الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«ان اباكم رحيم»‏

‏«ان اباكم رحيم»‏

‏«إِنَّ أَبَاكُمْ رَحِيمٌ»‏

‏«كُونُوا دَوْمًا رُحَمَاءَ،‏ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ رَحِيمٌ».‏ —‏ لوقا ٦:‏٣٦‏.‏

١،‏ ٢ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ لِلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَلِأَتْبَاعِهِ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ صِفَةٌ يَنْبَغِي ٱلتَّحَلِّي بِهَا؟‏

تَضَمَّنَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُعْطَاةُ بِوَاسِطَةِ مُوسَى نَحْوَ ٦٠٠ فَرِيضَةٍ.‏ وَفِي حِينِ أَنَّهُ لَزِمَ إِتْمَامُ مَطَالِبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ،‏ كَانَ إِظْهَارُ ٱلرَّحْمَةِ أَمْرًا بَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ أَيْضًا.‏ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَسُوعُ لِلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱلرَّحْمَةِ لِلْآخَرِينَ.‏ فَقَدْ وَبَّخَهُمْ فِي مُنَاسَبَتَيْنِ،‏ قَائِلًا لَهُمْ إِنَّ ٱللهَ أَوْصَى:‏ «أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً».‏ (‏متى ٩:‏١٠-‏١٣؛‏ ١٢:‏١-‏٧؛‏ هوشع ٦:‏٦‏)‏ وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا فِي أَوَاخِرِ خِدْمَتِهِ:‏ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ تُقَدِّمُونَ عُشْرَ ٱلنَّعْنَعِ وَٱلشِّبِثِّ وَٱلْكَمُّونِ،‏ وَتَجَاهَلْتُمْ أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ،‏ أَيِ ٱلْعَدْلَ وَٱلرَّحْمَةَ وَٱلْأَمَانَةَ!‏».‏ —‏ متى ٢٣:‏٢٣‏.‏

٢ لَا شَكَّ أَنَّ يَسُوعَ شَدَّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلرَّحْمَةِ.‏ فَقَدْ قَالَ لِأَتْبَاعِهِ:‏ «كُونُوا دَوْمًا رُحَمَاءَ،‏ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ رَحِيمٌ».‏ (‏لوقا ٦:‏٣٦‏)‏ وَلكِنْ لِكَيْ ‹نَكُونَ مُقْتَدِينَ بِٱللهِ› فِي هذَا ٱلْمَجَالِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ.‏ (‏افسس ٥:‏١‏)‏ كَمَا أَنَّنَا سَنَنْدَفِعُ إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ بِشَكْلٍ أَكْمَلَ فِي حَيَاتِنَا إِذَا أَدْرَكْنَا مَا هِيَ فَوَائِدُ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏

اَلرَّحْمَةُ لِلْمُتَضَايِقِينَ

٣ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَلْتَفِتَ إِلَى يَهْوَه لِنَتَعَلَّمَ مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ؟‏

٣ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «يَهْوَهُ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ،‏ بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ.‏ يَهْوَهُ صَالِحٌ لِلْكُلِّ،‏ وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ».‏ (‏مزمور ١٤٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَقَالَ بُولُسُ إِنَّ يَهْوَه هُوَ «أَبُو ٱلْمَرَاحِمِ ٱلرَّقِيقَةِ وَإِلٰهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ».‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٣‏)‏ عُمُومًا،‏ يَجْرِي إِظْهَارُ ٱلرَّحْمَةِ مِنْ خِلَالِ مُعَامَلَةِ ٱلْآخَرِينَ بِرَأْفَةٍ.‏ وَهذَا وَجْهٌ بَارِزٌ مِنْ شَخْصِيَّةِ ٱللهِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ مِثَالَهُ وَإِرْشَادَاتِهِ تُعَلِّمُنَا مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ.‏

٤ مَاذَا تُعَلِّمُنَا إِشَعْيَا ٤٩:‏١٥ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ؟‏

٤ يَقُولُ يَهْوَه حَسْبَمَا يَرِدُ فِي إِشَعْيَا ٤٩:‏١٥‏:‏ «هَلْ تَنْسَى ٱلْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلَا تُشْفِقَ عَلَى ٱبْنِ بَطْنِهَا؟‏».‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ ٱلْمُرْتَبِطَةَ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلْكَلِمَةِ ٱلْمُتَرْجَمَةِ هُنَا إِلَى «تُشْفِقُ» تُسْتَخْدَمُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ١٤٥:‏٨،‏ ٩ ٱلْمُقْتَبَسَةِ آنِفًا لِلْإِشَارَةِ إِلَى ٱلرَّحْمَةِ.‏ فَٱلْمَشَاعِرُ ٱلَّتِي تَدْفَعُ يَهْوَه أَنْ يَكُونَ رَحِيمًا هِيَ أَشْبَهُ بِٱلْمَشَاعِرِ ٱلرَّقِيقَةِ ٱلَّتِي تُكِنُّهَا ٱلْمُرْضِعَةُ عَادَةً لِطِفْلِهَا.‏ فَعِنْدَمَا يَكُونُ ٱلرَّضِيعُ جَائِعًا أَوْ لَدَيْهِ حَاجَةٌ أُخْرَى،‏ تَتَوَلَّدُ لَدَى ٱلْأُمِّ مَشَاعِرُ ٱلرَّأْفَةِ أَوِ ٱلْعَطْفِ،‏ مِمَّا يَدْفَعُهَا إِلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِحَاجَتِهِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُكِنُّ يَهْوَه ٱلْمَشَاعِرَ ٱلرَّقِيقَةَ نَفْسَهَا لِلَّذِينَ يُظْهِرُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَةَ.‏

٥ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ «غَنِيٌّ بِٱلرَّحْمَةِ» فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏

٥ لكِنَّ ٱلشُّعُورَ بِٱلرَّأْفَةِ وَحْدَهُ لَا يَكْفِي،‏ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَ هذَا ٱلشُّعُورُ ٱلْمَرْءَ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُتَضَايِقِينَ.‏ لَاحِظْ كَيْفَ تَجَاوَبَ يَهْوَه عِنْدَمَا ٱسْتُعْبِدَ عُبَّادُهُ فِي مِصْرَ مُنْذُ نَحْوِ ٣٬٥٠٠ سَنَةٍ.‏ فَقَدْ قَالَ لِمُوسَى:‏ «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي ٱلَّذِينَ فِي مِصْرَ،‏ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ بِسَبَبِ مُسَخِّرِيهِمْ،‏ لِأَنِّي عَالِمٌ بِأَوْجَاعِهِمْ.‏ فَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي ٱلْمِصْرِيِّينَ وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَرَحْبَةٍ،‏ إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ حَلِيبًا وَعَسَلًا».‏ (‏خروج ٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ وَبَعْدَ خُرُوجِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ بِنَحْوِ ٥٠٠ سَنَةٍ،‏ ذَكَّرَهُمْ يَهْوَه:‏ «أَنَا ٱلَّذِي أَصْعَدَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ وَأَنْقَذَكُمْ مِنْ يَدِ مِصْرَ وَمِنْ يَدِ كُلِّ ٱلْمَمَالِكِ ٱلَّتِي ضَايَقَتْكُمْ».‏ (‏١ صموئيل ١٠:‏١٨‏)‏ وَلكِنْ بِسَبَبِ ٱنْحِرَافِهِمْ عَنْ مَقَايِيسِ ٱللهِ ٱلْبَارَّةِ،‏ كَثِيرًا مَا «ضَاقَ بِهِمِ ٱلْأَمْرُ جِدًّا».‏ غَيْرَ أَنَّ يَهْوَه تَرَأَّفَ عَلَيْهِمْ وَأَنْقَذَهُمْ تَكْرَارًا.‏ (‏قضاة ٢:‏١١-‏١٦؛‏ ٢ اخبار الايام ٣٦:‏١٥‏)‏ يُظْهِرُ مَا تَقَدَّمَ كَيْفَ يَتَجَاوَبُ ٱلْإِلهُ ٱلْمُحِبُّ مَعَ ٱلْمُحْتَاجِينَ،‏ ٱلْمُعَرَّضِينَ لِلْخَطَرِ،‏ أَوِ ٱلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِضِيقَاتٍ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ يَهْوَه «غَنِيٌّ بِٱلرَّحْمَةِ».‏ —‏ افسس ٢:‏٤‏.‏

