«ايها الاولاد، اطيعوا والديكم»
«أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ»
«أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلرَّبِّ، لِأَنَّ هٰذَا بِرٌّ». — افسس ٦:١.
١ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلطَّاعَةِ وَٱلتَّجَاوُبِ مَعَ ٱلتَّحْذِيرَاتِ أَنْ يَحْمِيَانَا؟
قَدْ نَكُونُ ٱلْآنَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ بِسَبَبِ ٱلطَّاعَةِ وَٱلتَّجَاوُبِ مَعَ ٱلتَّحْذِيرَاتِ، فِي حِينِ أَنَّ آخَرِينَ رُبَّمَا خَسِرُوا حَيَاتَهُمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا ذلِكَ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ مِنْ أَجْسَامِنَا ٱلَّتِي «صُنِعَتْ بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ . . . ٱلْعَجَبَ». (مزمور ١٣٩:١٤) لِنَفْرِضْ أَنَّنَا نَرَى غُيُومًا سَوْدَاءَ وَنَسْمَعُ ٱلرَّعْدَ وَنُحِسُّ بِأَنَّ شَعْرَنَا تَكَهْرَبَ. إِذَا كُنَّا نَعْرِفُ ٱلْمَخَاطِرَ ٱلْمُحْتَمَلَةَ، فَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَعْتَبِرُ هذِهِ ٱلْأُمُورَ تَحْذِيرَاتٍ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْبَحْثِ عَنْ مَكَانٍ آمِنٍ لِلِٱخْتِبَاءِ فِيهِ مِنَ ٱلْعَاصِفَةِ ٱلْوَشِيكَةِ ٱلَّتِي يُرَافِقُهَا بَرْقٌ وَبَرَدٌ قَدْ يُعَرِّضَانِ حَيَاتَنَا لِلْخَطَرِ.
٢ لِمَاذَا يَحْتَاجُ ٱلْأَوْلَادُ إِلَى ٱلتَّحْذِيرَاتِ، وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُطِيعُوا وَالِدِيهِمْ؟
٢ يَحْتَاجُ ٱلْأَوْلَادُ إِلَى تَحْذِيرَاتٍ مِنَ ٱلْمَخَاطِرِ ٱلْمُحْتَمَلَةِ، وَتُلْقَى عَلَى ٱلْوَالِدِينَ مَسْؤُولِيَّةُ إِعْطَاءِ هذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ. فَقَدْ تَتَذَكَّرُ أَنَّ وَالِدَيْكَ قَالَا لَكَ: «لَا تَضَعْ يَدَكَ عَلَى ٱلْفُرْنِ. إِنَّهُ سَاخِنٌ جِدًّا». «اِبْتَعِدْ عَنِ ٱلنَّهْرِ. إِنَّهُ خَطِرٌ». «تَطَلَّعْ يَمِينًا وَشِمَالًا قَبْلَ أَنْ تَقْطَعَ ٱلطَّرِيقَ». وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَوْلَادِ لَمْ يُطِيعُوا وَالِدِيهِمْ وَيَتَجَاوَبُوا مَعَ هذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ، لِذلِكَ قُتِلُوا أَوْ جُرِحُوا. وَٱلطَّاعَةُ لِوَالِدَيْكَ هِيَ «بِرٌّ»، أَيْ شَيْءٌ صَائِبٌ وَلَائِقٌ، كَمَا أَنَّهَا أَمْرٌ حَكِيمٌ. (امثال ٨:٣٣) وَتَقُولُ آيَةٌ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِنَّهَا أَمْرٌ «مَرْضِيٌّ جِدًّا» لَدَى رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَأْمُرُكَ ٱللهُ بِأَنْ تُطِيعَ وَالِدَيْكَ. — كولوسي ٣:٢٠؛ ١ كورنثوس ٨:٦.
