَافِظُ عَلَى أَمَانَتِنَا وَطَاعَتِنَا لَهُ حِينَ نَكُونُ وَحْدَنَا، نُظْهِرُ أَنَّنَا نَخْدُمُهُ «بَقَلْبٍ كَامِلٍ»، قَلْبٍ دَوَافِعُهُ نَقِيَّةٌ وَمَوْقِفُهُ ثَابِتٌ إِلَى جَانِبِ ٱلْحَقِّ. (١ اخبار الايام ٢٨:٩) وَلَا شَكَّ أَنَّ هذَا ٱلسُّلُوكَ يُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَه. — امثال ٢٧:١١؛ ١ يوحنا ٣:٢٢.
١٢، ١٣ كَيْفَ نَصُونُ فِكْرَنَا وَقَلْبَنَا وَنَتَمَثَّلُ بِٱلتِّلْمِيذِ ٱلْأَمِينِ نَثَنَائِيلَ؟
١٢ لِذلِكَ يَحْتَرِزُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ مِنَ ٱلْخَطَايَا ٱلسِّرِّيَّةِ ٱلَّتِي تُفْسِدُ ٱلْفِكْرَ وَٱلْقَلْبَ، مِثْلِ مُشَاهَدَةِ ٱلْأَفْلَامِ وَٱلصُّوَرِ ٱلْإِبَاحِيَّةِ أَوِ ٱلْعَنِيفَةِ. صَحِيحٌ أَنَّ بِإِمْكَانِ ٱلْإِنْسَانِ أَنْ يُخْفِيَ عبرانيين ٤:١٣؛ لوقا ٨:١٧) وَعِنْدَمَا نَسْعَى لِتَجَنُّبِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُغْضِبُ يَهْوَه، نُحَافِظُ عَلَى ضَمِيرٍ طَاهِرٍ. كَمَا نَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَنْعَمُ بِرِضَى ٱللهِ. فَيَهْوَه يُقَدِّرُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ «ٱلسَّالِكَ بِلَا عَيْبٍ وَٱلْمُمَارِسَ ٱلْبِرَّ وَٱلْمُتَكَلِّمَ بِٱلْحَقِّ فِي قَلْبِهِ». — مزمور ١٥:١، ٢.
بَعْضَ ٱلْخَطَايَا عَنْ رُفَقَائِهِ ٱلْبَشَرِ، لكِنَّنَا نَعْلَمُ جَيِّدًا أَنَّ «كُلَّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ مَنْ نُؤَدِّي لَهُ ٱلْحِسَابَ». (١٣ وَلكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَصُونَ فِكْرَنَا وَقَلْبَنَا فِي عَالَمٍ يَتَفَشَّى فِيهِ ٱلشَّرُّ؟ (امثال ٤:٢٣؛ افسس ٢:٢) يَجِبُ أَلَّا نَكْتَفِيَ بِٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ كُلِّ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا بِهَا يَهْوَه لِتَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا. بَلْ يَلْزَمُ أَيْضًا أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِنَرْفُضَ مَا هُوَ شَرٌّ وَنَفْعَلَ مَا هُوَ صَوَابٌ، وَنَتَّخِذَ إِجْرَاءَاتٍ فَوْرِيَّةً لِئَلَّا نَسْمَحَ لِلشَّهَوَاتِ غَيْرِ ٱللَّائِقَةِ أَنْ تَخْصَبَ وَتَلِدَ خَطِيَّةً. (يعقوب ١:١٤، ١٥) وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَشْعُرُ بِفَرَحٍ كَبِيرٍ لَوْ وَجَّهَ إِلَيْنَا يَسُوعُ كَلِمَاتِهِ نَفْسَهَا ٱلَّتِي وَجَّهَهَا إِلَى نَثَنَائِيلَ: «هُوَذَا [إِنْسَانٌ] . . .، لَا خِدَاعَ فِيهِ»! (يوحنا ١:٤٧) وَقَدْ حَظِيَ نَثَنَائِيلُ، ٱلَّذِي يُدْعَى أَيْضًا بَرْثُولَمَاوُسَ، فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ بِٱمْتِيَازِ أَنْ يُصْبِحَ أَحَدَ رُسُلِ يَسُوعَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ. — مرقس ٣:١٦-١٩.
