الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

انتظار يوم يهوه باحتمال

انتظار يوم يهوه باحتمال

اِنْتِظَارُ يَوْمِ يَهْوَه بِٱحْتِمَالٍ

‏«أَضِيفُوا إِلَى إِيمَانِكُمُ .‏ .‏ .‏ ٱلِٱحْتِمَالَ».‏ —‏ ٢ بطرس ١:‏٥،‏ ٦‏.‏

١،‏ ٢ مَا هُوَ ٱلِٱحْتِمَالُ،‏ وَلِمَاذَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟‏

قَرِيبٌ هُوَ يَوْمُ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمُ.‏ (‏يوئيل ١:‏١٥؛‏ صفنيا ١:‏١٤‏)‏ وَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُصَمِّمِينَ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا نَنْتَظِرُ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ قُدُومَ هذَا ٱلْيَوْمِ حِينَ سَيُبَرِّئُ يَهْوَه سُلْطَانَهُ.‏ وَلكِنْ فِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ نُوَاجِهُ ٱلْبُغْضَ،‏ ٱلتَّعْيِيرَ،‏ ٱلِٱضْطِهَادَ،‏ وَٱلْمَوْتَ فِي سَبِيلِ إِيمَانِنَا.‏ (‏متى ٥:‏١٠-‏١٢؛‏ ١٠:‏٢٢؛‏ رؤيا ٢:‏١٠‏)‏ وَهذَا مَا يَتَطَلَّبُ مِنَّا ٱلِٱحْتِمَالَ،‏ أَيِ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلشَّدَائِدِ.‏ فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يَحُثُّنَا:‏ «أَضِيفُوا إِلَى إِيمَانِكُمُ .‏ .‏ .‏ ٱلِٱحْتِمَالَ».‏ (‏٢ بطرس ١:‏٥،‏ ٦‏)‏ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ:‏ «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٣‏.‏

٢ نَحْنُ نُوَاجِهُ أَيْضًا مِحَنًا أُخْرَى كَٱلْمَرَضِ،‏ مَوْتِ أَحَدِ أَحِبَّائِنَا،‏ وَغَيْرِهِمَا.‏ وَكَمْ يَفْرَحُ ٱلشَّيْطَانُ إِذَا تَلَاشَى إِيمَانُنَا!‏ (‏لوقا ٢٢:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ وَلكِنْ بِمَعُونَةِ يَهْوَه،‏ يُمْكِنُنَا ٱحْتِمَالُ هذِهِ ٱلْمِحَنِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٦-‏١١‏)‏ دَلِيلًا عَلَى ذلِكَ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا ٱنْتِظَارَ يَوْمِ يَهْوَه بِٱحْتِمَالٍ وَإِيمَانٍ لَا يَتَزَعْزَعُ.‏

لَمْ يَدَعُوا ٱلْمَرَضَ يُعِيقُهُمْ

٣،‏ ٤ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا خِدْمَةَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ رَغْمَ ٱلْمَرَضِ؟‏

٣ رَغْمَ أَنَّ ٱللهَ لَا يَشْفِينَا عَجَائِبِيًّا،‏ فَهُوَ يَمْنَحُنَا ٱلْقُوَّةَ لِٱحْتِمَالِ ٱلْمَرَضِ.‏ (‏مزمور ٤١:‏١-‏٣‏)‏ وَهذَا مَا يُثْبِتُ صِحَّتَهُ ٱخْتِبَارُ شَارُونَ.‏ قَالَتْ:‏ «بِقَدْرِ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَذَكَّرَ،‏ كَانَ ٱلْكُرْسِيُّ ذُو ٱلدَّوَالِيبِ رَفِيقِي ٱلدَّائِمَ.‏ فَمِنَ ٱلْوِلَادَةِ فَصَاعِدًا،‏ سَلَبَنِي ٱلشَّلَلُ ٱلدِّمَاغِيُّ أَفْرَاحَ ٱلطُّفُولَةِ».‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا تَعَرَّفَتْ شَارُونُ بِيَهْوَه وَوَعْدِهِ بِأَنْ يَهَبَ ٱلْبَشَرَ ٱلصِّحَّةَ ٱلْكَامِلَةَ،‏ صَارَ قَلْبُهَا مُفْعَمًا بِٱلْأَمَلِ.‏ وَمَعَ أَنَّهَا تُعَانِي صُعُوبَةً فِي ٱلنُّطْقِ وَٱلسَّيْرِ،‏ فَهِيَ تَجِدُ ٱلْفَرَحَ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ قَالَتْ مُنْذُ نَحْوِ ١٥ سَنَةً:‏ «قَدْ تَسْتَمِرُّ صِحَّتِي فِي ٱلتَّدَهْوُرِ،‏ لكِنَّ ثِقَتِي بِٱللهِ وَعَلَاقَتِي بِهِ هُمَا طَرِيقُ حَيَاتِي.‏ وَكَمْ أَنَا سَعِيدَةٌ بِأَنْ أَكُونَ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَه وَأَنْ أَنَالَ دَعْمَهُ ٱلَّذِي لَا يَنْضُبُ!‏».‏

٤ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِييِّنَ فِي تَسَالُونِيكِي أَنْ ‹يُعَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ›.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ وَٱلِٱكْتِئَابُ يُمْكِنُ أَنْ يَنْجُمَ عَنْ خَيْبَةِ ٱلْأَمَلِ.‏ فَقَدْ كَتَبَتْ شَارُونُ سَنَةَ ١٩٩٣:‏ «إِذْ شَعَرْتُ بِٱلْإِخْفَاقِ ٱلتَّامِّ،‏ .‏ .‏ .‏ غُصْتُ فِي فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْكَآبَةِ ٱلْعَمِيقَةِ لِثَلَاثِ سَنَوَاتٍ.‏ .‏ .‏ .‏ وَأَتَتِ ٱلتَّعْزِيَةُ وَٱلْمَشُورَةُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ.‏ .‏ .‏ .‏ وَبِوَاسِطَةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ زَوَّدَ يَهْوَه بِحَنَانٍ بَصِيرَةً فِي حَالَةِ ٱلْكَآبَةِ ٱلشَّدِيدَةِ.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّهُ يَهْتَمُّ حَقًّا بِشَعْبِهِ وَيَفْهَمُ مَشَاعِرَنَا».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَشَارُونُ لَا تَزَالُ حَتَّى ٱلْآنَ تَخْدُمُ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ فِيمَا تَنْتَظِرُ يَوْمَهُ ٱلْعَظِيمَ.‏

٥ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُبَرْهِنُ أَنَّ بِإِمْكَانِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱحْتِمَالَ ٱلضَّغْطِ ٱلنَّفْسِيِّ ٱلشَّدِيدِ؟‏

٥ يُعَانِي بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلضَّغْطَ ٱلنَّفْسِيَّ ٱلشَّدِيدَ بِسَبَبِ أَحْدَاثٍ مَاضِيَةٍ حَصَلَتْ فِي حَيَاتِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ شَهِدَ هَارْلِي مَعَارِكَ ضَارِيَةً فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ.‏ لِذلِكَ صَارَ يَرَى كَوَابِيسَ عَنِ ٱلْحَرْبِ فَيَصْرُخُ وَهُوَ نَائِمٌ:‏ «اِنْتَبِهُوا!‏ ٱحْتَرِسُوا!‏».‏ وَكَانَ يَسْتَفِيقُ وَهُوَ يَتَصَبَّبُ عَرَقًا.‏ وَلكِنَّهُ تَمَكَّنَ مِنَ ٱلْعَيْشِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَطَالِبِ ٱللهِ.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ خَفَّتْ حِدَّةُ وَوَتِيرَةُ هذِهِ ٱلْكَوَابِيسِ.‏

٦ كَيْفَ تَأَقْلَمَ أَحَدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَعَ مَرَضِهِ ٱلنَّفْسِيِّ؟‏

٦ ثَمَّةَ مَسِيحِيٌّ آخَرُ شُخِّصَ أَنَّهُ يُعَانِي ٱلِٱضْطِرَابَ ٱلثُّنَائِيَّ ٱلْقُطْبِ.‏ كَانَ هذَا ٱلْأَخُ يَسْتَصْعِبُ كَثِيرًا ٱلْكِرَازَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ لكِنَّهُ ثَابَرَ عَلَى ذلِكَ لِأَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ ٱلْخِدْمَةَ تَعْنِي ٱلْحَيَاةَ لَهُ وَلِلَّذِينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَهُ.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ وَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحْيَانًا قَرْعَ جَرَسِ ٱلْبَابِ،‏ فَقَدْ عَبَّرَ قَائِلًا:‏ «بَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ صِرْتُ قَادِرًا عَلَى ٱلتَّحَكُّمِ فِي ٱنْفِعَالَاتِي وَٱلْوُقُوفِ أَمَامَ ٱلْبَابِ وَٱلْمُحَاوَلَةِ مِنْ جَدِيدٍ.‏ وَبِٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ حَافَظْتُ عَلَى صِحَّةٍ رُوحِيَّةٍ سَلِيمَةٍ».‏ وَرَغْمَ أَنَّ هذَا ٱلْأَخَ ٱسْتَصْعَبَ أَيْضًا حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ فَقَدْ كَانَ مُقْتَنِعًا بِأَهَمِّيَّةِ هذِهِ ٱلْمُعَاشَرَةِ ٱلْبَنَّاءَةِ رُوحِيًّا.‏ وَهذَا مَا دَفَعَهُ إِلَى بَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِيَكُونَ حَاضِرًا.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

٧ كَيْفَ يُعْرِبُ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَخَافُونَ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ أَوْ مِنْ حُضُورِ ٱجْتِمَاعٍ؟‏

٧ يُعَانِي بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْوَاعًا مِنَ ٱلرُّهَابِ،‏ خَوْفٌ مُفْرِطٌ مِنْ أَوْضَاعٍ أَوْ أَشْيَاءَ مُعَيَّنَةٍ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يَخَافُونَ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ أَوْ حَتَّى مِنْ حُضُورِ ٱجْتِمَاعٍ.‏ لِذَا قَدْ يَسْتَصْعِبُونَ كَثِيرًا ٱلتَّعْلِيقَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَوْ تَقْدِيمَ مَوْضُوعٍ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ فَهُمْ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ حِينَ يَحْضُرُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَيَشْتَرِكُونَ فِيهَا.‏ فَكَمْ نُقَدِّرُ ٱلِٱحْتِمَالَ ٱلَّذِي يَتَحَلَّى بِهِ هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ!‏

٨ أَيُّ أَمْرٍ هُوَ مُفِيدٌ خُصُوصًا إِذَا كَانَ ٱلشَّخْصُ يُعَانِي مَشَاكِلَ نَفْسِيَّةً؟‏

٨ لِٱحْتِمَالِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلنَّفْسِيَّةِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَأْخُذَ ٱلشَّخْصُ قِسْطًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلرَّاحَةِ وَٱلنَّوْمِ.‏ وَمِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَيْضًا ٱسْتِشَارَةُ ٱلْأَطِبَّاءِ.‏ لكِنَّ ٱلْمُفِيدَ خُصُوصًا هُوَ ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى ٱللهِ مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَاةِ.‏ فَٱلْمَزْمُورُ ٥٥:‏٢٢ يَقُولُ:‏ «أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَكَ،‏ وَهُوَ يَعُولُكَ.‏ لَا يَدَعُ ٱلْبَارَّ يَتَزَعْزَعُ أَبَدًا».‏ وَتَقُولُ ٱلْأَمْثَالُ:‏ «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ».‏ —‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

اَلِٱحْتِمَالُ عِنْدَ مَوْتِ أَحَدِ ٱلْأَحِبَّاءِ

٩-‏١١ (‏أ)‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْحُزْنِ بِسَبَبِ خَسَارَةِ أَحَدِ أَحِبَّائِنَا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ حَنَّةَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ عِنْدَ مَوْتِ أَحَدِ أَحِبَّائِنَا؟‏

٩ حِينَ يَخْطَفُ ٱلْمَوْتُ أَحَدَ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ،‏ تَبْعَثُ هذِهِ ٱلْخَسَارَةُ ٱلْفَادِحَةُ ٱلْأَسَى ٱلْعَمِيقَ فِي ٱلْقُلُوبِ.‏ مَثَلًا،‏ بَكَى إِبْرَاهِيمُ عِنْدَمَا مَاتَتْ زَوْجَتُهُ ٱلْحَبِيبَةُ سَارَةُ.‏ (‏تكوين ٢٣:‏٢‏)‏ حَتَّى يَسُوعُ ٱلْكَامِلُ ‹ذَرَفَ ٱلدُّمُوعَ› حِينَ مَاتَ صَدِيقُهُ لِعَازَرُ.‏ (‏يوحنا ١١:‏٣٥‏)‏ إِذًا،‏ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ تَحْزَنَ عِنْدَمَا يَمُوتُ أَحَدُ أَحِبَّائِكَ.‏ لكِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَعْرِفُونَ أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ.‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ لِذلِكَ لَا يُصِيبُهُمُ «ٱلْأَسَى كَمَا يُصِيبُ ٱلْبَاقِينَ أَيْضًا ٱلَّذِينَ لَا رَجَاءَ لَهُمْ».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١٣‏.‏

١٠ فَكَيْفَ نَتَعَايَشُ مَعَ هذِهِ ٱلْفَاجِعَةِ؟‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْإِيضَاحِ ٱلتَّالِي.‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْحُزْنَ لَا يَغْمُرُنَا فَتَرَاتٍ طَوِيلَةً إِذَا سَافَرَ أَحَدُ أَصْدِقَائِنَا.‏ فَنَحْنُ نَتَوَقَّعُ أَنْ نَرَاهُ مَرَّةً أُخْرَى بَعْدَ عَوْدَتِهِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِذَا ٱعْتَبَرْنَا مَوْتَ مَسِيحِيٍّ أَمِينٍ كَٱلسَّفَرِ،‏ فَسَيُخَفِّفُ ذلِكَ مِنْ حُزْنِنَا لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّنَا سَنَرَاهُ فِي ٱلْقِيَامَةِ.‏ —‏ جامعة ٧:‏١‏.‏

١١ وَٱلِٱتِّكَالُ ٱلْكَامِلُ عَلَى «إِلٰهِ كُلِّ تَعْزِيَةٍ» سَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱحْتِمَالِ هذَا ٱلْوَضْعِ.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَيْضًا ٱلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِ ٱلنَّبِيَّةِ حَنَّةَ ٱلَّتِي عَاشَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَقَدْ تَرَمَّلَتْ بَعْدَ مُضِيِّ سَبْعِ سَنَوَاتٍ فَقَطْ عَلَى زَوَاجِهَا.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ كَانَتْ لَا تَزَالُ تُؤَدِّي وَهِيَ فِي ٱلرَّابِعَةِ وَٱلثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لِيَهْوَه فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ (‏لوقا ٢:‏٣٦-‏٣٨‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ حَيَاةَ ٱلتَّقْوَى هذِهِ سَاعَدَتْهَا لِلتَّغَلُّبِ عَلَى حُزْنِهَا وَوَحْدَتِهَا.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَشْتَرِكَ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ بِمَا فِيهَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَسَيُسَاعِدُنَا ذلِكَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ عِنْدَ مَوْتِ أَحَدِ أَحِبَّائِنَا.‏

اَلتَّأَقْلُمُ مَعَ شَتَّى ٱلْمِحَنِ

١٢ أَيَّةُ مِحْنَةٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْمَشَاكِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ يَحْتَمِلُهَا بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

١٢ يُضْطَرُّ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى ٱحْتِمَالِ مِحَنٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْمَشَاكِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ إِنَّ ٱرْتِكَابَ أَحَدِ رَفِيقَيِ ٱلزَّوَاجِ ٱلزِّنَى يَتْرُكُ أَثَرًا مُدَمِّرًا.‏ فَبِسَبَبِ ٱلصَّدْمَةِ وَٱلْحُزْنِ،‏ قَدْ لَا يَذُوقُ ٱلرَّفِيقُ ٱلَّذِي تَعَرَّضَ لِلْخِيَانَةِ طَعْمَ ٱلنَّوْمِ وَلَا يَتَمَالَكُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلِٱسْتِرْسَالِ فِي ٱلْبُكَاءِ.‏ وَقَدْ يَكُونُ إِنْجَازُ حَتَّى أَبْسَطِ ٱلْأَعْمَالِ مُجْهِدًا لَهُ كَثِيرًا بِحَيْثُ أَنَّهُ يَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ أَوْ يَتَعَرَّضُ لِلْحَوَادِثِ.‏ وَرُبَّمَا يَفْقِدُ شَهِيَّتَهُ لِلْأَكْلِ،‏ يَخِفُّ وَزْنُهُ،‏ وَيُعَانِي ٱضْطِرَابًا عَاطِفِيًّا.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يَسْتَصْعِبُ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ اَلْأَوْلَادُ أَيْضًا يُمْكِنُ أَنْ يَتَأَثَّرُوا كَثِيرًا مِنْ جَرَّاءِ هذَا ٱلْوَضْعِ.‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ أَيُّ تَشْجِيعٍ نَسْتَمِدُّهُ مِنْ صَلَاةِ سُلَيْمَانَ عِنْدَ تَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

