انتظار يوم يهوه باحتمال
اِنْتِظَارُ يَوْمِ يَهْوَه بِٱحْتِمَالٍ
«أَضِيفُوا إِلَى إِيمَانِكُمُ . . . ٱلِٱحْتِمَالَ». — ٢ بطرس ١:٥، ٦.
١، ٢ مَا هُوَ ٱلِٱحْتِمَالُ، وَلِمَاذَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟
قَرِيبٌ هُوَ يَوْمُ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمُ. (يوئيل ١:١٥؛ صفنيا ١:١٤) وَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُصَمِّمِينَ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا نَنْتَظِرُ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ قُدُومَ هذَا ٱلْيَوْمِ حِينَ سَيُبَرِّئُ يَهْوَه سُلْطَانَهُ. وَلكِنْ فِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، نُوَاجِهُ ٱلْبُغْضَ، ٱلتَّعْيِيرَ، ٱلِٱضْطِهَادَ، وَٱلْمَوْتَ فِي سَبِيلِ إِيمَانِنَا. (متى ٥:١٠-١٢؛ ١٠:٢٢؛ رؤيا ٢:١٠) وَهذَا مَا يَتَطَلَّبُ مِنَّا ٱلِٱحْتِمَالَ، أَيِ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلشَّدَائِدِ. فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يَحُثُّنَا: «أَضِيفُوا إِلَى إِيمَانِكُمُ . . . ٱلِٱحْتِمَالَ». (٢ بطرس ١:٥، ٦) كَمَا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ: «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ». — متى ٢٤:١٣.
٢ نَحْنُ نُوَاجِهُ أَيْضًا مِحَنًا أُخْرَى كَٱلْمَرَضِ، مَوْتِ أَحَدِ أَحِبَّائِنَا، وَغَيْرِهِمَا. وَكَمْ يَفْرَحُ ٱلشَّيْطَانُ إِذَا تَلَاشَى إِيمَانُنَا! (لوقا ٢٢:٣١، ٣٢) وَلكِنْ بِمَعُونَةِ يَهْوَه، يُمْكِنُنَا ٱحْتِمَالُ هذِهِ ٱلْمِحَنِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ. (١ بطرس ٥:٦-١١) دَلِيلًا عَلَى ذلِكَ، لِنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا ٱنْتِظَارَ يَوْمِ يَهْوَه بِٱحْتِمَالٍ وَإِيمَانٍ لَا يَتَزَعْزَعُ.
لَمْ يَدَعُوا ٱلْمَرَضَ يُعِيقُهُمْ
٣، ٤ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا خِدْمَةَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ رَغْمَ ٱلْمَرَضِ؟
٣ رَغْمَ أَنَّ ٱللهَ لَا يَشْفِينَا عَجَائِبِيًّا، فَهُوَ يَمْنَحُنَا ٱلْقُوَّةَ لِٱحْتِمَالِ ٱلْمَرَضِ. (مزمور ٤١:١-٣) وَهذَا مَا يُثْبِتُ صِحَّتَهُ ٱخْتِبَارُ شَارُونَ. قَالَتْ: «بِقَدْرِ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَذَكَّرَ، كَانَ ٱلْكُرْسِيُّ ذُو ٱلدَّوَالِيبِ رَفِيقِي ٱلدَّائِمَ. فَمِنَ ٱلْوِلَادَةِ فَصَاعِدًا، سَلَبَنِي ٱلشَّلَلُ ٱلدِّمَاغِيُّ أَفْرَاحَ ٱلطُّفُولَةِ». وَلكِنْ عِنْدَمَا تَعَرَّفَتْ شَارُونُ بِيَهْوَه وَوَعْدِهِ بِأَنْ يَهَبَ ٱلْبَشَرَ ٱلصِّحَّةَ ٱلْكَامِلَةَ، صَارَ قَلْبُهَا مُفْعَمًا بِٱلْأَمَلِ. وَمَعَ أَنَّهَا تُعَانِي صُعُوبَةً فِي ٱلنُّطْقِ وَٱلسَّيْرِ، فَهِيَ تَجِدُ ٱلْفَرَحَ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. قَالَتْ مُنْذُ نَحْوِ ١٥ سَنَةً: «قَدْ تَسْتَمِرُّ صِحَّتِي فِي ٱلتَّدَهْوُرِ، لكِنَّ ثِقَتِي بِٱللهِ وَعَلَاقَتِي بِهِ هُمَا طَرِيقُ حَيَاتِي. وَكَمْ أَنَا سَعِيدَةٌ بِأَنْ أَكُونَ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَه وَأَنْ أَنَالَ دَعْمَهُ ٱلَّذِي لَا يَنْضُبُ!».
٤ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِييِّنَ فِي تَسَالُونِيكِي أَنْ ‹يُعَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ›. (١ تسالونيكي ٥:١٤) وَٱلِٱكْتِئَابُ يُمْكِنُ أَنْ يَنْجُمَ عَنْ خَيْبَةِ ٱلْأَمَلِ. فَقَدْ كَتَبَتْ شَارُونُ سَنَةَ ١٩٩٣: «إِذْ شَعَرْتُ بِٱلْإِخْفَاقِ ٱلتَّامِّ، . . . غُصْتُ فِي فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْكَآبَةِ ٱلْعَمِيقَةِ لِثَلَاثِ سَنَوَاتٍ. . . . وَأَتَتِ ٱلتَّعْزِيَةُ وَٱلْمَشُورَةُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ. . . . وَبِوَاسِطَةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، زَوَّدَ يَهْوَه بِحَنَانٍ بَصِيرَةً فِي حَالَةِ ٱلْكَآبَةِ ٱلشَّدِيدَةِ. نَعَمْ، إِنَّهُ يَهْتَمُّ حَقًّا بِشَعْبِهِ وَيَفْهَمُ مَشَاعِرَنَا». (١ بطرس ٥:٦، ٧) وَشَارُونُ لَا تَزَالُ حَتَّى ٱلْآنَ تَخْدُمُ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ فِيمَا تَنْتَظِرُ يَوْمَهُ ٱلْعَظِيمَ.
٥ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُبَرْهِنُ أَنَّ بِإِمْكَانِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱحْتِمَالَ ٱلضَّغْطِ ٱلنَّفْسِيِّ ٱلشَّدِيدِ؟
٥ يُعَانِي بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلضَّغْطَ ٱلنَّفْسِيَّ ٱلشَّدِيدَ بِسَبَبِ أَحْدَاثٍ مَاضِيَةٍ حَصَلَتْ فِي حَيَاتِهِمْ. مَثَلًا، شَهِدَ هَارْلِي مَعَارِكَ ضَارِيَةً فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ. لِذلِكَ صَارَ يَرَى كَوَابِيسَ عَنِ ٱلْحَرْبِ فَيَصْرُخُ وَهُوَ نَائِمٌ: «اِنْتَبِهُوا! ٱحْتَرِسُوا!». وَكَانَ يَسْتَفِيقُ وَهُوَ يَتَصَبَّبُ عَرَقًا. وَلكِنَّهُ تَمَكَّنَ مِنَ ٱلْعَيْشِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَطَالِبِ ٱللهِ. وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، خَفَّتْ حِدَّةُ وَوَتِيرَةُ هذِهِ ٱلْكَوَابِيسِ.
