الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مزدهرون روحيا في المشيب

مزدهرون روحيا في المشيب

مُزْدَهِرُونَ رُوحِيًّا فِي ٱلْمَشِيبِ

‏«اَلْمَغْرُوسُونَ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ أَيْضًا فِي ٱلْمَشِيبِ يَزْدَهِرُونَ».‏ —‏ مزمور ٩٢:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كَيْفَ تُوصَفُ ٱلشَّيْخُوخَةُ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟‏ (‏ب)‏ بِمَاذَا تَعِدُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِخُصُوصِ آثَارِ خَطِيَّةِ آدَمَ؟‏

مَاذَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ عِنْدَمَا تَسْمَعُ كَلِمَةَ شَيْخُوخَةٍ؟‏ هَلْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ ٱلتَّجَاعِيدُ،‏ ٱلسَّمْعُ ٱلضَّعِيفُ،‏ ٱلْأَيْدِي وَٱلْأَرْجُلُ ٱلْوَاهِنَةُ،‏ أَوْ أَيَّةٌ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْأُخْرَى ٱلنَّاجِمَةِ عَنْ «أَيَّامِ ٱلْبَلِيَّةِ» ٱلَّتِي تُوصَفُ بِدِقَّةٍ فِي ٱلْجَامِعَةِ ١٢:‏١-‏٧‏؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَتَذَكَّرَ أَنَّ ٱلْوَصْفَ ٱلْوَارِدَ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّانِي عَشَرَ مِنْ سِفْرِ ٱلْجَامِعَةِ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى مَا قَصَدَهُ ٱلْخَالِقُ يَهْوَه ٱللهُ فِي ٱلْأَصْلِ،‏ بَلْ عَلَى ٱلْآثَارِ ٱلَّتِي تَرَكَتْهَا خَطِيَّةُ آدَمَ فِي جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ —‏ روما ٥:‏١٢‏.‏

٢ إِنَّ ٱلتَّقَدُّمَ فِي ٱلْعُمْرِ لَيْسَ بِحَدِّ ذَاتِهِ سَيِّئًا،‏ لِأَنَّ ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي ٱلْوُجُودِ يَقْتَضِي مُرُورَ ٱلسِّنِينَ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ ٱلنُّمُوُّ وَٱلْبُلُوغُ هُمَا أَمْرَانِ ضَرُورِيَّانِ لِكُلِّ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلسَّلْبِيَّةَ ٱلنَّاتِجَةَ عَنْ سِتَّةِ آلَافِ سَنَةٍ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلنَّقْصِ ٱلَّتِي نَرَاهَا حَوْلَنَا سَتُوَلِّي عَمَّا قَرِيبٍ.‏ فَسَيَتَمَتَّعُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ بِحَيَاةٍ خَالِيَةٍ مِنْ تَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلْمَوْتِ،‏ تَمَامًا كَمَا قَصَدَ ٱللهُ.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨؛‏ رؤيا ٢١:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَآنَذَاكَ،‏ «لَا يَقُولُ سَاكِنٌ:‏ ‹أَنَا مَرِيضٌ›».‏ (‏اشعيا ٣٣:‏٢٤‏)‏ وَسَيَعُودُ ٱلْمُسِنُّونَ إِلَى أَيَّامِ ‹شَبَابِهِمْ› وَيَصِيرُ لَحْمُهُمْ ‹أَغَضَّ مِنْ لَحْمِ حَدَاثَتِهِمْ›.‏ (‏ايوب ٣٣:‏٢٥‏)‏ وَحَتَّى ذلِكَ ٱلْحِينِ،‏ يَجِبُ أَنْ يُصَارِعَ ٱلْجَمِيعُ ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي وَرِثُوهَا مِنْ آدَمَ.‏ لكِنَّ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ فِي ٱلْعُمْرِ يَحْصُدُونَ فَوَائِدَ خُصُوصِيَّةً.‏

٣ كَيْفَ ‹يَزْدَهِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْمَشِيبِ›؟‏

