الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

المسنون —‏ بركة للاصغر سنا

المسنون —‏ بركة للاصغر سنا

اَلْمُسِنُّونَ —‏ بَرَكَةٌ لِلْأَصْغَرِ سِنًّا

‏«أَيْضًا إِلَى ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلشَّيْبِ يَا اَللهُ لَا تَتْرُكْنِي،‏ حَتَّى أُخْبِرَ ٱلْجِيلَ ٱلْمُقْبِلَ بِذِرَاعِكَ،‏ وَكُلَّ آتٍ بِٱقْتِدَارِكَ».‏ —‏ مزمور ٧١:‏١٨‏.‏

١،‏ ٢ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُدْرِكَ خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْمُسِنُّونَ،‏ وَمَاذَا سَنَسْتَعْرِضُ فِي مَا يَلِي؟‏

عِنْدَمَا زَارَ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ فِي إِفْرِيقْيَا ٱلْغَرْبِيَّةِ أَخًا مَمْسُوحًا مُسِنًّا وَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ،‏ أَجَابَهُ ٱلْأَخُ:‏ «يُمْكِنُنِي أَنْ أَرْكُضَ وَأَنْ أَقْفِزَ».‏ وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ،‏ كَانَ يُمَثِّلُ مَا يَتَحَدَّثُ عَنْهُ.‏ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ:‏ «وَلكِنْ لَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَطِيرَ».‏ وَقَدْ فَهِمَ ٱلشَّيْخُ مَقْصَدَهُ.‏ فَكَمَا لَوْ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:‏ ‹أَنَا أَفْعَلُ مَا يُمْكِنُنِي فِعْلُهُ بِكُلِّ طِيبِ خَاطِرٍ.‏ وَلكِنَّنِي لَا أَفْعَلُ مَا لَا يُمْكِنُنِي فِعْلُهُ›.‏ وَٱلشَّيْخُ ٱلَّذِي قَامَ بِهذِهِ ٱلزِّيَارَةِ هُوَ ٱلْآنَ فِي ثَمَانِينَاتِهِ،‏ وَلَا تَزَالُ ذِكْرَى هذَا ٱلْأَخِ ٱلْوَلِيِّ وَٱلْمَرِحِ حَيَّةً فِي ذِهْنِهِ.‏

٢ مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلِٱخْتِبَارِ،‏ نَرَى أَنَّ ٱلصِّفَاتِ ٱلْإِلهِيَّةَ ٱلَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا ٱلْمُسِنُّونَ تَتْرُكُ أَثَرًا طَوِيلَ ٱلْأَمَدِ فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ وَلكِنْ بِٱلطَّبْعِ،‏ لَيْسَ ٱلْعُمْرُ بِحَدِّ ذَاتِهِ هُوَ مَا يُنْتِجُ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ (‏جامعة ٤:‏١٣‏)‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلشَّيْبَةُ تَاجُ جَمَالٍ مَتَى وُجِدَتْ فِي طَرِيقِ ٱلْبِرِّ».‏ (‏امثال ١٦:‏٣١‏)‏ فَإِذَا كُنْتَ مُتَقَدِّمًا فِي ٱلسِّنِّ،‏ فَهَلْ تُدْرِكُ كَمْ تَتْرُكُ كَلِمَاتُكَ وَتَصَرُّفَاتُكَ أَثَرًا جَيِّدًا فِي ٱلْآخَرِينَ؟‏ لِنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي أَمْثِلَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَيْفَ كَانَ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ بَرَكَةً لِلْأَصْغَرِ سِنًّا.‏

إِيمَانٌ تَرَكَ أَثَرًا بَعِيدَ ٱلْمَدَى

٣ كَيْفَ أَثَّرَتْ أَمَانَةُ نُوحٍ فِي كُلِّ ٱلْأَحْيَاءِ ٱلْآنَ؟‏

٣ أَنْتَجَ إِيمَانُ نُوحٍ وَثَبَاتُهُ فَوَائِدَ لَا تَزَالُ مُسْتَمِرَّةً حَتَّى يَوْمِنَا هذَا.‏ فَنُوحٌ كَانَ يُنَاهِزُ ٱلـ‍ ٦٠٠ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا بَنَى ٱلْفُلْكَ،‏ جَمَعَ ٱلْحَيَوَانَاتِ،‏ وَكَرَزَ لِلْآخَرِينَ.‏ (‏تكوين ٧:‏٦؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ وَبِفَضْلِ تَقْوَاهُ،‏ نَجَا هُوَ وَعَائِلَتُهُ مِنَ ٱلطُّوفَانِ ٱلْعَظِيمِ وَصَارَ سَلَفَ كُلِّ ٱلنَّاسِ ٱلْأَحْيَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ عَاشَ فِي زَمَنٍ كَانَ فِيهِ عُمْرُ ٱلْإِنْسَانِ أَطْوَلَ عُمُومًا،‏ فَقَدْ بَقِيَ أَمِينًا حَتَّى فِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ،‏ مِمَّا أَفَادَ ٱلْبَشَرَ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏

٤ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ مِنْ ثَبَاتِ نُوحٍ؟‏

٤ كَانَ نُوحٌ يُقَارِبُ ٱلـ‍ ٨٠٠ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا ٱبْتَدَأَ نِمْرُودُ يُخَطِّطُ لِبِنَاءِ بُرْجِ بَابِلَ ٱنْتِهَاكًا لِأَمْرِ يَهْوَه ‹بِمَلْءِ ٱلْأَرْضِ›.‏ (‏تكوين ٩:‏١؛‏ ١١:‏١-‏٩‏)‏ لكِنَّ نُوحًا لَمْ يُشَارِكْ فِي تَمَرُّدِ نِمْرُودَ.‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ لُغَتَهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ عِنْدَمَا بَلْبَلَ يَهْوَه لُغَةَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ وَٱلثَّبَاتَ ٱللَّذَيْنِ أَعْرَبَ عَنْهُمَا نُوحٌ طَوَالَ حَيَاتِهِ،‏ وَلَيْسَ فِي شَيْخُوخَتِهِ فَقَطْ،‏ هُمَا صِفَتَانِ جَدِيرَتَانِ بِأَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمَا خُدَّامُ ٱللهِ فِي كُلِّ ٱلْعُصُورِ.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٧‏.‏

اَلْأَثَرُ فِي ٱلْعَائِلَةِ

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ مَاذَا طَلَبَ يَهْوَه مِنْ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلْخَامِسَةِ وَٱلسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَجَاوَبَ إِبْرَاهِيمُ مَعَ طَلَبِ ٱللهِ؟‏

٥ تُظْهِرُ حَيَاةُ ٱلْآبَاءِ ٱلْأَجِلَّاءِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا بَعْدَ نُوحٍ أَيَّ أَثَرٍ يَتْرُكُهُ ٱلْمُسِنُّونَ فِي إِيمَانِ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ كَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي ٱلْخَامِسَةِ وَٱلسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ تَقْرِيبًا عِنْدَمَا قَالَ لَهُ ٱللهُ:‏ «اِذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَأَهْلِكَ وَبَيْتِ أَبِيكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُرِيكَ.‏ وَأَنَا أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكُكَ».‏ —‏ تكوين ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏

٦ تَخَيَّلْ أَنَّ أَحَدًا طَلَبَ مِنْكَ تَرْكَ بَيْتِكَ،‏ أَصْدِقَائِكَ،‏ مَوْطِنِكَ،‏ وَأَقْرِبَائِكَ ٱلَّذِينَ تَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ فِي وَسْطِهِمْ لِتَذْهَبَ إِلَى بَلَدٍ لَا تَعْرِفُهُ.‏ فِي ٱلْوَاقِعِ،‏ هذَا مَا طَلَبَهُ ٱللهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبَ؟‏ لَقَدْ «ذَهَبَ .‏ .‏ .‏ كَمَا قَالَ لَهُ يَهْوَهُ» وَعَاشَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ مِنْ حَيَاتِهِ فِي خِيَامٍ كَمُتَغَرِّبٍ وَرَحَّالَةٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏ (‏تكوين ١٢:‏٤؛‏ عبرانيين ١١:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ قَدْ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ سَيَصِيرُ «أُمَّةً عَظِيمَةً»،‏ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَشْهَدَ تَحْقِيقَ هذَا ٱلْوَعْدِ.‏ فَزَوْجَتُهُ سَارَةُ لَمْ تُنْجِبْ لَهُ سِوَى ٱبْنٍ وَاحِدٍ،‏ إِسْحَاقَ،‏ وَذلِكَ بَعْدَ مُرُورِ ٢٥ سَنَةً عَلَى إِقَامَتِهِ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ (‏تكوين ٢١:‏٢،‏ ٥‏)‏ إِلَّا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكِلَّ وَيَعُدْ مِنْ حَيْثُ أَتَى.‏ فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ لِلْإِيمَانِ وَٱلِٱحْتِمَالِ!‏

٧ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَهُ ٱحْتِمَالُ إِبْرَاهِيمَ فِي ٱبْنِهِ إِسْحَاقَ،‏ وَكَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْبَشَرُ مِنْ ذلِكَ؟‏

٧ تَرَكَ ٱحْتِمَالُ ٱبْرَاهِيمَ أَثَرًا كَبِيرًا فِي ٱبْنِهِ إِسْحَاقَ ٱلَّذِي قَضَى كَامِلَ حَيَاتِهِ،‏ أَيْ ١٨٠ سَنَةً،‏ كَمُتَغَرِّبٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏ وَكَانَ ٱحْتِمَالُ إِسْحَاقَ مُؤَسَّسًا عَلَى إِيمَانِهِ بِوَعْدِ ٱللهِ،‏ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي غَرَسَهُ فِيهِ وَالِدَاهُ ٱلْمُسِنَّانِ وَٱلَّذِي رَسَّخَتْهُ لَاحِقًا ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا لَهُ يَهْوَه.‏ (‏تكوين ٢٦:‏٢-‏٥‏)‏ وَقَدْ لَعِبَ ثَبَاتُ إِسْحَاقَ دَوْرًا مُهِمًّا فِي إِتْمَامِ وَعْدِ يَهْوَه بِمَجِيءِ «نَسْلٍ» مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ سَيَتَبَارَكُ بِوَاسِطَتِهِ كُلُّ ٱلْبَشَرِ.‏ فَبَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ،‏ أَتَاحَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ (‏ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ ذلِكَ ‹ٱلنَّسْلِ›)‏ ٱلْفُرْصَةَ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللهِ وَيَتَمَتَّعُوا بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.‏ —‏ غلاطية ٣:‏١٦؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

٨ كَيْفَ أَظْهَرَ يَعْقُوبُ أَنَّ لَدَيْهِ إِيمَانًا رَاسِخًا،‏ وَأَيُّ أَثَرٍ كَانَ لِذلِكَ؟‏

٨ سَاعَدَ إِسْحَاقُ بِدَوْرِهِ ٱبْنَهُ يَعْقُوبَ عَلَى تَنْمِيَةِ إِيمَانٍ رَاسِخٍ دَعَمَهُ حَتَّى شَيْخُوخَتِهِ.‏ فَيَعْقُوبُ كَانَ لَهُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٩٧ سَنَةً حِينَ صَارَعَ مَلَاكًا طَوَالَ ٱللَّيْلِ لِكَيْ يُبَارِكَهُ.‏ (‏تكوين ٣٢:‏٢٤-‏٢٨‏)‏ وَقَبْلَ مَوْتِهِ عَنْ عُمْرِ ١٤٧ سَنَةً،‏ ٱسْتَجْمَعَ ٱلْقُوَّةَ لِيُبَارِكَ كُلًّا مِنْ أَبْنَائِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏ (‏تكوين ٤٧:‏٢٨‏)‏ وَقَدْ تَحَقَّقَتِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلتَّكْوِينِ ٤٩:‏١-‏٢٨ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا يَعْقُوبُ،‏ وَلَا يَزَالُ جُزْءٌ مِنْهَا قَيْدَ ٱلْإِتْمَامِ ٱلْآنَ.‏

٩ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنِ ٱلْأَثَرِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكَهُ ٱلْمُسِنُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ رُوحِيًّا فِي عَائِلَاتِهِمْ؟‏

٩ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأَوْلِيَاءَ يَتْرُكُونَ أَثَرًا جَيِّدًا فِي أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ.‏ فَإِرْشَادُهُمُ ٱلْمُؤَسَّسُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَخِبْرَتُهُمْ وَمِثَالُهُمْ فِي ٱلِٱحْتِمَالِ هِيَ مُسَاعِدَاتٌ فَعَّالَةٌ عَلَى غَرْسِ ٱلْإِيمَانِ ٱلرَّاسِخِ فِي قَلْبِ ٱلصِّغَارِ مُنْذُ طُفُولَتِهِمْ.‏ (‏امثال ٢٢:‏٦‏)‏ لِذلِكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَخِفَّ ٱلْمُسِنُّونَ أَبَدًا بِٱلْأَثَرِ ٱلْإِيجَابِيِّ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكُوهُ فِي أَفْرَادِ عَائِلَاتِهِمْ.‏

اَلْأَثَرُ فِي ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ

١٠ مَاذَا ‹أَوْصَى يُوسُفُ بِشَأْنِ عِظَامِهِ›،‏ وَأَيُّ أَثَرٍ كَانَ لِذلِكَ؟‏

١٠ يَتْرُكُ ٱلْمُسِنُّونَ أَيْضًا أَثَرًا جَيِّدًا فِي ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ مَثَلًا،‏ قَامَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ فِي شَيْخُوخَتِهِ بِعَمَلٍ بَسِيطٍ يَنِمُّ عَنِ ٱلْإِيمَانِ أَثَّرَ تَأْثِيرًا كَبِيرًا فِي مَلَايِينِ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلَّذِينَ عَاشُوا بَعْدَهُ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ عُمْرُهُ ١١٠ سَنَوَاتٍ،‏ «أَوْصَى بِشَأْنِ عِظَامِهِ» أَنْ يَأْخُذَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَعَهُمْ حِينَ يُغَادِرُونَ مِصْرَ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٢؛‏ تكوين ٥٠:‏٢٥‏)‏ وَهذَا مَا أَعْطَاهُمْ بَصِيصَ أَمَلٍ خِلَالَ سَنَوَاتِ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلْقَاسِيَةِ ٱلَّتِي عَقِبَتْ مَوْتَهُ،‏ إِذْ أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ إِنْقَاذَهُمْ سَيَأْتِي لَا مَحَالَةَ.‏

١١ كَيْفَ أَثَّرَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مُوسَى ٱلْمُسِنُّ فِي يَشُوعَ؟‏

١١ كَانَ مُوسَى أَحَدَ ٱلَّذِينَ شَجَّعَهُمْ هذَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ،‏ نَالَ ٱمْتِيَازَ حَمْلِ عِظَامِ يُوسُفَ وَإِخْرَاجِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.‏ (‏خروج ١٣:‏١٩‏)‏ وَفِي هذَا ٱلْوَقْتِ تَقْرِيبًا،‏ ٱلْتَقَى بِيَشُوعَ ٱلَّذِي كَانَ أَصْغَرَ مِنْهُ بِكَثِيرٍ.‏ فَصَارَ يَشُوعُ خَادِمَهُ ٱلْخَاصَّ طَوَالَ ٱلْأَرْبَعِينَ سَنَةً ٱلتَّالِيَةِ.‏ (‏عدد ١١:‏٢٨‏)‏ وَقَدْ رَافَقَ يَشُوعُ مُوسَى حِينَ صَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ،‏ وَٱنْتَظَرَ عَوْدَتَهُ حَامِلًا لَوْحَيِ ٱلشَّهَادَةِ لِيَنْزِلَا مَعًا مِنَ ٱلْجَبَلِ.‏ (‏خروج ٢٤:‏١٢-‏١٨؛‏ ٣٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ يَشُوعَ ٱسْتَفَادَ مِنْ حِكْمَةِ مُوسَى ٱلْمُسِنِّ وَمَشُورَتِهِ ٱلسَّدِيدَةِ.‏

١٢ كَيْفَ أَثَّرَ يَشُوعُ طَوَالَ حَيَاتِهِ تَأْثِيرًا جَيِّدًا فِي أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟‏

١٢ وَيَشُوعُ أَيْضًا كَانَ طَوَالَ حَيَاتِهِ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ.‏ تُخْبِرُنَا قُضَاة ٢:‏٧‏:‏ «خَدَمَ ٱلشَّعْبُ يَهْوَهَ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ وَكُلَّ أَيَّامِ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ بَعْدَ يَشُوعَ وَٱلَّذِينَ رَأَوْا كُلَّ أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا لِإِسْرَائِيلَ».‏ وَلكِنْ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ وَٱلشُّيُوخِ،‏ ٱبْتَدَأَتْ فَتْرَةُ تَأَرْجُحٍ بَيْنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَٱلْبَاطِلَةِ.‏ وَقَدْ دَامَتْ هذِهِ ٱلْفَتْرَةُ ٣٠٠ سَنَةٍ حَتَّى أَيَّامِ صَمُوئِيلَ ٱلنَّبِيِّ.‏

صَمُوئِيلُ ‹صَنَعَ بِرًّا›‏

١٣ كَيْفَ ‹صَنَعَ صَمُوئِيلُ بِرًّا›؟‏

١٣ لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَمْ كَانَ عُمْرُ صَمُوئِيلَ عِنْدَ مَوْتِهِ.‏ لكِنَّ مَا نَعْرِفُهُ هُوَ أَنَّ سِفْرَ صَمُوئِيلَ ٱلْأَوَّلَ يُغَطِّي أَحْدَاثًا حَصَلَتْ خِلَالَ فَتْرَةِ ١٠٢ سَنَةٍ تَقْرِيبًا وَأَنَّ صَمُوئِيلَ شَهِدَ مُعْظَمَ هذِهِ ٱلْحَوَادِثِ.‏ وَتَذْكُرُ العبرانيين ١١:‏ ٣٢ و ٣٣ أَنَّ ٱلْقُضَاةَ وَٱلْأَنْبِيَاءَ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ صَمُوئِيلُ،‏ ‏«صَنَعُوا بِرًّا».‏ نَعَمْ،‏ أَثَّرَ صَمُوئِيلُ فِي مُعَاصِرِيهِ لِيَتَجَنَّبُوا ٱلْخَطَأَ أَوْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ مُمَارَسَتِهِ.‏ (‏١ صموئيل ٧:‏٢-‏٤‏)‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ لَقَدْ كَانَ وَلِيًّا لِيَهْوَه طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏ (‏١ صموئيل ١٢:‏٢-‏٥‏)‏ وَلَمْ يَخَفْ أَنْ يُعْطِيَ مَشُورَةً قَوِيَّةً حَتَّى لِلْمَلِكِ.‏ (‏١ صموئيل ١٥:‏١٦-‏٢٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ كَانَ مِثَالِيًّا فِي مَسْأَلَةِ ٱلصَّلَاةِ لِأَجْلِ ٱلْآخَرِينَ حَتَّى بَعْدَمَا ‹شَاخَ وَشَابَ›.‏ فَقَدْ قَالَ لِرُفَقَائِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «حَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى يَهْوَهَ بِأَنْ أَكُفَّ عَنِ ٱلصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِكُمْ».‏ —‏ ١ صموئيل ١٢:‏٢،‏ ٢٣‏.‏

١٤،‏ ١٥ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَقْتَدِيَ ٱلْمُسِنُّونَ ٱلْيَوْمَ بِصَمُوئِيلَ فِي مَسْأَلَةِ ٱلصَّلَاةِ؟‏

١٤ يُظْهِرُ هذَا ٱلْمِثَالُ طَرِيقَةً مُهِمَّةً يُمْكِنُ لِلْمُسِنِّينَ بِوَاسِطَتِهَا أَنْ يُؤَثِّرُوا إِيجَابًا فِي خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْآخَرِينَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ قُدُرَاتِهِمْ مَحْدُودَةٌ بِسَبَبِ صِحَّتِهِمْ أَوْ ظُرُوفِهِمْ،‏ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُصَلُّوا مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَيَا أَيُّهَا ٱلْمُسِنُّونَ،‏ هَلْ تُدْرِكُونَ كَمْ تُفِيدُ صَلَوَاتُكُمُ ٱلْجَمَاعَةَ؟‏ فَأَنْتُمْ تَتَمَتَّعُونَ بِمَوْقِفٍ مَقْبُولٍ أَمَامَ يَهْوَه نَتِيجَةَ إِيمَانِكُمْ بِدَمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَسْفُوكِ،‏ وَ ‹إِيمَانُكُمْ مُمْتَحَنٌ› بِسَبَبِ سِجِلِّ ٱحْتِمَالِكُمْ.‏ (‏يعقوب ١:‏٣؛‏ ١ بطرس ١:‏٧‏)‏ وَلَا تَنْسَوْا أَبَدًا أَنَّ «تَضَرُّعَ ٱلْبَارِّ ٱلْفَعَّالَ لَهُ قُوَّةٌ عَظِيمَةٌ».‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٦‏.‏

١٥ وَٱلصَّلَوَاتُ ٱلَّتِي تُقَدِّمُونَهَا طَلَبًا لِدَعْمِ يَهْوَه لِعَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ.‏ فَٱلْبَعْضُ مِنْ إِخْوَتِنَا مَسْجُونُونَ بِسَبَبِ حِيَادِهِمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ وَيَقَعُ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ ضَحِيَّةَ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ،‏ ٱلْحُرُوبِ،‏ وَٱلنِّزَاعَاتِ ٱلْأَهْلِيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ آخَرِينَ فِي جَمَاعَاتِنَا يُوَاجِهُونَ ٱلْإِغْرَاءَاتِ أَوِ ٱلْمُقَاوَمَةَ.‏ (‏متى ١٠:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يَحْتَاجُ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلْإِشْرَافِ عَلَى ٱلْجَمَاعَاتِ إِلَى صَلَوَاتِكُمُ ٱلْمُسْتَمِرَّةِ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ (‏افسس ٦:‏١٨،‏ ١٩؛‏ كولوسي ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَكَمْ هُوَ مُفِيدٌ أَنْ تَذْكُرُوا ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي صَلَوَاتِكُمْ،‏ كَمَا فَعَلَ أَبَفْرَاسُ!‏ —‏ كولوسي ٤:‏١٢‏.‏

تَعْلِيمُ ٱلْجِيلِ ٱلْآتِي

١٦،‏ ١٧ بِمَاذَا أَنْبَأَ ٱلْمَزْمُورُ ٧١:‏١٨‏،‏ وَكَيْفَ يَتِمُّ ذلِكَ؟‏

١٦ يَنَالُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›،‏ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٱلتَّدْرِيبَ ٱللَّازِمَ مِنْ جَرَّاءِ مُعَاشَرَتِهِمْ لِأَعْضَاءِ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ دَعْوَةٌ سَمَاوِيَّةٌ.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وَهذَا مَا أَنْبَأَ بِهِ ٱلْمَزْمُورُ ٧١:‏١٨‏:‏ «أَيْضًا إِلَى ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلشَّيْبِ يَا اَللهُ لَا تَتْرُكْنِي،‏ حَتَّى أُخْبِرَ ٱلْجِيلَ ٱلْمُقْبِلَ بِذِرَاعِكَ،‏ وَكُلَّ آتٍ بِٱقْتِدَارِكَ».‏ فَٱلْمَمْسُوحُونَ يُدَرِّبُونَ عُشَرَاءَهُمُ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ عَلَى تَوَلِّي ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ قَبْلَ أَنْ يَتْرُكُوهُمْ وَيَذْهَبُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ لِيَتَمَجَّدُوا مَعَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏

١٧ لكِنَّ مَا يَقُولُهُ ٱلْمَزْمُورُ ٧١:‏١٨ عَنْ تَعْلِيمِ ٱلْجِيلِ ‹ٱلْآتِي› يُمْكِنُ تَطْبِيقُهُ أَيْضًا بِشَكْلٍ مُوَسَّعٍ عَلَى ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ ٱلَّذِينَ يَنَالُونَ ٱلْإِرْشَادَ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَقَدْ مَنَحَ يَهْوَه ٱلْمُسِنِّينَ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْخِرَافِ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ يَشْهَدُوا عَنْهُ لِلَّذِينَ يَعْتَنِقُونَ ٱلْآنَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ.‏ (‏يوئيل ١:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَدُونَ شَكٍّ،‏ يَشْعُرُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ أَنَّهُمْ مُبَارَكُونَ بِسَبَبِ مَا يَتَعَلَّمُونَهُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَيَنْدَفِعُونَ بِٱلتَّالِي إِلَى نَقْلِ تَعْلِيمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ هذَا إِلَى ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَه.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ أَيَّةُ مَعْلُومَاتٍ قَيِّمَةٍ يُمْكِنُ لِخُدَّامِ يَهْوَه ٱلْكِبَارِ ٱلسِّنِّ أَنْ يَنْقُلُوهَا؟‏ (‏ب)‏ مِمَّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُسِنُّونَ مُتَأَكِّدِينَ؟‏

١٨ إِنَّ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلْكِبَارَ ٱلسِّنِّ،‏ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ،‏ هُمْ أَشْخَاصٌ شَهِدُوا أَحْدَاثًا تَارِيخِيَّةً مُهِمَّةً.‏ فَلَا يَزَالُ هُنَالِكَ قَلِيلُونَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ مِمَّنْ رَأَوُا ٱلْعُرُوضَ ٱلْأَصْلِيَّةَ لِـ‍ «رِوَايَةِ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةِ».‏ وَٱلْبَعْضُ كَانُوا يَعْرِفُونَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلَّذِينَ سُجِنُوا سَنَةَ ١٩١٨ مَعْرِفَةً شَخْصِيَّةً.‏ وَآخَرُونَ ٱشْتَرَكُوا فِي بَرَامِجَ كَانَتْ تُبَثُّ عَلَى مَحَطَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ ‏R‏B‏B‏W‏.‏ وَيَتَذَكَّرُ كَثِيرُونَ ٱلْقَضَايَا ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلدِّينِيَّةِ لِشُهُودِ يَهْوَه ٱلَّتِي جَرَى خَوْضُهَا فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْعُلْيَا.‏ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاشُوا فِي ظِلِّ ٱلْأَنْظِمَةِ ٱلدِّكْتَاتُورِيَّةِ وَٱتَّخَذُوا مَوْقِفًا رَاسِخًا إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمُسِنِّينَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَرْوُوا كَيْفَ كُشِفَ تَدْرِيجِيًّا ٱلْفَهْمُ ٱلْمُتَعَلِّقُ بِٱلْحَقِّ.‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَجِّعُنَا أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ خِبْرَتِهِمِ ٱلْوَاسِعَةِ هذِهِ.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏٧‏.‏