فَوَائِدُ ٱلطَّاعَةِ ٱلطَّوِيلَةُ ٱلْأَمَدِ
٣ مَا هِيَ «ٱلْحَيَاةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ» بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى مُعْظَمِنَا، وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَوْلَادِ أَنْ يَنَالُوا هذِهِ ٱلْحَيَاةَ؟
٣ لَا تَحْمِي ٱلطَّاعَةُ لِوَالِدَيْكَ ‹حَيَاتَكَ ٱلْحَاضِرَةَ› فَحَسْبُ، بَلْ تُمَكِّنُكَ أَيْضًا مِنْ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ «ٱلْآتِيَةِ» ٱلَّتِي تُدْعَى «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ». (١ تيموثاوس ٤:٨؛ ٦:١٩) وَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَى مُعْظَمِنَا، ٱلْحَيَاةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي يَعِدُ بِهِ ٱللهُ ٱلَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِوَصَايَاهُ بِأَمَانَةٍ. تَقُولُ وَصِيَّةٌ مُهِمَّةٌ مِنْ هذِهِ ٱلْوَصَايَا: «‹أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ›. تِلْكَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ وَهُوَ: ‹لِكَيْ يُحَالِفَكَ ٱلتَّوْفِيقُ وَيَطُولَ عُمْرُكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ›». فَٱلطَّاعَةُ لِوَالِدَيْكَ تَجْعَلُكَ سَعِيدًا وَتَجْعَلُ مُسْتَقْبَلَكَ آمِنًا وَتُؤَهِّلُكَ لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. — افسس ٦:٢، ٣.
٤ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَوْلَادِ أَنْ يُكْرِمُوا ٱللهَ وَبِٱلتَّالِي أَنْ يَنْتَفِعُوا؟
٤ عِنْدَمَا تُكْرِمُ وَالِدَيْكَ بِإِطَاعَتِهِمَا، تُكْرِمُ ٱللهَ أَيْضًا لِأَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي يَأْمُرُكَ بِذلِكَ. كَمَا أَنَّ طَاعَتَكَ تَجْلُبُ لَكَ ٱلْفَوَائِدَ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «أَنَا يَهْوَهَ إِلٰهُكَ، مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ». (اشعيا ٤٨:١٧؛ ١ يوحنا ٥:٣) وَكَيْفَ تَنْفَعُكَ ٱلطَّاعَةُ؟ إِنَّهَا تُفَرِّحُ أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَسَعَادَتُهُمَا سَتَنْعَكِسُ عَلَيْكَ إِذْ إِنَّهُمَا سَيُعَبِّرَانِ عَنْهَا بِطَرَائِقَ تَجْعَلُ حَيَاتَكَ أَسْعَدَ. (امثال ٢٣:٢٢-٢٥) لكِنَّ ٱلْأَمْرَ ٱلْأَهَمَّ هُوَ أَنَّ طَاعَتَكَ تُفَرِّحُ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ، وَهُوَ بِدَوْرِهِ سَيَمْنَحُكَ مُكَافَآتٍ رَائِعَةً. فَلْنَرَ كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَه وَحَمَى يَسُوعَ ٱلَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسِهِ: «دَائِمًا أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ». — يوحنا ٨:٢٩.
يَسُوعُ — عَامِلٌ نَشِيطٌ
٥ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ كَانَ عَامِلًا نَشِيطًا؟
٥ كَانَ يَسُوعُ ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبِكْرَ. وَأَبُوهُ بِٱلتَّبَنِّي يُوسُفُ كَانَ نَجَّارًا. وَكَمَا يَبْدُو، تَعَلَّمَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْمِهْنَةَ مِنْ يُوسُفَ، فَصَارَ هُوَ أَيْضًا نَجَّارًا. (متى ١٣:٥٥؛ مرقس ٦:٣؛ لوقا ١:٢٦-٣١) وَبِمَاذَا تَمَيَّزَ يَسُوعُ كَنَجَّارٍ؟ عِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ تَحْمِلَ بِهِ أُمُّهُ ٱلْعَذْرَاءُ بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ، قَالَ هُوَ نَفْسُهُ بِصِفَتِهِ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْمُجَسَّمَةَ: «كُنْتُ بِجَانِبِ [ٱللهِ] عَامِلًا مَاهِرًا، وَكُنْتُ يَوْمًا فَيَوْمًا لَذَّتَهُ». فَقَدْ كَانَ ٱللهُ رَاضِيًا عَنْ يَسُوعَ حِينَ كَانَ فِي ٱلسَّمَاءِ عَامِلًا نَشِيطًا. فَهَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّهُ بَذَلَ جُهْدَهُ أَيْضًا لِيَكُونَ عَامِلًا نَشِيطًا وَنَجَّارًا مُجْتَهِدًا عِنْدَمَا كَانَ حَدَثًا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ — امثال ٨:٣٠؛ كولوسي ١:١٥، ١٦.
٦ (أ) لِمَاذَا كَانَ يَسُوعُ يَقُومُ بِٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ عِنْدَمَا كَانَ وَلَدًا؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَوْلَادِ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ؟
٦ لَا شَكَّ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يَلْعَبُ فِي صِغَرِهِ مَثَلُهُ مَثَلُ بَاقِي ٱلْأَوْلَادِ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (زكريا ٨:٥؛ متى ١١:١٦، ١٧) رَغْمَ ذلِكَ، بِمَا أَنَّهُ ٱلِٱبْنُ ٱلْبِكْرُ فِي عَائِلَةٍ كَبِيرَةٍ فَقِيرَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ حَتْمًا ٱلْقِيَامُ بِبَعْضِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ إِضَافَةً إِلَى ٱلتَّدَرُّبِ عَلَى ٱلنِّجَارَةِ. وَلَاحِقًا، صَارَ يَسُوعُ كَارِزًا وَوَقَفَ نَفْسَهُ لِخِدْمَتِهِ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ ضَحَّى بِرَاحَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. (لوقا ٩:٥٨؛ يوحنا ٥:١٧) فَهَلْ يُمْكِنُكَ إِيجَادُ طَرَائِقَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ؟ مَثَلًا، هَلْ يَطْلُبُ مِنْكَ وَالِدَاكَ أَنْ تُنَظِّفَ غُرْفَتَكَ أَوْ تَقُومَ بِأَعْمَالٍ مَنْزِلِيَّةٍ أُخْرَى؟ هَلْ يُشَجِّعَانِكَ عَلَى عِبَادَةِ ٱللهِ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِمُعْتَقَدَاتِكَ؟ مَاذَا كَانَ يَسُوعُ سَيَفْعَلُ فِي رَأْيِكَ لَوْ طُلِبَتْ مِنْهُ أُمُورٌ مُمَاثِلَةٌ؟
تِلْمِيذٌ وَمُعَلِّمٌ مُجْتَهِدٌ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
٧ (أ) مَعَ مَنْ سَافَرَ يَسُوعُ لِلِٱحْتِفَالِ بِٱلْفِصْحِ؟ (ب) أَيْنَ كَانَ يَسُوعُ عِنْدَمَا ٱبْتَدَأَتْ عَائِلَتُهُ بِرِحْلَةِ ٱلْعَوْدَةِ، وَمَاذَا كَانَ يَفْعَلُ هُنَاكَ؟
٧ أَوْصَتِ ٱلشَّرِيعَةُ جَمِيعَ ٱلذُّكُورِ فِي ٱلْعَائِلَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةِ بِٱلصُّعُودِ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْأَعْيَادِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلثَّلَاثَةِ لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ لِيَهْوَه. (تثنية ١٦:١٦) وَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ فِي ٱلثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ، سَافَرَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلِٱحْتِفَالِ بِٱلْفِصْحِ رُبَّمَا مَعَ عَائِلَتِهِ كُلِّهَا، بِمَنْ فِيهِمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِخْوَتُهُ وَأَخَوَاتُهُ مِنْ أُمِّهِ. وَرُبَّمَا ذَهَبَتْ مَعَهُمْ أَيْضًا سَالُومَةُ (ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أُخْتَ مَرْيَمَ) وَزَوْجُهَا زَبَدِي مَعَ ٱبْنَيْهِمَا يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، ٱللَّذَيْنِ صَارَا لَاحِقًا رَسُولَيْنِ. * (متى ٤:٢٠، ٢١؛ ١٣:٥٤-٥٦؛ ٢٧:٥٦؛ مرقس ١٥:٤٠؛ يوحنا ١٩:٢٥) وَفِي رِحْلَةِ ٱلْعَوْدَةِ، حَسِبَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ أَنَّ يَسُوعَ مَعَ ٱلْأَقْرِبَاءِ، لِذلِكَ لَمْ يُلَاحِظَا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّهُ غَيْرُ مَوْجُودٍ مَعَهُمْ. وَعِنْدَمَا وَجَدَاهُ أَخِيرًا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، كَانَ فِي ٱلْهَيْكَلِ «جَالِسًا وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ». — لوقا ٢:٤٤-٤٦.