‹رَئِيسُ كَهَنَةٍ رَحِيمٌ وَأَمِينٌ›
١٤ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ رَدُّ فِعْلِ يَسُوعَ عَنْ رَدِّ فِعْلِ ٱلْآخَرِينَ تِجَاهَ مَا قَامَتْ بِهِ مَرْيَمُ؟
١٤ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ «هُوَ صُورَةُ [يَهْوَه] ٱللهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ»، فَهُوَ دَوْمًا يَقْتَدِي بِأَبِيهِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ مُعْرِبًا عَنْ تَقْدِيرِهِ لِلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللهَ بِقَلْبٍ طَاهِرٍ. (كولوسي ١:١٥) مِثَالًا عَلَى ذلِكَ، قَبْلَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ مِنْ مَوْتِهِ، كَانَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ ضُيُوفًا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ فِي قَرْيَةِ بَيْتَ عَنْيَا. وَخِلَالَ ٱلْعَشَاءِ، أَخَذَتْ مَرْيَمُ، أُخْتُ لِعَازَرَ وَمَرْثَا، «مَنًا مِنْ زَيْتٍ عَطِرٍ، نَارَدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ ٱلثَّمَنِ» — تُعَادِلُ قِيمَتُهُ تَقْرِيبًا مَا يَتَقَاضَاهُ ٱلْعَامِلُ طَوَالَ سَنَةٍ — وَدَهَنَتْ بِهِ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَرَأْسَهُ. (يوحنا ١٢:٣) فَٱغْتَاظَ ٱلْبَعْضُ وَقَالُوا: «لِمَاذَا هٰذَا ٱلتَّبْذِيرُ؟». لكِنَّ يَسُوعَ نَظَرَ إِلَى مَا قَامَتْ بِهِ مَرْيَمُ بِمِنْظَارٍ مُخْتَلِفٍ تَمَامًا. فَقَدِ ٱعْتَبَرَهُ تَصَرُّفًا سَخِيًّا وَمُهِمًّا جِدًّا، نَظَرًا إِلَى أَنَّ مَوْتَهُ وَدَفْنَهُ كَانَا وَشِيكَيْنِ. وَبَدَلَ أَنْ يَنْتَقِدَ مَرْيَمَ، أَكْرَمَهَا قَائِلًا: «حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِٱلْبِشَارَةِ فِي ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ، تَذْكَارًا لَهَا». — متى ٢٦:٦-١٣.
١٥، ١٦ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ كَوْنِ يَسُوعَ قَدْ عَاشَ وَخَدَمَ ٱللهَ كَإِنْسَانٍ؟
١٥ يَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ عَظِيمٍ أَنْ نَخْدُمَ تَحْتَ قِيَادَةِ شَخْصٍ يَتَّصِفُ بِٱلتَّقْدِيرِ مِثْلِ يَسُوعَ! فَحَيَاةُ يَسُوعَ كَإِنْسَانٍ أَعَدَّتْهُ لِلْعَمَلِ ٱلَّذِي كَانَ يَهْوَه سَيُوكِلُهُ إِلَيْهِ: اَلْخِدْمَةِ كَرَئِيسِ كَهَنَةٍ وَمَلِكٍ عَلَى جَمَاعَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْبِدَايَةِ ثُمَّ عَلَى ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ. — كولوسي ١:١٣؛ عبرانيين ٧:٢٦؛ رؤيا ١١:١٥.
١٦ حَتَّى قَبْلَ مَجِيءِ يَسُوعَ إِلَى ٱلْأَرْضِ، كَانَ مُهْتَمًّا ٱهْتِمَامًا عَمِيقًا بِٱلْبَشَرِ وَكَانَتْ لَذَّاتُهُ مَعَهُمْ. (امثال ٨:٣١) وَلكِنْ بَعْدَمَا عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَإِنْسَانٍ، صَارَ يَفْهَمُ وَيُقَدِّرُ بِشَكْلٍ أَكْمَلَ ٱلْمِحَنَ ٱلَّتِي نَمُرُّ بِهَا خِلَالَ خِدْمَتِنَا للهِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «يَلْزَمُ أَنْ يُشْبِهَ [يَسُوعُ] ‹إِخْوَتَهُ› مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّوَاحِي، لِكَيْ يَكُونَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ رَحِيمًا وَأَمِينًا . . . فَلِأَنَّهُ هُوَ تَأَلَّمَ عِنْدَمَا ٱمْتُحِنَ، يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُمْتَحَنِينَ». وَهكَذَا صَارَ يَسُوعُ ‹قَادِرًا أَنْ يَتَعَاطَفَ مَعَنَا فِي ضَعَفَاتِنَا› لِأَنَّهُ «ٱمْتُحِنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَنَا، إِلَّا أَنَّهُ بِلَا خَطِيَّةٍ». — عبرانيين ٢:١٧، ١٨؛ ٤:١٥، ١٦.
