الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كيف نمارس الرحمة؟‏

كيف نمارس الرحمة؟‏

كَيْفَ نُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ؟‏

‏«لِنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ،‏ وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ».‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٠‏.‏

١،‏ ٢ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ؟‏

فِيمَا كَانَ رَجُلٌ مُتَضَلِّعٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ يَتَحَدَّثُ مَعَ يَسُوعَ،‏ طَرَحَ عَلَيْهِ ٱلسُّؤَالَ:‏ «مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟‏».‏ وَفِي ٱلْإِجَابَةِ،‏ أَعْطَى يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ ٱلتَّالِيَ:‏ «كَانَ إِنْسَانٌ نَازِلًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا،‏ فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ،‏ فَعَرَّوْهُ وَٱنْهَالُوا عَلَيْهِ ضَرْبًا،‏ ثُمَّ مَضَوْا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيِّتٍ.‏ وَٱتَّفَقَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلًا فِي تِلْكَ ٱلطَّرِيقِ،‏ وَلٰكِنَّهُ حِينَ رَآهُ،‏ ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ.‏ وَكَذٰلِكَ لَاوِيٌّ أَيْضًا،‏ حِينَ وَصَلَ إِلَى ٱلْمَكَانِ وَرَآهُ،‏ ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ.‏ إِلَّا أَنَّ سَامِرِيًّا مَارًّا فِي ٱلطَّرِيقِ أَتَى إِلَيْهِ،‏ وَلَمَّا رَآهُ،‏ أَشْفَقَ عَلَيْهِ.‏ فَٱقْتَرَبَ مِنْهُ وَضَمَدَ جُرُوحَهُ،‏ سَاكِبًا عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا.‏ ثُمَّ أَرْكَبَهُ عَلَى بَهِيمَتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَٱعْتَنَى بِهِ.‏ وَفِي ٱلْغَدِ،‏ أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ ٱلْفُنْدُقِ وَقَالَ:‏ ‹اِعْتَنِ بِهِ،‏ وَمَهْمَا تُنْفِقْ فَوْقَ هٰذَا،‏ فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ رُجُوعِي›».‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ سَأَلَ يَسُوعُ ٱلرَّجُلَ:‏ «أَيُّ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةِ يَبْدُو لَكَ أَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ ٱللُّصُوصِ؟‏».‏ فَأَجَابَ ٱلرَّجُلُ:‏ «اَلَّذِي عَامَلَهُ بِرَحْمَةٍ».‏ —‏ لوقا ١٠:‏٢٥،‏ ٢٩-‏٣٧أ‏.‏

٢ إِنَّ ٱهْتِمَامَ ٱلسَّامِرِيِّ بِٱلرَّجُلِ ٱلْجَرِيحِ يُوضِحُ مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ.‏ فَٱلسَّامِرِيُّ شَعَرَ بِٱلشَّفَقَةِ،‏ أَوِ ٱلتَّعَاطُفِ،‏ مِمَّا دَفَعَهُ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ لِإِرَاحَةِ ٱلضَّحِيَّةِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ لَمْ يَكُنِ ٱلسَّامِرِيُّ يَعْرِفُ ٱلرَّجُلَ.‏ وَهذَا مَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ لَا تُعِيقُهَا ٱلْحَوَاجِزُ ٱلْقَوْمِيَّةُ أَوِ ٱلدِّينِيَّةُ أَوِ ٱلْحَضَارِيَّةُ.‏ وَبَعْدَمَا ٱنْتَهَى يَسُوعُ مِنْ مَثَلِ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ،‏ نَصَحَ مُسْتَمِعَهُ:‏ «اِذْهَبْ وَٱفْعَلْ أَنْتَ هٰكَذَا».‏ (‏لوقا ١٠:‏٣٧ب‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى هذَا ٱلْحَضِّ وَنَسْعَى لِنَكُونَ رُحَمَاءَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ وَبِأَيَّةِ طِرَائِقَ يُمْكِنُنَا مُمَارَسَةُ ٱلرَّحْمَةِ فِي حَيَاتِنَا ٱليَوْمِيَّةِ؟‏

‏‹إِنْ كَانَ أَخٌ عُرْيَانًا›‏

٣،‏ ٤ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ خُصُوصًا أَنْ نُمَارِسَ ٱلرَّحْمَةَ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

٣ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «مَا دَامَتْ لَنَا ٱلْفُرْصَةُ،‏ فَلْنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ،‏ وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ».‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ فَلْنُنَاقِشْ أَوَّلًا كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَسْخِيَاءَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ لِأَهْلِ ٱلْإِيمَانِ.‏

٤ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ،‏ مُشَجِّعًا ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يَكُونُوا رُحَمَاءَ وَاحِدُهُمْ مَعَ ٱلْآخَرِ:‏ «اَلدَّيْنُونَةُ تَكُونُ بِلَا رَحْمَةٍ عَلَى مَنْ لَا يُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ».‏ (‏يعقوب ٢:‏١٣‏)‏ وَقَرِينَةُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُوحَى بِهَا تَكْشِفُ لَنَا بَعْضَ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُمْكِنُنَا بِوَاسِطَتِهَا أَنْ نُمَارِسَ ٱلرَّحْمَةَ.‏ مَثَلًا،‏ نَقْرَأُ فِي يَعْقُوبَ ١:‏٢٧‏:‏ «اَلدِّيَانَةُ ٱلطَّاهِرَةُ غَيْرُ ٱلْمُدَنَّسَةِ فِي نَظَرِ إِلٰهِنَا وَأَبِينَا هِيَ هٰذِهِ:‏ اَلِٱعْتِنَاءُ بِٱلْيَتَامَى وَٱلْأَرَامِلِ فِي ضِيقِهِمْ،‏ وَحِفْظُ ٱلنَّفْسِ بِلَا لَطْخَةٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ».‏ وَتَقُولُ يَعْقُوبُ ٢:‏١٥،‏ ١٦‏:‏ «إِنْ كَانَ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَيُعْوِزُهُمَا قُوتُ يَوْمِهِمَا،‏ وَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمْ:‏ ‹اِذْهَبَا بِسَلَامٍ،‏ ٱسْتَدْفِئَا وَٱشْبَعَا›،‏ وَلَمْ تُعْطُوهُمَا ضَرُورَاتِ ٱلْجَسَدِ،‏ فَمَا ٱلْمَنْفَعَةُ؟‏».‏

٥،‏ ٦ كَيْفَ نَكُونُ أَسْخِيَاءَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ لِأَفْرَادِ جَمَاعَتِنَا ٱلْمَحَلِّيَّةِ؟‏

٥ إِنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ بِٱلْآخَرِينَ وَمُسَاعَدَةَ ٱلْمُحْتَاجِينَ هُوَ إِحْدَى مُمَيِّزَاتِ ٱلدِّينِ ٱلْحَقِيقِيِّ.‏ فَٱلدِّينُ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يَسْمَحُ لَنَا أَنْ نَقْصِرَ ٱهْتِمَامَنَا بِٱلْآخَرِينَ عَلَى تَمَنِّي ٱلْخَيْرِ لَهُمْ بِٱلْكَلَامِ.‏ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ تَدْفَعَنَا مَشَاعِرُ ٱلْحَنَانِ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُحْتَاجِينَ.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وَتَشْمُلُ أَعْمَالُ ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ أَسْخِيَاءَ فِيهَا:‏ إِعْدَادَ ٱلطَّعَامِ لِشَخْصٍ مَرِيضٍ،‏ مُسَاعَدَةَ شَخْصٍ مُسِنٍّ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ،‏ تَأْمِينَ ٱلْمُوَاصَلَاتِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ،‏ وَعَدَمَ ‹قَبْضِ ٱلْيَدِ› عَنِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ.‏ —‏ تثنية ١٥:‏٧-‏١٠‏.‏

٦ لكِنَّ ٱلْأَهَمَّ مِنَ ٱلْعَطَاءِ ٱلْمَادِّيِّ هُوَ ٱلْعَطَاءُ ٱلرُّوحِيُّ بُغْيَةَ مُسَاعَدَةِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُتَّسِعَةِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُثُّنَا:‏ «عَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ،‏ ٱدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ وَيُشَجِّعُ أَيْضًا «ٱلْمُسِنَّاتِ» أَنْ يَكُنَّ «مُعَلِّمَاتٍ لِمَا هُوَ صَالِحٌ».‏ (‏تيطس ٢:‏٣‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يَقُولُ عَنِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «يَكُونُ كُلٌّ مِنْهُمْ كَمَخْبَإٍ مِنَ ٱلرِّيحِ وَسِتْرٍ مِنَ ٱلْعَاصِفَةِ».‏ —‏ اشعيا ٣٢:‏٢‏.‏

٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ؟‏

٧ إِضَافَةً إِلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْأَرَامِلِ وَٱلْيَتَامَى وَٱلَّذِينَ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ وَٱلتَّشْجِيعِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ،‏ نَظَّمَتْ جَمَاعَاتُ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تَرْتِيبَاتٍ لِإِرْسَالِ مُؤَنِ إِغَاثَةٍ إِلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي أَمَاكِنَ أُخْرَى.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ أَغَابُوسُ «أَنَّ مَجَاعَةً عَظِيمَةً تُوشِكُ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى ٱلْمَسْكُونَةِ كُلِّهَا»،‏ صَمَّمَ ٱلتَّلَامِيذُ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ،‏ «كُلٌّ بِحَسَبِ طَاقَتِهِ،‏ أَنْ يُؤَدُّوا خِدْمَةً بِإِرْسَالِ إِعَانَةٍ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ».‏ وَقَدْ أُرْسِلَتْ مُؤَنُ ٱلْإِغَاثَةِ إِلَى ٱلشُّيُوخِ هُنَاكَ «بِيَدِ بَرْنَابَا وَشَاوُلَ».‏ (‏اعمال ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُنَظِّمُ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» لِجَانَ إِغَاثَةٍ لِلِٱعْتِنَاءِ بِإِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ تَحِلُّ بِهِمْ كَوَارِثُ طَبِيعِيَّةٌ مِثْلُ ٱلْأَعَاصِيرِ،‏ ٱلزَّلَازِلِ،‏ أَوِ ٱلتّسُونَامِي.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ وَٱلتَّضْحِيَةُ بِوَقْتِنَا وَطَاقَاتِنَا وَمَوَارِدِنَا لِدَعْمِ هذَا ٱلتَّرْتِيبِ هِيَ طَرِيقَةٌ جَيِّدَةٌ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ.‏

‏«إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ»‏

٨ كَيْفَ تَتَنَافَى ٱلْمُحَابَاةُ مَعَ ٱلرَّحْمَةِ؟‏

٨ حَذَّرَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ مِنْ صِفَةٍ تَتَنَافَى مَعَ ٱلرَّحْمَةِ وَ «ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ»،‏ شَرِيعَةِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ حِينَ كَتَبَ:‏ «إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ فَإِنَّكُمْ تَعْمَلُونَ خَطِيَّةً،‏ وَٱلشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُمْ كَمُتَعَدِّينَ».‏ (‏يعقوب ٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ فَمُحَابَاةُ ٱلْأَغْنِيَاءِ أَوِ ٱلْبَارِزِينَ يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَنَا نَتَصَامَمُ عَنْ «صُرَاخِ تَشَكِّي ٱلْمِسْكِين».‏ (‏امثال ٢١:‏١٣‏)‏ لِذلِكَ فَهِيَ تُعِيقُنَا عَنْ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ نَحْنُ نُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ عِنْدَمَا نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ دُونَ تَحَيُّزٍ.‏

٩ لِمَاذَا لَيْسَ مِنَ ٱلْخَطَإِ إِظْهَارُ ٱعْتِبَارٍ خُصُوصِيٍّ لِمَنْ يَسْتَحِقُّونَهُ؟‏

٩ وَهَلْ كَوْنُنَا غَيْرَ مُتَحَيِّزِينَ يَعْنِي عَدَمَ إِظْهَارِ ٱعْتِبَارٍ خُصُوصِيٍّ لِشَخْصٍ مَا؟‏ كَلَّا.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي فِيلِبِّي فِي مَا يَخُصُّ رَفِيقَهُ ٱلْعَامِلَ مَعَهُ أَبَفْرُودِتُسَ:‏ «قَدِّرُوا أَمْثَالَهُ».‏ وَلِمَاذَا؟‏ «لِأَنَّهُ قَارَبَ ٱلْمَوْتَ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ ٱلرَّبِّ،‏ مُخَاطِرًا بِنَفْسِهِ،‏ لِكَيْ يُعَوِّضَ كَامِلًا عَنْ عَدَمِ وُجُودِكُمْ هُنَا لِتَخْدِمُونِي».‏ (‏فيلبي ٢:‏٢٥،‏ ٢٩،‏ ٣٠‏)‏ فَقَدِ ٱسْتَحَقَّ أَبَفْرُودِتُسُ نَيْلَ ٱعْتِبَارٍ خُصُوصِيٍّ بِسَبَبِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْأَمِينَةِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا.‏ كَمَا نَقْرَأُ فِي ١ تِيمُوثَاوُسَ ٥:‏١٧‏:‏ «لِيُحْسَبِ ٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ يُشْرِفُونَ حَسَنًا مُسْتَحِقِّينَ كَرَامَةً مُضَاعَفَةً،‏ وَخُصُوصًا ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ فِي ٱلْكَلِمَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ».‏ فَٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِصِفَاتٍ رُوحِيَّةٍ جَيِّدَةٍ هُمْ أَيْضًا يَسْتَحِقُّونَ ٱعْتِبَارًا خُصُوصِيًّا.‏ وَإِظْهَارُ هذَا ٱلِٱعْتِبَارِ لَيْسَ مُحَابَاةً عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏

‏«اَلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ .‏ .‏ .‏ مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً»‏

١٠ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَضْبُطَ لِسَانَنَا؟‏

١٠ كَتَبَ يَعْقُوبُ عَنِ ٱللِّسَانِ:‏ «إِنَّهُ أَذًى لَا يُضْبَطُ،‏ مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا.‏ بِهِ نُبَارِكُ يَهْوَهَ،‏ ٱلْآبَ،‏ وَبِهِ نَلْعَنُ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ وُجِدُوا ‹عَلَى شَبَهِ ٱللهِ›.‏ مِنَ ٱلْفَمِ ٱلْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ».‏ وَأَضَافَ قَائِلًا:‏ «إِذَا كَانَ فِي قُلُوبِكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَنَزْعَةٌ إِلَى ٱلْخِصَامِ،‏ فَلَا تَتَبَجَّحُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى ٱلْحَقِّ.‏ لَيْسَتْ هٰذِهِ ٱلْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ،‏ بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ حَيَوَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ.‏ فَحَيْثُ تَكُونُ ٱلْغَيْرَةُ وَٱلنَّزْعَةُ إِلَى ٱلْخِصَامِ،‏ هُنَاكَ ٱلتَّشْوِيشُ وَكُلُّ رَذِيلَةٍ.‏ أَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ،‏ ثُمَّ مُسَالِمَةٌ،‏ مُتَعَقِّلَةٌ،‏ مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ،‏ مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَثِمَارًا صَالِحَةً،‏ لَا تُمَيِّزُ بِمُحَابَاةٍ وَلَا تُرَائِي».‏ —‏ يعقوب ٣:‏٨-‏١٠أ،‏ ١٤-‏١٧‏.‏

١١ كَيْفَ نَكُونُ رُحَمَاءَ فِي ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا؟‏

١١ وَهكَذَا نَرَى أَنَّ طَرِيقَةَ ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا تَدُلُّ هَلْ لَدَيْنَا ٱلْحِكْمَةُ ‹ٱلْمَمْلُوَّةُ رَحْمَةً› أَمْ لَا.‏ فَمَاذَا نَكْشِفُ عَنْ أَنْفُسِنَا إِذَا كُنَّا بِسَبَبِ ٱلْغَيْرَةِ أَوِ ٱلنَّزْعَةِ إِلَى ٱلْخِصَامِ نَسْتَخْدِمُ لِسَانَنَا لِلِٱفْتِخَارِ،‏ ٱلْكَذِبِ،‏ أَوِ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ؟‏ يَذْكُرُ ٱلْمَزْمُورُ ٩٤:‏٤‏:‏ «يَتَبَجَّحُ جَمِيعُ مُمَارِسِي ٱلْأَذِيَّةِ».‏ فَمَا أَسْرَعَ ٱلْكَلَامَ ٱلْمُؤْذِيَ فِي تَشْوِيهِ سُمْعَةِ ٱلشَّخْصِ ٱلْحَسَنَةِ!‏ (‏مزمور ٦٤:‏٢-‏٤‏)‏ فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ «شَاهِدُ ٱلزُّورِ [ٱلَّذِي] لَا يَبُثُّ إِلَّا ٱلْأَكَاذِيبَ».‏ (‏امثال ١٤:‏٥؛‏ ١ ملوك ٢١:‏٧-‏١٣‏)‏ بَعْدَ ٱلْحَدِيثِ عَنْ إِسَاءَةِ ٱسْتِخْدَامِ ٱللِّسَانِ،‏ يَقُولُ يَعْقُوبُ:‏ «لَا يَلِيقُ،‏ يَا إِخْوَتِي،‏ أَنْ تَسْتَمِرَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ هٰكَذَا».‏ (‏يعقوب ٣:‏١٠ب‏)‏ فَٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ تَتَطَلَّبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ لِسَانَنَا بِطَرِيقَةٍ عَفِيفَةٍ،‏ مُسَالِمَةٍ،‏ وَمُتَعَقِّلَةٍ.‏ وَقَدْ قَالَ يَسُوعُ:‏ «أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَاطِلَةٍ يَقُولُهَا ٱلنَّاسُ،‏ سَوْفَ يُؤَدُّونَ عَنْهَا حِسَابًا فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ».‏ (‏متى ١٢:‏٣٦‏)‏ فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ رُحَمَاءَ فِي ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا!‏

‏«إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ»‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ مِنْ مَثَلِ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي يَدِينُ لِسَيِّدِهِ بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمَالِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَغْفِرَ لِأَخِينَا «إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً»؟‏

١٢ يُظْهِرُ لَنَا مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي يَدِينُ لِسَيِّدِهِ بِـ‍ ٦٠٬٠٠٠٬٠٠٠ دِينَارٍ طَرِيقَةً أُخْرَى لِنَكُونَ رُحَمَاءَ.‏ فَقَدِ ٱلْتَمَسَ هذَا ٱلْعَبْدُ ٱلرَّحْمَةَ إِذْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَوْرِدٌ لِيُوفِيَ دَيْنَهُ.‏ «فَأَشْفَقَ» سَيِّدُهُ عَلَيْهِ وَسَامَحَهُ بِٱلدَّيْنِ.‏ لكِنَّ ٱلْعَبْدَ خَرَجَ وَوَجَدَ وَاحِدًا مِنَ ٱلْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ لَهُ عَلَيْهِ مِئَةُ دِينَارٍ،‏ فَأَلْقَاهُ فِي ٱلسِّجْنِ دُونَ رَحْمَةٍ.‏ وَعِنْدَمَا عَلِمَ ٱلسَّيِّدُ بِمَا حَصَلَ،‏ ٱسْتَدْعَى ٱلْعَبْدَ ٱلَّذِي سَامَحَهُ بِٱلدَّيْنِ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ،‏ كُلُّ ذٰلِكَ ٱلدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ،‏ حِينَ تَوَسَّلْتَ إِلَيَّ.‏ أَفَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ ٱلْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟‏».‏ عِنْدَئِذٍ،‏ سَلَّمَهُ ٱلسَّيِّدُ إِلَى ٱلسَّجَّانِينَ.‏ ثُمَّ ٱخْتَتَمَ يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ بِٱلْقَوْلِ:‏ «هٰكَذَا يُعَامِلُكُمْ أَيْضًا أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لِأَخِيهِ».‏ —‏ متى ١٨:‏٢٣-‏٣٥‏.‏

١٣ يُظْهِرُ هذَا ٱلْمَثَلُ بِشَكْلٍ قَاطِعٍ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ تَشْمُلُ ٱلْغُفْرَانَ.‏ فَبِمَا أَنَّ يَهْوَه سَامَحَنَا بِدَيْنِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْهَائِلِ،‏ أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ ‹نَغْفِرَ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ›؟‏!‏ (‏متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَقَبْلَ أَنْ يُعْطِيَ يَسُوعَ مَثَلَ ٱلْعَبْدِ غَيْرِ ٱلرَّحِيمِ،‏ سَأَلَهُ بُطْرُسُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟‏ أَإِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟‏».‏ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ:‏ «لَا أَقُولُ لَكَ:‏ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ،‏ بَلْ:‏ إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً».‏ (‏متى ١٨:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلرَّحِيمَ يَكُونُ مُسْتَعِدًّا لِيَغْفِرَ «إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً»،‏ أَيْ دُونَ حُدُودٍ.‏

١٤ اِسْتِنَادًا إِلَى مَتَّى ٧:‏١-‏٤‏،‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا مُمَارَسَةُ ٱلرَّحْمَةِ يَوْمِيًّا؟‏

١٤ أَظْهَرَ يَسُوعُ طَرِيقَةً أُخْرَى أَيْضًا لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ حِينَ قَالَ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ:‏ «لَا تَدِينُوا لِكَيْلَا تُدَانُوا.‏ فَإِنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ .‏ .‏ .‏ فَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ،‏ وَأَمَّا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ فَلَا تَأْبَهُ لَهَا؟‏ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لِأَخِيكَ:‏ ‹دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ›،‏ وَهَا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ؟‏».‏ (‏متى ٧:‏١-‏٤‏)‏ فَيُمْكِنُنَا مُمَارَسَةُ ٱلرَّحْمَةِ يَوْمِيًّا بِٱحْتِمَالِ ضَعَفَاتِ ٱلْآخَرِينَ دُونَ إِدَانَتِهِمْ أَوِ ٱنْتِقَادِهِمْ.‏

‏«لِنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ»‏

١٥ لِمَاذَا أَعْمَالُ ٱلرَّحْمَةِ لَيْسَتْ مَقْصُورَةً فَقَطْ عَلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏

١٥ فِي حِينِ أَنَّ سِفْرَ يَعْقُوبَ يُشَدِّدُ عَلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ،‏ فَهذَا لَا يَعْنِي أَنَّ أَعْمَالَ ٱلرَّحْمَةِ مَقْصُورَةٌ فَقَطْ عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَكَمَا يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ١٤٥:‏٩‏،‏ «يَهْوَهُ صَالِحٌ لِلْكُلِّ،‏ وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ».‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُضُّنَا أَنْ ‹نَكُونَ مُقْتَدِينَ بِٱللهِ› وَأَنْ «نَصْنَعَ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ».‏ (‏افسس ٥:‏١؛‏ غلاطية ٦:‏١٠‏)‏ لِذلِكَ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نُحِبُّ «ٱلْعَالَمَ وَلَا مَا فِي ٱلْعَالَمِ»،‏ إِلَّا أَنَّنَا لَسْنَا غَيْرَ مُبَالِينَ بِحَاجَاتِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥‏.‏

١٦ أَيُّ عَامِلَيْنِ يُؤَثِّرَانِ فِي إِظْهَارِنَا ٱلرَّحْمَةَ لِلْآخَرِينَ؟‏

١٦ فَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُسْتَعِدُّونَ دَائِمًا لِنُقَدِّمَ أَيَّةَ مُسَاعَدَةٍ مُمْكِنَةٍ لِضَحَايَا «ٱلْحَوَادِثِ غَيْرِ ٱلْمُتَوَقَّعَةِ» أَوْ لِلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِظُرُوفٍ عَصِيبَةٍ.‏ (‏جامعة ٩:‏١١‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نُسَاعِدُهُمْ قَدْرَ مَا تَسْمَحُ لَنَا ظُرُوفُنَا.‏ (‏امثال ٣:‏٢٧‏)‏ كَمَا أَنَّ عَلَيْنَا ٱلْحِرْصَ عِنْدَ تَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ لِئَلَّا يَكُونَ مَا نَظُنُّ أَنَّهُ عَمَلٌ خَيِّرٌ تَشْجِيعًا عَلَى ٱلْكَسَلِ.‏ (‏امثال ٢٠:‏١،‏ ٤؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١٠-‏١٢‏)‏ إِذًا،‏ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ هِيَ رَدُّ فِعْلٍ يَجْمَعُ بَيْنَ مَشَاعِرِ ٱلْحَنَانِ أَوِ ٱلتَّعَاطُفِ وَبَيْنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلسَّلِيمِ.‏

١٧ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

١٧ إِنَّ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ هِيَ إِخْبَارُهُمْ بِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ يَتَلَمَّسُونَ طَرِيقَهُمْ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَهُمْ ‹مُنْزَعِجُونَ وَمُنْطَرِحُونَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا› لِأَنَّهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُهُمْ وَلَا أَمَلَ لَدَيْهِمْ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏ وَرِسَالَةُ كَلِمَةِ ٱللهِ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ‹سِرَاجًا لِرِجْلِهِمْ›،‏ إِذْ تُسَاعِدُهُمْ عَلَى حَلِّ مَشَاكِلِ ٱلْحَيَاةِ.‏ كَمَا أَنَّهَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ‹نُورًا لِسَبِيلِهِمْ›،‏ إِذْ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُخْبِرُ بِقَصْدِ ٱللهِ لِلْمُسْتَقْبَلِ،‏ مِمَّا يَمْنَحُهُمْ رَجَاءً سَاطِعًا.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠٥‏)‏ فَمَا أَعْظَمَ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نَنْقُلَ رِسَالَةَ ٱلْحَقِّ ٱلرَّائِعَةَ إِلَى ٱلَّذِينَ هُمْ فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهَا!‏ وَنَظَرًا إِلَى دُنُوِّ مَجِيءِ ‹ٱلضِّيقِ ٱلعَظِيمِ›،‏ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِلِٱشْتِرَاكِ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏٨،‏ ٢١،‏ ٢٢،‏ ٣٦-‏٤١؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَمَا مِنْ عَمَلِ رَحْمَةٍ يُضَاهِي هذَا ٱلْعَمَلَ فِي ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏

‏«أَعْطُوا مَا فِي ٱلدَّاخِلِ»‏

١٨،‏ ١٩ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى إِلَى ٱلتَّحَلِّي أَكْثَرَ بِٱلرَّحْمَةِ فِي حَيَاتِنَا؟‏

١٨ قَالَ يَسُوعُ:‏ «أَعْطُوا مَا فِي ٱلدَّاخِلِ صَدَقَةً».‏ (‏لوقا ١١:‏٤١‏)‏ فَلِكَيْ تَكُونَ ٱلْأَعْمَالُ ٱلصَّالِحَةُ وَٱلصَّدَقَاتُ إِعْرَابًا عَنِ ٱلرَّحْمَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ،‏ يَجِبُ أَنْ تَنْبُعَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ،‏ أَيْ مِنْ قَلْبٍ مُحِبٍّ وَسَمُوحٍ.‏ (‏٢ كورنثوس ٩:‏٧‏)‏ وَكَمْ تَكُونُ هذِهِ ٱلرَّحْمَةُ مُنْعِشَةً فِي عَالَمٍ تَسُودُهُ ٱلْقَسْوَةُ،‏ ٱلْأَنَانِيَّةُ،‏ وَقِلَّةُ ٱلِٱهْتِمَامِ بِمُعَانَاةِ ٱلْآخَرِينَ وَمَشَاكِلِهِمْ!‏

١٩ لِذلِكَ لِنَسْعَ إِلَى ٱلتَّحَلِّي أَكْثَرَ بِٱلرَّحْمَةِ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَكُلَّمَا كُنَّا رُحَمَاءَ،‏ تَشَبَّهْنَا بِٱللهِ أَكْثَرَ.‏ وَهذَا مَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْعَيْشِ حَيَاةً ذَاتَ مَعْنًى تَجْلُبُ لَنَا ٱكْتِفَاءً حَقِيقِيًّا.‏ —‏ متى ٥:‏٧‏.‏

مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ؟‏

‏• لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ خُصُوصًا أَنْ نَكُونَ رُحَمَاءَ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏

‏• كَيْفَ نُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

‏• كَيْفَ نَصْنَعُ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

أَعْرَبَ ٱلسَّامِرِيُّ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ

‏[الصورتان في الصفحة ٢٧]‏

اَلْمَسِيحِيُّونَ هُمْ أَسْخِيَاءُ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ

‏[الصورة في الصفحة ٣٠]‏

أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ هِيَ إِخْبَارُهُمْ بِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