٨ مَاذَا كَانَ يَسُوعُ يَفْعَلُ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَلِمَاذَا بُهِتَ ٱلنَّاسُ؟
٨ وَكَيْفَ كَانَ يَسُوعُ «يَسْأَلُ» ٱلْمُعَلِّمِينَ؟ لَمْ تَكُنْ أَسْئِلَتُهُ لِمُجَرَّدِ إِشْبَاعِ فُضُولِهِ أَوْ جَمْعِ ٱلْمَعْلُومَاتِ. فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمُسْتَعْمَلَةُ هُنَا يُمْكِنُ أنْ تُشِيرَ إِلَى ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُسْتَخْدَمَةِ فِي ٱلِٱسْتِجْوَابِ وَبِٱلتَّالِي يُمْكِنُ أَنْ تَشْمُلَ ٱلِٱسْتِنْطَاقَ. نَعَمْ، حَتَّى عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ حَدَثًا، كَانَ تِلْمِيذًا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَدْهَشَ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْمُثَقَّفِينَ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كَانَ كُلُّ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَهُ مَبْهُوتِينَ مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ». — لوقا ٢:٤٧.
٩ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٩ وَكَيْفَ ٱسْتَطَاعَ يَسُوعُ فِي رَأْيِكَ فِي هذِهِ ٱلسِّنِّ ٱلصَّغِيرَةِ أَنْ يُذْهِلَ حَتَّى ٱلْمُعَلِّمِينَ ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ بِمَعْرِفَتِهِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ أَحَدَ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّ وَالِدَيْهِ ٱلتَّقِيَّيْنِ أَعْطَيَاهُ ٱلْإِرْشَادَ ٱلْإِلهِيَّ مُنْذُ طُفُولَتِهِ. (خروج ١٢:٢٤-٢٧؛ تثنية ٦:٦-٩؛ متى ١:١٨-٢٠) وَلَا بُدَّ أَنَّ يُوسُفَ كَانَ يَأْخُذُ يَسُوعَ ٱلصَّغِيرَ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ لِيُصْغِيَ فِيمَا كَانَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُقْرَأُ وَتُنَاقَشُ. فَهَلْ لَدَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا وَالِدَانِ يَدْرُسَانِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَكَ وَيَأْخُذَانِكَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ هَلْ تُقَدِّرُ جُهُودَهُمَا كَمَا قَدَّرَ يَسُوعُ جُهُودَ وَالِدَيْهِ؟ وَهَلْ تُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ بِمَا تَتَعَلَّمُهُ كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ؟
يَسُوعُ كَانَ خَاضِعًا
١٠ (أ) لِمَاذَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ وَالِدَا يَسُوعَ أَيْنَ يَجِدَانِهِ؟ (ب) أَيُّ مِثَالٍ رَائِعٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ لِلْأَوْلَادِ؟
١٠ كَيْفَ شَعَرَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ عِنْدَمَا وَجَدَا يَسُوعَ أَخِيرًا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ؟ لَا شَكَّ أَنَّهُمَا شَعَرَا بِرَاحَةٍ كَبِيرَةٍ. لكِنَّ يَسُوعَ ٱسْتَغْرَبَ أَنَّهُمَا لَمْ يَعْرِفَا أَيْنَ هُوَ. فَقَدْ كَانَا كِلَاهُمَا يَعْلَمَانِ أَنَّ وِلَادَتَهُ كَانَتْ عَجَائِبِيَّةً. وَمَعَ أَنَّهُمَا لَمْ يَعْرِفَا كُلَّ ٱلتَّفَاصِيلِ، فَمِنَ ٱلْمُفْتَرَضِ أَنَّهُمَا كَانَا يَعْرِفَانِ بَعْضَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنْ دَوْرِهِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ كَمُخَلِّصٍ وَحَاكِمٍ لِمَلَكُوتِ ٱللهِ. (متى ١:٢١؛ لوقا ١:٣٢-٣٥؛ ٢:١١) لِذلِكَ سَأَلَهُمَا يَسُوعُ: «لِمَاذَا تُفَتِّشَانِ عَنِّي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّنِي لَا بُدَّ أَنْ أَكُونَ فِي بَيْتِ أَبِي؟». رَغْمَ ذلِكَ، أَظْهَرَ طَاعَتَهُ لَهُمَا بِٱلذَّهَابِ مَعَهُمَا وَٱلْعَوْدَةِ إِلَى بَلْدَتِهِمَا ٱلنَّاصِرَةِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «بَقِيَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ بِٱعْتِنَاءٍ كُلَّ هٰذَا ٱلْكَلَامِ فِي قَلْبِهَا». — لوقا ٢:٤٨-٥١.
