الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

النجاة من فخاخ القناص

النجاة من فخاخ القناص

اَلنَّجَاةُ مِنْ فِخَاخِ ٱلْقَنَّاصِ

‏«[يَهْوَهُ] يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ ٱلْقَنَّاصِ».‏ —‏ مزمور ٩١:‏٣‏.‏

١ مَنْ هُوَ «ٱلْقَنَّاصُ»،‏ وَلِمَاذَا هُوَ عَدُوٌّ خَطِرٌ؟‏

يُوَاجِهُ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَدُوًّا شَرِسًا ذَا دَهَاءٍ وَمَكْرٍ يَفُوقَانِ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ.‏ وَيَدْعُو ٱلْمَزْمُورُ ٩١:‏٣ هذَا ٱلْمَخْلُوقَ «ٱلْقَنَّاصَ»،‏ أَيِ ٱلصَّيَّادَ.‏ فَمَنْ هُوَ هذَا ٱلْعَدُوُّ؟‏ مُنْذُ عَدَدِ ١ حزيران (‏يونيو)‏ ١٨٨٣،‏ بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ،‏ حَدَّدَتْ هذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ هُوِيَّتَهُ بِصِفَتِهِ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ.‏ فَهذَا ٱلْعَدُوُّ ٱلْجَبَّارُ يَسْعَى بِمَكْرٍ لِيُضِلَّ شَعْبَ يَهْوَه وَيُوقِعَهُمْ فِي ٱلْفَخِّ،‏ كَمَا يَقْتَنِصُ ٱلصَّيَّادُ ٱلطَّيْرَ بِإِيقَاعِهِ فِي ٱلْفَخِّ.‏

٢ لِمَاذَا يُشَبَّهُ ٱلشَّيْطَانُ بِقَنَّاصٍ؟‏

٢ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ كَانَ ٱلنَّاسُ يَصْطَادُونَ ٱلطُّيُورَ حُبًّا بِتَغْرِيدِهَا ٱلْعَذْبِ وَجَمَالِ رِيشِهَا ٱلْمُلَوَّنِ،‏ أَوْ لِأَكْلِهَا،‏ أَوْ لِتَقْدِيمِهَا ذَبِيحَةً.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلطُّيُورَ مَخْلُوقَاتٌ حَذِرَةٌ وَجَبَانَةٌ بِٱلْغَرِيزَةِ،‏ مَا يَجْعَلُ مِنَ ٱلصَّعْبِ إِيقَاعَهَا فِي ٱلْفَخِّ.‏ لِذلِكَ كَانَ ٱلْقَنَّاصُ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَدْرُسُ بِٱعْتِنَاءٍ خَصَائِصَ وَعَادَاتِ نَوْعِ ٱلطُّيُورِ ٱلَّذِي يُرِيدُ ٱصْطِيَادَهُ،‏ ثُمَّ يَسْتَعْمِلُ أَسَالِيبَ مَاكِرَةً لِإِيقَاعِهِ فِي ٱلْفَخِّ.‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ تَشْبِيهَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلشَّيْطَانَ بِقَنَّاصٍ يُسَاعِدُنَا عَلَى فَهْمِ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا.‏ فَإِبْلِيسُ يَدْرُسُ كُلًّا مِنَّا إِفْرَادِيًّا بِمُرَاقَبَةِ عَادَاتِنَا وَصِفَاتِنَا.‏ ثُمَّ يَضَعُ ٱلْفِخَاخَ ٱلْمَخْفِيَّةَ فِي مُحَاوَلَةٍ لِٱصْطِيَادِنَا أَحْيَاءً.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٦‏)‏ وَإِمْسَاكُهُ بِنَا يَعْنِي تَقْوِيضَ رُوحِيَّاتِنَا وَيُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ أَخِيرًا إِلَى هَلَاكِنَا.‏ لِذلِكَ حِفَاظًا عَلَى سَلَامَتِنَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُحَدِّدَ أَسَالِيبَ «ٱلْقَنَّاصِ» عَلَى ٱخْتِلَاف أَنْوَاعِهَا.‏

٣،‏ ٤ مَتَى يُشْبِهُ تَكْتِيكُ ٱلشَّيْطَانِ ذَاكَ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشِّبْلُ،‏ وَمَتَى يُشْبِهُ ذَاكَ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ ٱلصِّلُّ؟‏

٣ يَسْتَخْدِمُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ أَيْضًا صُوَرًا مَجَازِيَّةً حَيَّةً.‏ فَيُشَبِّهُ ٱلتَّكْتِيكَ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشَّيْطَانُ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشِّبْلُ أَوِ ٱلصِّلُّ.‏ (‏مزمور ٩١:‏١٣‏)‏ فَمِثْلَ ٱلشِّبْلِ،‏ يَشُنُّ ٱلشَّيْطَانُ أَحْيَانًا هَجَمَاتٍ عَلَنِيَّةً مُبَاشِرَةً مُسْتَخْدِمًا ٱلِٱضْطِهَادَ أَوِ ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةَ ضِدَّ شَعْبِ يَهْوَه.‏ (‏مزمور ٩٤:‏٢٠‏)‏ وَقَدْ تَجْعَلُ هذِهِ ٱلْهَجَمَاتُ ٱلْمُشَبَّهَةُ بِهَجَمَاتِ ٱلشِّبْلِ ٱلْبَعْضَ يَعْثُرُونَ.‏ إِلَّا أَنَّ هذِهِ ٱلْهَجَمَاتِ ٱلسَّافِرَةَ لَهَا فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ نَتَائِجُ مُعَاكِسَةٌ،‏ إِذْ إِنَّهَا تُؤَدِّي إِلَى تَوْحِيدِ شَعْبِ ٱللهِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنْ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمَاكِرَةِ ٱلْمُشَبَّهَةِ بِهَجَمَاتِ ٱلصِّلِّ؟‏

٤ إِنَّ إِبْلِيسَ يَسْتَخْدِمُ دَهَاءَهُ ٱلَّذِي يَفُوقُ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ لِيَشُنَّ هَجَمَاتٍ غَادِرَةً وَمُمِيتَةً،‏ تَمَامًا كَٱلْهَجَمَاتِ ٱلَّتِي تَقُومُ بِهَا ٱلْأَفْعَى ٱلسَّامَّةُ مِنْ مَكَانٍ مُسْتَتِرٍ.‏ وَبِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ يَنْجَحُ فِي تَسْمِيمِ أَذْهَانِ ٱلْبَعْضِ مِنْ شَعْبِ ٱللهِ،‏ خَادِعًا إِيَّاهُمْ لِيَفْعَلُوا مَشِيئَتَهُ بَدَلًا مِنْ مَشِيئَةِ يَهْوَه بِحَيْثُ يَحْصُدُونَ فِي ٱلنِّهَايَةِ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً.‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّنَا لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ فَلْنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي أَرْبَعَةً مِنَ ٱلْفِخَاخِ ٱلْمُمِيتَةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا «ٱلْقَنَّاصُ».‏

اَلْخَوْفُ مِنَ ٱلنَّاسِ

٥ لِمَاذَا شَرَكُ «ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلنَّاسِ» فَعَّالٌ جِدًّا؟‏

٥ يُدْرِكُ «ٱلْقَنَّاصُ» أَنَّ ٱلْبَشَرَ لَدَيْهِمْ رَغْبَةٌ فِي نَيْلِ ٱسْتِحْسَانِ وَقَبُولِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ لَيْسُوا غَيْرَ مُبَالِينَ بِآرَاءِ وَمَشَاعِرِ ٱلَّذِينَ حَوْلَهُمْ.‏ وَبِمَا أَنَّ إِبْلِيسَ يَعْرِفُ ذلِكَ،‏ فَهُوَ يُحَاوِلُ ٱسْتِغْلَالَ ٱهْتِمَامِهِمْ بِآرَاءِ ٱلْآخَرِينَ فِيهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ يُوقِعُ ٱلشَّيْطَانُ بِٱلْبَعْضِ مِنْ شَعْبِ ٱللهِ بِٱسْتِخْدَامِ شَرَكِ «ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلنَّاسِ».‏ (‏امثال ٢٩:‏٢٥‏)‏ فَهذَا «ٱلْقَنَّاصُ» يَكُونُ قَدْ أَوْقَعَ خُدَّامَ ٱللهِ فِي ٱلشَّرَكِ إِذَا جَعَلَهُمُ ٱلْخَوْفُ مِنَ ٱلنَّاسِ يَنْضَمُّونَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ فِي فِعْلِ مَا يُحَرِّمُهُ يَهْوَه أَوْ يَمْتَنِعُونَ عَنْ فِعْلِ مَا تُوصِي بِهِ كَلِمَةُ ٱللهِ.‏ —‏ حزقيال ٣٣:‏٨؛‏ يعقوب ٤:‏١٧‏.‏

٦ أَيُّ مِثَالٍ يُوضِحُ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ حَدَثٌ فِي فَخِّ «ٱلْقَنَّاصِ»؟‏