١٧، ١٨ (أ) عِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي ٱلرَّسَائِلِ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعِ فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى، مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ تَقْدِيرِ يَسُوعَ ٱلْعَمِيقِ؟ (ب) لِأَيِّ أَمْرٍ كَانَ يَجْرِي إِعْدَادُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟
١٧ وَبَعْدَ قِيَامَتِهِ، بَدَا جَلِيًّا أَنَّ يَسُوعَ ٱزْدَادَ إِدْرَاكًا وَتَقْدِيرًا لِمِحَنِ أَتْبَاعِهِ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ رَسَائِلَهُ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعِ فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى، ٱلَّتِي دَوَّنَهَا ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ لِلْجَمَاعَةِ فِي سِمِيرْنَا: «إِنِّي أَعْرِفُ رؤيا ٢:٨-١٠.
ضِيقَكَ وَفَقْرَكَ». وَبِكَلِمَاتٍ أُخْرَى كَانَ يَسُوعُ يَقُولُ لَهُمْ: ‹أَنَا أَعْرِفُ تَمَامًا مَا تُعَانُونَهُ، وَأَفْهَمُ حَقًّا مَا تَمُرُّونَ بِهِ›. وَلِأَنَّهُ هُوَ أَيْضًا ٱحْتَمَلَ ٱلْعَذَابَ حَتَّى ٱلْمَوْتِ، تَابَعَ قَائِلًا بِتَعَاطُفٍ وَثِقَةٍ: «كُنْ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ، فَأُعْطِيَكَ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ». —١٨ تَزْخَرُ ٱلرَّسَائِلُ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلسَّبْعِ بِتَعَابِيرَ تَعْكِسُ إِدْرَاكَ يَسُوعَ ٱلْكَامِلَ لِلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي يُوَاجِهُهَا تَلَامِيذُهُ وَتُبَيِّنُ تَقْدِيرَهُ ٱلْعَمِيقَ لِمُحَافَظَتِهِمْ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ. (رؤيا ٢:١–٣:٢٢) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، يَجِبُ أَلَّا نَنْسَى أَنَّ مَنْ خَاطَبَهُمْ يَسُوعُ فِي هذِهِ ٱلرَّسَائِلِ كَانُوا مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ أَنْ يَمْلِكُوا مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَعَلَى غِرَارِ رَبِّهِمْ، كَانَ يَجْرِي إِعْدَادُهُمْ لِلدَّوْرِ ٱلسَّامِي ٱلَّذِي سَيَلْعَبُونَهُ. فَهُمْ سَيُعْرِبُونَ عَنْ تَعَاطُفٍ كَبِيرٍ تِجَاهَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلسَّقِيمِ وَسَيُسَاهِمُونَ فِي تَطْبِيقِ فَوَائِدِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ عَلَى ٱلْبَشَرِ. — رؤيا ٥:٩، ١٠؛ ٢٢:١-٥.
١٩، ٢٠ كَيْفَ يُعْرِبُ مَنْ يُؤَلِّفُونَ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِيَهْوَه وَٱبْنِهِ؟
١٩ طَبْعًا، لَا تَقْتَصِرُ مَحَبَّةُ يَسُوعَ عَلَى أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ، بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا ‹خِرَافَهُ ٱلْأُخَرَ› ٱلْأَوْلِيَاءَ. وَٱلْمَلَايِينُ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْيَوْمَ سَيُؤَلِّفُونَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ› ٱلَّذِي سَيَنْجُو «مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ». (يوحنا ١٠:١٦؛ رؤيا ٧:٩، ١٤) وَهُمْ يَنْدَفِعُونَ إِلَى ٱلْوُقُوفِ إِلَى جَانِبِ يَسُوعَ بِسَبَبِ تَقْدِيرِهِمْ لِذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَلِرَجَائِهِمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. وَكَيْفَ يُعْرِبُونَ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ هذَا؟ إِنَّهُمْ «يُؤَدُّونَ [للهِ] خِدْمَةً مُقَدَّسَةً نَهَارًا وَلَيْلًا». — رؤيا ٧:١٥-١٧.