١١ أَيُّ دَرْسٍ عَنِ ٱلطَّاعَةِ يُمْكِنُ تَعَلُّمُهُ مِنْ يَسُوعَ؟
١١ هَلْ تَشْعُرُ أَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ تُطِيعَ وَالِدَيْكَ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ؟ أَمْ هَلْ تَشْعُرُ أَنَّهُمَا لَا يُوَاكِبَانِ عَصْرَنَا هذَا وَأَنَّكَ تَعْرِفُ أَكْثَرَ مِنْهُمَا؟ رُبَّمَا يَكُونُ هذَا صَحِيحًا فِي مَجَالَاتٍ مِثْلِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْهَاتِفِ ٱلْخَلَوِيِّ، ٱلْكُمْبْيُوتِرِ، أَوِ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْمُتَطَوِّرَةِ ٱلْأُخْرَى. وَلكِنْ فَكِّرْ فِي يَسُوعَ ٱلَّذِي بُهِتَ ٱلْمُعَلِّمُونَ ذَوُو ٱلْخِبْرَةِ مِنْ «فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ». أَنْتَ تُوَافِقُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ مَعْرِفَتَكَ زَهِيدَةٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ مَعْرِفَتِهِ. رَغْمَ ذلِكَ، كَانَ يَسُوعُ خَاضِعًا لِوَالِدَيْهِ. وَهذَا لَا يَعْنِي بِٱلضَّرُورَةِ أَنَّهُ كَانَ يُوَافِقُ دَائِمًا عَلَى قَرَارَاتِهِمَا. لكِنَّهُ «بَقِيَ خَاضِعًا لَهُمَا» خِلَالَ سَنَوَاتِ مُرَاهَقَتِهِ. فَأَيُّ دَرْسٍ تَتَعَلَّمُهُ مِنْ مِثَالِهِ؟ — تثنية ٥:١٦، ٢٩.
اَلطَّاعَةُ لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ
١٢ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلطَّاعَةِ أَنْ تُنْقِذَ ٱلْحَيَاةَ؟
١٢ لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ طَائِعًا. وَهذَا مَا تُوضِحُهُ قِصَّةٌ حَصَلَتْ مُنْذُ سَنَوَاتٍ. فَقَدْ كَانَتْ فَتَاتَانِ تُرِيدَانِ عُبُورَ طَرِيقٍ عَامٍّ لَهُ سِتَّةُ مَسَارِبَ. لكِنَّ رَفِيقَهُمَا أَرَادَ ٱلسَّيْرَ عَلَى جِسْرِ ٱلْمُشَاةِ ٱلْمَبْنِيِّ فَوْقَ ٱلطَّرِيقِ. فَقَالَتَا لَهُ: «تَعَالَ يَا جُونْ. أَلَا تُرِيدُ أَنْ تَأْتِيَ مَعَنَا؟». وَعِنْدَمَا تَرَدَّدَ، ٱسْتَهْزَأَتْ بِهِ ٱلْفَتَاتَانِ قَائِلَتَيْنِ: «أَنْتَ جَبَانٌ!». وَرَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ خَائِفًا، قَالَ لَهُمَا: «يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أُطِيعَ أُمِّي». وَفِيمَا هُوَ يَعْبُرُ جِسْرَ ٱلْمُشَاةِ، سَمِعَ صَوْتَ فَرْمَلَةٍ قَوِيَّةٍ. فَنَظَرَ إِلَى تَحْتُ وَرَأَى سَيَّارَةً تَصْدُمُ ٱلْفَتَاتَيْنِ، فَمَاتَتْ إِحْدَاهُمَا وَأُصِيبَتِ ٱلْأُخْرَى بِجِرَاحٍ بَالِغَةٍ مِمَّا ٱسْتَلْزَمَ بَتْرَ سَاقِهَا. قَالَتْ لَاحِقًا أُمُّ ٱلْفَتَاتَيْنِ ٱلَّتِي أَوْصَتْهُمَا بِٱسْتِخْدَامِ جِسْرِ ٱلْمُشَاةِ لِأُمِّ جُونْ: «لَيْتَهُمَا كَانَتَا طَائِعَتَيْنِ مِثْلَ ٱبْنِكِ!». — افسس ٦:١.