١٩ يَجْرِي حَثُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُسِنِّينَ أَنْ يَكُونُوا أَمْثِلَةً جَيِّدَةً لِلْأَصْغَرِ سِنًّا.‏ (‏تيطس ٢:‏٢-‏٤‏)‏ وَرُبَّمَا لَا تَستَطِيعُ أَيُّهَا ٱلْمُسِنُّ أَنْ تَرَى ٱلْآنَ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱحْتِمَالُكَ وَصَلَوَاتُكَ وَمَشُورَتُكَ فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ فَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَيُوسُفُ وَمُوسَى وَغَيْرُهُمْ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْرِفُوا كَمْ سَتُؤَثِّرُ أَمَانَتُهُمْ فِي ٱلْأَجْيَالِ ٱلْآتِيَةِ.‏ لكِنَّ ٱلْإِرْثَ ٱلَّذِي نَقَلُوهُ،‏ سِجِلَّ إِيمَانِهِمْ وَٱسْتِقَامَتِهِمْ،‏ كَانَ لَهُ تَأْثِيرٌ كَبِيرٌ؛‏ وَهذَا يُمْكِنُ أَنْ يَصِحَّ فِيكَ أَنْتَ أَيْضًا.‏

٢٠ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ تَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يُبْقُونَ رَجَاءَهُمْ رَاسِخًا إِلَى ٱلنِّهَايَةِ؟‏

٢٠ سَوَاءٌ كُنْتَ سَتَنْجُو مِنَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ› أَوْ سَتُعَادُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ بِٱلْقِيَامَةِ،‏ مِنَ ٱلْمُبْهِجِ أَنْ تَنَالَ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ».‏ (‏متى ٢٤:‏٢١؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٩‏)‏ تَخَيَّلْ مَا سَيَحْدُثُ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ حِينَ يَمْحُو يَهْوَه آثَارَ ٱلشَّيْخُوخَةِ.‏ فَصِحَّتُنَا لَنْ تَتَدَهْوَرَ،‏ بَلْ سَتَعُودُ إِلَيْنَا عَافِيَتُنَا تَدْرِيجِيًّا مَعَ كُلِّ يَوْمٍ جَدِيدٍ.‏ فَسَيَزْدَادُ نَشَاطُنَا وَيَتَحَسَّنُ نَظَرُنَا وَسَمْعُنَا وَمَظْهَرُنَا.‏ (‏ايوب ٣٣:‏٢٥؛‏ اشعيا ٣٥:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَٱلَّذِينَ يُكَافَأُونَ بِٱلْحَيَاةِ فِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ سَيَكُونُونَ دَائِمًا صِغَارًا فِي ٱلسِّنِّ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَهُمْ.‏ (‏اشعيا ٦٥:‏٢٢‏)‏ لِذلِكَ لِنُبْقِ جَمِيعُنَا رَجَاءَنَا رَاسِخًا إِلَى ٱلنِّهَايَةِ وَلْنَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ،‏ وَاثِقِينَ أَنَّهُ سَيَفِي بِكُلِّ وُعُودِهِ وَأَنَّ مَا سَيَفْعَلُهُ سَوْفَ يَتَخَطَّى كُلَّ تَوَقُّعَاتِنَا.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٤؛‏ ١٤٥:‏١٦‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• كَيْفَ أَنْتَجَ ثَبَاتُ نُوحٍ ٱلْمُسِنِّ فَوَائِدَ لِلْبَشَرِ؟‏

‏• كَيْفَ أَثَّرَ إِيمَانُ ٱلْآبَاءِ ٱلْأَجِلَّاءِ فِي ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُمْ؟‏

‏• كَيْفَ قَوَّى يُوسُفُ،‏ مُوسَى،‏ يَشُوعُ،‏ وَصَمُوئِيلُ فِي شَيْخُوخَتِهِمْ رُفَقَاءَهُمُ ٱلْعُبَّادَ؟‏

‏• أَيُّ إِرْثٍ يُمْكِنُ أَنْ يَنْقُلَهُ ٱلْمُسِنُّونَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

تَرَكَ ٱحْتِمَالُ إِبْرَاهِيمَ أَثَرًا كَبِيرًا فِي إِسْحَاقَ

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

كَانَتْ مَشُورَةُ مُوسَى ٱلسَّدِيدَةُ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ لِيَشُوعَ

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

صَلَوَاتُكَ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ مُفِيدَةٌ جِدًّا

‏[الصورة في الصفحة ٣٠]‏

يَسْتَفِيدُ ٱلصِّغَارُ ٱلسِّنِّ مِنَ ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