٣ تُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَةُ ٱللهِ:‏ «اَلْمَغْرُوسُونَ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ أَيْضًا فِي ٱلْمَشِيبِ يَزْدَهِرُونَ».‏ (‏مزمور ٩٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَبِلُغَةٍ مَجَازِيَّةٍ،‏ يُخْبِرُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ بِحَقِيقَةٍ جَوْهَرِيَّةٍ هِيَ أَنَّ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءَ يَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلتَّقَدُّمِ وَٱلِٱزْدِهَارِ رُوحِيًّا حَتَّى لَوْ تَدَهْوَرَتْ صِحَّتُهُمُ ٱلْجَسَدِيَّةُ.‏ وَهذَا مَا يُثْبِتُ صِحَّتَهُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْمَأْخُوذَةِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَمْثِلَةٍ عَصْرِيَّةٍ عَدِيدَةٍ.‏

‏«‏لَا تَغِيبُ أَبَدًا»‏

٤ كَيْفَ أَظْهَرَتِ ٱلنَّبِيَّةُ ٱلْمُسِنَّةُ حَنَّةُ تَعَبُّدَهَا للهِ،‏ وَكَيْفَ كُوفِئَتْ؟‏

٤ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلنَّبِيَّةَ حَنَّةَ ٱلَّتِي عَاشَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهَا بَلَغَتْ مِنَ ٱلْعُمْرِ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً،‏ لَمْ تَكُنْ «تَغِيبُ أَبَدًا عَنِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ مُؤَدِّيَةً خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لَيْلًا وَنَهَارًا بِٱلْأَصْوَامِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ».‏ هذَا لَا يَعْنِي أَنَّ حَنَّةَ كَانَتْ تَسْكُنُ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ إِذْ إِنَّ أَبَاهَا لَمْ يَكُنْ لَاوِيًّا بَلْ «مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ».‏ فَتَخَيَّلِ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّهَا بَذَلَتْهُ لِتَتَوَاجَدَ فِي ٱلْهَيْكَلِ يَوْمِيًّا مِنْ وَقْتِ تَقْدِمَةِ ٱلصَّبَاحِ حَتَّى وَقْتِ تَقْدِمَةِ ٱلْمَسَاءِ!‏ وَقَدْ كُوفِئَتْ حَنَّةُ بِسَخَاءٍ عَلَى تَعَبُّدِهَا للهِ.‏ فَحَصَلَتْ عَلَى ٱمْتِيَازِ رُؤْيَةِ ٱلطِّفْلِ يَسُوعَ حِينَ جَلَبَهُ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ لِيُقَرِّبَاهُ إِلَى يَهْوَه حَسْبَمَا نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ.‏ وَحَالَمَا رَأَتْهُ،‏ «أَخَذَتْ تَشْكُرُ ٱللهَ وَتَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلصَّغِيرِ إِلَى جَمِيعِ ٱلْمُنْتَظِرِينَ إِنْقَاذَ أُورُشَلِيمَ».‏ —‏ لوقا ٢:‏٢٢-‏٢٤،‏ ٣٦-‏٣٨؛‏ عدد ١٨:‏٦،‏ ٧‏.‏

٥،‏ ٦ كَيْفَ يَقْتَدِي مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِحَنَّةَ؟‏

٥ فِي أَيَّامِنَا ٱلْحَاضِرَةِ،‏ يَقْتَدِي مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ بِحَنَّةَ فِي حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ،‏ تَقْدِيمِ تَضَرُّعَاتٍ مُخْلِصَةٍ مِنْ أَجْلِ تَقَدُّمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ وَتَنْمِيَةِ رَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ قَالَ أَخٌ فِي ثَمَانِينَاتِهِ يَحْضُرُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّة بِٱنْتِظَامٍ:‏ «اِعْتَدْنَا ٱلذَّهَابَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ فِي أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ.‏ فَأَيْنَمَا كَانَ شَعْبُ ٱللهِ فَهُنَاكَ نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ،‏ لِأَنَّهُ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي نَشْعُرُ فِيهِ بِٱلْأَمَانِ».‏ فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ مُشَجِّعٍ لِلْجَمِيعِ!‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

٦ لِنَأْخُذْ أَيْضًا مِثَالَ جِينْ،‏ وَهِيَ أَرْمَلَةٌ مَسِيحِيَّةٌ فِي ثَمَانِينَاتِهَا.‏ فَهِيَ تَقُولُ:‏ «أَوَدُّ أَنْ أُشَارِكَ فِي أَيِّ شَيْءٍ مُتَعَلِّقٍ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ إِذَا كَانَ بِمَقْدُورِي ذلِكَ».‏ وَتُضِيفُ:‏ «صَحِيحٌ أَنَّنِي أَمُرُّ بِفَتَرَاتِ حُزْنٍ،‏ وَلكِنْ مَا مِنْ دَاعٍ إِلَى أَنْ أُنَغِّصَ حَيَاةَ مَنْ حَوْلِي حِينَ أَكُونُ حَزِينَةً».‏ وَبِعَيْنَيْنِ تُشِعَّانِ سَعَادَةً،‏ عَبَّرَتْ عَنْ فَرَحِهَا بِزِيَارَةِ بُلْدَانٍ أُخْرَى لِتَحْضُرَ مُنَاسَبَاتٍ بَنَّاءَةً رُوحِيًّا.‏ وَفِي رِحْلَةٍ قَامَتْ بِهَا مُؤَخَّرًا،‏ قَالَتْ لِرُفَقَائِهَا فِي ٱلسَّفَرِ:‏ «لَا أُرِيدُ أَنْ أَرَى ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَوَاقِعِ ٱلسِّيَاحِيَّةِ؛‏ بَلْ أَوَدُّ ٱلذَّهَابَ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ».‏ وَقَدْ تَمَكَّنَتْ مِنْ إِثَارَةِ ٱهْتِمَامِ ٱلنَّاسِ بِرِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ رَغْمَ أَنَّهَا لَا تَعْرِفُ لُغَةَ ذلِكَ ٱلْبَلَدِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ خَدَمَتْ جِينْ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ مَعَ جَمَاعَةٍ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ،‏ مَعَ أَنَّ ذلِكَ تَطَلَّبَ مِنْهَا تَعَلُّمَ لُغَةٍ جَدِيدَةٍ وَقَضَاءَ سَاعَةٍ ذَهَابًا وَسَاعَةٍ إِيَابًا لِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏

إِبْقَاءُ ٱلذِّهْنِ نَشِيطًا

٧ كَيْفَ عَبَّرَ مُوسَى عِنْدَمَا كَانَ مُسِنًّا عَنْ تَوْقِهِ أَنْ يَزِيدَ مَعْرِفَتَهُ لِيَهْوَه بِحَيْثُ تَتَوَثَّقُ عَلَاقَتُهُ بِهِ؟‏

٧ إِنَّ ٱلْخِبْرَةَ فِي ٱلْحَيَاةِ تُكْتَسَبُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ.‏ (‏ايوب ١٢:‏١٢‏)‏ أَمَّا ٱلتَّقَدُّمُ ٱلرُّوحِيُّ فَلَا يَأْتِي آلِيًّا مَعَ ٱلْعُمْرِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْأَوْلِيَاءَ لَا يَعْتَمِدُونَ فَقَطْ عَلَى مَخْزُونِ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلَّذِي جَمَعُوهُ فِي ٱلْمَاضِي،‏ بَلْ يَسْعَوْنَ أَنْ ‹يَزْدَادُوا عِلْمًا› فِيمَا تَمُرُّ ٱلسِّنُونُ.‏ (‏امثال ٩:‏٩‏)‏ مَثَلًا،‏ كَانَ مُوسَى ٱبْنَ ثَمَانِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَوْكَلَ إِلَيْهِ يَهْوَه إِحْدَى ٱلْمَهَامِّ.‏ (‏خروج ٧:‏٧‏)‏ وَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ ٱعْتُبِرَ بُلُوغُ عُمْرٍ كَهذَا فِي أَيَّامِهِ أَمْرًا غَيْرَ ٱعْتِيَادِيٍّ.‏ فَقَدْ قَالَ هُوَ نَفْسُهُ إِنَّ ‹أَيَّامَ سِنِينَا سَبْعُونَ سَنَةً وَمَعَ ٱلْقُوَّةِ ثَمَانُونَ سَنَةً›.‏ (‏مزمور ٩٠:‏١٠‏)‏ مَعْ ذلِكَ،‏ لَمْ يَشْعُرْ مُوسَى أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَتَعَلَّمَ.‏ فَبَعْدَمَا قَضَى عُقُودًا فِي خِدْمَةِ ٱللهِ وَنَالَ ٱمْتِيَازَاتٍ عَدِيدَةً وَقَامَ بِمَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةٍ،‏ تَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه قَائِلًا:‏ «عَرِّفْنِي طُرُقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ».‏ (‏خروج ٣٣:‏١٣‏)‏ فَقَدْ تَاقَ دَائِمًا أَنْ يَزِيدَ مَعْرِفَتَهُ لِيَهْوَه بِحَيْثُ تَتَوَثَّقُ عَلَاقَتُهُ بِهِ.‏

