الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اسلك في طرق يهوه

اسلك في طرق يهوه

اُسْلُكْ فِي طُرُقِ يَهْوَه

‏«سَعِيدٌ كُلُّ مَنْ يَخَافُ يَهْوَهَ،‏ وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ».‏ —‏ مز ١٢٨:‏١‏.‏

١،‏ ٢ لِمَاذَا نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ لَيْسَتْ بَعِيدَةَ ٱلْمَنَالِ؟‏

اَلسَّعَادَةُ هِيَ مُبْتَغَى كُلٍّ مِنَّا.‏ لكِنَّكَ تُوَافِقُ دُونَ شَكٍّ أَنَّهُ شَتَّانَ مَا بَيْنَ ٱبْتِغَاءِ ٱلسَّعَادَةِ وَتَحْقِيقِهَا.‏

٢ وَمَعَ ذلِكَ،‏ لَيْسَتِ ٱلسَّعَادَةُ بَعِيدَةَ ٱلْمَنَالِ.‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ١٢٨:‏١‏:‏ «سَعِيدٌ كُلُّ مَنْ يَخَافُ يَهْوَهَ،‏ وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ».‏ فَنَحْنُ نُحَقِّقُ ٱلسَّعَادَةَ إِذَا أَعْرَبْنَا عَنِ ٱلتَّوْقِيرِ للهِ وَسَلَكْنَا فِي طُرُقِهِ بِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ.‏ وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ ذلِكَ فِي سُلُوكِنَا وَصِفَاتِنَا؟‏

كُنْ جَدِيرًا بِٱلثِّقَةِ

٣ مَا عَلَاقَةُ كَوْنِ ٱلْمَرْءِ جَدِيرًا بِٱلثِّقَةِ بِٱنْتِذَارِهِ للهِ؟‏

٣ اَلَّذِينَ يَخَافُونَ يَهْوَه هُمْ جَدِيرُونَ بِٱلثِّقَةِ،‏ شَأْنُهُمْ فِي ذلِكَ شَأْنُهُ هُوَ.‏ لَقَدْ وَفَى يَهْوَه بِكُلِّ وَعْدٍ قَطَعَهُ لِإِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ (‏١ مل ٨:‏٥٦‏)‏ وَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ؟‏ إِنَّ ٱنْتِذَارَنَا للهِ هُوَ أَهَمُّ وَعْدٍ نَقْطَعُهُ،‏ وَٱلْمُدَاوَمَةُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْوَفَاءِ بِهِ.‏ فَيُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا فَعَلَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ:‏ «أَنْتَ يَا اَللهُ سَمِعْتَ نُذُورِي.‏ .‏ .‏ .‏ أُرَنِّمُ لِٱسْمِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏ لِإِيفَاءِ نُذُورِي يَوْمًا فَيَوْمًا».‏ (‏مز ٦١:‏٥،‏ ٨؛‏ جا ٥:‏٤-‏٦‏)‏ فَلَا بُدَّ أَنْ نَكُونَ جَدِيرِينَ بِٱلثِّقَةِ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ ٱللهِ.‏ —‏ مز ١٥:‏١،‏ ٤‏.‏

٤ كَيْفَ نَظَرَ يَفْتَاحُ وَٱبْنَتُهُ إِلَى نَذْرِهِ لِيَهْوَه؟‏

٤ فِي أَيَّامِ قُضَاةِ إِسْرَائِيلَ،‏ نَذَرَ يَفْتَاحُ أَنْ يُقَرِّبَ «مُحْرَقَةً» أَوَّلَ شَخْصٍ يُلَاقِيهِ عِنْدَ عَوْدَتِهِ مِنَ ٱلْمَعْرَكَةِ إِذَا مَنَحَهُ يَهْوَه ٱلنَّصْرَ عَلَى ٱلْعَمُّونِيِّينَ.‏ فَإِذَا بِٱبْنَتِهِ ٱلْوَحِيدَةِ تُلَاقِيهِ.‏ وَبِإِيمَانٍ بِيَهْوَه،‏ وَفَى يَفْتَاحُ وَٱبْنَتُهُ غَيْرُ ٱلْمُتَزَوِّجَةِ بِنَذْرِهِ.‏ فَمَعَ أَنَّ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً كَانَتْ تُعَلَّقُ عَلَى ٱلزَّوَاجِ وَإِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ فِي إِسْرَائِيلَ،‏ بَقِيَتِ ٱبْنَةُ يَفْتَاحَ عَازِبَةً طَوْعًا وَحَصَلَتْ عَلَى ٱمْتِيَازِ تَقْدِيمِ خِدْمَةٍ مُقَدَّسَةٍ فِي مَقْدِسِ يَهْوَه.‏ —‏ قض ١١:‏٢٨-‏٤٠‏.‏

٥ كَيْفَ أَظْهَرَتْ حَنَّةُ أَنَّهَا جَدِيرَةٌ بِٱلثِّقَةِ؟‏

٥ كَانَتِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلتَّقِيَّةُ حَنَّةُ جَدِيرَةً بِٱلثِّقَةِ.‏ فَقَدْ عَاشَتْ هِيَ وَزَوْجُهَا ٱللَّاوِيُّ أَلْقَانَةُ وَضَرَّتُهَا فَنَنَّةُ فِي مِنْطَقَةِ أَفْرَايِمَ ٱلْجَبَلِيَّةِ.‏ وَكَانَ لِضَرَّتِهَا عِدَّةُ أَوْلَادٍ أَمَّا هِيَ فَكَانَتْ عَاقِرًا.‏ لِذَا كَانَتْ ضَرَّتُهَا تُغِيظُهَا،‏ وَخُصُوصًا حِينَ تَذْهَبُ ٱلْعَائِلَةُ إِلَى ٱلْمَسْكَنِ.‏ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ طَلَبَتْ حَنَّةُ مِنْ يَهْوَه أَنْ يَرْزُقَهَا بِٱبْنٍ وَنَذَرَتْ أَنْ تُعْطِيَهُ لِيَهْوَه.‏ وَبُعَيْدَ ذلِكَ،‏ حَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا أسْمَتْهُ صَمُوئِيلَ.‏ وَبَعْدَ أَنْ فَطَمَتْهُ،‏ قَدَّمَتْهُ للهِ فِي شِيلُوهَ قَائِلَةً إِنَّهَا أَعَارَتْهُ لِيَهْوَه «كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ».‏ (‏١ صم ١:‏١١‏)‏ وَهكَذَا وَفَتْ حَنَّةُ بِنَذْرِهَا مَعَ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ أَنَّهَا سَتُنْجِبُ لَاحِقًا أَوْلَادًا آخَرِينَ.‏ —‏ ١ صم ٢:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

٦ كَيْفَ كَانَ تِيخِيكُسُ جَدِيرًا بِٱلثِّقَةِ؟‏

٦ كَانَ تِيخِيكُسُ،‏ مَسِيحِيٌّ عَاشَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ رَجُلًا جَدِيرًا بِٱلثِّقَةِ وَ ‹خَادِمًا أَمِينًا›.‏ (‏كو ٤:‏٧‏)‏ فَقَدْ سَافَرَ مَعَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ مِنَ ٱلْيُونَانِ عَبْرَ مَقْدُونِيَةَ إِلَى آسْيَا ٱلصُّغْرَى،‏ وَرُبَّمَا إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ (‏اع ٢٠:‏٢-‏٤‏)‏ وَلَعَلَّهُ هُوَ «ٱلْأَخُ» ٱلَّذِي سَاعَدَ تِيطُسَ عَلَى ‹تَوَلِّي ٱلْإِحْسَانِ› مِنْ أَجْلِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْمُحْتَاجِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ (‏٢ كو ٨:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ١٢:‏١٨‏)‏ وَحِينَ سُجِنَ بُولُسُ أَوَّلَ مَرَّةٍ فِي رُومَا،‏ طَلَبَ مِنَ ٱلْمَبْعُوثِ ٱلْجَدِيرِ بِٱلثِّقَةِ تِيخِيكُسَ أَنْ يُوصِلَ رِسَالَتَيْهِ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي أَفَسُسَ وَكُولُوسِّي.‏ (‏اف ٦:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ كو ٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَعِنْدَمَا سُجِنَ بُولُسُ ثَانِيَةً فِي رُومَا،‏ أَرْسَلَ تِيخِيكُسَ إِلَى أَفَسُسَ.‏ (‏٢ تي ٤:‏١٢‏)‏ وَعَلَى غِرَارِ تِيخِيكُسَ،‏ إِذَا كُنَّا جَدِيرِينَ بِٱلثِّقَةِ نَحْظَى بِبَرَكَاتٍ جَزِيلَةٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه.‏

٧،‏ ٨ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ كَانَا صَدِيقَيْنِ حَقِيقِيَّيْنِ؟‏

٧ يَتَوَقَّعُ ٱللهُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ جَدِيرِينَ بِٱلثِّقَةِ.‏ ‏(‏ام ١٧:‏١٧‏)‏ لَقَدْ رَبَطَتْ صَدَاقَةٌ حَمِيمَةٌ بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ.‏ فَحِينَ سَمِعَ يُونَاثَانُ أَنَّ دَاوُدَ قَتَلَ جُلْيَاتَ،‏ تَعَلَّقَتْ «نَفْسُ يُونَاثَانَ .‏ .‏ .‏ بِنَفْسِ دَاوُدَ،‏ وَأَحَبَّهُ يُونَاثَانُ كَنَفْسِهِ».‏ (‏١ صم ١٨:‏١،‏ ٣‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ حَذَّرَهُ حِينَ نَوَى شَاوُلُ أَنْ يَقْتُلَهُ.‏ وَبَعْدَ هَرَبِ دَاوُدَ،‏ ٱلْتَقَاهُ يُونَاثَانُ وَقَطَعَ مَعَهُ عَهْدًا.‏ وَمَعَ أَنَّهُ كَادَ يَخْسَرُ حَيَاتَهُ بِسَبَبِ تَكَلُّمِهِ مَعَ شَاوُلَ عَنْ دَاوُدَ،‏ لَمْ يَمْنَعْ ذلِكَ هذَيْنِ ٱلصَّدِيقَيْنِ مِنَ ٱللِّقَاءِ وَتَجْدِيدِ أَوَاصِرِ ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَهُمَا.‏ (‏١ صم ٢٠:‏٢٤-‏٤١‏)‏ وَفِي لِقَاءِ يُونَاثَانَ بِدَاوُدَ آخِرَ مَرَّةٍ،‏ «شَدَّدَ يَدَهُ بِٱللهِ».‏ —‏ ١ صم ٢٣:‏١٦-‏١٨‏.‏

٨ وَلَاحِقًا،‏ مَاتَ يُونَاثَانُ فِي ٱلْحَرْبِ ضِدَّ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ.‏ (‏١ صم ٣١:‏٦‏)‏ فَأَلَّفَ دَاوُدُ مَرْثَاةً قَالَ فِيهَا:‏ «قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ،‏ كُنْتَ حُلْوًا لِي جِدًّا.‏ وَكَانَتْ مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبَ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلنِّسَاءِ».‏ (‏٢ صم ١:‏٢٦‏)‏ وَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ هِيَ ٱلشُّعُورُ ٱلَّذِي يَتَبَادَلُهُ ٱلْأَصْدِقَاءُ،‏ وَلَيْسَ لَهَا أَيُّ مَدْلُولٍ جِنْسِيٍّ.‏ فَقَدْ كَانَ دَاوُدُ وَيُونَاثَانُ صَدِيقَيْنِ حَقِيقِيَّيْنِ.‏

كُنْ دَائِمًا ‹مُتَوَاضِعَ ٱلْعَقْلِ›‏

٩ كَيْفَ تَبْرُزُ أَهَمِّيَّةُ ٱلتَّوَاضُعِ فِي ٱلْقُضَاةِ ٱلْإِصْحَاحِ ٩‏؟‏

٩ لِكَيْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ ٱللهِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ «مُتَوَاضِعِي ٱلْعَقْلِ».‏ ‏(‏١ بط ٣:‏٨؛‏ مز ١٣٨:‏٦‏)‏ تَبْرُزُ أَهَمِّيَّةُ ٱلتَّوَاضُعِ فِي ٱلْقُضَاةِ ٱلْإِصْحَاحِ ٩ حَيْثُ يَقُولُ يُوثَامُ بْنُ جِدْعُونَ:‏ «ذَهَبَتِ ٱلْأَشْجَارُ مَرَّةً لِتَمْسَحَ عَلَيْهَا مَلِكًا».‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ٱلزَّيْتُونَةِ وَٱلتِّينَةِ وَٱلْكَرْمَةِ ٱلَّتِي مَثَّلَتِ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْجَدِيرِينَ بِٱلِٱحْتِرَامِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا إِلَى ٱلْحُكْمِ عَلَى رُفَقَائِهِمِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ ثُمَّ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْعُلَّيْقَةِ ٱلَّتِي لَا تَنْفَعُ إِلَّا كَوَقُودٍ.‏ وَهذِهِ مَثَّلَتْ مُلْكَ أَبِيمَالِكَ ٱلْمُتَكَبِّرِ،‏ هذَا ٱلْمُجْرِمِ ٱلَّذِي كَانَ يَتُوقُ إِلَى ٱلتَّسَلُّطِ عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ ‹جَعَلَ نَفْسَهُ رَئِيسًا عَلَى إِسْرَائِيلَ ثَلَاثَ سِنِينَ›،‏ فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً مُبَكِّرَةً.‏ (‏قض ٩:‏٨-‏١٥،‏ ٢٢،‏ ٥٠-‏٥٤‏)‏ أَفَلَمْ يَكُنْ مِنَ ٱلْأَجْدَى لَهُ أَنْ يَتَحَلَّى ‹بِتَوَاضُعِ ٱلْعَقْلِ›؟‏!‏

١٠ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هِيرُودُسَ ٱلَّذِي «لَمْ يُعْطِ ٱلْمَجْدَ للهِ»؟‏

١٠ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِلْمِيلَادِ،‏ كَانَتِ ٱلْعَلَاقَاتُ مُتَوَتِّرَةً بَيْنَ مَلِكِ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلْمُتَكَبِّرِ هِيرُودُسَ أَغْرِيبَاسَ وَبَيْنَ أَهْلِ صُورَ وَصَيْدُونَ ٱلَّذِينَ رَاحُوا يَلْتَمِسُونَ ٱلسَّلَامَ مَعَهُ.‏ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ فِيمَا كَانَ هِيرُودُسُ يَخْطُبُ فِيهِمْ،‏ صَرَخُوا قَائِلِينَ:‏ «إِنَّهُ صَوْتُ إِلٰهٍ لَا صَوْتُ إِنْسَانٍ!‏».‏ لكِنَّ هِيرُودُسَ لَمْ يَرْفُضْ هذَا ٱلْإِطْرَاءَ،‏ فَضَرَبَهُ مَلَاكُ يَهْوَه وَمَاتَ مِيتَةً شَنِيعَةً «لِأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ ٱلْمَجْدَ لِلهِ».‏ (‏اع ١٢:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ وَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟‏ مَاذَا لَوْ كُنَّا مَاهِرِينَ نَوْعًا مَا فِي ٱلْخَطَابَةِ أَوْ تَعْلِيمِ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ لِنَنْسُبِ ٱلْفَضْلَ إِلَى ٱللهِ ٱلَّذِي يَمْنَحُنَا هذِهِ ٱلْمَوَاهِبَ.‏ —‏ ١ كو ٤:‏٦،‏ ٧؛‏ يع ٤:‏٦‏.‏

تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ

١١،‏ ١٢ كَيْفَ يُظْهِرُ مَا حَصَلَ مَعَ أَخْنُوخَ أَنَّ يَهْوَه يَمُدُّ خُدَّامَهُ بِٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْقُوَّةِ؟‏

١١ إِذَا سَلَكْنَا بِتَوَاضُعٍ فِي طُرُقِ يَهْوَه فَسَيَمُدُّنَا بِٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْقُوَّةِ.‏ ‏(‏تث ٣١:‏٦-‏٨،‏ ٢٣‏)‏ وَأَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ عَلَى ذلِكَ هُوَ أَخْنُوخُ ٱلسَّابِعُ مِنْ آدَمَ ٱلَّذِي سَارَ بِشَجَاعَةٍ مَعَ ٱللهِ بِٱتِّخَاذِهِ مَسْلَكًا بَارًّا وَسْطَ ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُحِيطِ بِهِ.‏ (‏تك ٥:‏٢١-‏٢٤‏)‏ وَقَدْ قَوَّاهُ يَهْوَه لِيَنْقُلَ رِسَالَةَ دَيْنُونَتِهِ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ بِسَبَبِ أَقْوَالِهِمْ وَأَعْمَالِهِمِ ٱلْفَاسِدَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ يهوذا ١٤،‏ ١٥‏.‏‏)‏ فَهَلْ لَدَيْكَ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلشَّجَاعَةِ لِتُعْلِنَ أَحْكَامَ ٱللهِ؟‏

١٢ لَقَدْ نَفَّذَ يَهْوَه تِلْكَ ٱلدَّيْنُونَةَ فِي ٱلْأَشْرَارِ حِينَ جَلَبَ طُوفَانًا عَالَمِيًّا أَيَّامَ نُوحٍ.‏ وَهذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ تَمْنَحُنَا ٱلتَّشْجِيعَ لِأَنَّ ٱلنَّاسَ ٱلْأَشْرَارَ فِي أَيَّامِنَا سَيَهْلَكُونَ قَرِيبًا عَلَى يَدِ رِبْوَاتِ قُدُّوسِي ٱللهِ.‏ (‏رؤ ١٦:‏١٤-‏١٦؛‏ ١٩:‏١١-‏١٦‏)‏ وَٱسْتِجَابَةً لِصَلَوَاتِنَا،‏ يَمُدُّنَا يَهْوَه بِٱلشَّجَاعَةِ لِنُعْلِنَ رِسَالَتَهُ ذَاتَ ٱلْوَجْهَيْنِ:‏ ٱلدَّيْنُونَةِ لِلْأَشْرَارِ وَٱلْبَرَكَاتِ لِلْأَبْرَارِ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

١٣ لِمَاذَا نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ ٱللهَ يَمْنَحُنَا ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَتَيْنِ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى مَشَقَّاتِ ٱلْحَيَاةِ أَوِ ٱلتَّعَايُشِ مَعَهَا؟‏

١٣ كَمَا أَنَّنَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْقُوَّةِ مِنَ ٱللهِ لِكَيْ نَتَغَلَّبَ عَلَى مَشَقَّاتِ ٱلْحَيَاةِ أَوْ نَتَعَايَشَ مَعَهَا.‏ فَحِينَ تَزَوَّجَ عِيسُو ٱمْرَأَتَيْنِ مِنْ بَنَاتِ حِثٍّ،‏ «كَانَتَا مَرَارَةَ رُوحٍ» لِوَالِدَيْهِ إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ.‏ حَتَّى إِنَّ رِفْقَةَ قَالَتْ بِأَسًى شَدِيدٍ:‏ «مَقَتُّ حَيَاتِي هٰذِهِ بِسَبَبِ ٱبْنَتَيْ حِثٍّ.‏ إِنْ كَانَ [ٱبْنُنَا] يَعْقُوبُ يَأْخُذُ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ حِثٍّ مِثْلَ هَاتَيْنِ مِنْ بَنَاتِ ٱلْأَرْضِ،‏ فَمَا نَفْعُ حَيَاتِي؟‏».‏ (‏تك ٢٦:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ٢٧:‏٤٦‏)‏ وَقَدْ تَوَلَّى إِسْحَاقُ ٱلْمَسْأَلَةَ وَأَرْسَلَ يَعْقُوبَ إِلَى مَنْطِقَةٍ أُخْرَى كَيْ يَجِدَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً مِنْ عُبَّادِ يَهْوَه.‏ وَرَغْمَ أَنَّ إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ لَمْ يَتَمَكَّنَا مِنْ تَغْيِيرِ ٱلْوَاقِعِ،‏ فَقَدْ نَالَا مِنَ ٱللهِ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلشَّجَاعَةَ وَٱلْقُوَّةَ حَتَّى يُحَافِظَا عَلَى أَمَانَتِهِمَا لَهُ.‏ وَنَحْنُ أَيْضًا،‏ إِذَا صَلَّيْنَا إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ فَسَيَسْتَجِيبُ لَنَا بِٱلطَّرِيقَةِ عَيْنِهَا.‏ —‏ مز ١١٨:‏٥‏.‏

١٤ كَيْفَ أَعْرَبَتْ فَتَاةٌ إِسْرَائِيلِيَّةٌ صَغِيرَةٌ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ؟‏

١٤ بَعْدَ قُرُونٍ،‏ أَسَرَتْ إِحْدَى فِرَقِ ٱلْغَزْوِ فَتَاةً إِسْرَائِيلِيَّةً صَغِيرَةً.‏ فَصَارَتْ تَخْدُمُ فِي بَيْتِ نَعْمَانَ،‏ رَئِيسِ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ،‏ ٱلَّذِي كَانَ مُصَابًا بِٱلْبَرَصِ.‏ وَقَدْ سَمِعَتْ هذِهِ ٱلْفَتَاةُ عَنِ ٱلْعَجَائِبِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا ٱللهُ عَلَى يَدِ ٱلنَّبِيِّ أَلِيشَعَ،‏ لِذَا قَالَتْ بِشَجَاعَةٍ لِزَوْجَةِ نَعْمَانَ:‏ ‹يَا لَيْتَ سَيِّدِي يَذْهَبُ إِلَى إِسْرَائِيلَ!‏ فَإِنَّ نَبِيَّ يَهْوَه يَقْدِرُ أَنْ يَشْفِيَهُ مِنْ بَرَصِهِ›.‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ ذَهَبَ نَعْمَانُ إِلَى إِسْرَائِيلَ وَشُفِيَ بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ.‏ (‏٢ مل ٥:‏١-‏٣‏)‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَتْهُ هذِهِ ٱلْفَتَاةُ لِلْأَحْدَاثِ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِدُّونَ ٱلشَّجَاعَةَ مِنْ يَهْوَه وَيَشْهَدُونَ لِمُعَلِّمِيهِمْ وَرِفَاقِهِمْ وَٱلْآخَرِينَ أَيْضًا!‏

١٥ مَاذَا فَعَلَ عُوبَدْيَا ٱلْقَيِّمُ عَلَى بَيْتِ أَخْآبَ مُعْرِبًا عَنْ شَجَاعَةٍ كَبِيرَةٍ؟‏

١٥ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ،‏ تُسَاعِدُنَا ٱلشَّجَاعَةُ ٱلَّتِي يَمُدُّنَا بِهَا ٱللهُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ عُوبَدْيَا ٱلْقَيِّمِ عَلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ أَخْآبَ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا.‏ فَحِينَ أَمَرَتِ ٱلْمَلِكَةُ إِيزَابِلُ بِذَبْحِ أَنْبِيَاءِ ٱللهِ،‏ خَبَّأَ عُوبَدْيَا مِئَةً مِنْهُمْ «كُلَّ خَمْسِينَ فِي مَغَارَةٍ».‏ (‏١ مل ١٨:‏١٣؛‏ ١٩:‏١٨‏)‏ فَهَلْ تُعْرِبُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ وَتُسَاعِدُ رُفَقَاءَكَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ كَمَا سَاعَدَ عُوبَدْيَا أَنْبِيَاءَ يَهْوَه؟‏

١٦،‏ ١٧ كَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَرِسْتَرْخُسَ وَغَايُسَ حِينَ وَاجَهَا ٱلِٱضْطِهَادَ؟‏

١٦ وَعِنْدَمَا نُوَاجِهُ نَحْنُ ٱلِٱضْطِهَادَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ بِأَنَّ يَهْوَه سَيَكُونُ مَعَنَا.‏ (‏رو ٨:‏٣٥-‏٣٩‏)‏ فَفِي مَسْرَحِ أَفَسُسَ ٱلْمَكْشُوفِ،‏ وَاجَهَ ٱلْعَامِلَانِ مَعَ بُولُسَ أَرِسْتَرْخُسُ وَغَايُسُ رَعَاعًا يَصِلُ عَدَدُهُمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِلَى ٱلْآلَافِ.‏ وَقَدْ أَثَارَ هذَا ٱلشَّغَبَ صَائِغُ فِضَّةٍ ٱسْمُهُ دِيمِتْرِيُوسُ.‏ فَهُوَ وَٱلصُّنَّاعُ ٱلْآخَرُونَ كَانُوا يَصْنَعُونَ نَمَاذِجَ فِضِّيَّةً لِلْإِلَاهَةِ أَرْطَامِيسَ.‏ وَلكِنْ بِسَبَبِ كِرَازَةِ بُولُسَ،‏ أَصْبَحَتْ تِجَارَتُهُمُ ٱلْمُرْبِحَةُ فِي خَطَرٍ إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ مِنْ سُكَّانِ ٱلْمَدِينَةِ يَتْرُكُونَ عِبَادَةَ ٱلْأَصْنَامِ.‏ وَقَدْ أَخَذَ ٱلرَّعَاعُ أَرِسْتَرْخُسَ وَغَايُسَ بِٱلْقُوَّةِ إِلَى ٱلْمَسْرَحِ وَرَاحُوا يَصْرُخُونَ:‏ «عَظِيمَةٌ هِيَ أَرْطَامِيسُ ٱلْأَفَسُسِيِّينَ!‏».‏ وَلَرُبَّمَا تَوَقَّعَ أَرِسْتَرْخُسُ وَغَايُسُ أَنْ يَمُوتَا،‏ لكِنَّ رَئِيسَ دِيوَانِ ٱلْمَدِينَةِ هَدَّأَ ٱلْجَمْعَ.‏ —‏ اع ١٩:‏٢٣-‏٤١‏.‏

١٧ مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا حَصَلَ مَعَكَ أَمْرٌ مُمَاثِلٌ؟‏ هَلْ تَسْعَى إِلَى ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَسْهَلَ؟‏ لَا شَيْءَ يُشِيرُ أَنَّ أَرِسْتَرْخُسَ أَوْ غَايُسَ خَانَتْهُمَا ٱلشَّجَاعَةُ.‏ فَقَدْ كَانَ أَرِسْتَرْخُسُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمُنَادَاةَ بِٱلْبِشَارَةِ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى ٱلِٱضْطِهَادِ.‏ فَهُوَ مِنْ تَسَالُونِيكِي ٱلَّتِي كَانَ قَدْ حَصَلَ فِيهَا شَغَبٌ مُنْذُ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ بِسَبَبِ كِرَازَةِ بُولُسَ.‏ (‏اع ١٧:‏٥؛‏ ٢٠:‏٤‏)‏ وَبِمَا أَنَّ أَرِسْتَرْخُسَ وَغَايُسَ سَلَكَا فِي طُرُقِ يَهْوَه،‏ فَقَدْ أَمَدَّهُمَا ٱللهُ بِٱلْقُوَّةِ وَٱلشَّجَاعَةِ لِتَحَمُّلِ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏

اُنْظُرْ بِٱهْتِمَامٍ إِلَى أُمُورِ ٱلْآخَرِينَ

١٨ كَيْفَ كَانَ بِرِيسْكَا وَأَكِيلَا ‹يَنْظُرَانِ بِٱهْتِمَامٍ› إِلَى أُمُورِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٨ سَوَاءٌ كُنَّا نَتَعَرَّضُ لِلِٱضْطِهَادِ أَمْ لَا،‏ يَجِبُ أَنْ نَهْتَمَّ بِرُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بِرِيسْكَا وَأَكِيلَا ٱللَّذَيْنِ ‹نَظَرَا بِٱهْتِمَامٍ› إِلَى أُمُورِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏اِقْرَأْ فيلبي ٢:‏٤‏.‏‏)‏ فَلَرُبَّمَا أَوَى هذَانِ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْمُحِبَّانِ بُولُسَ فِي أَفَسُسَ،‏ حَيْثُ أَثَارَ صَائِغُ ٱلْفِضَّةِ دِيمِتْرِيُوسُ ٱلشَّغَبَ كَمَا ذُكِرَ آنِفًا.‏ وَلَعَلَّ هذَا مَا دَفَعَ أَكِيلَا وَبِرِيسْكَا أَنْ ‹يُجَازِفَا بِعُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ› بُولُسَ.‏ (‏رو ١٦:‏٣،‏ ٤؛‏ ٢ كو ١:‏٨‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَدْفَعُنَا ٱلِٱهْتِمَامُ بِإِخْوَتِنَا ٱلْمُضْطَهَدِينَ أَنْ نَكُونَ «حَذِرِينَ كَٱلْحَيَّاتِ».‏ (‏مت ١٠:‏١٦-‏١٨‏)‏ فَنَحْنُ نَقُومُ بِعَمَلِنَا بِكُلِّ فِطْنَةٍ وَنَرْفُضُ أَنْ نَخُونَ إِخْوَتَنَا بِإِفْشَاءِ أَسْمَائِهِمْ أَوْ إِعْطَاءِ مُضْطَهِدِيهِمْ مَعْلُومَاتٍ أُخْرَى عَنْهُمْ.‏

١٩ أَيَّةُ أَعْمَالِ خَيْرٍ قَامَتْ بِهَا دُورْكَاسُ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٩ إِنَّ ٱلنَّظَرَ بِٱهْتِمَامٍ إِلَى أُمُورِ ٱلْآخَرِينَ لَهُ أَوْجُهٌ عَدِيدَةٌ.‏ فَقَدْ يَكُونُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي عَوَزٍ وَنَحْنُ قَادِرُونَ عَلَى سَدِّ عَوَزِهِمْ.‏ (‏اف ٤:‏٢٨؛‏ يع ٢:‏١٤-‏١٧‏)‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ كَانَ فِي جَمَاعَةِ يَافَا ٱمْرَأَةٌ سَخِيَّةٌ تُدْعَى دُورْكَاسَ.‏ (‏اِقْرَأْ اعمال ٩:‏٣٦-‏٤٢‏.‏‏)‏ فَقَدْ «كَانَتْ مُمْتَلِئَةً بِٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ وَٱلصَّدَقَاتِ» ٱلَّتِي شَمَلَتْ كَمَا يَبْدُو صُنْعَ ٱلْأَثْوَابِ لِلْأَرَامِلِ ٱلْمُحْتَاجَاتِ.‏ وَحِينَ مَاتَتْ سَنَةَ ٣٦ ب‌م،‏ شَعَرَتْ أُولئِكَ ٱلْأَرَامِلُ بِحُزْنٍ شَدِيدٍ،‏ فَٱسْتَخْدَمَ ٱللهُ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ لِيُقِيمَهَا.‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ أَمْضَتْ هذِهِ ٱلْأُخْتُ بَقِيَّةَ حَيَاتِهَا عَلَى ٱلْأَرْضِ تَكْرِزُ بِفَرَحٍ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَتَعْمَلُ ٱلْخَيْرَ لِلْآخَرِينَ بِكُلِّ سُرُورٍ.‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَسُرُّنَا أَنْ نَرَى بَيْنَنَا أَخَوَاتٍ مَسِيحِيَّاتٍ مُحِبَّاتٍ أَمْثَالَ دُورْكَاسَ.‏

٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ مَا عَلَاقَةُ ٱلتَّشْجِيعِ بِٱلنَّظَرِ بِٱهْتِمَامٍ إِلَى أُمُورِ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏ب)‏ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُمْكِنُنَا تَشْجِيعُ ٱلْآخَرِينَ؟‏

٢٠ نَحْنُ نَهْتَمُّ بِأُمُورِ ٱلْآخَرِينَ حِينَ نُشَجِّعُهُمْ.‏ ‏(‏رو ١:‏١١،‏ ١٢‏)‏ كَانَ سِيلَا رَفِيقُ بُولُسَ فِي ٱلْخِدْمَةِ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ لِلْآخَرِينَ.‏ فَبَعْدَ أَنِ ٱتَّخَذَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أُورُشَلِيمَ قَرَارًا فِي مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ نَحْوَ سَنَةِ ٤٩ ب‌م،‏ أَرْسَلَتْ مَبْعُوثِينَ لِكَيْ يُوصِلُوا رِسَالَتَهَا إِلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي مَنَاطِقَ أُخْرَى.‏ فَأَخَذَهَا سِيلَا وَيَهُوذَا وَبَرْنَابَا وَبُولُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ.‏ وَهُنَاكَ «شَجَّعَ [سِيلَا وَيَهُوذَا] ٱلْإِخْوَةَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ وَقَوَّيَاهُمْ».‏ —‏ اع ١٥:‏٣٢‏.‏

٢١ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ سُجِنَ بُولُسُ وَسِيلَا فِي فِيلِبِّي.‏ لكِنَّهُمَا تَحَرَّرَا نَتِيجَةَ زِلْزَالٍ حَدَثَ هُنَاكَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُمَا فَرِحَا كَثِيرًا حِينَ شَهِدَا لِلسَّجَّانِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَارَ هؤُلَاءِ أَشْخَاصًا مُؤْمِنِينَ.‏ وَقَبْلَ مُغَادَرَةِ ٱلْمَدِينَةِ،‏ شَجَّعَ سِيلَا وَبُولُسُ ٱلْإِخْوَةَ.‏ (‏اع ١٦:‏١٢،‏ ٤٠‏)‏ عَلَى غِرَارِهِمَا،‏ ٱسْعَ إِلَى تَشْجِيعِ ٱلْآخَرِينَ بِتَعْلِيقَاتِكَ وَمَوَاضِيعِكَ وَخِدْمَتِكَ ٱلْغَيُورَةِ فِي ٱلْحَقْلِ.‏ وَحِينَ يَكُونُ عِنْدَكَ «كَلِمَةُ تَشْجِيعٍ»،‏ فَلَا تَتَرَدَّدْ فِي قَوْلِهَا.‏ —‏ اع ١٣:‏١٥‏.‏

اُسْلُكْ دَائِمًا فِي طُرُقِ يَهْوَه

٢٢،‏ ٢٣ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

٢٢ كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ عَلَى ٱلرِّوَايَاتِ ٱلْوَاقِعِيَّةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي كَلِمَةِ يَهْوَه،‏ «إِلهِ كُلِّ تَشْجِيعٍ»!‏ (‏٢ كو ١:‏٣‏،‏ باينتون‏)‏ وَلكِنْ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَجْنِيَ ٱلْفَوَائِدَ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُطَبِّقَ ٱلدُّرُوسَ ٱلْمُسْتَمَدَّةَ مِنْهَا فِي حَيَاتِنَا وَنَسْمَحَ لِرُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ بِأَنْ يُوَجِّهَنَا.‏ —‏ غل ٥:‏٢٢-‏٢٥‏.‏

٢٣ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنْ صِفَاتٍ تُرْضِي ٱللهَ وَيُقَوِّي عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَه،‏ ٱلْإِلهِ ٱلَّذِي يَمْنَحُنَا «حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً وَفَرَحًا».‏ (‏جا ٢:‏٢٦‏)‏ وَهذَا يُمَكِّنُنَا مِنْ أَنْ نُفَرِّحَ قَلْبَ إِلهِنَا ٱلْمُحِبِّ.‏ (‏ام ٢٧:‏١١‏)‏ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا عَلَى فِعْلِ ذلِكَ بِٱلسُّلُوكِ دَائِمًا فِي طُرُقِ يَهْوَه!‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• كَيْفَ تُظْهِرُ أَنَّكَ شَخْصٌ جَدِيرٌ بِٱلثِّقَةِ؟‏

‏• لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَكُونَ «مُتَوَاضِعِي ٱلْعَقْلِ»؟‏

‏• كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رِوَايَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ نَكُونَ شُجْعَانًا؟‏

‏• كَيْفَ نَنْظُرُ بِٱهْتِمَامٍ إِلَى أُمُورِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

وَفَى يَفْتَاحُ وَٱبْنَتُهُ ٱلْجَدِيرَانِ بِٱلثِّقَةِ بِنَذْرِهِ رَغْمَ أَنَّ ذلِكَ كَانَ صَعْبًا عَلَيْهِمَا

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

أَيُّهَا ٱلْأَحْدَاثُ،‏ مَاذَا تَتَعَلَّمُونَ مِنْ مِثَالِ ٱلْفَتَاةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

كَيْفَ سَدَّتْ دُورْكَاسُ عَوَزَ رُفَقَائِهَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