١٣ عِنْدَمَا نَمُرُّ بِمِحَنٍ كَهذِهِ،‏ يَمُدُّنَا يَهْوَه بِٱلْمُسَاعَدَةِ ٱللَّازِمَةِ.‏ (‏مزمور ٩٤:‏١٩‏)‏ وَصَلَاةُ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ عِنْدَ تَدْشِينِ هَيْكَلِ يَهْوَه تُظْهِرُ أَنَّ ٱللهَ يَسْمَعُ صَلَوَاتِ شَعْبِهِ.‏ فَقَدْ قَالَ فِيهَا:‏ «حِينَ يُصَلِّي أَوْ يَلْتَمِسُ رِضَاكَ أَيُّ إِنْسَانٍ أَوْ جَمِيعُ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ،‏ لِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ كُلُّ وَاحِدٍ ضَرْبَةَ قَلْبِهِ فَيَبْسُطُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى هٰذَا ٱلْبَيْتِ،‏ فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ مَقَرِّ سُكْنَاكَ،‏ وَٱغْفِرْ وَٱعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ كُلِّ طُرُقِهِ،‏ لِأَنَّكَ تَعْرِفُ قَلْبَهُ (‏لِأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ تَعْرِفُ قَلْبَ كُلِّ بَنِي ٱلْبَشَرِ)‏،‏ لِكَيْ يَخَافُوكَ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي يَحْيَوْنَ فِيهَا عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَ لِآبَائِنَا».‏ —‏ ١ ملوك ٨:‏٣٨-‏٤٠‏.‏

١٤ وَمِنَ ٱلْمُسَاعِدِ خُصُوصًا ٱلْمُدَاوَمَةُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏متى ٧:‏٧-‏١١‏)‏ فَثَمَرُ ٱلرُّوحِ يَشْمُلُ صِفَاتٍ مِثْلَ ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَشْعُرُ بِٱلرَّاحَةِ حِينَ يَسْتَجِيبُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ صَلَوَاتِنَا.‏ فَسَيَحُلُّ ٱلْفَرَحُ مَحَلَّ ٱلْحُزْنِ وَٱلسَّلَامُ مَحَلَّ ٱلِٱضْطِرَابِ.‏

١٥ أَيَّةُ آيَاتٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَخْفِيفِ ٱلْهَمِّ؟‏

١٥ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْهَمِّ نَتِيجَةَ ٱلضَّغْطِ ٱلشَّدِيدِ.‏ وَلكِنْ فِي مَقْدُورِنَا تَخْفِيفُ هذَا ٱلْهَمِّ إِذَا أَبْقَيْنَا فِي ذِهْنِنَا كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «لَا تَحْمِلُوا بَعْدُ هَمَّ نُفُوسِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَأْكُلُونَ أَوْ مَا تَشْرَبُونَ،‏ وَلَا أَجْسَادِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَلْبَسُونَ.‏ .‏ .‏ .‏ فَدَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ [ٱللهِ] وَبِرِّهِ،‏ وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ».‏ (‏متى ٦:‏٢٥،‏ ٣٣،‏ ٣٤‏)‏ وَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يَحُثُّنَا أَنْ ‹نُلْقِيَ كُلَّ هَمِّنَا عَلَى ٱللهِ،‏ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا›.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّ عَلَيْنَا بَذْلَ ٱلْجُهْدِ لِحَلِّ ٱلْمُشْكِلَةِ.‏ وَلكِنْ بَعْدَ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِنَا،‏ لَنْ يُفِيدَنَا ٱلْقَلَقُ بِشَيْءٍ.‏ فَٱلصَّلَاةُ هِيَ مَا يُفِيدُ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ.‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ،‏ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ،‏ وَهُوَ يُدَبِّرُ».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٥‏.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ لِمَاذَا لَا يُمْكِنُنَا ٱلتَّحَرُّرُ كُلِّيًّا مِنَ ٱلْهَمِّ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنَنَالُ إِذَا طَبَّقْنَا فِيلِبِّي ٤:‏٦،‏ ٧‏؟‏

