لماذا نهاية الالم باتت وشيكة
لِمَاذَا نِهَايَةُ ٱلْأَلَمِ بَاتَتْ وَشِيكَةً
«هُوَ ٱلصَّخْرُ، وَكَامِلٌ صَنِيعُهُ». — تثنية ٣٢:٤.
١، ٢ (أ) لِمَاذَا تُقَدِّرُونَ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟ (ب) مَاذَا يُعِيقُ كَثِيرِينَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِإِلهٍ يَعِدُ بِأُمُورٍ رَائِعَةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
هَلْ تُحِبُّ أَنْ تَتَخَيَّلَ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ؟ لَرُبَّمَا تَتَخَيَّلُ نَفْسَكَ تَسْتَكْشِفُ هذَا ٱلْكَوْكَبَ ٱلرَّائِعَ وَتَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلتَّنَوُّعِ ٱلْهَائِلِ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي يَزْخَرُ بِهَا. أَوْ قَدْ تَتَأَمَّلُ كَمْ سَتَشْعُرُ بِٱلِٱكْتِفَاءِ حِينَ تَعْمَلُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلْأَرْضِ وَتَحْوِيلِهَا إِلَى جَنَّةٍ. أَوْ رُبَّمَا تُفَكِّرُ فِي ٱلْمَوَاهِبِ ٱلَّتِي يُمْكِنُكَ أَنْ تُنَمِّيَهَا فِي ٱلْفَنِّ، ٱلْهَنْدَسَةِ، ٱلْمُوسِيقَى، أَوْ غَيْرِهَا مِنَ ٱلْمَوَاهِبِ ٱلَّتِي قَدْ لَا تَجِدُ لَهَا ٱلْوَقْتَ ٱلْآنَ بِسَبَبِ نَمَطِ حَيَاتِكَ ٱلسَّرِيعِ. فَأَنْتَ حَتْمًا تُقَدِّرُ ٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي يَدْعُوهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ» — ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ تَمَامًا كَمَا قَصَدَ يَهْوَه أَنْ نَعِيشَ. — ١ تيموثاوس ٦:١٩.
٢ أَوَلَيْسَ ٱمْتِيَازًا رَائِعًا أَنْ نُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ بِرَجَائِنَا ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ إِلَّا أَنَّ كَثِيرِينَ لَا يَقْبَلُونَ هذَا ٱلرَّجَاءَ. فَهُمْ يَعْتَبِرُونَهُ مُجَرَّدَ وَهْمٍ، حُلْمٍ خَيَالِيٍّ يَحْلُمُ بِهِ ٱلسُّذَّجُ. حَتَّى إِنَّهُمْ قَدْ يَسْتَصْعِبُونَ ٱلْإِيمَانَ بِإِلهٍ يَعِدُ بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ. وَلِمَاذَا؟ اَلْعَائِقُ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَعْضِ هُوَ مَسْأَلَةُ ٱلشَّرِّ. فَإِذَا كَانَ ٱللهُ مَوْجُودًا وَكُلِّيَّ ٱلْقُدْرَةِ وَمُحِبًّا، فَلِمَاذَا يَتَفَشَّى ٱلشَّرُّ وَٱلْأَلَمُ فِي ٱلْعَالَمِ؟! فَفِي نَظَرِهِمْ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ٱللهُ مَوْجُودًا وَيَسْمَحَ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ بِٱلشَّرِّ. أَوْ يُفَكِّرُونَ أَنَّهُ حَتَّى فِي حَالِ كَانَ ٱللهُ مَوْجُودًا، فَإِمَّا أَنَّهُ لَيْسَ كُلِّيَّ ٱلْقُدْرَةِ أَوْ أَنَّهُ لَا يَهْتَمُّ بِنَا. وَقَدْ يَعْتَبِرُ ٱلْبَعْضُ هذَا ٱلتَّحْلِيلَ مُقْنِعًا. فَٱلشَّيْطَانُ بَارِعٌ جِدًّا فِي إِعْمَاءِ أَذْهَانِ ٱلْبَشَرِ. — ٢ كورنثوس ٤:٤.
