الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الجماعات تُبنى

الجماعات تُبنى

اَلْجَمَاعَاتُ تُبْنَى

‏«اَلْجَمَاعَةُ .‏ .‏ .‏ نَعِمَتْ بِفَتْرَةِ سَلَامٍ،‏ وَكَانَتْ تُبْنَى».‏ —‏ اعمال ٩:‏٣١‏.‏

١ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ قَدْ تَنْشَأُ بِخُصُوصِ «جَمَاعَةِ ٱللهِ»؟‏

يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ قَبِلَ يَهْوَه مَجْمُوعَةً مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ كَأُمَّةٍ جَدِيدَةٍ،‏ «إِسْرَائِيلِ ٱللهِ».‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وَقَدْ شَكَّلَ أَيْضًا هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ مَا يَدْعُوهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «جَمَاعَةُ ٱللهِ».‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٢‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنَى ذلِكَ؟‏ وَكَيْفَ نُظِّمَتْ «جَمَاعَةُ ٱللهِ» هذِهِ؟‏ وَكَيْفَ كَانَتْ سَتَعْمَلُ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِيهِ أَعْضَاؤُهَا؟‏ وَمَا هُوَ تَأْثِيرُ ذلِكَ فِي حَيَاتِنَا وَسَعَادَتِنَا؟‏

٢،‏ ٣ بِأَيَّةِ كَلِمَاتٍ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ سَتَكُونُ مُنَظَّمَةً؟‏

٢ كَمَا جَاءَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ أَنْبَأَ يَسُوعُ بِتَشَكُّلِ هذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّتِي تَتَأَلَّفُ مِنْ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَقَدْ قَالَ لِلرَّسُولِ بُطْرُسَ:‏ «عَلَى هٰذَا ٱلصَّخْرِ [يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ] سَأَبْنِي جَمَاعَتِي،‏ وَأَبْوَابُ هَادِسَ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا».‏ (‏متى ١٦:‏١٨‏)‏ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ،‏ أَعْطَاهُمْ إِرْشَادَاتٍ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ عَمَلِ وَتَنْظِيمِ هذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَى وَشْكِ أَنْ تَتَشَكَّلَ.‏

٣ فَقَدْ عَلَّمَ يَسُوعُ قَوْلًا وَعَمَلًا أَنَّ ٱلْبَعْضَ سَيَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَعَنَى ذلِكَ أَنَّهُمْ سَيَخْدُمُونَ ٱلْآخَرِينَ ضِمْنَ فِرَقِهِمْ.‏ قَالَ ٱلْمَسِيحُ:‏ «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ مَنْ يُعَدُّونَ حُكَّامَ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.‏ فَلَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ فِي مَا بَيْنَكُمْ،‏ بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا،‏ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوَّلَ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيعِ».‏ (‏مرقس ١٠:‏٤٢-‏٤٤‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ «جَمَاعَةَ ٱللهِ» لَنْ تَكُونَ جَمَاعَةً تَفْتَقِرُ إِلَى ٱلتَّنْظِيمِ مُؤَلَّفَةً مِنْ أَفْرَادٍ مُتَفَرِّقِينَ،‏ بَلْ سَتَكُونُ مُنَظَّمَةً وَمُؤَلَّفَةً مِنْ أَفْرَادٍ يَعْمَلُونَ مَعًا جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ.‏

٤،‏ ٥ مَا ٱلَّذِي يَدُلُّ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ بِحَاجَةٍ إِلَى إرْشَادٍ رُوحِيٍّ؟‏

٤ وَقَدْ ذَكَرَ يَسُوعُ رَأْسُ «جَمَاعَةِ ٱللهِ» هذِهِ أَنَّ رُسُلَهُ وَٱلْآخَرِينَ ٱلَّذِينَ تَعَلَّمُوا مِنْهُ لَدَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّاتٌ مُحَدَّدَةٌ تِجَاهَ سَائِرِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَمَا هِيَ هذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتُ؟‏ أَحَدُ تَعْيِينَاتِهِمِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ هُوَ مَنْحُ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْإِرْشَادَ ٱلرُّوحِيَّ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ ٱلْمُقَامُ مَعَ بَعْضِ رُسُلِهِ،‏ قَالَ لِبُطْرُسَ:‏ «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُوحَنَّا،‏ أَتُحِبُّنِي؟‏».‏ فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ:‏ «نَعَمْ،‏ يَا رَبُّ،‏ أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ عِنْدِي لَكَ مَوَدَّةً».‏ عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «أَطْعِمْ حُمْلَانِي.‏ .‏ .‏ .‏ اِرْعَ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ.‏ .‏ .‏ .‏ أَطْعِمْ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ».‏ (‏يوحنا ٢١:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَيَا لَهُ مِنْ تَعْيِينٍ بَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ!‏

٥ نُلَاحِظُ أَنَّ يَسُوعَ بِكَلِمَاتِهِ هذِهِ شَبَّهَ مَنْ يُجْمَعُونَ إِلَى دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ بِٱلْخِرَافِ فِي ٱلْحَظِيرَةِ.‏ فَهؤُلَاءِ ٱلْخِرَافُ،‏ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ وَٱلْأَوْلَادُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ،‏ يَحْتَاجُونَ إِلَى مَنْ يُزَوِّدُهُمْ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ وَيُحْسِنُ رِعَايَتَهُمْ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ كُلَّهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا ٱلنَّاسَ وَيُتَلْمِذُوهُمْ.‏ لِذلِكَ يَحْتَاجُ ٱلْجُدُدُ بَيْنَ خِرَافِهِ إِلَى مَنْ يُدَرِّبُهُمْ لِيَتَمَكَّنُوا مِنْ تَنْفِيذِ هذَا ٱلتَّفْوِيضِ ٱلْإِلهِيِّ.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

٦ أَيُّ تَرْتِيبَاتٍ صُنِعَتْ دَاخِلَ «جَمَاعَةِ ٱللهِ» ٱلْمُشَكَّلَةِ حَدِيثًا؟‏

٦ عِنْدَمَا تَشَكَّلَتْ «جَمَاعَةُ ٱللهِ»،‏ بَدَأَ أَعْضَاؤُهَا يَجْتَمِعُونَ مَعًا بِٱنْتِظَامٍ لِيَنَالُوا ٱلْإِرْشَادَ وَيَتَبَادَلُوا ٱلتَّشْجِيعَ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «كَانُوا يَعْكُفُونَ عَلَى تَعَالِيمِ ٱلرُّسُلِ وَٱلشَّرِكَةِ وَتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ وَٱلصَّلَوَاتِ».‏ (‏اعمال ٢:‏٤٢،‏ ٤٦،‏ ٤٧‏)‏ وَنُلَاحِظُ فِي سِجِلِّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَفْصِيلًا مُهِمًّا آخَرَ،‏ وَهُوَ أَنَّ عَدَدًا مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْأَكْفَاءِ عُيِّنُوا لِلْقِيَامِ بِبَعْضِ ٱلْمُهِمَّاتِ.‏ وَلَمْ يَجْرِ ٱخْتِيَارُ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ عَلَى أَسَاسِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ أَوِ ٱلْمَهَارَاتِ ٱلْفَنِّيَّةِ،‏ بَلِ ٱخْتِيرُوا لِأَنَّهُمْ كَانُوا «مُمْتَلِئِينَ رُوحًا وَحِكْمَةً».‏ وَكَانَ إِسْتِفَانُوسُ أَحَدَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ.‏ تَقُولُ عَنْهُ رِوَايَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِنَّهُ كَانَ «رَجُلًا مُمْتَلِئًا إِيمَانًا وَرُوحًا قُدُسًا».‏ وَنَتِيجَةَ هذِهِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ «بَقِيَتْ كَلِمَةُ ٱللهِ تَنْمُو،‏ وَعَدَدُ ٱلتَّلَامِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ».‏ —‏ اعمال ٦:‏١-‏٧‏.‏

رِجَالٌ ٱسْتَخْدَمَهُمُ ٱللهُ

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ مَا ٱلدَّوْرُ ٱلَّذِي لَعِبَهُ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ فِي أُورُشَلِيمَ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَانَ تَجَاوُبُ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ حِينَ تَسَلَّمُوا ٱلْإِرْشَادَاتِ مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَاتِ؟‏

٧ بِطَبِيعَةِ ٱلْحَالِ،‏ أَخَذَ ٱلرُّسُلُ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْبَاكِرَةِ،‏ لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا ٱلْوَحِيدِينَ.‏ وَهذَا مَا يَتَبَيَّنُ مِمَّا حَدَثَ مَعَ بُولُسَ عِنْدَمَا عَادَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ إِلَى أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ.‏ تُخْبِرُ ٱلْأَعْمَال ١٤:‏٢٧‏:‏ «لَمَّا وَصَلَا [بُولُسُ وَبَرْنَابَا] وَجَمَعَا ٱلْجَمَاعَةَ،‏ أَخَذَا يَرْوِيَانِ ٱلْأُمُورَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي صَنَعَهَا ٱللهُ بِوَاسِطَتِهِمَا».‏ وَأَثْنَاءَ وُجُودِهِمَا فِي تِلْكَ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ نَشَأَ سُؤَالٌ عَمَّا إِذَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْأُمَمِيُّونَ بِحَاجَةٍ أَنْ يَخْتَتِنُوا.‏ وَلِحَلِّ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ،‏ أُرْسِلَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا «إِلَى ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ»،‏ ٱلَّذِينَ كَانُوا عَلَى مَا يَتَّضِحُ يَخْدُمُونَ كَهَيْئَةٍ حَاكِمَةٍ.‏ —‏ اعمال ١٥:‏١-‏٣‏.‏

٨ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلشَّيْخَ ٱلْمَسِيحِيَّ يَعْقُوبَ (‏أَخَا يَسُوعَ مِنْ أُمِّهِ)‏ لَمْ يَكُنْ رَسُولًا،‏ فَقَدْ أَشْرَفَ عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ حِينَ «ٱجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ لِيَنْظُرُوا فِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ».‏ (‏اعمال ١٥:‏٦‏)‏ وَبَعْدَ ٱلْمُدَاوَلَةِ،‏ تَوَصَّلُوا بِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ إِلَى قَرَارٍ يَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ ثُمَّ بَعَثُوا بِرِسَالَةٍ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٢-‏٣٢‏)‏ وَقَدْ قَبِلَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ هذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتِ وَطَبَّقَتْهَا.‏ فَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ بُنِيَ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ وَتَقَوَّوْا.‏ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ ‏«كَانَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ تَتَشَدَّدُ فِي ٱلْإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي ٱلْعَدَدِ يَوْمًا فَيَوْمًا».‏ —‏ اعمال ١٦:‏٥‏.‏

٩ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّاتٍ يُحَدِّدُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لِلرِّجَالِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَكْفَاءِ؟‏

٩ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْيَوْمِيَّةِ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ؟‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْجَمَاعَةَ فِي جَزِيرَةِ كِرِيتَ.‏ فَمَعَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ سَكَنُوا هذِهِ ٱلْجَزِيرَةَ كَانَتْ سُمْعَتُهُمْ سَيِّئَةً،‏ غَيَّرَ ٱلْبَعْضُ نَمَطَ حَيَاتِهِمْ وَصَارُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ.‏ (‏تيطس ١:‏١٠-‏١٢؛‏ ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَكَانَ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يَعِيشُونَ فِي مُدُنٍ مُخْتَلِفَةٍ تَبْعُدُ كَثِيرًا عَنْ أُورُشَلِيمَ،‏ مَقَرِّ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ.‏ لكِنَّ ذلِكَ لَمْ يُسَبِّبْ لِلْجَمَاعَاتِ هُنَاكَ أَيَّةَ مُشْكِلَةٍ.‏ فَعَلَى غِرَارِ سَائِرِ ٱلْجَمَاعَاتِ،‏ عُيِّنَ فِي جَمَاعَاتِ كِرِيتَ ٱلْمَحَلِّيَّةِ «شُيُوخٌ» رُوحِيُّونَ تَحَلَّوْا بِٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلَّتِي يُحَدِّدُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ فَقَدْ عُيِّنُوا شُيُوخًا أَوْ نُظَّارًا لِأَنَّهُمْ مُؤَهَّلُونَ لِكَيْ ‹يَعِظُوا بِٱلتَّعْلِيمِ ٱلصَّحِيحِ وَيُوَبِّخُوا ٱلَّذِينَ يُنَاقِضُونَ›.‏ (‏تيطس ١:‏٥-‏٩؛‏ ١ تيموثاوس ٣:‏١-‏٧‏)‏ كَمَا كَانَ ٱلْبَعْضُ مُؤَهَّلِينَ لِلْخِدْمَةِ كَخُدَّامٍ مُسَاعِدِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏٨-‏١٠،‏ ١٢،‏ ١٣‏.‏

١٠ كَيْفَ وَجَبَ حَلُّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْخَطِيرَةِ،‏ حَسْبَمَا تَذْكُرُ مَتَّى ١٨:‏١٥-‏١٧‏؟‏

١٠ لَقَدْ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى هذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلتَّنْظِيمِ.‏ فَفِي ٱلرِّوَايَةِ فِي مَتَّى ١٨:‏١٥-‏١٧‏،‏ ذَكَرَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَشَاكِلَ قَدْ تَنْشَأُ أَحْيَانًا بَيْنَ ٱثْنَيْنِ مِنْ شَعْبِ ٱللهِ،‏ فَقَدْ يُخْطِئُ أَحَدُهُمَا بِحَقِّ ٱلْآخَرِ.‏ وَأَضَافَ أَنَّ عَلَى ٱلطَّرَفِ ٱلْمُتَضَرِّرِ ٱلِٱقْتِرَابَ مِمَّنْ أَخْطَأَ إِلَيْهِ ‹وَمُعَاتَبَتَهُ› عَلَى ٱنْفِرَادٍ.‏ فَإِنْ لَمْ يَتَمَكَّنَا مِنْ فَضِّ ٱلْخِلَافِ بَيْنَهُمَا،‏ يُمْكِنُ طَلَبُ مُسَاعَدَةِ شَخْصٍ أَوِ ٱثْنَيْنِ يَعْرِفَانِ تَفَاصِيلَ ٱلْقَضِيَّةِ.‏ وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ إِنْ لَمْ تُحَلَّ ٱلْمُشْكِلَةُ؟‏ يَقُولُ يَسُوعُ:‏ «إِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا،‏ فَقُلْ لِلْجَمَاعَةِ.‏ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْجَمَاعَةِ أَيْضًا،‏ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَٱلْأُمَمِيِّ وَجَابِي ٱلضَّرَائِبِ».‏ عِنْدَمَا تَفَوَّهَ يَسُوعُ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ كَانَ ٱلْيَهُودُ لَا يَزَالُونَ يُؤَلِّفُونَ «جَمَاعَةَ ٱللهِ».‏ لِذلِكَ ٱنْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ فِي ٱلْبِدَايَةِ.‏ * وَلكِنْ حِينَ تَأَسَّسَتِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ،‏ صَارَتْ تَوْجِيهَاتُ يَسُوعَ تَنْطَبِقُ عَلَيْهَا.‏ وَهذَا دَلِيلٌ إِضَافِيٌّ عَلَى أَنَّ شَعْبَ ٱللهِ كَانَ سَيُنَظَّمُ وَفْقَ تَرْتِيبٍ جَمَاعِيٍّ،‏ وَذلِكَ بُغْيَةَ بُنْيَانِ وَتَوْجِيهِ كُلِّ مَسِيحِيٍّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

