الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل نواصل ‹السير بالروح›؟‏

هل نواصل ‹السير بالروح›؟‏

هَلْ نُوَاصِلُ ‹ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ›؟‏

‏«سِيرُوا بِٱلرُّوحِ فَلَا تُتِمُّوا أَيَّةَ شَهْوَةٍ جَسَدِيَّةٍ».‏ —‏ غلاطية ٥:‏١٦‏.‏

١ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَبْدِيدُ ٱلْمَخَاوِفِ بِشَأْنِ مَا إِذَا أَخْطَأْنَا إِلَى ٱلرُّوحِ؟‏

إِذَا سَاوَرَتْنَا ٱلْمَخَاوِفُ بِشَأْنِ مَا إِذَا أَخْطَأْنَا إِلَى رُوحِ يَهْوَه ٱلْقُدُسِ،‏ فَهُنَالِكَ طَرِيقَةٌ لِتَبْدِيدِهَا.‏ مَا هِيَ؟‏ يَقُولُ لَنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «سِيرُوا بِٱلرُّوحِ فَلَا تُتِمُّوا أَيَّةَ شَهْوَةٍ جَسَدِيَّةٍ».‏ (‏غلاطية ٥:‏١٦‏)‏ فَإِذَا سَمَحْنَا لِرُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ بِأَنْ يُوَجِّهَنَا،‏ فَلَنْ تُسَيْطِرَ عَلَيْنَا ٱلشَّهَوَاتُ ٱلْجَسَدِيَّةُ.‏ —‏ روما ٨:‏٢-‏١٠‏.‏

٢،‏ ٣ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا مُوَاصَلَتُنَا ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ؟‏

٢ وَإِذْ نُوَاصِلُ ‹ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ›،‏ يَدْفَعُنَا رُوحُ ٱللهِ ٱلْقُدُسُ إِلَى إِطَاعَتِهِ.‏ فَنُعْرِبُ عَنِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْإِلهِيَّةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ ٱلْبَيْتِ،‏ وَأَيِّ مَكَانٍ آخَرَ.‏ وَيَكُونُ ثَمَرُ ٱلرُّوحِ ظَاهِرًا فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ رَفِيقِ زَوَاجِنَا،‏ أَوْلَادِنَا،‏ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ وَغَيْرِهِمْ.‏

٣ وَٱلْعَيْشُ «بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ فِي نَظَرِ ٱللهِ» يُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلْكَفِّ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١-‏٦‏)‏ فَإِذَا كُنَّا تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلرُّوحِ،‏ فَلَنْ نَرْتَكِبَ خَطِيَّةً لَا تُغْفَرُ.‏ وَلكِنْ أَيَّةُ مَجَالَاتٍ أُخْرَى تُؤَثِّرُ فِيهَا مُوَاصَلَتُنَا ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ؟‏

لِنَبْقَ قَرِيبِينَ مِنَ ٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ

٤،‏ ٥ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلسَّيْرُ بِٱلرُّوحِ فِي نَظْرَتِنَا إِلَى يَسُوعَ؟‏

٤ إِنَّ سَيْرَنَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِٱللهِ وَٱبْنِهِ.‏ قَالَ بُولُسُ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي كُورِنْثُوسَ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنِ ٱلْمَوَاهِبِ ٱلرُّوحِيَّةِ:‏ «أُرِيدُ أَنْ تَعْرِفُوا [عَبَدَةُ ٱلْأَصْنَامِ ٱلسَّابِقُونَ] أَنْ لَا أَحَدَ،‏ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ ٱللهِ،‏ يَقُولُ:‏ ‹يَسُوعُ مَلْعُونٌ!‏›،‏ وَلَا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ:‏ ‹يَسُوعُ رَبٌّ!‏› إِلَّا بِرُوحٍ قُدُسٍ».‏ (‏١ كورنثوس ١٢:‏١-‏٣‏)‏ فَأَيُّ رُوحٍ يَدْفَعُ ٱلنَّاسَ إِلَى لَعْنِ يَسُوعَ هُوَ حَتْمًا مِنَ ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ.‏ أَمَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلسَّائِرِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَمُقْتَنِعُونَ أَنَّ يَهْوَه أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ وَرَفَّعَهُ إِلَى مَرْكَزٍ أَسْمَى مِنْ كُلِّ خَلِيقَةٍ أُخْرَى.‏ (‏فيلبي ٢:‏٥-‏١١‏)‏ وَلَدَيْنَا إِيمَانٌ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَنَقْبَلُ يَسُوعَ رَبًّا لَنَا مُعَيَّنًا مِنَ ٱللهِ.‏

٥ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ،‏ أَنْكَرَ بَعْضُ ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ أَنَّ يَسُوعَ أَتَى فِي ٱلْجَسَدِ.‏ (‏٢ يوحنا ٧-‏١١‏)‏ وَقَدْ أَدَّى بِهِمْ تَبَنِّي هذِهِ ٱلنَّظْرَةِ ٱلْخَاطِئَةِ إِلَى رَفْضِ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلصَّحِيحَةِ عَنْ يَسُوعَ،‏ ٱلْمَسِيَّا.‏ (‏مرقس ١:‏٩-‏١١؛‏ يوحنا ١:‏١،‏ ١٤‏)‏ لكِنَّ ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يَمْنَعُنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلِٱسْتِسْلَامِ لِٱرْتِدَادٍ كَهذَا.‏ فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّمَتُّعِ بِنِعْمَةِ يَهْوَه وَأَنْ ‹نُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ› إِلَّا إِذَا بَقِينَا مُتَيَقِّظِينَ رُوحِيًّا.‏ (‏٣ يوحنا ٣،‏ ٤‏)‏ لِذلِكَ لِنُصَمِّمْ عَلَى رَفْضِ كُلِّ ٱرْتِدَادٍ بُغْيَةَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَلَاقَةٍ مَتِينَةٍ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏

٦ أَيَّةُ صِفَاتٍ تُنْتِجُهَا قُوَّةُ ٱللهِ فِي ٱلَّذِينَ يَسْلُكُونَ بِٱلرُّوحِ؟‏

٦ أَدْرَجَ بُولُسُ ٱلصَّنَمِيَّةَ وَٱلْبِدَعَ بَيْنَ «أَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ» ٱلَّتِي تَشْمُلُ أَيْضًا ٱلْعَهَارَةَ وٱلْفُجُورَ.‏ بَعْدَ ذلِكَ أَوْضَحَ:‏ «إِنَّ ٱلَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ يَسُوعَ عَلَّقُوا ٱلْجَسَدَ عَلَى خَشَبَةٍ مَعَ أَهْوَائِهِ وَشَهَوَاتِهِ.‏ إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِٱلرُّوحِ،‏ فَلْنُتَابِعِ ٱلسُّلُوكَ بِتَرْتِيبٍ بِٱلرُّوحِ أَيْضًا».‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١،‏ ٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فَمَا هِيَ ٱلصِّفَاتُ ٱلَّتِي تُنْتِجُهَا قُوَّةُ ٱللهِ ٱلْفَعَّالَةُ فِي ٱلَّذِينَ يَسْلُكُونَ بِٱلرُّوحِ؟‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «أَمَّا ثَمَرُ ٱلرُّوحِ فَهُوَ:‏ اَلْمَحَبَّةُ،‏ ٱلْفَرَحُ،‏ ٱلسَّلَامُ،‏ طُولُ ٱلْأَنَاةِ،‏ ٱللُّطْفُ،‏ ٱلصَّلَاحُ،‏ ٱلْإِيمَانُ،‏ ٱلْوَدَاعَةُ،‏ وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ».‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَلْنَتَحَدَّثْ فِي مَا يَلِي عَنْ هذِهِ ٱلثِّمَارِ وَاحِدَةً فَوَاحِدَةً.‏

‏‹لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا›‏

٧ مَا هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ،‏ وَمَا هِيَ بَعْضُ مُمَيِّزَاتِهَا؟‏