٣ أَيُّ سُؤَالٍ صَعْبٍ يُمْكِنُنَا مُسَاعَدَةُ ٱلنَّاسِ عَلَى إِيجَادِ ٱلْإِجَابَةِ عَنْهُ، وَلِمَاذَا يُمْكِنُنَا ذلِكَ؟
٣ يُمْكِنُنَا نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَه أَنْ نُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ يَخْدَعُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ وَتُضَلِّلُهُمْ حِكْمَةُ هذَا ٱلْعَالَمِ. (١ كورنثوس ١:٢٠؛ ٣:١٩) فَنَحْنُ نُدْرِكُ لِمَاذَا لَا يُؤْمِنُ كَثِيرُونَ بِوُعُودِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهُمْ لَا يَعْرِفُونَ شَيْئًا عَنْ يَهْوَه، أَوِ ٱسْمِهِ، أَوْ مَعْنَى ٱسْمِهِ. وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، لَيْسَتْ لَدَيْهِمْ أَيَّةُ فِكْرَةٍ عَنْ صِفَاتِهِ أَوْ تَارِيخِهِ ٱلطَّوِيلِ فِي ٱلْوَفَاءِ بِوُعُودِهِ. أَمَّا نَحْنُ فَلَدَيْنَا ٱمْتِيَازُ ٱمْتِلَاكِ هذِهِ ٱلْمَعْرِفَةِ. وَمِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ، مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ نُرَاجِعَ كَيْفَ يُمْكِنُنَا مُسَاعَدَةُ ٱلنَّاسِ ٱلْعَائِشِينَ فِي «ظَلَامٍ عَقْلِيٍّ» عَلَى إِيجَادِ ٱلْجَوَابِ عَنْ أَحَدِ أَصْعَبِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي يَطْرَحُهَا ٱلْبَشَرُ. وَهذَا ٱلسُّؤَالُ هُوَ: «لِمَاذَا يَسْمَحُ ٱللهُ بِٱلشَّرِّ وَٱلْأَلَمِ؟». (افسس ٤:١٨) فِي ٱلْبِدَايَةِ، سَنُنَاقِشُ كَيْفَ نَضَعُ ٱلْأَسَاسَ قَبْلَ ٱلْبَدْءِ بِإِعْطَاءِ ٱلْجَوَابِ. ثُمَّ سَنَتَحَدَّثُ كَيْفَ تَتَجَلَّى صِفَاتُ يَهْوَه مِنْ خِلَالِ طَرِيقَتِهِ فِي مُعَالَجَةِ مَسْأَلَةِ ٱلشَّرِّ.
اَلطَّرِيقَةُ ٱلصَّائِبَةُ لِلْإِجَابَةِ
٤، ٥ مَا هِيَ ٱلْخُطْوَةُ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي عَلَيْنَا ٱلْقِيَامُ بِهَا حِينَ يَسْأَلُ أَحَدٌ لِمَاذَا يَسْمَحُ ٱللهُ بِٱلْأَلَمِ؟
٤ كَيْفَ تُجِيبُ عِنْدَمَا يَسْأَلُكَ شَخْصٌ لِمَاذَا يَسْمَحُ ٱللهُ بِٱلْأَلَمِ؟ رُبَّمَا تُبَادِرُ فَوْرًا إِلَى إِعْطَاءِ شَرْحٍ مُفَصَّلٍ، ٱبْتِدَاءً مِمَّا حَصَلَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ. قَدْ يَكُونُ هذَا مُلَائِمًا فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ. وَلكِنْ يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْمَرْءُ أَنَّهُ قَدْ يَلْزَمُ وَضْعُ أَسَاسٍ قَبْلَ ذلِكَ. (امثال ٢٥:١١؛ كولوسي ٤:٦) فَلْنَسْتَعْرِضِ ٱلْآنَ ثَلَاثَ خُطُوَاتٍ عَلَيْنَا ٱلْقِيَامُ بِهَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلشَّخْصِ قُبَيْلَ ٱلْبَدْءِ بِإِعْطَاءِ ٱلْجَوَابِ.
٥ أَوَّلًا، إِذَا كَانَ ٱلشَّخْصُ مُنْزَعِجًا كَثِيرًا مِنْ تَفَشِّي ٱلشَّرِّ فِي ٱلْعَالَمِ، فَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّهُ تَأَذَّى هُوَ شَخْصِيًّا أَوْ أَحَدُ أَحِبَّائِهِ مِنْ جَرَّاءِ ٱلشَّرِّ. لِذلِكَ فِي ٱلْبِدَايَةِ، مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نُظْهِرَ لَهُ بِصِدْقٍ ٱلتَّقَمُّصَ ٱلْعَاطِفِيَّ. نَصَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «اِبْكُوا مَعَ ٱلْبَاكِينَ». (روما ١٢:١٥) وَإِظْهَارُ ٱلتَّقَمُّصِ ٱلْعَاطِفِيِّ، أَوِ ‹ٱلتَّعَاطُفِ›، قَدْ يَمَسُّ ٱلشَّخْصَ فِي ٱلصَّمِيمِ. (١ بطرس ٣:٨) فَإِذَا شَعَرَ أَنَّنَا نَهْتَمُّ بِهِ، فَسَيُصْغِي عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لِمَا نَقُولُهُ.
