الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مصنوعون ‹بطريقة تثير العجب›‏

مصنوعون ‹بطريقة تثير العجب›‏

مَصْنُوعُونَ ‹بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلْعَجَبَ›‏

‏«صُنِعْتُ بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلرَّهْبَةَ وَٱلْعَجَبَ».‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١٤‏.‏

١ لِمَاذَا يَنْسُبُ أَشْخَاصٌ مَنْطِقِيُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْفَضْلَ إِلَى ٱللهِ فِي إِبْدَاعِ ٱلرَّوَائِعِ ٱلَّتِي تَزْخَرُ بِهَا ٱلْأَرْضُ؟‏

تَزْخَرُ ٱلطَّبِيعَةُ بِمَخْلُوقَاتٍ رَائِعَةٍ تُثِيرُ ٱلْعَجَبَ.‏ فَكَيْفَ أَتَتْ هذِهِ ٱلْمَخْلُوقَاتُ إِلَى ٱلْوُجُودِ؟‏ يُسْقِطُ ٱلْبَعْضُ مِنْ حِسَابَاتِهِمْ وُجُودَ خَالِقٍ ذَكِيٍّ.‏ أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فَيَعْتَبِرُ أَنَّ ٱلرَّفْضَ ٱلِٱعْتِبَاطِيَّ لِفِكْرَةِ وُجُودِ خَالِقٍ يُعِيقُنَا عَنْ فَهْمِ ٱلطَّبِيعَةِ.‏ فَهُمْ يَعْتَبِرُونَ أَنَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْأَرْضِيَّةَ مُتَنَوِّعَةٌ وَبَالِغَةُ ٱلتَّعْقِيدِ وَٱلرَّوْعَةِ بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ قَدْ وُجِدَتْ بِٱلصِّدْفَةِ.‏ وَفِي رَأْيِ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ بَعْضُ ٱلْعُلَمَاءِ،‏ تُظْهِرُ ٱلْأَدِلَّةُ أَنَّ صَانِعًا حَكِيمًا وَقَدِيرًا وَخَيِّرًا قَدْ أَبْدَعَ هذَا ٱلْكَوْنَ.‏ *

٢ مَاذَا دَفَعَ دَاوُدَ إِلَى تَسْبِيحِ يَهْوَه؟‏

٢ كَانَ دَاوُدُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ مُقْتَنِعًا أَنَّ هُنَالِكَ صَانِعًا يَسْتَحِقُّ ٱلتَّسْبِيحَ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ عَاشَ قَبْلَ زَمَنٍ طَوِيلٍ مِنْ عَصْرِنَا ٱلْعِلْمِيِّ هذَا،‏ فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّهُ مُحَاطٌ بِٱلْكَثِيرِ مِنْ أَعْمَالِ ٱللهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ ٱلرَّائِعَةِ.‏ فَمُجَرَّدُ ٱلتَّأَمُّلِ فِي جَسَدِهِ كَانَ سَيَمْلَأُهُ رَهْبَةً مِنْ قُدْرَةِ ٱللهِ عَلَى ٱلْإِبْدَاعِ.‏ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «أَحْمَدُكَ لِأَنِّي صُنِعْتُ بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلرَّهْبَةَ وَٱلْعَجَبَ.‏ عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ،‏ وَنَفْسِي تَعْلَمُ ذٰلِكَ يَقِينًا».‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١٤‏.‏

٣،‏ ٤ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَتَأَمَّلَ كُلٌّ مِنَّا مَلِيًّا فِي أَعْمَالِ يَهْوَه؟‏

٣ وَٱقْتِنَاعُ دَاوُدَ ٱلرَّاسِخُ هذَا كَانَ نَابِعًا مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ مَلِيًّا فِي أَعْمَالِ يَهْوَه.‏ فِي أَيَّامِنَا،‏ تُمْطِرُنَا ٱلْمَنَاهِجُ ٱلدِّرَاسِيَّةُ وَوَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ بِنَظَرِيَّاتٍ تُقَوِّضُ ٱلْإِيمَانَ عَنْ أَصْلِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ لِذَا لِكَيْ نَمْتَلِكَ إِيمَانًا كَإِيمَانِ دَاوُدَ،‏ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ مَلِيًّا فِي هذِهِ ٱلْأَعْمَالِ.‏ فَلَا يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَدَعَ ٱلْآخَرِينَ يُفَكِّرُونَ عَنَّا،‏ وَخُصُوصًا فِي قَضَايَا جَوْهَرِيَّةٍ مِثْلِ وُجُودِ خَالِقٍ وَٱلدَّوْرِ ٱلَّذِي يَلْعَبُهُ.‏