٦ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ رُبَّمَا ٱسْتَسْلَمَ حَدَثٌ لِلضَّغْطِ مِنْ رُفَقَائِهِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ لِتَدْخِينِ سِيجَارَةٍ.‏ فَهذَا ٱلْحَدَثُ رُبَّمَا لَمْ يُفَكِّرْ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ فِي ٱلتَّدْخِينِ وَهُوَ آتٍ إِلَى ٱلْمَدْرَسَةِ فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ.‏ لكِنَّهُ سُرْعَانَ مَا فَعَلَ أَمْرًا يُضِرُّ بِصِحَّتِهِ وَيُغْضِبُ ٱللهَ.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ فَكَيْفَ أُغْرِيَ لِفِعْلِ ذلِكَ؟‏ لَرُبَّمَا كَانَ يُعَاشِرُ زُمَلَاءَ أَرْدِيَاءَ وَخَافَ مِنْ رَفْضِهِمْ لَهُ.‏ فَيَا أَيُّهَا ٱلْأَحْدَاثُ،‏ لَا تَدَعُوا «ٱلْقَنَّاصَ» يُغْرِيكُمْ وَيُوقِعُكُمْ فِي ٱلْفَخِّ.‏ وَلِكَيْلَا يَصْطَادَكُمْ أَحْيَاءً،‏ ٱحْتَرِسُوا مِنَ ٱلْمُسَايَرَةِ حَتَّى فِي ٱلْأُمُورِ ٱلصَّغِيرَةِ.‏ وَأَصْغُوا إِلَى تَحْذِيرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ تَتَجَنَّبُوا ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةَ.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏.‏

٧ كَيْفَ قَدْ يَجْعَلُ ٱلشَّيْطَانُ بَعْضَ ٱلْوَالِدِينَ يَخْسَرُونَ ٱتِّزَانَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ؟‏

٧ يَحْمِلُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ذَوُو ٱلضَّمِيرِ ٱلْحَيِّ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ ٱلَّتِي تُلْقِيهَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَلَى عَاتِقِهِمْ أَنْ يَعُولُوا عَائِلَاتِهِمْ مَادِّيًّا.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ لكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَهْدِفُ إِلَى جَعْلِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَخْسَرُونَ ٱتِّزَانَهُمْ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَقَدْ يَعْتَادُ ٱلْبَعْضُ ٱلتَّغَيُّبَ عَنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ لِأَنَّهُمْ يَسْتَسْلِمُونَ لِلضَّغْطِ مِنْ رَبِّ عَمَلِهِمْ لِكَيْ يَعْمَلُوا سَاعَاتٍ إِضَافِيَّةً.‏ أَوْ قَدْ يَخَافُونَ مِنْ طَلَبِ إِجَازَةٍ لِحُضُورِ كُلِّ فَتَرَاتِ ٱلْمَحْفَلِ ٱلْكُورِيِّ لِيَعْبُدُوا يَهْوَه مَعَ إِخْوَتِهِمْ.‏ فَمَاذَا يَحْمِينَا مِنْ هذَا ٱلشَّرَكِ؟‏ ‹اَلِٱتِّكَالُ عَلَى يَهْوَهَ›.‏ (‏امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلتَّذَكُّرَ أَنَّنَا جَمِيعًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ ٱللهِ وَأَنَّهُ يُلْزِمُ نَفْسَهُ بِٱلِٱعْتِنَاءِ بِنَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱتِّزَانِنَا.‏ فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ،‏ هَلْ تَثِقُونَ أَنَّ يَهْوَه سَيَعْتَنِي بِطَرِيقَةٍ مَا بِكُمْ وَبِعَائِلَاتِكُمْ عِنْدَمَا تَفْعَلُونَ مَشِيئَتَهُ؟‏ أَمْ هَلْ يَصْطَادُكُمْ إِبْلِيسُ أَحْيَاءً فِي فَخِّ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلنَّاسِ وَيَجْعَلُكُمْ تَفْعَلُونَ مَشِيئَتَهُ؟‏ نَحْنُ نُنَاشِدُكُمْ أَنْ تُفَكِّرُوا مَلِيًّا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فِي هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.‏

شَرَكُ ٱلْمَادِّيَّةِ

٨ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ شَرَكَ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏

٨ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا شَرَكَ ٱلْمَادِّيَّةِ لِيُوقِعَنَا فِي ٱلْفَخِّ.‏ فَغَالِبًا مَا يُرَوِّجُ ٱلنِّظَامُ ٱلتِّجَارِيُّ لِهذَا ٱلْعَالَمِ خُطَطَ ٱلْإِثْرَاءِ ٱلسَّرِيعِ ٱلَّتِي قَدْ تَسْتَغْوِي أَيْضًا ٱلْبَعْضَ مِنْ شَعْبِ ٱللهِ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يَسْمَعُ أَحَدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَحْيَانًا عِبَارَاتٍ مِثْلَ:‏ «اِعْمَلْ بِكَدٍّ.‏ وَعِنْدَمَا تَصِلُ إِلَى مُسْتَوًى مَادِّيٍّ جَيِّدٍ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تَسْتَرْخِيَ وَتَتَمَتَّعَ بِٱلْحَيَاةِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تَكُونَ فَاتِحًا».‏ وَقَدْ تُعَبِّرُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَنْ طَرِيقَةِ ٱلتَّفْكِيرِ غَيْرِ ٱلْمُتَّزِنَةِ ٱلَّتِي يَتَبَنَّاهَا بَعْضُ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّذِينَ يَسْتَغِلُّونَ إِخْوَتَهُمْ وَأَخَوَاتِهِمْ مَادِّيًّا.‏ وَلكِنْ فَكِّرْ مَلِيًّا فِي هذَا ٱلْحَضِّ.‏ هَلْ تَرَى وَجْهَ شَبَهٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْغَنِيِّ ‹ٱلْعَدِيمِ ٱلتَّعَقُّلِ› فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٦-‏٢١‏.‏

٩ لِمَاذَا قَدْ يَقَعُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي شَرَكِ ٱلرَّغْبَةِ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏

٩ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُدِيرُ هذَا ٱلنِّظَامَ ٱلشِّرِّيرَ بِحَيْثُ يَجْعَلُ ٱلنَّاسَ يَرْغَبُونَ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ وَهذِهِ ٱلرَّغْبَةُ يُمْكِنُ أَنْ تَغْزُوَ حَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ إِذْ تَخْنُقُ ٱلْكَلِمَةَ وَتَجْعَلُهَا «بِلَا ثَمَرٍ».‏ (‏مرقس ٤:‏١٩‏)‏ لِذلِكَ يُشَجِّعُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَقْنَعَ بِٱلْقُوتِ وَٱلْكُسْوَةِ.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٨‏)‏ غَيْرَ أَنَّ كَثِيرِينَ يَقَعُونَ فِي شَرَكِ «ٱلْقَنَّاصِ» لِأَنَّهُمْ لَا يُطَبِّقُونَ هذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ.‏ فَلَرُبَّمَا تَجْعَلُهُمُ ٱلْكِبْرِيَاءُ يَشْعُرُونَ أَنَّ عَلَيْهِمِ ٱلتَّمَسُّكَ بِنَمَطِ حَيَاةٍ مُعَيَّنٍ.‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنَّا شَخْصِيًّا؟‏ هَلْ تَجْعَلُنَا رَغْبَتُنَا فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ نَضَعُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلثَّانِيَةِ؟‏ (‏حجاي ١:‏٢-‏٨‏)‏ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلظُّرُوفَ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةَ ٱلصَّعْبَةَ دَفَعَتِ ٱلْبَعْضَ إِلَى ٱلتَّضْحِيَةِ بِرُوحِيَّاتِهِمْ بُغْيَةَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى مُسْتَوَى ٱلْمَعِيشَةِ ٱلَّذِي ٱعْتَادُوا عَلَيْهِ.‏ وَهذِهِ ٱلرُّوحُ ٱلْمَادِّيَّةُ تُفَرِّحُ «ٱلْقَنَّاصَ».‏

فَخُّ ٱلتَّسْلِيَةِ غَيْرِ ٱلسَّلِيمَةِ

١٠ أَيُّ فَحْصٍ لِلذَّاتِ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ بِهِ كُلُّ مَسِيحِيٍّ؟‏

١٠ يَسْتَخْدِمُ «ٱلْقَنَّاصُ» فَخًّا آخَرَ هُوَ إِفْسَادُ حِسِّ ٱلنَّاسِ ٱلطَّبِيعِيِّ بِمَا هُوَ خَيْرٌ وَمَا هُوَ شَرٌّ.‏ فَٱلْيَوْمَ،‏ تَسُودُ صِنَاعَةَ ٱلتَّسْلِيَةِ طَرِيقَةُ تَفْكِيرٍ مُشَابِهَةٌ لِلَّتِي سَادَتْ قَدِيمًا فِي سَدُومَ وَعَمُورَةَ.‏ فَحَتَّى ٱلتَّقَارِيرُ ٱلْإِخْبَارِيَّةُ عَلَى ٱلتِّلِفِزْيُونِ وَفِي ٱلْمَجَلَّاتِ تُبْرِزُ ٱلْعُنْفَ وَتُشْبِعُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ ٱلْفَاسِدَةَ.‏ وَٱلْكَثِيرُ مِمَّا يَبْدُو أَنَّهُ تَسْلِيَةٌ فِي وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ يُضْعِفُ قُدْرَةَ ٱلنَّاسِ عَلَى «ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ».‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ وَلكِنْ تَذَكَّرْ كَلِمَاتِ يَهْوَه بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا:‏ «وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلْخَيْرِ شَرًّا وَلِلشَّرِّ خَيْرًا».‏ (‏اشعيا ٥:‏٢٠‏)‏ فَهَلْ أَثَّرَ «ٱلْقَنَّاصُ» بِمَكْرٍ فِي تَفْكِيرِكَ مِنْ خِلَالِ تَسْلِيَةٍ غَيْرِ سَلِيمَةٍ كَهذِهِ؟‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَقُومَ بِفَحْصٍ لِلذَّاتِ.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏٥‏.‏