٦، ٧ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَمْدَحَ شَخْصًا مُخْلِصًا يَطْرَحُ أَسْئِلَةً حَوْلَ مَوَاضِيعَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُقِضُّ مَضْجَعَهُ؟
٦ ثَانِيًا، مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَمْدَحَ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُخْلِصَ عَلَى طَرْحِ هذَا ٱلسُّؤَالِ. فَٱلْبَعْضُ يَسْتَنْتِجُونَ أَنَّ طَرْحَ أَسْئِلَةٍ كَهذِهِ يَنِمُّ عَنْ قِلَّةِ ٱلْإِيمَانِ أَوِ ٱلِٱحْتِرَامِ للهِ. وَرُبَّمَا يَكُونُ أَحَدُ رِجَالِ ٱلدِّينِ قَدْ قَالَ لَهُمْ ذلِكَ. لكِنَّ هذِهِ ٱلْفِكْرَةَ لَيْسَتْ صَحِيحَةً. فَفِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، طَرَحَ أَشْخَاصٌ أُمَنَاءُ أَسْئِلَةً مُمَاثِلَةً. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، سَأَلَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ: «لِمَاذَا يَا يَهْوَهُ تَقِفُ بَعِيدًا؟ لِمَاذَا تَتَوَارَى فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ؟». (مزمور ١٠:١) وَسَأَلَ ٱلنَّبِيُّ حَبَقُّوقُ: «إِلَى مَتَى يَا يَهْوَهُ أَسْتَغِيثُ وَأَنْتَ لَا تَسْمَعُ؟ إِلَى مَتَى أَصْرُخُ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْعُنْفِ وَأَنْتَ لَا تُخَلِّصُ؟ لِمَاذَا تُرِينِي ٱلسُّوءَ وَتُبْصِرُ ٱلشَّقَاءَ؟ لِمَ ٱلسَّلْبُ وَٱلْعُنْفُ قُدَّامِي؟ لِمَاذَا يَحْدُثُ ٱلْخِصَامُ وَيَجْرِي ٱلنِّزَاعُ؟». — حبقوق ١:٢، ٣.
٧ كَانَ هذَانِ ٱلرَّجُلَانِ شَخْصَيْنِ أَمِينَيْنِ وَلَدَيْهِمَا ٱحْتِرَامٌ عَمِيقٌ للهِ. فَهَلْ وَبَّخَهُمَا يَهْوَه عَلَى طَرْحِ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي أَقَضَّتْ مَضْجَعَهُمَا؟ عَلَى ٱلْعَكْسِ. فَقَدْ أَرَادَ يَهْوَه أَنْ تُدَوَّنَ أَسْئِلَتُهُمَا ٱلْمُخْلِصَةُ فِي كَلِمَتِهِ. اَلْيَوْمَ أَيْضًا، قَدْ يَكُونُ لَدَى ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يَنْزَعِجُ مِنْ تَفَشِّي ٱلشَّرِّ جُوعٌ رُوحِيٌّ، تَوْقٌ إِلَى نَيْلِ أَجْوِبَةٍ لَا يُمْكِنُ إِلَّا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يُزَوِّدَهَا. وَيَسُوعُ مَدَحَ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْجِيَاعَ رُوحِيًّا، أَيِ «ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ». (متى ٥:٣) فَمَا أَرْوَعَ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نُسَاعِدَ أَمْثَالَ هؤُلَاءِ عَلَى إِيجَادِ ٱلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا يَسُوعُ!
