«من هو حكيم وفهيم بينكم؟»
«مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَفَهِيمٌ بَيْنَكُمْ؟»
«مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَفَهِيمٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيُبْدِ بِحُسْنِ سُلُوكِهِ أَعْمَالًا يَعْمَلُهَا بِوَدَاعَةِ ٱلْحِكْمَةِ». — يع ٣:١٣.
١، ٢ أَيُّ أَمْرٍ يَصِحُّ فِي كَثِيرِينَ مِمَّنْ يُعْتَبَرُونَ حُكَمَاءَ؟
مَنْ هُوَ فِي رَأْيِكَ ٱلْحَكِيمُ بِحَقٍّ؟ أَبُوكَ وَأُمُّكَ، ٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَقَدِّمُ فِي ٱلسِّنِّ، أَوْ رُبَّمَا أُسْتَاذُ ٱلْجَامِعَةِ ٱلْوَاسِعُ ٱلْفَهْمِ؟ إِنَّ تَصْنِيفَكَ لِلشَّخْصِ عَلَى أَنَّهُ حَكِيمٌ أَوْ لَا قَدْ تُؤَثِّرُ فِيهِ خَلْفِيَّتُكَ وَظُرُوفُ حَيَاتِكَ. غَيْرَ أَنَّ مَنْ يَخْدُمُونَ ٱللهَ يَهُمُّهُمْ بِشَكْلٍ خُصُوصِيٍّ أَنْ يَعْرِفُوا نَظْرَتَهُ هُوَ إِلَى ٱلْمَسْأَلَةِ.
٢ لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَعْتَبِرُهُمُ ٱلْعَالَمُ حُكَمَاءَ هُمْ حُكَمَاءَ بِحَقٍّ فِي عَيْنَيِ ٱللهِ. مَثَلًا، تَنَاقَشَ أَيُّوبُ مَعَ رِجَالٍ ظَنُّوا أَنَّ شِفَاهَهُمْ تَنْطِقُ بِٱلْحِكَمِ، غَيْرَ أَنَّهُ ٱسْتَنْتَجَ قَائِلًا: «إِنِّي لَا أَجِدُ فِيكُمْ حَكِيمًا». (اي ١٧:١٠) وَكَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ بَعْضِ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا مَعْرِفَةَ ٱللهِ قَائِلًا: «فِيمَا أَكَّدُوا أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ، صَارُوا حَمْقَى». (رو ١:٢٢) وَمِنْ خِلَالِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا، قَالَ يَهْوَه نَفْسُهُ بِصَرِيحِ ٱلْعِبَارَةِ: «وَيْلٌ لِلْحُكَمَاءِ فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ». — اش ٥:٢١.
٣، ٤ مَاذَا يَلْزَمُ لِكَيْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ حَكِيمًا بِحَقٍّ؟
٣ لِذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا يَجْعَلُ ٱلْمَرْءَ حَكِيمًا بِحَقٍّ وَحَائِزًا بِٱلتَّالِي رِضَى ٱللهِ. وَتُسَاعِدُنَا ٱلْأَمْثَالُ ٩:١٠ أَنْ نُكَوِّنَ فِكْرَةً، إِذْ تَقُولُ: «مَخَافَةُ يَهْوَهَ بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ، وَمَعْرِفَةُ ٱلْكُلِّيِّ ٱلْقَدَاسَةِ هِيَ ٱلْفَهْمُ». فَيَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ ٱلْحُكَمَاءُ خَوْفًا لَائِقًا مِنَ ٱللهِ وَٱحْتِرَامًا لِطُرُقِهِ وَمَقَايِيسِهِ. غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَكْفِي مُجَرَّدُ ٱلِٱعْتِرَافِ بِوُجُودِ ٱللهِ وَبِٱلْمَقَايِيسِ ٱلَّتِي يَضَعُهَا. وَقَدْ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ كَلِمَاتٍ تَحْفِزُ عُقُولَنَا عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ فِي هذَا. (اِقْرَأْ يعقوب ٣:١٣.) لَاحِظْ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ: «فَلْيُبْدِ بِحُسْنِ سُلُوكِهِ أَعْمَالَـ[ـهُ]». إِذًا يَنْبَغِي أَنْ تَنْعَكِسَ ٱلْحِكْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ فِي مَا تَقُولُهُ وَتَفْعَلُهُ كُلَّ يَوْمٍ.
٤ وَٱلشَّخْصُ ذُو ٱلْحِكْمَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ يُحْسِنُ ٱلتَّمْيِيزَ وَيَضَعُ ٱلْمَعْرِفَةَ وَٱلْفَهْمَ مَوْضِعَ ٱلتَّطْبِيقِ بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ. فَأَيَّةُ أَعْمَالٍ تُظْهِرُ أَنَّنَا نَمْلِكُ هذِهِ ٱلْحِكْمَةَ؟ يُورِدُ يَعْقُوبُ عَدَدًا مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُرَى مِنْ خِلَالِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي يَعْمَلُهَا ٱلْحُكَمَاءُ. * وَمَا قَالَهُ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَكْوِينِ عَلَاقَاتٍ جَيِّدَةٍ بِٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَبِمَنْ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ أَيْضًا.
أَعْمَالٌ تُظْهِرُ مَنْ هُمُ ٱلْحُكَمَاءُ بِحَقٍّ
٥ كَيْفَ يَسْلُكُ ٱلشَّخْصُ ٱلْحَكِيمُ بِحَقٍّ؟
٥ لَقَدْ رَأَيْنَا أَنَّ يَعْقُوبَ رَبَطَ بَيْنَ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلسُّلُوكِ ٱلْحَسَنِ. وَبِمَا أَنَّ مَخَافَةَ يَهْوَهَ بِدَايَةُ ٱلْحِكْمَةِ، يُجَاهِدُ ٱلْحَكِيمُ لِيَكُونَ سُلُوكُهُ مُنْسَجِمًا مَعَ طُرُقِ ٱللهِ وَمَقَايِيسِهِ. وَٱلْحِكْمَةُ ٱلْإِلهِيَّةُ لَا تَأْتِينَا بِٱلْفِطْرَةِ. غَيْرَ أَنَّ حِيَازَتَهَا مُمْكِنَةٌ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهِ. وَهذَانِ ٱلْأَمْرَانِ يُسَاعِدَانِنَا عَلَى فِعْلِ مَا تَحُثُّنَا عَلَيْهِ أَفَسُسُ ٥:١ ٱلَّتِي تَقُولُ: «كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ». وَكُلَّمَا جَعَلْنَا سُلُوكَنَا مُنْسَجِمًا مَعَ شَخْصِيَّةِ يَهْوَه، بَرَزَتِ ٱلْحِكْمَةُ أَكْثَرَ فِي أَعْمَالِنَا. وَلَا نَنْسَ أَنَّ طُرُقَ يَهْوَه أَسْمَى بِكَثِيرٍ مِنْ طُرُقِ ٱلْبَشَرِ. (اش ٥٥:٨، ٩) وَلِذلِكَ فَإِنَّ قِيَامَنَا بِٱلْأُمُورِ كَمَا يَقُومُ بِهَا يَهْوَه سَيَجْعَلُ ٱلَّذِينَ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ يُلَاحِظُونَ أَنَّنَا مُتَمَيِّزُونَ عَنِ ٱلْآخَرِينَ.
٦ لِمَاذَا ٱلْوَدَاعَةُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّنَا نَتَمَثَّلُ بِٱللهِ، وَعَلَامَ تَنْطَوِي هذِهِ ٱلصِّفَةُ؟
مت ١١:٢٨، ٢٩؛ فِي ٢:٥-٨.
٦ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلَّتِي يُورِدُهَا يَعْقُوبُ وَٱلَّتِي تَجْعَلُنَا مِثْلَ يَهْوَه هِيَ ٱمْتِلَاكُ «وَدَاعَةِ ٱلْحِكْمَةِ». وَمَعَ أَنَّ ٱلْوَدَاعَةَ تَقْتَضِي ضِمْنًا أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ رَقِيقًا، يُمْكِنُ لِلْمَسِيحِيِّ أَنْ يُعْرِبَ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ وَيَتَحَلَّى فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ بِٱلْقُوَّةِ وَٱلثَّبَاتِ ٱللَّذَيْنِ يُسَاعِدَانِهِ عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ بِٱتِّزَانٍ. فَيَهْوَه إِلهٌ وَدِيعٌ مَعَ أَنَّ قُوَّتَهُ لَا حُدُودَ لَهَا، وَنَحْنُ لَا نَخْشَى ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَيْهِ. وَقَدْ أَعْرَبَ ٱبْنُ ٱللهِ عَنْ وَدَاعَةِ أَبِيهِ هذِهِ، حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ، وَأَنَا أُنْعِشُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِكُمْ». —٧ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱعْتِبَارُ مُوسَى مِثَالًا جَيِّدًا لِلْوَدَاعَةِ؟
٧ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ أَشْخَاصٍ آخَرِينَ ٱشْتَهَرُوا بِوَدَاعَتِهِمْ أَوْ حِلْمِهِمْ. وَكَانَ مُوسَى وَاحِدًا مِنْهُمْ. فَرَغْمَ أَنَّهُ تَوَلَّى مَسْؤُولِيَّةً كَبِيرَةً، فَقَدْ وُصِفَ أَنَّهُ ‹حَلِيمٌ جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ›. (عد ١١:٢٩؛ ١٢:٣) وَلَا تَنْسَ ٱلْقُوَّةَ ٱلَّتِي مَنَحَهَا يَهْوَه لِمُوسَى كَيْ يُتَمِّمَ مَشِيئَتَهُ. فَقَدْ سُرَّ يَهْوَه بِأَنْ يَسْتَخْدِمَ أَفْرَادًا وُدَعَاءَ لِيُحَقِّقَ قَصْدَهُ.
٨ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ «وَدَاعَةِ ٱلْحِكْمَةِ»؟
٨ إِذًا، يُمْكِنُ لِلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ «وَدَاعَةِ ٱلْحِكْمَةِ». فَمَاذَا عَنْ كُلِّ فَرْدٍ مِنَّا؟ كَيْفَ نُنَمِّي هذِهِ ٱلصِّفَةَ؟ اَلْوَدَاعَةُ هِيَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ رُوحِ يَهْوَه ٱلْقُدُسِ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) وَيُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى ٱللهِ طَلَبًا لِرُوحِهِ وَنَبْذُلَ كُلَّ جُهْدٍ لِلْإِعْرَابِ عَنْ ثَمَرِ هذَا ٱلرُّوحِ، وَاثِقِينَ بِأَنَّ ٱللهَ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلْوَدَاعَةِ. وَتُعْطِينَا كَلِمَاتُ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ دَافِعًا قَوِيًّا إِلَى فِعْلِ ذلِكَ، إِذْ تُؤَكِّدُ أَنَّ ٱللهَ «يُعَلِّمُ ٱلْحُلَمَاءَ طَرِيقَهُ». — مز ٢٥:٩.
٩، ١٠ أَيُّ جُهْدٍ يَلْزَمُ أَنْ نَبْذُلَهُ لِنُعْرِبَ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ، وَلِمَاذَا؟
٩ غَيْرَ أَنَّ تَنْمِيَةَ هذِهِ ٱلصِّفَةِ قَدْ لَا تَكُونُ سَهْلَةً أَبَدًا. فَٱلْبَعْضُ مِنَّا، بِسَبَبِ خَلْفِيَّتِهِ، قَدْ يَسْتَصْعِبُ ٱلتَصَرُّفَ بِوَدَاعَةٍ. كَمَا أَنَّ ٱلنَّاسَ حَوْلَنَا قَدْ يُشَجِّعُونَنَا عَلَى تَبَنِّي مَوْقِفٍ مُعَاكِسٍ، إِذْ يَقُولُونَ إِنَّ عَلَى ٱلْمَرْءِ أَنْ يَرُدَّ دَائِمًا بِٱلْمِثْلِ. وَلكِنْ هَلْ هذَا تَصَرُّفٌ حَكِيمٌ؟ إِذَا ٱشْتَعَلَتْ نَارٌ صَغِيرَةٌ فِي بَيْتِكَ، فَهَلْ تُطْفِئُهَا بِصَبِّ ٱلزَّيْتِ عَلَيْهَا أَمِ ٱلْمَاءِ؟ إِنَّ صَبَّ ٱلزَّيْتِ عَلَى ٱلنَّارِ يَزِيدُ ٱلْأُمُورَ سُوءًا، فِي حِينِ أَنَّ سَكْبَ ٱلْمَاءِ عَلَيْهَا قَدْ يُعْطِي ٱلنَّتِيجَةَ ٱلْمَرْجُوَّةَ. وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَنْصَحُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْجَوَابُ ٱللَّيِّنُ يَرُدُّ ٱلسُّخْطَ، وَٱلْكَلِمَةُ ٱلْمُوجِعَةُ تُثِيرُ ٱلْغَضَبَ». (ام ١٥:١، ١٨) وَهكَذَا عِنْدَمَا تَنْشَأُ ٱلْمَشَاكِلُ، سَوَاءٌ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ خَارِجَهَا، يُمْكِنُنَا أَنْ نُظْهِرَ أَنَّنَا نَمْلِكُ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ إِذَا تَصَرَّفْنَا بِوَدَاعَةٍ وَلِينٍ. — ٢ تي ٢:٢٤.
١٠ إِنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ يَتَأَثَّرُونَ بِرُوحِ ٱلْعَالَمِ لَا يَتَحَلَّوْنَ بِٱلرِّقَّةِ وَٱلْمُسَالَمَةِ وَٱلرَّزَانَةِ، حَتَّى إِنَّ ٱلْقَسْوَةَ وَٱلتَّعَجْرُفَ تَكْثُرُ بَيْنَ ٱلنَّاسِ. وَقَدْ أَدْرَكَ يَعْقُوبُ ذلِكَ وَحَذَّرَ مِنْهُ لِكَيْلَا تُفْسِدَ هذِهِ ٱلرُّوحُ قُلُوبَ ٱلْأَفْرَادِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ أَيْضًا مِنَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا؟
صِفَاتُ ٱلْأَشْخَاصِ غَيْرِ ٱلْحُكَمَاءِ
١١ أَيَّةُ صِفَتَيْنِ تَتَعَارَضَانِ مَعَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ؟
١١ تَكَلَّمَ يَعْقُوبُ بِصَرَاحَةٍ بَالِغَةٍ عَنْ بَعْضِ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تَتَعَارَضُ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ مَعَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ. (اِقْرَأْ يعقوب ٣:١٤.) فَٱلْغَيْرَةُ وَٱلنَّزْعَةُ إِلَى ٱلْخِصَامِ هُمَا صِفَتَانِ جَسَدِيَّتَانِ لَا رُوحِيَّتَانِ. تَأَمَّلْ فِي مَا يَحْدُثُ حِينَ يَسُودُ ٱلتَّفْكِيرُ ٱلْجَسَدِيُّ. فَفِي مَدِينَةِ ٱلْقُدْسِ، تَتَقَاسَمُ سِتُّ فِئَاتٍ «مَسِيحِيَّةٍ» ٱلْإِشْرَافَ عَلَى كَنِيسَةِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلَّتِي يُزْعَمُ أَنَّهَا بُنِيَتْ حَيْثُ مَاتَ يَسُوعُ وَدُفِنَ. وَلَمْ تَخْلُ ٱلْعَلَاقَاتُ بَيْنَ هذِهِ ٱلْفِئَاتِ مِنَ ٱلنِّزَاعَاتِ وَٱلْخِلَافَاتِ. وَفِي سَنَةِ ٢٠٠٦، تَحَدَّثَتْ مَجَلَّةُ تَايْم (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) عَنْ حَادِثَةٍ وَقَعَتْ قَبْلَ بَعْضِ ٱلْوَقْتِ أَخَذَ فِيهَا ٱلرُّهْبَانُ هُنَاكَ «يَتَشَاجَرُونَ طَوَالَ سَاعَاتٍ، . . . ضَارِبِينَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بِٱلشَّمْعَدَانَاتِ ٱلضَّخْمَةِ». وَمِنْ شِدَّةِ ٱنْعِدَامِ ٱلثِّقَةِ بَيْنَ هذِهِ ٱلْفِئَاتِ، يُعْهَدُ بِمِفْتَاحِ ٱلْكَنِيسَةِ إِلَى شَخْصٍ مُسْلِمٍ!
١٢ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ حِينَ لَا تُوجَدُ ٱلْحِكْمَةُ؟
١٢ لَا شَكَّ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِهذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِصَامِ أَنْ يُوجَدَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْحَقَّةِ. لكِنَّ ٱلنَّقْصَ يَجْعَلُ ٱلْبَعْضَ أَحْيَانًا يُظْهِرُونَ عِنَادًا وَتَشَبُّثًا بِآرَائِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ، مِمَّا قَدْ يُؤَدِّي إِلَى ٱلشِّجَارِ وَٱلنِّزَاعِ. وَهذَا ٱلْأَمْرُ لَاحَظَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ، فَكَتَبَ قَائِلًا: «بِمَا أَنَّ بَيْنَكُمْ غَيْرَةً وَنِزَاعًا، أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسِيرُونَ سِيرَةَ بَشَرٍ؟». (١ كو ٣:٣) وَقَدْ بَقِيَ هذَا ٱلْوَضْعُ ٱلْمُؤْسِفُ مَوْجُودًا لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ فِي تِلْكَ ٱلْجَمَاعَةِ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. لِذَا يَنْبَغِي أَنْ نَحْتَرِسَ مِنْ دُخُولِ هذِهِ ٱلرُّوحِ إِلَى جَمَاعَاتِنَا ٱلْيَوْمَ.
١٣، ١٤ اُذْكُرْ مِثَالَيْنِ يُمْكِنُ أَنْ يُعْرِبَ ٱلْمَرْءُ فِيهِمَا عَنْ رُوحٍ غَيْرِ لَائِقَةٍ.
١٣ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَسَلَّلَ هذِهِ ٱلرُّوحُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ؟ قَدْ تَظْهَرُ مِنْ خِلَالِ أُمُورٍ صَغِيرَةٍ. مَثَلًا، أَثْنَاءَ بِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ، قَدْ تَنْشَأُ خِلَافَاتٌ فِي ٱلرَّأْيِ حَوْلَ طَرِيقَةِ إِنْجَازِ ٱلْأَعْمَالِ. وَقَدْ تَصِيرُ عِنْدَ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ نَزْعَةٌ إِلَى ٱلْخِصَامِ إِذَا لَمْ يُعْمَلْ بِٱقْتِرَاحِهِ، وَرُبَّمَا يَبْدَأُ بِٱنْتِقَادِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَّخَذَةِ عَلَى مَسْمَعِ ٱلْجَمِيعِ. حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يَرْفُضُ مُوَاصَلَةَ ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْمَشْرُوعِ. إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ هكَذَا يَنْسَى أَنَّ إِنْجَازَ عَمَلٍ يَتَعَلَّقُ بِٱلْجَمَاعَةِ لَا يَعْتَمِدُ عَلَى أَسَالِيبِ ٱلْعَمَلِ ٱلْمُتَّبَعَةِ بِقَدْرِ مَا يَعْتَمِدُ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْمُسَالِمَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَيَهْوَه يُبَارِكُ ٱلرُّوحَ ٱلْوَدِيعَةَ لَا ٱلْمُخَاصِمَةَ. — ١ تي ٦:٤، ٥.
١٤ وَٱلْمِثَالُ ٱلْآخَرُ هُوَ عِنْدَمَا يَتَبَيَّنُ لِشُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ أَنَّ أَخًا يَخْدُمُ كَشَيْخٍ مُنْذُ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ لَمْ يَعُدْ يَبْلُغُ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلْمَرْسُومَةَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَبَعْدَ ٱلتَّأَكُّدِ أَنَّ هذَا ٱلْأَخَ قُدِّمَتْ لَهُ سَابِقًا مَشُورَةٌ مُحَدَّدَةٌ وَلكِنَّهُ لَمْ يَتَحَسَّنْ، يُوَافِقُ نَاظِرُ ٱلدَّائِرَةِ ٱلزَّائِرُ عَلَى ٱلتَّوْصِيَةِ بِتَنْحِيَتِهِ كَشَيْخٍ. فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْظُرَ هذَا ٱلشَّخْصُ إِلَى ٱلْمَسْأَلَةِ؟ هَلْ يَقْبَلُ قَرَارَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَأْخُوذَ بِٱلْإِجْمَاعِ وَيَقْتَنِعُ بِمَشُورَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِرُوحِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَدَاعَةِ، ثُمَّ يَعْقِدُ ٱلْعَزْمَ عَلَى بُلُوغِ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلْمَرْسُومَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِكَيْ يَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ كَشَيْخٍ مِنْ جَدِيدٍ؟ أَمْ يُضْمِرُ ٱلِٱسْتِيَاءَ وَٱلْغَيْرَةَ لِأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَتَمَتَّعُ بِذلِكَ ٱلِٱمْتِيَازِ؟ وَلِمَاذَا يُصِرُّ عَلَى ٱعْتِبَارِ نَفْسِهِ مُؤَهَّلًا لِيَخْدُمَ كَشَيْخٍ فِيمَا يَرَى ٱلشُّيُوخُ ٱلْآخَرُونَ أَنَّهُ لَيْسَ كَذلِكَ؟! فَكَمْ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يُعْرِبَ هذَا ٱلشَّخْصُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْفَهْمِ!
١٥ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْمُلْهَمَةَ فِي يَعْقُوبَ ٣:١٥، ١٦ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟
١٥ لَا شَكَّ أَنَّهُ تُوجَدُ حَالَاتٌ أُخْرَى قَدْ تُؤَدِّي إِلَى تَبَنِّي مَوْقِفٍ كَهذَا. وَلكِنْ بِصَرْفِ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْحَالَةِ ٱلنَّاشِئَةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَسْعَى إِلَى تَجَنُّبِ صِفَاتٍ مُمَاثِلَةٍ. (اِقْرَأْ يعقوب ٣:١٥، ١٦.) لَقَدْ دَعَا ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ «أَرْضِيَّةً» لِأَنَّهَا جَسَدِيَّةٌ وَمُجَرَّدَةٌ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ. وَهِيَ «حَيَوَانِيَّةٌ» بِمَعْنَى أَنَّهَا نَاجِمَةٌ عَنِ ٱلْمُيُولِ ٱلْجَسَدِيَّةِ، مِثْلِ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تَتَمَيَّزُ بِهَا ٱلْمَخْلُوقَاتُ غَيْرُ ٱلْعَاقِلَةِ. كَمَا أَنَّ هذِهِ ٱلْمَوَاقِفَ «شَيْطَانِيَّةٌ» لِأَنَّهَا تَعْكِسُ سِمَاتِ أَعْدَاءِ رُوحِ ٱللهِ. فَمَا أَبْشَعَ أَنْ يُعْرِبَ ٱلْمَسِيحِيُّ عَنْهَا!
١٦ أَيَّةُ تَعْدِيلَاتٍ قَدْ يَلْزَمُنَا ٱلْقِيَامُ بِهَا، وَكَيْفَ نَنْجَحُ فِي ذلِكَ؟
١٦ يَحْسُنُ بِكُلِّ فَرْدٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُجْرِيَ فَحْصًا ذَاتِيًّا وَيَعْمَلَ عَلَى إِزَالَةِ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ. وَيَنْبَغِي لِلنُّظَّارِ، بِوَصْفِهِمْ مُعَلِّمِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، أَنْ يَحْرِصُوا عَلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلْمَوَاقِفِ ٱلسَّلْبِيَّةِ لَدَيْهِمْ. غَيْرَ أَنَّ نَقْصَنَا وَتَأْثِيرَ هذَا ٱلْعَالَمِ لَنْ يُسَهِّلَا ٱلْأَمْرَ عَلَيْنَا. وَنَحْنُ بِذلِكَ نَكُونُ كَمَنْ يُحَاوِلُ تَسَلُّقَ مُنْحَدَرٍ مُوحِلٍ وَزَلِقٍ. فَإِذَا لَمْ نَجِدْ شَيْئًا نَتَمَسَّكُ بِهِ، فَسَنَنْزَلِقُ إِلَى ٱلْأَسْفَلِ. أَمَّا إِذَا تَمَسَّكْنَا جَيِّدًا بِٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَبِٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا جَمَاعَةُ ٱللهِ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلنِّطَاقِ، فَسَوْفَ نَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلتَّقَدُّمِ نَحْوَ ٱلْأَعْلَى. — مز ٧٣:٢٣، ٢٤.
صِفَاتٌ يَسْعَى ٱلْحُكَمَاءُ إِلَى إِظْهَارِهَا
١٧ أَيُّ رَدِّ فِعْلٍ يَصْدُرُ عَادَةً مِنَ ٱلْحُكَمَاءِ حِينَ يُوَاجِهُهُمْ أَمْرٌ شِرِّيرٌ؟
١٧ اِقْرَأْ يعقوب ٣:١٧. لَا شَكَّ أَنَّنَا نَجْنِي ٱلْفَوَائِدَ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي بَعْضِ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تَنْجُمُ عَنْ إِظْهَارِ «ٱلْحِكْمَةِ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ». وَإِحْدَاهَا هِيَ ٱلْعِفَّةُ ٱلَّتِي تَعْنِي أَنْ نَكُونَ طَاهِرِينَ وَأَنْقِيَاءَ فِي أَعْمَالِنَا وَدَوَافِعِنَا، مِمَّا يَسْتَلْزِمُ رَفْضَ ٱلْأُمُورِ ٱلشِّرِّيرَةِ رَفْضًا فَوْرِيًّا. وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِنَا تِلْقَائِيًّا. هَلْ ذَهَبْتَ مَرَّةً إِلَى طَبِيبٍ ٱسْتَخْدَمَ مِطْرَقَةً صَغِيرَةً لِيَضْرِبَ عَلَى ٱلْوَتَرِ تَحْتَ ٱلرُّكْبَةِ؟ نَتِيجَةَ هذِهِ ٱلضَّرْبَةِ تَسْتَقِيمُ رِجْلُكَ بِشَكْلٍ تِلْقَائِيٍّ وَمُفَاجِئٍ دُونَ أَنْ تُفَكِّرَ فِي ٱلْأَمْرِ. هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِنَا حِينَ نُغْوَى لِفِعْلِ ٱلشَّرِّ. فَيَجِبُ أَنْ تَدْفَعَنَا عِفَّتُنَا وَضَمِيرُنَا ٱلْمُدَرَّبُ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى رَفْضِ مَا هُوَ شَرٌّ بِشَكْلٍ تِلْقَائِيٍّ. (رو ١٢:٩) وَنَجِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَمْثِلَةً لِأَشْخَاصٍ صَدَرَ مِنْهُمْ رَدُّ فِعْلٍ مُمَاثِلٌ، نَذْكُرُ مِنْهُمْ يُوسُفَ وَيَسُوعَ. — تك ٣٩:٧-٩؛ مت ٤:٨-١٠.
١٨ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ (أ) مُسَالِمًا؟ (ب) صَانِعَ سَلَامٍ؟
١٨ كَمَا تَسْتَلْزِمُ ٱلْحِكْمَةُ ٱلْإِلهِيَّةُ أَنْ نَكُونَ مُسَالِمِينَ. وَيَشْمُلُ ذلِكَ تَجَنُّبَ حِيَازَةِ رُوحٍ مُعَادِيَةٍ أَوْ تَبَنِّي مَوْقِفٍ تَهَجُّمِيٍّ أَوِ ٱلْقِيَامِ بِأَعْمَالٍ تُمَزِّقُ ٱلسَّلَامَ. وَقَدْ تَوَسَّعَ يَعْقُوبُ فِي هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ حِينَ قَالَ: «ثَمَرُ ٱلْبِرِّ يُزْرَعُ فِي ٱلسَّلَامِ لِصَانِعِي ٱلسَّلَامِ». (يع ٣:١٨) لَاحِظْ عِبَارَةَ «صَانِعِي ٱلسَّلَامِ». فَهَلْ نَحْنُ نُعْرَفُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ بِأَنَّنَا صَانِعُو سَلَامٍ أَمْ مُعَكِّرُو سَلَامٍ؟ هَلْ كَثِيرًا مَا تَنْشَأُ ٱلْخِلَافَاتُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْآخَرِينَ لِأَنَّنَا نَسْتَاءُ مِنْهُمْ أَوْ نُثِيرُ ٱسْتِيَاءَهُمْ بِسُهُولَةٍ؟ هَلْ نُصِرُّ أَنْ يَتَقَبَّلَنَا ٱلْآخَرُونَ عَلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، أَمْ نَعْمَلُ بِتَوَاضُعٍ عَلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يَجِدُهَا ٱلْآخَرُونَ بِحَقٍّ مُزْعِجَةً فِي شَخْصِيَّتِنَا؟ وَهَلْ نُعْرَفُ بِأَنَّنَا نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدٍ لِتَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ، بِحَيْثُ نُسَارِعُ إِلَى ٱلْمُسَامَحَةِ وَنَنْسَى مَا حَصَلَ؟ إِذَا أَجْرَيْنَا فَحْصًا ذَاتِيًّا صَادِقًا، فَقَدْ نَرَى أَنَّهُ يَلْزَمُنَا تَنْمِيَةُ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.
١٩ كَيْفَ يُعْرَفُ ٱلشَّخْصُ بِأَنَّهُ مُتَعَقِّلٌ؟
١٩ كَذلِكَ تَحَدَّثَ يَعْقُوبُ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ فِي مَعْرِضِ سَرْدِهِ لِلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تَعْكِسُ ٱلْحِكْمَةَ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ. فَهَلْ نُعْرَفُ بِٱسْتِعْدَادِنَا لِلْإِذْعَانِ لِمَا يُرِيدُهُ ٱلْآخَرُونَ حِينَ لَا يُخَالِفُ ذلِكَ أَيَّ مَبْدَإٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، أَمْ نُصِرُّ فَوْرًا عَلَى أَنْ يَتْبَعَ ٱلْآخَرُونَ مَقَايِيسَنَا ٱلْخَاصَّةَ؟ وَهَلْ لَدَيْنَا صِيتٌ بِأَنَّنَا لُطَفَاءُ وَيَسْهُلُ ٱلتَّحَدُّثُ إِلَيْنَا؟ هذِهِ ٱلْأُمُورُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّنَا تَعَلَّمْنَا أَنْ نَكُونَ مُتَعَقِّلِينَ.
٢٠ مَاذَا يَنْجُمُ حِينَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْإِلهِيَّةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا؟
٢٠ مَا أَرْوَعَ ٱلْجَوَّ ٱلَّذِي يَسُودُ ٱلْجَمَاعَةَ حِينَ يُعْرِبُ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ عَنِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْإِلهِيَّةِ ٱلَّتِي كَتَبَ عَنْهَا يَعْقُوبُ! (مز ١٣٣:١-٣) فَٱلتَّصَرُّفُ بِوَدَاعَةٍ وَمُسَالَمَةٍ وَتَعَقُّلٍ وَاحِدُنَا مَعَ ٱلْآخَرِ سَيُؤَدِّي دُونَ شَكٍّ إِلَى تَحْسِينِ ٱلْعَلَاقَاتِ وَيُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَمْلِكُ «ٱلْحِكْمَةَ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ». وَسَنَرَى فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلنَّظَرُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ كَمَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَهْوَه أَنْ نُعْرِبَ أَكْثَرَ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ.
[الحاشية]
^ الفقرة 4 يَتَبَيَّنُ مِنَ ٱلْقَرِينَةِ أَنَّ يَعْقُوبَ كَانَ يُفَكِّرُ أَصْلًا فِي «مُعَلِّمِي» ٱلْجَمَاعَةِ، أَيِ ٱلشُّيُوخِ. (يع ٣:١) فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هؤُلَاءِ قُدْوَةً فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ. لكِنَّنَا جَمِيعًا نَسْتَفِيدُ مِنْ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟
• مَاذَا يَجْعَلُ ٱلْمَسِيحِيَّ حَكِيمًا بِحَقٍّ؟
• كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُنَمِّيَ صِفَةَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ فِي حَيَاتِنَا؟
• أَيَّةُ صِفَاتٍ تُرَى لَدَى ٱلَّذِينَ لَا يُعْرِبُونَ عَنِ «ٱلْحِكْمَةِ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ»؟
• أَيَّةُ صِفَاتٍ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى تَنْمِيَتِهَا؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٣]
كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَسَلَّلَ إِلَيْنَا رُوحُ ٱلنِّزَاعِ ٱلْيَوْمَ؟
[الصورة في الصفحة ٢٤]
هَلْ يَأْتِي رَفْضُكَ لِلْأُمُورِ ٱلشِّرِّيرَةِ كَرَدِّ فِعْلٍ تِلْقَائِيٍّ؟