٦ كَيْفَ تَأَقْلَمَ أَحَدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَعَ مَرَضِهِ ٱلنَّفْسِيِّ؟
٦ ثَمَّةَ مَسِيحِيٌّ آخَرُ شُخِّصَ أَنَّهُ يُعَانِي ٱلِٱضْطِرَابَ ٱلثُّنَائِيَّ ٱلْقُطْبِ. كَانَ هذَا ٱلْأَخُ يَسْتَصْعِبُ كَثِيرًا ٱلْكِرَازَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. لكِنَّهُ ثَابَرَ عَلَى ذلِكَ لِأَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ ٱلْخِدْمَةَ تَعْنِي ٱلْحَيَاةَ لَهُ وَلِلَّذِينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَهُ. (١ تيموثاوس ٤:١٦) وَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحْيَانًا قَرْعَ جَرَسِ ٱلْبَابِ، فَقَدْ عَبَّرَ قَائِلًا: «بَعْدَ فَتْرَةٍ، صِرْتُ قَادِرًا عَلَى ٱلتَّحَكُّمِ فِي ٱنْفِعَالَاتِي وَٱلْوُقُوفِ أَمَامَ ٱلْبَابِ وَٱلْمُحَاوَلَةِ مِنْ جَدِيدٍ. وَبِٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ، حَافَظْتُ عَلَى صِحَّةٍ رُوحِيَّةٍ سَلِيمَةٍ». وَرَغْمَ أَنَّ هذَا ٱلْأَخَ ٱسْتَصْعَبَ أَيْضًا حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، فَقَدْ كَانَ مُقْتَنِعًا بِأَهَمِّيَّةِ هذِهِ ٱلْمُعَاشَرَةِ ٱلْبَنَّاءَةِ رُوحِيًّا. وَهذَا مَا دَفَعَهُ إِلَى بَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِيَكُونَ حَاضِرًا. — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
٧ كَيْفَ يُعْرِبُ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَخَافُونَ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ أَوْ مِنْ حُضُورِ ٱجْتِمَاعٍ؟
٧ يُعَانِي بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْوَاعًا مِنَ ٱلرُّهَابِ، خَوْفٌ مُفْرِطٌ مِنْ أَوْضَاعٍ أَوْ أَشْيَاءَ مُعَيَّنَةٍ. مَثَلًا، قَدْ يَخَافُونَ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ أَوْ حَتَّى مِنْ حُضُورِ ٱجْتِمَاعٍ. لِذَا قَدْ يَسْتَصْعِبُونَ كَثِيرًا ٱلتَّعْلِيقَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَوْ تَقْدِيمَ مَوْضُوعٍ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. مَعَ ذلِكَ، فَهُمْ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ حِينَ يَحْضُرُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَيَشْتَرِكُونَ فِيهَا. فَكَمْ نُقَدِّرُ ٱلِٱحْتِمَالَ ٱلَّذِي يَتَحَلَّى بِهِ هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ!
٨ أَيُّ أَمْرٍ هُوَ مُفِيدٌ خُصُوصًا إِذَا كَانَ ٱلشَّخْصُ يُعَانِي مَشَاكِلَ نَفْسِيَّةً؟
٨ لِٱحْتِمَالِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلنَّفْسِيَّةِ، يَلْزَمُ أَنْ يَأْخُذَ ٱلشَّخْصُ قِسْطًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلرَّاحَةِ وَٱلنَّوْمِ. وَمِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَيْضًا ٱسْتِشَارَةُ ٱلْأَطِبَّاءِ. لكِنَّ ٱلْمُفِيدَ خُصُوصًا هُوَ ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى ٱللهِ مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَاةِ. فَٱلْمَزْمُورُ ٥٥:٢٢ يَقُولُ: «أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ، وَهُوَ يَعُولُكَ. لَا يَدَعُ ٱلْبَارَّ يَتَزَعْزَعُ أَبَدًا». وَتَقُولُ ٱلْأَمْثَالُ: «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ». — امثال ٣:٥، ٦.
اَلِٱحْتِمَالُ عِنْدَ مَوْتِ أَحَدِ ٱلْأَحِبَّاءِ
٩-١١ (أ) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْحُزْنِ بِسَبَبِ خَسَارَةِ أَحَدِ أَحِبَّائِنَا؟ (ب) كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ حَنَّةَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ عِنْدَ مَوْتِ أَحَدِ أَحِبَّائِنَا؟
٩ حِينَ يَخْطَفُ ٱلْمَوْتُ أَحَدَ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ، تَبْعَثُ هذِهِ ٱلْخَسَارَةُ ٱلْفَادِحَةُ ٱلْأَسَى ٱلْعَمِيقَ فِي ٱلْقُلُوبِ. مَثَلًا، بَكَى إِبْرَاهِيمُ عِنْدَمَا مَاتَتْ زَوْجَتُهُ ٱلْحَبِيبَةُ سَارَةُ. (تكوين ٢٣:٢) حَتَّى يَسُوعُ ٱلْكَامِلُ ‹ذَرَفَ ٱلدُّمُوعَ› حِينَ مَاتَ صَدِيقُهُ لِعَازَرُ. (يوحنا ١١:٣٥) إِذًا، مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ تَحْزَنَ عِنْدَمَا يَمُوتُ أَحَدُ أَحِبَّائِكَ. لكِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَعْرِفُونَ أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ. (اعمال ٢٤:١٥) لِذلِكَ لَا يُصِيبُهُمُ «ٱلْأَسَى كَمَا يُصِيبُ ٱلْبَاقِينَ أَيْضًا ٱلَّذِينَ لَا رَجَاءَ لَهُمْ». — ١ تسالونيكي ٤:١٣.
