«احترسوا من كل نوع من الطمع»
«اِحْتَرِسُوا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ»
«مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ». — لوقا ١٢:١٥.
١، ٢ (أ) مَاذَا تُلَاحِظُونَ بِشَأْنِ ٱهْتِمَامَاتِ ٱلنَّاسِ وَمَسَاعِيهِمْ فِي أَيَّامِنَا؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا هذِهِ ٱلْمَوَاقِفُ؟
يَعْتَبِرُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ أَنَّ أُمُورًا كَٱلْمَالِ، ٱلْمُمْتَلَكَاتِ، ٱلْمَرْكَزِ، ٱلْوَظَائِفِ ذَاتِ ٱلرَّوَاتِبِ ٱلْعَالِيَةِ، وَٱلْعَائِلَةِ هِيَ مِقْيَاسُ ٱلنَّجَاحِ أَوِ ٱلضَّمَانُ لِمُسْتَقْبَلٍ آمِنٍ. فَفِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلْغَنِيَّةِ وَٱلْفَقِيرَةِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ، تَتَرَكَّزُ ٱهْتِمَامَاتُ وَمَسَاعِي أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ عَلَى ٱلرِّبْحِ ٱلْمَادِّيِّ وَٱلنَّجَاحِ فِي حِينِ أَنَّ ٱهْتِمَامَهُمْ بِٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ ضَئِيلٌ، لَا بَلْ مَعْدُومٌ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ.
٢ وَهذَا مَا أَنْبَأَ بِهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حِينَ قَالَ: «فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ حَرِجَةٌ. فَإِنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، . . . مُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ للهِ، لَهُمْ شَكْلُ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ وَلٰكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهُ». (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) وَبِمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَحْتَكُّونَ يَوْمِيًّا بِأَشْخَاصٍ كَهؤُلَاءِ، فَهُمْ يَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ مُسْتَمِرٍّ كَيْ يُشَاكِلُوا هذَا ٱلنَّمَطَ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ وَٱلْحَيَاةِ. فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مُقَاوَمَةِ جُهُودِ ٱلْعَالَمِ ‹لِيَضْغَطَنَا فِي قَالَبِهِ›؟ — روما ١٢:٢، العهد الجديد بالانكليزية العصرية، ترجمة ج. ب. فيلپس.
٣ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ سَنُنَاقِشُهَا ٱلْآنَ؟
٣ زَوَّدَنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، «ٱلْوَكِيلُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلُهُ»، بِدُرُوسٍ قَيِّمَةٍ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. (عبرانيين ١٢:٢) فَعِنْدَمَا كَانَ يَتَحَدَّثُ ذَاتَ مَرَّةٍ إِلَى ٱلْجُمُوعِ عَنْ مَسَائِلَ رُوحِيَّةٍ، قَاطَعَ رَجُلٌ ٱلْحَدِيثَ قَائِلًا: «يَا مُعَلِّمُ، قُلْ لِأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي ٱلْمِيرَاثَ». فَقَدَّمَ يَسُوعُ فِي جَوَابِهِ لِهذَا ٱلرَّجُلِ وَلِكُلِّ ٱلْمُسْتَمِعِينَ مَشُورَةً بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ، مُحَذِّرًا إِيَّاهُمْ بِشِدَّةٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ. وَدَعَمَ هذَا ٱلتَّحْذِيرَ بِمَثَلٍ يَحُثُّ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ. وَيَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُصْغِيَ لِمَا قَالَهُ يَسُوعُ آنَذَاكَ وَنَرَى كَيْفَ نَسْتَفِيدُ إِذَا طَبَّقْنَاهُ فِي حَيَاتِنَا. — لوقا ١٢:١٣-٢١.
طَلَبٌ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ
٤ لِمَاذَا كَانَتْ مُقَاطَعَةُ ٱلرَّجُلِ لِيَسُوعَ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا؟
٤ قَبْلَمَا قَاطَعَ ٱلرَّجُلُ ٱلْحَدِيثَ، كَانَ يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ مَعَ تَلَامِيذِهِ وَأَشْخَاصٍ آخَرِينَ عَنِ ٱلِٱحْتِرَاسِ مِنَ ٱلرِّيَاءِ، ٱمْتِلَاكِ ٱلْجُرْأَةِ لِلِٱعْتِرَافِ بِٱتِّحَادِهِمْ بِٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ، وَنَيْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (لوقا ١٢:١-١٢) وَلَا شَكَّ أَنَّ هذِهِ مَوَاضِيعُ حَيَوِيَّةٌ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِيهَا ٱلتَّلَامِيذُ. وَلكِنْ فِي خِضَمِّ هذِهِ ٱلْمُحَادَثَةِ ٱلَّتِي تَحُثُّ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ، قَاطَعَهُ ٱلرَّجُلُ فَجْأَةً وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَحْكُمَ فِي نِزَاعٍ عَائِلِيٍّ حَوْلَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ. وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ كَانَتْ مَسْأَلَةً عَائِلِيَّةً، بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ دَرْسًا مُهِمًّا مِنْ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ.
٥ مَاذَا كَشَفَ طَلَبُ ٱلرَّجُلِ عَنْهُ؟
٥ يُقَالُ إِنَّ «ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي يُفَكِّرُ فِيهَا ٱلْمَرْءُ وَهُوَ يَسْتَمِعُ إِلَى عِظَةٍ دِينِيَّةٍ غَالِبًا مَا تَكْشِفُ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ». فَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ يَتَحَدَّثُ عَنْ أُمُورٍ رُوحِيَّةٍ مُهِمَّةٍ، كَانَ ٱلرَّجُلُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ يُفَكِّرُ فِي مَا يُمْكِنُهُ فِعْلُهُ لِتَحْسِينِ وَضْعِهِ ٱلْمَالِيِّ. وَٱلرِّوَايَةُ لَا تَذْكُرُ هَلْ لَدَيْهِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَعْتَبِرَ نَفْسَهُ مَغْبُونًا فِي قَضِيَّةِ ٱلْمِيرَاثِ. وَلَرُبَّمَا كَانَ يُحَاوِلُ ٱلِٱسْتِفَادَةَ اشعيا ١١:٣، ٤؛ متى ٢٢:١٦) عَلَى أَيَّةِ حَالٍ، كَشَفَ طَلَبُ هذَا ٱلرَّجُلِ أَنَّ لَدَيْهِ مُشْكِلَةً: قِلَّةُ تَقْدِيرٍ فَاضِحَةٌ لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ. أَفَلَيْسَ هذَا سَبَبًا وَجِيهًا يَحُثُّنَا أَنْ نَمْتَحِنَ أَنْفُسَنَا؟ مَثَلًا، مِنَ ٱلسَّهْلِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَنْ نَدَعَ ٱنْتِبَاهَنَا يَتَشَتَّتُ أَوْ أَنْ نُفَكِّرَ فِي مَا سَنَفْعَلُهُ لَاحِقًا. بَدَلًا مِنْ ذلِكَ، يَنْبَغِي أَنْ نُصْغِيَ لِمَا يُقَالُ وَنُفَكِّرَ فِي طَرَائِقَ لِتَطْبِيقِ ٱلْمَعْلُومَاتِ بُغْيَةَ تَحْسِينِ عَلَاقَتِنَا بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ يَهْوَه ٱللهِ وَرُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ. — مزمور ٢٢:٢٢؛ مرقس ٤:٢٤.
مِنْ سُلْطَةِ يَسُوعَ وَصِيتِهِ أَنَّهُ يَقْضِي بِأَحْكَامٍ سَلِيمَةٍ فِي شُؤُونِ ٱلنَّاسِ. (٦ لِمَاذَا لَمْ يُلَبِّ يَسُوعُ طَلَبَ ٱلرَّجُلِ؟
٦ وَمَهْمَا كَانَ ٱلسَّبَبُ ٱلَّذِي دَفَعَ ٱلرَّجُلَ إِلَى تَقْدِيمِ هذَا ٱلطَّلَبِ، فَإِنَّ يَسُوعَ لَمْ يُلَبِّ طَلَبَهُ. بِٱلْأَحْرَى، قَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ، مَنْ عَيَّنَنِي عَلَيْكُمْ قَاضِيًا أَوْ مُقَسِّمًا؟». (لوقا ١٢:١٤) بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، كَانَ يَسُوعُ يُشِيرُ إِلَى أَمْرٍ كَانَ ٱلنَّاسُ يَعْرِفُونَهُ. فَقَدْ نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ أَنْ يُعَيَّنَ قُضَاةٌ فِي ٱلْمُدُنِ لِيَحْكُمُوا فِي مَسَائِلَ كَهذِهِ. (تثنية ١٦:١٨-٢٠؛ ٢١:١٥-١٧؛ راعوث ٤:١، ٢) أَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ ٱهْتِمَامُهُ مُرَكَّزًا عَلَى مَسَائِلَ أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً: اَلشَّهَادَةُ لِحَقِّ ٱلْمَلَكُوتِ وَتَعْلِيمُ ٱلنَّاسِ مَشِيئَةَ ٱللهِ. (يوحنا ١٨:٣٧) اِقْتِدَاءً بِيَسُوعَ، نَحْنُ لَا نَدَعُ ٱلْمَسَائِلَ ٱلدُّنْيَوِيَّةَ تُلْهِينَا، بَلْ نُخَصِّصُ وَقْتَنَا وَنَبْذُلُ طَاقَتَنَا لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ وَ ‹تَلْمَذَةِ أُنَاسٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›. — متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩.
اَلِٱحْتِرَاسُ مِنَ ٱلطَّمَعِ
٧ أَيَّةُ كَلِمَاتٍ تَنِمُّ عَنْ بَصِيرَةٍ ثَاقِبَةٍ تَفَوَّهَ بِهَا يَسُوعُ؟
٧ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ قَادِرٌ عَلَى تَمْيِيزِ نِيَّاتِ ٱلْقَلْبِ، فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ أَمْرًا أَهَمَّ يَكْمُنُ وَرَاءَ طَلَبِ ٱلرَّجُلِ. لِذلِكَ بَدَلًا مِنْ مُجَرَّدِ رَفْضِ تَلْبِيَةِ طَلَبِهِ، بَلَغَ يَسُوعُ صَمِيمَ ٱلْمَسْأَلَةِ حِينَ قَالَ: «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً وَٱحْتَرِسُوا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ، لِأَنَّهُ مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ». — لوقا ١٢:١٥.
٨ مَا هُوَ ٱلطَّمَعُ، وَإِلَامَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ؟
٨ وَٱلطَّمَعُ لَيْسَ مُجَرَّدَ رَغْبَةٍ فِي ٱمْتِلَاكِ ٱلْمَالِ أَوْ غَيْرِ ذلِكَ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَهَا ٱسْتِخْدَامٌ أَوْ هَدَفٌ لَائِقٌ. فَهُوَ رَغْبَةٌ جَامِحَةٌ فِي ٱلثَّرْوَةِ، أَوِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ، أَوْ حَتَّى مُمْتَلَكَاتِ ٱلْآخَرِينَ. فَقَدْ يَشْمُلُ ٱلطَّمَعُ نَهَمًا لَا يَرْتَوِي لِٱمْتِلَاكِ أَشْيَاءَ رُبَّمَا تَكُونُ لِلْآخَرِينَ، وَذلِكَ لِمُجَرَّدِ ٱمْتِلَاكِهَا، دُونَ ٱلتَّفْكِيرِ هَلْ هُنَالِكَ حَاجَةٌ فِعْلِيَّةٌ إِلَى هذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ أَوْ دُونَ ٱلْأَخْذِ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ تَأْثِيرَ هذَا ٱلْأَمْرِ فِي ٱلْآخَرِينَ. وَٱلشَّخْصُ ٱلطَّمَّاعُ يَسْمَحُ لِلشَّيْءِ ٱلَّذِي يَشْتَهِيهِ بِأَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَى تَفْكِيرِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ بِحَيْثُ يَصِيرُ إِلهًا لَهُ. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْجَشِعَ هُوَ بِمَثَابَةِ عَابِدِ أَصْنَامٍ، وَعَابِدُ ٱلْأَصْنَامِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ. — افسس ٥:٥؛ كولوسي ٣:٥.
٩ مَا هِيَ بَعْضُ أَشْكَالِ ٱلطَّمَعِ، وَأَيَّةُ أَمْثِلَةٍ هُنَالِكَ لِأَفْرَادٍ أَعْرَبُوا عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ؟
٩ مِنَ ٱلْمُثِيرِ لِلِٱهْتِمَامِ أَنَّ يَسُوعَ حَذَّرَ مِنْ «كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ»، مِمَّا يَدُلُّ أَنَّ لِلطَّمَعِ أَشْكَالًا مُخْتَلِفَةً. وَٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأَخِيرَةُ مِنَ ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرِ عَدَّدَتْ بَعْضَ هذِهِ ٱلْأَشْكَالِ: «لَا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. وَلَا تَشْتَهِ زَوْجَةَ قَرِيبِكَ وَلَا عَبْدَهُ وَلَا أَمَتَهُ وَلَا ثَوْرَهُ وَلَا حِمَارَهُ وَلَا شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ». (خروج ٢٠:١٧) وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ زَاخِرٌ بِأَمْثِلَةٍ عَنْ أَفْرَادٍ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً جَسِيمَةً بِسَبَبِ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلطَّمَعِ. مَثَلًا، كَانَ ٱلشَّيْطَانُ أَوَّلَ مَنِ ٱشْتَهَى مَا هُوَ لِسِوَاهُ: اَلْمَجْدُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلسُّلْطَةُ ٱلَّتِي لَا تَحِقُّ إِلَّا لِيَهْوَه. (رؤيا ٤:١١) وَٱشْتَهَتْ حَوَّاءُ حَقَّ ٱلتَّقْرِيرِ لِنَفْسِهَا مَا هُوَ صَوَابٌ وَمَا هُوَ خَطَأٌ، وَهذَا مَا أَدْخَلَ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ إِلَى حَيَاةِ كُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. (تكوين ٣:٤-٧) كَمَا أَنَّ ٱلْأَبَالِسَةَ كَانُوا مَلَائِكَةً لَمْ يَقْنَعُوا بِـ «مَرْكَزِهِمِ ٱلْأَصْلِيِّ، بَلْ تَخَلَّوْا عَنْ مَسْكِنِهِمِ ٱللَّائِقِ» لِلْحُصُولِ عَلَى مَا لَا يَحِقُّ لَهُمْ. (يهوذا ٦؛ تكوين ٦:٢) وَهُنَالِكَ أَيْضًا بَلْعَامُ، عَخَانُ، جِيحَزِي، وَيَهُوذَا. فَبَدَلَ أَنْ يَكُونُوا قَانِعِينَ بِنَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ، سَمَحُوا لِلرَّغْبَةِ ٱلْجَامِحَةِ فِي ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ بِأَنْ تَجْعَلَهُمْ يَخُونُونَ ٱلثِّقَةَ، مِمَّا أَغْرَقَهُمْ فِي ٱلْهَلَاكِ وَٱلدَّمَارِ.
١٠ اِنْسِجَامًا مَعَ حَضِّ يَسُوعَ، بِأَيِّ هَدَفٍ يَنْبَغِي أَنْ ‹نُبْقِيَ عُيُونَنَا مَفْتُوحَةً›؟
١٠ وَكَمْ هُوَ مُلَائِمٌ أَنْ يَسْتَهِلَّ يَسُوعُ تَحْذِيرَهُ مِنَ ٱلطَّمَعِ بِعِبَارَةِ «أَبْقُوا عُيُونَكُمْ مَفْتُوحَةً»! لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا عَلَى ٱلْإِنْسَانِ أَنْ يَرَى أَنَّ شَخْصًا آخَرَ هُوَ جَشِعٌ أَوْ طَمَّاعٌ، وَلكِنَّهُ نَادِرًا مَا يَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ يَمْتَلِكُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ. وَقَدْ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ «مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلْأَذِيَّةِ». (١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠) كَمَا أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ يَعْقُوبَ أَوْضَحَ أَنَّ ٱلرَّغْبَةَ ٱلْخَاطِئَةَ «مَتَى خَصِبَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً». (يعقوب ١:١٥) لِذلِكَ ٱنْسِجَامًا مَعَ حَضِّ يَسُوعَ، يَنْبَغِي أَنْ ‹نُبْقِيَ عُيُونَنَا مَفْتُوحَةً›، لَا لِنُرَاقِبَ ٱلْآخَرِينَ وَنَرَى مَا إِذَا كَانُوا طَمَّاعِينَ، بَلْ لِنَفْحَصَ أَنْفُسَنَا وَنَرَى إِلَامَ تَتُوقُ قُلُوبُنَا كَيْ ‹نَحْتَرِسَ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ›.
«مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ»
١١، ١٢ (أ) أَيُّ تَحْذِيرٍ مِنَ ٱلطَّمَعِ قَدَّمَهُ يَسُوعُ؟ (ب) لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى تَحْذِيرِ يَسُوعَ؟
١١ هُنَالِكَ سَبَبٌ آخَرُ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلِٱحْتِرَاسِ مِنَ ٱلطَّمَعِ. فَبَعْدَمَا قَدَّمَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ قَالَ: «مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ». (لوقا ١٢:١٥) لَا شَكَّ أَنَّ ذلِكَ أَمْرٌ جَدِيرٌ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي عَصْرِنَا ٱلْمَادِّيِّ هذَا ٱلَّذِي يَعْتَبِرُ ٱلنَّاسُ فِيهِ ٱلْبَحْبُوحَةَ وَٱلِٱزْدِهَارَ مُرَادِفَيْنِ لِلسَّعَادَةِ وَٱلنَّجَاحِ. فَكَلِمَاتُ يَسُوعَ عَنَتْ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلَّتِي تَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ فِعْلًا لَا تَعْتَمِدُ عَلَى ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ، مَهْمَا كَانَتْ هذِهِ ٱلْمُمْتَلَكَاتُ كَثِيرَةً.
١٢ إِلَّا أَنَّ ٱلْبَعْضَ لَا يُوَافِقُونَ عَلَى هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ. فَقَدْ يَقُولُونَ إِنَّ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةَ تَزِيدُ ٱلْحَيَاةَ رَاحَةً وَمُتْعَةً، وَبِٱلتَّالِي تَجْعَلُهَا أَفْضَلَ. لِذَا يُكَرِّسُونَ أَنْفُسَهُمْ لِأَعْمَالٍ تُتِيحُ لَهُمُ ٱقْتِنَاءَ كُلِّ مَا يَشْتَهُونَ مِنْ سِلَعٍ وَأَجْهِزَةٍ. وَهذَا فِي رَأْيِهِمْ مَا يُؤَمِّنُ لَهُمْ حَيَاةً هَانِئَةً. لكِنَّهُمْ بِتَفْكِيرِهِمْ هذَا يَغْفُلُونَ عَنِ ٱلنُّقْطَةِ ٱلَّتِي كَانَ يَرْمِي إِلَيْهَا يَسُوعُ.
١٣ مَا هِيَ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْمُتَّزِنَةُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ؟
جامعة ٩:٥، ٦) لِذلِكَ لِكَيْ يَكُونَ لِحَيَاةِ ٱلْمَرْءِ مَعْنًى وَقِيمَةٌ، لَا يَجِبُ أَنْ تَتَمَحْوَرَ فَقَطْ حَوْلَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَمْتَلِكَهَا ٱلشَّخْصُ. وَهذَا مَا يَتَّضِحُ أَكْثَرَ عِنْدَمَا نَعْرِفُ مَا هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلَّتِي كَانَ يَسُوعُ يَتَحَدَّثُ عَنْهَا.
١٣ بَدَلَ أَنْ يُرَكِّزَ يَسُوعُ هَلْ مِنَ ٱلصَّوَابِ أَوِ ٱلْخَطَإِ حِيَازَةُ مُمْتَلَكَاتٍ كَثِيرَةٍ، شَدَّدَ أَنَّ حَيَاةَ ٱلْإِنْسَانِ لَيْسَتْ مِنْ «مُمْتَلَكَاتِهِ». فَمِنَ ٱلْمُسَلَّمِ بِهِ أَنَّ ٱلشَّخْصَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْكَثِيرِ لِيَبْقَى عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ. فَلَا يَلْزَمُهُ سِوَى ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ وَمَكَانٍ يَأْوِي إِلَيْهِ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْغَنِيَّ لَدَيْهِ وَفْرَةٌ مِنْ هذِهِ ٱلْأُمُورِ وَٱلْفَقِيرَ يُجَاهِدُ لِتَأْمِينِ ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ، غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَغْنِيَاءَ وَٱلْفُقَرَاءَ كِلَيْهِمَا يَتَسَاوُونَ عِنْدَ ٱلْمَوْتِ. (١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْمُسْتَخْدَمَةِ فِي رِوَايَةِ لُوقَا مُقَابِلَ كَلِمَةِ «حَيَاةٌ»؟
١٤ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ زوِه، ٱلْمُسْتَخْدَمَةَ فِي إِنْجِيلِ لُوقَا مُقَابِلَ كَلِمَةِ «حَيَاةٌ» فِي عِبَارَةِ يَسُوعَ «لَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ»، لَا تُشِيرُ إِلَى طَرِيقَةِ أَوْ نَمَطِ ٱلْحَيَاةِ بَلْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ نَفْسِهَا، ٱلْحَيَاةِ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ. * فَيَسُوعُ كَانَ يَقُولُ إِنَّهُ سَوَاءٌ كُنَّا أَغْنِيَاءَ أَوْ فُقَرَاءَ، سَوَاءٌ كُنَّا نَعِيشُ حَيَاةَ رَفَاهِيَةٍ أَوْ بِٱلْكَادِ نَحْصُلُ عَلَى ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ، فَنَحْنُ لَا نَتَحَكَّمُ فِي مَدَى حَيَاتِنَا أَوْ فِي مَا إِذَا كُنَّا سَنَعِيشُ حَتَّى ٱلْغَدِ. قَالَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ: «مَنْ مِنْكُمْ إِذَا حَمَلَ هَمًّا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى عُمْرِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟». (متى ٦:٢٧) وَيُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ يَهْوَه وَحْدَهُ هُوَ «يَنْبُوعُ ٱلْحَيَاةِ»، وَٱلَّذِي يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْنَحَ ٱلْأُمَنَاءَ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ» أَوِ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ» سَوَاءٌ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ. — مزمور ٣٦:٩؛ ١ تيموثاوس ٦:١٢، ١٩.
١٥ لِمَاذَا يَضَعُ كَثِيرُونَ ثِقَتَهُمْ فِي ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟
١٥ وَتُشِيرُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ كَمْ هُوَ سَهْلٌ أَنْ تَتَشَوَّهَ نَظْرَةُ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. فَٱلْأَغْنِيَاءُ وَٱلْفُقَرَاءُ عَلَى ٱلسَّوَاءِ هُمْ نَاقِصُونَ وَلِكِلَيْهِمَا ٱلْمَصِيرُ عَيْنُهُ. ذَكَرَ مُوسَى: «أَيَّامُ سِنِينَا سَبْعُونَ سَنَةً، وَإِنْ كَانَتْ مَعَ ٱلْقُوَّةِ ثَمَانِينَ سَنَةً، فَهِيَ مَلْآنَةٌ شَقَاءً وَأَذًى، لِأَنَّهَا تَمُرُّ سَرِيعًا فَنَطِيرُ». (مزمور ٩٠:١٠؛ ايوب ١٤:١، ٢؛ ١ بطرس ١:٢٤) لِذلِكَ غَالِبًا مَا يَتَبَنَّى ٱلَّذِينَ لَيْسَتْ لَدَيْهِمْ عَلَاقَةٌ جَيِّدَةٌ بِٱللهِ ٱلْمَوْقِفَ ٱلَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ، لِأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ». (١ كورنثوس ١٥:٣٢) أَمَّا آخَرُونَ فَيَرَوْنَ كَمِ ٱلْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ وَمُتَقَلِّبَةٌ، لِذلِكَ يَسْعَوْنَ إِلَى إِيجَادِ ٱلْأَمَانِ وَٱلِٱسْتِقْرَارِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ. فَرُبَّمَا يَزِيدُ ٱمْتِلَاكُ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ مِنْ شُعُورِهِمْ بِٱلْأَمَانِ. لِذَا يَكْدَحُونَ لَيْلَ نَهَارَ لِتَكْدِيسِ ٱلثَّرَوَاتِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ، إِذْ يَعْتَبِرُونَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأُمُورَ تَمْنَحُهُمْ شُعُورًا بِٱلْأَمَانِ وَٱلسَّعَادَةِ. — مزمور ٤٩:٦، ١١، ١٢.
مُسْتَقْبَلٌ مَضْمُونٌ
١٦ أَيُّ أَمْرٍ لَيْسَ لَهُ قِيمَةٌ حَقِيقِيَّةٌ فِي ٱلْحَيَاةِ؟
١٦ لَا شَكَّ أَنَّ عَيْشَ ٱلْمَرْءِ حَيَاةً مُتْرَفَةً — أَيِ ٱمْتِلَاكَهُ وَفْرَةً مِنَ ٱلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ وَٱلْمَأْوَى وَغَيْرِهَا مِنْ وَسِائِلِ ٱلرَّاحَةِ — يُسَاهِمُ فِي جَعْلِ حَيَاتِهِ مُرِيحَةً أَكْثَرَ أَوْ حَتَّى يُتِيحُ لَهُ ٱلْحُصُولَ عَلَى عِنَايَةٍ طِبِّيَّةٍ أَفْضَلَ. وَهذَا مَا يَزِيدُ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ عَلَى عُمْرِهِ. وَلكِنْ هَلْ حَيَاةٌ كَهذِهِ هِيَ ذَاتُ مَعْنًى أَوْ تَمْنَحُ شُعُورًا بِٱلْأَمْنِ؟ فِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّ مَا لَهُ قِيمَةٌ حَقِيقِيَّةٌ فِي ٱلْحَيَاةِ لَيْسَ عَدَدَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي يَعِيشُهَا ٱلْمَرْءُ أَوْ كَمِّيَّةَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلَّتِي يَمْتَلِكُهَا وَيَسْتَخْدِمُهَا. فَقَدْ حَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِنْ خَطَرِ ٱلثِّقَةِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ بِأُمُورٍ كَهذِهِ. كَتَبَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ قَائِلًا: «أَوْصِ ٱلْأَغْنِيَاءَ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ أَلَّا يَكُونُوا مُتَشَامِخِي ٱلْفِكْرِ، وَلَا يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ، بَلْ عَلَى ٱللهِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا». — ١ تيموثاوس ٦:١٧.
١٧، ١٨ (أ) أَيُّ مِثَالَيْنِ بَارِزَيْنِ فِي مَا يَخُصُّ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةَ هُمَا جَدِيرَانِ بِٱلِٱقْتِدَاءِ؟ (ب) أَيُّ مَثَلٍ قَدَّمَهُ يَسُوعُ سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ إِنَّ إِلْقَاءَ ٱلْمَرْءِ رَجَاءَهُ عَلَى ٱلْغِنَى لَيْسَ بِٱلْمَسْلَكِ ٱلْحَكِيمِ لِأَنَّ ٱلْغِنَى ‹غَيْرُ ثَابِتٍ›. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، رَغْمَ أَنَّ ٱلْأَبَ ٱلْجَلِيلَ أَيُّوبَ كَانَ وَاسِعَ ٱلثَّرَاءِ، فَغِنَاهُ لَمْ يُفِدْهُ بِشَيْءٍ عِنْدَمَا نَزَلَتْ بِهِ ٱلْكَارِثَةُ فَجْأَةً لِأَنَّهُ خَسِرَهُ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا. بِٱلْأَحْرَى، فَإِنَّ عَلَاقَتَهُ ٱلْمَتِينَةَ بِٱللهِ هِيَ مَا حَفِظَهُ عَبْرَ كُلِّ ٱلْمِحَنِ وَٱلضِّيقَاتِ. (ايوب ١:١، ٣، ٢٠-٢٢) هُنَالِكَ أَيْضًا مِثَالُ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي لَمْ يَسْمَحْ لِمُمْتَلَكَاتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ أَنْ تَمْنَعَهُ مِنْ قُبُولِ تَعْيِينٍ صَعْبٍ مِنْ يَهْوَه. لِذلِكَ بَارَكَهُ يَهْوَه، فَصَارَ «أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ». (تكوين ١٢:١، ٤؛ ١٧:٤-٦) إِنَّ أَيُّوبَ وَإِبْرَاهِيمَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ هُمْ أَمْثِلَةٌ جَدِيرَةٌ بِٱلِٱقْتِدَاءِ. وَسَوَاءٌ كُنَّا صِغَارًا أَوْ كِبَارًا، يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا لِنَرَى مَا هُوَ فِعْلًا أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِنَا وَعَلَامَ نُلْقِي رَجَاءَنَا. — افسس ٥:١٠؛ فيلبي ١:١٠.
١٨ حَقًّا، إِنَّ كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْوَجِيزَةَ عَنِ ٱلطَّمَعِ وَٱلنَّظْرَةِ ٱلصَّائِبَةِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ مُهِمَّةٌ وَتَعْلِيمِيَّةٌ. لكِنَّ يَسُوعَ كَانَ يُفَكِّرُ فِي أَمْرٍ آخَرَ. لِذلِكَ تَابَعَ حَدِيثَهُ وَأَعْطَى مَثَلًا يَحُثُّ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ عَنْ إِنْسَانٍ غَنِيٍّ عَدِيمِ ٱلتَّعَقُّلِ. فَكَيْفَ يَنْطَبِقُ هذَا ٱلْمَثَلُ عَلَى حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمَ؟ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُ؟ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.
[الحاشية]
^ الفقرة 14 هُنَالِكَ كَلِمَةٌ يُونَانِيَّةٌ أُخْرَى تُتَرْجَمُ إِلَى «حَيَاةٌ» وَهِيَ بِيُوس، ٱلَّتِي مِنْهَا تَأْتِي كَلِمَاتٌ مِثْلُ «بِيُوغْرَافْيَا» وَ «بِيُولُوجْيَا». فَٱسْتِنَادًا إِلَى قَامُوسُ ڤَايْنَ ٱلتَّفْسِيرِيُّ لِكَلِمَاتِ ٱلْعَهْدَيْنِ ٱلْقَدِيمِ وَٱلْجَدِيدِ (بالانكليزية) تُشِيرُ بِيُوس إِلَى «فَتْرَةِ أَوْ مَدَى ٱلْحَيَاةِ»، «طَرِيقَةِ ٱلْحَيَاةِ»، وَ «سُبُلِ ٱلْحَيَاةِ».
مَا هُوَ جَوَابُكُمْ؟
• مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رَفْضِ يَسُوعَ تَلْبِيَةَ طَلَبِ أَحَدِ ٱلرِّجَالِ بَيْنَ ٱلْجُمُوعِ؟
• لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَحْتَرِسَ مِنَ ٱلطَّمَعِ، وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذلِكَ؟
• لِمَاذَا حَيَاةُ ٱلْإِنْسَانِ لَيْسَتْ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟
• مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَنَا نَشْعُرُ بِٱلْأَمْنِ وَنَعِيشُ حَيَاةً أَفْضَلَ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٣]
لِمَاذَا لَمْ يُلَبِّ يَسُوعُ طَلَبَ أَحَدِ ٱلرِّجَالِ؟
[الصورة في الصفحة ٢٣]
يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ ٱلطَّمَعُ إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ
[الصورتان في الصفحة ٢٥]
كَيْفَ أَظْهَرَ إِبْرَاهِيمُ أَنَّ لَدَيْهِ نَظْرَةً صَائِبَةً إِلَى ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