٨ كَيْفَ أَبْقَى دَانِيَالُ ذِهْنَهُ نَشِيطًا وَهُوَ فِي تِسْعِينَاتِهِ،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

٨ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ ٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ.‏ فَقَدِ ٱسْتَمَرَّ وَهُوَ فِي تِسْعِينَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ يَتَأَمَّلُ فِي ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَمَا مَيَّزَهُ دَانِيَالُ مِنْ خِلَالِ دَرْسِهِ ٱلْكُتُبَ —‏ ٱلَّتِي رُبَّمَا شَمَلَتِ ٱللَّاوِيِّينَ،‏ إِشَعْيَا،‏ إِرْمِيَا،‏ هُوشَعَ،‏ وَعَامُوسَ —‏ دَفَعَهُ إِلَى طَلَبِ يَهْوَه مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَاةِ ٱلْحَارَّةِ.‏ (‏دانيال ٩:‏١،‏ ٢‏)‏ وَقَدِ ٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُ حِينَ نَالَ مَعْلُومَاتٍ مُوحًى بِهَا عَنْ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا وَعَمَّا سَيَحِلُّ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ —‏ دانيال ٩:‏٢٠-‏٢٧‏.‏

٩،‏ ١٠ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْبَعْضُ لِإِبْقَاءِ ذِهْنِهِمْ نَشِيطًا؟‏

٩ عَلَى غِرَارِ مُوسَى وَدَانِيَالَ،‏ يُمْكِنُنَا إِبْقَاءُ ذِهْنِنَا نَشِيطًا بِٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ مَا دُمْنَا قَادِرِينَ عَلَى ذلِكَ.‏ وَهذَا مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ يُحَاوِلُ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ فِي ثَمَانِينَاتِهِ يُدْعَى وُورْثْ أَنْ يَبْقَى مُطَّلِعًا عَلَى أَحْدَثِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يَنْشُرُهَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ يَقُولُ:‏ «أُحِبُّ ٱلْحَقَّ مَحَبَّةً شَدِيدَةً.‏ وَكَمْ أَفْرَحُ حِينَ أَرَى نُورَ ٱلْحَقِّ يَزْدَادُ إِشْرَاقًا!‏».‏ (‏امثال ٤:‏١٨‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَشْعُرُ فْرِيدُ (‏ٱلَّذِي قَضَى حَتَّى ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ عَامًا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ)‏ أَنَّ ٱلْمُنَاقَشَاتِ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ حَوْلَ مَوَاضِيعَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ بَنَّاءَةٌ رُوحِيًّا.‏ فَهُوَ يَقُولُ:‏ «أَنَا أَسْعَى إِلَى إِبْقَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَيًّا فِي ذِهْنِي».‏ وَيُتَابِعُ:‏ «إِذَا ٱسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْعَلَ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي تَتَعَلَّمُهَا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَمَسُّكَ شَخْصِيًّا وَأَنْ تَرْبِطَهَا ‹بِنَمُوذَجِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّحِيحِ›،‏ فَلَنْ تَكُونَ هذِهِ مُجَرَّدَ مَعْلُومَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ،‏ بَلْ حَقَائِقُ مُتَرَابِطَةٌ أَشْبَهُ بِٱلْأَحْجَارِ ٱلْكَرِيمَةِ ٱلَّتِي تُزَيِّنُ قِطْعَةَ مُجَوْهَرَاتٍ».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏١٣‏.‏