٧ تَشْمُلُ ٱلْمَحَبَّةُ،‏ أَوَّلُ ثَمَرَةٍ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ،‏ ٱلْمَوَدَّةَ ٱلشَّدِيدَةَ وَٱلِٱهْتِمَامَ غَيْرَ ٱلْأَنَانِيِّ بِٱلْآخَرِينَ،‏ إِضَافَةً إِلَى ٱلتَّعَلّقِ بِهِمْ.‏ وَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَقُولُ إِنَّ «ٱللهَ مَحَبَّةٌ» لِأَنَّهُ مُجَسَّمُ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ وَقَدْ تَجَلَّتْ مَحَبَّةُ ٱللهِ وَٱبْنِهِ ٱلْفَائِقَةُ لِلْبَشَرِ فِي ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٥:‏١٣؛‏ روما ٥:‏٨‏)‏ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ فَإِنَّ ٱلصِّفَةَ ٱلَّتِي تُمَيِّزُنَا نَحْنُ أَتْبَاعَ يَسُوعَ هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ وَاحِدُنَا لِلْآخَرِ.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ نَحْنُ مَأْمُورُونَ أَنْ «نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا».‏ (‏١ يوحنا ٣:‏٢٣‏)‏ وَيَقُولُ بُولُسُ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ.‏ وَهِيَ لَا تَغَارُ،‏ لَا تَتَبَجَّحُ،‏ لَا تَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ لِيَاقَةٍ،‏ لَا تَطْلُبُ مَصْلَحَتَهَا ٱلْخَاصَّةَ،‏ لَا تَحْتَدُّ،‏ وَلَا تَحْفَظُ حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّهَا لَا تَفْرَحُ بِٱلْإِثْمِ،‏ بَلْ تَفْرَحُ بِٱلْحَقِّ.‏ وَٱلْمَحَبَّةُ تَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،‏ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ،‏ وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ،‏ وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لَا تَفْنَى أَبَدًا.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٤-‏٨‏.‏

٨ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْعُبَّادِ؟‏

٨ وَإِذَا سَمَحْنَا لِرُوحِ ٱللهِ بِأَنْ يُنْتِجَ ٱلْمَحَبَّةَ فِينَا،‏ فَسَتَتَخَلَّلُ هذِهِ ٱلصِّفَةُ عَلَاقَتَنَا بِٱللهِ وَقَرِيبِنَا.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «مَنْ لَا يُحِبُّ فَإِنَّهُ يَبْقَى فِي ٱلْمَوْتِ.‏ كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ إِنْسَانٍ،‏ وَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ مَا مِنْ قَاتِلِ إِنْسَانٍ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بَاقِيَةٌ فِيهِ».‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ لَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِ ٱلْقَاتِلِ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى إِحْدَى مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ إِلَّا إِذَا كَانَ لَا يُبْغِضُ ٱلْقَتِيلَ.‏ (‏تثنية ١٩:‏٤،‏ ١١-‏١٣‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا لَا يَنْبَغِي أَنْ نُكِنَّ ٱلْبُغْضَ فِي قُلُوبِنَا،‏ بَلْ يَجِبُ أَنْ نَدَعَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُوَجِّهُنَا.‏ وَهذَا مَا سَيَجْعَلُنَا نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ للهِ،‏ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْعُبَّادِ،‏ وَٱلْآخَرِينَ.‏

‏‹فَرَحُ يَهْوَهَ هُوَ حِصْنُنَا›‏

٩،‏ ١٠ مَا هُوَ ٱلْفَرَحُ،‏ وَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَجْعَلُنَا فَرِحِينَ؟‏

٩ اَلْفَرَحُ هُوَ حَالَةٌ مِنَ ٱلسَّعَادَةِ ٱلشَّدِيدَةِ.‏ وَيَهْوَه هُوَ «ٱلْإِلٰهُ ٱلسَّعِيدُ».‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١١؛‏ مزمور ١٠٤:‏٣١‏)‏ وَٱبْنُهُ يَسُوعُ يُسَرُّ بِفِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ.‏ (‏مزمور ٤٠:‏٨؛‏ عبرانيين ١٠:‏٧-‏٩‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا ‹فَرَحُ يَهْوَهَ هُوَ حِصْنُنَا›.‏ —‏ نحميا ٨:‏١٠‏.‏

١٠ فَٱلْفَرَحُ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللهِ يَجْلُبُ لَنَا ٱكْتِفَاءً عَمِيقًا عِنْدَمَا نَفْعَلُ مَشِيئَتَهِ حَتَّى عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمَصَاعِبَ،‏ ٱلْأَحْزَانَ،‏ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادَ.‏ فَنَحْنُ نَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ غَامِرَةٍ لِأَنَّ لَدَيْنَا «مَعْرِفَةَ ٱللهِ».‏ (‏امثال ٢:‏١-‏٥‏)‏ وَٱلْمَعْرِفَةُ ٱلدَّقِيقَةُ عَنْهُ وَٱلْإِيمَانُ بِهِ وَبِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ يُؤَدِّيَانِ إِلَى نَيْلِنَا عَلَاقَةً بِهِ،‏ مِمَّا يُدْخِلُ ٱلْبَهْجَةَ إِلَى قَلْبِنَا.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وَٱنْتِمَاؤُنَا إِلَى مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْعَالَمِيِّ هُوَ سَبَبٌ آخَرُ لِلْفَرَحِ.‏ (‏صفنيا ٣:‏٩؛‏ حجاي ٢:‏٧‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱمْتِلَاكَنَا رَجَاءَ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلِٱمْتِيَازَ ٱلرَّفِيعَ أَنْ نُعْلِنَ ٱلْبِشَارَةَ يَمْلَأُنَا سُرُورًا.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢٤:‏١٤‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ هُنَالِكَ أَيْضًا رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ نَظَرًا إِلَى هذَا ٱلرَّجَاءِ ٱلرَّائِعِ،‏ لَا يَنْبَغِي أَنْ ‹نَكُونَ إِلَّا فَرِحِينَ›.‏ —‏ تثنية ١٦:‏١٥‏.‏

لِنَكُنْ مُسَالِمِينَ وَطَوِيلِي ٱلْأَنَاةِ

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ مَا هُوَ ٱلسَّلَامُ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ أَثَرٍ يَتْرُكُهُ ٱلسَّلَامُ ٱلْإِلهِيُّ فِينَا؟‏

١١ اَلسَّلَامُ،‏ ثَمَرَةٌ أُخْرَى مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ،‏ هُوَ حَالَةٌ مِنَ ٱلسَّكِينَةِ وَعَدَمِ وُجُودِ ٱلِٱضْطِرَابِ.‏ وَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ هُوَ إِلٰهُ سَلَامٍ،‏ لِذلِكَ يُعْطِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلتَّأْكِيدَ:‏ «يَهْوَهُ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِٱلسَّلَامِ».‏ (‏مزمور ٢٩:‏١١؛‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٣٣‏)‏ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «سَلَامًا أَتْرُكُ لَكُمْ،‏ سَلَامِي أُعْطِيكُمْ».‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٧‏)‏ فَكَيْفَ كَانَ ذلِكَ سَيُسَاعِدُ أَتْبَاعَهُ؟‏

١٢ إِنَّ ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ هَدَّأَ قُلُوبَهُمْ وَعُقُولَهُمْ وَبَدَّدَ مَخَاوِفَهُمْ.‏ وَقَدِ ٱمْتَلَكُوا ٱلسَّلَامَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ عِنْدَمَا نَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٦‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ نَحْنُ نَتَمَتَّعُ ‹بِسَلَامِ ٱللهِ› ٱلَّذِي يُرِيحُ قَلْبَنَا وَعَقْلَنَا لِأَنَّنَا نَطْلُبُهُ فِي صَلَوَاتِنَا وَلِأَنَّنَا تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلرُّوحِ.‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يُسَاعِدُنَا رُوحُ يَهْوَه أَنْ نَكُونَ هَادِئِينَ وَمُسَالِمِينَ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْآخَرِينَ.‏ —‏ روما ١٢:‏١٨؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٣‏.‏

١٣،‏ ١٤ مَا هُوَ طُولُ ٱلْأَنَاةِ،‏ وَلِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَحَلَّى بِهذِهِ ٱلصِّفَةِ؟‏

١٣ يَرْتَبِطُ طُولُ ٱلْأَنَاةِ بِٱلْمُسَالَمَةِ.‏ فَطُولُ ٱلْأَنَاةِ هُوَ ٱحْتِمَالُ ٱلْخَطَإِ وَٱلِٱسْتِفْزَازِ بِصَبْرٍ عَلَى أَمَلِ تَحَسُّنِ ٱلْوَضْعِ.‏ وَٱللهُ يَتَحَلَّى بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ.‏ (‏روما ٩:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ وَيَسُوعُ أَيْضًا هُوَ طَوِيلُ ٱلْأَنَاةِ.‏ وَبِإِمْكَانِنَا ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْ إِعْرَابِ يَسُوعَ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ فَقَدْ قَالَ بُولُسُ:‏ «لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ نِلْتُ رَحْمَةً،‏ لِيُظْهِرَ ٱلْمَسِيحُ يَسُوعُ بِي،‏ أَنَا أَبْرَزَ ٱلْخُطَاةِ،‏ كُلَّ طُولِ أَنَاتِهِ نَمُوذَجًا لِلَّذِينَ يُؤَسِّسُونَ إِيمَانَهُمْ عَلَيْهِ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏١٦‏.‏

١٤ نَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نَتَحَلَّى بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ.‏ فَهذِهِ ٱلصِّفَةُ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ عِنْدَمَا يَتَكَلَّمُ أَوْ يَتَصَرَّفُ ٱلْآخَرُونَ مَعَنَا بِفَظَاظَةٍ أَوْ دُونَ تَفْكِيرٍ.‏ حَثَّ بُولُسُ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «تَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ وَبِمَا أَنَّنَا جَمِيعًا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ،‏ فَنَحْنُ نَرْغَبُ حَتْمًا أَنْ يَكُونَ ٱلنَّاسُ صَبُورِينَ مَعَنَا،‏ أَنْ يُعَامِلُونَا بِطُولِ أَنَاةٍ عِنْدَمَا نُخْطِئُ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَهُمْ.‏ لِذلِكَ لِنَسْعَ أَنْ نَكُونَ «طِوَالَ ٱلْأَنَاةِ بِفَرَحٍ».‏ —‏ كولوسي ١:‏٩-‏١٢‏.‏

لِنُعْرِبْ عَنِ ٱللُّطْفِ وَٱلصَّلَاحِ

١٥ مَا هُوَ ٱللُّطْفُ،‏ وَمَنْ أَعْرَبُوا عَنْهُ؟‏

١٥ نَحْنُ نُعْرِبُ عَنِ ٱللُّطْفِ عِنْدَمَا نَهْتَمُّ بِٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْوُدِّيَّةِ وَٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ.‏ وَيَهْوَه وَٱبْنُهُ كِلَاهُمَا يَتَّصِفَانِ بِٱللُّطْفِ.‏ (‏روما ٢:‏٤؛‏ ٢ كورنثوس ١٠:‏١‏)‏ لِذلِكَ يُتَوَقَّعُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ أَنْ يَكُونُوا لُطَفَاءَ.‏ (‏ميخا ٦:‏٨؛‏ كولوسي ٣:‏١٢‏)‏ فَحَتَّى بَعْضُ ٱلَّذِينَ لَيْسَتْ لَدَيْهِمْ عَلَاقَةٌ شَخْصِيَّةٌ بِٱللهِ أَظْهَرُوا «لُطْفًا إِنْسَانِيًّا غَيْرَ عَادِيٍّ».‏ (‏اعمال ٢٧:‏٣؛‏ ٢٨:‏٢‏)‏ فَلَا شَكَّ إِذًا أَنَّهُ بِإِمْكَانِنَا نَحْنُ أَيْضًا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱللُّطْفِ إِذَا وَاصَلْنَا ‹ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ›.‏

١٦ مَتَى يَنْبَغِي أَنْ نَنْدَفِعَ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱللُّطْفِ؟‏

١٦ يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱللُّطْفِ حَتَّى لَوْ غَضِبْنَا غَضَبًا مُبَرَّرًا لِأَنَّ أَحَدًا وَجَّهَ إِلَيْنَا كَلِمَاتٍ جَارِحَةً أَوْ تَصَرَّفَ مَعَنَا دُونَ مُرَاعَاةٍ لِمَشَاعِرِنَا.‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «اِسْخَطُوا،‏ وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا.‏ لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ،‏ وَلَا تُفْسِحُوا لِإِبْلِيسَ مَكَانًا.‏ .‏ .‏ .‏ كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ،‏ ذَوِي حَنَانٍ،‏ مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللهُ أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ».‏ (‏افسس ٤:‏٢٦،‏ ٢٧،‏ ٣٢‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُنَاسِبِ خُصُوصًا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱللُّطْفِ تِجَاهَ ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْمِحَنَ.‏ لكِنَّ ٱللُّطْفَ لَا يَعْنِي أَنْ يَمْتَنِعَ ٱلشَّيْخُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَنْ تَقْدِيمِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خَشْيَةَ أَنْ يَجْرَحَ مَشَاعِرَ شَخْصٍ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَهْجُرَ مَسْلَكَ «ٱلصَّلَاحِ وَٱلْبِرِّ وَٱلْحَقِّ».‏ —‏ افسس ٥:‏٩‏.‏