٢٠ إِنَّ ٱلتَّقْرِيرَ ٱلْعَالَمِيَّ لِسَنَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٢٠٠٦، ٱلْوَارِدَ فِي ٱلصَّفَحَاتِ ٢٧ إِلَى ٣٠، يُظْهِرُ بِوُضُوحٍ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلْخُدَّامَ ٱلْأُمَنَاءَ «يُؤَدُّونَ [لِيَهْوَه] خِدْمَةً مُقَدَّسَةً نَهَارًا وَلَيْلًا». فَخِلَالَ سَنَةٍ وَاحِدَةٍ، خَصَّصَ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ وَٱلْعَدَدُ ٱلصَّغِيرُ نِسْبِيًّا لِصَفِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ مَا مَجْمُوعُهُ ١٬٣٣٣٬٩٦٦٬١٩٩ سَاعَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ، أَيْ مَا يُعَادِلُ أَكْثَرَ مِنْ ١٥٠٬٠٠٠ سَنَةٍ.
دَاوِمْ عَلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ!
٢١، ٢٢ (أ) لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مُتَيَقِّظِينَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ؟ (ب) مَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
٢١ نَعَمْ، لَقَدْ أَعْرَبَ يَهْوَه وَٱبْنُهُ عَنْ تَقْدِيرٍ عَمِيقٍ فِي تَعَامُلَاتِهِمَا مَعَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ. لكِنَّ ٱلْمُؤْسِفَ أَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلْبَشَرِ قَلَّمَا يَعْبَأُونَ بِٱللهِ، مُرَكِّزِينَ ٱهْتِمَامَهُمْ عَلَى مَسَائِلِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ. كَتَبَ بُولُسُ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنِ ٱلنَّاسِ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»: «إِنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ . . . غَيْرَ شَاكِرِينَ». (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) فَيَا لَلتَّبَايُنِ ٱلصَّارِخِ بَيْنَ هؤُلَاءِ ٱلنَّاسِ وَبَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ، ٱلَّذِينَ يُظْهِرُونَ مِنْ خِلَالِ صَلَوَاتِهِمِ ٱلْقَلْبِيَّةِ وَإِطَاعَتِهِمْ وَصَايَا ٱللهِ بِسُرُورٍ وَخِدْمَتِهِ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ أَنَّهُمْ يُقَدِّرُونَ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ ٱللهُ مِنْ أَجْلِهِمْ! — مزمور ٦٢:٨؛ مرقس ١٢:٣٠؛ ١ يوحنا ٥:٣.
٢٢ وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ بَعْضًا مِنَ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا بِهَا يَهْوَه بِمَحَبَّةٍ. وَفِيمَا نَتَأَمَّلُ فِي هذِهِ ‹ٱلْعَطَايَا ٱلصَّالِحَةِ›، لِنُعَمِّقْ تَقْدِيرَنَا للهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. — يعقوب ١:١٧.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ إِلهٌ يَتَّصِفُ بِٱلتَّقْدِيرِ؟
• كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُفَرِّحَ قَلْبَ يَهْوَه عِنْدَمَا نَكُونُ وَحْدَنَا؟
• كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلتَّقْدِيرِ؟
• كَيْفَ سَاهَمَتْ حَيَاةُ يَسُوعَ كَإِنْسَانٍ فِي أَنْ يُصْبِحَ حَاكِمًا مُتَعَاطِفًا يَتَّصِفُ بِٱلتَّقْدِيرِ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ١٧]
كَمَا تُقَدِّرُ ٱلْأُمُّ هَدِيَّةَ ٱبْنَتِهَا ٱلْبَسِيطَةَ، يُقَدِّرُ يَهْوَه مَا نُقَدِّمُهُ لَهُ شَرْطَ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا