هل القيامة حقيقية بالنسبة اليك؟
هَلِ ٱلْقِيَامَةُ حَقِيقِيَّةٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْكَ؟
«سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ». — اعمال ٢٤:١٥.
١ لِمَاذَا ٱلْمَوْتُ أَمْرٌ مَحْتُومٌ؟
«فِي هذَا ٱلْعَالَمِ، لَا شَيْءَ أَكِيدٌ إِلَّا ٱلْمَوْتُ وَٱلضَّرَائِبُ». كَمْ أُعْجِبَ ٱلْبَعْضُ بِهذَا ٱلتَّعْلِيقِ ٱلَّذِي كَتَبَهُ سَنَةَ ١٧٨٩ رَجُلُ ٱلدَّوْلَةِ ٱلْأَمِيركِيُّ بِنْجَامَانْ فْرَانْكْلِنْ! لكِنَّ مُخَادِعِينَ كَثِيرِينَ يَتَهَرَّبُونَ مِنْ دَفْعِ ٱلضَّرَائِبِ. أَمَّا ٱلْمَوْتُ فَهُوَ أَمْرٌ مَحْتُومٌ، وَلَا يُمْكِنُنَا تَفَادِيهِ بِمَجْهُودِنَا ٱلْخَاصِّ لِأَنَّهُ عَدُوٌّ يُطَارِدُنَا جَمِيعًا. وَبِنَهَمٍ لَا يَشْبَعُ، تَلْتَهِمُ شِيُولُ (أَيِ ٱلْمَدْفَنُ ٱلْعَامُّ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ) أَشْخَاصًا أَعِزَّاءَ عَلَى قُلُوبِنَا. (امثال ٢٧:٢٠) وَلكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَيْأَسَ، فَهُنَالِكَ رَجَاءٌ مُعَزٍّ لَنَا.
٢، ٣ (أ) كَيْفَ سَيُفْلِتُ ٱلْبَعْضُ مِنْ بَرَاثِنِ ٱلْمَوْتِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ تُعْطِينَا كَلِمَةُ يَهْوَه رَجَاءً أَكِيدًا بِٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمَوْتِ. فَهذَا لَيْسَ مُجَرَّدَ حُلُمٍ، لِأَنَّهُ مَا مِنْ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ قَادِرَةٌ عَلَى مَنْعِ يَهْوَه مِنْ تَحْقِيقِ هذَا ٱلرَّجَاءِ. لكِنَّ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ لَا يُدْرِكُونَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ سَيُفْلِتُونَ مِنْ بَرَاثِنِ ٱلْمَوْتِ. كَيْفَ ذلِكَ؟ إِنَّ ‹جَمْعًا كَثِيرًا› عَدَدُهُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ سَيَنْجُو مِنَ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ» ٱلْوَشِيكِ. (رؤيا ٧:٩، ١٠، ١٤) وَسَيَكُونُ رَجَاؤُهُمُ ٱلْعَيْشَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهكَذَا، لَا يَكُونُ ٱلْمَوْتُ أَمْرًا مَحْتُومًا عَلَيْهِمْ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، سَوْفَ «يُبَادُ . . . ٱلْمَوْتُ» نِهَائِيًّا. — ١ كورنثوس ١٥:٢٦.
٣ وَعَلَى غِرَارِ بُولُسَ، يَجِبُ أَنْ تَكُونَ ٱلْقِيَامَةُ وَاقِعًا أَكِيدًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا. فَقَدْ قَالَ هذَا ٱلرَّسُولُ بِثِقَةٍ: «سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ». (اعمال ٢٤:١٥) فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ حَوْلَ ٱلْقِيَامَةِ. أَوَّلًا، مَاذَا يَجْعَلُ رَجَاءَ ٱلْقِيَامَةِ أَكِيدًا إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ؟ ثَانِيًا، كَيْفَ تَسْتَمِدُّ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنْهُ؟ وَثَالِثًا، كَيْفَ يُؤَثِّرُ هذَا ٱلرَّجَاءُ فِي حَيَاتِكَ ٱلْآنَ؟
اَلْقِيَامَةُ وَاقِعٌ أَكِيدٌ
٤ كَيْفَ تَكُونُ ٱلْقِيَامَةُ أَمْرًا أَسَاسِيًّا لِإِتْمَامِ قَصْدِ يَهْوَه؟
٤ هُنَالِكَ عِدَّةُ عَوَامِلَ تَجْعَلُ ٱلْقِيَامَةَ وَاقِعًا أَكِيدًا. أَوَّلًا، ٱلْقِيَامَةُ هِيَ أَمْرٌ أَسَاسِيٌّ لِإِتْمَامِ قَصْدِ يَهْوَه. تَذَكَّرْ يوحنا ٨:٤٤) لكِنَّ يَهْوَه وَعَدَ أَنَّ ‹ٱمْرَأَتَهُ› (هَيْئَتَهُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ ٱلْمُشَبَّهَةَ بِزَوْجَةٍ) سَتُنْجِبُ ‹نَسْلًا› يَسْحَقُ رَأْسَ «ٱلْحَيَّةِ ٱلْأُولَى» ٱلشَّيْطَانِ، وَذلِكَ بِإِزَالَتِهِ مِنَ ٱلْوُجُودِ. (تكوين ٣:١-٦، ١٥؛ رؤيا ١٢:٩، ١٠؛ ٢٠:١٠) وَفِيمَا كَانَ يَهْوَه يَكْشِفُ تَدْرِيجِيًّا قَصْدَهُ ٱلْمُتَعَلِّقَ بِهذَا ٱلنَّسْلِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ، ٱتَّضَحَ أَنَّ ٱلنَّسْلَ سَيَقُومُ بِأَمْرٍ آخَرَ غَيْرِ إِهْلَاكِ ٱلشَّيْطَانِ. فَكَلِمَةُ ٱللهِ تَقُولُ: «لِهٰذَا أُظْهِرَ ٱبْنُ ٱللهِ، لِكَيْ يُحْبِطَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ». (١ يوحنا ٣:٨) وَٱلْمَوْتُ ٱلنَّاجِمُ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلَّتِي وَرِثْنَاهَا مِنْ آدَمَ هُوَ أَبْرَزُ أَعْمَالِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّتِي يَنْوِي يَهْوَه إِحْبَاطَهَا بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. وَذَبِيحَةُ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةُ وَٱلْقِيَامَةُ هُمَا أَمْرَانِ أَسَاسِيَّانِ لِتَحْقِيقِ هذِهِ ٱلْغَايَةِ. — اعمال ٢:٢٢-٢٤؛ روما ٦:٢٣.
أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ قَادَ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ إِلَى ٱلْخَطِيَّةِ وَعَاقِبَتِهَا ٱلْمَحْتُومَةِ ٱلْمَوْتِ. لِذلِكَ قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ: «ذَاكَ كَانَ قَاتِلًا لِلنَّاسِ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ». (٥ كَيْفَ سَيُمَجِّدُ يَهْوَه ٱسْمَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْقِيَامَةِ؟
٥ ثَانِيًا، يَهْوَه مُصَمِّمٌ عَلَى تَمْجِيدِ ٱسْمِهِ ٱلْقُدُّوسِ. فَٱلشَّيْطَانُ يُعَيِّرُ ٱسْمَ ٱللهِ وَيُرَوِّجُ ٱلْأَكَاذِيبَ عَنْهُ. فَفِي ٱلْمَاضِي، ٱدَّعَى زُورًا أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ ‹لَنْ يَمُوتَا› إِذَا أَكَلَا مِنَ ٱلثَّمَرَةِ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللهُ عَلَيْهِمَا أَكْلَهَا. (تكوين ٢:١٦، ١٧؛ ٣:٤) وَمُذَّاكَ، يُرَوِّجُ ٱلشَّيْطَانُ أَكَاذِيبَ مِثْلَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْبَاطِلِ أَنَّ ٱلنَّفْسَ تَبْقَى حَيَّةً بَعْدَ مَوْتِ ٱلْجَسَدِ. لكِنَّ يَهْوَه سَيَفْضَحُ كُلَّ هذِهِ ٱلْأَكَاذِيبِ بِوَاسِطَةِ ٱلْقِيَامَةِ. وَهكَذَا، يُعْطِي بُرْهَانًا قَاطِعًا أَنَّهُ هُوَ ٱلْإِلهُ ٱلَّذِي يُحْيِي.
٦، ٧ مَاذَا يَشْعُرُ يَهْوَه بِخُصُوصِ إِقَامَةِ ٱلنَّاسِ، وَكَيْفَ نَعْرِفُ ذلِكَ؟
٦ ثَالِثًا، يَشْتَاقُ يَهْوَه أَنْ يُقِيمَ ٱلنَّاسَ. يُوضِحُ لَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ هذَا مَا يَشْعُرُ بِهِ يَهْوَه. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُوحَى بِهَا ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا أَيُّوبُ ٱلْأَمِينُ: «إِذَا مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟ سَأَنْتَظِرُ كُلَّ أَيَّامِ سُخْرَتِي، إِلَى أَنْ يَأْتِيَنِي ٱلْفَرَجُ. تَدْعُو فَأَنَا أُجِيبُكَ. تَشْتَاقُ إِلَى عَمَلِ يَدَيْكَ». (ايوب ١٤:١٤، ١٥) فَمَاذَا تَعْنِي هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ؟
٧ عَرَفَ أَيُّوبُ أَنَّهُ سَيَبْقَى رَاقِدًا فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ بَعْدَ مَوْتِهِ. فَقَدِ ٱعْتَبَرَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةَ «سُخْرَةً»، أَيْ فَتْرَةَ ٱنْتِظَارٍ قَسْرِيَّةً عَلَيْهِ أَنْ يَقْضِيَهَا حَتَّى يَحِينَ وَقْتُ تَحَرُّرِهِ. وَكَانَ هذَا ٱلتَّحَرُّرُ وَاقِعًا أَكِيدًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ وَأَدْرَكَ أَنَّ ٱلْفَرَجَ سَيَأْتِي لَا مَحَالَةَ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ عَرَفَ مَشَاعِرَ يَهْوَه. فَهُوَ ‹سَيَشْتَاقُ› أَنْ يَرَى خَادِمَهُ ٱلْأَمِينَ مِنْ جَدِيدٍ. نَعَمْ، إِنَّ ٱللهَ يَتُوقُ أَنْ يُعِيدَ كُلَّ ٱلْأَبْرَارِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. كَمَا أَنَّهُ سَيُتِيحُ لِآخَرِينَ أَيْضًا فُرْصَةَ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (لوقا ٢٣:٤٣؛ يوحنا ٥:٢٨، ٢٩) وَبِمَا أَنَّ هذَا هُوَ قَصْدُ ٱللهِ وَمَشِيئَتُهُ، فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَمْنَعَهُ؟!
٨ كَيْفَ ‹زَوَّدَ يَهْوَه ضَمَانَةً› لِتَحْقِيقِ رَجَائِنَا ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ؟
٨ رَابِعًا، قِيَامَةُ يَسُوعَ هِيَ ٱلضَّمَانَةُ لِرَجَائِنَا ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ. قَالَ بُولُسُ عِنْدَمَا كَانَ يُلْقِي خِطَابًا فِي أَثِينَا: «حَدَّدَ [ٱللهُ] يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ ٱلْمَسْكُونَةَ بِٱلْبِرِّ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ، وَزَوَّدَ ضَمَانَةً لِلْجَمِيعِ إِذْ أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ». (اعمال ١٧:٣١) وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ بَيْنَ ٱلْجَمَاهِيرِ ٱبْتَدَأُوا يَسْخَرُونَ حِينَ سَمِعُوا بِٱلْقِيَامَةِ، إِلَّا أَنَّ آخَرِينَ صَارُوا مُؤْمِنِينَ. وَرُبَّمَا جَذَبَتْهُمُ ٱلْفِكْرَةُ أَنَّ رَجَاءَ ٱلْقِيَامَةِ مَضْمُونٌ. وَإِقَامَةُ يَهْوَه لِيَسُوعَ كَانَتْ أَعْظَمَ ٱلْعَجَائِبِ قَاطِبَةً. فَقَدْ أَعَادَ ٱبْنَهُ مِنَ ٱلْمَوْتِ لِيَحْيَا كَمَخْلُوقٍ رُوحَانِيٍّ جَبَّارٍ. (١ بطرس ٣:١٨) حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ صَارَ أَعْظَمَ مِمَّا كَانَ خِلَالَ وُجُودِهِ ٱلسَّابِقِ لِبَشَرِيَّتِهِ. فَبِمَا أَنَّهُ خَالِدٌ وَثَانِي أَعْظَمِ شَخْصِيَّةٍ بَعْدَ يَهْوَه، صَارَ بِإِمْكَانِ أَبِيهِ تَكْلِيفُهُ بِتَعْيِينَاتٍ رَائِعَةٍ. فَبِوَاسِطَةِ يَسُوعَ سَيُنْجِزُ يَهْوَه كُلَّ ٱلْقِيَامَاتِ ٱلْأُخْرَى، سَوَاءٌ كَانَتْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ أَوِ ٱلْأَرْضِيَّةِ. قَالَ يَسُوعُ نَفْسُهُ: «أَنَا ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ». (يوحنا ٥:٢٥؛ ١١:٢٥) وَهكَذَا، زَوَّدَ يَهْوَه بِإِقَامَةِ ٱبْنِهِ ضَمَانَةً لِتَحْقِيقِ رَجَاءِ كُلِّ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ.
٩ كَيْفَ يُثْبِتُ سِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلْقِيَامَةَ وَاقِعٌ أَكِيدٌ؟
يوحنا ١١:١٧-٤٤، ٥٣؛ ١٢:٩-١١) نَعَمْ، يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ بِأَنَّ ٱلْقِيَامَةَ وَاقِعٌ أَكِيدٌ. فَقَدْ زَوَّدَنَا ٱللهُ بِسِجِلٍّ عَنْ قِيَامَاتٍ سَابِقَةٍ لِيُعَزِّيَنَا وَيَبْنِيَ إِيمَانَنَا.
٩ خَامِسًا، حَصَلَتْ قِيَامَاتٌ أَمَامَ شُهُودِ عِيَانٍ وَسُجِّلَتْ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ. فَسِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَتَضَمَّنُ رِوَايَاتٍ مُفَصَّلَةً عَنْ ثَمَانِيَةِ أَشْخَاصٍ أُقِيمُوا إِلَى ٱلْحَيَاةِ كَبَشَرٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَهذِهِ ٱلْعَجَائِبُ لَمْ تَحْصُلْ فِي ٱلسِّرِّ بَلْ عَلَنًا، وَغَالِبًا أَمَامَ شُهُودِ عِيَانٍ. مَثَلًا، أَقَامَ يَسُوعُ لِعَازَرَ ٱلَّذِي بَقِيَ مَيِّتًا أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ أَمَامَ حَشْدٍ مِنَ ٱلنَّائِحِينَ، بِمَنْ فِيهِمْ دُونَ شَكٍّ عَائِلَتُهُ وَأَصْدِقَاؤُهُ وَجِيرَانُهُ. وَهذَا ٱلدَّلِيلُ ٱلَّذِي أَثْبَتَ أَنَّ يَسُوعَ مُرْسَلٌ مِنَ ٱللهِ كَانَ دَلِيلًا قَاطِعًا حَتَّى إِنَّ أَعْدَاءَ يَسُوعَ ٱلدِّينِيِّينَ لَمْ يَسَعْهُمْ إِنْكَارُهُ، بَلْ خَطَّطُوا بِٱلْأَحْرَى لِقَتْلِ يَسُوعَ وَلِعَازَرَ أَيْضًا. (رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ يَمُدُّنَا بِٱلتَّعْزِيَةِ
١٠ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَمِدَّ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنَ ٱلرِّوَايَاتِ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٠ هَلْ تَمُرُّ بِوَضْعٍ تَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ؟ يُمْكِنُكَ أَنْ تَسْتَمِدَّهَا مِنَ ٱلرِّوَايَاتِ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَقِرَاءَةُ هذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ، ٱلتَّأَمُّلُ فِيهَا، وَتَخَيُّلُهَا يَجْعَلُ رَجَاءَ ٱلْقِيَامَةِ حَقِيقِيًّا أَكْثَرَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْكَ. (روما ١٥:٤) فَهِيَ لَيْسَتْ قِصَصًا مِنْ نَسْجِ ٱلْخَيَالِ، بَلْ رِوَايَاتٌ حَصَلَتْ فِعْلًا لِأَشْخَاصٍ حَقِيقِيِّينَ عَاشُوا فِي مَكَانٍ وَزَمَانٍ مُحَدَّدَيْنِ. فَلْنَتَحَدَّثْ بِإِيجَازٍ عَنْ أَحَدِ ٱلْأَمْثِلَةِ: أَوَّلِ قِيَامَةٍ مُسَجَّلَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
١١، ١٢ (أ) أَيَّةُ مَأْسَاةٍ تَحِلُّ بِأَرْمَلَةِ صِرْفَةَ، وَمَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِهَا ٱلْأَوَّلِيُّ؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ مَكَّنَ يَهْوَه نَبِيَّهُ إِيلِيَّا مِنْ فِعْلِهِ لِأَجْلِ ٱلْأَرْمَلَةِ؟
١١ تَخَيَّلِ ٱلْحَادِثَةَ. تَشْهَدُ صِرْفَةُ فَتْرَةً عَصِيبَةً إِذْ يَجْتَاحُ ٱلْمَنْطِقَةَ قَحْطٌ وَمَجَاعَةٌ، مِمَّا يُودِي بِحَيَاةِ كَثِيرِينَ. وَٱلنَّبِيُّ إِيلِيَّا يَنْزِلُ ضَيْفًا مُنْذُ أَسَابِيعَ عِنْدَ أَرْمَلَةٍ فِي صِرْفَةَ فِي عُلِّيَّةِ بَيْتِهَا. وَكَانَ يَهْوَه قَدِ ٱسْتَخْدَمَهُ لِيَصْنَعَ عَجِيبَةً لِمُكَافَأَةِ هذِهِ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱلْمُتَوَاضِعَةِ عَلَى إِيمَانِهَا. فَكَانَتْ هِيَ وَٱبْنُهَا عَلَى شَفِيرِ ٱلْمَوْتِ جُوعًا لِأَنَّهُ لَمْ يَتَبَقَّ لَدَيْهِمَا إِلَّا وَجْبَةُ طَعَامٍ وَاحِدَةٌ. لِذلِكَ مَكَّنَ ٱللهُ إِيلِيَّا مِنْ صُنْعِ عَجِيبَةٍ لِتَزْوِيدِهَا بِٱلطَّحِينِ وَٱلزَّيْتِ. وَلكِنِ ٱلْآنَ تَحِلُّ بِهَا مَأْسَاةٌ أَعْظَمُ. فَٱبْنُهَا
يَمْرَضُ فَجْأَةً وَسُرْعَانَ مَا يُفَارِقُ ٱلْحَيَاةَ. وَكَمْ تَسْحَقُ هذِهِ ٱلْفَاجِعَةُ قَلْبَ ٱلْأَرْمَلَةِ! فَهِيَ تَعِيشُ حَيَاةً مُرَّةً دُونَ زَوْجٍ يَدْعَمُهَا. وَهَا هِيَ ٱلْآنَ تَفْقِدُ أَيْضًا ٱبْنَهَا ٱلْوَحِيدَ! وَمِنْ فَرْطِ حُزْنِهَا، تُلْقِي ٱللَّوْمَ عَلَى إِيلِيَّا وَإِلهِهِ يَهْوَه. فَمَاذَا يَفْعَلُ ٱلنَّبِيُّ؟١٢ لَا يُوَبِّخُهَا إِيلِيَّا عَلَى هذَا ٱلِٱتِّهَامِ ٱلْخَاطِئِ، بَلْ يَقُولُ لَهَا: «أَعْطِينِي ٱبْنَكِ». وَبَعْدَمَا يَصْعَدُ بِٱلْوَلَدِ إِلَى ٱلْعُلِّيَّةِ، يُصَلِّي عِدَّةَ مَرَّاتٍ لِتَرْجِعَ نَفْسُهُ إِلَى دَاخِلِهِ. وَأَخِيرًا، يَسْتَجِيبُ يَهْوَه صَلَاتَهُ. تَخَيَّلِ ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي يَطْفَحُ بِهِ وَجْهُ إِيلِيَّا حِينَ يَرَى أَنَّ ٱلصَّبِيَّ يَبْتَدِئُ بِٱلتَّنَفُّسِ وَعَيْنَيْهِ تَنْفَتِحَانِ! بَعْدَ ذلِكَ، يُنْزِلُهُ إِلَى أُمِّهِ وَيَقُولُ لَهَا: «اُنْظُرِي، ٱبْنُكِ حَيٌّ». فَيَغْمُرُهَا فَرَحٌ لَا يُوصَفُ وَتَقُولُ: «اَلْآنَ حَقًّا عَرَفْتُ أَنَّكَ رَجُلُ ٱللهِ وَأَنَّ كَلِمَةَ يَهْوَهَ فِي فَمِكَ حَقٌّ». (١ ملوك ١٧:٨-٢٤) وَهكَذَا، يَصِيرُ إِيمَانُهَا بِيَهْوَه وَمُمَثِّلِهِ أَقْوَى مِنْ ذِي قَبْلُ.
١٣ كَيْفَ تُعَزِّينَا ٱلرِّوَايَةُ عَنْ إِقَامَةِ إِيلِيَّا ٱبْنَ ٱلْأَرْمَلَةِ؟
١٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي رِوَايَةٍ كَهذِهِ يَمُدُّنَا بِٱلتَّعْزِيَةِ. فَهِيَ تُوضِحُ أَنَّ يَهْوَه فِي مَقْدُورِهِ أَنْ يَهْزِمَ عَدُوَّنَا ٱلْمَوْتَ. وَهذَا مَا سَيَحْصُلُ فِي ٱلْقِيَامَةِ ٱلْعَامَّةِ لِلْأَمْوَاتِ. تَخَيَّلِ ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي سَيَغْمُرُ آنَذَاكَ آلَافَ ٱلْأَشْخَاصِ تَمَامًا كَمَا غَمَرَ أَرْمَلَةَ صِرْفَةَ! كَمَا أَنَّ ٱلْبَهْجَةَ سَتَعُمُّ ٱلسَّمَاءَ أَيْضًا لِأَنَّ يَهْوَه سَيَكُونُ فَرِحًا حِينَ يُوَجِّهُ ٱبْنَهُ لِإِقَامَةِ ٱلنَّاسِ عَلَى نِطَاقٍ عَالَمِيٍّ. (يوحنا ٥:٢٨، ٢٩) فَهَلْ خَطَفَ ٱلْمَوْتُ أَحَدَ أَحِبَّائِكَ؟ كَمْ هُوَ رَائِعٌ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَه لَدَيْهِ ٱلْقُدْرَةُ عَلَى إِعَادَةِ ٱلْأَمْوَاتِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَأَنَّهُ سَيَفْعَلُ ذلِكَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ!
تَأْثِيرُ رَجَائِكَ فِي حَيَاتِكَ ٱلْآنَ
١٤ كَيْفَ يُؤَثِّرُ رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ فِي حَيَاتِنَا؟
١٤ كَيْفَ يُؤَثِّرُ رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ فِي حَيَاتِكَ ٱلْآنَ؟ يُمْكِنُكَ أَنْ تَسْتَمِدَّ ٱلْقُوَّةَ مِنْ هذَا ٱلرَّجَاءِ عِنْدَمَا تُوَاجِهُ ٱلْمَشَقَّاتِ، ٱلْمَشَاكِلَ، ٱلِٱضْطِهَادَ، أَوِ ٱلْخَطَرَ. فَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ أَنْ تَرْتَاعَ مِنَ ٱلْمَوْتِ بِحَيْثُ تَكْسِرُ ٱسْتِقَامَتَكَ لِقَاءَ وَعْدٍ فَارِغٍ بِأَنَّ حَيَاتَكَ سَتَكُونُ فِي مَأْمَنٍ. تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ قَالَ لِيَهْوَه: «كُلُّ مَا لِلْإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ نَفْسِهِ». (ايوب ٢:٤) إِنَّ كَلِمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ هذِهِ هِيَ ٱتِّهَامٌ لَنَا جَمِيعًا، وَهِيَ تَشْمُلُكَ أَنْتَ أَيْضًا. فَهَلْ صَحِيحٌ أَنَّكَ تَتَوَقَّفُ عَنْ خِدْمَةِ ٱللهِ إِذَا وَاجَهْتَ خَطَرًا مَا؟ إِنَّ تَأَمُّلَكَ فِي رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ يُمَكِّنُكَ مِنَ ٱلتَّصْمِيمِ بِثَبَاتٍ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي فِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيكَ ٱلسَّمَاوِيِّ.
١٥ كَيْفَ نَسْتَمِدُّ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي مَتَّى ١٠:٢٨ حِينَ نُوَاجِهُ ٱلْخَطَرَ؟
متى ١٠:٢٨) فَلَا يَجِبُ أَنْ نَخَافَ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ وَعُمَلَائِهِ ٱلْبَشَرِ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْبَعْضَ قَدْ يَكُونُونَ قَادِرِينَ عَلَى إِيذَائِنَا، أَوْ حَتَّى قَتْلِنَا، لكِنَّ أَسْوَأَ مَا يُمْكِنُهُمْ فِعْلُهُ هُوَ أَمْرٌ وَقْتِيٌّ. فَبِٱسْتِطَاعَةِ يَهْوَه أَنْ يُبْطِلَ أَيَّ ضَرَرٍ قَدْ يَلْحَقُ بِخُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ، حَتَّى لَوْ عَنَى ذلِكَ إِقَامَتَهُمْ مِنَ ٱلْمَوْتِ، وَهُوَ سَيَفْعَلُ ذلِكَ حَتْمًا. وَيَهْوَه وَحْدَهُ هُوَ مَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ نَخَافَهُ، أَيْ أَنْ نُظْهِرَ لَهُ ٱلتَّوْقِيرَ وَٱلِٱحْتِرَامَ ٱلْعَمِيقَيْنِ. فَهُوَ وَحْدَهُ مَنْ يَمْلِكُ ٱلْقُدْرَةَ أَنْ يَحْرِمَنَا ٱلْحَيَاةَ دُونَ أَيِّ رَجَاءٍ بِحَيَاةٍ مُسْتَقْبَلِيَّةٍ، إِذْ يُهْلِكُ ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي وَادِي هِنُّومَ. لكِنْ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّ يَهْوَه لَا يُرِيدُ أَنْ يَحْدُثَ ذلِكَ لَكَ. (٢ بطرس ٣:٩) فَخُدَّامُ ٱللهِ يُمْكِنُهُمْ دَائِمًا ٱلثِّقَةُ أَنَّهُمْ فِي أَمَانٍ بِسَبَبِ رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ. كَمَا أَنَّ لَدَيْهِمْ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ مَا دَامُوا أُمَنَاءَ، وَلَا يُمْكِنُ لِلشَّيْطَانِ أَوْ لِأَعْوَانِهِ أَنْ يَفْعَلُوا شَيْئًا فِي هذَا ٱلشَّأْنِ. — مزمور ١١٨:٦؛ عبرانيين ١٣:٦.
١٥ قَالَ يَسُوعُ: «لَا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ وَلٰكِنَّ ٱلنَّفْسَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي وَادِي هِنُّومَ». (١٦ كَيْفَ تُؤَثِّرُ نَظْرَتُنَا فِي كَيْفِيَّةِ وَضْعِ أَوْلَوِيَّاتِنَا؟
١٦ إِذَا كَانَ رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ حَقِيقِيًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا، فَسَيُؤَثِّرُ فِي مَوْقِفِنَا مِنَ ٱلْحَيَاةِ. فَنَحْنُ نُدْرِكُ أَنَّهُ «إِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِيَهْوَهَ نَحْنُ». (روما ١٤:٧، ٨) لِذلِكَ حِينَ نَضَعُ أَوْلَوِيَّاتِنَا، نَحْنُ نُطَبِّقُ مَشُورَةَ بُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ: «كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا، بَلْ غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ، لِتَتَبَيَّنُوا بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ». (روما ١٢:٢) فَأَشْخَاصٌ كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ يَسْعَوْنَ بِدَأَبٍ لِتَحْقِيقِ كُلِّ رَغْبَةٍ أَوْ طُمُوحٍ أَوْ نَزْوَةٍ لَدَيْهِمْ. وَهُمْ يَسْتَمِيتُونَ فِي سَعْيِهِمْ وَرَاءَ ٱلْمَلَذَّاتِ لِأَنَّهُمْ يَشْعُرُونَ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ قَصِيرَةٌ. وَحَتَّى لَوْ كَانُوا يَدَّعُونَ عِبَادَةَ ٱللهِ، فَهُمْ لَا يَعْبُدُونَهُ بِطَرِيقَةٍ تَنْسَجِمُ مَعَ ‹مَشِيئَتِهِ ٱلْكَامِلَةِ›.
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ تُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَةُ يَهْوَه أَنَّ حَيَاةَ ٱلْإِنْسَانِ قَصِيرَةٌ، وَأَيُّ مُسْتَقْبَلٍ يُرِيدُهُ ٱللهُ لَنَا؟ (ب) لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَنْدَفِعَ إِلَى تَسْبِيحِ يَهْوَه يَوْمِيًّا؟
١٧ لَا يُمْكِنُ ٱلْإِنْكَارُ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ قَصِيرَةٌ. فَهِيَ «تَمُرُّ سَرِيعًا فَنَطِيرُ»، إِذْ إِنَّنَا نَعِيشُ رُبَّمَا ٧٠ أَوْ ٨٠ سَنَةً. (مزمور ٩٠:١٠) وَٱلْبَشَرُ هُمْ كَٱلْعُشْبِ ٱلْأَخْضَرِ، كَظِلٍّ عَابِرٍ، وَأَشْبَهُ بِنَفْخَةٍ. (مزمور ١٠٣:١٥؛ ١٤٤:٣، ٤) لكِنَّ قَصْدَ ٱللهِ لَمْ يَكُنْ أَنْ نَعِيشَ عِدَّةَ سِنِينَ لِنَكْبَرَ وَنَكْتَسِبَ حِكْمَةً وَخِبْرَةً ثُمَّ نَعِيشَ سِنِينَ قَلِيلَةً تَتَدَهْوَرُ فِيهَا حَالُنَا وَنَمْرَضُ ثُمَّ نَمُوتُ. فَقَدْ خَلَقَ يَهْوَه ٱلْبَشَرَ بِرَغْبَةٍ فِي ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. يَقُولُ لَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «جَعَلَ ٱلْأَبَدِيَّةَ . . . فِي قَلْبِهِمْ». (جامعة ٣:١١) فَهَلِ ٱللهُ ظَالِمٌ حَتَّى يَزْرَعَ فِينَا رَغْبَةً ثُمَّ يَحْرِمُنَا مِنْ تَحْقِيقِهَا؟ كَلَّا، لِأَنَّ «ٱللهَ مَحَبَّةٌ». (١ يوحنا ٤:٨) فَهُوَ سَيُتِيحُ لِلْأَمْوَاتِ فُرْصَةَ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ بِوَاسِطَةِ ٱلْقِيَامَةِ.
١٨ وَبِفَضْلِ هذَا ٱلرَّجَاءِ، لَدَيْنَا مُسْتَقْبَلٌ مَضْمُونٌ. لِذلِكَ لَا يَجِبُ أَنْ نَسْعَى بِدَأَبٍ لِتَحْقِيقِ كُلِّ مَا نَرْغَبُ فِيهِ ٱلْآنَ. فَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَعْمِلَ «كَامِلًا» هذَا ٱلْعَالَمَ ٱلَّذِي يَحْتَضِرُ. (١ كورنثوس ٧:٢٩-٣١؛ ١ يوحنا ٢:١٧) وَبِعَكْسِ ٱلَّذِينَ لَا رَجَاءَ حَقِيقِيًّا لَهُمْ، لَدَيْنَا هِبَةٌ رَائِعَةٌ. فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّهُ إِذَا بَقِينَا أُمَنَاءَ لِيَهْوَه ٱللهِ، فَسَنَحْظَى كُلَّ ٱلْأَبَدِيَّةِ بِفُرْصَةٍ لِتَسْبِيحِهِ وَٱلتَّمَتُّعِ بِٱلْحَيَاةِ. إِذًا، فَلْنُسَبِّحْ يَوْمِيًّا إِلهَنَا يَهْوَه ٱلَّذِي يَجْعَلُ رَجَاءَ ٱلْقِيَامَةِ وَاقِعًا أَكِيدًا!
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ شُعُورُنَا حِيَالَ ٱلْقِيَامَةِ؟
• أَيَّةُ عَوَامِلَ تَجْعَلُ رَجَاءَ ٱلْقِيَامَةِ وَاقِعًا أَكِيدًا؟
• كَيْفَ نَسْتَمِدُّ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنْ رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ؟
• كَيْفَ يُؤَثِّرُ رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ فِي حَيَاتِنَا ٱلْآنَ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٨]
عَرَفَ أَيُّوبُ أَنَّ يَهْوَه يَشْتَاقُ أَنْ يُقِيمَ ٱلْأَبْرَارَ
[الصورة في الصفحة ٢٩]
«اُنْظُرِي، ٱبْنُكِ حَيٌّ»