١٠ وَٱلتَّقَدُّمُ فِي ٱلْعُمْرِ لَا يُعِيقُ بِٱلضَّرُورَةِ تَعَلُّمَ مَفَاهِيمَ جَدِيدَةٍ وَصَعْبَةٍ.‏ فَهُنَالِكَ أَشْخَاصٌ فِي سِتِّينَاتِهِمْ أَوْ سَبْعِينَاتِهِمْ أَوْ حَتَّى ثَمَانِينَاتِهِمْ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْقِرَاءَةَ وَٱلْكِتَابَةَ أَوْ يَتَعَلَّمُونَ لُغَاتٍ جَدِيدَةً.‏ وَهذَا مَا فَعَلَهُ بَعْضُ شُهُودِ يَهْوَه بِهَدَفِ نَقْلِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْقَوْمِيَّاتِ.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ مِثَالًا عَلَى ذلِكَ،‏ كَانَ هَارِي وَزَوْجَتُهُ فِي أَوَاخِرِ سِتِّينَاتِهِمَا حِينَ قَرَّرَا ٱلْمُسَاعَدَةَ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلْبُرْتُغَالِيِّ.‏ يَقُولُ هَارِي:‏ «مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ أَيَّ أَمْرٍ فِي ٱلْحَيَاةِ يَصِيرُ أَصْعَبَ مَعَ تَقَدُّمِ ٱلسِّنِّ».‏ مَعَ ذلِكَ،‏ تَمَكَّنَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ بِٱلْجُهْدِ وَٱلْمُثَابَرَةِ مِنْ إِدَارَةِ دُرُوسٍ فِي ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱللُّغَةِ ٱلْبُرْتُغَالِيَّةِ.‏ حَتَّى إِنَّ هَارِي يُلْقِي مُنْذُ سَنَوَاتٍ خِطَابَاتٍ فِي ٱلْمَحَافِلِ ٱلْكُورِيَّةِ بِهذِهِ ٱللُّغَةِ ٱلْجَدِيدَةِ.‏

١١ لِمَاذَا نُنَاقِشُ مَا يُنْجِزُهُ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ؟‏

١١ طَبْعًا،‏ لَا تَسْمَحُ ٱلصِّحَّةُ أَوِ ٱلظُّرُوفُ لِلْجَمِيعِ أَنْ يَأْخُذُوا عَلَى عَاتِقِهِمْ أُمُورًا كَهذِهِ.‏ إِذًا،‏ لِمَاذَا نُنَاقِشُ مَا يُنْجِزُهُ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ؟‏ حَتْمًا،‏ لَا تَهْدِفُ مُنَاقَشَتُنَا إِلَى ٱلْقَوْلِ إِنَّ ٱلْجَمِيعَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومُوا بِٱلْإِنْجَازَاتِ نَفْسِهَا.‏ فَٱلْهَدَفُ مِنْهَا تُعَبِّرُ عَنْهُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ عَنْ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْأُمَنَاءِ:‏ «اُنْظُرُوا فِي مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ سُلُوكُهُمْ،‏ وَٱقْتَدُوا بِإِيمَانِهِمْ».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٧‏)‏ فَٱلتَّأَمُّلُ فِي أَمْثِلَةِ ٱلْغَيْرَةِ هذِهِ يُشَجِّعُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْإِيمَانِ ٱلرَّاسِخِ ٱلَّذِي دَفَعَ هؤُلَاءِ ٱلْمُسِنِّينَ إِلَى خِدْمَةِ ٱللهِ.‏ يُوضِحُ هَارِي،‏ ٱلَّذِي صَارَ عُمْرُهُ ٱلْآنَ ٨٧ سَنَةً،‏ مَا يَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ قَائِلًا:‏ «أُحِبُّ أَنْ أَسْتَخْدِمَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ لِي بِحِكْمَةٍ وَأَنْ أَكُونَ فَعَّالًا قَدْرَ ٱلْمُسْتَطَاعِ فِي خِدْمَتِي لِيَهْوَه».‏ كَمَا أَنَّ فْرِيدَ ٱلْمَذْكُورَ سَابِقًا لَا يَزَالُ يَقُومُ بِتَعْيِينَاتِهِ فِي بَيْت إِيلَ،‏ مِمَّا يَجْلُبُ لَهُ شُعُورًا بِٱلِٱكْتِفَاءِ.‏ وَهُوَ يَقُولُ:‏ «عَلَيْكَ أَنْ تَجِدَ مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْفُضْلَى ٱلَّتِي تُمَكِّنُكَ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه،‏ وَأَنْ تَتَبَنَّى هذَا ٱلْمَسْلَكَ وَتَسْتَمِرَّ فِيهِ».‏

اَلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ أَعْرَبَ بَرْزِلَّايُ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ رَغْمَ ظُرُوفِهِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ؟‏

١٢ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَقْلُمَ مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلصِّحِّيَّةِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ هُوَ أَمْرٌ صَعْبٌ.‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ إِظْهَارُ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ رَغْمَ هذِهِ ٱلظُّرُوفِ.‏ وَبَرْزِلَّايُ ٱلْجِلْعَادِيُّ هُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ،‏ أَظْهَرَ لِدَاوُدَ وَجَيْشِهِ حُسْنَ ٱلضِّيَافَةِ،‏ إِذْ أَمَّنَ لَهُمُ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَأْوَى خِلَالَ ثَوْرَةِ أَبْشَالُومَ.‏ كَمَا أَنَّهُ شَيَّعَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ حَتَّى نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ حِينَ كَانُوا عَائِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ وَقَدْ عَرَضَ عَلَيْهِ دَاوُدُ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ حَاشِيَتِهِ ٱلْمَلَكِيَّةِ.‏ فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟‏ قَالَ لِدَاوُدَ:‏ «أَنَا ٱلْيَوْمَ ٱبْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً.‏ فَهَلْ .‏ .‏ .‏ يَسْتَطْعِمُ خَادِمُكَ بِمَا آكُلُ وَمَا أَشْرَبُ،‏ أَوْ هَلْ مَا زِلْتُ قَادِرًا عَلَى ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى صَوْتِ ٱلْمُغَنِّينَ وَٱلْمُغَنِّيَاتِ؟‏ .‏ .‏ .‏ هُوَذَا خَادِمُكَ كِمْهَامُ،‏ لِيَعْبُرْ مَعَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ،‏ وَٱصْنَعْ إِلَيْهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ».‏ —‏ ٢ صموئيل ١٧:‏٢٧-‏٢٩؛‏ ١٩:‏٣١-‏٤٠‏.‏

١٣ فَرَغْمَ ظُرُوفِهِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ،‏ قَامَ بَرْزِلَّايُ بِكُلِّ مَا فِي وُسْعِهِ لِدَعْمِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمُعَيَّنِ مِنْ يَهْوَه.‏ وَلَمْ يَشْعُرْ بِٱلِٱسْتِيَاءِ لِأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَتَذَوَّقُ أَوْ يَسْمَعُ كَمَا كَانَ فِي ٱلسَّابِقِ.‏ وَقَدْ أَظْهَرَ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ هُوَ حِينَ أَعْرَبَ عَنْ عَدَمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ وَأَوْصَى أَنْ يَنَالَ كِمْهَامُ ٱلْمَنْصِبَ ٱلَّذِي عَرَضَهُ دَاوُدُ عَلَيْهِ.‏ عَلَى غِرَارِ بَرْزِلَّايَ،‏ يُعْرِبُ مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ عَنِ ٱلسَّخَاءِ وَعَدَمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ فَهُمْ يَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِدَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ عَالِمِينَ أَنَّهُ «بِذَبَائِحَ مِثْلِ هٰذِهِ يَرْضَى ٱللهُ».‏ فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ يَكُونَ بَيْنَنَا أَشْخَاصٌ أَوْلِيَاءُ كَهؤُلَاءِ!‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٦‏.‏

١٤ كَيْفَ تُعْطِي مَعْرِفَةُ عُمْرِ دَاوُدَ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٧:‏٢٣-‏٢٥ مَعْنًى أَكْبَرَ؟‏