١٧،‏ ١٨ مَا هُوَ ٱلصَّلَاحُ،‏ وَأَيُّ دَوْرٍ يَنْبَغِي أَنْ تَلْعَبَهُ هذِهِ ٱلصِّفَةُ فِي حَيَاتِنَا؟‏

١٧ اَلصَّلَاحُ هُوَ فَضِيلَةٌ،‏ مَزِيَّةٌ أَدَبِيَّةٌ،‏ صِفَةُ أَوْ حَالَةُ كَوْنِ ٱلْمَرْءِ صَالِحًا.‏ وَٱللهُ هُوَ صَالِحٌ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ.‏ (‏مزمور ٢٥:‏٨؛‏ زكريا ٩:‏١٧‏)‏ يَسُوعُ أَيْضًا هُوَ صَاحِبُ فَضِيلَةٍ وَيَتَحَلَّى بِهذِهِ ٱلْمَزِيَّةِ ٱلْأَدَبِيَّةِ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ لَمْ يَقْبَلْ أَنْ تُطْلَقَ عَلَيْهِ هذِهِ ٱلصِّفَةُ كَلَقَبٍ عِنْدَمَا دَعَاهُ رَجُلٌ «ٱلْمُعَلِّمَ ٱلصَّالِحَ».‏ (‏مرقس ١٠:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ رَفَضَ ذلِكَ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ ٱللهَ هُوَ أَسْمَى مِثَالٍ لِلصَّلَاحِ.‏

١٨ أَمَّا نَحْنُ فَلَدَيْنَا إِمْكَانِيَّةٌ مَحْدُودَةٌ لِفِعْلِ ٱلصَّلَاحِ بِسَبَبِ خَطِيَّتِنَا ٱلْمَوْرُوثَةِ.‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ وَلكِنْ بِإِمْكَانِنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ إِذَا صَلَّيْنَا إِلَى ٱللهِ ‹لِيُعَلِّمَنَا ٱلصَّلَاحَ›.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٦٦‏)‏ قَالَ بُولُسُ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي رُومَا:‏ «أَنَا مُقْتَنِعٌ فِي أَمْرِكُمْ يَا إِخْوَتِي،‏ أَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مَمْلُوُّونَ صَلَاحًا،‏ إِذِ ٱمْتَلَأْتُمْ بِكُلِّ مَعْرِفَةٍ».‏ (‏روما ١٥:‏١٤‏)‏ وَٱلنَّاظِرُ ٱلْمَسِيحِيُّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ «مُحِبًّا لِلصَّلَاحِ».‏ (‏تيطس ١:‏٧،‏ ٨‏)‏ وَهذَا يَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَيْنَا جَمِيعًا.‏ فَإِذَا سَمَحْنَا لِرُوحِ ٱللهِ بِأَنْ يُوَجِّهَنَا،‏ نَصِيرُ مَعْرُوفِينَ بِأَنَّنَا أَشْخَاصٌ صَالِحُونَ،‏ وَيَهْوَه ‹سَيَذْكُرُنَا بِٱلْخَيْرِ› عَلَى ٱلصَّلَاحِ ٱلَّذِي أَعْرَبْنَا عَنْهُ.‏ —‏ نحميا ٥:‏١٩؛‏ ١٣:‏٣١‏.‏

‏«إِيمَانٌ بِلَا رِيَاءٍ»‏

١٩ اِنْسِجَامًا مَعَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١١:‏١‏،‏ مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ؟‏

١٩ اَلْإِيمَانُ هُوَ ثَمَرَةٌ أُخْرَى مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏ إِنَّهُ «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ،‏ وَٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى».‏ (‏عبرانيين ١١:‏١‏)‏ فَإِذَا ٱمْتَلَكْنَا ٱلْإِيمَانَ،‏ نَكُونُ مُتَأَكِّدِينَ أَنَّ كُلَّ وُعُودِ يَهْوَه سَتَتَحَقَّقُ لَا مَحَالَةَ.‏ وَٱلْإِيمَانُ بِٱلْحَقَائِقِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ قَوِيٌّ جِدًّا بِحَيْثُ يُقَالُ إِنَّهُ ٱلدَّلِيلُ ٱلْمُقْنِعُ عَلَى هذِهِ ٱلْحَقَائِقِ.‏ مَثَلًا،‏ إِنَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ هِيَ دَلِيلٌ مُقْنِعٌ عَلَى وُجُودِ خَالِقٍ.‏ وَهذَا هُوَ نَوْعُ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي سَنُعْرِبُ عَنْهُ إِذَا وَاصَلْنَا ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ.‏