١١ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ ٱلشُّيُوخُ فِي حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ؟‏

١١ كَانَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يُمَثِّلَ ٱلشُّيُوخُ أَوِ ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ عِنْدَ مُعَالَجَةِ أَوْ حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ أَوِ ٱلْقَضَايَا ٱلَّتِي تَشْمُلُ ٱرْتِكَابَ خَطِيَّةٍ.‏ وَهذَا يَنْسَجِمُ مَعَ مُؤَهِّلَاتِ ٱلشُّيُوخِ فِي تِيطُسَ ١:‏٩‏.‏ طَبْعًا،‏ كَانَ ٱلشُّيُوخُ رِجَالًا نَاقِصِينَ،‏ تَمَامًا مِثْلَ تِيطُسَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ بُولُسُ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ‹لِكَيْ يُقَوِّمَ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُخَالِفَةَ›.‏ (‏تيطس ١:‏٤،‏ ٥‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ فَإِنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ يُوصَى بِهِمْ لِيَخْدُمُوا كَشُيُوخٍ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا قَدْ بَرْهَنُوا طَوَالَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ عَنْ إِيمَانِهِمْ وَتَعَبُّدِهِمْ للهِ.‏ لِذلِكَ يُمْكِنُ لِسَائِرِ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَثِقُوا بِٱلتَّوْجِيهِ وَٱلْإِرْشَادِ ٱللَّذَيْنِ يَنَالُونَهُمَا مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلتَّرْتِيبِ.‏

١٢ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ يَجِبُ أَنْ يَتَوَلَّاهَا ٱلشُّيُوخُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١٢ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي أَفَسُسَ:‏ «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ ٱلَّتِي عَيَّنَكُمْ فِيهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ نُظَّارًا،‏ لِتَرْعَوْا جَمَاعَةَ ٱللهِ ٱلَّتِي ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا يُعَيَّنُ ٱلنُّظَّارُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ‹لِيَرْعَوْا جَمَاعَةَ ٱللهِ›.‏ وَيَنْبَغِي أَنْ يَتَوَلَّوْا مَسْؤُولِيَّتَهُمْ هذِهِ بِمَحَبَّةٍ دُونَ أَنْ يَسُودُوا عَلَى ٱلرَّعِيَّةِ.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ يَسْعَوْا إِلَى بُنْيَانِ وَمُسَاعَدَةِ «جَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ».‏

اَلْبَقَاءُ قَرِيبِينَ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ

١٣ مَاذَا يَحْدُثُ أَحْيَانًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٣ بِمَا أَنَّ ٱلشُّيُوخَ وَكُلَّ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ هُمْ أَشْخَاصٌ نَاقِصُونَ،‏ يَقَعُ أَحْيَانًا سُوءُ تَفَاهُمٍ أَوْ خِلَافٌ بَيْنَهُمْ،‏ تَمَامًا كَمَا حَدَثَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ عِنْدَمَا كَانَ بَعْضُ ٱلرُّسُلِ لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً.‏ (‏فيلبي ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَقَدْ يَتَفَوَّهُ أَحَدُ ٱلنُّظَّارِ أَوِ ٱلْإخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ بِكَلِمَاتٍ تَبْدُو فَظَّةً،‏ جَارِحَةً،‏ أَوْ غَيْرَ دَقِيقَةٍ.‏ أَوْ قَدْ نَظُنُّ أَنَّ تَصَرُّفَاتٍ لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَحْدُثُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَيَبْدُو أَنَّ ٱلشُّيُوخَ يَرَوْنَ مَا يَحْدُثُ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يُحَاوِلُونَ تَقْوِيمَ ٱلْأُمُورِ.‏ وَلكِنْ رُبَّمَا يَكُونُ ٱلشُّيُوخُ قَدْ عَالَجُوا ٱلْمَسْأَلَةَ أَوْ لَا يَزَالُونَ يُعَالِجُونَهَا بِطَرِيقَةٍ تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ آخِذِينَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ تَفَاصِيلَ نَجْهَلُهَا.‏ حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلْوَضْعُ بِٱلسُّوءِ ٱلَّذِي نَظُنُّهُ،‏ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَا يَلِي:‏ مَعَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ يَهْتَمُّ بِجَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ،‏ فَقَدِ ٱرْتُكِبَ فِيهَا خَطَأٌ خَطِيرٌ طَوَالَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱللهَ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ قَوَّمَ هذَا ٱلْوَضْعَ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ وَحَازِمَةٍ.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١،‏ ٥،‏ ٩-‏١١‏)‏ فَلَوْ كُنَّا نَعِيشُ فِي كُورِنْثُوسَ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ فَهَلْ كُنَّا سَنَنْتَظِرُ حَتَّى يَتَدَخَّلَ يَهْوَه وَيُعَالِجَ ٱلْمَسْأَلَةَ؟‏

