الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«احترسوا من كل نوع من الطمع»‏

‏«احترسوا من كل نوع من الطمع»‏

‏«اِحْتَرِسُوا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ»‏

‏«مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ».‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٥‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا تُلَاحِظُونَ بِشَأْنِ ٱهْتِمَامَاتِ ٱلنَّاسِ وَمَسَاعِيهِمْ فِي أَيَّامِنَا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا هذِهِ ٱلْمَوَاقِفُ؟‏

يَعْتَبِرُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ أَنَّ أُمُورًا كَٱلْمَالِ،‏ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ،‏ ٱلْمَرْكَزِ،‏ ٱلْوَظَائِفِ ذَاتِ ٱلرَّوَاتِبِ ٱلْعَالِيَةِ،‏ وَٱلْعَائِلَةِ هِيَ مِقْيَاسُ ٱلنَّجَاحِ أَوِ ٱلضَّمَانُ لِمُسْتَقْبَلٍ آمِنٍ.‏ فَفِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلْغَنِيَّةِ وَٱلْفَقِيرَةِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ،‏ تَتَرَكَّزُ ٱهْتِمَامَاتُ وَمَسَاعِي أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ عَلَى ٱلرِّبْحِ ٱلْمَادِّيِّ وَٱلنَّجَاحِ فِي حِينِ أَنَّ ٱهْتِمَامَهُمْ بِٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ ضَئِيلٌ،‏ لَا بَلْ مَعْدُومٌ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ.‏

٢ وَهذَا مَا أَنْبَأَ بِهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حِينَ قَالَ:‏ «فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ حَرِجَةٌ.‏ فَإِنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ مُحِبِّينَ لِلْمَالِ،‏ .‏ .‏ .‏ مُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ للهِ،‏ لَهُمْ شَكْلُ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ وَلٰكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهُ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَحْتَكُّونَ يَوْمِيًّا بِأَشْخَاصٍ كَهؤُلَاءِ،‏ فَهُمْ يَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ مُسْتَمِرٍّ كَيْ يُشَاكِلُوا هذَا ٱلنَّمَطَ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ وَٱلْحَيَاةِ.‏ فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مُقَاوَمَةِ جُهُودِ ٱلْعَالَمِ ‹لِيَضْغَطَنَا فِي قَالَبِهِ›؟‏ —‏ روما ١٢:‏٢‏،‏ العهد الجديد بالانكليزية العصرية،‏ ترجمة ج.‏ ب.‏ فيلپس.‏

٣ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ سَنُنَاقِشُهَا ٱلْآنَ؟‏

٣ زَوَّدَنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ،‏ «ٱلْوَكِيلُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلُهُ»،‏ بِدُرُوسٍ قَيِّمَةٍ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏)‏ فَعِنْدَمَا كَانَ يَتَحَدَّثُ ذَاتَ مَرَّةٍ إِلَى ٱلْجُمُوعِ عَنْ مَسَائِلَ رُوحِيَّةٍ،‏ قَاطَعَ رَجُلٌ ٱلْحَدِيثَ قَائِلًا:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ قُلْ لِأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي ٱلْمِيرَاثَ».‏ فَقَدَّمَ يَسُوعُ فِي جَوَابِهِ لِهذَا ٱلرَّجُلِ وَلِكُلِّ ٱلْمُسْتَمِعِينَ مَشُورَةً بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ،‏ مُحَذِّرًا إِيَّاهُمْ بِشِدَّةٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ.‏ وَدَعَمَ هذَا ٱلتَّحْذِيرَ بِمَثَلٍ يَحُثُّ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ.‏ وَيَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُصْغِيَ لِمَا قَالَهُ يَسُوعُ آنَذَاكَ وَنَرَى كَيْفَ نَسْتَفِيدُ إِذَا طَبَّقْنَاهُ فِي حَيَاتِنَا.‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٣-‏٢١‏.‏

طَلَبٌ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ

٤ لِمَاذَا كَانَتْ مُقَاطَعَةُ ٱلرَّجُلِ لِيَسُوعَ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا؟‏