١٣ (أ) لِمَاذَا يَنْبَغِي إِطَاعَةُ ٱلْوَالِدَيْنِ؟ (ب) فِي أَيَّةِ حَالَةٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُطِيعَ ٱلْوَلَدُ مَا يَطْلُبُهُ وَالِدَاهُ؟
١٣ وَلِمَاذَا يَقُولُ ٱللهُ: «أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ»؟ لِأَنَّهُ إِذَا أَطَاعَ ٱلْوَلَدُ وَالِدَيْهِ، يَكُونُ بِذلِكَ قَدْ أَطَاعَ ٱللهَ أَيْضًا. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، لَدَى وَالِدَيْكَ خِبْرَةٌ أَكْثَرَ مِنْكَ. مَثَلًا، قَبْلَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ فَقَطْ مِنَ ٱلْحَادِثَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ آنِفًا، قُتِلَ ٱبْنُ صَدِيقَةِ أُمِّ جُونْ وَهُوَ يُحَاوِلُ عُبُورَ هذَا ٱلطَّرِيقِ ٱلْعَامِّ نَفْسِهِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يَسْهُلُ عَلَيْكَ دَائِمًا أَنْ تُطِيعَ وَالِدَيْكَ، لكِنَّ ٱللهَ يُوصِيكَ بِذلِكَ. أَمَّا إِذَا طَلَبَ مِنْكَ وَالِدَاكَ أَوْ أَشْخَاصٌ آخَرُونَ أَنْ تَكْذِبَ أَوْ تَسْرِقَ أَوْ تَفْعَلَ أَمْرًا لَا يَرْضَى عَنْهُ ٱللهُ، فَيَجِبُ أَنْ ‹تُطِيعَ ٱللهَ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسَ›. لِهذَا ٱلسَّبَبِ يُوصِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ ‹تُطِيعَ وَالِدَيْكَ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلرَّبِّ›. وَهذَا يَشْمُلُ إِطَاعَتَهُمَا فِي كُلِّ أَمْرٍ يَنْسَجِمُ مَعَ شَرَائِعِ ٱللهِ. — اعمال ٥:٢٩.
١٤ لِمَاذَا ٱلطَّاعَةُ أَسْهَلُ عَلَى ٱلشَّخْصِ ٱلْكَامِلِ، وَلِمَاذَا لَزِمَ أَنْ يَتَعَلَّمَ يَسُوعُ دَرْسًا عَنْهَا؟
١٤ هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّهُ إِذَا كُنْتَ كَامِلًا، أَيْ ‹غَيْرَ مُدَنَّسٍ وَمُنْفَصِلًا عَنِ ٱلْخُطَاةِ› كَمَا كَانَ يَسُوعُ، يَصِيرُ مِنَ ٱلْأَسْهَلِ عَلَيْكَ أَنْ تُطِيعَ وَالِدَيْكَ؟ (عبرانيين ٧:٢٦) هذَا صَحِيحٌ. فَلَوْ كُنْتَ كَامِلًا لَمَا كَانَ لَدَيْكَ مَيْلٌ إِلَى ٱلشَّرِّ، كَمَا هِيَ حَالُكَ ٱلْآنَ. (تكوين ٨:٢١؛ مزمور ٥١:٥) وَلكِنْ حَتَّى يَسُوعُ ٱلْكَامِلُ، كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ دُرُوسًا عَنِ ٱلطَّاعَةِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ عَنْهُ: «مَعَ كَوْنِهِ ٱبْنًا، تَعَلَّمَ ٱلطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ». (عبرانيين ٥:٨) فَكَيْفَ سَاعَدَ ٱلْأَلَمُ يَسُوعَ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلطَّاعَةَ، دَرْسٌ لَمْ يُضْطَرَّ إِلَى تَعَلُّمِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ؟
١٥، ١٦ كَيْفَ تَعَلَّمَ يَسُوعُ ٱلطَّاعَةَ؟