٢٠ مَا هِيَ «ٱلْخَطِيَّةُ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا فِي حِبَالَتِهَا بِسُهُولَةٍ»،‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا تَجَنُّبُهَا وَتَجَنُّبُ أَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ؟‏

٢٠ أَمَّا عَدَمُ ٱلْإِيمَانِ فَهُوَ «ٱلْخَطِيَّةُ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا فِي حِبَالَتِهَا بِسُهُولَةٍ».‏ (‏عبرانيين ١٢:‏١‏)‏ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى رُوحِ ٱللهِ لِكَيْ نَتَجَنَّبَ أَعْمَالَ ٱلْجَسَدِ،‏ ٱلْمَادِّيَّةَ،‏ وَٱلتَّعَالِيمَ ٱلْبَاطِلَةَ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُقَوِّضَ ٱلْإِيمَانَ.‏ (‏كولوسي ٢:‏٨؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٣-‏٥‏)‏ وَرُوحُ ٱللهِ يُنْتِجُ فِي خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيِّينَ إِيمَانًا كَإِيمَانِ ٱلشُّهُودِ فِي أَزْمِنَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَغَيْرِهِمِ ٱلَّذِينَ يَرِدُ ذِكْرُهُمْ فِي سِجِلِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢-‏٤٠‏)‏ وَ ‹إِيمَانُنَا ٱلَّذِي بِلَا رِيَاءٍ› يُقَوِّي إِيمَانَ ٱلْآخَرِينَ.‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏٥؛‏ عبرانيين ١٣:‏٧‏.‏

لِنُعْرِبْ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ

٢١،‏ ٢٢ مَا هِيَ ٱلْوَدَاعَةُ،‏ وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَحَلَّى بِهَا؟‏

٢١ اَلْوَدَاعَةُ هِيَ ٱلرِّفْقُ فِي ٱلطِّبَاعِ وَٱلسُّلُوكِ.‏ وَهِيَ إِحْدَى ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا ٱللهُ.‏ وَنَحْنُ نَعْرِفُ ذلِكَ مِنْ خِلَالِ مِثَالِ يَسُوعَ لِأَنَّهُ كَانَ ٱنْعِكَاسًا تَامًّا لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَه.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُظْهِرُ أَنَّهُ كَانَ شَخْصًا وَدِيعًا.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠؛‏ يوحنا ١:‏١٨؛‏ ٥:‏١٩‏)‏ فَمَاذَا يَطْلُبُ ٱللهُ مِنْ خُدَّامِهِ؟‏

٢٢ يَتَوَقَّعُ ٱللهُ مِنَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹نُعْرِبَ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ نَحْوَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›.‏ (‏تيطس ٣:‏٢‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلْوَدَاعَةِ فِي خِدْمَتِنَا.‏ وَيَجْرِي أَيْضًا نُصْحُ ذَوِي ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَنْ يُصْلِحُوا ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْخَاطِئَ «بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ».‏ (‏غلاطية ٦:‏١‏)‏ كَمَا أَنَّ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نُسَاهِمَ فِي ٱلْوَحْدَةِ وَٱلسَّلَامِ حِينَ نَتَحَلَّى ‹بِٱلِٱتِّضَاعِ ٱلْعَقْلِيِّ وٱلْوَدَاعَةِ›.‏ (‏افسس ٤:‏١-‏٣‏)‏ وَلَا يُمْكِنُنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ إِلَّا إِذَا وَاصَلْنَا ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ وَمَارَسْنَا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ.‏

٢٣،‏ ٢٤ مَا هُوَ ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ،‏ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا؟‏