٤ قَبْلَمَا قَاطَعَ ٱلرَّجُلُ ٱلْحَدِيثَ،‏ كَانَ يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ مَعَ تَلَامِيذِهِ وَأَشْخَاصٍ آخَرِينَ عَنِ ٱلِٱحْتِرَاسِ مِنَ ٱلرِّيَاءِ،‏ ٱمْتِلَاكِ ٱلْجُرْأَةِ لِلِٱعْتِرَافِ بِٱتِّحَادِهِمْ بِٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ وَنَيْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏لوقا ١٢:‏١-‏١٢‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هذِهِ مَوَاضِيعُ حَيَوِيَّةٌ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِيهَا ٱلتَّلَامِيذُ.‏ وَلكِنْ فِي خِضَمِّ هذِهِ ٱلْمُحَادَثَةِ ٱلَّتِي تَحُثُّ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ،‏ قَاطَعَهُ ٱلرَّجُلُ فَجْأَةً وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَحْكُمَ فِي نِزَاعٍ عَائِلِيٍّ حَوْلَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ كَانَتْ مَسْأَلَةً عَائِلِيَّةً،‏ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ دَرْسًا مُهِمًّا مِنْ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ.‏

٥ مَاذَا كَشَفَ طَلَبُ ٱلرَّجُلِ عَنْهُ؟‏

٥ يُقَالُ إِنَّ «ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي يُفَكِّرُ فِيهَا ٱلْمَرْءُ وَهُوَ يَسْتَمِعُ إِلَى عِظَةٍ دِينِيَّةٍ غَالِبًا مَا تَكْشِفُ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ».‏ فَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ يَتَحَدَّثُ عَنْ أُمُورٍ رُوحِيَّةٍ مُهِمَّةٍ،‏ كَانَ ٱلرَّجُلُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ يُفَكِّرُ فِي مَا يُمْكِنُهُ فِعْلُهُ لِتَحْسِينِ وَضْعِهِ ٱلْمَالِيِّ.‏ وَٱلرِّوَايَةُ لَا تَذْكُرُ هَلْ لَدَيْهِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَعْتَبِرَ نَفْسَهُ مَغْبُونًا فِي قَضِيَّةِ ٱلْمِيرَاثِ.‏ وَلَرُبَّمَا كَانَ يُحَاوِلُ ٱلِٱسْتِفَادَةَ مِنْ سُلْطَةِ يَسُوعَ وَصِيتِهِ أَنَّهُ يَقْضِي بِأَحْكَامٍ سَلِيمَةٍ فِي شُؤُونِ ٱلنَّاسِ.‏ (‏اشعيا ١١:‏٣،‏ ٤؛‏ متى ٢٢:‏١٦‏)‏ عَلَى أَيَّةِ حَالٍ،‏ كَشَفَ طَلَبُ هذَا ٱلرَّجُلِ أَنَّ لَدَيْهِ مُشْكِلَةً:‏ قِلَّةُ تَقْدِيرٍ فَاضِحَةٌ لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ أَفَلَيْسَ هذَا سَبَبًا وَجِيهًا يَحُثُّنَا أَنْ نَمْتَحِنَ أَنْفُسَنَا؟‏ مَثَلًا،‏ مِنَ ٱلسَّهْلِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَنْ نَدَعَ ٱنْتِبَاهَنَا يَتَشَتَّتُ أَوْ أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَا سَنَفْعَلُهُ لَاحِقًا.‏ بَدَلًا مِنْ ذلِكَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُصْغِيَ لِمَا يُقَالُ وَنُفَكِّرَ فِي طَرَائِقَ لِتَطْبِيقِ ٱلْمَعْلُومَاتِ بُغْيَةَ تَحْسِينِ عَلَاقَتِنَا بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ يَهْوَه ٱللهِ وَرُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ —‏ مزمور ٢٢:‏٢٢؛‏ مرقس ٤:‏٢٤‏.‏