١٤ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي دَاوُدَ؟‏ رَغْمَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ عِدَّةَ مَرَّاتٍ إِلَى مُوَاجَهَةِ ظُرُوفٍ مُتَغَيِّرَةٍ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ فَقَدْ بَقِيَ مُقْتَنِعًا أَنَّ عِنَايَةَ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ لَا تَتَغَيَّرُ.‏ فَفِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ،‏ نَظَمَ ٱلتَّرْنِيمَةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٣٧‏.‏ تَخَيَّلْ دَاوُدَ وَهُوَ يَتَأَمَّلُ وَيَعْزِفُ عَلَى ٱلْقِيثَارَةِ وَيُرَنِّمُ:‏ «يَهْوَهُ يُثَبِّتُ خُطُوَاتِ ٱلرَّجُلِ،‏ وَبِطَرِيقِهِ يُسَرُّ.‏ إِذَا سَقَطَ لَا يَنْطَرِحُ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ مُسْنِدٌ يَدَهُ.‏ كُنْتُ فَتًى،‏ وَقَدْ شِخْتُ،‏ وَلَمْ أَرَ بَارًّا تُخُلِّيَ عَنْهُ،‏ وَلَا نَسْلَهُ يَلْتَمِسُ خُبْزًا».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ فَقَدْ رَأَى يَهْوَه مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ تَرِدَ فِي هذَا ٱلْمَزْمُورِ ٱلْمُوحَى بِهِ إِشَارَةٌ إِلَى عُمْرِ دَاوُدَ.‏ فَذلِكَ يُعْطِي كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلصَّادِرَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ مَعْنًى أَكْبَرَ.‏

١٥ كَيْفَ رَسَمَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مِثَالًا رَائِعًا لِلْأَمَانَةِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ؟‏

١٥ اَلرَّسُولُ يُوحَنَّا هُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ آخَرُ لِلْأَمَانَةِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ وَٱلْعُمْرِ ٱلْمُتَقَدِّمِ.‏ فَبَعْدَ خِدْمَةٍ دَامَتْ مَا يُقَارِبُ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً،‏ نُفِيَ يُوحَنَّا إِلَى جَزِيرَةِ بَطْمُسَ ‹لِأَنَّهُ تَكَلَّمَ عَنِ ٱللهِ وَشَهِدَ لِيَسُوعَ›.‏ (‏رؤيا ١:‏٩‏)‏ لكِنَّ عَمَلَهُ لَمْ يَنْتَهِ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ.‏ فَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ،‏ دَوَّنَ كُلَّ كِتَابَاتِهِ ٱلَّتِي صَارَتْ جُزْءًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ فِي جَزِيرَةِ بَطْمُسَ،‏ شَاهَدَ رُؤْيَا مُوحِيَةً بِٱلرَّهْبَةِ وَنَقَلَهَا بِدِقَّةٍ مُدَوِّنًا إِيَّاهَا فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏ (‏رؤيا ١:‏١،‏ ٢‏)‏ وَكَمَا يُعْتَقَدُ عُمُومًا،‏ أُطْلِقَ سَرَاحُهُ بَعْدَئِذٍ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ ٱلرُّومَانِيِّ نِيرْڤَا.‏ وَنَحْوَ سَنَةِ ٩٨ ب‌م،‏ حِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِعُمْرِ ٩٠ او ١٠٠ سَنَةٍ،‏ كَتَبَ ٱلْإِنْجِيلَ وَٱلرَّسَائِلَ ٱلثَّلَاثَ ٱلَّتِي تَحْمِلُ ٱسْمَهُ.‏

سِجِلُّ ٱحْتِمَالٍ لَا يُمْحَى

١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلَّذِينَ أُصِيبُوا بِإِعَاقَةٍ فِي ٱلنُّطْقِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ تَعَبُّدِهِمْ لِيَهْوَه؟‏

