الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

العمل وفق ما يمليه عليك ضميرك

العمل وفق ما يمليه عليك ضميرك

اَلْعَمَلُ وَفْقَ مَا يُمْلِيهِ عَلَيْكَ ضَمِيرُكَ

‏«كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ لِلطَّاهِرِينَ.‏ وَأَمَّا لِلدَّنِسِينَ وَعَدِيمِي ٱلْإِيمَانِ فَلَا شَيْءَ طَاهِرٌ».‏ —‏ تيطس ١:‏١٥‏.‏

١ مَا عَلَاقَةُ بُولُسَ بِجَمَاعَاتِ كِرِيتَ؟‏

بَعْدَمَا أَنْهَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ثَلَاثَ رِحْلَاتٍ إِرْسَالِيَّةٍ،‏ ٱعْتُقِلَ وَأُرْسِلَ إِلَى رُومَا حَيْثُ سُجِنَ مُدَّةَ سَنَتَيْنِ.‏ وَبَعْدَ إِطْلَاقِ سَرَاحِهِ بِفَتْرَةٍ،‏ ذَهَبَ لِزِيَارَةِ جَزِيرَةِ كِرِيتَ مَعَ تِيطُسَ ٱلَّذِي كَتَبَ لَهُ بُعَيْدَ ذلِكَ:‏ «تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ،‏ لِكَيْ تُقَوِّمَ ٱلْأُمُورَ ٱلْمُخَالِفَةَ وَتُعَيِّنَ شُيُوخًا».‏ (‏تيطس ١:‏٥‏)‏ وَقَدْ شَمَلَ إِتْمَامُ تِيطُسَ لِهذَا ٱلتَّعْيِينِ ٱلتَّعَامُلَ مَعَ أَشْخَاصٍ ضَمَائِرُهُمْ طَاهِرَةٌ وَآخَرِينَ ضَمَائِرُهُمْ دَنِسَةٌ.‏

٢ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَجَبَ عَلَى تِيطُسَ أَنْ يَحُلَّهَا فِي جَزِيرَةِ كِرِيتَ؟‏

٢ وَبَعْدَمَا عَدَّدَ بُولُسُ لِتِيطُسَ مُؤَهَّلَاتِ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ أَشَارَ أَنَّ «كَثِيرِينَ .‏ .‏ .‏ هُمْ مُتَمَرِّدُونَ،‏ يَنْطِقُونَ بِٱلْبُطْلِ،‏ وَيَخْدَعُونَ عُقُولَ ٱلنَّاسِ».‏ وَهؤُلَاءِ كَانُوا «يَقْلِبُونَ بُيُوتًا بِجُمْلَتِهَا بِتَعْلِيمِ مَا لَا يَنْبَغِي».‏ لِذلِكَ كَانَ عَلَى تِيطُسَ أَنْ ‹يُوَبِّخَهُمْ›.‏ (‏تيطس ١:‏١٠-‏١٤؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٧‏)‏ وَقَدْ قَالَ بُولُسُ أَيْضًا إِنَّ عُقُولَهُمْ وَضَمَائِرَهُمْ «دَنِسَةٌ»،‏ مُسْتَخْدِمًا كَلِمَةً تَعْنِي مُلَطّخًا،‏ أَيْ كَثَوْبٍ مُلَطَّخٍ بِصِبَاغٍ.‏ (‏تيطس ١:‏١٥‏)‏ وَلَرُبَّمَا كَانَ بَعْضُ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ مِنْ خَلْفِيَّةٍ يَهُودِيَّةٍ،‏ إِذْ إِنَّهُ قَالَ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ ‹مُتَمَسِّكُونَ بِٱلْخِتَانِ›.‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْيَوْمَ لَا يَقْلِبُهَا رِجَالٌ لَدَيْهِمْ هذِهِ ٱلنَّظْرَةُ بِٱلتَّحْدِيدِ،‏ فَبِإِمْكَانِنَا تَعَلُّمُ ٱلْكَثِيرِ عَنِ ٱلضَّمِيرِ مِنَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا بُولُسُ لِتِيطُسَ.‏

أَشْخَاصٌ ضَمِيرُهُمْ دَنِسٌ

٣ مَاذَا كَتَبَ بُولُسُ إِلَى تِيطُسَ عَنِ ٱلضَّمِيرِ؟‏

٣ لَاحِظْ فِي أَيِّ سِيَاقٍ ذَكَرَ بُولُسُ ٱلضَّمِيرَ.‏ قَالَ:‏ «كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ لِلطَّاهِرِينَ.‏ وَأَمَّا لِلدَّنِسِينَ وَعَدِيمِي ٱلْإِيمَانِ فَلَا شَيْءَ طَاهِرٌ،‏ بَلْ عُقُولُهُمْ دَنِسَةٌ وَضَمَائِرُهُمْ أَيْضًا.‏ يُعْلِنُونَ جَهْرًا أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ ٱللهَ،‏ لٰكِنَّهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ يُنْكِرُونَهُ كُلِّيًّا».‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ آنَذَاكَ لَزِمَ أَنْ يَقُومُوا بِتَغْيِيرَاتٍ «لِيَكُونُوا أَصِحَّاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ».‏ (‏تيطس ١:‏١٣،‏ ١٥،‏ ١٦‏)‏ فَقَدْ كَانَتْ لَدَيْهِمْ مُشْكِلَةٌ فِي ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ مَا هُوَ طَاهِرٌ وَمَا هُوَ نَجِسٌ،‏ أَيْ أَنَّ مُشْكِلَتَهُمْ كَانَ لَهَا عَلَاقَةٌ بِضَمِيرِهِمْ.‏

٤،‏ ٥ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ كَانَتْ لَدَى ٱلْبَعْضِ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ،‏ وَكَيْفَ أَثَّرَ ذلِكَ فِيهِمْ؟‏

٤ قَبْلَ كِتَابَةِ بُولُسَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ سَنَوَاتٍ،‏ تَوَصَّلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ إِلَى ٱلْقَرَارِ أَنَّ ٱلْخِتَانَ لَمْ يَعُدْ مَطْلُوبًا لِيَصِيرَ ٱلشَّخْصُ عَابِدًا حَقِيقِيًّا،‏ فَأَبْلَغُوا ٱلْجَمَاعَاتِ بِقَرَارِهِمْ هذَا.‏ (‏اعمال ١٥:‏١،‏ ٢،‏ ١٩-‏٢٩‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ فِي كِرِيتَ كَانُوا لَا يَزَالُونَ «يَتَمَسَّكُونَ بِٱلْخِتَانِ».‏ وَكَانُوا يُجَاهِرُونَ بِرَأْيِهِمِ ٱلْمُخَالِفِ لِقَرَارِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ،‏ ‹مُعَلِّمِينَ مَا لَا يَنْبَغِي›.‏ (‏تيطس ١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وَبِطَرِيقَةِ تَفْكِيرٍ مُشَوَّهَةٍ،‏ رُبَّمَا كَانُوا يُرَوِّجُونَ فَرَائِضَ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ عَنِ ٱلْأَطْعِمَةِ وَٱلطَّهَارَةِ ٱلطَّقْسِيَّةِ.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ رُبَّمَا كَانُوا يَتَوَسَّعُونَ فِي تَفْسِيرِ مَا تَقُولُهُ ٱلشَّرِيعَةُ،‏ كَمَا فَعَلَ بَعْضُ أَسْلَافِهِمْ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ،‏ وَيُرَوِّجُونَ خُرَافَاتٍ يَهُودِيَّةً وَوَصَايَا بَشَرِيَّةً.‏ —‏ مرقس ٧:‏٢،‏ ٣،‏ ٥،‏ ١٥؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٣‏.‏

٥ وَطَرِيقَةُ تَفْكِيرِهِمْ هذِهِ أَثَّرَتْ سَلْبًا فِي حُكْمِهِمْ وَحِسِّهِمِ ٱلْأَدَبِيِّ،‏ أَيْ ضَمِيرِهِمْ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «أَمَّا لِلدَّنِسِينَ وَعَدِيمِي ٱلْإِيمَانِ فَلَا شَيْءَ طَاهِرٌ».‏ فَضَمِيرُهُمْ صَارَ مُشَوَّهًا جِدًّا بِحَيْثُ لَمْ يَعُدْ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ دَلِيلًا مَوْثُوقًا بِهِ يُرْشِدُهُمْ كَيْفَ يَتَصَرَّفُونَ أَوْ يُقَيِّمُونَ ٱلْأُمُورَ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ كَانُوا يَدِينُونَ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أُمُورٍ شَخْصِيَّةٍ،‏ مَسَائِلَ رُبَّمَا تَخْتَلِفُ فِيهَا ٱلْآرَاءُ بَيْنَ مَسِيحِيٍّ وَآخَرَ.‏ فَقَدْ كَانَ هؤُلَاءِ ٱلْكِرِيتِيُّونَ يَعْتَبِرُونَ أَمْرًا مَا دَنِسًا فِي حِينِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ كَذلِكَ بِٱلْفِعْلِ.‏ (‏روما ١٤:‏١٧؛‏ كولوسي ٢:‏١٦‏)‏ وَفِيمَا كَانُوا يُعْلِنُونَ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ ٱللهَ،‏ أَثْبَتَتْ أَعْمَالُهُمْ عَكْسَ ذلِكَ.‏ —‏ تيطس ١:‏١٦‏.‏

‏«طَاهِرَةٌ لِلطَّاهِرِينَ»‏

٦ أَيُّ نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلنَّاسِ ذَكَرَهُمَا بُولُسُ؟‏