١٠ فَكَيْفَ نَتَعَايَشُ مَعَ هذِهِ ٱلْفَاجِعَةِ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْإِيضَاحِ ٱلتَّالِي. لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْحُزْنَ لَا يَغْمُرُنَا فَتَرَاتٍ طَوِيلَةً إِذَا سَافَرَ أَحَدُ أَصْدِقَائِنَا. فَنَحْنُ نَتَوَقَّعُ أَنْ نَرَاهُ مَرَّةً أُخْرَى بَعْدَ عَوْدَتِهِ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، إِذَا ٱعْتَبَرْنَا مَوْتَ مَسِيحِيٍّ أَمِينٍ كَٱلسَّفَرِ، فَسَيُخَفِّفُ ذلِكَ مِنْ حُزْنِنَا لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّنَا سَنَرَاهُ فِي ٱلْقِيَامَةِ. — جامعة ٧:١.
١١ وَٱلِٱتِّكَالُ ٱلْكَامِلُ عَلَى «إِلٰهِ كُلِّ تَعْزِيَةٍ» سَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٢ كورنثوس ١:٣، ٤) وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَيْضًا ٱلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِ ٱلنَّبِيَّةِ حَنَّةَ ٱلَّتِي عَاشَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَقَدْ تَرَمَّلَتْ بَعْدَ مُضِيِّ سَبْعِ سَنَوَاتٍ فَقَطْ عَلَى زَوَاجِهَا. رَغْمَ ذلِكَ، كَانَتْ لَا تَزَالُ تُؤَدِّي وَهِيَ فِي ٱلرَّابِعَةِ وَٱلثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لِيَهْوَه فِي ٱلْهَيْكَلِ. (لوقا ٢:٣٦-٣٨) وَلَا شَكَّ أَنَّ حَيَاةَ ٱلتَّقْوَى هذِهِ سَاعَدَتْهَا لِلتَّغَلُّبِ عَلَى حُزْنِهَا وَوَحْدَتِهَا. نَحْنُ أَيْضًا، يَنْبَغِي أَنْ نَشْتَرِكَ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، بِمَا فِيهَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. فَسَيُسَاعِدُنَا ذلِكَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ عِنْدَ مَوْتِ أَحَدِ أَحِبَّائِنَا.
ٱحْتِمَالِ هذَا ٱلْوَضْعِ. (اَلتَّأَقْلُمُ مَعَ شَتَّى ٱلْمِحَنِ
١٢ أَيَّةُ مِحْنَةٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْمَشَاكِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ يَحْتَمِلُهَا بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
١٢ يُضْطَرُّ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى ٱحْتِمَالِ مِحَنٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْمَشَاكِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. مَثَلًا، إِنَّ ٱرْتِكَابَ أَحَدِ رَفِيقَيِ ٱلزَّوَاجِ ٱلزِّنَى يَتْرُكُ أَثَرًا مُدَمِّرًا. فَبِسَبَبِ ٱلصَّدْمَةِ وَٱلْحُزْنِ، قَدْ لَا يَذُوقُ ٱلرَّفِيقُ ٱلَّذِي تَعَرَّضَ لِلْخِيَانَةِ طَعْمَ ٱلنَّوْمِ وَلَا يَتَمَالَكُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلِٱسْتِرْسَالِ فِي ٱلْبُكَاءِ. وَقَدْ يَكُونُ إِنْجَازُ حَتَّى أَبْسَطِ ٱلْأَعْمَالِ مُجْهِدًا لَهُ كَثِيرًا بِحَيْثُ أَنَّهُ يَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ أَوْ يَتَعَرَّضُ لِلْحَوَادِثِ. وَرُبَّمَا يَفْقِدُ شَهِيَّتَهُ لِلْأَكْلِ، يَخِفُّ وَزْنُهُ، وَيُعَانِي ٱضْطِرَابًا عَاطِفِيًّا. حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يَسْتَصْعِبُ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. اَلْأَوْلَادُ أَيْضًا يُمْكِنُ أَنْ يَتَأَثَّرُوا كَثِيرًا مِنْ جَرَّاءِ هذَا ٱلْوَضْعِ.
١٣، ١٤ (أ) أَيُّ تَشْجِيعٍ نَسْتَمِدُّهُ مِنْ صَلَاةِ سُلَيْمَانَ عِنْدَ تَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ؟ (ب) لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
١٣ عِنْدَمَا نَمُرُّ بِمِحَنٍ كَهذِهِ، يَمُدُّنَا يَهْوَه بِٱلْمُسَاعَدَةِ ٱللَّازِمَةِ. (مزمور ٩٤:١٩) وَصَلَاةُ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ عِنْدَ تَدْشِينِ هَيْكَلِ يَهْوَه تُظْهِرُ أَنَّ ٱللهَ يَسْمَعُ صَلَوَاتِ شَعْبِهِ. فَقَدْ قَالَ فِيهَا: «حِينَ يُصَلِّي أَوْ يَلْتَمِسُ رِضَاكَ أَيُّ إِنْسَانٍ أَوْ جَمِيعُ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، لِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ كُلُّ وَاحِدٍ ضَرْبَةَ قَلْبِهِ فَيَبْسُطُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى هٰذَا ٱلْبَيْتِ، فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ، مَقَرِّ سُكْنَاكَ، وَٱغْفِرْ وَٱعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ كُلِّ طُرُقِهِ، لِأَنَّكَ تَعْرِفُ قَلْبَهُ (لِأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ تَعْرِفُ قَلْبَ كُلِّ بَنِي ٱلْبَشَرِ)، لِكَيْ يَخَافُوكَ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي يَحْيَوْنَ فِيهَا عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَ لِآبَائِنَا». — ١ ملوك ٨:٣٨-٤٠.
متى ٧:٧-١١) فَثَمَرُ ٱلرُّوحِ يَشْمُلُ صِفَاتٍ مِثْلَ ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَشْعُرُ بِٱلرَّاحَةِ حِينَ يَسْتَجِيبُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ صَلَوَاتِنَا. فَسَيَحُلُّ ٱلْفَرَحُ مَحَلَّ ٱلْحُزْنِ وَٱلسَّلَامُ مَحَلَّ ٱلِٱضْطِرَابِ.
١٤ وَمِنَ ٱلْمُسَاعِدِ خُصُوصًا ٱلْمُدَاوَمَةُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (١٥ أَيَّةُ آيَاتٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَخْفِيفِ ٱلْهَمِّ؟
١٥ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْهَمِّ نَتِيجَةَ ٱلضَّغْطِ ٱلشَّدِيدِ. وَلكِنْ فِي مَقْدُورِنَا تَخْفِيفُ هذَا ٱلْهَمِّ إِذَا أَبْقَيْنَا فِي ذِهْنِنَا كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «لَا تَحْمِلُوا بَعْدُ هَمَّ نُفُوسِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَأْكُلُونَ أَوْ مَا تَشْرَبُونَ، وَلَا أَجْسَادِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَلْبَسُونَ. . . . فَدَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ [ٱللهِ] وَبِرِّهِ، وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ». (متى ٦:٢٥، ٣٣، ٣٤) وَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يَحُثُّنَا أَنْ ‹نُلْقِيَ كُلَّ هَمِّنَا عَلَى ٱللهِ، لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا›. (١ بطرس ٥:٦، ٧) لَا شَكَّ أَنَّ عَلَيْنَا بَذْلَ ٱلْجُهْدِ لِحَلِّ ٱلْمُشْكِلَةِ. وَلكِنْ بَعْدَ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِنَا، لَنْ يُفِيدَنَا ٱلْقَلَقُ بِشَيْءٍ. فَٱلصَّلَاةُ هِيَ مَا يُفِيدُ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ. رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ، وَهُوَ يُدَبِّرُ». — مزمور ٣٧:٥.