٦ لِمَاذَا لَمْ يُلَبِّ يَسُوعُ طَلَبَ ٱلرَّجُلِ؟‏

٦ وَمَهْمَا كَانَ ٱلسَّبَبُ ٱلَّذِي دَفَعَ ٱلرَّجُلَ إِلَى تَقْدِيمِ هذَا ٱلطَّلَبِ،‏ فَإِنَّ يَسُوعَ لَمْ يُلَبِّ طَلَبَهُ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ قَالَ لَهُ:‏ «يَا إِنْسَانُ،‏ مَنْ عَيَّنَنِي عَلَيْكُمْ قَاضِيًا أَوْ مُقَسِّمًا؟‏».‏ (‏لوقا ١٢:‏١٤‏)‏ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ كَانَ يَسُوعُ يُشِيرُ إِلَى أَمْرٍ كَانَ ٱلنَّاسُ يَعْرِفُونَهُ.‏ فَقَدْ نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ أَنْ يُعَيَّنَ قُضَاةٌ فِي ٱلْمُدُنِ لِيَحْكُمُوا فِي مَسَائِلَ كَهذِهِ.‏ (‏تثنية ١٦:‏١٨-‏٢٠؛‏ ٢١:‏١٥-‏١٧؛‏ راعوث ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ أَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ ٱهْتِمَامُهُ مُرَكَّزًا عَلَى مَسَائِلَ أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً:‏ اَلشَّهَادَةُ لِحَقِّ ٱلْمَلَكُوتِ وَتَعْلِيمُ ٱلنَّاسِ مَشِيئَةَ ٱللهِ.‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٧‏)‏ اِقْتِدَاءً بِيَسُوعَ،‏ نَحْنُ لَا نَدَعُ ٱلْمَسَائِلَ ٱلدُّنْيَوِيَّةَ تُلْهِينَا،‏ بَلْ نُخَصِّصُ وَقْتَنَا وَنَبْذُلُ طَاقَتَنَا لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ وَ ‹تَلْمَذَةِ أُنَاسٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩‏.‏

اَلِٱحْتِرَاسُ مِنَ ٱلطَّمَعِ

٧ أَيَّةُ كَلِمَاتٍ تَنِمُّ عَنْ بَصِيرَةٍ ثَاقِبَةٍ تَفَوَّهَ بِهَا يَسُوعُ؟‏

٧ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ قَادِرٌ عَلَى تَمْيِيزِ نِيَّاتِ ٱلْقَلْبِ،‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ أَمْرًا أَهَمَّ يَكْمُنُ وَرَاءَ طَلَبِ ٱلرَّجُلِ.‏ لِذلِكَ بَدَلًا مِنْ مُجَرَّدِ رَفْضِ تَلْبِيَةِ طَلَبِهِ،‏ بَلَغَ يَسُوعُ صَمِيمَ ٱلْمَسْأَلَةِ حِينَ قَالَ:‏ «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً وَٱحْتَرِسُوا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ،‏ لِأَنَّهُ مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ».‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٥‏.‏

٨ مَا هُوَ ٱلطَّمَعُ،‏ وَإِلَامَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ؟‏

٨ وَٱلطَّمَعُ لَيْسَ مُجَرَّدَ رَغْبَةٍ فِي ٱمْتِلَاكِ ٱلْمَالِ أَوْ غَيْرِ ذلِكَ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَهَا ٱسْتِخْدَامٌ أَوْ هَدَفٌ لَائِقٌ.‏ فَهُوَ رَغْبَةٌ جَامِحَةٌ فِي ٱلثَّرْوَةِ،‏ أَوِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ،‏ أَوْ حَتَّى مُمْتَلَكَاتِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَقَدْ يَشْمُلُ ٱلطَّمَعُ نَهَمًا لَا يَرْتَوِي لِٱمْتِلَاكِ أَشْيَاءَ رُبَّمَا تَكُونُ لِلْآخَرِينَ،‏ وَذلِكَ لِمُجَرَّدِ ٱمْتِلَاكِهَا،‏ دُونَ ٱلتَّفْكِيرِ هَلْ هُنَالِكَ حَاجَةٌ فِعْلِيَّةٌ إِلَى هذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ أَوْ دُونَ ٱلْأَخْذِ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ تَأْثِيرَ هذَا ٱلْأَمْرِ فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ وَٱلشَّخْصُ ٱلطَّمَّاعُ يَسْمَحُ لِلشَّيْءِ ٱلَّذِي يَشْتَهِيهِ بِأَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَى تَفْكِيرِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ بِحَيْثُ يَصِيرُ إِلهًا لَهُ.‏ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْجَشِعَ هُوَ بِمَثَابَةِ عَابِدِ أَصْنَامٍ،‏ وَعَابِدُ ٱلْأَصْنَامِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ —‏ افسس ٥:‏٥؛‏ كولوسي ٣:‏٥‏.‏