٦ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ مِمَّا كَتَبَهُ بُولُسُ إِلَى تِيطُسَ؟‏ لَاحِظِ ٱلتَّبَايُنَ ٱلْمَوْجُودَ فِي هذِهِ ٱلْآيَةِ:‏ «كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ لِلطَّاهِرِينَ.‏ وَأَمَّا لِلدَّنِسِينَ وَعَدِيمِي ٱلْإِيمَانِ فَلَا شَيْءَ طَاهِرٌ،‏ بَلْ عُقُولُهُمْ دَنِسَةٌ وَضَمَائِرُهُمْ أَيْضًا».‏ (‏تيطس ١:‏١٥‏)‏ بِٱلتَّأْكِيدِ،‏ لَمْ يَعْنِ بُولُسُ أَنَّ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ بِشَكْلٍ مُطْلَقٍ هِيَ طَاهِرَةٌ وَمَسْمُوحٌ بِهَا لِلْمَسِيحِيِّ ٱلطَّاهِرِ أَدَبِيًّا.‏ وَهذَا مَا يَتَبَيَّنُ لَنَا مِمَّا كَانَ قَدْ أَوْضَحَهُ بُولُسُ فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى.‏ فَقَدْ قَال إِنَّ ٱلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْعَهَارَةَ،‏ ٱلصَّنَمِيَّةَ،‏ ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ،‏ وَغَيْرَهَا ‹لَنْ يَرِثَ مَلَكُوتَ ٱللهِ›.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏)‏ لِذلِكَ لَا بُدَّ لَنَا مِنَ ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ بُولُسَ كَانَ يَذْكُرُ حَقِيقَةً عَامَّةً عَنْ نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلنَّاسِ:‏ اَلطَّاهِرُونَ أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا،‏ وَٱلدَّنِسُونَ أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا.‏

٧ أَيُّ أَمْرٍ تُحَرِّمُهُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١٣:‏٤‏،‏ وَلكِنْ أَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟‏

٧ لَا تَعْنِي ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْآنِفَةُ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ يَتَجَنَّبَهَا ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْمُخْلِصُ لَيْسَتْ مَقْصُورَةً عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُحَرِّمُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِٱلتَّحْدِيدِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلصَّرِيحَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «لِيَكُنِ ٱلزَّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ ٱلْجَمِيعِ،‏ وَٱلْفِرَاشُ ٱلزَّوْجِيُّ بِلَا دَنَسٍ،‏ لِأَنَّ ٱللهَ سَيَدِينُ ٱلْعَاهِرِينَ وَٱلزُّنَاةَ».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٤‏)‏ حَتَّى غَيْرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ شَيْئًا عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَسْتَنْتِجُونَ أَنَّ هذَا ٱلْعَدَدَ يُحَرِّمُ ٱلزِّنَى.‏ وَيَتَّضِحُ مِنْ هذَا ٱلْعَدَدِ وَمَقَاطِعَ أُخْرَى مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱللهَ يَدِينُ ٱلِٱتِّصَالَ ٱلْجِنْسِيَّ بَيْنَ شَخْصٍ مُتَزَوِّجٍ وَشَخْصٍ آخَرَ غَيْرِ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ ٱلشَّرْعِيِّ.‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنْ شَخْصَيْنِ غَيْرِ مُتَزَوِّجَيْنِ يُمَارِسَانِ ٱلْجِنْسَ ٱلْفَمَوِيَّ؟‏ يَدَّعِي مُرَاهِقُونَ كَثِيرُونَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمُمَارَسَةَ لَيْسَتْ مُؤْذِيَةً لِأَنَّهَا لَيْسَتِ ٱتِّصَالًا جِنْسِيًّا.‏ فَهَلْ مِنَ ٱلصَّائِبِ أَنْ يَعْتَبِرَ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْجِنْسَ ٱلْفَمَوِيَّ أَمْرًا طَاهِرًا؟‏

٨ كَيْفَ تَخْتَلِفُ نَظْرَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى ٱلْجِنْسِ ٱلْفَمَوِيِّ عَنْ نَظْرَةِ كَثِيرِينَ فِي ٱلْعَالَمِ؟‏