١٦، ١٧ (أ) لِمَاذَا لَا يُمْكِنُنَا ٱلتَّحَرُّرُ كُلِّيًّا مِنَ ٱلْهَمِّ؟ (ب) مَاذَا سَنَنَالُ إِذَا طَبَّقْنَا فِيلِبِّي ٤:٦، ٧؟
١٦ كَتَبَ بُولُسُ: «لَا تَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ. وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ وَقُوَاكُمُ ٱلْعَقْلِيَّةَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». (فيلبي ٤:٦، ٧) دُونَ شَكٍّ، لَا يُمْكِنُ لِلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ آدَمَ ٱلتَّحَرُّرُ كُلِّيًّا مِنَ ٱلْهَمِّ لِأَنَّهُمْ نَاقِصُونَ. (روما ٥:١٢) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، كَانَتْ زَوْجَتَا عِيسُو ٱلْحِثِّيَّتَانِ «مَرَارَةَ رُوحٍ» لِوَالِدَيْهِ ٱلتَّقِيَّيْنِ، إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ. (تكوين ٢٦:٣٤، ٣٥) وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلْمَرَضَ سَبَّبَ ٱلْهَمَّ لِمَسِيحِيِّينَ مِثْلِ تِيمُوثَاوُسَ وَتُرُوفِيمُسَ. (١ تيموثاوس ٥:٢٣؛ ٢ تيموثاوس ٤:٢٠) كَمَا أَنَّ بُولُسَ كَانَ لَدَيْهِ هَمُّ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. (٢ كورنثوس ١١:٢٨) لكِنَّ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ» مُسْتَعِدٌّ دَائِمًا لِمُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. — مزمور ٦٥:٢.
١٧ فَفِيمَا نَنْتَظِرُ يَوْمَ يَهْوَه، لَدَيْنَا دَعْمُ وَتَشْجِيعُ «إِلٰهِ ٱلسَّلَامِ». (فيلبي ٤:٩) فَيَهْوَه «رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ»، «صَالِحٌ وَغَفُورٌ»، وَ «يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ». (خروج ٣٤:٦؛ مزمور ٨٦:٥؛ ١٠٣:١٣، ١٤) لِذلِكَ ‹لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُنَا لَدَيْهِ› لِأَنَّ ذلِكَ سَيَمْنَحُنَا «سَلَامَ ٱللهِ»، أَيِ ٱلسَّكِينَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ ٱلْإِدْرَاكَ ٱلْبَشَرِيَّ.
١٨ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَرَى› ٱللهَ، كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي أَيُّوبَ ٤٢:٥؟
١٨ عِنْدَمَا تُسْتَجَابُ صَلَوَاتُنَا، نَتَأَكَّدُ أَنَّ ٱللهَ مَعَنَا. فَبَعْدَمَا ٱحْتَمَلَ أَيُّوبُ مِحَنَهُ، قَالَ: «قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ [يَا يَهْوَه] سَمَاعَ ٱلْأُذُنِ، أَمَّا ٱلْآنَ فَإِنِّي أَرَاكَ بِأُمِّ عَيْنِي». (ايوب ٤٢:٥) نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ بِعَيْنِ ٱلْإِيمَانِ فِي تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَنَا وَبِٱلتَّالِي أَنْ نَنْمُوَ فِي فَهْمِنَا وَتَقْدِيرِنَا بِحَيْثُ ‹نَرَاهُ› كَمَا لَمْ يَسْبِقْ لَنَا قَطُّ. وَمَا أَرْوَعَ ٱلشُّعُورَ بِسَلَامِ ٱلْقَلْبِ وَٱلْعَقْلِ ٱلَّذِي تَمْنَحُنَا إِيَّاهُ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةُ ٱلْحَمِيمَةُ!