١٦ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «لَا تَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ،‏ بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ.‏ وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ وَقُوَاكُمُ ٱلْعَقْلِيَّةَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ دُونَ شَكٍّ،‏ لَا يُمْكِنُ لِلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ آدَمَ ٱلتَّحَرُّرُ كُلِّيًّا مِنَ ٱلْهَمِّ لِأَنَّهُمْ نَاقِصُونَ.‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَانَتْ زَوْجَتَا عِيسُو ٱلْحِثِّيَّتَانِ «مَرَارَةَ رُوحٍ» لِوَالِدَيْهِ ٱلتَّقِيَّيْنِ،‏ إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ.‏ (‏تكوين ٢٦:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلْمَرَضَ سَبَّبَ ٱلْهَمَّ لِمَسِيحِيِّينَ مِثْلِ تِيمُوثَاوُسَ وَتُرُوفِيمُسَ.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٢٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢٠‏)‏ كَمَا أَنَّ بُولُسَ كَانَ لَدَيْهِ هَمُّ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٢٨‏)‏ لكِنَّ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ» مُسْتَعِدٌّ دَائِمًا لِمُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٢‏.‏

١٧ فَفِيمَا نَنْتَظِرُ يَوْمَ يَهْوَه،‏ لَدَيْنَا دَعْمُ وَتَشْجِيعُ «إِلٰهِ ٱلسَّلَامِ».‏ (‏فيلبي ٤:‏٩‏)‏ فَيَهْوَه «رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ»،‏ «صَالِحٌ وَغَفُورٌ»،‏ وَ «يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ».‏ (‏خروج ٣٤:‏٦؛‏ مزمور ٨٦:‏٥؛‏ ١٠٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ لِذلِكَ ‹لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُنَا لَدَيْهِ› لِأَنَّ ذلِكَ سَيَمْنَحُنَا «سَلَامَ ٱللهِ»،‏ أَيِ ٱلسَّكِينَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ ٱلْإِدْرَاكَ ٱلْبَشَرِيَّ.‏

١٨ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَرَى› ٱللهَ،‏ كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي أَيُّوبَ ٤٢:‏٥‏؟‏

١٨ عِنْدَمَا تُسْتَجَابُ صَلَوَاتُنَا،‏ نَتَأَكَّدُ أَنَّ ٱللهَ مَعَنَا.‏ فَبَعْدَمَا ٱحْتَمَلَ أَيُّوبُ مِحَنَهُ،‏ قَالَ:‏ «قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ [يَا يَهْوَه] سَمَاعَ ٱلْأُذُنِ،‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَإِنِّي أَرَاكَ بِأُمِّ عَيْنِي».‏ (‏ايوب ٤٢:‏٥‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ بِعَيْنِ ٱلْإِيمَانِ فِي تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَنَا وَبِٱلتَّالِي أَنْ نَنْمُوَ فِي فَهْمِنَا وَتَقْدِيرِنَا بِحَيْثُ ‹نَرَاهُ› كَمَا لَمْ يَسْبِقْ لَنَا قَطُّ.‏ وَمَا أَرْوَعَ ٱلشُّعُورَ بِسَلَامِ ٱلْقَلْبِ وَٱلْعَقْلِ ٱلَّذِي تَمْنَحُنَا إِيَّاهُ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةُ ٱلْحَمِيمَةُ!‏

١٩ مَاذَا يَنْتِجُ إِذَا ‹أَلْقَيْنَا كُلَّ هَمِّنَا عَلَى يَهْوَهَ›؟‏

١٩ وَإِذَا ‹أَلْقَيْنَا كُلَّ هَمِّنَا عَلَى يَهْوَهَ›،‏ نَتَمَكَّنُ مِنِ ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ بِهُدُوءٍ دَاخِلِيٍّ يَحْرُسُ قَلْبَنَا وَقُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ.‏ فَسَيَزُولُ مِنْ قَلْبِنَا ٱلشُّعُورُ بِٱلِٱضْطِرَابِ وَٱلْخَوْفِ وَٱلِٱنْزِعَاجِ.‏ وَلَنْ يُشَوِّشَ عَقْلَنَا ٱلْهَمُّ وَٱلْحَيْرَةُ.‏

٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَصَلَ مَعَ إِسْتِفَانُوسَ؟‏ (‏ب)‏ اِرْوُوا ٱخْتِبَارًا عَصْرِيًّا يُظْهِرُ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا ٱمْتِلَاكَ ٱلْهُدُوءِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ.‏

٢٠ عِنْدَمَا وَاجَهَ ٱلتِّلْمِيذُ إِسْتِفَانُوسُ ٱمْتِحَانًا قَاسِيًا لِإِيمَانِهِ،‏ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ أَمَارَاتُ ٱلسَّكِينَةِ.‏ فَقَبْلَ تَقْدِيمِهِ ٱلشَّهَادَةَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ ‹رَأَى› جَمِيعُ ٱلْجَالِسِينَ فِي ٱلسَّنْهَدْرِيمِ «وَجْهَهُ كَوَجْهِ مَلَاكٍ».‏ (‏اعمال ٦:‏١٥‏)‏ فَقَدْ كَانَتْ مَلَامِحُهُ كَمَلَامِحِ مَلَاكٍ،‏ أَيْ رَسُولٍ مِنَ ٱللهِ.‏ وَبَعْدَمَا أَظْهَرَ إِسْتِفَانُوسُ أَنَّ ٱلْقُضَاةَ مُذْنِبُونَ بِقَتْلِ يَسُوعَ،‏ «شَعَرُوا بِٱلْغَيْظِ يَحُزُّ فِي قُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ».‏ وَ «إِذْ كَانَ مُمْتَلِئًا رُوحًا قُدُسًا،‏ حَدَّقَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَأَبْصَرَ مَجْدَ ٱللهِ وَيَسُوعَ وَاقِفًا عَنْ يَمِينِ ٱللهِ».‏ فَتَقَوَّى بِهذِهِ ٱلرُّؤْيَا،‏ مِمَّا دَفَعَهُ إِلَى ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى أَمَانَتِهِ حَتَّى ٱلْمَوْتِ.‏ (‏اعمال ٧:‏٥٢-‏٦٠‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا ٱلْيَوْمَ لَا نُشَاهِدُ رُؤًى كَإِسْتِفَانُوسَ،‏ إِلَّا أَنَّهُ بِإِمْكَانِنَا ٱمْتِلَاكُ ٱلسَّكِينَةِ ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏

٢١ تَأَمَّلْ فِي مَشَاعِرِ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا عَلَى أَيْدِي ٱلنَّازِيِّينَ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ.‏ قَالَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ يَرْوِي مَا حَصَلَ مَعَهُ دَاخِلَ ٱلْمَحْكَمَةِ:‏ «صَدَرَ ٱلْحُكْمُ بِٱلْمَوْتِ.‏ أَصْغَيْتُ وَمِنْ ثُمَّ،‏ بَعْدَ أَنْ تَفَوَّهْتُ بِٱلْكَلِمَاتِ ‹كُنْ أَمِينًا إِلَى ٱلْمَوْتِ› وَبِبَعْضِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْأُخْرَى لِرَبِّنَا،‏ كَانَ كُلُّ شَيْءٍ قَدِ ٱنْتَهَى.‏ وَلكِنْ لَا تَهْتَمُّوا أَبَدًا بِذلِكَ ٱلْآنَ.‏ فَإِنِّي أَمْلِكُ مِثْلَ هذَا ٱلسَّلَامِ،‏ مِثْلَ هذَا ٱلْهُدُوءِ،‏ ٱلَّذِي رُبَّمَا لَا يُمْكِنُكُمْ تَصَوُّرُهُ».‏ وَثَمَّةَ شَابٌّ مَسِيحِيٌّ كَانَ سَيُعْدَمُ بِقَطْعِ رَأْسِهِ كَتَبَ رِسَالَةً لِوَالِدَيْهِ جَاءَ فِيهَا:‏ «اَلسَّاعَةُ ٱلْآنَ تَجَاوَزَتْ مُنْتَصَفَ ٱللَّيْلِ.‏ لَا يَزَالُ لَدَيَّ وَقْتٌ لِأُغَيِّرَ رَأْيِي.‏ آهِ!‏ هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَكُونَ سَعِيدًا ثَانِيَةً فِي هذَا ٱلْعَالَمِ بَعْدَ إِنْكَارِي لِرَبِّنَا؟‏ لَا بِٱلتَّأْكِيدِ!‏ وَلكِنْ يُمْكِنُكُمَا أَنْ تَثِقَا ٱلْآنَ بِأَنَّنِي أَتْرُكُ هذَا ٱلْعَالَمَ بِسَعَادَةٍ وَسَلَامٍ».‏ حَقًّا،‏ إِنَّ يَهْوَه يَدْعَمُ خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ.‏

يُمْكِنُكَ أَنْ تَحْتَمِلَ

٢٢،‏ ٢٣ بِمَ يُمْكِنُكَ ٱلثِّقَةُ فِيمَا تَنْتَظِرُ يَوْمَ يَهْوَه بِٱحْتِمَالٍ؟‏

٢٢ قَدْ لَا تُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ نَفْسَهَا ٱلَّتِي تَحَدَّثْنَا عَنْهَا آنِفًا.‏ لكِنَّ أَيُّوبَ ٱلْخَائِفَ ٱللهِ كَانَ مُحِقًّا حِينَ قَالَ:‏ «اَلْإِنْسَانُ،‏ مَوْلُودُ ٱلْمَرْأَةِ،‏ قَلِيلُ ٱلْأَيَّامِ وَشَبْعَانُ ٱضْطِرَابًا».‏ (‏ايوب ١٤:‏١‏)‏ فَلَرُبَّمَا أَنْتَ وَالِدٌ يَسْعَى جَاهِدًا إِلَى مَنْحِ ٱلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ لِأَوْلَادِهِ كَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنِ ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ وَكَمْ تَكُونُ سَعِيدًا عِنْدَمَا يَتَّخِذُونَ مَوْقِفًا رَاسِخًا إِلَى جَانِبِ يَهْوَه وَمَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ!‏ أَوْ لَرُبَّمَا تُعَانِي ٱلْمَصَاعِبَ وَٱلْإِغْرَاءَاتِ فِي ٱلْعَمَلِ.‏ وَلكِنْ بِإِمْكَانِكَ ٱحْتِمَالُ هذِهِ ٱلْأَوْضَاعِ وَغَيْرِهَا لِأَنَّ ‹يَهْوَهَ يَحْمِلُ أَثْقَالَكَ كُلَّ يَوْمٍ›.‏ —‏ مزمور ٦٨:‏١٩‏.‏

٢٣ رَغْمَ أَنَّكَ تَعْتَبِرُ نَفْسَكَ شَخْصًا عَادِيًّا،‏ تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَه لَنْ يَنْسَى أَبَدًا عَمَلَكَ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتَهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ ٱلْقُدُّوسِ.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ فَبِمُسَاعَدَتِهِ،‏ تَسْتَطِيعُ ٱحْتِمَالَ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ.‏ لِذلِكَ ٱشْمُلْ فِعْلَ مَشِيئَةِ ٱللهِ فِي صَلَوَاتِكَ وَخُطَطِكَ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ يُمْكِنُكَ ٱلثِّقَةُ بِأَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُكَ وَيَمُدُّكَ بِٱلدَّعْمِ فِيمَا تَنْتَظِرُ يَوْمَهُ بِٱحْتِمَالٍ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• لِمَاذَا يَحْتَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

‏• مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ عِنْدَمَا نَمْرَضُ أَوْ حِينَ يَمُوتُ أَحَدُ أَحِبَّائِنَا؟‏

‏• كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ؟‏

‏• لِمَاذَا بِإِمْكَانِنَا ٱنْتِظَارُ يَوْمِ يَهْوَه بِٱحْتِمَالٍ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

يُمَكِّنُنَا ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى يَهْوَه مِنَ ٱلِٱحْتِمَالِ عِنْدَ مَوْتِ أَحَدِ أَحِبَّائِنَا

‏[الصورة في الصفحة ٣١]‏

تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