٨ تَكْشِفُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١٣:‏٤ وَ ١ كُورِنْثُوسُ ٦:‏٩ أَنَّ ٱللهَ لَا يَرْضَى عَنِ ٱلزِّنَى وَلَا عَنِ ٱلْعَهَارَةِ (‏بِٱلْيُونَانِيَّةِ،‏ پُورْنِيَا‏)‏.‏ فَمَا هِيَ ٱلْعَهَارَةُ؟‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ تُشِيرُ إِلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلْأَعْضَاءِ ٱلتَّنَاسُلِيَّةِ بِطَرِيقَةٍ طَبِيعِيَّةٍ أَوْ مُنْحَرِفَةٍ عَلَى ٱلسَّوَاءِ بِهَدَفٍ فَاسِدٍ.‏ وَهذَا يَشْمُلُ كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ ٱلْمُحَرَّمَةِ خَارِجَ نِطَاقِ ٱلزَّوَاجِ ٱلَّذِي يَسْتَوْفِي ٱلشُّرُوطَ ٱلْمُحَدَّدَةَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْعَهَارَةَ تَتَضَمَّنُ ٱلْجِنْسَ ٱلْفَمَوِيَّ،‏ رَغْمَ أَنَّ مُرَاهِقِينَ كَثِيرِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أُخْبِرُوا أَوِ ٱسْتَنْتَجُوا أَنَّ ٱلْجِنْسَ ٱلْفَمَوِيَّ مُمَارَسَةٌ مَقْبُولَةٌ.‏ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ لَا يَسْمَحُونَ لِآرَاءِ ٱلَّذِينَ «يَنْطِقُونَ بِٱلْبُطْلِ،‏ وَيَخْدَعُونَ عُقُولَ ٱلنَّاسِ» بِأَنْ تُوَجِّهَ تَفْكِيرَهُمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ.‏ (‏تيطس ١:‏١٠‏)‏ بَلْ يَلْتَصِقُونَ بِمِقْيَاسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْأَسْمَى.‏ وَبَدَلًا مِنْ تَبْرِيرِ ٱلْجِنْسِ ٱلْفَمَوِيِّ،‏ يُدْرِكُونَ أَنَّهُ يُعْتَبَرُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عَهَارَةً (‏پُورْنِيَا‏)‏،‏ وَيُدَرِّبُونَ ضَمِيرَهُمْ وَفْقًا لِذلِكَ.‏ * —‏ اعمال ٢١:‏٢٥؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٨؛‏ افسس ٥:‏٣‏.‏

اَلْقَرَارَاتُ تَخْتَلِفُ بِٱخْتِلَافِ ٱلضَّمَائِرِ

٩ إِذَا كَانَتْ «كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ طَاهِرَةً لِلطَّاهِرِينَ»،‏ فَمَا هُوَ دَوْرُ ٱلضَّمِيرِ؟‏

٩ مَاذَا قَصَدَ بُولُسُ عِنْدَمَا قَالَ إِنَّ «كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ لِلطَّاهِرِينَ»؟‏ كَانَ بُولُسُ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ جَعَلُوا تَفْكِيرَهُمْ وَحِسَّهُمُ ٱلْأَدَبِيَّ مُنْسَجِمًا مَعَ مَقَايِيسِ ٱللهِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏ فَهؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يُدْرِكُونَ أَنَّهُ قَدْ تَكُونَ هُنَالِكَ آرَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ حَوْلَ مَسَائِلَ عَدِيدَةٍ لَا يَدِينُهَا ٱللهُ.‏ لِذلِكَ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَكُونُوا ٱنْتِقَادِيِّينَ،‏ يُدْرِكُونَ أَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي لَا يَدِينُهَا ٱللهُ هِيَ «طَاهِرَةٌ».‏ وَهُمْ لَا يَتَوَقَّعُونَ أَنْ تَكُونَ آرَاءُ ٱلْآخَرِينَ حَوْلَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي لَا يُعْطِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيَّ إِرْشَادٍ مُحَدَّدٍ بِشَأْنِهَا تَمَامًا مِثْلَ آرَائِهِمْ.‏ فَلْنُعْطِ مِثَالًا لِذلِكَ لِإِيضَاحِ ٱلنُّقْطَةِ.‏

١٠ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْلُقَ ٱلزِّفَافُ (‏أَوِ ٱلْمَأْتَمُ)‏ مُشْكِلَةً؟‏

١٠ فِي عَائِلَاتٍ عَدِيدَةٍ،‏ يَصِيرُ أَحَدُ رَفِيقَيِ ٱلزَّوَاجِ فَقَطْ مَسِيحِيًّا.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١؛‏ ٤:‏٣‏)‏ وَهذَا قَدْ يَخْلُقُ تَحَدِّيَاتٍ مُتَنَوِّعَةً،‏ كَمَا عِنْدَمَا يَكُونُ هُنَالِكَ زِفَافُ أَوْ مَأْتَمُ أَحَدِ ٱلْأَقَارِبِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ حَالَةَ زَوْجَةٍ مَسِيحِيَّةٍ زَوْجُهَا غَيْرُ مُؤْمِنٍ.‏ فَأَحَدُ أَقَارِبِ زَوْجِهَا سَيُقِيمُ زِفَافَهُ فِي كَنِيسَةٍ لِلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ (‏أَوْ إِنَّ أَحَدَ ٱلْأَقَارِبِ،‏ رُبَّمَا أَحَدَ ٱلْوَالِدَيْنِ،‏ قَدْ مَاتَ وَسَيُجْرَى ٱلْمَأْتَمُ فِي ٱلْكَنِيسَةِ.‏)‏ وَبِمَا أَنَّهُمَا مَدْعُوَّانِ،‏ فَٱلزَّوْجُ يُرِيدُ أَنْ تُرَافِقَهُ زَوْجَتُهُ.‏ فَمَاذَا سَيُمْلِي عَلَيْهَا ضَمِيرُهَا بِشَأْنِ ٱلذَّهَابِ؟‏ مَاذَا سَتَفْعَلُ؟‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلِٱحْتِمَالَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ.‏