١٩ مَاذَا يَنْتِجُ إِذَا ‹أَلْقَيْنَا كُلَّ هَمِّنَا عَلَى يَهْوَهَ›؟
١٩ وَإِذَا ‹أَلْقَيْنَا كُلَّ هَمِّنَا عَلَى يَهْوَهَ›، نَتَمَكَّنُ مِنِ ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ بِهُدُوءٍ دَاخِلِيٍّ يَحْرُسُ قَلْبَنَا وَقُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ. فَسَيَزُولُ مِنْ قَلْبِنَا ٱلشُّعُورُ بِٱلِٱضْطِرَابِ وَٱلْخَوْفِ وَٱلِٱنْزِعَاجِ. وَلَنْ يُشَوِّشَ عَقْلَنَا ٱلْهَمُّ وَٱلْحَيْرَةُ.
٢٠، ٢١ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَصَلَ مَعَ إِسْتِفَانُوسَ؟ (ب) اِرْوُوا ٱخْتِبَارًا عَصْرِيًّا يُظْهِرُ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا ٱمْتِلَاكَ ٱلْهُدُوءِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ.
٢٠ عِنْدَمَا وَاجَهَ ٱلتِّلْمِيذُ إِسْتِفَانُوسُ ٱمْتِحَانًا قَاسِيًا لِإِيمَانِهِ، ظَهَرَتْ عَلَيْهِ أَمَارَاتُ ٱلسَّكِينَةِ. فَقَبْلَ تَقْدِيمِهِ ٱلشَّهَادَةَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ، ‹رَأَى› جَمِيعُ ٱلْجَالِسِينَ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ «وَجْهَهُ كَوَجْهِ مَلَاكٍ». (اعمال ٦:١٥) فَقَدْ كَانَتْ مَلَامِحُهُ كَمَلَامِحِ مَلَاكٍ، أَيْ رَسُولٍ مِنَ ٱللهِ. وَبَعْدَمَا أَظْهَرَ إِسْتِفَانُوسُ أَنَّ ٱلْقُضَاةَ مُذْنِبُونَ بِقَتْلِ يَسُوعَ، «شَعَرُوا بِٱلْغَيْظِ يَحُزُّ فِي قُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ». وَ «إِذْ كَانَ مُمْتَلِئًا رُوحًا قُدُسًا، حَدَّقَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَأَبْصَرَ مَجْدَ ٱللهِ وَيَسُوعَ وَاقِفًا عَنْ يَمِينِ ٱللهِ». فَتَقَوَّى بِهذِهِ ٱلرُّؤْيَا، مِمَّا دَفَعَهُ إِلَى ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى أَمَانَتِهِ حَتَّى ٱلْمَوْتِ. (اعمال ٧:٥٢-٦٠) صَحِيحٌ أَنَّنَا ٱلْيَوْمَ لَا نُشَاهِدُ رُؤًى كَإِسْتِفَانُوسَ، إِلَّا أَنَّهُ بِإِمْكَانِنَا ٱمْتِلَاكُ ٱلسَّكِينَةِ ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلِٱضْطِهَادِ.
٢١ تَأَمَّلْ فِي مَشَاعِرِ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا عَلَى أَيْدِي ٱلنَّازِيِّينَ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ. قَالَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ يَرْوِي مَا حَصَلَ مَعَهُ دَاخِلَ ٱلْمَحْكَمَةِ: «صَدَرَ ٱلْحُكْمُ بِٱلْمَوْتِ. أَصْغَيْتُ وَمِنْ ثُمَّ، بَعْدَ أَنْ تَفَوَّهْتُ بِٱلْكَلِمَاتِ ‹كُنْ أَمِينًا إِلَى ٱلْمَوْتِ› وَبِبَعْضِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْأُخْرَى لِرَبِّنَا، كَانَ كُلُّ شَيْءٍ قَدِ ٱنْتَهَى. وَلكِنْ لَا تَهْتَمُّوا أَبَدًا بِذلِكَ ٱلْآنَ. فَإِنِّي أَمْلِكُ مِثْلَ هذَا ٱلسَّلَامِ، مِثْلَ هذَا ٱلْهُدُوءِ، ٱلَّذِي رُبَّمَا لَا يُمْكِنُكُمْ تَصَوُّرُهُ». وَثَمَّةَ شَابٌّ مَسِيحِيٌّ كَانَ سَيُعْدَمُ بِقَطْعِ رَأْسِهِ كَتَبَ رِسَالَةً لِوَالِدَيْهِ جَاءَ فِيهَا: «اَلسَّاعَةُ ٱلْآنَ تَجَاوَزَتْ مُنْتَصَفَ ٱللَّيْلِ. لَا يَزَالُ لَدَيَّ وَقْتٌ لِأُغَيِّرَ رَأْيِي. آهِ! هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَكُونَ سَعِيدًا ثَانِيَةً فِي هذَا ٱلْعَالَمِ بَعْدَ إِنْكَارِي لِرَبِّنَا؟ لَا بِٱلتَّأْكِيدِ! وَلكِنْ يُمْكِنُكُمَا أَنْ تَثِقَا ٱلْآنَ بِأَنَّنِي أَتْرُكُ هذَا ٱلْعَالَمَ بِسَعَادَةٍ وَسَلَامٍ». حَقًّا، إِنَّ يَهْوَه يَدْعَمُ خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ.