١٤،‏ ١٥ لِمَ تَوَقَّفَ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱتِّبَاعِ يَسُوعَ،‏ وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟‏

١٤ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَالَةٍ أُخْرَى قَدْ تَنْشَأُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ لِنَفْتَرِضْ أَنَّ شَخْصًا ٱسْتَصْعَبَ فَهْمَ أَوْ قَبُولَ أَحَدِ تَعَالِيمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَلَرُبَّمَا قَامَ بِٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْبَحْثِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي تُزَوِّدُهَا ٱلْجَمَاعَةُ وَطَلَبَ مُسَاعَدَةَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاضِجِينَ أَوْ حَتَّى ٱلشُّيُوخِ.‏ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ كُلِّ ذلِكَ،‏ لَا يَزَالُ يَسْتَصْعِبُ فَهْمَ أَوْ قَبُولَ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ فَمَا ٱلْحَلُّ؟‏ حَدَثَ أَمْرٌ مُمَاثِلٌ قَبْلَ سَنَةٍ تَقْرِيبًا مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ «خُبْزُ ٱلْحَيَاةِ»،‏ وَلِكَيْ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ إِلَى ٱلْأَبَدِ يَجِبُ أَنْ ‹يَأْكُلَ جَسَدَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ وَيَشْرَبَ دَمَهُ›.‏ فَصَدَمَ هذَا ٱلْكَلَامُ بَعْضَ تَلَامِيذِهِ.‏ وَبَدَلَ أَنْ يُحَاوِلُوا ٱلِٱسْتِفْسَارَ عَنْ مَعْنَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَوِ ٱلِٱنْتِظَارَ رَيْثَمَا يُوضِحُ لَهُمْ يَهْوَه هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ،‏ ‹لَمْ يَعُدْ تَلَامِيذُ كَثِيرُونَ يَمْشُونَ مَعَهُ›.‏ (‏يوحنا ٦:‏٣٥،‏ ٤١-‏٦٦‏)‏ وَمَرَّةً أُخْرَى نَسْأَلُ:‏ لَوْ كُنَّا نَحْنُ مَعَ يَسُوعَ آنَذَاكَ،‏ فَكَيْفَ كُنَّا سَنَتَجَاوَبُ مَعَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟‏

١٥ يَتَوَقَّفُ ٱلْبَعْضُ فِي يَوْمِنَا هذَا عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ وَيُقَرِّرُونَ أَنْ يَخْدُمُوا ٱللهَ بِمُفْرَدِهِمْ.‏ وَقَدْ يُعَلِّلُونَ تَصَرُّفَهُمْ بِٱلْقَوْلِ إِنَّ أَحَدًا جَرَحَ مَشَاعِرَهُمْ،‏ أَوْ إِنَّ خَطَأً يُرْتَكَبُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلَا أَحَدَ يُحَاوِلُ إِصْلَاحَهُ،‏ أَوْ إِنَّهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ قَبُولِ تَعْلِيمٍ مُعَيَّنٍ.‏ فَهَلْ قَرَارُهُمْ سَلِيمٌ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّ كُلَّ مَسِيحِيٍّ يَجِبُ أَنْ يُنَمِّيَ عَلَاقَةً شَخْصِيَّةً بِٱللهِ،‏ وَلكِنْ لَا يَسَعُنَا أَنْ نُنْكِرَ أَنَّ يَهْوَه يَسْتَخْدِمُ ٱلْيَوْمَ جَمَاعَةً عَالَمِيَّةً كَتِلْكَ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا أَيَّامَ ٱلرُّسُلِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَه وَبَارَكَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ وَرَتَّبَ أَنْ يُعَيَّنَ فِيهَا شُيُوخٌ وَخُدَّامٌ مُسَاعِدُونَ أَكْفَاءٌ لِفَائِدَةِ كُلِّ أَعْضَائِهَا.‏ وَهذَا مَا يَحْدُثُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏

١٦ فِي أَيَّةِ أُمُورٍ يَجِبُ أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْمَرْءُ إِذَا شَعَرَ بِرَغْبَةٍ فِي تَرْكِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١٦ إِذَا شَعَرَ ٱلْمَسِيحِيُّ أَنَّ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَكْتَفِيَ بِعَلَاقَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ بِٱللهِ،‏ فَهُوَ بِذلِكَ يَرْفُضُ تَرْتِيبًا أَعَدَّهُ ٱللهُ،‏ تَرْتِيبَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ وَجَمَاعَاتِ شَعْبِ ٱللهِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ.‏ فَصَحِيحٌ أَنَّهُ قَدْ يَعْبُدُ ٱللهَ بِمُفْرَدِهِ أَوْ يُعَاشِرُ عَدَدًا مَحْدُودًا مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ،‏ وَلكِنَّهُ لَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ تَرْتِيبِ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ ٱلْمَوْجُودِ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فَقَطْ.‏ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ عِنْدَمَا كَتَبَ بُولُسُ رِسَالَةً إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي كُولُوسِّي وَطَلَبَ أَنْ تُقْرَأَ أَيْضًا عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي لَاوُدِكِيَّةَ،‏ حَضَّهُمْ أَنْ يَكُونُوا «مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِي» ٱلْمَسِيح.‏ فَٱلْأَشْخَاصُ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ،‏ لَا ٱلْأَفْرَادُ ٱلَّذِينَ يَتْرُكُونَ ٱلْجَمَاعَةَ،‏ هُمْ مَنْ سَيَنَالُونَ هذِهِ ٱلْفَائِدَةَ.‏ —‏ كولوسي ٢:‏٦،‏ ٧؛‏ ٤:‏١٦‏.‏

عَمُودُ ٱلْحَقِّ وَدِعَامَتُهُ

١٧ مَاذَا تُعَلِّمُنَا ١ تيموثاوس ٣:‏١٥ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١٧ حَدَّدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْأُولَى إِلَى ٱلشَّيْخِ ٱلْمَسِيحِيِّ تِيمُوثَاوُسَ مُؤَهِّلَاتِ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ.‏ وَبَعْدَ ذلِكَ مُبَاشَرَةً،‏ ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ «جَمَاعَةَ ٱللهِ ٱلْحَيِّ .‏ .‏ .‏ هِيَ عَمُودُ ٱلْحَقِّ وَدِعَامَتُهُ».‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ وَقَدْ بَرْهَنَتْ كَامِلُ جَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنَّهَا عَمُودُ ٱلْحَقِّ.‏ وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ هِيَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي تُتِيحُ لِكُلِّ مَسِيحِيٍّ ٱلْحُصُولَ عَلَى هذَا ٱلْحَقِّ.‏ فَفِي ٱلْجَمَاعَةِ نَسْمَعُ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نَرَى ٱلْبَرَاهِينَ ٱلَّتِي تَدْعَمُهُ،‏ وَنُبْنَى رُوحِيًّا.‏

١٨ لِمَ ٱجْتِمَاعَاتُ ٱلْجَمَاعَةِ مُهِمَّةٌ جِدًّا؟‏

١٨ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ فَإِنَّ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ هِيَ أَهْلُ بَيْتِ ٱللهِ،‏ «عَمُودُ ٱلْحَقِّ وَدِعَامَتُهُ».‏ وَحُضُورُنَا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ وَمُشَارَكَتُنَا فِيهَا هُوَ وَسِيلَةٌ أَسَاسِيَّةٌ لِنُبْنَى وَنُقَوِّيَ عَلَاقَتَنَا بِٱللهِ وَنَكُونَ مُجَهَّزِينَ لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ.‏ فَفِي رِسَالَةٍ إِلَى جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ،‏ رَكَّزَ بُولُسُ عَلَى مَا يُقَالُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ وَعَبَّرَ عَنْ رَغْبَتِهِ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَا يُقَالُ فِي ٱجْتِمَاعَاتِهِمْ وَاضِحًا وَمَفْهُومًا كَيْ «يُبْنَى» ٱلْحُضُورُ.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏١٢،‏ ١٧-‏١٩‏)‏ وَنَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُ أَنْ نُبْنَى ٱلْيَوْمَ إِذَا ٱعْتَرَفْنَا أَنَّ يَهْوَه ٱللهَ هُوَ مَنْ وَضَعَ تَرْتِيبَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ وَأَنَّهُ هُوَ مَنْ يَدْعَمُهَا.‏

١٩ لِمَ نَشْعُرُ أَنَّنَا مَدْيُونُونَ بِٱلْكَثِيرِ لِجَمَاعَتِنَا؟‏

١٩ إِذًا،‏ إِنْ كُنَّا نَرْغَبُ فِي أَنْ نُبْنَى كَمَسِيحِيِّينَ،‏ يَجِبُ أَلَّا نَتْرُكَ ٱلْجَمَاعَةَ.‏ فَهِيَ كَانَتْ دَوْمًا سَدًّا يَحْمِي ٱلْمَسِيحِيَّ مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ وَلَطَالَمَا ٱسْتَخْدَمَهَا ٱللهُ لِيَنْشُرَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ مَلَكُوتِهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ نَعَمْ،‏ يُنْجِزُ يَهْوَه ٱلْكَثِيرَ مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ —‏ افسس ٣:‏٩،‏ ١٠‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 10‏ يَقُولُ عَالِمُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَلْبِرْت بَارْنز إِنَّ يَسُوعَ،‏ بِكَلِمَاتِهِ «قُلْ لِلْجَمَاعَةِ»،‏ رُبَّمَا كَانَ يُشِيرُ إِلَى «أُولئِكَ ٱلْمُفَوَّضِ إِلَيْهِمِ ٱلنَّظَرَ فِي قَضَايَا كَهذِهِ:‏ مُمَثِّلِي ٱلْكَنِيسَةِ،‏ أَوِ ٱلَّذِينَ يَنُوبُونَ عَنْهُمْ.‏ فَفِي ٱلْمَجْمَعِ ٱلْيَهُودِيِّ،‏ كَانَ هُنَالِكَ شُيُوخٌ يُعْرَضُ عَلَيْهِمْ هذَا ٱلنَّوْعُ مِنَ ٱلْقَضَايَا».‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• لِمَ نَقُولُ إِنَّ ٱللهَ يَسْتَخْدِمُ جَمَاعَاتٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

‏• مَعَ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ نَاقِصُونَ،‏ مَا هُوَ دَوْرُهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

‏• كَيْفَ تُبْنَوْنَ مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

شَكَّلَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

يَتَلَقَّى ٱلشُّيُوخُ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ ٱلْإِرْشَادَاتِ لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلِٱضْطِلَاعِ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِمْ تِجَاهَ ٱلْجَمَاعَةِ