٤ كَمَا أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ يُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لَهُ وَيَزِيدُ ثِقَتَنَا بِوُعُودِهِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ،‏ مِمَّا يَدْفَعُنَا أَنْ نُوَثِّقَ مَعْرِفَتَنَا بِهِ وَنَخْدُمَهُ.‏ فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ كَيْفَ يُثْبِتُ ٱلْعِلْمُ ٱلْحَدِيثُ ٱسْتِنْتَاجَ دَاوُدَ أَنَّنَا صُنِعْنَا ‹بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلْعَجَبَ›.‏

نُمُوُّنَا ٱلْجَسَدِيُّ ٱلرَّائِعُ

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كَيْفَ تَكَوَّنَتْ حَيَاةُ كُلٍّ مِنَّا؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ دَوْرُ ٱلْكُلْيَتَيْنِ؟‏

٥ ‏«أَنْتَ كَوَّنْتَ كُلْيَتَيَّ،‏ حَجَبْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي».‏ ‏(‏مزمور ١٣٩:‏١٣‏)‏ لَقَدْ تَكَوَّنَتْ حَيَاةُ كُلٍّ مِنَّا دَاخِلَ رَحِمِ أُمِّهِ كَخَلِيَّةٍ وَاحِدَةٍ أَصْغَرَ مِنَ ٱلنُّقْطَةِ ٱلَّتِي فِي آخِرِ هذِهِ ٱلْجُمْلَةِ.‏ وَهذِهِ ٱلْخَلِيَّةُ ٱلْمِجْهَرِيَّةُ ٱلْبَالِغَةُ ٱلتَّعْقِيدِ ٱلَّتِي تُشْبِهُ مُخْتَبَرًا كِيمْيَائِيًّا مُصَغَّرًا تَكَاثَرَتْ بِسُرْعَةٍ.‏ فَبِحُلُولِ نِهَايَةِ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي،‏ كَانَتْ أَعْضَاؤُكَ ٱلرَّئِيسِيَّةُ،‏ بِمَا فِيهَا كُلْيَتَاكَ،‏ قَدْ تَشَكَّلَتْ.‏ وَعِنْدَمَا وُلِدْتَ،‏ كَانَتْ هَاتَانِ ٱلْكُلْيَتَانِ جَاهِزَتَيْنِ لِلِٱبْتِدَاءِ بِتَنْقِيَةِ دَمِكَ،‏ وَذلِكَ بِٱلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلسُّمُومِ وَٱلْمَاءِ ٱلزَّائِدِ وَٱلِٱحْتِفَاظِ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ بِٱلْمَوَادِّ ٱلْمُفِيدَةِ.‏ فَٱلْكُلْيَتَانِ ٱلسَّلِيمَتَانِ لَدَى ٱلشَّخْصِ ٱلْبَالِغِ تُصَفِّيَانِ كُلَّ ٤٥ دَقِيقَةً ٱلْمَزِيجَ ٱلْمَائِيَّ فِي ٱلدَّمِ ٱلَّذِي يَبْلُغُ حَجْمُهُ نَحْوَ خَمْسَةِ لِيتْرَاتٍ.‏

٦ وَتُسَاهِمُ كُلْيَتَاكَ أَيْضًا فِي ضَبْطِ نِسْبَةِ ٱلْمَعَادِنِ فِي دَمِكَ،‏ وَكَذلِكَ فِي ٱلتَّحَكُّمِ بِضَغْطِ ٱلدَّمِ وَحُمُوضَتِهِ.‏ كَمَا أَنَّهُمَا تُنْجِزَانِ وَظَائِفَ حَيَوِيَّةً أُخْرَى،‏ مِثْلَ تَحْوِيلِ ٱلْفِيتَامِين د إِلَى شَكْلٍ آخَرَ ضَرُورِيٍّ لِلنُّمُوِّ ٱلسَّلِيمِ لِلْعِظَامِ وَإِنْتَاجِ هُرْمُونِ ٱلْأَرِيتْرُوپُويْتِينِ،‏ ٱلَّذِي يَحْفِزُ نِقْيَ ٱلْعَظْمِ عَلَى إِنْتَاجِ كُرَيَّاتِ ٱلدَّمِ ٱلْحَمْرَاءِ.‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ تُدْعَى ٱلْكُلْيَتَانِ «كِيمْيَائِيَّيِ ٱلْجِسْمِ ٱلرَّئِيسِيَّيْنِ».‏ *

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ كَيْفَ يَنْمُو ٱلْجَنِينُ دَاخِلَ ٱلرَّحِمِ؟‏ (‏ب)‏ بِأَيِّ مَعْنًى ‹يُنسَجُ ٱلْجَنِينُ فِي أَسَافِلِ ٱلْأَرْضِ›؟‏

٧ ‏«لَمْ تَخْفَ عَنْكَ عِظَامِي حِينَ صُنِعْتُ فِي ٱلْخَفَاءِ،‏ حِينَ نُسِجْتُ فِي أَسَافِلِ ٱلْأَرْضِ».‏ ‏(‏مزمور ١٣٩:‏١٥‏)‏ لَقَدِ ٱنْقَسَمَتِ ٱلْخَلِيَّةُ ٱلْأَصْلِيَّةُ ٱلَّتِي تَكَوَّنْتَ مِنْهَا إِلَى خَلَايَا جَدِيدَةٍ.‏ وَفِيمَا ٱسْتَمَرَّتْ هذِهِ ٱلْخَلَايَا فِي ٱلِٱنْقِسَامِ،‏ سُرْعَانَ مَا تَخَصَّصَتْ (‏أَيْ تَمَيَّزَتْ)‏ لِتُصْبِحَ خَلَايَا عَصَبِيَّةً،‏ عَضَلِيَّةً،‏ جِلْدِيَّةً وَهَلُمَّ جَرًّا.‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ ٱجْتَمَعَتِ ٱلْخَلَايَا ٱلْمُتَمَاثِلَةُ بَعْضُهَا مَعَ بَعْضٍ لِتُؤَلِّفَ أَنْسِجَةً ثُمَّ أَعْضَاءً.‏ مَثَلًا خِلَالَ ٱلْأُسْبُوعِ ٱلثَّالِثِ مِنَ ٱلْحَمْلِ،‏ ٱبْتَدَأَ هَيْكَلُكَ ٱلْعَظْمِيُّ بِٱلتَّشَكُّلِ.‏ وَعِنْدَمَا أَتْمَمْتَ أُسْبُوعَكَ ٱلسَّابِعَ (‏حِينَ لَمْ يَكُنْ طُولُكَ يَتَعَدَّى سَنْتِيمِتْرَيْنِ وَنِصْفًا تَقْرِيبًا)‏،‏ كَانَ قَدْ تَكَوَّنَ شَكْلٌ بِدَائِيٌّ غُضْرُوفِيٌّ لِلْعِظَامِ الـ‍ ٢٠٦ كُلِّهَا ٱلْمَوْجُودَةِ فِي جِسْمِ ٱلشَّخْصِ ٱلْبَالِغِ.‏

٨ وَهذَا ٱلنُّمُوُّ ٱلْمُدْهِشُ حَدَثَ دَاخِلَ رَحِمِ أُمِّكَ «فِي ٱلْخَفَاءِ»،‏ أَيْ بِمَنْأًى عَنْ أَنْظَارِ ٱلنَّاسِ،‏ كَمَا لَوْ أَنَّهُ فِي أَعْمَاقِ ٱلْأَرْضِ.‏ فَٱلْكَثِيرُ مِمَّا يَحْدُثُ خِلَال هذِهِ ٱلْعَمَلِيَّةِ لَا يَزَالُ لُغْزًا يَعْجَزُ ٱلْبَشَرُ عَنْ حَلِّهِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ مَنْ يَعْرِفُ مَاذَا جَعَلَ مُوَرِّثَاتٍ مُعَيَّنَةً تَحُثُّ خَلَايَاكَ عَلَى ٱلْبَدْءِ بِٱلتَّجَمُّعِ وَتَشْكِيلِ مُخْتَلِفِ أَعْضَاءِ جِسْمِكَ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعِلْمَ قَدْ يَكْتَشِفُ ٱلْجَوَابَ فِي وَقْتٍ مَا،‏ لكِنَّ صَانِعَنَا يَهْوَه كَانَ يَعْرِفُهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ،‏ كَمَا يَذْكُرُ دَاوُدُ فِي ٱلْعَدَدِ ٱلتَّالِي.‏

٩،‏ ١٠ بِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ أَعْضَاءُ ٱلْجَنِينِ ‹مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ› ٱللهِ؟‏

٩ ‏«رَأَتْنِي عَيْنَاكَ وَأَنَا جَنِينٌ،‏ وَفِي سِفْرِكَ كُلُّ أَعْضَائِي كُتِبَتْ،‏ يَوْمَ صُوِّرَتْ إِذْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهَا بَعْدُ».‏ ‏(‏مزمور ١٣٩:‏١٦‏)‏ كَانَتِ ٱلْخَلِيَّةُ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي تَكَوَّنْتَ مِنْهَا تَحْتَوِي عَلَى ٱلتَّصْمِيمِ ٱلْكَامِلِ لِكُلِّ جِسْمِكَ.‏ وَبِنَاءً عَلَى هذَا ٱلتَّصْمِيمِ،‏ أَخَذْتَ فِي ٱلنُّمُوِّ خِلَالَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ فِي رَحِمِ أُمِّكَ قَبْلَ ٱلْوِلَادَةِ،‏ ثُمَّ خَلَالَ أَكْثَرَ مِنْ عَقْدَيْنِ حَتَّى سِنِّ ٱلْبُلُوغِ.‏ فِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ مَرَّ جِسْمُكَ بِمَرَاحِلَ عِدَّةٍ،‏ كُلُّهَا تُوَجِّهُهَا ٱلْمَعْلُومَاتُ ٱلْمُبَرْمَجَةُ فِي ٱلْخَلِيَّةِ ٱلْأَصْلِيَّةِ.‏

١٠ مَعَ أَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا عَنِ ٱلْخَلَايَا وَٱلْمُوَرِّثَاتِ وَلَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ مِجْهَرٌ،‏ فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ نُمُوَّ جِسْمِهِ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى تَخْطِيطٍ مُسْبَقٍ.‏ وَلَرُبَّمَا كَانَتْ لَدَيْهِ بَعْضُ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنْ نُمُوِّ ٱلْجَنِينِ،‏ لِذلِكَ تَمَكَّنَ مِنَ ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ كُلَّ خُطْوَةٍ يَنْبَغِي أَنْ تَجْرِيَ وَفْقَ مُخَطَّطٍ وَجَدْوَلٍ زَمَنِيٍّ مُسْبَقَيْنِ.‏ وَقَدْ وَصَفَ هذَا ٱلْمُخَطَّطَ بِلُغَةٍ شِعْرِيَّةٍ،‏ قَائِلًا إِنَّهُ ‹مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ› ٱللهِ.‏

١١ مَاذَا يُحَدِّدُ خَصَائِصَنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ؟‏

١١ مِنَ ٱلْمَعْرُوفِ ٱلْيَوْمَ أَنَّ ٱلْمُوَرِّثَاتِ هِيَ مَا يُحَدِّدُ ٱلْخَصَائِصَ ٱلْجَسَدِيَّةَ ٱلَّتِي يَرِثُهَا ٱلْمَرْءُ عَنْ وَالِدَيْهِ وَأَسْلَافِهِ —‏ مِثْلَ ٱلطُّولِ،‏ مَلَامِحِ ٱلْوَجْهِ،‏ لَوْنِ ٱلْعَيْنَيْنِ وَٱلشَّعْرِ،‏ وَآلَافِ ٱلْمُمَيِّزَاتِ ٱلْأُخْرَى.‏ فَكُلُّ خَلِيَّةٍ مِنْ خَلَايَاكَ تَتَضَمَّنُ عَشَرَاتِ آلَافِ ٱلْمُوَرِّثَاتِ،‏ وَكُلُّ مُوَرِّثَةٍ هِيَ جُزْءٌ مِنْ سِلْسِلَةٍ طَوِيلَةٍ مُؤَلَّفَةٍ مِنَ ٱلدَّنَا ‏A‏N‏D‏ (‏ٱلْحَمْضِ ٱلرِّيبِيِّ ٱلنَّوَوِيِّ ٱلْمَنْقُوصِ ٱلْأُكْسِجِين)‏.‏ وَهُنَالِكَ إِرْشَادَاتٌ لِكَيْفِيَّةِ نُمُوِّ جِسْمِكَ ‹مَكْتُوبَةٌ› فِي تَرْكِيبِ ٱلدَّنَا ٱلْكِيمْيَائِيِّ.‏ فَكُلَّ مَرَّةٍ تَنْقَسِمُ خَلَايَاكَ لِتَشْكِيلِ خَلَايَا جَدِيدَةٍ أَوْ لِٱسْتِبْدَالِ ٱلْخَلَايَا ٱلْقَدِيمَةِ،‏ يَنْقُلُ ٱلدَّنَا هذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتِ.‏ وَهكَذَا تَبْقَى عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ دُونَ أَنْ تَتَغَيَّرَ خَصَائِصُكَ ٱلْجَسَدِيَّةُ.‏ فَمَا أَرْوَعَ هذَا ٱلْمِثَالَ لِقُدْرَةِ صَانِعِنَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَحِكْمَتِهِ!‏

عَقْلُنَا ٱلْفَرِيدُ مِنْ نَوْعِهِ

١٢ مَاذَا يُمَيِّزُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ ٱلْبَشَرَ عَنِ ٱلْحَيَوَانَاتِ؟‏

١٢ ‏«مَا أَكْرَمَ أَفْكَارَكَ عِنْدِي،‏ وَمَا أَكْثَرَ جُمْلَتَهَا يَا اَللهُ!‏ إِنْ أُحْصِهَا،‏ فَهِيَ أَكْثَرُ مِنَ ٱلرَّمْلِ.‏ اِسْتَيْقَظْتُ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكَ».‏ ‏(‏مزمور ١٣٩:‏١٧،‏ ١٨أ‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْحَيَوَانَاتِ هِيَ أَيْضًا مَصْنُوعَةٌ بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلْعَجَبَ،‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهَا لَدَيْهِ حَوَاسُّ وَقُدُرَاتٌ تَفُوقُ تِلْكَ ٱلَّتِي لِلْبَشَرِ،‏ لكِنَّ ٱللهَ مَنَحَ ٱلْبَشَرَ قُدُرَاتٍ عَقْلِيَّةً تَسْمُو عَلَى قُدُرَاتِ أَيِّ حَيَوَانٍ.‏ يَذْكُرُ أَحَدُ ٱلْكُتُبِ ٱلْعِلْمِيَّةِ:‏ «رَغْمَ تَشَابُهِنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ مَعَ ٱلْأَنْوَاعِ ٱلْأُخْرَى،‏ فَنَحْنُ مُتَفَرِّدُونَ بَيْنَ أَشْكَالِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأُخْرَى عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي قُدْرَتِنَا عَلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱللُّغَةِ وَٱلتَّفْكِيرِ .‏ .‏ .‏ كَمَا أَنَّنَا مُتَفَرِّدُونَ فِي فُضُولِنَا ٱلشَّدِيدِ بِشَأْنِ أَنْفُسِنَا:‏ كَيْفَ صُمِّمَ جِسْمُنَا؟‏ وَكَيْفَ تَكَوَّنَّا؟‏».‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ دَاوُدَ تَأَمَّلَ فِي أَسْئِلَةٍ كَهذِهِ.‏

١٣ (‏أ)‏ مَاذَا سَاعَدَ دَاوُدَ عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي أَفْكَارِ ٱللهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِ دَاوُدَ؟‏

١٣ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّنَا مُتَفَرِّدُونَ فِي قُدْرَتِنَا عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي أَفْكَارِ ٱللهِ،‏ أَمْرٌ لَا تَسْتَطِيعُ ٱلْحَيَوَانَاتُ ٱلْقِيَامَ بِهِ.‏ * وَهذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ ٱلرَّائِعَةِ هِيَ أَحَدُ ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي صُنِعْنَا فِيهَا «عَلَى صُورَةِ ٱللهِ».‏ (‏تكوين ١:‏٢٧‏)‏ وَدَاوُدُ ٱسْتَفَادَ مِنْ هذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ.‏ فَقَدْ تَأَمَّلَ فِي ٱلْأَدِلَّةِ عَلَى وُجُودِ ٱللهِ وَعَلَى صِفَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي تَظْهَرُ مِنْ خِلَالِ خَلِيقَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ.‏ كَمَا كَانَ لَدَيْهِ أَيْضًا عَدَدٌ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي كَشَفَ فِيهَا ٱللهُ مَعْلُومَاتٍ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ أَعْمَالِهِ.‏ وَهذِهِ ٱلْكِتَابَاتُ ٱلْمُقَدَّسَةُ سَاعَدَتْهُ عَلَى فَهْمِ أَفْكَارِ ٱللهِ،‏ شَخْصِيَّتِهِ،‏ وَقَصْدِهِ.‏ وَقَدْ دَفَعَهُ ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ وَٱلْخَلِيقَةِ،‏ وَتَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَهُ إِلَى تَسْبِيحِ صَانِعِهِ.‏

مَا يَشْمُلُهُ ٱلْإِيمَانُ

١٤ لِمَاذَا لَيْسَ ضَرُورِيًّا أَنْ نَعْرِفَ كُلَّ شَيْءٍ عَنِ ٱللهِ لِكَيْ نُنَمِّيَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ؟‏

١٤ كُلَّمَا تَأَمَّلَ دَاوُدُ فِي ٱلْخَلِيقَةِ وَٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ ٱزْدَادَ ٱقْتِنَاعًا أَنَّهُ لَنْ يُدْرِكَ كَامِلًا مَدَى مَعْرِفَةِ ٱللهِ وَقُدْرَتِهِ.‏ (‏مزمور ١٣٩:‏٦‏)‏ وَيَصِحُّ هذَا فِينَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ فَلَنْ نَفْهَمَ كَامِلًا كُلَّ شَيْءٍ عَنْ أَعْمَالِ ٱللهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ.‏ (‏جامعة ٣:‏١١؛‏ ٨:‏١٧‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱللهَ «أَظْهَرَ» مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ مِنْ خِلَالِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلطَّبِيعَةِ بِحَيْثُ يَتَمَكَّنُ طَالِبُو ٱلْحَقِّ فِي أَيِّ عَصْرٍ كَانَ مِنْ تَنْمِيَةِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَدِلَّةِ.‏ —‏ روما ١:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ عبرانيين ١١:‏١،‏ ٣‏.‏

١٥ أَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ مَا ٱرْتِبَاطُ ٱلْإِيمَانِ بِعَلَاقَتِنَا بِٱللهِ؟‏

١٥ لَا يَقْتَصِرُ ٱلْإِيمَانَ عَلَى مُجَرَّدِ ٱلِٱعْتِرَافِ بِأَنَّ خَالِقًا ذَكِيًّا هُوَ مَصْدَرُ ٱلْحَيَاةِ وَٱلْكَوْنِ.‏ فَهُوَ يَشْمُلُ أَيْضًا ٱلثِّقَةَ بِيَهْوَه ٱللهِ كَإِلهٍ يُرِيدُ أَنْ نَتَعَرَّفَ بِهِ وَأَنْ نُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِهِ.‏ (‏يعقوب ٤:‏٨‏)‏ وَيُمْكِنُ تَشْبِيهُ هذِهِ ٱلثِّقَةِ بِثِقَتِكَ بِأَبِيكَ ٱلْمُحِبِّ.‏ فَإِذَا شَكَّكَ أَحَدٌ فِي مُسَاعَدَةِ أَبِيكَ لَكَ عِنْدَمَا تَمُرُّ بِمِحْنَةٍ،‏ فَقَدْ لَا تَسْتَطِيعُ إِقْنَاعَهُ بِأَنَّ أَبَاكَ جَدِيرٌ بِٱلثِّقَةِ.‏ وَلكِنَّكَ سَتَكُونُ وَاثِقًا أَنَّ أَبَاكَ لَنْ يَخْذُلَكَ لِأَنَّكَ لَمَسْتَ لَمْسَ ٱلْيَدِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى أَنَّهُ شَخْصٌ مُحِبُّ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِنَّ ٱلتَّعَرُّفَ بِيَهْوَه مِنْ خِلَالِ دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ وَٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلْخَلِيقَةِ،‏ وَلَمْسَ مُسَاعَدَتِهِ ٱسْتِجَابَةً لِصَلَوَاتِنَا يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلثِّقَةِ بِهِ.‏ وَهذَا مَا يَجْعَلُنَا نَرْغَبُ فِي ٱلتَّعَلُّمِ عَنْهُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَتَسْبِيحِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّعَبُّدِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّيْنِ.‏ وَهذَا هُوَ أَنْبَلُ هَدَفٍ يُمْكِنُ أَنْ يَسْعَى إِلَيْهِ أَيُّ شَخْصٍ.‏ —‏ افسس ٥:‏١،‏ ٢‏.‏

اُطْلُبْ إِرْشَادَ صَانِعِنَا

١٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ عَلَاقَةِ دَاوُدَ ٱللَّصِيقَةِ بِيَهْوَه؟‏

١٦ ‏«اِخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ،‏ وَٱعْرِفْ قَلْبِي.‏ اِمْتَحِنِّي وَٱعْرِفْ هُمُومِي،‏ وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ مُكَدِّرٌ،‏ وَٱهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا».‏ ‏(‏مزمور ١٣٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ كَانَ دَاوُدُ يُدْرِكُ أَنَّ يَهْوَه يَعْرِفُهُ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ،‏ إِذْ إِنَّهُ قَادِرٌ عَلَى مَعْرِفَةِ كُلِّ مَا يُفَكِّرُ فِيهِ،‏ يَقُولُهُ،‏ أَوْ يَفْعَلُهُ.‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١-‏١٢؛‏ عبرانيين ٤:‏١٣‏)‏ وَمَعْرِفَةُ يَهْوَه ٱلْعَمِيقَةُ لَهُ جَعَلَتْهُ يَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ،‏ تَمَامًا كَمَا يَشْعُرُ ٱلْوَلَدُ ٱلصَّغِيرُ بَيْنَ أَحْضَانِ وَالِدَيْهِ ٱلْمُحِبَّيْنِ.‏ وَقَدْ قَدَّرَ دَاوُدُ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةَ ٱللَّصِيقَةَ بِيَهْوَه وَسَعَى إِلَى ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا بِوَاسِطَةِ ٱلتَّأَمُّلِ مَلِيًّا فِي أَعْمَالِ يَهْوَه وَٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ فَإِنَّ ٱلْكَثِيرَ مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ —‏ بِمَا فِيهَا ٱلْمَزْمُورُ ١٣٩ —‏ هُوَ مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسِ صَلَوَاتٌ تُرَافِقُهَا ٱلْمُوسِيقَى.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ وَٱلصَّلَاةُ عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه.‏

١٧ (‏أ)‏ لِمَاذَا طَلَبَ دَاوُدُ مِنْ يَهْوَه أَنْ يَمْتَحِنَ قَلْبَهُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُؤَثِّرُ طَرِيقَةُ مُمَارَسَتِنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ فِي حَيَاتِنَا؟‏

١٧ بِمَا أَنَّ ٱللهَ صَنَعَنَا عَلَى صُورَتِهِ،‏ فَقَدْ مَنَحَنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ.‏ فَيُمْكِنُنَا أَنْ نَخْتَارَ إِمَّا صُنْعَ ٱلْخَيْرِ أَوِ ٱلشَّرِّ.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْحُرِّيَّةَ تُلْقِي عَلَيْنَا مَسْؤُولِيَّةً أَدَبِيَّةً.‏ فَدَاوُدُ مَثَلًا لَمْ يَرْغَبْ أَنْ يُصَنَّفَ مَعَ ٱلْأَشْرَارِ.‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٩-‏٢٢‏)‏ بَلْ أَرَادَ أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱرْتِكَابَ أَخْطَاءٍ فَادِحَةٍ.‏ لِذلِكَ حِينَ تَأَمَّلَ فِي مَعْرِفَةِ يَهْوَه ٱلشَّامِلَةِ،‏ طَلَبَ مِنْهُ بِتَوَاضُعٍ أَنْ يَمْتَحِنَهُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَيَهْدِيَهُ ٱلطَّرِيقَ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ وَمَقَايِيسُ ٱللهِ ٱلْأَدَبِيَّةُ ٱلْبَارَّةُ تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْجَمِيعِ،‏ لِذَا عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَقُومَ بِٱلْخِيَارِ ٱلصَّائِبِ.‏ وَيَهْوَه يَحُثُّنَا جَمِيعًا أَنْ نُطِيعَهُ.‏ وَهكَذَا نَنَالُ رِضَاهُ وَنَحْصُدُ فَوَائِدَ جَمَّةً.‏ (‏يوحنا ١٢:‏٥٠؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٨‏)‏ فَٱلسَّيْرُ مَعَ يَهْوَه يَوْمِيًّا يَمْنَحُنَا ٱلسَّلَامَ ٱلدَّاخِلِيَّ،‏ حَتَّى عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمَصَاعِبَ.‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

اِتَّبِعِ ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي صَنَعَنَا

١٨ مَاذَا ٱسْتَنْتَجَ دَاوُدُ مِنْ تَأَمُّلِهِ فِي ٱلْخَلِيقَةِ؟‏

١٨ كَانَ دَاوُدُ يَقْضِي وَقْتًا كَبِيرًا خِلَالَ حَدَاثَتِهِ فِي رِعَايَةِ ٱلْخِرَافِ.‏ وَفِيمَا كَانَتِ ٱلْخِرَافُ تَخْفِضُ رَأْسَهَا لِتَرْعَى،‏ كَانَ دَاوُدُ يَرْفَعُ عَيْنَيْهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ وَفِي عَتَمَةِ ٱلْمَسَاءِ،‏ كَانَ يَتَأَمَّلُ فِي عَظَمَةِ ٱلْكَوْنِ وَمَا يَعْنِيهِ كُلُّ ذلِكَ.‏ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «اَلسَّمٰوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللهِ،‏ وَٱلْجَلَدُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.‏ يَوْمٌ فَيَوْمٌ يُفِيضُ كَلَامًا،‏ وَلَيْلٌ فَلَيْلٌ يُبْدِي مَعْرِفَةً».‏ (‏مزمور ١٩:‏١،‏ ٢‏)‏ فَقَدِ ٱسْتَنْتَجَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلْبَحْثَ عَنِ ٱلْإِلهِ ٱلَّذِي خَلَقَ كُلَّ هذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلرَّائِعَةِ وَٱتِّبَاعَهُ.‏ نَحْنُ أَيْضًا عَلَيْنَا فِعْلُ ٱلْأَمْرِ نَفْسِهِ.‏

١٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ،‏ صِغَارًا وَكِبَارًا،‏ مِنْ كَوْنِنَا صُنِعْنَا ‹بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلْعَجَبَ‏›؟‏

١٩ حَقًّا،‏ رَسَمَ دَاوُدُ مِثَالًا رَائِعًا!‏ فَٱلْمَشُورَةُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱبْنُهُ سُلَيْمَانُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ ٱنْطَبَقَتْ عَلَيْهِ:‏ «اُذْكُرْ خَالِقَكَ ٱلْعَظِيمَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ .‏ .‏ .‏ خَفِ ٱللهَ وَٱحْفَظْ وَصَايَاهُ؛‏ لِأَنَّ هٰذَا هُوَ وَاجِبُ ٱلْإِنْسَانِ».‏ (‏جامعة ١٢:‏١،‏ ١٣‏)‏ فَقَدْ أَدْرَكَ دَاوُدُ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ أَنَّهُ صُنِعَ ‹بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلْعَجَبَ‏›‏‏.‏ وَعَيْشُهُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هذِهِ ٱلْمَعْرِفَةِ جَلَبَ لَهُ فَوَائِدَ كَبِيرَةً خِلَالَ حَيَاتِهِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ ٱلصِّغَارُ وَٱلْكِبَارُ عَلَى ٱلسَّوَاءِ،‏ سَتَكُونُ حَيَاتُنَا ٱلْحَاضِرَةُ وَٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةُ سَعِيدَةً إِذَا سَبَّحْنَا خَالِقَنَا ٱلْعَظِيمَ وَخَدَمْنَاهُ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَعِدُ ٱلَّذِينَ يَبْقَوْنَ قَرِيبِينَ إِلَى يَهْوَه وَيَعِيشُونَ بِمُقْتَضَى طُرُقِهِ ٱلْبَارَّةِ:‏ «أَيْضًا فِي ٱلْمَشِيبِ يَزْدَهِرُونَ،‏ سِمَانًا وَغِضَاضًا يَكُونُونَ،‏ لِيُخْبِرُوا بِأَنَّ يَهْوَهَ مُسْتَقِيمٌ».‏ (‏مزمور ٩٢:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَسَيَكُونُ لَدَيْنَا أَيْضًا رَجَاءُ ٱلتَّمَتُّعِ إِلَى ٱلْأَبَدِ بِأَعْمَالِ صَانِعِنَا ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي تُثِيرُ ٱلْعَجَبَ.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 1‏ انظر عدد ٢٢ حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠٤ من مجلة استيقظ!‏‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

^ ‎الفقرة 6‏ انظر ايضا مقالة «‏كُلْيَتَاكُمْ —‏ مُرَشِّحٌ لِدَعْمِ ٱلْحَيَاةِ‏» في مجلة استيقظ!‏،‏ عدد ٨ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٩٧.‏

^ ‎الفقرة 13‏ عَلَى مَا يَبْدُو،‏ تَعْنِي كَلِمَاتُ دَاوُدَ فِي المزمور ١٣٩:‏١٨ب أَنَّهُ إِذَا أَحْصَى دَاوُدُ أَفْكَارَ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ حَتَّى يَغْفُوَ لَيْلًا،‏ فَسَتَظَلُّ هُنَالِكَ أُمُورٌ أُخْرَى كَثِيرَةٌ لِيُحْصِيَهَا عِنْدَمَا يَسْتَيْقِظُ فِي ٱلصَّبَاحِ.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• كَيْفَ يُظْهِرُ نُمُوُّ ٱلْجَنِينِ أَنَّنَا صُنِعْنَا ‹بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلْعَجَبَ›؟‏

‏• لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي أَفْكَارِ يَهْوَه؟‏

‏• مَا ٱرْتِبَاطُ ٱلْإِيمَانِ بِعَلَاقَتِنَا بِيَهْوَه؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحة ٢٣]‏

نُمُوُّ ٱلْجَنِينِ دَاخِلَ ٱلرَّحِمِ يَتْبَعُ تَصْمِيمًا مُسْبَقًا

اَلدَّنَا ‏A‏N‏D‏

‏[مصدر الصورة]‏

‏n‏o‏s‏s‏l‏i‏N‏ ‏t‏r‏a‏n‏n‏e‏L‏ :‏s‏u‏t‏e‏f‏ ‏n‏r‏o‏b‏n‏U‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

نحْنُ نَثِقُ بِيَهْوَه كَمَا يَثِقُ ٱلْوَلَدُ بِأَبِيهِ ٱلْمُحِبِّ

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

اَلتَّأَمُّلُ فِي صَنَائِعِ يَهْوَه دَفَعَ دَاوُدَ إِلَى تَسْبِيحِهِ