يُمْكِنُكَ أَنْ تَحْتَمِلَ
٢٢، ٢٣ بِمَ يُمْكِنُكَ ٱلثِّقَةُ فِيمَا تَنْتَظِرُ يَوْمَ يَهْوَه بِٱحْتِمَالٍ؟
٢٢ قَدْ لَا تُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ نَفْسَهَا ٱلَّتِي تَحَدَّثْنَا عَنْهَا آنِفًا. لكِنَّ أَيُّوبَ ٱلْخَائِفَ ٱللهِ كَانَ مُحِقًّا حِينَ قَالَ: «اَلْإِنْسَانُ، مَوْلُودُ ٱلْمَرْأَةِ، قَلِيلُ ٱلْأَيَّامِ وَشَبْعَانُ ٱضْطِرَابًا». (ايوب ١٤:١) فَلَرُبَّمَا أَنْتَ وَالِدٌ يَسْعَى جَاهِدًا إِلَى مَنْحِ ٱلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ لِأَوْلَادِهِ كَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنِ ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ. وَكَمْ تَكُونُ سَعِيدًا عِنْدَمَا يَتَّخِذُونَ مَوْقِفًا رَاسِخًا إِلَى جَانِبِ يَهْوَه وَمَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ! أَوْ لَرُبَّمَا تُعَانِي ٱلْمَصَاعِبَ وَٱلْإِغْرَاءَاتِ فِي ٱلْعَمَلِ. وَلكِنْ بِإِمْكَانِكَ ٱحْتِمَالُ هذِهِ ٱلْأَوْضَاعِ وَغَيْرِهَا لِأَنَّ ‹يَهْوَهَ يَحْمِلُ أَثْقَالَكَ كُلَّ يَوْمٍ›. — مزمور ٦٨:١٩.
٢٣ رَغْمَ أَنَّكَ تَعْتَبِرُ نَفْسَكَ شَخْصًا عَادِيًّا، تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَه لَنْ يَنْسَى أَبَدًا عَمَلَكَ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتَهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ ٱلْقُدُّوسِ. (عبرانيين ٦:١٠) فَبِمُسَاعَدَتِهِ، تَسْتَطِيعُ ٱحْتِمَالَ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ. لِذلِكَ ٱشْمُلْ فِعْلَ مَشِيئَةِ ٱللهِ فِي صَلَوَاتِكَ وَخُطَطِكَ. عِنْدَئِذٍ، يُمْكِنُكَ ٱلثِّقَةُ بِأَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُكَ وَيَمُدُّكَ بِٱلدَّعْمِ فِيمَا تَنْتَظِرُ يَوْمَهُ بِٱحْتِمَالٍ.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• لِمَاذَا يَحْتَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
• مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ عِنْدَمَا نَمْرَضُ أَوْ حِينَ يَمُوتُ أَحَدُ أَحِبَّائِنَا؟
• كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ؟
• لِمَاذَا بِإِمْكَانِنَا ٱنْتِظَارُ يَوْمِ يَهْوَه بِٱحْتِمَالٍ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٩]
يُمَكِّنُنَا ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى يَهْوَه مِنَ ٱلِٱحْتِمَالِ عِنْدَ مَوْتِ أَحَدِ أَحِبَّائِنَا
[الصورة في الصفحة ٣١]
تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