٩ مَا هِيَ بَعْضُ أَشْكَالِ ٱلطَّمَعِ،‏ وَأَيَّةُ أَمْثِلَةٍ هُنَالِكَ لِأَفْرَادٍ أَعْرَبُوا عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ؟‏

٩ مِنَ ٱلْمُثِيرِ لِلِٱهْتِمَامِ أَنَّ يَسُوعَ حَذَّرَ مِنْ «كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ»،‏ مِمَّا يَدُلُّ أَنَّ لِلطَّمَعِ أَشْكَالًا مُخْتَلِفَةً.‏ وَٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأَخِيرَةُ مِنَ ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرِ عَدَّدَتْ بَعْضَ هذِهِ ٱلْأَشْكَالِ:‏ «لَا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ.‏ وَلَا تَشْتَهِ زَوْجَةَ قَرِيبِكَ وَلَا عَبْدَهُ وَلَا أَمَتَهُ وَلَا ثَوْرَهُ وَلَا حِمَارَهُ وَلَا شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ».‏ (‏خروج ٢٠:‏١٧‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ زَاخِرٌ بِأَمْثِلَةٍ عَنْ أَفْرَادٍ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً جَسِيمَةً بِسَبَبِ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلطَّمَعِ.‏ مَثَلًا،‏ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ أَوَّلَ مَنِ ٱشْتَهَى مَا هُوَ لِسِوَاهُ:‏ اَلْمَجْدُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلسُّلْطَةُ ٱلَّتِي لَا تَحِقُّ إِلَّا لِيَهْوَه.‏ (‏رؤيا ٤:‏١١‏)‏ وَٱشْتَهَتْ حَوَّاءُ حَقَّ ٱلتَّقْرِيرِ لِنَفْسِهَا مَا هُوَ صَوَابٌ وَمَا هُوَ خَطَأٌ،‏ وَهذَا مَا أَدْخَلَ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ إِلَى حَيَاةِ كُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ (‏تكوين ٣:‏٤-‏٧‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَبَالِسَةَ كَانُوا مَلَائِكَةً لَمْ يَقْنَعُوا بِـ‍ «مَرْكَزِهِمِ ٱلْأَصْلِيِّ،‏ بَلْ تَخَلَّوْا عَنْ مَسْكِنِهِمِ ٱللَّائِقِ» لِلْحُصُولِ عَلَى مَا لَا يَحِقُّ لَهُمْ.‏ (‏يهوذا ٦؛‏ تكوين ٦:‏٢‏)‏ وَهُنَالِكَ أَيْضًا بَلْعَامُ،‏ عَخَانُ،‏ جِيحَزِي،‏ وَيَهُوذَا.‏ فَبَدَلَ أَنْ يَكُونُوا قَانِعِينَ بِنَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ سَمَحُوا لِلرَّغْبَةِ ٱلْجَامِحَةِ فِي ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ بِأَنْ تَجْعَلَهُمْ يَخُونُونَ ٱلثِّقَةَ،‏ مِمَّا أَغْرَقَهُمْ فِي ٱلْهَلَاكِ وَٱلدَّمَارِ.‏

١٠ اِنْسِجَامًا مَعَ حَضِّ يَسُوعَ،‏ بِأَيِّ هَدَفٍ يَنْبَغِي أَنْ ‹نُبْقِيَ عُيُونَنَا مَفْتُوحَةً›؟‏