٦ كَيْفَ ٱقْتَدَى يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِأَبِيهِ فِي إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ؟‏

٦ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٱقْتَدَى بِأَبِيهِ كَامِلًا فِي إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ.‏ مَثَلًا،‏ لَاحِظْ كَيْفَ تَجَاوَبَ يَسُوعُ عِنْدَمَا تَوَسَّلَ إِلَيْهِ أَعْمَيَانِ أَنْ يُعِيدَ إِلَيْهِمَا بَصَرَهُمَا عَجَائِبِيًّا قَائِلَيْنِ:‏ «اِرْحَمْنَا يَا رَبُّ،‏ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ».‏ فَقَدْ لَبَّى طَلَبَهُمَا،‏ لكِنَّهُ لَمْ يَصْنَعِ ٱلْعَجِيبَةَ بِطَرِيقَةٍ آلِيَّةٍ خَالِيَةٍ مِنَ ٱلْمَشَاعِرِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّهُ «أَشْفَقَ .‏ .‏ .‏ عَلَيْهِمَا وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا،‏ فَأَبْصَرَا فِي ٱلْحَالِ».‏ (‏متى ٢٠:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ وَمَشَاعِرُ ٱلشَّفَقَةِ هذِهِ دَفَعَتْ يَسُوعَ إِلَى ٱجْتِرَاحِ عَجَائِبَ كَثِيرَةٍ جَلَبَتِ ٱلرَّاحَةَ لِلْعُمْيِ،‏ ٱلَّذِينَ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمِ ٱلشَّيَاطِينُ،‏ ٱلْبُرْصِ،‏ وَٱلْوَالِدِينَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ أَوْلَادٌ يُقَاسُونَ ٱلْآلَامَ.‏ —‏ متى ٩:‏٢٧؛‏ ١٥:‏٢٢؛‏ ١٧:‏١٥؛‏ مرقس ٥:‏١٨،‏ ١٩؛‏ لوقا ١٧:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

٧ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ يَهْوَه ٱللهِ وَٱبْنِهِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ؟‏

٧ يُظْهِرُ مِثَالُ يَهْوَه ٱللهِ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ لَهَا وَجْهَانِ:‏ أَوَّلًا،‏ ٱمْتِلَاكُ مَشَاعِرِ ٱلرَّأْفَةِ،‏ ٱلتَّعَاطُفِ،‏ أَوِ ٱلشَّفَقَةِ تِجَاهَ ٱلْمُتَضَايِقِينَ؛‏ وَثَانِيًا،‏ ٱتِّخَاذُ ٱلْإِجْرَاءِ لِإِرَاحَتِهِمْ.‏ فَلِكَيْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ رَحِيمًا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَوْفِيَ ٱلشَّرْطَيْنِ كِلَيْهِمَا.‏ وَفِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ غَالِبًا مَا تُشِيرُ ٱلرَّحْمَةُ إِلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ لُطْفٍ نَحْوَ ٱلْمُحْتَاجِينَ.‏ وَلكِنْ كَيْفَ يَجْرِي ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ عِنْدَ ٱلْحُكْمِ عَلَى شَخْصٍ خَاطِئٍ؟‏ وَهَلْ تَشْمُلُ ٱلرَّحْمَةُ أَيْضًا ٱلِٱمْتِنَاعَ عَنْ إِنْزَالِ ٱلْعِقَابِ؟‏

اَلرَّحْمَةُ لِلْخُطَاةِ

٨،‏ ٩ مَاذَا شَمَلَتِ ٱلرَّحْمَةُ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا يَهْوَه لِدَاوُدَ بَعْدَ خَطِيَّتِهِ مَعَ بَثْشَبَعَ؟‏

٨ لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا حَصَلَ بَعْدَمَا وَاجَهَ ٱلنَّبِيُّ نَاثَانُ دَاوُدَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ بِشَأْنِ زِنَاهُ مَعَ بَثْشَبَعَ.‏ فَقَدْ صَلَّى دَاوُدُ ٱلتَّائِبُ:‏ «تَحَنَّنْ عَلَيَّ يَا اَللهُ حَسَبَ لُطْفِكَ ٱلْحُبِّيِّ.‏ حَسَبَ كَثْرَةِ رَحْمَتِكَ ٱمْحُ مَعَاصِيَّ.‏ اِغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ ذَنْبِي،‏ وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي.‏ لِأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ،‏ وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا.‏ إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ،‏ وَٱلشَّرَّ أَمَامَ عَيْنَيْكَ فَعَلْتُ».‏ —‏ مزمور ٥١:‏١-‏٤‏.‏

٩ لَقَدْ كَانَ دَاوُدُ نَادِمًا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ.‏ لِذلِكَ غَفَرَ لَهُ يَهْوَه خَطِيَّتَهُ وَمَارَسَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ عِنْدَ إِنْزَالِ ٱلْعِقَابِ بِهِ وَبِبَثْشَبَعَ.‏ فَبِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ،‏ كَانَ يَجِبُ قَتْلُ دَاوُدَ وَبَثْشَبَعَ كِلَيْهِمَا.‏ (‏تثنية ٢٢:‏٢٢‏)‏ وَفِي حِينِ أَنَّهُمَا لَمْ يُفْلِتَا مِنْ كُلِّ عَوَاقِبِ خَطِيَّتِهِمَا،‏ فَقَدْ أَبْقَاهُمَا يَهْوَه عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏٢ صموئيل ١٢:‏١٣‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّ رَحْمَةَ ٱللهِ تَشْمُلُ غُفْرَانَ ٱلْخَطَإِ،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ عَنْ إِنْزَالِ ٱلْعِقَابِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏

١٠ رَغْمَ أَنَّ يَهْوَه رَحِيمٌ عِنْدَ ٱلْحُكْمِ عَلَيْنَا،‏ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَعْتَبِرَ رَحْمَتَهُ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ؟‏

١٠ بِمَا أَنَّهُ «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ [آدَمَ] دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ» وَبِمَا أَنَّ «أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ»،‏ فَإِنَّ كُلَّ ٱلْبَشَرِ يَسْتَحِقُّونَ ٱلْمَوْتَ.‏ (‏روما ٥:‏١٢؛‏ ٦:‏٢٣‏)‏ فَكَمْ يَنْبَغِي أَنْ نُقَدِّرَ يَهْوَه لِأَنَّهُ يُظْهِرُ ٱلرَّحْمَةَ عِنْدَ ٱلْحُكْمِ عَلَيْنَا!‏ وَلكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَحْرِصَ لِئَلَّا نَعْتَبِرَ رَحْمَةَ ٱللهِ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ.‏ فَٱلتَّثْنِيَةُ ٣٢:‏٤ تَقُولُ إِنَّ «جَمِيعَ طُرُقِ [يَهْوَه] عَدْلٌ».‏ فَٱللهُ لَا يَتَجَاهَلُ مَقَايِيسَهُ ٱلْكَامِلَةَ لِلْعَدْلِ عِنْدَ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ.‏

١١ كَيْفَ أَخَذَ يَهْوَه ٱلْعَدْلَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ عِنْدَمَا عَالَجَ قَضِيَّةَ خَطِيَّةِ دَاوُدَ مَعَ بَثْشَبَعَ؟‏

١١ قَبْلَ تَخْفِيفِ حُكْمِ ٱلْإِعْدَامِ فِي حَالَةِ دَاوُدَ وَبَثْشَبَعَ،‏ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَغْفِرَ يَهْوَه لَهُمَا خَطِيَّتَهُمَا.‏ وَهُوَ لَمْ يُفَوِّضْ إِلَى ٱلْقُضَاةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِعْلَ ذلِكَ.‏ فَلَوْ سَمَحَ لَهُمْ بِٱلْحُكْمِ فِي هذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ،‏ لَمَا كَانَ لَدَيْهِمْ أَيُّ خِيَارٍ سِوَى إِصْدَارِ حُكْمِ ٱلْإِعْدَامِ،‏ إِذْ إِنَّ هذَا مَا نَصَّتْ عَلَيْهِ ٱلشَّرِيعَةُ.‏ لكِنَّ يَهْوَه بِسَبَبِ عَهْدِهِ مَعَ دَاوُدَ،‏ أَرَادَ أَنْ يُحَدِّدَ هَلْ هُنَالِكَ أَسَاسٌ لِيَغْفِرَ لَهُ خَطِيَّتَهُ.‏ (‏٢ صموئيل ٧:‏١٢-‏١٦‏)‏ لِذلِكَ ٱخْتَارَ يَهْوَه ٱللهُ،‏ «دَيَّانُ كُلِّ ٱلْأَرْضِ» وَ «فَاحِصُ ٱلْقَلْبِ»،‏ أَنْ يُعَالِجَ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ شَخْصِيًّا.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢٥؛‏ ١ اخبار الايام ٢٩:‏١٧‏)‏ وَقَدْ تَمَكَّنَ مِنْ مَعْرِفَةِ مَا فِي قَلْبِ دَاوُدَ،‏ تَقْيِيمِ أَصَالَةِ تَوْبَتِهِ،‏ وَمَنْحِهِ ٱلْغُفْرَانَ.‏

١٢ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْبَشَرُ ٱلْخُطَاةُ لِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ رَحْمَةِ ٱللهِ؟‏

١٢ إِنَّ ٱلرَّحْمَةَ ٱلَّتِي يُظْهِرُهَا يَهْوَه لَنَا بِإِتَاحَتِهِ ٱلْفُرْصَةَ لِنُعْفَى مِنْ عُقُوبَةِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ هِيَ مُنْسَجِمَةٌ مَعَ عَدْلِهِ.‏ فَلِكَيْ يُتِيحَ غُفْرَانَ ٱلْخَطِيَّةِ دُونَ ٱنْتِهَاكِ ٱلْعَدْلِ،‏ زَوَّدَ ذَبِيحَةَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِٱفْتِدَائِنَا.‏ وَكَانَ هذَا أَعْظَمَ إِعْرَابٍ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ روما ٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَلِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ رَحْمَةِ ٱللهِ ٱلَّتِي تُنْقِذُنَا مِنْ عِقَابِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ،‏ يَجِبُ أَنْ ‹نُمَارِسَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلِٱبْنِ›.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦،‏ ٣٦‏.‏

إِلهُ رَحْمَةٍ وَعَدْلٍ

١٣،‏ ١٤ هَلْ تُلَطِّفُ رَحْمَةُ ٱللهِ عَدْلَهُ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

١٣ كَمَا رَأَيْنَا إِذًا،‏ لَا تَنْتَهِكُ رَحْمَةُ يَهْوَه مِقْيَاسَهُ لِلْعَدْلِ.‏ وَلكِنْ هَلْ تُبَدِّلُ ٱلرَّحْمَةُ شَيْئًا فِي عَدْلِ يَهْوَه كَمَا لَوْ أَنَّ فِيهِ خَطَأً بِحَاجَةٍ إِلَى تَعْدِيلٍ؟‏ وَهَلْ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلرَّحْمَةَ تُلَطِّفُ عَدْلَهُ؟‏ كَلَّا.‏

١٤ قَالَ يَهْوَه لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ هُوشَعَ:‏ «أَخْطُبُكِ لِي إِلَى ٱلدَّهْرِ،‏ وَأَخْطُبُكِ لِي بِٱلْبِرِّ وَٱلْعَدْلِ وَٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ وَٱلْمَرَاحِمِ».‏ (‏هوشع ٢:‏١٩‏)‏ تُظْهِرُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ أَنَّ يَهْوَه يُمَارِسُ دَائِمًا ٱلرَّحْمَةَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صِفَاتِهِ ٱلْأُخْرَى،‏ بِمَا فِيهَا ٱلْعَدْلُ.‏ فَهُوَ «إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ،‏ .‏ .‏ .‏ يَعْفُو عَنِ ٱلذَّنْبِ وَٱلتَّعَدِّي وَٱلْخَطِيَّةِ،‏ لٰكِنَّهُ لَا يُعْفِي مِنَ ٱلْعِقَابِ».‏ (‏خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ إِنَّهُ إِلهُ رَحْمَةٍ وَعَدْلٍ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْهُ:‏ «هُوَ ٱلصَّخْرُ،‏ وَكَامِلٌ صَنِيعُهُ،‏ لِأَنَّ جَمِيعَ طُرُقِهِ عَدْلٌ».‏ (‏تثنية ٣٢:‏٤‏)‏ فَعَدْلُ ٱللهِ كَامِلٌ،‏ تَمَامًا كَرَحْمَتِهِ.‏ وَمَا مِنْ صِفَةٍ مِنْ هَاتَيْنِ هِيَ أَسْمَى مِنَ ٱلْأُخْرَى أَوْ بِحَاجَةٍ أَنْ تُلَطِّفَهَا ٱلْأُخْرَى.‏ فَٱلصِّفَتَانِ كِلْتَاهُمَا تَعْمَلَانِ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ تَامٍّ.‏

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْعَدْلَ ٱلْإِلهِيَّ لَيْسَ قَاسِيًا؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ أَمْرٍ يُمْكِنُ لِعُبَّادِ يَهْوَه أَنْ يَثِقُوا بِهِ عِنْدَمَا يُنَفِّذُ دَيْنُونَتَهُ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا؟‏

١٥ إِنَّ عَدْلَ يَهْوَه لَيْسَ قَاسِيًا.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَدْلَ يَنْطَوِي إِجْمَالًا عَلَى مَضَامِينَ قَانُونِيَّةٍ وَيَسْتَدْعِي عَادَةً إِنْزَالَ ٱلْعِقَابِ ٱلْمُسْتَحَقِّ بِٱلْخُطَاةِ،‏ لكِنَّ ٱلْعَدْلَ ٱلْإِلهِيَّ يَشْمُلُ أَيْضًا تَزْوِيدَ ٱلْخَلَاصِ لِلْمُسْتَحِقِّينَ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا أُهْلِكَ ٱلْأَشْرَارُ فِي مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ،‏ أُنْقِذَ ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ لُوطٌ وَٱبْنَتَاهُ.‏ —‏ تكوين ١٩:‏١٢-‏٢٦‏.‏

١٦ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّهُ عِنْدَمَا يُنَفِّذُ يَهْوَه ٱلدَّيْنُونَةَ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْحَاضِرِ،‏ سَيُنْقِذُ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› مِنْ عُبَّادِهِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلَّذِينَ «غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وَبَيَّضُوهَا بِدَمِ ٱلْحَمَلِ».‏ وَهكَذَا،‏ سَيَنْجُونَ «مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ».‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩-‏١٤‏.‏

لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ رُحَمَاءَ؟‏

١٧ أَيُّ سَبَبٍ جَوْهَرِيٍّ لَدَيْنَا لِنَكُونَ رُحَمَاءَ؟‏

١٧ يُعَلِّمُنَا مِثَالُ يَهْوَه وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ.‏ وَٱلْأَمْثَالُ ١٩:‏١٧ تُعْطِينَا سَبَبًا جَوْهَرِيًّا لِنَكُونَ رُحَمَاءَ حِينَ تَقُولُ:‏ «مَنْ يَتَحَنَّنُ عَلَى ٱلْمِسْكِينِ يُقْرِضُ يَهْوَهَ،‏ وَعَنْ صَنِيعِهِ يُجَازِيهِ».‏ فَيَهْوَه يُسَرُّ عِنْدَمَا نَقْتَدِي بِهِ وَبِٱبْنِهِ بِكَوْنِنَا رُحَمَاءَ فِي تَعَامُلَاتِنَا وَاحِدِنَا مَعَ ٱلْآخَرِ.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏١‏)‏ كَمَا أَنَّ مِثَالَنَا يُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَكُونُوا رُحَمَاءَ،‏ لِأَنَّ ٱلرَّحْمَةَ صِفَةٌ مُعْدِيَةٌ.‏ —‏ لوقا ٦:‏٣٨‏.‏

١٨ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى لِنَكُونَ رُحَمَاءَ؟‏

١٨ إِنَّ ٱلرَّحْمَةَ هِيَ مَزِيجٌ مِنْ صِفَاتٍ جَيِّدَةٍ عَدِيدَةٍ.‏ فَهِيَ تَشْمُلُ ٱلْحَنَانَ،‏ ٱلْمَحَبَّةَ،‏ ٱللُّطْفَ،‏ وَٱلصَّلَاحَ.‏ وَمَشَاعِرُ ٱلرَّأْفَةِ ٱلرَّقِيقَةِ أَوِ ٱلتَّعَاطُفِ هِيَ مَا يَدْفَعُ إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ.‏ وَفِي حِينِ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ ٱلْإِلهِيَّةَ لَا تُضْعِفُ ٱلْعَدْلَ،‏ فَإِنَّ يَهْوَه بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَيَمْنَحُ ٱلْخُطَاةَ بِصَبْرٍ وَقْتًا كَافِيًا لِيَتُوبُوا.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَهكَذَا نَرَى أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ تَرْتَبِطُ أَيْضًا بِٱلصَّبْرِ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ.‏ لِذلِكَ بِمَا أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ هِيَ مَزِيجٌ مِنْ صِفَاتٍ رَائِعَةٍ —‏ بِمَا فِيهَا تِلْكَ ٱلَّتِي تُؤَلِّفُ ثَمَرَ رُوحِ ٱللهِ —‏ فَٱلْإِعْرَابُ عَنْهَا يُتِيحُ لَنَا فُرْصَةً لِتَنْمِيَةِ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نَسْعَى لِنَكُونَ رُحَمَاءَ!‏

‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ»‏

١٩،‏ ٢٠ بِأَيِّ مَعْنًى تَنْتَصِرُ ٱلرَّحْمَةُ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ؟‏

١٩ يُخْبِرُنَا ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ ٱلرَّحْمَةُ صِفَةً بَارِزَةً فِي حَيَاتِنَا.‏ فَقَدْ كَتَبَ:‏ «اَلرَّحْمَةُ تَنْتَصِرُ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ».‏ (‏يعقوب ٢:‏١٣ب‏)‏ كَانَ يَعْقُوبُ يَتَكَلَّمُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي يُظْهِرُهَا عَابِدُ يَهْوَه لِلْآخَرِينَ.‏ وَٱلرَّحْمَةُ تَنْتَصِرُ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ بِمَعْنَى أَنَّهُ عِنْدَمَا يَحِينُ ٱلْوَقْتُ كَيْ «يُؤَدِّيَ [ٱلْمَرْءُ] حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ للهِ»،‏ يَأْخُذُ يَهْوَه فِي ٱلِٱعْتِبَارِ تَعَامُلَاتِهِ ٱلرَّحِيمَةَ وَيَغْفِرُ لَهُ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ ٱبْنِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ.‏ (‏روما ١٤:‏١٢‏)‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ أَحَدَ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي دَفَعَتْ يَهْوَه إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا أَخْطَأَ مَعَ بَثْشَبَعَ هُوَ أَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ كَانَ شَخْصًا رَحِيمًا.‏ (‏١ صموئيل ٢٤:‏٤-‏٧‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ فَإِنَّ «ٱلدَّيْنُونَةَ تَكُونُ بِلَا رَحْمَةٍ عَلَى مَنْ لَا يُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ».‏ (‏يعقوب ٢:‏١٣أ‏)‏ فَٱلَّذِينَ هُمْ «بِلَا رَحْمَةٍ» يُصَنَّفُونَ بَيْنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَعْتَبِرُهُمُ ٱللهُ أَنَّهُمْ «يَسْتَحِقُّونَ ٱلْمَوْتَ».‏ —‏ روما ١:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏

٢٠ قَالَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ:‏ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ».‏ (‏متى ٥:‏٧‏)‏ وَهذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تُظْهِرُ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِيَنَالُوا رَحْمَةَ ٱللهِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ رُحَمَاءَ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ نُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏

مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ؟‏

‏• مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُ ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ؟‏

‏• كَيْفَ يَكُونُ يَهْوَه إِلهَ رَحْمَةٍ وَعَدْلٍ؟‏

‏• لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ رُحَمَاءَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

مَشَاعِرُ يَهْوَه ٱلرَّقِيقَةُ تِجَاهَ ٱلْمُحْتَاجِينَ هِيَ أَشْبَهُ بِمَشَاعِرِ ٱلْأُمِّ تِجَاهَ طِفْلِهَا

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ مِنْ عَجَائِبِ يَسُوعَ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

هَلِ ٱنْتَهَكَ يَهْوَه ٱلْعَدْلَ بِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِدَاوُدَ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

تَنْسَجِمُ رَحْمَةُ ٱللهِ تِجَاهَ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ مَعَ عَدْلِهِ