٨ أَيَّةُ تَعَالِيمَ مُضَلِّلَةٍ جَعَلَتِ ٱلنَّاسَ يُؤْمِنُونَ أَنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلْمَسْؤُولُ عَنِ ٱلْأَلَمِ، وَكَيْفَ نُسَاعِدُهُمْ؟
٨ ثَالِثًا، قَدْ يَلْزَمُ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلشَّخْصَ كَيْ يُدْرِكَ أَنَّ ٱللهَ لَيْسَ ٱلْمَسْؤُولَ عَنِ ٱلشَّرِّ ٱلْمُتَفَشِّي فِي ٱلْعَالَمِ. فَكَثِيرُونَ يَجْرِي تَعْلِيمُهُمْ أَنَّ ٱللهَ يَحْكُمُ ٱلْعَالَمَ ٱلَّذِي نَعِيشُ فِيهِ، وَأَنَّهُ قَضَى وَقَدَّرَ كُلَّ مَا يَحْصُلُ لَنَا، وَأَنَّ لَدَيْهِ أَسْبَابًا يَتَعَذَّرُ فَهْمُهَا لِجَلْبِ ٱلشَّقَاءِ عَلَى ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. لكِنَّ هذِهِ ٱلتَّعَالِيمَ غَيْرُ صَحِيحَةٍ. وَهِيَ تُحَقِّرُ ٱللهَ وَتُصَوِّرُهُ عَلَى أَنَّهُ مَسْؤُولٌ عَنْ كُلِّ ٱلشَّرِّ وَٱلْأَلَمِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ. لِذلِكَ إِذَا ٱلْتَقَيْنَا شَخْصًا يُؤْمِنُ بِأَيٍّ مِنْ هذِهِ ٱلتَّعَالِيمِ، فَعَلَيْنَا ٱسْتِعْمَالُ كَلِمَةِ ٢ تيموثاوس ٣:١٦) فَٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ، وَلَيْسَ يَهْوَه، هُوَ حَاكِمُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْفَاسِدِ هذَا. (١ يوحنا ٥:١٩) وَيَهْوَه لَا يَقْضِي وَيُقَدِّرُ مَا يَحْصُلُ لِمَخْلُوقَاتِهِ ٱلْعَاقِلَةِ، بَلْ يَمْنَحُ كُلًّا مِنَّا ٱلْحُرِّيَّةَ وَٱلْفُرْصَةَ لِلِٱخْتِيَارِ بَيْنَ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ، ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ. (تثنية ٣٠:١٩) كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ أَبَدًا مَصْدَرَ ٱلشَّرِّ، إِذْ إِنَّهُ يُبْغِضُ ٱلشَّرَّ وَيَهْتَمُّ بِٱلَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ ظُلْمًا. — ايوب ٣٤:١٠؛ امثال ٦:١٦-١٩؛ ١ بطرس ٥:٧.
ٱللهِ لِتَقْوِيمِ وُجْهَةِ نَظَرِهِ. (٩ مَا هُمَا ٱثْنَتَانِ مِنَ ٱلْأَدَوَاتِ ٱلَّتِي زَوَّدَهَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» لِمُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَفْهَمُوا لِمَاذَا يَسْمَحُ يَهْوَه ٱللهُ بِٱلْأَلَمِ؟
٩ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ هذَا ٱلْأَسَاسَ، قَدْ يَصِيرُ ٱلشَّخْصُ مُسْتَعِدًّا لِيَتَعَلَّمَ لِمَاذَا يَسْمَحُ ٱللهُ بِٱسْتِمْرَارِ ٱلْأَلَمِ. وَلِمُسَاعَدَتِكَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ، زَوَّدَ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» عَدَدًا مِنَ ٱلْأَدَوَاتِ. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) فَفِي مَحْفِلِ «ٱلطَّاعَةِ للهِ» ٱلْكُورِيِّ لِسَنَةِ ٢٠٠٥/٢٠٠٦، أُصْدِرَتْ نَشْرَةٌ بِعُنْوَانِ نِهَايَةُ ٱلْأَلَمِ بَاتَتْ وَشِيكَةً!. فَلِمَ لَا تَطَّلِعُ عَلَى مُحْتَوَيَاتِهَا؟ كَمَا أَنَّ هُنَالِكَ أَدَاةً أُخْرَى مُتَوَفِّرَةً بـ ١٥٧ لُغَةً. وَهذِهِ ٱلْأَدَاةُ هِيَ كِتَابُ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ ٱلَّذِي يُخَصِّصُ فَصْلًا لِمُنَاقَشَةِ هذَا ٱلسُّؤَالِ ٱلْمُهِمِّ. فَٱسْتَفِدْ مِنْ هَاتَيْنِ ٱلْأَدَاتَيْنِ ٱللَّتَيْنِ تَسْرُدَانِ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلْمُؤَدِّيَةَ إِلَى نُشُوءِ قَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ فِي عَدْنٍ كَمَا تَرِدُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَتَشْرَحَانِ كَيْفَ بَتَّ يَهْوَه ٱلْقَضِيَّةَ وَلِمَاذَا بَتَّهَا بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. تَذَكَّرْ أَيْضًا أَنَّهُ مِنْ خِلَالِ مُنَاقَشَتِكَ هذَا ٱلْمَوْضُوعَ تُتِيحُ لِمُسْتَمِعِكَ ٱلْحُصُولَ عَلَى أَهَمِّ مَعْرِفَةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ: اَلْمَعْرِفَةِ عَنْ يَهْوَه وَصِفَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ.
رَكِّزِ ٱلِٱنْتِبَاهَ عَلَى صِفَاتِ يَهْوَه
١٠ أَيُّ أَمْرٍ قَدْ يَسْتَصْعِبُ كَثِيرُونَ فَهْمَهُ عَنْ سَمَاحِ ٱللهِ بِٱلْأَلَمِ، وَأَيَّةُ مَعْرِفَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَهُمْ؟
١٠ فِيمَا تُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَفْهَمُوا لِمَاذَا يَسْمَحُ يَهْوَه تثنية ٣٢:٤) فَكَيْفَ تُرَكِّزُ ٱلِٱنْتِبَاهَ عَلَى هذِهِ ٱلصِّفَاتِ حِينَ تُجِيبُ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي غَالِبًا مَا تُطْرَحُ حَوْلَ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ؟ لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ وَيَكُونُوا خَاضِعِينَ لِنُفُوذِ ٱلشَّيْطَانِ، حَاوِلْ أَنْ تَلْفِتَ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى صِفَاتِ يَهْوَه ٱلرَّائِعَةِ. كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ يَعْرِفُونَ أَنَّ ٱللهَ قَدِيرٌ؛ فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُ يُدْعَى ٱلْإِلهَ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ يَسْتَصْعِبُونَ ٱلْفَهْمَ لِمَاذَا لَا يَسْتَخْدِمُ ٱلْآنَ قُدْرَتَهُ ٱلشَّدِيدَةَ لِوَضْعِ حَدٍّ لِلظُّلْمِ وَٱلْأَلَمِ. وَهذَا مَرَدُّهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِلَى أَنَّهُمْ لَا يُدْرِكُونَ صِفَاتِ يَهْوَه ٱلْأُخْرَى مِثْلَ ٱلْقَدَاسَةِ، ٱلْعَدْلِ، ٱلْحِكْمَةِ، وَٱلْمَحَبَّةِ. فَهُوَ يُعْرِبُ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ بِطَرِيقَةٍ كَامِلَةٍ وَمُتَوَازِنَةٍ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كَامِلٌ صَنِيعُهُ». (١١، ١٢ (أ) لِمَاذَا لَمْ يَكُنْ أَمْرًا وَارِدًا أَنْ يُسَامِحَ ٱللهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ عِنْدَمَا أَخْطَآ؟ (ب) لِمَاذَا لَنْ يَحْتَمِلَ يَهْوَه ٱلْخَطِيَّةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ؟
١١ هَلْ كَانَ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يُسَامِحَ يَهْوَه آدَمَ وَحَوَّاءَ؟ لَمْ يَكُنْ ذلِكَ وَارِدًا أَلْبَتَّةَ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ. فَآدَمُ وَحَوَّاءُ كَانَا كَامِلَيْنِ وَقَدْ قَامَا بِٱخْتِيَارٍ عَمْدِيٍّ أَنْ يَرْفُضَا سُلْطَانَ يَهْوَه وَيَقْبَلَا ٱتِّبَاعَ تَوْجِيهِ ٱلشَّيْطَانِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هذَيْنِ ٱلْمُتَمَرِّدَيْنِ لَمْ يُظْهِرَا أَيَّةَ تَوْبَةٍ. وَلكِنْ قَدْ يَكُونُ قَصْدُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَطْرَحُونَ هذَا ٱلسُّؤَالَ أَنْ يَسْأَلُوا لِمَاذَا لَمْ يَحُطَّ يَهْوَه مِنْ مَقَايِيسِهِ وَيَحْتَمِلْ وُجُودَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلتَّمَرُّدِ. يَرْتَبِطُ ٱلْجَوَابُ بِصِفَةٍ هِيَ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَهْوَه: اَلْقَدَاسَةُ. — خروج ٢٨:٣٦؛ ٣٩:٣٠.
١٢ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَدِّدُ عَلَى قَدَاسَةِ يَهْوَه مِئَاتِ ٱلْمَرَّاتِ. وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ قِلَّةً مِنَ ٱلنَّاسِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْفَاسِدِ يَفْهَمُونَ فِعْلًا مَاهِيَّةَ هذِهِ ٱلصِّفَةِ. فَيَهْوَه هُوَ قُدُّوسٌ بِمَعْنَى أَنَّهُ نَقِيٌّ وَطَاهِرٌ وَمُنْفَرِزٌ عَنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. (اشعيا ٦:٣؛ ٥٩:٢) لِذلِكَ صَنَعَ تَرْتِيبًا لِلتَّكْفِيرِ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ، أَوْ إِزَالَتِهَا. لكِنَّهُ قَطْعًا لَنْ يَحْتَمِلَهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَلَوْ فَعَلَ ذلِكَ، لَمَا كَانَ لَدَيْنَا رَجَاءٌ لِلْمُسْتَقْبَلِ. (امثال ١٤:١٢) فَفِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ، سَيُعِيدُ كُلَّ ٱلْخَلِيقَةِ إِلَى حَالَةٍ مِنَ ٱلْقَدَاسَةِ. وَهذَا أَمْرٌ أَكِيدٌ، لِأَنَّهُ مَشِيئَةُ ٱلْإِلهِ ٱلْقُدُّوسِ.
١٣، ١٤ لِمَاذَا لَمْ يَخْتَرْ يَهْوَه أَنْ يُهْلِكَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فِي عَدْنٍ؟
١٣ هَلْ كَانَ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يُهْلِكَ يَهْوَه ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ وَيَبْدَأَ مِنْ جَدِيدٍ؟ دُونَ شَكٍّ، كَانَ لَدَيْهِ ٱلْقُدْرَةُ عَلَى ذلِكَ؛ وَهُوَ سَيَسْتَعْمِلُ هذِهِ ٱلْقُدْرَةَ عَمَّا قَرِيبٍ لِإِهْلَاكِ كُلِّ ٱلْأَشْرَارِ. وَلكِنْ قَدْ يَتَسَاءَلُ ٱلْبَعْضُ: ‹لِمَاذَا لَمْ يَسْتَخْدِمْهَا حِينَ لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ سِوَى ثَلَاثَةِ خُطَاةٍ فِي ٱلْكَوْنِ؟ أَلَمْ يَكُنْ ذلِكَ لِيَحُولَ دُونَ تَفَشِّي ٱلْخَطِيَّةِ، وَبِٱلتَّالِي كُلِّ ٱلشَّقَاءِ ٱلَّذِي نَرَاهُ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا؟›. فَلِمَاذَا لَمْ يَخْتَرْ يَهْوَه فِعْلَ ذلِكَ؟ تَقُولُ ٱلتَّثْنِيَةُ ٣٢:٤: «جَمِيعُ طُرُقِهِ عَدْلٌ». فَيَهْوَه لَدَيْهِ إِحْسَاسٌ قَوِيٌّ بِٱلْعَدْلِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، «يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْعَدْلَ». (مزمور ٣٧:٢٨) وَبِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لِلْعَدْلِ، ٱمْتَنَعَ عَنْ إِهْلَاكِ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فِي عَدْنٍ. كَيْفَ ذلِكَ؟
١٤ أَنْشَأَ تَمَرُّدُ ٱلشَّيْطَانِ قَضِيَّةً تَتَعَلَّقُ بِصَوَابِ سُلْطَانِ ٱللهِ. وَقَدْ تَطَلَّبَ عَدْلُ يَهْوَه أَنْ يُزَوَّدَ جَوَابٌ عَنْ تَحَدِّي ٱلشَّيْطَانِ. وَلكِنْ لَمْ يَكُنْ بِٱلْإِمْكَانِ تَزْوِيدُ هذَا ٱلْجَوَابِ لَوْ أَنْزَلَ يَهْوَه فَوْرًا بِٱلْمُتَمَرِّدِينَ هذَا ٱلْعِقَابَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّونَهُ. فَهذَا ٱلْإِجْرَاءُ كَانَ سَيُبَرْهِنُ أَنَّ لَدَيْهِ قُدْرَةً فَائِقَةً، لكِنَّ قُدْرَتَهُ لَمْ تَكُنْ مَوْضِعَ شَكٍّ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، كَانَ يَهْوَه قَدْ ذَكَرَ قَصْدَهُ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ. فَكَانَ يَجِبُ أَنْ يُنْجِبَا ذُرِّيَّةً وَيَمْلَآ ٱلْأَرْضَ وَيُخْضِعَاهَا وَيَتَسَلَّطَا عَلَى كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلْأَرْضِيَّةِ. (تكوين ١:٢٨) لِذلِكَ لَوْ أَهْلَكَ يَهْوَه آدَمَ وَحَوَّاءَ، لَصَارَ قَصْدُهُ لِلْبَشَرِ مُجَرَّدَ كَلَامٍ فَارِغٍ. لكِنَّ عَدْلَ يَهْوَه لَا يَسْمَحُ أَبَدًا بِهذِهِ ٱلنَّتِيجَةِ لِأَنَّ قَصْدَهُ يَتِمُّ دَائِمًا. — اشعيا ٥٥:١٠، ١١.