١٠ وَكَمْ هُوَ مُلَائِمٌ أَنْ يَسْتَهِلَّ يَسُوعُ تَحْذِيرَهُ مِنَ ٱلطَّمَعِ بِعِبَارَةِ «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً»!‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا عَلَى ٱلْإِنْسَانِ أَنْ يَرَى أَنَّ شَخْصًا آخَرَ هُوَ جَشِعٌ أَوْ طَمَّاعٌ،‏ وَلكِنَّهُ نَادِرًا مَا يَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ يَمْتَلِكُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ.‏ وَقَدْ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ «مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلْأَذِيَّةِ».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ يَعْقُوبَ أَوْضَحَ أَنَّ ٱلرَّغْبَةَ ٱلْخَاطِئَةَ «مَتَى خَصِبَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً».‏ (‏يعقوب ١:‏١٥‏)‏ لِذلِكَ ٱنْسِجَامًا مَعَ حَضِّ يَسُوعَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ ‹نُبْقِيَ عُيُونَنَا مَفْتُوحَةً›،‏ لَا لِنُرَاقِبَ ٱلْآخَرِينَ وَنَرَى مَا إِذَا كَانُوا طَمَّاعِينَ،‏ بَلْ لِنَفْحَصَ أَنْفُسَنَا وَنَرَى إِلَامَ تَتُوقُ قُلُوبُنَا كَيْ ‹نَحْتَرِسَ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ›.‏

‏«‏مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ»‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ أَيُّ تَحْذِيرٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ قَدَّمَهُ يَسُوعُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى تَحْذِيرِ يَسُوعَ؟‏

١١ هُنَالِكَ سَبَبٌ آخَرُ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلِٱحْتِرَاسِ مِنَ ٱلطَّمَعِ.‏ فَبَعْدَمَا قَدَّمَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ قَالَ:‏ «مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ».‏ (‏لوقا ١٢:‏١٥‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّ ذلِكَ أَمْرٌ جَدِيرٌ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي عَصْرِنَا ٱلْمَادِّيِّ هذَا ٱلَّذِي يَعْتَبِرُ ٱلنَّاسُ فِيهِ ٱلْبَحْبُوحَةَ وَٱلِٱزْدِهَارَ مُرَادِفَيْنِ لِلسَّعَادَةِ وَٱلنَّجَاحِ.‏ فَكَلِمَاتُ يَسُوعَ عَنَتْ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلَّتِي تَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ فِعْلًا لَا تَعْتَمِدُ عَلَى ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ،‏ مَهْمَا كَانَتْ هذِهِ ٱلْمُمْتَلَكَاتُ كَثِيرَةً.‏

١٢ إِلَّا أَنَّ ٱلْبَعْضَ لَا يُوَافِقُونَ عَلَى هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ.‏ فَقَدْ يَقُولُونَ إِنَّ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةَ تَزِيدُ ٱلْحَيَاةَ رَاحَةً وَمُتْعَةً،‏ وَبِٱلتَّالِي تَجْعَلُهَا أَفْضَلَ.‏ لِذَا يُكَرِّسُونَ أَنْفُسَهُمْ لِأَعْمَالٍ تُتِيحُ لَهُمُ ٱقْتِنَاءَ كُلِّ مَا يَشْتَهُونَ مِنْ سِلَعٍ وَأَجْهِزَةٍ.‏ وَهذَا فِي رَأْيِهِمْ مَا يُؤَمِّنُ لَهُمْ حَيَاةً هَانِئَةً.‏ لكِنَّهُمْ بِتَفْكِيرِهِمْ هذَا يَغْفُلُونَ عَنِ ٱلنُّقْطَةِ ٱلَّتِي كَانَ يَرْمِي إِلَيْهَا يَسُوعُ.‏

١٣ مَا هِيَ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْمُتَّزِنَةُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ؟‏

١٣ بَدَلَ أَنْ يُرَكِّزَ يَسُوعُ هَلْ مِنَ ٱلصَّوَابِ أَوِ ٱلْخَطَإِ حِيَازَةُ مُمْتَلَكَاتٍ كَثِيرَةٍ،‏ شَدَّدَ أَنَّ حَيَاةَ ٱلْإِنْسَانِ لَيْسَتْ مِنْ «مُمْتَلَكَاتِهِ».‏ فَمِنَ ٱلْمُسَلَّمِ بِهِ أَنَّ ٱلشَّخْصَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْكَثِيرِ لِيَبْقَى عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ.‏ فَلَا يَلْزَمُهُ سِوَى ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ وَمَكَانٍ يَأْوِي إِلَيْهِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْغَنِيَّ لَدَيْهِ وَفْرَةٌ مِنْ هذِهِ ٱلْأُمُورِ وَٱلْفَقِيرَ يُجَاهِدُ لِتَأْمِينِ ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ،‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَغْنِيَاءَ وَٱلْفُقَرَاءَ كِلَيْهِمَا يَتَسَاوُونَ عِنْدَ ٱلْمَوْتِ.‏ (‏جامعة ٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ لِذلِكَ لِكَيْ يَكُونَ لِحَيَاةِ ٱلْمَرْءِ مَعْنًى وَقِيمَةٌ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ تَتَمَحْوَرَ فَقَطْ حَوْلَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَمْتَلِكَهَا ٱلشَّخْصُ.‏ وَهذَا مَا يَتَّضِحُ أَكْثَرَ عِنْدَمَا نَعْرِفُ مَا هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلَّتِي كَانَ يَسُوعُ يَتَحَدَّثُ عَنْهَا.‏

١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْمُسْتَخْدَمَةِ فِي رِوَايَةِ لُوقَا مُقَابِلَ كَلِمَةِ «حَيَاةٌ»؟‏

١٤ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ زوِه،‏ ٱلْمُسْتَخْدَمَةَ فِي إِنْجِيلِ لُوقَا مُقَابِلَ كَلِمَةِ «حَيَاةٌ» فِي عِبَارَةِ يَسُوعَ «لَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ»،‏ لَا تُشِيرُ إِلَى طَرِيقَةِ أَوْ نَمَطِ ٱلْحَيَاةِ بَلْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ نَفْسِهَا،‏ ٱلْحَيَاةِ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ.‏ * فَيَسُوعُ كَانَ يَقُولُ إِنَّهُ سَوَاءٌ كُنَّا أَغْنِيَاءَ أَوْ فُقَرَاءَ،‏ سَوَاءٌ كُنَّا نَعِيشُ حَيَاةَ رَفَاهِيَةٍ أَوْ بِٱلْكَادِ نَحْصُلُ عَلَى ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ،‏ فَنَحْنُ لَا نَتَحَكَّمُ فِي مَدَى حَيَاتِنَا أَوْ فِي مَا إِذَا كُنَّا سَنَعِيشُ حَتَّى ٱلْغَدِ.‏ قَالَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ:‏ «مَنْ مِنْكُمْ إِذَا حَمَلَ هَمًّا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى عُمْرِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟‏».‏ (‏متى ٦:‏٢٧‏)‏ وَيُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ يَهْوَه وَحْدَهُ هُوَ «يَنْبُوعُ ٱلْحَيَاةِ»،‏ وَٱلَّذِي يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْنَحَ ٱلْأُمَنَاءَ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ» أَوِ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ» سَوَاءٌ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ مزمور ٣٦:‏٩؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٢،‏ ١٩‏.‏

١٥ لِمَاذَا يَضَعُ كَثِيرُونَ ثِقَتَهُمْ فِي ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏

١٥ وَتُشِيرُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ كَمْ هُوَ سَهْلٌ أَنْ تَتَشَوَّهَ نَظْرَةُ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ فَٱلْأَغْنِيَاءُ وَٱلْفُقَرَاءُ عَلَى ٱلسَّوَاءِ هُمْ نَاقِصُونَ وَلِكِلَيْهِمَا ٱلْمَصِيرُ عَيْنُهُ.‏ ذَكَرَ مُوسَى:‏ «أَيَّامُ سِنِينَا سَبْعُونَ سَنَةً،‏ وَإِنْ كَانَتْ مَعَ ٱلْقُوَّةِ ثَمَانِينَ سَنَةً،‏ فَهِيَ مَلْآنَةٌ شَقَاءً وَأَذًى،‏ لِأَنَّهَا تَمُرُّ سَرِيعًا فَنَطِيرُ».‏ (‏مزمور ٩٠:‏١٠؛‏ ايوب ١٤:‏١،‏ ٢؛‏ ١ بطرس ١:‏٢٤‏)‏ لِذلِكَ غَالِبًا مَا يَتَبَنَّى ٱلَّذِينَ لَيْسَتْ لَدَيْهِمْ عَلَاقَةٌ جَيِّدَةٌ بِٱللهِ ٱلْمَوْقِفَ ٱلَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ،‏ لِأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٢‏)‏ أَمَّا آخَرُونَ فَيَرَوْنَ كَمِ ٱلْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ وَمُتَقَلِّبَةٌ،‏ لِذلِكَ يَسْعَوْنَ إِلَى إِيجَادِ ٱلْأَمَانِ وَٱلِٱسْتِقْرَارِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ فَرُبَّمَا يَزِيدُ ٱمْتِلَاكُ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ مِنْ شُعُورِهِمْ بِٱلْأَمَانِ.‏ لِذَا يَكْدَحُونَ لَيْلَ نَهَارَ لِتَكْدِيسِ ٱلثَّرَوَاتِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ،‏ إِذْ يَعْتَبِرُونَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأُمُورَ تَمْنَحُهُمْ شُعُورًا بِٱلْأَمَانِ وَٱلسَّعَادَةِ.‏ —‏ مزمور ٤٩:‏٦،‏ ١١،‏ ١٢‏.‏

مُسْتَقْبَلٌ مَضْمُونٌ

١٦ أَيُّ أَمْرٍ لَيْسَ لَهُ قِيمَةٌ حَقِيقِيَّةٌ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏

١٦ لَا شَكَّ أَنَّ عَيْشَ ٱلْمَرْءِ حَيَاةً مُتْرَفَةً —‏ أَيِ ٱمْتِلَاكَهُ وَفْرَةً مِنَ ٱلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ وَٱلْمَأْوَى وَغَيْرِهَا مِنْ وَسِائِلِ ٱلرَّاحَةِ —‏ يُسَاهِمُ فِي جَعْلِ حَيَاتِهِ مُرِيحَةً أَكْثَرَ أَوْ حَتَّى يُتِيحُ لَهُ ٱلْحُصُولَ عَلَى عِنَايَةٍ طِبِّيَّةٍ أَفْضَلَ.‏ وَهذَا مَا يَزِيدُ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ عَلَى عُمْرِهِ.‏ وَلكِنْ هَلْ حَيَاةٌ كَهذِهِ هِيَ ذَاتُ مَعْنًى أَوْ تَمْنَحُ شُعُورًا بِٱلْأَمْنِ؟‏ فِي ٱلْوَاقِعِ،‏ إِنَّ مَا لَهُ قِيمَةٌ حَقِيقِيَّةٌ فِي ٱلْحَيَاةِ لَيْسَ عَدَدَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي يَعِيشُهَا ٱلْمَرْءُ أَوْ كَمِّيَّةَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلَّتِي يَمْتَلِكُهَا وَيَسْتَخْدِمُهَا.‏ فَقَدْ حَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِنْ خَطَرِ ٱلثِّقَةِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِأُمُورٍ كَهذِهِ.‏ كَتَبَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ قَائِلًا:‏ «أَوْصِ ٱلْأَغْنِيَاءَ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ أَلَّا يَكُونُوا مُتَشَامِخِي ٱلْفِكْرِ،‏ وَلَا يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ،‏ بَلْ عَلَى ٱللهِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧‏.‏

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ أَيُّ مِثَالَيْنِ بَارِزَيْنِ فِي مَا يَخُصُّ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةَ هُمَا جَدِيرَانِ بِٱلِٱقْتِدَاءِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَثَلٍ قَدَّمَهُ يَسُوعُ سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٧ إِنَّ إِلْقَاءَ ٱلْمَرْءِ رَجَاءَهُ عَلَى ٱلْغِنَى لَيْسَ بِٱلْمَسْلَكِ ٱلْحَكِيمِ لِأَنَّ ٱلْغِنَى ‹غَيْرُ ثَابِتٍ›.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ رَغْمَ أَنَّ ٱلْأَبَ ٱلْجَلِيلَ أَيُّوبَ كَانَ وَاسِعَ ٱلثَّرَاءِ،‏ فَغِنَاهُ لَمْ يُفِدْهُ بِشَيْءٍ عِنْدَمَا نَزَلَتْ بِهِ ٱلْكَارِثَةُ فَجْأَةً لِأَنَّهُ خَسِرَهُ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ فَإِنَّ عَلَاقَتَهُ ٱلْمَتِينَةَ بِٱللهِ هِيَ مَا حَفِظَهُ عَبْرَ كُلِّ ٱلْمِحَنِ وَٱلضِّيقَاتِ.‏ (‏ايوب ١:‏١،‏ ٣،‏ ٢٠-‏٢٢‏)‏ هُنَالِكَ أَيْضًا مِثَالُ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي لَمْ يَسْمَحْ لِمُمْتَلَكَاتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ أَنْ تَمْنَعَهُ مِنْ قُبُولِ تَعْيِينٍ صَعْبٍ مِنْ يَهْوَه.‏ لِذلِكَ بَارَكَهُ يَهْوَه،‏ فَصَارَ «أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏تكوين ١٢:‏١،‏ ٤؛‏ ١٧:‏٤-‏٦‏)‏ إِنَّ أَيُّوبَ وَإِبْرَاهِيمَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ هُمْ أَمْثِلَةٌ جَدِيرَةٌ بِٱلِٱقْتِدَاءِ.‏ وَسَوَاءٌ كُنَّا صِغَارًا أَوْ كِبَارًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا لِنَرَى مَا هُوَ فِعْلًا أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِنَا وَعَلَامَ نُلْقِي رَجَاءَنَا.‏ —‏ افسس ٥:‏١٠؛‏ فيلبي ١:‏١٠‏.‏

١٨ حَقًّا،‏ إِنَّ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْوَجِيزَةَ عَنِ ٱلطَّمَعِ وَٱلنَّظْرَةِ ٱلصَّائِبَةِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ مُهِمَّةٌ وَتَعْلِيمِيَّةٌ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ كَانَ يُفَكِّرُ فِي أَمْرٍ آخَرَ.‏ لِذلِكَ تَابَعَ حَدِيثَهُ وَأَعْطَى مَثَلًا يَحُثُّ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ عَنْ إِنْسَانٍ غَنِيٍّ عَدِيمِ ٱلتَّعَقُّلِ.‏ فَكَيْفَ يَنْطَبِقُ هذَا ٱلْمَثَلُ عَلَى حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمَ؟‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُ؟‏ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 14‏ هُنَالِكَ كَلِمَةٌ يُونَانِيَّةٌ أُخْرَى تُتَرْجَمُ إِلَى «حَيَاةٌ» وَهِيَ بِيُوس،‏ ٱلَّتِي مِنْهَا تَأْتِي كَلِمَاتٌ مِثْلُ «بِيُوغْرَافْيَا» وَ «بِيُولُوجْيَا».‏ فَٱسْتِنَادًا إِلَى قَامُوسُ ڤَايْنَ ٱلتَّفْسِيرِيُّ لِكَلِمَاتِ ٱلْعَهْدَيْنِ ٱلْقَدِيمِ وَٱلْجَدِيدِ ‏(‏بالانكليزية)‏ تُشِيرُ بِيُوس إِلَى «فَتْرَةِ أَوْ مَدَى ٱلْحَيَاةِ»،‏ «طَرِيقَةِ ٱلْحَيَاةِ»،‏ وَ «سُبُلِ ٱلْحَيَاةِ».‏

مَا هُوَ جَوَابُكُمْ؟‏

‏• مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رَفْضِ يَسُوعَ تَلْبِيَةَ طَلَبِ أَحَدِ ٱلرِّجَالِ بَيْنَ ٱلْجُمُوعِ؟‏

‏• لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَحْتَرِسَ مِنَ ٱلطَّمَعِ،‏ وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذلِكَ؟‏

‏• لِمَاذَا حَيَاةُ ٱلْإِنْسَانِ لَيْسَتْ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏

‏• مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَنَا نَشْعُرُ بِٱلْأَمْنِ وَنَعِيشُ حَيَاةً أَفْضَلَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

لِمَاذَا لَمْ يُلَبِّ يَسُوعُ طَلَبَ أَحَدِ ٱلرِّجَالِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ ٱلطَّمَعُ إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ

‏[الصورتان في الصفحة ٢٥]‏

كَيْفَ أَظْهَرَ إِبْرَاهِيمُ أَنَّ لَدَيْهِ نَظْرَةً صَائِبَةً إِلَى ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