١١ أَيُّ تَحْذِيرٍ مِنَ ٱلْمُسَلْسَلَاتِ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةِ أَوْرَدَتْهُ هذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ؟‏

١١ مُنْذُ رُبْعِ قَرْنٍ تَقْرِيبًا،‏ قَدَّمَ أَحَدُ أَعْدَادِ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِأَهْلِ بَيْتِ ٱلْإِيمَانِ تَحْذِيرًا حُبِّيًّا مِنَ ٱلْمُسَلْسَلَاتِ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةِ.‏ * فَقَدْ تَحَدَّثَ عَنِ ٱلتَّأْثِيرِ ٱلْمَاكِرِ لِلْمُسَلْسَلَاتِ ٱلرَّائِجَةِ،‏ قَائِلًا:‏ «يَجْرِي ٱسْتِخْدَامُ ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْحُبِّ لِتَبْرِيرِ أَيِّ تَصَرُّفٍ.‏ مَثَلًا،‏ تَقُولُ حَدَثَةٌ حُبْلَى غَيْرُ مُتَزَوِّجَةٍ لِصَدِيقَةٍ لَهَا:‏ ‹وَلكِنَّنِي أُحِبُّ ڤِكْتُورَ.‏ وَلَا أُبَالِي.‏ .‏ .‏ .‏ وَأَنْ أَلِدَ طِفْلَهُ يَسْتَحِقُّ أَيَّ شَيْءٍ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ!‏›.‏ وَٱلْمُوسِيقَى ٱلْخَلْفِيَّةُ ٱلنَّاعِمَةُ تَجْعَلُ مِنَ ٱلصَّعْبِ ٱعْتِبَارَ مَسْلَكِهَا رَدِيئًا جِدًّا.‏ وَأَنْتُمْ أَيْضًا تُحِبُّونَ ڤِكْتُورَ.‏ فَتَعْطِفُونَ عَلَى ٱلْفَتَاةِ.‏ أَنْتُمْ ‹تَتَفَهَّمُونَ›».‏ ثُمَّ ٱقْتَبَسَ هذَا ٱلْعَدَدُ مَا قَالَتْهُ إِحْدَى مُشَاهِدَاتِ هذِهِ ٱلْمُسَلْسَلَاتِ بَعْدَمَا عَادَتْ إِلَى صَوَابِهَا:‏ ‹مِنَ ٱلْمُدْهِشِ كَيْفَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تُبَرِّرُوا ٱلتَّصَرُّفَاتِ.‏ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ رَدِيءٌ،‏ لكِنَّنِي أَدْرَكْتُ أَنَّنِي أَتَعَاطَفُ مَعَ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْفَاسِدِينَ›.‏

١٢ مَاذَا يَدُلُّ أَنَّ ٱلتَّحْذِيرَ مِنْ بَعْضِ ٱلْمُسَلْسَلَاتِ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةِ مُلَائِمٌ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٢ مُنْذُ نَشْرِ هَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ،‏ تُمْطِرُنَا وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ بِوَابِلٍ مِنْ هذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْبَرَامِجِ ٱلَّتِي تُفْسِدُ ٱلْقَلْبَ.‏ فَفِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ،‏ تُبَثُّ بَرَامِجُ كَهذِهِ عَلَى مَدَارِ ٱلْيَوْمِ.‏ وَٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ وَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمُرَاهِقِينَ يُغَذُّونَ عُقُولَهُمْ بِتَسْلِيَةٍ كَهذِهِ.‏ أَمَّا نَحْنُ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَخْدَعَ أَنْفُسَنَا بِتَفْكِيرٍ بَاطِلٍ.‏ فَمِنَ ٱلْخَطَإِ ٱلتَّفْكِيرُ أَنَّ ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلْمُنْحَطَّةَ لَا تُضِرُّ بِنَا أَكْثَرَ مِمَّا يُضِرُّ بِنَا مَا نَرَاهُ حَوْلَنَا فِي ٱلْعَالَمِ.‏ فَكَيْفَ لِمَسِيحِيٍّ أَنْ يُبَرِّرَ ٱخْتِيَارَهُ أَنْ يُسَلِّيَهُ نَوْعُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ لَا يَخْطُرُ عَلَى بَالِهِ إِطْلَاقًا أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِلَى بَيْتِهِ؟‏!‏

١٣،‏ ١٤ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْبَعْضُ مِنَ ٱلتَّحْذِيرِ بِشَأْنِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ؟‏

١٣ لَقَدِ ٱسْتَفَادَ كَثِيرُونَ عِنْدَمَا أَصْغَوْا إِلَى ٱلتَّحْذِيرِ ٱلَّذِي زَوَّدَهُ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ فَبَعْدَ قِرَاءَةِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلصَّرِيحَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ كَتَبَ ٱلْبَعْضُ إِلَى نَاشِرِي هذِهِ ٱلْمَجَلَّةِ رَسَائِلَ شَرَحُوا فِيهَا كَيْفَ أَثَّرَتْ فِيهِمْ شَخْصِيًّا هَاتَانِ ٱلْمَقَالَتَانِ.‏ * مَثَلًا،‏ ذَكَرَتْ قَارِئَةٌ ٱعْتَرَفَتْ أَنَّهَا كَانَتْ مُدْمِنَةً عَلَى ٱلْمُسَلْسَلَاتِ طَوَالَ ١٣ سَنَةً:‏ ‹ظَنَنْتُ أَنَّنِي آمِنَةٌ بِمُجَرَّدِ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَبِكَوْنِي مُنْتَظِمَةً إِلَى حَدٍّ مَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ غَيْرَ أَنِّي تَبَنَّيْتُ ٱلْمَوْقِفَ ٱلْعَالَمِيَّ ٱلَّذِي تُبْرِزُهُ ٱلْمُسَلْسَلَاتُ أَنَّ ٱلزِّنَا يُصْبِحُ مُبَرَّرًا إِذَا أَسَاءَ زَوْجُكِ مُعَامَلَتَكِ أَوْ إِذَا شَعَرْتِ أَنَّكِ غَيْرُ مَحْبُوبَةٍ —‏ إِنَّهُ هُوَ سَبَبُ ذلِكَ.‏ وَهكَذَا،‏ عِنْدَمَا شَعَرْتُ أَنَّنِي مُبَرَّرَةٌ ٱتَّخَذْتُ ذلِكَ ٱلْمَسْلَكَ ٱلرَّدِيءَ وَأَخْطَأْتُ إِلَى يَهْوَه وَإِلَى زَوْجِي›.‏ وَقَدْ فُصِلَتْ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ،‏ لكِنَّهَا ثَابَتْ إِلَى رُشْدِهَا وَأُعِيدَتْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَهِيَ تَقُولُ إِنَّ ٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱللَّتَيْنِ تُحَذِّرَانِ مِنَ ٱلْمُسَلْسَلَاتِ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةِ زَادَتَا مِنْ تَصْمِيمِهَا أَلَّا تَتَسَلَّى بِمَا يُبْغِضُهُ يَهْوَه.‏ —‏ عاموس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

١٤ وَثَمَّةَ قَارِئَةٌ أُخْرَى أَيْضًا تَأَثَّرَتْ بِهَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ.‏ فَقَدْ قَالَتْ:‏ «بَكَيْتُ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّنِي ٱكْتَشَفْتُ أَنَّ قَلْبِي لَمْ يَعُدْ كَامِلًا مَعَ يَهْوَه.‏ فَوَعَدْتُ إِلهِي أَنَّنِي لَنْ أَعُودَ مُسْتَعْبَدَةً لِهذِهِ ٱلْمُسَلْسَلَاتِ».‏ كَمَا عَبَّرَتِ ٱمْرَأَةٌ مَسِيحِيَّةٌ أُخْرَى عَنْ تَقْدِيرِهَا لِلْمَقَالَتَيْنِ وَٱعْتَرَفَتْ بِأَنَّهَا مُدْمِنَةٌ عَلَى مُشَاهَدَةِ هذِهِ ٱلْمُسَلْسَلَاتِ.‏ كَتَبَتْ قَائِلَةً:‏ «تَسَاءَلْتُ .‏ .‏ .‏ إِنْ كَانَتْ تَسْتَطِيعُ ٱلتَّأْثِيرَ فِي عَلَاقَتِي بِيَهْوَه.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَتَّخِذَهُمْ [أَيِ ٱلْأَبْطَالَ] أَصْدِقَاءَ وَأَكُونَ صَدِيقَةً لِيَهْوَه كَذلِكَ؟‏».‏ فَإِذَا كَانَتْ بَرَامِجُ تِلِفِزْيُونِيَّةٌ كَهذِهِ قَدْ أَفْسَدَتِ ٱلْقُلُوبَ مُنْذُ ٢٥ سَنَةً،‏ فَأَيُّ أَثَرٍ تَتْرُكُهُ ٱلْيَوْمَ؟‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٣‏)‏ يَجِبُ أَنْ نَحْتَرِسَ مِنْ فَخِّ ٱلتَّسْلِيَةِ غَيْرِ ٱلسَّلِيمَةِ ٱلَّذِي يَنْصِبُهُ ٱلشَّيْطَانُ بِكُلِّ أَشْكَالِهِ —‏ سَوَاءٌ كَانَ ذلِكَ مِنْ خِلَالِ ٱلْمُسَلْسَلَاتِ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةِ،‏ أَلْعَابِ ٱلْفِيدْيُو ٱلْعَنِيفَةِ،‏ أَوِ ٱلْأَغَانِي ٱلْمُصَوَّرَةِ ٱلْفَاسِدَةِ.‏

فَخُّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ

١٥ كَيْفَ يَصْطَادُ إِبْلِيسُ ٱلْبَعْضَ أَحْيَاءً؟‏

١٥ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ فَخَّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ لِيُسَبِّبَ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَه.‏ وَيُمْكِنُ أَنْ نَقَعَ فِي هذَا ٱلْفَخِّ مَهْمَا كَانَتِ ٱمْتِيَازَاتُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي نَحْظَى بِهَا.‏ فَٱلْبَعْضُ يَصْطَادُهُمْ إِبْلِيسُ أَحْيَاءً لِأَنَّهُمْ يَسْمَحُونَ لِلْخِلَافَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ بِأَنْ تُعَكِّرَ ٱلسَّلَامَ وَٱلْوَحْدَةَ وَٱلِٱزْدِهَارَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي أَوْجَدَهُ يَهْوَه.‏ —‏ مزمور ١٣٣:‏١-‏٣‏.‏

١٦ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ بِطَرِيقَةٍ خَبِيثَةٍ أَنْ يُعَكِّرَ وَحْدَتَنَا،‏ وَإِلَامَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ ذلِكَ؟‏

١٦ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ حَاوَلَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْقَضَاءَ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَه مِنْ خِلَالِ ٱلْهُجُومِ ٱلْمُبَاشِرِ،‏ لكِنَّهُ مُنِيَ بِٱلْفَشَلِ.‏ (‏رؤيا ١١:‏٧-‏١٣‏)‏ وَمُذَّاكَ،‏ يَعْمَلُ بِطَرِيقَةٍ خَبِيثَةٍ لِتَعْكِيرِ وَحْدَتِنَا.‏ وَعِنْدَمَا نَسْمَحُ لِلْخِلَافَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ بِأَنْ تُقَسِّمَنَا،‏ نُزَوِّدُ «ٱلْقَنَّاصَ» ثُغْرَةً يَدْخُلُ مِنْهَا.‏ وَبِذلِكَ يُمْكِنُ أَنْ نُعِيقَ عَمَلَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي حَيَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.‏ وَهذَا مَا يُفَرِّحُ ٱلشَّيْطَانَ لِأَنَّ تَعْكِيرَ سَلَامِ وَوَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ يُعِيقُ تَقَدُّمَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ —‏ افسس ٤:‏٢٧،‏ ٣٠-‏٣٢‏.‏

١٧ مَاذَا يُسَاعِدُ عَلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ؟‏

١٧ وَمَاذَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ إِذَا كَانَ لَدَيْكَ خِلَافَاتٌ شَخْصِيَّةٌ مَعَ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ حَالَةٍ تَخْتَلِفُ عَنِ ٱلْأُخْرَى.‏ وَلكِنْ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْمَشَاكِلَ تَنْشَأُ لِأَسْبَابٍ كَثِيرَةٍ،‏ فَمَا مِنْ سَبَبٍ يَجِبُ أَنْ يَمْنَعَنَا مِنْ حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ (‏متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١٨:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَٱلْمَشُورَةُ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ هِيَ كَامِلَةٌ وَمُوحًى بِهَا.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ تَطْبِيقَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَجْلُبُ دَائِمًا نَتَائِجَ جَيِّدَةً.‏

١٨ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَهْوَه عَلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ؟‏

١٨ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ يَهْوَه إِنَّهُ «غَفُورٌ».‏ (‏مزمور ٨٦:‏٥؛‏ ١٣٠:‏٤‏)‏ وَنَحْنُ نُظْهِرُ أَنَّنَا أَوْلَادُ يَهْوَه ٱلْأَحِبَّاءُ إِذَا ٱقْتَدَيْنَا بِهِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ (‏افسس ٥:‏١‏)‏ فَنَحْنُ جَمِيعًا خُطَاةٌ وَبِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى غُفْرَانِ يَهْوَه.‏ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ إِذَا شَعَرْنَا أَنَّنَا لَا نُرِيدُ ٱلْغُفْرَانَ لِشَخْصٍ مَا.‏ فَقَدْ نَصِيرُ كَٱلْعَبْدِ فِي مَثَلِ يَسُوعَ ٱلَّذِي رَفَضَ أَنْ يُسَامِحَ وَاحِدًا مِنَ ٱلْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ بِدَيْنٍ زَهِيدٍ جِدًّا بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلدَّيْنِ ٱلَّذِي سَامَحَهُ بِهِ سَيِّدُهُ.‏ وَعِنْدَمَا عَلِمَ ٱلسَّيِّدُ بِذلِكَ،‏ أَلْقَى هذَا ٱلْعَبْدَ ٱلَّذِي لَمْ يُسَامِحْ رَفِيقَهُ فِي ٱلسِّجْنِ.‏ وَقَدِ ٱخْتَتَمَ يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ بِٱلْقَوْلِ:‏ «هٰكَذَا يُعَامِلُكُمْ أَيْضًا أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لِأَخِيهِ».‏ (‏متى ١٨:‏٢١-‏٣٥‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي هذَا ٱلْمَثَلِ وَٱلتَّفْكِيرَ كَمْ مَرَّةً سَامَحَنَا يَهْوَه سَيُسَاعِدَانِنَا عِنْدَمَا نُحَاوِلُ حَلَّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ مَعَ أَخِينَا.‏ —‏ مزمور ١٩:‏١٤‏.‏

اَلْأَمْنُ فِي ‏«سِتْرِ ٱلْعَلِيِّ»‏

١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَى «سِتْرِ» وَ «ظِلِّ» يَهْوَه فِي هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْخَطِرَةِ؟‏

١٩ نَحْنُ نَعِيشُ فِي أَزْمِنَةٍ خَطِرَةٍ.‏ وَلَوْلَا حِمَايَةُ يَهْوَه ٱلْحُبِّيَّةُ،‏ لَقَضَى عَلَيْنَا ٱلشَّيْطَانُ جَمِيعًا.‏ لِذلِكَ لِتَجَنُّبِ ٱلْوُقُوعِ فَي فَخِّ «ٱلْقَنَّاصِ»،‏ يَجِبُ أَنْ نَبْقَى فِي مَكَانِ ٱلْحِمَايَةِ ٱلْمَجَازِيِّ،‏ إِذْ ‹نَسْكُنُ فِي سِتْرِ ٱلْعَلِيِّ› وَنَبِيتُ «فِي ظِلِّ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».‏ —‏ مزمور ٩١:‏١‏.‏

٢٠ فَلْنَعْتَبِرْ دَائِمًا مُذَكِّرَاتِ يَهْوَه وَإِرْشَادَاتِهِ عَامِلَ وِقَايَةٍ،‏ لَا قَيْدًا يَحُدُّ مِنْ حُرِّيَّتِنَا.‏ فَجَمِيعُنَا نُوَاجِهُ عَدُوًّا شَرِسًا ذَا دَهَاءٍ يَفُوقُ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ.‏ وَدُونَ مُسَاعَدَةِ يَهْوَه ٱلْحُبِّيَّةِ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ مِنَّا أَنْ يَنْجُوَ مِنَ ٱلْفَخِّ.‏ (‏مزمور ١٢٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَلْنُصَلِّ أَنْ يُنَجِّيَنَا يَهْوَه مِنْ فِخَاخِ «ٱلْقَنَّاصِ»!‏ —‏ متى ٦:‏١٣‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 11‏ برج المراقبة،‏ عدد تموز (‏يوليو)‏ ١٩٨٣،‏ مقالتَا «المسرحيات التليفيزيونية المسلسلة —‏ كيف يمكنها ان تؤثر فيكم»،‏ و «هل تفسد قلبكم؟‏».‏

^ ‎الفقرة 13‏ برج المراقبة،‏ عدد آب (‏اغسطس)‏ ١٩٨٤،‏ الصفحتان ٤٨ و ٤٩،‏ (‏وبالانكليزية:‏ عدد ١ كانون الاول [ديسمبر] ١٩٨٣،‏ الصفحة ٢٣)‏.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• لِمَاذَا «ٱلْخَوْفُ مِنَ ٱلنَّاسِ» فَخٌّ مُمِيتٌ؟‏

‏• كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ إِبْلِيسُ فَخَّ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏

‏• كَيْفَ يُوقِعُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْبَعْضَ فِي فَخِّ ٱلتَّسْلِيَةِ غَيْرِ ٱلسَّلِيمَةِ؟‏

‏• أَيُّ فَخٍّ يَسْتَخْدِمُهُ إِبْلِيسُ لِتَعْكِيرِ وَحْدَتِنَا؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

يَقَعُ ٱلْبَعْضُ فِي شَرَكِ «ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلنَّاسِ»‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

هَلْ تَتَسَلَّى بِمَا يُبْغِضُهُ يَهْوَه؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

مَاذَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَفْعَلَ إِذَا كَانَتْ لَدَيْكَ خِلَافَاتٌ شَخْصِيَّةٌ مَعَ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