الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ماذا يعني حضور المسيح؟‏

ماذا يعني حضور المسيح؟‏

مَاذَا يَعْنِي حُضُورُ ٱلْمَسِيحِ؟‏

‏«مَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟‏».‏ —‏ مت ٢٤:‏٣‏.‏

١ أَيُّ سُؤَالٍ مُثِيرٍ لِلِٱهْتِمَامِ طَرَحَهُ رُسُلُ يَسُوعَ عَلَيْهِ؟‏

قَبْلَ أَلْفَيْ سَنَةٍ تَقْرِيبًا،‏ كَانَ أَرْبَعَةٌ مِنْ رُسُلِ يَسُوعَ جَالِسِينَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ مَعَ مُعَلِّمِهِمْ عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ.‏ وَقَدْ طَرَحُوا عَلَيْهِ ٱلسُّؤَالَ ٱلتَّالِيَ:‏ «مَتَى يَكُونُ هٰذَا،‏ وَمَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟‏».‏ (‏مت ٢٤:‏٣‏)‏ فِي هذَا ٱلسُّؤَالِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ ٱلرُّسُلُ عِبَارَتَيْنِ مُثِيرَتَيْنِ لِلِٱهْتِمَامِ:‏ «حُضُورَكَ» وَ «ٱخْتِتَامَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ فَإِلَامَ تُشِيرُ هَاتَانِ ٱلْعِبَارَتَانِ؟‏

٢ إِلَامَ تُشِيرُ كَلِمَةُ «ٱخْتِتَامِ»؟‏

٢ لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي ٱلْعِبَارَةِ ٱلثَّانِيَةِ.‏ إِنَّ كَلِمَةَ «ٱخْتِتَامِ» تُقَابِلُهَا بِٱلْيُونَانِيَّةِ كَلِمَةُ سينتِلِيّا.‏ وَفِي تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ تُنْقَلُ هذِهِ ٱلْكَلِمَةُ عَلَى ٱلدَّوَامِ إِلَى «ٱخْتِتَامِ» فِي حِينِ تُنْقَلُ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ تِلوس ذَاتُ ٱلْعَلَاقَةِ إِلَى «نِهَايَةِ».‏ فَمَا هُوَ ٱلْفَرْقُ بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْكَلِمَتَيْنِ ٱلْيُونَانِيَّتَيْنِ؟‏ لِإِيضَاحِ هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْخِطَابِ ٱلَّذِي يُلْقَى فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَٱخْتِتَامُ أَوْ خَاتِمَةُ ٱلْخِطَابِ هُوَ ٱلْجُزْءُ ٱلْأَخِيرُ مِنْهُ،‏ أَيْ حِينَ يَصْرِفُ ٱلْخَطِيبُ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ لِتَذْكِيرِ ٱلْحُضُورِ بِمَا سَبَقَ فَنَاقَشَهُ وَإِظْهَارِ كَيْفِيَّةِ ٱنْطِبَاقِ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَلَيْهِمْ.‏ أَمَّا نِهَايَةُ ٱلْخِطَابِ فَهِيَ حِينَ يَنْزِلُ ٱلْخَطِيبُ مِنْ عَلَى ٱلْمِنْبَرِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ تُشِيرُ عِبَارَةُ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ» بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلْفَتْرَةِ ٱلزَّمَنِيَّةِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ ٱلنِّهَايَةَ وَتَمْتَدُّ لِتَشْمُلَهَا.‏

٣ مَاذَا تَتَضَمَّنُ فَتْرَةُ حُضُورِ يَسُوعَ؟‏

٣ وَمَاذَا عَنْ كَلِمَةِ «حُضُورِ» ٱلَّتِي سَأَلَ ٱلرُّسُلُ عَنْهَا؟‏ إِنَّهَا تَرْجَمَةٌ لِلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ پاروسيا‏.‏ * وَقَدِ ٱبْتَدَأَ حُضُورُ يَسُوعَ بِتَنْصِيبِهِ مَلِكًا فِي ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ١٩١٤ وَسَيَمْتَدُّ لِيَشْمُلَ ‹ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ› ٱلَّذِي سَيَأْتِي يَسُوعُ خِلَالَهُ كَيْ يُهْلِكَ ٱلْأَشْرَارَ.‏ (‏مت ٢٤:‏٢١‏)‏ وَتَتَضَمَّنُ هذِهِ ٱلْفَتْرَةُ أُمُورًا مِثْلَ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» لِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا،‏ تَجْمِيعِ ٱلْمُخْتَارِينَ،‏ وَقِيَامَتِهِمْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١؛‏ ١ كو ١٥:‏٢٣؛‏ ١ تس ٤:‏١٥-‏١٧؛‏ ٢ تس ٢:‏١‏)‏ وَيُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ فَتْرَةَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ» (‏سينتِلِيّا‏)‏ تَتَطَابَقُ وَتَتَزَامَنُ مَعَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْمَدْعُوَّةِ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ (‏پاروسيا‏)‏.‏

فَتْرَةٌ زَمَنِيَّةٌ مُمْتَدَّةٌ

٤ مَا هُوَ وَجْهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ حُضُورِ يَسُوعَ وَٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ أَيَّامَ نُوحٍ؟‏

٤ إِنَّ مَا قَالَهُ يَسُوعُ عَنْ حُضُورِهِ يُؤَكِّدُ أَنَّ كَلِمَةَ پاروسيا تُشِيرُ إِلَى فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ مُمْتَدَّةٍ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٢٤:‏٣٧-‏٣٩‏.‏‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يُشَبِّهْ حُضُورَهُ بِٱلْفَتْرَةِ ٱلْقَصِيرَةِ نِسْبِيًّا ٱلَّتِي حَدَثَ خِلَالَهَا ٱلطُّوفَانُ أَيَّامَ نُوحٍ.‏ بَلْ شَبَّهَهَا بِٱلْفَتْرَةِ ٱلْأَطْوَلِ بِكَثِيرٍ ٱلَّتِي سَبَقَتِ ٱلطُّوفَانَ،‏ أَيْ حِينَ بَنَى نُوحٌ ٱلْفُلْكَ وَقَامَ بِٱلْكِرَازَةِ،‏ وَٱلَّتِي ٱمْتَدَّتْ إِلَى مَجِيءِ ٱلطُّوفَانِ عَيْنِهِ.‏ وَقَدْ حَصَلَتْ هذِهِ ٱلْأَحْدَاثُ خِلَالَ عِدَّةِ عُقُودٍ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَشْمُلُ حُضُورُ يَسُوعَ ٱلْحَوَادِثَ ٱلَّتِي تَسْبِقُ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى هذَا ٱلضِّيقِ عَيْنِهِ.‏ —‏ ٢ تس ١:‏٦-‏٩‏.‏

٥ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحِ ٦ أَنَّ حُضُورَ يَسُوعَ هُوَ فَتْرَةٌ زَمَنِيَّةٌ مُمْتَدَّةٌ؟‏

٥ تُؤَكِّدُ نُبُوَّاتٌ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ يُشِيرُ إِلَى فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ مُمْتَدَّةٍ،‏ وَلَيْسَ فَقَطْ إِلَى مَجِيئِهِ كَيْ يُهْلِكَ ٱلْأَشْرَارَ.‏ فَسِفْرُ ٱلرُّؤْيَا مَثَلًا يَصِفُ يَسُوعَ رَاكِبًا عَلَى فَرَسٍ أَبْيَضَ وَقَدْ أُعْطِيَ تَاجًا.‏ (‏اِقْرَأْ رؤيا ٦:‏١-‏٨‏.‏‏)‏ وَبَعْدَ هذَا ٱلتَّتْوِيجِ سَنَةَ ١٩١٤،‏ «خَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يُتِمَّ غَلَبَتَهُ».‏ ثُمَّ تُظْهِرُ ٱلرِّوَايَةُ أَنَّ فُرْسَانًا آخَرِينَ جَالِسِينَ عَلَى خَيْلٍ مُخْتَلِفَةِ ٱلْأَلْوَانِ يَتْبَعُونَهُ ٱلْوَاحِدُ تِلْوَ ٱلْآخَرِ.‏ وَهؤُلَاءِ يَرْمُزُونَ نَبَوِيًّا إِلَى ٱلْحَرْبِ وَٱلْمَجَاعَةِ وَٱلْوَبَإِ ٱلَّتِي تَحْدُثُ جَمِيعُهَا خِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلزَّمَنِيَّةِ ٱلْمُمْتَدَّةِ ٱلَّتِي تُدْعَى «ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ».‏ وَنَحْنُ نَشْهَدُ إِتْمَامَ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ فِي أَيَّامِنَا.‏

٦ مَاذَا تُوضِحُ لَنَا ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحُ ١٢ عَنْ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

٦ تُزَوِّدُنَا ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحُ ١٢ بِتَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةٍ حَوْلَ تَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱللهِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَفِي هذَا ٱلْإِصْحَاحِ،‏ نَقْرَأُ عَنْ حَرْبٍ حَدَثَتْ فِي ٱلْحَيِّزِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ بَيْنَ مِيخَائِيلَ (‏يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فِي مَرْكَزِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ)‏ وَمَلَائِكَتِهِ وَبَيْنَ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ.‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ طُرِحَ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ وَمَلَائِكَتُهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏ ثُمَّ تُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ نَزَلَ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ «عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا».‏ (‏اِقْرَأْ رؤيا ١٢:‏٧-‏١٢‏.‏‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ تَأْسِيسَ مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ تَتْبَعُهُ فَتْرَةٌ زَمَنِيَّةٌ تَسِمُهَا ‹وَيْلَاتٌ› مُتَزَايِدَةٌ لِلْأَرْضِ وَٱلسَّاكِنِينَ فِيهَا.‏

٧ عَمَّ يَتَحَدَّثُ ٱلْمَزْمُورُ ٢‏،‏ وَأَيَّةُ فُرْصَةٍ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِهَا؟‏

٧ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَتَحَدَّثُ ٱلْمَزْمُورُ ٱلثَّانِي بِلُغَةٍ نَبَوِيَّةٍ عَنْ تَنْصِيبِ يَسُوعَ مَلِكًا عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ٢:‏٥-‏٩؛‏ ١١٠:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ وَهُوَ يُظْهِرُ أَيْضًا أَنَّ ثَمَّةَ فَتْرَةً زَمَنِيَّةً تُتَاحُ خِلَالَهَا لِحُكَّامِ ٱلْأَرْضِ وَرَعَايَاهُمُ ٱلْفُرْصَةُ كَيْ يَخْضَعُوا لِحُكْمِ ٱلْمَسِيحِ.‏ فَهُمْ يُنْصَحُونَ أَنْ ‹يَعْمَلُوا بِبَصِيرَةٍ وَيَتَأَدَّبُوا›.‏ وَمَا ‹أَسْعَدَ› ٱلَّذِينَ يَخْتَارُونَ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ ‹ٱلِٱحْتِمَاءَ بِٱللهِ› بِخِدْمَتِهِ هُوَ وَمَلِكِهِ ٱلْمُعَيَّنِ!‏ إِذًا،‏ خِلَالَ حُضُورِ يَسُوعَ فِي سُلْطَتِهِ ٱلْمَلَكِيَّةِ،‏ تُتَاحُ ٱلْفُرْصَةُ لِلْحُكَّامِ وَرَعَايَاهُمْ أَنْ يَقُومُوا بِٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ.‏ —‏ مز ٢:‏١٠-‏١٢‏.‏

تَمْيِيزُ ٱلْعَلَامَةِ

٨،‏ ٩ مَنْ يُمَيِّزُونَ عَلَامَةَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ وَيَفْهَمُونَ مَعْنَاهَا؟‏

٨ حِينَ سَأَلَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ يَسُوعَ مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللهِ،‏ أَجَابَهُمْ أَنَّهُ لَا يَأْتِي «عَلَى وَجْهٍ لَافِتٍ» مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِهِمْ.‏ (‏لو ١٧:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ فَغَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَنْ يَفْهَمُوا هذِهِ ٱلْعَلَامَةَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ وَكَيْفَ لَهُمْ أَنْ يُمَيِّزُوهَا إِنْ لَمْ يُمَيِّزُوا أَسَاسًا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ مَلِكُهُمُ ٱلْمُقْبِلُ؟‏!‏ إِذًا،‏ مَنْ يُمَيِّزُونَ عَلَامَةَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ وَيَفْهَمُونَ مَغْزَاهَا؟‏

٩ تَابَعَ يَسُوعُ قَائِلًا إِنَّ تَلَامِيذَهُ سَيَرَوْنَ ٱلْعَلَامَةَ بِوُضُوحٍ تَامٍّ كَمَا يَرَوْنَ «ٱلْبَرْقَ يُضِيءُ بِبَرِيقِهِ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى نَاحِيَةٍ أُخْرَى».‏ (‏اِقْرَأْ لوقا ١٧:‏٢٤-‏٢٩‏.‏‏)‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ مَتَّى ٢٤:‏٢٣-‏٢٧ تَرْبِطُ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ بَيْنَ هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ نَفْسِهَا وَعَلَامَةِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ.‏

اَلْجِيلُ ٱلَّذِي يَرَى ٱلْعَلَامَةَ

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ أَيُّ شَرْحٍ أُعْطِيَ فِي ٱلسَّابِقِ ‹لِلْجِيلِ› ٱلْمُشَارِ إِلَيْهِ فِي مَتَّى ٢٤:‏٣٤‏؟‏ (‏ب)‏ حَسْبَمَا فَهِمَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ،‏ مَنْ يَشْمُلُ «ٱلْجِيلُ»؟‏

١٠ أَوْضَحَتْ هذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ فِي ٱلسَّابِقِ أَنَّ عِبَارَةَ ‏«هٰذَا ٱلْجِيلِ» ٱلْوَارِدَةَ فِي مَتَّى ٢٤:‏٣٤ أَشَارَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ إِلَى «جِيلِ ٱلْيَهُودِ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْعَائِشِينَ فِي ٱلْعَصْرِ نَفْسِهِ».‏ * وَبَدَا هذَا ٱلشَّرْحُ مَنْطِقِيًّا لِأَنَّ كُلَّ ٱسْتِعْمَالَاتِ يَسُوعَ ٱلْأُخْرَى لِكَلِمَةِ «جِيلٌ» كَانَ لَهَا مَدْلُولٌ سَلْبِيٌّ،‏ وَلِأَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَخْدَمَ فِي مُعْظَمِ ٱلْحَالَاتِ صِفَاتٍ سَلْبِيَّةً،‏ مِثْلَ كَلِمَةِ «شِرِّيرٌ»،‏ فِي حَدِيثِهِ عَنِ ٱلْجِيلِ.‏ (‏مت ١٢:‏٣٩؛‏ ١٧:‏١٧؛‏ مر ٨:‏٣٨‏)‏ لِذَا فُهِمَ أَنَّهُ فِي ٱلْإِتْمَامِ ٱلْعَصْرِيِّ،‏ كَانَ يَسُوعُ يُشِيرُ إِلَى ‹ٱلْجِيلِ› ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُؤَلَّفِ مِنْ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ سَيَرَوْنَ ٱلْأَوْجُهَ ٱلَّتِي تَسِمُ عَلَامَةَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ» (‏سينتِلِيّا‏)‏ وَنِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ (‏تِلوس‏)‏ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏

١١ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَعْمَلَ كَلِمَةَ «جِيلٌ» بِمَدْلُولٍ سَلْبِيٍّ حِينَ كَانَ يَتَحَدَّثُ مَعَ ٱلْأَشْرَارِ فِي أَيَّامِهِ أَوْ عَنْهُمْ،‏ وَلكِنْ هَلْ هذَا بِٱلضَّرُورَةِ هُوَ ٱلْمَعْنَى ٱلْمَقْصُودُ مِنْ كَلِمَاتِهِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي مَتَّى ٢٤:‏٣٤‏؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يُوَجِّهُ كَلَامَهُ إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنْ تَلَامِيذِهِ ٱقْتَرَبُوا مِنْهُ «عَلَى ٱنْفِرَادٍ».‏ (‏مت ٢٤:‏٣‏)‏ وَبِمَا أَنَّهُ لَمْ يَسْتَخْدِمْ صِفَاتٍ سَلْبِيَّةً لِوَصْفِ «هٰذَا ٱلْجِيلِ» وَهُوَ يَتَحَدَّثُ مَعَ هؤُلَاءِ ٱلرُّسُلِ،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّهُمْ فَهِمُوا أَنَّ «ٱلْجِيلَ» ٱلَّذِي لَنْ يَزُولَ «حَتَّى تَكُونَ هٰذِهِ كُلُّهَا» يَشْمُلُهُمْ هُمْ وَبَاقِي ٱلتَّلَامِيذِ.‏

١٢ مَاذَا يَكْشِفُ سِيَاقُ ٱلْكَلَامِ عَنِ ٱلَّذِينَ قَصَدَهُمْ يَسُوعُ بِكَلِمَةِ «جِيلٌ»؟‏

١٢ وَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ نَتَوَصَّلُ إِلَى هذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجِ؟‏ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّمَعُّنِ جَيِّدًا فِي سِيَاقِ ٱلْكَلَامِ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ فِي مَتَّى ٢٤:‏٣٢،‏ ٣٣‏:‏ «مِنْ مَثَلِ شَجَرَةِ ٱلتِّينِ تَعَلَّمُوا هٰذَا:‏ حَالَمَا يَصِيرُ غُصْنُهَا ٱلصَّغِيرُ رَخْصًا وَيُخْرِجُ أَوْرَاقًا،‏ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلصَّيْفَ قَرِيبٌ.‏ كَذٰلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ مَتَى رَأَيْتُمْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ كُلَّهَا،‏ فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ».‏ (‏قارن مرقس ١٣:‏٢٨-‏٣٠؛‏ لوقا ٢١:‏٣٠-‏٣٢‏.‏)‏ ثُمَّ نَقْرَأُ فِي مَتَّى ٢٤:‏٣٤‏:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَنْ يَزُولَ هٰذَا ٱلْجِيلُ أَبَدًا حَتَّى تَكُونَ هٰذِهِ كُلُّهَا».‏

١٣،‏ ١٤ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ تَلَامِيذَ يَسُوعَ كَانُوا يُؤَلِّفُونَ «ٱلْجِيلَ» ٱلَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ؟‏

١٣ قَالَ يَسُوعُ فِي ٱلْعَدَدَيْنِ ٣٢،‏ ٣٣ إِنَّ تَلَامِيذَهُ،‏ ٱلَّذِينَ كَانُوا سَيُمْسَحُونَ قَرِيبًا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ هُمْ مَنْ سَيَتَمَكَّنُونَ مِنَ ٱلتَّوَصُّلِ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ مُعَيَّنَةٍ حِينَ يَرَوْنَ «هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ كُلَّهَا» تَحْدُثُ.‏ لِذلِكَ لَا بُدَّ أَنَّهُ كَانَ يَتَحَدَّثُ عَنْهُمْ أَيْضًا حِينَ أَضَافَ حَسْبَمَا نَقْرَأُ فِي ٱلْعَدَدِ ٣٤‏:‏ «لَنْ يَزُولَ هٰذَا ٱلْجِيلُ أَبَدًا حَتَّى تَكُونَ هٰذِهِ كُلُّهَا».‏

١٤ فَبِخِلَافِ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ لَنْ يَرَى تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلْعَلَامَةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ سَيَفْهَمُونَ مَغْزَاهَا أَيْضًا.‏ ‹فَسَيَتَعَلَّمُونَ› مِنْ أَوْجُهِ تِلْكَ ٱلْعَلَامَةِ وَ ‹يَعْلَمُونَ› مَعْنَاهَا ٱلْحَقِيقِيَّ.‏ وَسَيَعْرِفُونَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ «أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ».‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ غَيْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ رَأَوْا مَثَلُهُمْ مَثَلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءِ إِتْمَامًا مَحْدُودًا لِكَلِمَاتِ يَسُوعَ،‏ وَحْدَهُمُ ٱلْمَمْسُوحُونَ تَعَلَّمُوا مِنْ تِلْكَ ٱلْحَوَادِثِ،‏ أَيْ فَهِمُوا ٱلْمَعْنَى ٱلْحَقِيقِيَّ لِمَا رَأَوْهُ.‏

١٥ (‏أ)‏ مَنْ يُؤَلِّفُونَ فِي زَمَنِنَا «ٱلْجِيلَ» ٱلَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ يَسُوعُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُحَدِّدَ بِٱلضَّبْطِ طُولَ «هذَا ٱلْجِيلِ»؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢٥.‏)‏

١٥ يَشْعُرُ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَدَيْهِمْ فَهْمٌ رُوحِيٌّ ٱلْيَوْمَ أَنَّ عَلَامَةَ حُضُورِ يَسُوعَ لَيْسَتْ ‹لَافِتَةً› عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ فَهُمْ يُحَاجُّونَ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ بَاقٍ عَلَى حَالِهِ كَمَا فِي ٱلْمَاضِي.‏ (‏٢ بط ٣:‏٤‏)‏ أَمَّا إِخْوَةُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ،‏ صَفُّ يُوحَنَّا ٱلْعَصْرِيُّ،‏ فَيُمَيِّزُونَ هذِهِ ٱلْعَلَامَةَ بِوُضُوحٍ تَامٍّ كَمَا لَوْ أَنَّهَا بَرِيقٌ مُضِيءٌ وَيَفْهَمُونَ مَعْنَاهَا ٱلْحَقِيقِيَّ.‏ وَكَصَفٍّ،‏ يُؤَلِّفُ هؤُلَاءِ ٱلْمَمْسُوحُونَ فِي زَمَنِنَا «ٱلْجِيلَ» مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْعَائِشِينَ فِي ٱلْعَصْرِ نَفْسِهِ ٱلَّذِينَ لَنْ يَزُولُوا «حَتَّى تَكُونَ هٰذِهِ كُلُّهَا».‏ * وَهذَا يُشِيرُ إِلَى أَنَّ ٱلْبَعْضَ مِنْ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَكُونُونَ أَحْيَاءً عَلَى ٱلأَرْضِ حِينَ يَبْدَأُ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ ٱلْمُنْبَأُ بِهِ.‏

‏«دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ»‏

١٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ جَمِيعُ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

١٦ لَا يَكْفِي أَنْ نُمَيِّزَ ٱلْعَلَامَةَ.‏ فَقَدْ تَابَعَ يَسُوعُ:‏ «مَا أَقُولُهُ لَكُمْ‏،‏ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ:‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ».‏ (‏مر ١٣:‏٣٧‏)‏ وَهذَا أَمْرٌ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا جَمِيعًا سَوَاءٌ كُنَّا مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَمْ مِنَ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ.‏ فَقَدْ مَرَّتْ تِسْعَةُ عُقُودٍ مُنْذُ تَنْصِيبِ يَسُوعَ مَلِكًا فِي ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ١٩١٤.‏ لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَعِدَّ وَ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ رَغْمَ أَنَّ ذلِكَ لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ.‏ وَإِدْرَاكُنَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ حَاضِرٌ بِشَكْلٍ غَيْرِ مَنْظُورٍ فِي سُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْعَلَ ذلِكَ.‏ كَمَا يُنَبِّهُنَا أَنَّهُ عَمَّا قَرِيبٍ وَ ‹فِي سَاعَةٍ لَا نَظُنُّ› سَوْفَ يَأْتِي لِيُهْلِكَ أَعْدَاءَهُ.‏ —‏ لو ١٢:‏٤٠‏.‏

١٧ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَشْعُرَ بَعْدَ نَيْلِ هذَا ٱلْفَهْمِ،‏ وَعَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نُصَمِّمَ؟‏

١٧ يُسَاعِدُنَا فَهْمُ مَعْنَى حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ أَنْ نُعَزِّزَ شُعُورَنَا بِٱلْإِلْحَاحِ.‏ فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ حَاضِرٌ وَأَنَّهُ يَحْكُمُ بِشَكْلٍ غَيْرِ مَنْظُورٍ كَمَلِكٍ فِي ٱلسَّمَاءِ مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٤.‏ وَقَرِيبًا،‏ سَيَأْتِي لِيُهْلِكَ ٱلْأَشْرَارَ وَيُحْدِثَ تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةً فِي كُلِّ ٱلْكُرَةِ ٱلْأَرْضِيَّةِ.‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نُقَوِّيَ تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ بِنَشَاطٍ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَنْبَأَ بِهِ قَائِلًا:‏ «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏ ثُمَّ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ ‏[‏تِلوس‏]».‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤‏.‏

‏[الحواشي]‏

^ ‎الفقرة 3‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَفْهَمَ مَعْنَى كَلِمَةِ پاروسيا مِنْ خِلَالِ ٱلتَّبَايُنِ بَيْنَ «حُضُورِ» وَ «غِيَابِ» ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلْمُشَارِ إِلَيْهِ فِي ٢ كورنثوس ١٠:‏١٠،‏ ١١ وفيلبي ٢:‏١٢‏.‏ وَمِنْ أَجْلِ مُنَاقَشَةٍ مُفَصَّلَةٍ،‏ ٱنْظُرْ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ المجلد ٢،‏ الصفحات ٦٧٦-‏٦٧٩ (‏بالانكليزية)‏.‏

^ ‎الفقرة 10‏ انظر برج المراقبة،‏ عدد ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٥،‏ الصفحات ١١-‏١٥،‏ ١٩،‏ ٣٠،‏ ٣١‏.‏

^ ‎الفقرة 15‏ يَبْدُو أَنَّ ٱلْفَتْرَةَ ٱلزَّمَنِيَّةَ ٱلَّتِي يَعِيشُ خِلَالَهَا «هٰذَا ٱلْجِيلُ» تَتَطَابَقُ مَعَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلَّتِي تُغَطِّيهَا أُولَى ٱلرُّؤَى فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏ (‏رؤ ١:‏١٠–‏٣:‏٢٢‏)‏ فَهذَا ٱلْوَجْهُ مِنْ يَوْمِ ٱلرَّبِّ يَمْتَدُّ مِنْ سَنَةِ ١٩١٤ حَتَّى مَوْتِ وَقِيَامَةِ آخِرِ عُضْوٍ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ —‏ اُنْظُرْ كِتَابَ ٱلرُّؤْيَا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏،‏ الصفحة ٢٤،‏ الفقرة ٤‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ حُضُورَ يَسُوعَ هُوَ فَتْرَةٌ زَمَنِيَّةٌ مُمْتَدَّةٌ؟‏

‏• مَنْ يُمَيِّزُونَ عَلَامَةَ حُضُورِ يَسُوعَ وَيَفْهَمُونَ مَعْنَاهَا؟‏

‏• مِمَّنْ يَتَأَلَّفُ فِي زَمَنِنَا ٱلْجِيلُ ٱلْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي مَتَّى ٢٤:‏٣٤‏؟‏

‏• لِمَاذَا لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُحَدِّدَ بِٱلضَّبْطِ طُولَ «هذَا ٱلْجِيلِ»؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٥]‏

هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْسُبَ طُولَ «هذَا ٱلْجِيلِ»؟‏

تُشِيرُ كَلِمَةُ «جِيلٌ» عَادَةً إِلَى أَشْخَاصٍ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْأَعْمَارِ يَحْيَوْنَ فِي فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ أَوْ يَشْهَدُونَ ٱلْحَدَثَ عَيْنَهُ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تُخْبِرُنَا خروج ١:‏٦‏:‏ «وَأَخِيرًا مَاتَ يُوسُفُ وَكُلُّ إِخْوَتِهِ وَكُلُّ ذٰلِكَ ٱلْجِيلِ».‏ صَحِيحٌ أَنَّ أَعْمَارَ يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ لَمْ تَكُنْ مُتَسَاوِيَةً،‏ لكِنَّهُمْ عَاشُوا ٱلِٱخْتِبَارَ نَفْسَهُ خِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلزَّمَنِيَّةِ عَيْنِهَا.‏ لِذَا شَمَلَ ‏«ذٰلِكَ ٱلْجِيلُ» ٱلْبَعْضَ مِنْ إِخْوَتِهِ ٱلَّذِينَ وُلِدُوا قَبْلَهُ.‏ وَقَدْ عَاشَ بَعْضُهُمْ أَكْثَرَ مِنْهُ.‏ (‏تك ٥٠:‏٢٤‏)‏ كَمَا أَنَّ آخَرِينَ مِنْ «ذٰلِكَ ٱلْجِيلِ»،‏ مِثْلَ بِنْيَامِينَ،‏ وُلِدُوا بَعْدَهُ وَرُبَّمَا بَقُوا أَحْيَاءً بَعْدَ مَوْتِهِ.‏

لِذلِكَ حِينَ تُسْتَعْمَلُ كَلِمَةُ «جِيلٌ» لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَشْخَاصٍ يَحْيَوْنَ فِي فَتْرَةٍ مُعَيَّنَةٍ،‏ لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُحَدِّدَ بِٱلضَّبْطِ طُولَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ.‏ وَلكِنْ يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ لَهُ نِهَايَةً وَإِنَّهُ لَيْسَ طَوِيلًا جِدًّا.‏ وَبِنَاءً عَلَى ذلِكَ،‏ نَسْتَنْتِجُ أَنَّهُ عِنْدَمَا ٱسْتَعْمَلَ يَسُوعُ عِبَارَةَ «هذَا ٱلْجِيلُ» فِي مَتَّى ٢٤:‏٣٤‏،‏ لَمْ يَقْصِدْ أَنْ يُزَوِّدَ تَلَامِيذَهُ بِوَسِيلَةٍ تُمَكِّنُهُمْ مِنْ مَعْرِفَةِ مَتَى تَنْتَهِي «ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ».‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ شَدَّدَتْ كَلِمَاتُهُ ٱللَّاحِقَةُ أَنَّهُمْ لَنْ يَعْرِفُوا «ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةَ».‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١؛‏ مت ٢٤:‏٣٦‏.‏

‏[الصورة في الصفحتين ٢٢ و ٢٣]‏

يُصَوَّرُ يَسُوعُ أَنَّهُ «خَرَجَ غَالِبًا» بَعْدَ تَنْصِيبِهِ مَلِكًا سَنَةَ ١٩١٤

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

‏«لَنْ يَزُولَ هٰذَا ٱلْجِيلُ أَبَدًا حَتَّى تَكُونَ هٰذِهِ كُلُّهَا»‏