٢٣ يُمَكِّنُنَا ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ مِنَ ٱلتَّحَكُّمِ فِي أَفْكَارِنَا،‏ كَلِمَاتِنَا،‏ وَتَصَرُّفَاتِنَا.‏ وَقَدْ ‹ضَبَطَ يَهْوَه نَفْسَهُ› عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْبَابِلِيِّينَ ٱلَّذِينَ دَمَّرُوا أُورُشَلِيمَ.‏ (‏اشعيا ٤٢:‏١٤‏)‏ وَ ‹تَرَكَ› لَنَا ٱبْنُهُ أَيْضًا «قُدْوَةً» بِمُمَارَسَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ عِنْدَمَا قَاسَى ٱلْآلَامَ.‏ وَقَدْ نَصَحَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹يُضِيفُوا إِلَى مَعْرِفَتِهِمْ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ›.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١-‏٢٣؛‏ ٢ بطرس ١:‏٥-‏٨‏.‏

٢٤ لِذلِكَ يُتَوَقَّعُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَضْبُطُوا أَنْفُسَهُمْ.‏ (‏تيطس ١:‏٧،‏ ٨‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يُمْكِنُ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يُوَجِّهُهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنْ يُمَارِسُوا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ،‏ وَبِٱلتَّالِي أَنْ يَتَجَنَّبُوا ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ،‏ ٱلْكَلَامَ ٱلْبَذِيءَ،‏ أَوْ أَيَّ أَمْرٍ قَدْ يُؤَدِّي بِهِمْ إِلَى خَسَارَةِ رِضَى يَهْوَه.‏ فَإِذَا سَمَحْنَا لِرُوحِ ٱللهِ بِأَنْ يُنْتِجَ فِينَا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ،‏ فَسَيَكُونُ ذلِكَ ظَاهِرًا لِلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ كَلَامِنَا وَسُلُوكِنَا.‏

لِنُوَاصِلِ ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ

٢٥،‏ ٢٦ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلسَّيْرُ بِٱلرُّوحِ فِي عَلَاقَاتِنَا ٱلْحَاضِرَةِ،‏ وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ فِي مُسْتَقْبَلِنَا؟‏

٢٥ إِذَا سِرْنَا بِٱلرُّوحِ،‏ فَسَنَكُونُ مُنَادِينَ غَيُورِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏اعمال ١٨:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ وَسَنَكُونُ أَيْضًا أَشْخَاصًا يُسَرُّ بِمُعَاشَرَتِهِمِ ٱلْآخَرُونَ،‏ وَخُصُوصًا ٱلْمُتَعَبِّدِينَ للهِ.‏ كَمَا أَنَّنَا سَنَكُونُ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْعُبَّادِ إِذَا سَمَحْنَا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِأَنْ يُرْشِدَنَا.‏ (‏فيلبي ٢:‏١-‏٤‏)‏ أَلَيْسَ هذَا مَا يَرْغَبُ فِيهِ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏!‏

٢٦ إِنَّ ٱلسَّيْرَ بِٱلرُّوحِ لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَوْضُوعِ فِي قَبْضَةِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ إِلَّا أَنَّ مَلَايِينَ ٱلْأَشْخَاصِ يَتَمَكَّنُونَ مِنْ فِعْلِ ذلِكَ.‏ فَإِذَا ٱتَّكَلْنَا عَلَى يَهْوَه بِكُلِّ قَلْبِنَا،‏ فَسَنَتَمَتَّعُ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْآنَ وَسَنَتَمَكَّنُ إِلَى ٱلْأَبَدِ مِنَ ٱلسُّلُوكِ فِي ٱلطُّرُقِ ٱلْبَارَّةِ لِلْإِلهِ ٱلْمُحِبِّ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ.‏ —‏ مزمور ١٢٨:‏١؛‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

مَا هُوَ جَوَابُكُمْ؟‏

‏• كَيْفَ يُؤَثِّرُ ‹ٱلسَّيْرُ بِٱلرُّوحِ› فِي عَلَاقَتِنَا بِٱللهِ وَٱبْنِهِ؟‏

‏• أَيَّةُ صِفَاتٍ تُؤَلِّفُ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ؟‏

‏• مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ لِلْإِعْرَابِ عَنْ ثَمَرِ رُوحِ ٱللهِ؟‏

‏• كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلسَّيْرُ بِٱلرُّوحِ فِي حَيَاتِنَا ٱلْحَاضِرَةِ،‏ وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ فِي مُسْتَقْبَلِنَا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

يُسَاعِدُنَا رُوحُ يَهْوَه ٱلْقُدُسُ عَلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

أَعْرِبْ عَنِ ٱللُّطْفِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْوُدِّيَّةِ وَٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْعَمَلِيَّةِ