مزدهرون روحيا في المشيب
مُزْدَهِرُونَ رُوحِيًّا فِي ٱلْمَشِيبِ
«اَلْمَغْرُوسُونَ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ . . . أَيْضًا فِي ٱلْمَشِيبِ يَزْدَهِرُونَ». — مزمور ٩٢:١٣، ١٤.
١، ٢ (أ) كَيْفَ تُوصَفُ ٱلشَّيْخُوخَةُ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟ (ب) بِمَاذَا تَعِدُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِخُصُوصِ آثَارِ خَطِيَّةِ آدَمَ؟
مَاذَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ عِنْدَمَا تَسْمَعُ كَلِمَةَ شَيْخُوخَةٍ؟ هَلْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ ٱلتَّجَاعِيدُ، ٱلسَّمْعُ ٱلضَّعِيفُ، ٱلْأَيْدِي وَٱلْأَرْجُلُ ٱلْوَاهِنَةُ، أَوْ أَيَّةٌ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْأُخْرَى ٱلنَّاجِمَةِ عَنْ «أَيَّامِ ٱلْبَلِيَّةِ» ٱلَّتِي تُوصَفُ بِدِقَّةٍ فِي ٱلْجَامِعَةِ ١٢:١-٧؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَتَذَكَّرَ أَنَّ ٱلْوَصْفَ ٱلْوَارِدَ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّانِي عَشَرَ مِنْ سِفْرِ ٱلْجَامِعَةِ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى مَا قَصَدَهُ ٱلْخَالِقُ يَهْوَه ٱللهُ فِي ٱلْأَصْلِ، بَلْ عَلَى ٱلْآثَارِ ٱلَّتِي تَرَكَتْهَا خَطِيَّةُ آدَمَ فِي جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ. — روما ٥:١٢.
٢ إِنَّ ٱلتَّقَدُّمَ فِي ٱلْعُمْرِ لَيْسَ بِحَدِّ ذَاتِهِ سَيِّئًا، لِأَنَّ ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي ٱلْوُجُودِ يَقْتَضِي مُرُورَ ٱلسِّنِينَ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ٱلنُّمُوُّ وَٱلْبُلُوغُ هُمَا أَمْرَانِ ضَرُورِيَّانِ لِكُلِّ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ. إِلَّا أَنَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلسَّلْبِيَّةَ ٱلنَّاتِجَةَ عَنْ سِتَّةِ آلَافِ سَنَةٍ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلنَّقْصِ ٱلَّتِي نَرَاهَا حَوْلَنَا سَتُوَلِّي عَمَّا قَرِيبٍ. فَسَيَتَمَتَّعُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ بِحَيَاةٍ خَالِيَةٍ مِنْ تَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلْمَوْتِ، تَمَامًا كَمَا قَصَدَ ٱللهُ. (تكوين ١:٢٨؛ رؤيا ٢١:٤، ٥) وَآنَذَاكَ، «لَا يَقُولُ سَاكِنٌ: ‹أَنَا مَرِيضٌ›». (اشعيا ٣٣:٢٤) وَسَيَعُودُ ٱلْمُسِنُّونَ إِلَى أَيَّامِ ‹شَبَابِهِمْ› وَيَصِيرُ لَحْمُهُمْ ‹أَغَضَّ مِنْ لَحْمِ حَدَاثَتِهِمْ›. (ايوب ٣٣:٢٥) وَحَتَّى ذلِكَ ٱلْحِينِ، يَجِبُ أَنْ يُصَارِعَ ٱلْجَمِيعُ ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي وَرِثُوهَا مِنْ آدَمَ. لكِنَّ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ فِي ٱلْعُمْرِ يَحْصُدُونَ فَوَائِدَ خُصُوصِيَّةً.
٣ كَيْفَ ‹يَزْدَهِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْمَشِيبِ›؟
٣ تُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَةُ ٱللهِ: «اَلْمَغْرُوسُونَ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ . . . أَيْضًا فِي ٱلْمَشِيبِ يَزْدَهِرُونَ». (مزمور ٩٢:١٣، ١٤) فَبِلُغَةٍ مَجَازِيَّةٍ، يُخْبِرُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ بِحَقِيقَةٍ جَوْهَرِيَّةٍ هِيَ أَنَّ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءَ يَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلتَّقَدُّمِ وَٱلِٱزْدِهَارِ رُوحِيًّا حَتَّى لَوْ تَدَهْوَرَتْ صِحَّتُهُمُ ٱلْجَسَدِيَّةُ. وَهذَا مَا يُثْبِتُ صِحَّتَهُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْمَأْخُوذَةِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَمْثِلَةٍ عَصْرِيَّةٍ عَدِيدَةٍ.
«لَا تَغِيبُ أَبَدًا»
٤ كَيْفَ أَظْهَرَتِ ٱلنَّبِيَّةُ ٱلْمُسِنَّةُ حَنَّةُ تَعَبُّدَهَا للهِ، وَكَيْفَ كُوفِئَتْ؟
٤ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلنَّبِيَّةَ حَنَّةَ ٱلَّتِي عَاشَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَرَغْمَ أَنَّهَا بَلَغَتْ مِنَ ٱلْعُمْرِ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً، لَمْ تَكُنْ «تَغِيبُ أَبَدًا عَنِ ٱلْهَيْكَلِ، مُؤَدِّيَةً خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لَيْلًا وَنَهَارًا بِٱلْأَصْوَامِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ». هذَا لَا يَعْنِي أَنَّ حَنَّةَ كَانَتْ تَسْكُنُ فِي ٱلْهَيْكَلِ، إِذْ إِنَّ أَبَاهَا لَمْ يَكُنْ لَاوِيًّا بَلْ «مِنْ سِبْطِ لوقا ٢:٢٢-٢٤، ٣٦-٣٨؛ عدد ١٨:٦، ٧.
أَشِيرَ». فَتَخَيَّلِ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّهَا بَذَلَتْهُ لِتَتَوَاجَدَ فِي ٱلْهَيْكَلِ يَوْمِيًّا مِنْ وَقْتِ تَقْدِمَةِ ٱلصَّبَاحِ حَتَّى وَقْتِ تَقْدِمَةِ ٱلْمَسَاءِ! وَقَدْ كُوفِئَتْ حَنَّةُ بِسَخَاءٍ عَلَى تَعَبُّدِهَا للهِ. فَحَصَلَتْ عَلَى ٱمْتِيَازِ رُؤْيَةِ ٱلطِّفْلِ يَسُوعَ حِينَ جَلَبَهُ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ لِيُقَرِّبَاهُ إِلَى يَهْوَه حَسْبَمَا نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ. وَحَالَمَا رَأَتْهُ، «أَخَذَتْ تَشْكُرُ ٱللهَ وَتَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلصَّغِيرِ إِلَى جَمِيعِ ٱلْمُنْتَظِرِينَ إِنْقَاذَ أُورُشَلِيمَ». —٥، ٦ كَيْفَ يَقْتَدِي مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِحَنَّةَ؟
٥ فِي أَيَّامِنَا ٱلْحَاضِرَةِ، يَقْتَدِي مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ بِحَنَّةَ فِي حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ، تَقْدِيمِ تَضَرُّعَاتٍ مُخْلِصَةٍ مِنْ أَجْلِ تَقَدُّمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، وَتَنْمِيَةِ رَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَالَ أَخٌ فِي ثَمَانِينَاتِهِ يَحْضُرُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّة بِٱنْتِظَامٍ: «اِعْتَدْنَا ٱلذَّهَابَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ فِي أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ. فَأَيْنَمَا كَانَ شَعْبُ ٱللهِ فَهُنَاكَ نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ، لِأَنَّهُ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي نَشْعُرُ فِيهِ بِٱلْأَمَانِ». فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ مُشَجِّعٍ لِلْجَمِيعِ! — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
٦ لِنَأْخُذْ أَيْضًا مِثَالَ جِينْ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ مَسِيحِيَّةٌ فِي ثَمَانِينَاتِهَا. فَهِيَ تَقُولُ: «أَوَدُّ أَنْ أُشَارِكَ فِي أَيِّ شَيْءٍ مُتَعَلِّقٍ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ إِذَا كَانَ بِمَقْدُورِي ذلِكَ». وَتُضِيفُ: «صَحِيحٌ أَنَّنِي أَمُرُّ بِفَتَرَاتِ حُزْنٍ، وَلكِنْ مَا مِنْ دَاعٍ إِلَى أَنْ أُنَغِّصَ حَيَاةَ مَنْ حَوْلِي حِينَ أَكُونُ حَزِينَةً». وَبِعَيْنَيْنِ تُشِعَّانِ سَعَادَةً، عَبَّرَتْ عَنْ فَرَحِهَا بِزِيَارَةِ بُلْدَانٍ أُخْرَى لِتَحْضُرَ مُنَاسَبَاتٍ بَنَّاءَةً رُوحِيًّا. وَفِي رِحْلَةٍ قَامَتْ بِهَا مُؤَخَّرًا، قَالَتْ لِرُفَقَائِهَا فِي ٱلسَّفَرِ: «لَا أُرِيدُ أَنْ أَرَى ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَوَاقِعِ ٱلسِّيَاحِيَّةِ؛ بَلْ أَوَدُّ ٱلذَّهَابَ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ». وَقَدْ تَمَكَّنَتْ مِنْ إِثَارَةِ ٱهْتِمَامِ ٱلنَّاسِ بِرِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ رَغْمَ أَنَّهَا لَا تَعْرِفُ لُغَةَ ذلِكَ ٱلْبَلَدِ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، خَدَمَتْ جِينْ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ مَعَ جَمَاعَةٍ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ، مَعَ أَنَّ ذلِكَ تَطَلَّبَ مِنْهَا تَعَلُّمَ لُغَةٍ جَدِيدَةٍ وَقَضَاءَ سَاعَةٍ ذَهَابًا وَسَاعَةٍ إِيَابًا لِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.
إِبْقَاءُ ٱلذِّهْنِ نَشِيطًا
٧ كَيْفَ عَبَّرَ مُوسَى عِنْدَمَا كَانَ مُسِنًّا عَنْ تَوْقِهِ أَنْ يَزِيدَ مَعْرِفَتَهُ لِيَهْوَه بِحَيْثُ تَتَوَثَّقُ عَلَاقَتُهُ بِهِ؟
٧ إِنَّ ٱلْخِبْرَةَ فِي ٱلْحَيَاةِ تُكْتَسَبُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ. (ايوب ١٢:١٢) أَمَّا ٱلتَّقَدُّمُ ٱلرُّوحِيُّ فَلَا يَأْتِي آلِيًّا مَعَ ٱلْعُمْرِ. لِذلِكَ فَإِنَّ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْأَوْلِيَاءَ لَا يَعْتَمِدُونَ فَقَطْ عَلَى مَخْزُونِ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلَّذِي جَمَعُوهُ فِي ٱلْمَاضِي، بَلْ يَسْعَوْنَ أَنْ ‹يَزْدَادُوا عِلْمًا› فِيمَا تَمُرُّ ٱلسِّنُونُ. (امثال ٩:٩) مَثَلًا، كَانَ مُوسَى ٱبْنَ ثَمَانِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَوْكَلَ إِلَيْهِ يَهْوَه إِحْدَى ٱلْمَهَامِّ. (خروج ٧:٧) وَكَمَا يَتَّضِحُ، ٱعْتُبِرَ بُلُوغُ عُمْرٍ كَهذَا فِي أَيَّامِهِ أَمْرًا غَيْرَ ٱعْتِيَادِيٍّ. فَقَدْ قَالَ هُوَ نَفْسُهُ إِنَّ ‹أَيَّامَ سِنِينَا سَبْعُونَ سَنَةً وَمَعَ ٱلْقُوَّةِ ثَمَانُونَ سَنَةً›. (مزمور ٩٠:١٠) مَعْ ذلِكَ، لَمْ يَشْعُرْ مُوسَى أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَتَعَلَّمَ. فَبَعْدَمَا قَضَى عُقُودًا فِي خِدْمَةِ ٱللهِ وَنَالَ ٱمْتِيَازَاتٍ عَدِيدَةً وَقَامَ بِمَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةٍ، تَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه قَائِلًا: «عَرِّفْنِي طُرُقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ». (خروج ٣٣:١٣) فَقَدْ تَاقَ دَائِمًا أَنْ يَزِيدَ مَعْرِفَتَهُ لِيَهْوَه بِحَيْثُ تَتَوَثَّقُ عَلَاقَتُهُ بِهِ.
٨ كَيْفَ أَبْقَى دَانِيَالُ ذِهْنَهُ نَشِيطًا وَهُوَ فِي تِسْعِينَاتِهِ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
٨ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ ٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ. فَقَدِ ٱسْتَمَرَّ وَهُوَ فِي تِسْعِينَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ يَتَأَمَّلُ فِي ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَمَا مَيَّزَهُ دَانِيَالُ مِنْ خِلَالِ دَرْسِهِ ٱلْكُتُبَ — ٱلَّتِي رُبَّمَا شَمَلَتِ ٱللَّاوِيِّينَ، إِشَعْيَا، إِرْمِيَا، هُوشَعَ، وَعَامُوسَ — دَفَعَهُ إِلَى طَلَبِ يَهْوَه مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَاةِ ٱلْحَارَّةِ. (دانيال ٩:١، ٢) وَقَدِ ٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُ حِينَ نَالَ مَعْلُومَاتٍ مُوحًى بِهَا عَنْ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا وَعَمَّا سَيَحِلُّ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. — دانيال ٩:٢٠-٢٧.
٩، ١٠ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْبَعْضُ لِإِبْقَاءِ ذِهْنِهِمْ نَشِيطًا؟
٩ عَلَى غِرَارِ مُوسَى وَدَانِيَالَ، يُمْكِنُنَا إِبْقَاءُ ذِهْنِنَا نَشِيطًا متى ٢٤:٤٥) يَقُولُ: «أُحِبُّ ٱلْحَقَّ مَحَبَّةً شَدِيدَةً. وَكَمْ أَفْرَحُ حِينَ أَرَى نُورَ ٱلْحَقِّ يَزْدَادُ إِشْرَاقًا!». (امثال ٤:١٨) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَشْعُرُ فْرِيدُ (ٱلَّذِي قَضَى حَتَّى ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ عَامًا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ) أَنَّ ٱلْمُنَاقَشَاتِ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ حَوْلَ مَوَاضِيعَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ بَنَّاءَةٌ رُوحِيًّا. فَهُوَ يَقُولُ: «أَنَا أَسْعَى إِلَى إِبْقَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَيًّا فِي ذِهْنِي». وَيُتَابِعُ: «إِذَا ٱسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْعَلَ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي تَتَعَلَّمُهَا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَمَسُّكَ شَخْصِيًّا وَأَنْ تَرْبِطَهَا ‹بِنَمُوذَجِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّحِيحِ›، فَلَنْ تَكُونَ هذِهِ مُجَرَّدَ مَعْلُومَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ، بَلْ حَقَائِقُ مُتَرَابِطَةٌ أَشْبَهُ بِٱلْأَحْجَارِ ٱلْكَرِيمَةِ ٱلَّتِي تُزَيِّنُ قِطْعَةَ مُجَوْهَرَاتٍ». — ٢ تيموثاوس ١:١٣.
بِٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ مَا دُمْنَا قَادِرِينَ عَلَى ذلِكَ. وَهذَا مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ يَهْوَه. مَثَلًا، يُحَاوِلُ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ فِي ثَمَانِينَاتِهِ يُدْعَى وُورْثْ أَنْ يَبْقَى مُطَّلِعًا عَلَى أَحْدَثِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يَنْشُرُهَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ». (١٠ وَٱلتَّقَدُّمُ فِي ٱلْعُمْرِ لَا يُعِيقُ بِٱلضَّرُورَةِ تَعَلُّمَ مَفَاهِيمَ جَدِيدَةٍ وَصَعْبَةٍ. فَهُنَالِكَ أَشْخَاصٌ فِي سِتِّينَاتِهِمْ أَوْ سَبْعِينَاتِهِمْ أَوْ حَتَّى ثَمَانِينَاتِهِمْ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْقِرَاءَةَ وَٱلْكِتَابَةَ أَوْ يَتَعَلَّمُونَ لُغَاتٍ جَدِيدَةً. وَهذَا مَا فَعَلَهُ بَعْضُ شُهُودِ يَهْوَه بِهَدَفِ نَقْلِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْقَوْمِيَّاتِ. (مرقس ١٣:١٠) مِثَالًا عَلَى ذلِكَ، كَانَ هَارِي وَزَوْجَتُهُ فِي أَوَاخِرِ سِتِّينَاتِهِمَا حِينَ قَرَّرَا ٱلْمُسَاعَدَةَ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلْبُرْتُغَالِيِّ. يَقُولُ هَارِي: «مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ أَيَّ أَمْرٍ فِي ٱلْحَيَاةِ يَصِيرُ أَصْعَبَ مَعَ تَقَدُّمِ ٱلسِّنِّ». مَعَ ذلِكَ، تَمَكَّنَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ بِٱلْجُهْدِ وَٱلْمُثَابَرَةِ مِنْ إِدَارَةِ دُرُوسٍ فِي ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱللُّغَةِ ٱلْبُرْتُغَالِيَّةِ. حَتَّى إِنَّ هَارِي يُلْقِي مُنْذُ سَنَوَاتٍ خِطَابَاتٍ فِي ٱلْمَحَافِلِ ٱلْكُورِيَّةِ بِهذِهِ ٱللُّغَةِ ٱلْجَدِيدَةِ.
١١ لِمَاذَا نُنَاقِشُ مَا يُنْجِزُهُ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ؟
١١ طَبْعًا، لَا تَسْمَحُ ٱلصِّحَّةُ أَوِ ٱلظُّرُوفُ لِلْجَمِيعِ أَنْ يَأْخُذُوا عَلَى عَاتِقِهِمْ أُمُورًا كَهذِهِ. إِذًا، لِمَاذَا نُنَاقِشُ مَا يُنْجِزُهُ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ؟ حَتْمًا، لَا تَهْدِفُ مُنَاقَشَتُنَا إِلَى ٱلْقَوْلِ إِنَّ ٱلْجَمِيعَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومُوا بِٱلْإِنْجَازَاتِ نَفْسِهَا. فَٱلْهَدَفُ مِنْهَا تُعَبِّرُ عَنْهُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ عَنْ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْأُمَنَاءِ: «اُنْظُرُوا فِي مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ سُلُوكُهُمْ، وَٱقْتَدُوا بِإِيمَانِهِمْ». (عبرانيين ١٣:٧) فَٱلتَّأَمُّلُ فِي أَمْثِلَةِ ٱلْغَيْرَةِ هذِهِ يُشَجِّعُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْإِيمَانِ ٱلرَّاسِخِ ٱلَّذِي دَفَعَ هؤُلَاءِ ٱلْمُسِنِّينَ إِلَى خِدْمَةِ ٱللهِ. يُوضِحُ هَارِي، ٱلَّذِي صَارَ عُمْرُهُ ٱلْآنَ ٨٧ سَنَةً، مَا يَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ قَائِلًا: «أُحِبُّ أَنْ أَسْتَخْدِمَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ لِي بِحِكْمَةٍ وَأَنْ أَكُونَ فَعَّالًا قَدْرَ ٱلْمُسْتَطَاعِ فِي خِدْمَتِي لِيَهْوَه». كَمَا أَنَّ فْرِيدَ ٱلْمَذْكُورَ سَابِقًا لَا يَزَالُ يَقُومُ بِتَعْيِينَاتِهِ فِي بَيْت إِيلَ، مِمَّا يَجْلُبُ لَهُ شُعُورًا بِٱلِٱكْتِفَاءِ. وَهُوَ يَقُولُ: «عَلَيْكَ أَنْ تَجِدَ مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْفُضْلَى ٱلَّتِي تُمَكِّنُكَ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه، وَأَنْ تَتَبَنَّى هذَا ٱلْمَسْلَكَ وَتَسْتَمِرَّ فِيهِ».
اَلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ
١٢، ١٣ كَيْفَ أَعْرَبَ بَرْزِلَّايُ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ رَغْمَ ظُرُوفِهِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ؟
١٢ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَقْلُمَ مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلصِّحِّيَّةِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ هُوَ أَمْرٌ صَعْبٌ. وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ إِظْهَارُ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ رَغْمَ هذِهِ ٢ صموئيل ١٧:٢٧-٢٩؛ ١٩:٣١-٤٠.
ٱلظُّرُوفِ. وَبَرْزِلَّايُ ٱلْجِلْعَادِيُّ هُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. فَعِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ، أَظْهَرَ لِدَاوُدَ وَجَيْشِهِ حُسْنَ ٱلضِّيَافَةِ، إِذْ أَمَّنَ لَهُمُ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَأْوَى خِلَالَ ثَوْرَةِ أَبْشَالُومَ. كَمَا أَنَّهُ شَيَّعَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ حَتَّى نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ حِينَ كَانُوا عَائِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَقَدْ عَرَضَ عَلَيْهِ دَاوُدُ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ حَاشِيَتِهِ ٱلْمَلَكِيَّةِ. فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟ قَالَ لِدَاوُدَ: «أَنَا ٱلْيَوْمَ ٱبْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. فَهَلْ . . . يَسْتَطْعِمُ خَادِمُكَ بِمَا آكُلُ وَمَا أَشْرَبُ، أَوْ هَلْ مَا زِلْتُ قَادِرًا عَلَى ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى صَوْتِ ٱلْمُغَنِّينَ وَٱلْمُغَنِّيَاتِ؟ . . . هُوَذَا خَادِمُكَ كِمْهَامُ، لِيَعْبُرْ مَعَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ، وَٱصْنَعْ إِلَيْهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ». —١٣ فَرَغْمَ ظُرُوفِهِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ، قَامَ بَرْزِلَّايُ بِكُلِّ مَا فِي وُسْعِهِ لِدَعْمِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمُعَيَّنِ مِنْ يَهْوَه. وَلَمْ يَشْعُرْ بِٱلِٱسْتِيَاءِ لِأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَتَذَوَّقُ أَوْ يَسْمَعُ كَمَا كَانَ فِي ٱلسَّابِقِ. وَقَدْ أَظْهَرَ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ هُوَ حِينَ أَعْرَبَ عَنْ عَدَمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ وَأَوْصَى أَنْ يَنَالَ كِمْهَامُ ٱلْمَنْصِبَ ٱلَّذِي عَرَضَهُ دَاوُدُ عَلَيْهِ. عَلَى غِرَارِ بَرْزِلَّايَ، يُعْرِبُ مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ عَنِ ٱلسَّخَاءِ وَعَدَمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ. فَهُمْ يَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِدَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، عَالِمِينَ أَنَّهُ «بِذَبَائِحَ مِثْلِ هٰذِهِ يَرْضَى ٱللهُ». فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ يَكُونَ بَيْنَنَا أَشْخَاصٌ أَوْلِيَاءُ كَهؤُلَاءِ! — عبرانيين ١٣:١٦.
١٤ كَيْفَ تُعْطِي مَعْرِفَةُ عُمْرِ دَاوُدَ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٧:٢٣-٢٥ مَعْنًى أَكْبَرَ؟
١٤ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي دَاوُدَ؟ رَغْمَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ عِدَّةَ مَرَّاتٍ إِلَى مُوَاجَهَةِ ظُرُوفٍ مُتَغَيِّرَةٍ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، فَقَدْ بَقِيَ مُقْتَنِعًا أَنَّ عِنَايَةَ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ لَا تَتَغَيَّرُ. فَفِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ، نَظَمَ ٱلتَّرْنِيمَةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٣٧. تَخَيَّلْ دَاوُدَ وَهُوَ يَتَأَمَّلُ وَيَعْزِفُ عَلَى ٱلْقِيثَارَةِ وَيُرَنِّمُ: «يَهْوَهُ يُثَبِّتُ خُطُوَاتِ ٱلرَّجُلِ، وَبِطَرِيقِهِ يُسَرُّ. إِذَا سَقَطَ لَا يَنْطَرِحُ، لِأَنَّ يَهْوَهَ مُسْنِدٌ يَدَهُ. كُنْتُ فَتًى، وَقَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَرَ بَارًّا تُخُلِّيَ عَنْهُ، وَلَا نَسْلَهُ يَلْتَمِسُ خُبْزًا». (مزمور ٣٧:٢٣-٢٥) فَقَدْ رَأَى يَهْوَه مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ تَرِدَ فِي هذَا ٱلْمَزْمُورِ ٱلْمُوحَى بِهِ إِشَارَةٌ إِلَى عُمْرِ دَاوُدَ. فَذلِكَ يُعْطِي كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلصَّادِرَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ مَعْنًى أَكْبَرَ.
١٥ كَيْفَ رَسَمَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مِثَالًا رَائِعًا لِلْأَمَانَةِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ؟
١٥ اَلرَّسُولُ يُوحَنَّا هُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ آخَرُ لِلْأَمَانَةِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ وَٱلْعُمْرِ ٱلْمُتَقَدِّمِ. فَبَعْدَ خِدْمَةٍ دَامَتْ مَا يُقَارِبُ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً، نُفِيَ يُوحَنَّا إِلَى جَزِيرَةِ بَطْمُسَ ‹لِأَنَّهُ تَكَلَّمَ عَنِ ٱللهِ وَشَهِدَ لِيَسُوعَ›. (رؤيا ١:٩) لكِنَّ عَمَلَهُ لَمْ يَنْتَهِ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ. فَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ، دَوَّنَ كُلَّ كِتَابَاتِهِ ٱلَّتِي صَارَتْ جُزْءًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَعِنْدَمَا كَانَ فِي جَزِيرَةِ بَطْمُسَ، شَاهَدَ رُؤْيَا مُوحِيَةً بِٱلرَّهْبَةِ وَنَقَلَهَا بِدِقَّةٍ مُدَوِّنًا إِيَّاهَا فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا. (رؤيا ١:١، ٢) وَكَمَا يُعْتَقَدُ عُمُومًا، أُطْلِقَ سَرَاحُهُ بَعْدَئِذٍ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ ٱلرُّومَانِيِّ نِيرْڤَا. وَنَحْوَ سَنَةِ ٩٨ بم، حِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِعُمْرِ ٩٠ او ١٠٠ سَنَةٍ، كَتَبَ ٱلْإِنْجِيلَ وَٱلرَّسَائِلَ ٱلثَّلَاثَ ٱلَّتِي تَحْمِلُ ٱسْمَهُ.
سِجِلُّ ٱحْتِمَالٍ لَا يُمْحَى
١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلَّذِينَ أُصِيبُوا بِإِعَاقَةٍ فِي ٱلنُّطْقِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ تَعَبُّدِهِمْ لِيَهْوَه؟
١٦ قَدْ تَكُونُ لِلْقُدُرَاتِ ٱلْمَحْدُودَةِ أَشْكَالٌ عَدِيدَةٌ مزمور ١١٩:٩٧) وَيَهْوَه يَعْرِفُ ٱلَّذِينَ ‹يُفَكِّرُونَ فِي ٱسْمِهِ›، وَهُوَ يُدْرِكُ كَمْ هُمْ مُخْتَلِفُونَ عَنِ ٱلْأَغْلَبِيَّةِ ٱلسَّاحِقَةِ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلَّتِي لَا تَهْتَمُّ إِطْلَاقًا بِطُرُقِهِ. (ملاخي ٣:١٦؛ مزمور ١٠:٤) فَكَمْ هُوَ مُعَزٍّ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَه يُسَرُّ بِتَأَمُّلَاتِ قَلْبِنَا! — ١ اخبار الايام ٢٨:٩؛ مزمور ١٩:١٤.
وَدَرَجَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ. مَثَلًا، أُصِيبَ ٱلْبَعْضُ بِإِعَاقَةٍ فِي ٱلنُّطْقِ. وَلكِنْ رَغْمَ ذلِكَ، لَا يَزَالُونَ يُقَدِّرُونَ مَحَبَّةَ ٱللهِ وَلُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ نَحْوَهُمْ. وَمَعَ أَنَّ قُدْرَتَهُمْ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ بِٱلْكَلَامِ بَاتَتْ مَحْدُودَةً، فَهُمْ يَقُولُونَ لِيَهْوَه فِي قُلُوبِهِمْ: «كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ! اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي». (١٧ أَيُّ أَمْرٍ فَرِيدٍ حَقَّقَهُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ؟
١٧ لَا يُمْكِنُ ٱلْإِنْكَارُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ مُنْذُ عُقُودٍ حَقَّقُوا أَمْرًا فَرِيدًا لَا يُمْكِنُ تَحْقِيقُهُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى: سِجِلُّ ٱحْتِمَالٍ لَا يُمْحَى. قَالَ يَسُوعُ: «بِٱحْتِمَالِكُمْ تَقْتَنُونَ نُفُوسَكُمْ». (لوقا ٢١:١٩) فَٱلِٱحْتِمَالُ ضَرُورِيٌّ لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَزَالُونَ ‹يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ ٱللهِ› وَيُبَرْهِنُونَ عَنْ وَلَائِهِمْ مِنْ خِلَالِ مَسْلَكِ حَيَاتِهِمْ، يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَرْجُوا ‹نَيْلَ إِتْمَامِ ٱلْوَعْدِ›. — عبرانيين ١٠:٣٦.
١٨ (أ) أَيُّ أَمْرٍ يُسَرُّ يَهْوَه أَنْ يَرَى ٱلْمُسِنِّينَ يَقُومُونَ بِهِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ يُقَدِّرُ يَهْوَه خِدْمَتَكَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ مَهْمَا كَانَ مِقْدَارُ مَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ. وَرَغْمَ ٱلتَّغَيُّرَاتِ ٱلَّتِي تَحْدُثُ ‹لِلْإِنْسَانِ ٱلْخَارِجِيِّ› نَتِيجَةَ ٱلشَّيْخُوخَةِ، فَإِنَّ ‹ٱلْإِنْسَانَ ٱلدَّاخِلِيَّ› يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. (٢ كورنثوس ٤:١٦) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ مَا أَنْجَزْتَهُ فِي ٱلسَّابِقِ، لكِنَّهُ دُونَ شَكٍّ يُقَدِّرُ أَيْضًا مَا تَفْعَلُهُ ٱلْآنَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ. (عبرانيين ٦:١٠) وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ سَنُنَاقِشُ ٱلْفَوَائِدَ ٱلْبَعِيدَةَ ٱلْمَدَى لِهذِهِ ٱلْأَمَانَةِ.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• أَيُّ مِثَالٍ رَائِعٍ رَسَمَتْهُ حَنَّةُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْيَوْمَ؟
• لِمَاذَا ٱلتَّقَدُّمُ فِي ٱلْعُمْرِ لَا يُعِيقُ بِٱلضَّرُورَةِ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْجِزَهُ ٱلْمَرْءُ؟
• كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمُسِنِّينَ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ؟
• كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَه إِلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا ٱلْمُسِنُّونَ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٣]
مَيَّزَ دَانِيَالُ ٱلْمُسِنُّ مِنَ «ٱلْكُتُبِ» مُدَّةَ سَبْيِ يَهُوذَا
[الصور في الصفحة ٢٥]
مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ هُمْ مِثَالِيُّونَ فِي حُضُورِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ، كِرَازَتِهِمْ بِغَيْرَةٍ، وَتَوْقِهِمْ لِلتَّعَلُّمِ