١٦ قَدْ تَكُونُ لِلْقُدُرَاتِ ٱلْمَحْدُودَةِ أَشْكَالٌ عَدِيدَةٌ وَدَرَجَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ.‏ مَثَلًا،‏ أُصِيبَ ٱلْبَعْضُ بِإِعَاقَةٍ فِي ٱلنُّطْقِ.‏ وَلكِنْ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَا يَزَالُونَ يُقَدِّرُونَ مَحَبَّةَ ٱللهِ وَلُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ نَحْوَهُمْ.‏ وَمَعَ أَنَّ قُدْرَتَهُمْ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ بِٱلْكَلَامِ بَاتَتْ مَحْدُودَةً،‏ فَهُمْ يَقُولُونَ لِيَهْوَه فِي قُلُوبِهِمْ:‏ «كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ!‏ اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٧‏)‏ وَيَهْوَه يَعْرِفُ ٱلَّذِينَ ‹يُفَكِّرُونَ فِي ٱسْمِهِ›،‏ وَهُوَ يُدْرِكُ كَمْ هُمْ مُخْتَلِفُونَ عَنِ ٱلْأَغْلَبِيَّةِ ٱلسَّاحِقَةِ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلَّتِي لَا تَهْتَمُّ إِطْلَاقًا بِطُرُقِهِ.‏ (‏ملاخي ٣:‏١٦؛‏ مزمور ١٠:‏٤‏)‏ فَكَمْ هُوَ مُعَزٍّ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَه يُسَرُّ بِتَأَمُّلَاتِ قَلْبِنَا!‏ —‏ ١ اخبار الايام ٢٨:‏٩؛‏ مزمور ١٩:‏١٤‏.‏

١٧ أَيُّ أَمْرٍ فَرِيدٍ حَقَّقَهُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ؟‏

١٧ لَا يُمْكِنُ ٱلْإِنْكَارُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ مُنْذُ عُقُودٍ حَقَّقُوا أَمْرًا فَرِيدًا لَا يُمْكِنُ تَحْقِيقُهُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى:‏ سِجِلُّ ٱحْتِمَالٍ لَا يُمْحَى.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «بِٱحْتِمَالِكُمْ تَقْتَنُونَ نُفُوسَكُمْ».‏ (‏لوقا ٢١:‏١٩‏)‏ فَٱلِٱحْتِمَالُ ضَرُورِيٌّ لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَزَالُونَ ‹يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ ٱللهِ› وَيُبَرْهِنُونَ عَنْ وَلَائِهِمْ مِنْ خِلَالِ مَسْلَكِ حَيَاتِهِمْ،‏ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَرْجُوا ‹نَيْلَ إِتْمَامِ ٱلْوَعْدِ›.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٣٦‏.‏

١٨ (‏أ)‏ أَيُّ أَمْرٍ يُسَرُّ يَهْوَه أَنْ يَرَى ٱلْمُسِنِّينَ يَقُومُونَ بِهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٨ يُقَدِّرُ يَهْوَه خِدْمَتَكَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ مَهْمَا كَانَ مِقْدَارُ مَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ.‏ وَرَغْمَ ٱلتَّغَيُّرَاتِ ٱلَّتِي تَحْدُثُ ‹لِلْإِنْسَانِ ٱلْخَارِجِيِّ› نَتِيجَةَ ٱلشَّيْخُوخَةِ،‏ فَإِنَّ ‹ٱلْإِنْسَانَ ٱلدَّاخِلِيَّ› يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٦‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ مَا أَنْجَزْتَهُ فِي ٱلسَّابِقِ،‏ لكِنَّهُ دُونَ شَكٍّ يُقَدِّرُ أَيْضًا مَا تَفْعَلُهُ ٱلْآنَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ سَنُنَاقِشُ ٱلْفَوَائِدَ ٱلْبَعِيدَةَ ٱلْمَدَى لِهذِهِ ٱلْأَمَانَةِ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• أَيُّ مِثَالٍ رَائِعٍ رَسَمَتْهُ حَنَّةُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْيَوْمَ؟‏

‏• لِمَاذَا ٱلتَّقَدُّمُ فِي ٱلْعُمْرِ لَا يُعِيقُ بِٱلضَّرُورَةِ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْجِزَهُ ٱلْمَرْءُ؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمُسِنِّينَ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ؟‏

‏• كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَه إِلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا ٱلْمُسِنُّونَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

مَيَّزَ دَانِيَالُ ٱلْمُسِنُّ مِنَ «ٱلْكُتُبِ» مُدَّةَ سَبْيِ يَهُوذَا

‏[الصور في الصفحة ٢٥]‏

مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ هُمْ مِثَالِيُّونَ فِي حُضُورِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ،‏ كِرَازَتِهِمْ بِغَيْرَةٍ،‏ وَتَوْقِهِمْ لِلتَّعَلُّمِ