١٥، ١٦ كَيْفَ يُمْكِنُنَا مُسَاعَدَةُ ٱلنَّاسِ حِينَ يَقْتَرِحُونَ «حُلُولًا» بَدِيلَةً لِلْقَضِيَّةِ ٱلَّتِي نَشَأَتْ فِي عَدْنٍ؟
١٥ هَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يُعَالِجَ أَحَدٌ فِي ٱلْكَوْنِ ٱلتَّمَرُّدَ روما ١١:٢٥؛ ١٦:٢٥-٢٧.
بِحِكْمَةٍ تَفُوقُ حِكْمَةَ يَهْوَه؟ قَدْ يَقْتَرِحُ ٱلْبَعْضُ «حُلُولًا» لِقَضِيَّةِ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ. وَلكِنْ أَلَا يَدُلُّ ذلِكَ أَنَّهُمْ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ بِإِمْكَانِهِمْ إِيجَادَ طَرَائِقَ أَفْضَلَ لِبَتِّ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ؟! رَغْمَ أَنَّ دَافِعَهُمْ قَدْ لَا يَكُونُ رَدِيئًا، فَهُمْ لَا يَعْرِفُونَ مَنْ هُوَ يَهْوَه وَلَا يُدْرِكُونَ حِكْمَتَهُ ٱلْمَهِيبَةَ. وَفِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا، تَعَمَّقَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي بَحْثِ مَوْضُوعِ حِكْمَةِ ٱللهِ، بِمَا فِي ذلِكَ «ٱلسِّرُّ ٱلْمُقَدَّسُ» ٱلْمُتَعَلِّقُ بِقَصْدِ يَهْوَه أَنْ يَفْتَدِيَ ٱلْبَشَرَ ٱلْأُمَنَاءَ وَيُقَدِّسَ ٱسْمَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. فَكَيْفَ شَعَرَ بُولُسُ حِيَالَ حِكْمَةِ ٱلْإِلهِ ٱلَّذِي فَكَّرَ فِي هذَا ٱلْحَلِّ؟ اِخْتَتَمَ ٱلرَّسُولُ رِسَالَتَهُ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ: «اَلْمَجْدُ للهِ ٱلْحَكِيمِ وَحْدَهُ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ إِلَى ٱلْأَبَدِ! آمِينَ». —١٦ فَقَدْ فَهِمَ بُولُسُ أَنَّ يَهْوَه هُوَ «ٱلْحَكِيمُ وَحْدَهُ»، أَيْ أَنَّهُ ٱلْوَحِيدُ فِي ٱلْكَوْنِ بِأَسْرِهِ ٱلَّذِي يَمْتَلِكُ ٱلْحِكْمَةَ بِأَسْمَى دَرَجَاتِهَا. فَمَا مِنْ إِنْسَانٍ نَاقِصٍ بِإِمْكَانِهِ ٱلتَّفْكِيرُ فِي طَرِيقَةٍ أَفْضَلَ مِنْهُ لِحَلِّ أَيَّةِ مُشْكِلَةٍ، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى لِبَتِّ قَضِيَّةِ صَوَابِ سُلْطَانِ ٱللهِ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ! لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلشُّعُورِ بِٱلتَّوْقِيرِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي نَشْعُرُ بِهِ نَحْنُ تِجَاهَ ٱللهِ ‹ٱلْحَكِيمِ ٱلْقَلْبِ›. (ايوب ٩:٤) فَكُلَّمَا ٱزْدَادَ فَهْمُنَا لِحِكْمَةِ يَهْوَه، وَثِقْنَا أَكْثَرَ أَنَّ طَرِيقَتَهُ فِي مُعَالَجَةِ ٱلْأُمُورِ هِيَ ٱلْفُضْلَى. — امثال ٣:٥، ٦.
تَقْدِيرُ صِفَةِ يَهْوَه ٱلْغَالِبَةِ
١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْفَهْمُ ٱلْأَعْمَقُ لِمَحَبَّةِ يَهْوَه ٱلَّذِينَ يَنْزَعِجُونَ بِسَبَبِ سَمَاحِ ٱللهِ بِٱلشَّرِّ؟
١٧ «اَللهُ مَحَبَّةٌ». (١ يوحنا ٤:٨) بِهذِهِ ٱلْعِبَارَةِ ٱللَّافِتَةِ لِلنَّظَرِ يُحَدِّدُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مَا هِيَ صِفَةُ يَهْوَه ٱلْغَالِبَةُ، أَرْوَعُ صِفَةٍ لَدَيْهِ تَجْذِبُ ٱلْمُنْزَعِجِينَ مِنْ تَفَشِّي ٱلشَّرِّ وَتَمْنَحُهُمُ ٱلْعَزَاءَ. وَتَتَجَلَّى مَحَبَّةُ يَهْوَه فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي ٱعْتَمَدَهَا لِتَحْرِيرِ ٱلْخَلِيقَةِ مِنْ آثَارِ ٱلْخَطِيَّةِ. فَٱلْمَحَبَّةُ هِيَ ٱلَّتِي دَفَعَتْ يَهْوَه إِلَى مَنْحِ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَحَوَّاءَ ٱلرَّجَاءَ. (تكوين ٣:١٥) فَقَدْ سَمَحَ لَهُمْ بِٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ وَمَكَّنَهُمْ مِنْ نَيْلِ عَلَاقَةٍ بِهِ. وَٱلْمَحَبَّةُ هِيَ أَيْضًا ٱلَّتِي دَفَعَتْهُ إِلَى تَزْوِيدِ فِدْيَةٍ تَفْسَحُ ٱلْمَجَالَ لِلْغُفْرَانِ ٱلتَّامِّ لِخَطَايَا ٱلْبَشَرِ وَرَدِّهِمْ إِلَى حَيَاةٍ كَامِلَةٍ وَأَبَدِيَّةٍ. (يوحنا ٣:١٦) كَمَا أَنَّهَا دَفَعَتْهُ أَنْ يَكُونَ صَبُورًا مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ، مِمَّا يُتِيحُ لَهُمُ ٱلْفُرْصَةَ لِرَفْضِ ٱلشَّيْطَانِ وَٱخْتِيَارِ يَهْوَه سَيِّدًا لَهُمْ. — ٢ بطرس ٣:٩.
١٨ أَيُّ فَهْمٍ عَمِيقٍ نَحْنُ سُعَدَاءُ لِأَنَّنَا نَمْلِكُهُ، وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ قَالَ أَحَدُ رِجَالِ ٱلدِّينِ مُخَاطِبًا جَمَاهِيرَ مُجْتَمِعَةً لِإِحْيَاءِ ذِكْرَى إِحْدَى ٱلْهَجَمَاتِ ٱلْإِرْهَابِيَّةِ: «نَحْنُ لَا نَعْرِفُ لِمَاذَا يَسْمَحُ ٱللهُ بِٱسْتِمْرَارِ ٱلشَّرِّ وَٱلْأَلَمِ». وَكَمْ هذَا أَمْرٌ مُؤْسِفٌ! بِٱلتَّبَايُنِ، أَلَسْنَا نَحْنُ سُعَدَاءَ لِأَنَّ لَدَيْنَا فَهْمًا عَمِيقًا لِهذَا ٱلْمَوْضُوعِ؟ (تثنية ٢٩:٢٩) فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه سَيُزِيلُ عَمَّا قَرِيبٍ كُلَّ آلَامِ ٱلْبَشَرِ لِأَنَّهُ حَكِيمٌ وَعَادِلٌ وَمُحِبٌّ. فَهُوَ مَنْ وَعَدَ بِذلِكَ. (رؤيا ٢١:٣، ٤) وَلكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِي كُلِّ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ عَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ؟ هَلْ تَجَاهَلَهُمْ يَهْوَه حِينَ عَالَجَ ٱلْقَضِيَّةَ فِي عَدْنٍ وَتَرَكَهُمْ دُونَ رَجَاءٍ؟ كَلَّا. فَٱلْمَحَبَّةُ دَفَعَتْهُ إِلَى صُنْعِ تَرْتِيبٍ لِإِنْقَاذِهِمْ: تَرْتِيبُ ٱلْقِيَامَةِ. وَهذَا مَا سَيَكُونُ مَوْضُوعَ مُنَاقَشَتِنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• مَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ لِشَخْصٍ يَسْأَلُ لِمَاذَا يَسْمَحُ ٱللهُ بِٱلْأَلَمِ؟
• كَيْفَ تَتَجَلَّى قَدَاسَةُ يَهْوَه وَعَدْلُهُ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي تَعَامَلَ بِهَا مَعَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فِي عَدْنٍ؟
• لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ عَلَى إِحْرَازِ فَهْمٍ أَعْمَقَ لِمَحَبَّةِ يَهْوَه؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢١]
حَاوِلْ أَنْ تُسَاعِدَ ٱلَّذِينَ يَنْزَعِجُونَ مِنَ ٱلْآلَامِ ٱلَّتِي يَرَوْنَهَا فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَهُمْ
[الصورتان في الصفحة ٢٣]
طَرَحَ دَاوُدُ وَحَبَقُّوقُ ٱلْأَمِينَانِ أَسْئِلَةً مُخْلِصَةً عَلَى ٱللهِ