١١ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُحَلِّلَ إِحْدَى ٱلزَّوْجَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ مَسْأَلَةَ حُضُورِهَا زِفَافًا كَنَسِيًّا،‏ وَأَيُّ ٱسْتِنْتَاجٍ قَدْ تَصِلُ إِلَيْهِ؟‏

١١ تُفَكِّرُ لَيْلَى فِي وَصِيَّةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُهِمَّةِ:‏ ‹اُخْرُجُوا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ›،‏ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢،‏ ٤‏)‏ فَقَدْ كَانَتْ فِي مَا مَضَى عُضْوًا فِي ٱلْكَنِيسَةِ حَيْثُ سَيُقَامُ ٱلزِّفَافُ وَتَعْرِفُ أَنَّهُ خِلَالَ ٱلْمَرَاسِمِ سَيُطْلَبُ مِنْ جَمِيعِ ٱلْحَاضِرِينَ أَنْ يُشَارِكُوا فِي مُمَارَسَاتٍ دِينِيَّةٍ مِثْلِ ٱلصَّلَاةِ،‏ ٱلتَّرْتِيلِ،‏ أَوِ ٱلْقِيَامِ بِإِشَارَاتٍ دِينِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ.‏ وَهِيَ مُصَمِّمَةٌ أَلَّا تُشَارِكَ فِي مُمَارَسَاتٍ كَهذِهِ،‏ حَتَّى إِنَّهَا لَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مَوْجُودَةً هُنَاكَ وَتَتَعَرَّضَ لِلضَّغْطِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أنْ يَجْعَلَهَا تَكْسِرُ ٱسْتِقَامَتَهَا.‏ وَرَغْمَ أَنَّهَا تَحْتَرِمُ زَوْجَهَا وَتُرِيدُ أَنْ تَخْضَعَ لَهُ لِأَنَّهُ رَأْسُهَا بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ فَهِيَ لَا تُرِيدُ أَنْ تُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِهَا ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ لِذلِكَ تُوضِحُ لِزَوْجِهَا بِلَبَاقَةٍ أَنَّهُ حَتَّى لَوِ ٱخْتَارَ تَلْبِيَةَ ٱلدَّعْوَةِ،‏ فَلَنْ تَتَمَكَّنَ هِيَ مِنَ ٱلذَّهَابِ.‏ وَقَدْ تَشْرَحُ لَهُ أَنَّهَا إِذَا ذَهَبَتْ مَعَهُ وَرَفَضَتِ ٱلْقِيَامَ بِأَمْرٍ مَا،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَتَسَبَّبَ لَهُ ذلِكَ بِٱلْإِحْرَاجِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ عَدَمَ حُضُورِهَا قَدْ يَكُونُ أَفْضَلَ لَهُ.‏ وَقَرَارُهَا هذَا يَجْلُبُ لَهَا رَاحَةَ ٱلضَّمِيرِ.‏

١٢ كَيْفَ قَدْ تُحَلِّلُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ مَسْأَلَةَ دَعْوَةٍ إِلَى حُضُورِ زِفَافٍ فِي كَنِيسَةٍ،‏ وَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تُقَرِّرَ؟‏

١٢ تُوَاجِهُ رِيمَا ٱلْمُعْضِلَةَ نَفْسَهَا.‏ فَهِيَ تَحْتَرِمُ زَوْجَهَا،‏ وَهِيَ مُصَمِّمَةٌ أَنْ تَكُونَ وَلِيَّةً للهِ.‏ كَمَا أَنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَعْمَلَ وَفْقَ مَا يُمْلِيهِ عَلَيْهَا ضَمِيرُهَا ٱلْمُدَرَّبُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ لِذلِكَ بَعْدَ أَنْ تُفَكِّرَ فِي ٱلنِّقَاطِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي فَكَّرَتْ فِيهَا لَيْلَى،‏ تَتَأَمَّلُ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فِي مَقَالَةِ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» فِي عَدَدِ ١٥ ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠٢ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏ وَتَتَذَكَّرُ أَنَّ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلثَّلَاثَةَ أَطَاعُوا ٱلْأَمْرَ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي سَتَجْرِي فِيهِ عِبَادَةُ أَصْنَامٍ.‏ لكِنَّهُمْ حَافَظُوا عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ بِعَدَمِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ.‏ (‏دانيال ٣:‏١٥-‏١٨‏)‏ فَتُقَرِّرُ أَنْ تُرَافِقَ زَوْجَهَا وَلكِنْ أَلَّا تَشْتَرِكَ فِي أَيِّ مُمَارَسَةٍ دِينِيَّةٍ.‏ وَبِذلِكَ تَعْمَلُ وَفْقَ مَا يُمْلِيهِ عَلَيْهَا ضَمِيرُهَا.‏ فَتُوضِحُ لِزَوْجِهَا بِلَبَاقَةٍ مَا سَيَسْمَحُ لَهَا ضَمِيرُهَا بِفِعْلِهِ وَمَا لَا يُمْكِنُهَا ٱلْقِيَامُ بِهِ.‏ وَتَرْجُو رِيمَا أَنْ يَرَى زَوْجُهَا ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَٱلْبَاطِلَةِ.‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٦‏.‏

١٣ لِمَاذَا لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلْمُقْلِقِ أَنْ يَتَوَصَّلَ شَخْصَانِ مَسِيحِيَّانِ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَيْنِ مُتَبَايِنَيْنِ؟‏

١٣ هَلْ يَعْنِي تَوَصُّلُ شَخْصَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَيْنِ مُتَبَايِنَيْنِ أَنَّهُ لَا يَهُمُّ مَا يَفْعَلُهُ ٱلشَّخْصُ أَوْ أَنَّ أَحَدَهُمَا لَدَيْهِ ضَمِيرٌ ضَعِيفٌ؟‏ كَلَّا.‏ فَلَرُبَّمَا تَشْعُرُ لَيْلَى أَنَّ حُضُورَهَا ٱلزِّفَافَ سَيُشَكِّلُ خَطَرًا كَبِيرًا عَلَيْهَا،‏ نَظَرًا إِلَى مَا تَعْنِيهِ لَهَا ٱلْمُوسِيقَى وَغَيْرُهَا مِنَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْمُرْتَبِطَةِ بِٱلطُّقُوسِ ٱلْكَنَسِيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱخْتِبَارَهَا ٱلسَّابِقَ مَعَ زَوْجِهَا فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلدِّينِيَّةِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي ضَمِيرِهَا.‏ لِذلِكَ تَقْتَنِعُ أَنَّ قَرَارَهَا هُوَ ٱلْأَفْضَلُ لهَا.‏

١٤ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِخُصُوصِ مَسْأَلَةِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ؟‏

١٤ وَهَلْ قَرَارُ رِيمَا غَيْرُ حَكِيمٍ؟‏ لَيْسَ مِنْ شَأْنِ ٱلْآخَرِينَ ٱلْحُكْمُ فِي هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَدِينُوهَا أَوْ يَنْتَقِدُوهَا عَلَى قَرَارِهَا بِأَنْ تَحْضُرَ ٱلْمُنَاسَبَةَ دُونَ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ.‏ وَيَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرُوا مَشُورَةَ بُولُسَ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ حَوْلَ أَكْلِ أَطْعِمَةٍ مُعَيَّنَةٍ أَوْ عَدَمِ أَكْلِهَا:‏ «لَا يَسْتَهِنْ مَنْ يَأْكُلُ بِمَنْ لَا يَأْكُلُ،‏ وَلَا يَدِنْ مَنْ لَا يَأْكُلُ مَنْ يَأْكُلُ .‏ .‏ .‏ هُوَ لِسَيِّدِهِ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ.‏ وَإِنَّهُ سَيُثَبَّتُ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُثَبِّتَهُ».‏ (‏روما ١٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَمَا مِنْ مَسِيحِيٍّ حَقِيقِيٍّ يُرِيدُ أَنْ يَحُضَّ شَخْصًا عَلَى تَجَاهُلِ إِرْشَادِ ضَمِيرِهِ ٱلْمُدَرَّبِ،‏ لِأَنَّ ذلِكَ هُوَ بِمَثَابَةِ تَجَاهُلِ صَوْتِ شَخْصٍ يَنْقُلُ رِسَالَةً قَدْ تُنْقِذُ ٱلْحَيَاةَ.‏