متى ٢:٧-٢٣) لكِنَّ ٱللهَ أَزَالَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ ٱلْحِمَايَةَ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ عَنْ يَسُوعَ. فَصَارَ ٱلْعَذَابُ ٱلنَّفْسِيُّ وَٱلْجَسَدِيُّ ٱلَّذِي عَانَاهُ شَدِيدًا جِدًّا، حَتَّى إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّهُ «قَدَّمَ تَضَرُّعَاتٍ وَطَلِبَاتٍ أَيْضًا، بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ». (عبرانيين ٥:٧) فَمَتَى حَدَثَ ذلِكَ؟
١٥ بِتَوْجِيهٍ مِنْ يَهْوَه، حَمَى يُوسُفُ وَمَرْيَمُ يَسُوعَ مِنَ ٱلْأَذَى عِنْدَمَا كَانَ صَغِيرًا. (١٦ حَصَلَ ذلِكَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي ٱلسَّاعَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ حِينَ بَذَلَ ٱلشَّيْطَانُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِ لِكَسْرِ ٱسْتِقَامَتِهِ. وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ تَعَذَّبَ كَثِيرًا عِنْدَمَا فَكَّرَ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَنْعَكِسَ مَوْتُهُ كَشَخْصٍ شِرِّيرٍ فِي نَظَرِ ٱلنَّاسِ ٱنْعِكَاسًا سَلْبِيًّا عَلَى سُمْعَةِ أَبِيهِ. فَفِيمَا ‹ٱسْتَمَرَّ يُصَلِّي [فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِيَ]، صَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ›. وَبَعْدَ سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ، مَاتَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ مِيتَةً مُؤْلِمَةً جِدًّا بِحَيْثُ أَنَّهُ صَرَخَ ‹صُرَاخا شَدِيدًا بِدُمُوعٍ›. (لوقا ٢٢:٤٢-٤٤؛ مرقس ١٥:٣٤) وَهكَذَا، «تَعَلَّمَ ٱلطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ» وَفَرَّحَ قَلْبَ أَبِيهِ. وَٱلْآنَ، يَسُوعُ مَوْجُودٌ فِي ٱلسَّمَاءِ وَهُوَ يَتَعَاطَفُ مَعَنَا حِينَ يَرَانَا نَتَأَلَّمُ وَنَحْنُ نُجَاهِدُ لِنَكُونَ طَائِعِينَ. — امثال ٢٧:١١؛ عبرانيين ٢:١٨؛ ٤:١٥.
تَعَلَّمِ ٱلطَّاعَةَ
١٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَى نَيْلِ ٱلتَّأْدِيبِ؟
١٧ إِنَّ ٱلتَّأْدِيبَ ٱلَّذِي تَنَالُهُ مِنْ أَبِيكَ وَأُمِّكَ هُوَ دَلِيلٌ أَنَّهُمَا يُرِيدَانِ ٱلْأَفْضَلَ لَكَ وَأَنَّهُمَا يُحِبَّانِكَ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَسْأَلُ: «أَيُّ ٱبْنٍ لَا يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟». أَفَلَيْسَ أَمْرًا مُؤْسِفًا أَلَّا يُحِبَّكَ وَالِدَاكَ إِلَى حَدِّ صَرْفِ ٱلْوَقْتِ وَبَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِتَقْوِيمِكَ؟ يَهْوَه أَيْضًا يُقَوِّمُكَ لِأَنَّهُ يُحِبُّكَ. تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «صَحِيحٌ أَنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ لَا يَبْدُو فِي ٱلْحَاضِرِ مُفْرِحًا بَلْ مُحْزِنًا، وَلٰكِنَّهُ بَعْدَ ذٰلِكَ يُعْطِي مَنْ تَدَرَّبَ بِهِ ثَمَرَ سَلَامٍ، أَيْ بِرًّا». — عبرانيين ١٢:٧-١١.
١٨ (أ) عَلَامَ يَدُلُّ ٱلتَّأْدِيبُ ٱلْحُبِّيُّ؟ (ب) كَيْفَ ٱنْتَفَعَ بَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ تَعْرِفُونَهُمْ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ؟
١٨ كَانَ هُنَالِكَ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ مَلِكٌ ٱسْمُهُ سُلَيْمَانُ قَالَ عَنْهُ يَسُوعُ إِنَّهُ حَكِيمٌ جِدًّا. وَقَدْ تَحَدَّثَ سُلَيْمَانُ عَنِ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلتَّقْوِيمِ ٱلْأَبَوِيِّ ٱلْحُبِّيِّ قَائِلًا: «مَنْ يَمْنَعُ عَصَاهُ يُبْغِضُ ٱبْنَهُ، وَمَنْ يُحِبُّهُ يَطْلُبُ لَهُ ٱلتَّأْدِيبَ». حَتَّى إِنَّهُ قَالَ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يَنَالُ ٱلتَّقْوِيمَ ٱلْحُبِّيَّ يُنْقَذُ مِنَ ٱلْمَوْتِ. (امثال ١٣:٢٤؛ ٢٣:١٣، ١٤؛ متى ١٢:٤٢) تَتَذَكَّرُ إِحْدَى ٱلنِّسَاءِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ أَنَّ أَبَاهَا كَانَ يَقُولُ لَهَا حِينَ تُسِيءُ ٱلتَّصَرُّفَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ إِنَّهُ سَيُؤَدِّبُهَا لَاحِقًا. وَهذَا مَا كَانَ يَفْعَلُهُ بَعْدَ ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْبَيْتِ. وَٱلْآنَ تَتَذَكَّرُ هذِهِ ٱلْأُخْتُ أَبَاهَا بِكُلِّ إِعْزَازٍ لِأَنَّهُ كَانَ يُؤَدِّبُهَا بِمَحَبَّةٍ تَأْدِيبًا غَيَّرَ حَيَاتَهَا إِلَى ٱلْأَفْضَلِ.
١٩ مَا هُوَ ٱلسَّبَبُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِإِطَاعَةِ ٱلْوَالِدَيْنِ؟
١٩ إِذَا كَانَ وَالِدَاكَ يُحِبَّانِكَ إِلَى حَدِّ صَرْفِ ٱلْوَقْتِ وَبَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِتَأْدِيبِكَ بِمَحَبَّةٍ، فَأَعْرِبْ عَنْ تَقْدِيرِكَ لَهُمَا. أَظْهِرْ لَهُمَا ٱلطَّاعَةَ، تَمَامًا كَمَا أَظْهَرَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلطَّاعَةَ لِوَالِدَيْهِ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ. وَلْيَكُنِ ٱلسَّبَبُ ٱلرَّئِيسِيُّ وَرَاءَ طَاعَتِكَ لَهُمَا أَنَّ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْوَه ٱللهَ هُوَ مَنْ يَأْمُرُكَ بِذلِكَ. وَهكَذَا، تَنْتَفِعُ وَ «يُحَالِفُكَ ٱلتَّوْفِيقُ وَيَطُولَ عُمْرُكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». — افسس ٦:٢، ٣.
[الحاشية]
^ الفقرة 7 اُنْظُرْ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، ٱلْمُجَلَّدَ ٢، ٱلصَّفْحَةَ ٨٤١، (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) إِصْدَارُ شُهُودِ يَهْوَه.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• أَيَّةُ فَوَائِدَ يَنَالُهَا ٱلْأَوْلَادُ مِنْ إِطَاعَةِ وَالِدِيهِمْ؟
• كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ عِنْدَمَا كَانَ صَغِيرًا مِثَالًا فِي إِطَاعَةِ ٱلْوَالِدَيْنِ؟
• كَيْفَ تَعَلَّمَ يَسُوعُ ٱلطَّاعَةَ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٤]
كَانَ يَسُوعُ مُتَضَلِّعًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَهُوَ فِي ٱلثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ
[الصورة في الصفحة ٢٦]
كَيْفَ تَعَلَّمَ يَسُوعُ ٱلطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ؟