١٥ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَأْخُذَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ ضَمِيرَ وَمَشَاعِرَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٥ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْحَالَتَيْنِ ٱلْمُفْتَرَضَتَيْنِ آنِفًا،‏ يَنْبَغِي لِلْأُخْتَيْنِ أَيْضًا أَنْ تُفَكِّرَا فِي عَوَامِلَ أُخْرَى،‏ مِثْلِ تَأْثِيرِ مَا تَفْعَلَانِهِ فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ نَصَحَ بُولُسُ:‏ «اِجْعَلُوا هٰذَا قَرَارَكُمْ:‏ أَلَّا تَضَعُوا أَمَامَ أَخٍ مَعْثَرَةً أَوْ مَزَلَّةً».‏ (‏روما ١٤:‏١٣‏)‏ فَرُبَّمَا تَعْرِفُ لَيْلَى أَنَّ حَالَاتٍ مُمَاثِلَةً أَنْتَجَتِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّشْوِيشِ فِي جَمَاعَتِهَا أَوْ فِي عاَئِلَتِهَا وَأَنَّ مَا تَفْعَلُهُ يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكَ أَثَرًا كَبِيرًا فِي أَوْلَادِهَا.‏ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ رُبَّمَا تُدْرِكُ رِيمَا أَنَّ حَالَاتٍ مُمَاثِلَةً لَمْ تُسَبِّبِ ٱلتَّشْوِيشَ لَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلَا فِي ٱلْمُجْتَمَعِ.‏ وَيَنْبَغِي أَنْ تُدْرِكَ هَاتَانِ ٱلْأُخْتَانِ —‏ وَكَذلِكَ نَحْنُ جَمِيعًا —‏ أَنَّ ٱلضَّمِيرَ ٱلْمُدَرَّبَ جَيِّدًا هُوَ ضَمِيرٌ حَسَّاسٌ لِلْأَثَرِ ٱلَّذِي تَتْرُكُهُ تَصَرُّفَاتُنَا فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ:‏ «مَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِي،‏ فَأَنْفَعُ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ رَحًى كَبِيرٌ وَيُغْرَقَ فِي عُرْضِ ٱلْبَحْرِ».‏ (‏متى ١٨:‏٦‏)‏ وَإِذَا تَجَاهَلَ أَحَدٌ مَسْأَلَةَ إِعْثَارِ ٱلْآخَرِينَ،‏ فَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنْ يَصِيرَ ضَمِيرُهُ دَنِسًا كَضَمِيرِ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كِرِيتَ.‏

١٦ أَيُّ تَقَدُّمٍ نَتَوَقَّعُ أَنْ يَقُومَ بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّ عَلَى مَرِّ ٱلْوَقْتِ؟‏

١٦ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلتَّقَدُّمُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي يُحْرِزُهُ ٱلْمَسِيحِيُّ مُسْتَمِرًّا،‏ وَكَذلِكَ تَقَدُّمُهُ فِي سَمَاعِ صَوْتِ ضَمِيرِهِ وَٱلْعَمَلِ وَفْقَ مَا يُمْلِيهِ عَلَيْهِ.‏ لِنَفْتَرِضْ أَنَّ مَرْوَانَ هُوَ أَخٌ مُعْتَمِدٌ حَدِيثًا.‏ وَضَمِيرُهُ يُمْلِي عَلَيْهِ أَنْ يَجْتَنِبَ مُمَارَسَاتٍ تَتَعَارَضُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ كَانَ يَقُومُ بِهَا سَابِقًا،‏ مُمَارَسَاتٍ رُبَّمَا تَشْمُلُ عِبَادَةَ ٱلْأَصْنَامِ أَوِ ٱسْتِعْمَالَ ٱلدَّمِ.‏ (‏اعمال ٢١:‏٢٥‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ يَتَجَنَّبُ أُمُورًا تُشْبِهُ مِنْ نَاحِيَةٍ مَا ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي يُحَرِّمُهَا ٱللهُ.‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ فَهُوَ يَنْدَهِشُ حِينَ يَرَى أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَرْفُضُونَ أُمُورًا يَجِدُهَا هُوَ مَقْبُولَةً،‏ مِثْلَ بَعْضِ ٱلْبَرَامِجِ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةِ.‏

١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ ٱلْوَقْتُ وَٱلتَّقَدُّمُ ٱلرُّوحِيُّ فِي ضَمِيرِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَقَرَارَاتِهِ؟‏

١٧ وَلكِنْ عَلَى مَرِّ ٱلْوَقْتِ،‏ يَنْمُو مَرْوَانُ فِي ٱلْمَعْرِفَةِ وَيَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى ٱللهِ.‏ (‏كولوسي ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَمَاذَا يَنْتِجُ عَنْ ذلِكَ؟‏ يُصْبِحُ ضَمِيرُهُ مُدَرَّبًا.‏ فَهُوَ ٱلْآنَ أَكْثَرُ ٱسْتِعْدَادًا لِلْإِصْغَاءِ إِلَى صَوْتِ ضَمِيرِهِ وَٱلتَّفْكِيرِ مَلِيًّا فِي مَبَادِئِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَبَاتَ يُدْرِكُ أَنَّ بَعْضَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي ٱجْتَنَبَهَا سَابِقًا لِأَنَّهَا تُشْبِهُ مِنْ نَاحِيَةٍ مَا ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي يُحَرِّمُهَا ٱللهُ لَا تَتَعَارَضُ فِي ٱلْوَاقِعِ مَعَ تَفْكِيرِ ٱللهِ.‏ وَبِمَا أَنَّ تَفْكِيرَهُ صَارَ أَكْثَرَ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَأَصْبَحَ هُوَ أَكْثَرَ ٱسْتِعْدَادًا لِفِعْلِ مَا يُمْلِيهِ عَلَيْهِ ضَمِيرُهُ ٱلْمُدَرَّبُ جَيِّدًا،‏ فَإِنَّ ضَمِيرَهُ ٱلْآنَ يَدْفَعُهُ إِلَى تَجَنُّبِ بَرَامِجَ كَانَ يَعْتَبِرُهَا سَابِقًا مَقْبُولَةً.‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ صَارَ ضَمِيرُهُ مَصْقُولًا.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٣١‏.‏

١٨ أَيُّ سَبَبٍ لِلِٱبْتِهَاجِ لَدَيْنَا؟‏

١٨ فِي مُعْظَمِ ٱلْجَمَاعَاتِ،‏ تَخْتَلِفُ مَرَاحِلُ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ بَيْنَ أَخٍ وَآخَرَ.‏ فَٱلْبَعْضُ هُمْ حَدِيثُو ٱلْإِيمَانِ.‏ لِذلِكَ قَدْ لَا يَخِزُهُمْ ضَمِيرُهُمْ فِي مَسَائِلَ مُعَيَّنَةٍ،‏ فِي حِينِ أَنَّهُ قَدْ يُطْلِقُ صَوْتًا قَوِيًّا فِي مَسَائِلَ أُخْرَى.‏ وَهؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْوَقْتِ وَٱلْمُسَاعَدَةِ لِيَصِيرَ تَفْكِيرُهُمْ مُنْسَجِمًا مَعَ إِرْشَادِ يَهْوَه وَيَصِيرُوا أَكْثَرَ ٱسْتِعْدَادًا لِفِعْلِ مَا يُمْلِيهِ عَلَيْهِمْ ضَمِيرُهُمُ ٱلْمُدَرَّبُ.‏ (‏افسس ٤:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّهُ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ نَفْسِهَا هُنَالِكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ كَثِيرُونَ يَمْلِكُونَ مَعْرِفَةً عَمِيقَةً،‏ خِبْرَةً فِي تَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَضَمِيرًا مُنْسَجِمًا مَعَ تَفْكِيرِ ٱللهِ.‏ فَكَمْ هُوَ مُبْهِجٌ أَنْ نَكُونَ بِرِفْقَةِ أَشْخَاصٍ «طَاهِرِينَ» كَهؤُلَاءِ يَرَوْنَ ٱلْأُمُورَ ٱلْمَقْبُولَةَ عِنْدَ ٱلرَّبِّ أَنَّهَا «طَاهِرَةٌ» أَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا!‏ (‏افسس ٥:‏١٠‏)‏ فَلْنَضَعْ جَمِيعًا هَدَفَ ٱلتَّقَدُّمِ إِلَى هذِهِ ٱلْمَرْحَلَةِ وَاْلمُحَافَظَةِ عَلَى ضَمِيرٍ يَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ لِلْحَقِّ وَٱلتَّعَبُّدِ للهِ.‏ —‏ تيطس ١:‏١‏.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 8‏ من اجل معلومات تتعلق بالمتزوجين،‏ انظر برج المراقبة،‏ عدد تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٨٣،‏ «اكرموا الزواج الالهي»،‏ العنوان الفرعي:‏ «المسيحيون المتزوجون».‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• لِمَاذَا كَانَ لَدَى بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كِرِيتَ ضَمَائِرُ دَنِسَةٌ؟‏

‏• مَاذَا قَدْ يَجْعَلُ شَخْصَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ لَدَيْهِمَا كِلَيْهِمَا ضَمِيرٌ حَسَّاسٌ يَتَّخِذَانِ قَرَارَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ؟‏

‏• مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَحْصُلَ لِضَمِيرِنَا بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الخريطة في الصفحة ٢٦]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسق في المطبوعة)‏

صِقِلِّيَةُ

اَلْيُونَانُ

كِرِيتُ

آسْيَا ٱلصُّغْرَى

قُبْرُصُ

اَلْبَحْرُ ٱلْأَبْيَضُ ٱلْمُتَوَسِّطُ

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

رَغْمَ أَنَّ شَخْصَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ يُوَاجِهَانِ ٱلْحَالَةَ نَفْسَهَا،‏ فَقَدْ يَتَّخِذُ كُلٌّ مِنْهُمَا قَرَارًا مُخْتَلِفًا