الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

انبذ التفاهات والامور العديمة النفع

انبذ التفاهات والامور العديمة النفع

اِنْبِذِ ٱلتَّفَاهَاتِ وَٱلْأُمُورَ ٱلْعَدِيمَةَ ٱلنَّفْعِ

‏«اَلسَّاعِي فِي أَثَرِ ٱلتَّفَاهَاتِ نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ».‏ —‏ ام ١٢:‏١١‏.‏

١ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلنَّفَائِسِ ٱلَّتِي نَمْلِكُهَا،‏ وَمَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِٱسْتِعْمَالِهَا؟‏

نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ جَمِيعًا نَمْلِكُ أُمُورًا نَعْتَبِرُهَا ذَاتَ قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ لَنَا وَنُعِزُّهَا كَٱلنَّفَائِسِ.‏ فَرُبَّمَا نَتَمَتَّعُ بِٱلْقُوَّةِ وَٱلصِّحَّةِ ٱلْجَيِّدَةِ،‏ أَوْ لَدَيْنَا مَوَاهِبُ فِطْرِيَّةٌ مُمَيَّزَةٌ،‏ أَوْ نَنْعَمُ بِٱلثَّرَاءِ.‏ وَبِمَا أَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَه،‏ يَسُرُّنَا أَنْ نَسْتَعْمِلَ هذِهِ ٱلْأُمُورَ فِي خِدْمَتِنَا لَهُ،‏ وَذلِكَ تَجَاوُبًا مَعَ هذِهِ ٱلْمُنَاشَدَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ:‏ «أَكْرِمْ يَهْوَهَ بِنَفَائِسِكَ».‏ —‏ ام ٣:‏٩‏.‏

٢ مِمَّ يُحَذِّرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِشَأْنِ ٱلتَّفَاهَاتِ،‏ وَكَيْفَ يَنْطَبِقُ هذَا ٱلتَّحْذِيرُ بِمَعْنًى حَرْفِيٍّ؟‏

٢ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ أُمُورٍ تَافِهَةٍ لَا قِيمَةَ لَهَا،‏ وَيُحَذِّرُنَا مِنْ تَبْدِيدِ مَوَارِدِنَا بِٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِهَا.‏ وَعَنْ هذَا ٱلْمَوْضُوعِ تَذْكُرُ ٱلْأَمْثَالُ ١٢:‏١١‏:‏ «مَنْ يَفْلَحْ أَرْضَهُ يَشْبَعْ خُبْزًا،‏ وَٱلسَّاعِي فِي أَثَرِ ٱلتَّفَاهَاتِ نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ».‏ إِنَّ ٱلِٱنْطِبَاقَ ٱلْحَرْفِيَّ لِهذَا ٱلْمَثَلِ وَاضِحٌ جِدًّا.‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَصْرِفُ وَقْتَهُ وَطَاقَتَهُ فِي ٱلْعَمَلِ لِإِعَالَةِ عَائِلَتِهِ يَسْتَطِيعُ عُمُومًا أَنْ يُوَفِّرَ لِنَفْسِهِ وَلِعَائِلَتِهِ نَوْعًا مِنَ ٱلِٱسْتِقْرَارِ.‏ (‏١ تي ٥:‏٨‏)‏ أَمَّا إِذَا كَانَ يُبَدِّدُ مَوَارِدَهُ بِٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلتَّفَاهَاتِ،‏ فَهُوَ «نَاقِصُ ٱلْقَلْبِ»،‏ أَيْ لَا يُمَيِّزُ ٱلْأُمُورَ جَيِّدًا وَيُعْوِزُهُ ٱلدَّافِعُ ٱلصَّائِبُ.‏ وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ جِدًّا أَنْ يَعِيشَ إِنْسَانٌ كَهذَا فِي فَقْرٍ.‏

٣ كَيْفَ يَنْطَبِقُ تَحْذِيرُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنَ ٱلتَّفَاهَاتِ عَلَى عِبَادَتِنَا؟‏

٣ وَٱلْمَبْدَأُ ٱلْوَارِدُ فِي هذَا ٱلْمَثَلِ يَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَى عِبَادَتِنَا.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يَخْدُمُ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ وَٱجْتِهَادٍ يَنْعَمُ بِٱسْتِقْرَارٍ حَقِيقِيٍّ لِأَنَّهُ وَاثِقٌ مِنْ نَيْلِ بَرَكَةِ ٱللهِ ٱلآنَ وَلَهُ رَجَاءٌ رَاسِخٌ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ (‏مت ٦:‏٣٣؛‏ ١ تي ٤:‏١٠‏)‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي تُلْهِيهِ ٱلتَّفَاهَاتُ وَٱلْأُمُورُ ٱلْعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ فَيُعَرِّضُ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَه وَآمَالَهُ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ لِلْخَطَرِ.‏ فَكَيْفَ نَتَفَادَى حُدُوثَ ذلِكَ؟‏ بِتَحْدِيدِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُعْتَبَرَةِ «تَفَاهَاتٍ» فِي حَيَاتِنَا وَعَقْدِ ٱلْعَزْمِ عَلَى رَفْضِهَا.‏ —‏ اِقْرَأْ تيطس ٢:‏١١،‏ ١٢‏.‏

٤ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلتَّفَاهَاتُ وَٱلْأُمُورُ ٱلْعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ بِشَكْلٍ عَامٍّ؟‏

٤ وَمَاذَا تَشْمُلُ ٱلتَّفَاهَاتُ وَٱلْأُمُورُ ٱلْعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ؟‏ بِشَكْلٍ عَامٍّ،‏ تَشْمُلُ أَيَّ أَمْرٍ يُلْهِينَا عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ هُنَاكَ أَشْكَالٌ عَدِيدَةٌ مِنَ ٱلِٱسْتِجْمَامِ تُوضَعُ فِي هذِهِ ٱلْخَانَةِ.‏ لَا يَعْنِي ذلِكَ طَبْعًا أَنَّ ٱلِٱسْتِجْمَامَ غَيْرُ مُفِيدٍ.‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا نُبَدِّدُ وَقْتًا طَوِيلًا فِي ٱلتَّسْلِيَةِ عَلَى حِسَابِ نَشَاطَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ يَصِيرُ ٱلِٱسْتِجْمَامُ تَفَاهَةً لَا نَفْعَ مِنْهَا،‏ مِمَّا يُؤَثِّرُ سَلْبًا فِي صِحَّتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ (‏جا ٢:‏٢٤؛‏ ٤:‏٦‏)‏ وَلِتَفَادِي حُدُوثِ ذلِكَ،‏ يُمَارِسُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلِٱتِّزَانَ وَيَنْتَبِهُ جَيِّدًا كَيْفَ يَصْرِفُ وَقْتَهُ ٱلنَّفِيسَ.‏ (‏اِقْرَأْ كولوسي ٤:‏٥‏.‏‏)‏ غَيْرَ أَنَّهُ تُوجَدُ أُمُورٌ أُخْرَى تَافِهَةٌ وَعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ أَخْطَرُ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلِٱسْتِجْمَامِ.‏ وَأَحَدُهَا هُوَ ٱلْآلِهَةُ ٱلْبَاطِلَةُ.‏

اِنْبِذِ ٱلْآلِهَةَ ٱلْعَدِيمَةَ ٱلنَّفْعِ

٥ عَلَامَ يُطْلِقُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عِبَارَةَ «عَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ» فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟‏

٥ كَثِيرًا مَا يَسْتَعْمِلُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عِبَارَةَ «عَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ» فِي وَصْفِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ مَثَلًا،‏ قَالَ يَهْوَه لِإِسْرَائِيلَ:‏ «لَا تَصْنَعُوا لَكُمْ آلِهَةً عَدِيمَةَ ٱلنَّفْعِ،‏ وَلَا تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا أَوْ نُصْبًا مُقَدَّسًا،‏ وَلَا تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَرًا مَنْحُوتًا لِتَسْجُدُوا لَهُ».‏ (‏لا ٢٦:‏١‏)‏ وَكَتَبَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ:‏ «لِأَنَّ يَهْوَهَ عَظِيمٌ وَلَهُ ٱلتَّسْبِيحُ ٱلْجَزِيلُ،‏ وَمَخُوفٌ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْآلِهَةِ.‏ لِأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ ٱلشُّعُوبِ آلِهَةٌ عَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ.‏ أَمَّا يَهْوَهُ فَصَنَعَ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ —‏ ١ اخ ١٦:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

٦ لِمَاذَا يُقَالُ عَنِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ إِنَّهَا عَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ؟‏

٦ كَمَا ذَكَرَ دَاوُدُ،‏ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُبَرْهِنُ عَنْ عَظَمَةِ يَهْوَه.‏ (‏مز ١٣٩:‏١٤؛‏ ١٤٨:‏١-‏١٠‏)‏ فَيَا لَلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي تَمَتَّعَ بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْ يَكُونُوا فِي عَلَاقَةِ عَهْدٍ مَعَهُ!‏ وَيَا لَحَمَاقَتِهِمْ حِينَ تَحَوَّلُوا عَنْهُ وَسَجَدُوا لِلتَّمَاثِيلِ ٱلْمَنْحُوتَةِ وَٱلْأَنْصَابِ ٱلْمُقَدَّسَةِ!‏ فَعِنْدَمَا مَرُّوا بِأَوْقَاتِ شِدَّةٍ،‏ تَبَيَّنَ أَنَّ آلِهَتَهُمُ ٱلْبَاطِلَةَ عَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ لِأَنَّهَا لَمْ تَعْجَزْ فَقَطْ عَنْ إِنْقَاذِ عُبَّادِهَا بَلْ أَيْضًا عَنْ إِنْقَاذِ نَفْسِهَا.‏ —‏ قض ١٠:‏١٤،‏ ١٥؛‏ اش ٤٦:‏٥-‏٧‏.‏

٧،‏ ٨ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرَ «ٱلْمَالُ» إِلهًا لَنَا؟‏

٧ وَلَا يَزَالُ ٱلنَّاسُ،‏ فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْيَوْمَ،‏ يَسْجُدُونَ لِتَمَاثِيلَ مِنْ صُنْعِ ٱلْبَشَرِ.‏ وَهذِهِ ٱلْآلِهَةُ عَدِيمَةُ ٱلْجَدْوَى كَمَا فِي ٱلْمَاضِي كَذلِكَ فِي ٱلْحَاضِرِ.‏ (‏١ يو ٥:‏٢١‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَصِفُ أُمُورًا أُخْرَى غَيْرَ ٱلتَّمَاثِيلِ بِأَنَّهَا آلِهَةٌ.‏ إِلَيْكَ مَثَلًا كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ،‏ لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ،‏ أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ.‏ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا للهِ وَٱلْمَالِ».‏ —‏ مت ٦:‏٢٤‏.‏

٨ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرَ «ٱلْمَالُ» إِلهًا؟‏ لِفَهْمِ ٱلْفِكْرَةِ،‏ تَخَيَّلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ حَجَرًا مُلْقًى فِي أَحَدِ ٱلْحُقُولِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ فَكَانَ يُمْكِنُ ٱسْتِعْمَالُ هذَا ٱلْحَجَرِ فِي بِنَاءِ بَيْتٍ أَوْ سُورٍ.‏ أَمَّا إِذَا أُقِيمَ «نُصْبًا مُقَدَّسًا» أَوْ «حَجَرًا مَنْحُوتًا»،‏ فَيَصِيرُ عِنْدَئِذٍ مَعْثَرَةً لِشَعْبِ يَهْوَه.‏ (‏لا ٢٦:‏١‏)‏ كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَالِ.‏ فَٱلْمَالُ ضَرُورِيٌّ إِذْ نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِنَعِيشَ،‏ كَمَا يُمْكِنُنَا ٱسْتِعْمَالُهُ بِشَكْلٍ مُفِيدٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ (‏جا ٧:‏١٢؛‏ لو ١٦:‏٩‏)‏ وَلكِنْ إِذَا وَضَعْنَا ٱلسَّعْيَ فِي أَثَرِ ٱلْمَالِ قَبْلَ خِدْمَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ يَصِيرُ عِنْدَئِذٍ إِلهًا لَنَا.‏ (‏اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏‏)‏ وَفِي هذَا ٱلْعَالَمِ حَيْثُ يُعَلِّقُ ٱلنَّاسُ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً جِدًّا عَلَى ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْغِنَى ٱلْمَادِّيِّ،‏ يَجِبُ أَنْ نَحْرَصَ عَلَى ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى نَظْرَةٍ مُتَّزِنَةٍ إِلَى هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ —‏ ١ تي ٦:‏١٧-‏١٩‏.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى ٱلتَّعْلِيمِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ خَطَرٍ يَنْطَوِي عَلَيْهِ ٱلتَّعْلِيمُ ٱلْعَالِي؟‏

٩ وَٱلتَّعْلِيمُ ٱلدُّنْيَوِيُّ هُوَ مِثَالٌ آخَرُ لِأَمْرٍ نَافِعٍ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرَ عَدِيمَ ٱلنَّفْعِ.‏ فَنَحْنُ جَمِيعًا نُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ أَوْلَادُنَا جَيِّدًا لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ كَسْبِ رِزْقِهِمْ.‏ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُثَقَّفَ تَسْهُلُ عَلَيْهِ أَكْثَرَ قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِفَهْمٍ،‏ تَحْلِيلُ ٱلْمَشَاكِلِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ وَٱلتَّوَصُّلُ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ سَلِيمَةٍ،‏ وَتَعْلِيمُ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَمُقْنِعٍ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ تَحْصِيلَ ٱلْعِلْمِ يَسْتَغْرِقُ وَقْتًا طَوِيلًا،‏ لكِنَّ هذَا ٱلْوَقْتَ لَا يَذْهَبُ هَبَاءً.‏

١٠ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي ٱلَّذِي يُحَصِّلُهُ ٱلْمَرْءُ فِي كُلِّيَّةٍ أَوْ جَامِعَةٍ؟‏ كَثِيرُونَ يَعْتَبِرُونَهُ ضَرُورِيًّا لِلنَّجَاحِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ وَلكِنْ،‏ نَتِيجَةً لِهذَا ٱلتَّعْلِيمِ،‏ تُشْحَنُ عُقُولُ كَثِيرِينَ مِمَّنْ يُحَصِّلُونَهُ بِٱلْحِكْمَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.‏ وَهُوَ يُؤَدِّي أَيْضًا إِلَى تَبْدِيدِ سَنَوَاتِ ٱلشَّبَابِ ٱلنَّفِيسَةِ فِي حِينِ يُمْكِنُ ٱسْتِعْمَالُهَا بِشَكْلٍ أَفْضَلَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ (‏جا ١٢:‏١‏)‏ وَلَيْسَ مُدْهِشًا أَنْ يَسْتَمِرَّ ٱنْخِفَاضُ عَدَدِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللهِ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي يُحَصِّلُ فِيهَا كَثِيرُونَ تَعْلِيمًا عَالِيًا.‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّ فَيَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَه وَلَا يَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِ ٱلِٱسْتِقْرَارِ فِي حَيَاتِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْأَنْظِمَةِ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ ٱلْمُتَقَدِّمَةِ لِهذَا ٱلْعَالَمِ.‏ —‏ ام ٣:‏٥‏.‏

لَا تَدَعِ ٱلرَّغْبَةَ ٱلْجَسَدِيَّةَ تَتَحَوَّلُ إِلَى إِلهٍ

١١،‏ ١٢ لِمَاذَا قَالَ بُولُسُ عَنِ ٱلْبَعْضِ إِنَّ «إِلٰهَهُمْ بَطْنُهُمْ»؟‏

١١ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي،‏ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى شَيْءٍ آخَرَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى إِلهٍ.‏ فَقَدْ قَالَ مُتَحَدِّثًا عَنْ بَعْضِ ٱلَّذِينَ كَانُوا يُشَارِكُونَهُ فِي عِبَادَةِ ٱللهِ:‏ «لِأَنَّ هُنَاكَ كَثِيرِينَ،‏ كُنْتُ آتِي عَلَى ذِكْرِهِمْ مِرَارًا وَٱلْآنَ آتِي عَلَى ذِكْرِهِمْ أَيْضًا بَاكِيًا،‏ يَسِيرُونَ كَأَعْدَاءٍ لِخَشَبَةِ آلَامِ ٱلْمَسِيحِ،‏ وَنِهَايَتُهُمُ ٱلْهَلَاكُ،‏ وَإِلٰهُهُمْ بَطْنُهُمْ،‏ ‏.‏ .‏ .‏ وَفِكْرُهُمْ مُنْصَرِفٌ إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏في ٣:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ فكَيْفَ يَصِيرُ ٱلْبَطْنُ إِلهًا؟‏

١٢ يَبْدُو أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ عَرَفَهُمْ بُولُسُ تَمَلَّكَتْهُمُ الرَّغْبَةُ فِي إِطْلَاقِ ٱلْعِنَانِ لِلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ بِحَيْثُ صَارَتْ أَهَمَّ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه مَعَ بُولُسَ.‏ فَرُبَّمَا أَخَذَ ٱلْبَعْضُ يُسْرِفُونَ حَرْفِيًّا فِي ٱلْأَكْلِ وَٱلشُّرْبِ إِلَى حَدِّ ٱلشَّرَاهَةِ وَٱلسُّكْرِ.‏ (‏ام ٢٣:‏٢٠،‏ ٢١‏؛‏ قَارِنْ تثنية ٢١:‏١٨-‏٢١‏.‏)‏ وَرُبَّمَا ٱخْتَارَ آخَرُونَ ٱلِٱسْتِفَادَةَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مِمَّا يُقَدِّمُهُ ٱلْعَالَمُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ وَهذَا مَا أَلْهَاهُمْ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ فَلَا نَسْمَحْ أَبَدًا لِلرَّغْبَةِ فِي ٱلْعَيْشِ حَيَاةَ رَخَاءٍ بِأَنْ تَجْعَلَنَا نَتَبَاطَأُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ.‏ —‏ كو ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

١٣ (‏أ)‏ مَا هُوَ ٱلطَّمَعُ،‏ وَكَيْفَ وَصَفَهُ بُولُسُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلطَّمَعَ؟‏

١٣ كَمَا أَتَى بُولُسُ عَلَى ذِكْرِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ فِي سِيَاقٍ آخَرَ.‏ فَقَدْ كَتَبَ:‏ «أَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَ جَسَدِكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ،‏ ٱلنَّجَاسَةِ،‏ ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ،‏ ٱلِٱشْتِهَاءِ ٱلْمُؤْذِي،‏ وَٱلطَّمَعِ ٱلَّذِي هُوَ صَنَمِيَّةٌ».‏ ‏(‏كو ٣:‏٥‏)‏ اَلطَّمَعُ هُوَ ٱلرَّغْبَةُ ٱلشَّدِيدَةُ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى مَا لَا نَمْلِكُهُ.‏ وَعَادَةً يَطْمَعُ ٱلْإِنْسَانُ فِي أَشْيَاءَ مَادِّيَّةٍ،‏ لكِنَّ ٱلطَّمَعَ قَدْ يَشْمُلُ أَيْضًا ٱلرَّغْبَةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ ٱلْمُحَرَّمَةَ.‏ (‏خر ٢٠:‏١٧‏)‏ أَوَلَا يَلْفِتُ نَظَرَكَ أَنْ يُقَالَ عَنِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلطَّمَّاعَةِ إِنَّهَا تُعَادِلُ ٱلصَّنَمِيَّةَ،‏ أَيْ عِبَادَةَ إِلهٍ بَاطِلٍ؟‏!‏ وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ وَصْفًا قَوِيًّا لِيُظْهِرَ مَدَى أَهَمِّيَّةِ ضَبْطِ هذِهِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ بِأَيِّ ثَمَنٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ مرقس ٩:‏٤٧؛‏ ١ يو ٢:‏١٦‏.‏

اِحْذَرِ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ أَيُّ كَلَامٍ «لَا نَفْعَ مِنْهُ» أَعْثَرَ كَثِيرِينَ فِي أَيَّامِ إِرْمِيَا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا كَانَتْ كَلِمَاتُ مُوسَى نَفِيسَةً؟‏

١٤ يُمْكِنُ أَنْ تَشْتَمِلَ ٱلتَّفَاهَاتُ عَلَى ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ.‏ مَثَلًا،‏ قَالَ يَهْوَه لِإِرْمِيَا:‏ «بِٱلْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ ٱلْأَنْبِيَاءُ بِٱسْمِي.‏ لَمْ أُرْسِلْهُمْ،‏ وَلَا أَمَرْتُهُمْ وَلَا كَلَّمْتُهُمْ.‏ فَإِنَّمَا هُمْ بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَمَا لَا نَفْعَ مِنْهُ وَبِٱحْتِيَالِ قَلْبِهِمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ».‏ (‏ار ١٤:‏١٤‏)‏ لَقَدْ زَعَمَ هؤُلَاءِ ٱلْأَنْبِيَاءُ ٱلْكَذَبَةُ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِٱسْمِ يَهْوَه،‏ لَكِنَّهُمْ كَانُوا يَنْشُرُونَ أَفْكَارَهُمْ وَحِكْمَتَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ.‏ لِذَا كَانَ كَلَامُهُمْ تَافِهًا «لَا نَفْعَ مِنْهُ».‏ فَقَدْ شَكَّلَ خَطَرًا رُوحِيًّا كَبِيرًا عَلَى شَعْبِ ٱللهِ.‏ وَكَثِيرُونَ مِمَّنِ ٱسْتَمَعُوا لِهذَا ٱلْكَلَامِ ٱلْعَدِيمِ ٱلنَّفْعِ مَاتُوا مِيتَةً مُبَكِّرَةً عَلَى يَدِ ٱلْجُنُودِ ٱلْبَابِلِيِّينَ فِي سَنَةِ ٦٠٧ ق‌م.‏

١٥ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ قَالَ مُوسَى لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «وَجِّهُوا قُلُوبَكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي أُحَذِّرُكُمْ بِهَا ٱلْيَوْمَ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ كَلَامًا فَارِغًا لَكُمْ،‏ بَلْ هِيَ حَيَاتُكُمْ،‏ وَبِهٰذَا ٱلْكَلَامِ تُطِيلُونَ أَيَّامَكُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ ٱلْأُرْدُنَّ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا».‏ (‏تث ٣٢:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ نَعَمْ،‏ كَانَتْ كَلِمَاتُ مُوسَى مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللهِ.‏ لِذَا لَمْ تَكُنْ كَلَامًا فَارِغًا بَلْ نَفِيسًا،‏ كَلَامًا مُهِمًّا جِدًّا لِخَيْرِ ٱلْأُمَّةِ.‏ وَٱلَّذِينَ ٱسْتَمَعُوا لَهُ عَاشُوا حَيَاةً مَدِيدَةً مُزْدَهِرَةً.‏ فَلْنَنْبِذْ دَائِمًا ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ وَنَتَمَسَّكْ بِكَلَامِ ٱلْحَقِّ ٱلنَّفِيسِ.‏

١٦ كَيْفَ نَنْظُرُ إِلَى أَقْوَالِ ٱلْعُلَمَاءِ ٱلَّتِي تُنَاقِضُ كَلِمَةَ ٱللهِ؟‏

١٦ وَهَلْ تَتَرَدَّدُ عَلَى مَسَامِعِنَا ٱلْيَوْمَ تَفَاهَاتٌ لَا نَفْعَ مِنْهَا؟‏ نَعَمْ.‏ مَثَلًا،‏ يَقُولُ بَعْضُ ٱلْعُلَمَاءِ إِنَّ نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ وَٱلِٱكْتِشَافَاتِ ٱلْعِلْمِيَّةَ فِي مَجَالَاتٍ أُخْرَى تُثْبِتُ أَنَّهُ لَمْ تَعُدْ هُنَاكَ حَاجَةٌ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِٱللهِ وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يُفَسَّرُ بِأَنَّهُ نَاجِمٌ عَنْ عَمَلِيَّاتٍ طَبِيعِيَّةٍ.‏ فَهَلْ يَجِبُ أَنْ تُثِيرَ فِينَا هذِهِ ٱلْأَقْوَالُ ٱلْمُتَغَطْرِسَةُ أَيَّةَ شُكُوكٍ؟‏ طَبْعًا لَا!‏ فَشَتَّانَ مَا بَيْنَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ وَٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ!‏ (‏١ كو ٢:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَحِينَ تَتَعَارَضُ ٱلتَّعَالِيمُ ٱلْبَشَرِيَّةُ مَعَ مَا يَكْشِفُهُ ٱللهُ،‏ فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلتَّعَالِيمَ ٱلْبَشَرِيَّةَ هِيَ دَائِمًا عَلَى خَطَإٍ.‏ (‏اِقْرَأْ روما ٣:‏٤‏.‏‏)‏ وَرَغْمَ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلَّذِي يُحْرِزُهُ ٱلْعِلْمُ فِي بَعْضِ ٱلْمَجَالَاتِ،‏ يَبْقَى تَقْيِيمُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ صَحِيحًا:‏ «حِكْمَةُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ حَمَاقَةٌ عِنْدَ ٱللهِ».‏ فَٱلتَّفْكِيرُ ٱلْبَشَرِيُّ بَاطِلٌ إِذَا مَا قُورِنَ بِحِكْمَةِ ٱللهِ ٱللَّامُتَنَاهِيَةِ.‏ —‏ ١ كو ٣:‏١٨-‏٢٠‏.‏

١٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَى كَلَامِ قَادَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَٱلْمُرْتَدِّينَ؟‏

١٧ وَٱلْمِثَالُ ٱلْآخَرُ لِلْكَلَامِ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ نَجِدُهُ لَدَى ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ فَهؤُلَاءِ يَزْعَمُونَ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِٱسْمِ ٱللهِ،‏ لكِنَّ مُعْظَمَ أَقْوَالِهِمْ غَيْرُ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ وَمَا يَقُولُونَهُ هُوَ فِي جَوْهَرِهِ تَفَاهَةٌ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمُرْتَدِّينَ يَتَكَلَّمُونَ بِٱلتَّفَاهَاتِ وَيَدَّعُونَ أَنَّ لَهُمْ حِكْمَةً تَفُوقُ حِكْمَةَ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ لكِنَّهُمْ لَا يُرَوِّجُونَ إِلَّا لِحِكْمَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ وَكَلِمَاتُهُمْ لَا نَفْعَ مِنْهَا بَلْ تُعْثِرُ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْهَا.‏ (‏لو ١٧:‏١،‏ ٢‏)‏ فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ضَلَالَهُمْ؟‏

كَيْفَ نَنْبِذُ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ

١٨ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْمَشُورَةَ فِي ١ يوحنا ٤:‏١‏؟‏

١٨ قَدَّمَ ٱلرَّسُولُ ٱلْمُسِنُّ يُوحَنَّا مَشُورَةً جَيِّدَةً فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ يوحنا ٤:‏١‏.‏‏)‏ وَعَلَى أَسَاسِ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ،‏ نُشَجِّعُ دَائِمًا مَنْ نَلْتَقِيهِمْ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ أَنْ يَمْتَحِنُوا مَا يَتَعَلَّمُونَهُ عَنْ طَرِيقِ مُقَارَنَتِهِ بِمَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ غَيْرَ أَنَّ هذِهِ ٱلْقَاعِدَةَ تُفِيدُنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ فَإِذَا بَلَغَتْ مَسَامِعَنَا أَقْوَالٌ تَنْتَقِدُ ٱلْحَقَّ أَوْ تُشَهِّرُ بِٱلْجَمَاعَةِ أَوِ ٱلشُّيُوخِ أَوْ أَيٍّ مِنْ إِخْوَتِنَا،‏ فَلَا نُصَدِّقُهَا بِشَكْلٍ أَعْمَى بَلْ نَتَسَاءَلُ:‏ «هَلِ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَنْشُرُ هذِهِ ٱلْقِصَّةَ يَتَصَرَّفُ بِحَسَبِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟‏ هَلْ هذِهِ ٱلْقِصَصُ أَوِ ٱلْمَزَاعِمُ تُسَاهِمُ فِي تَقَدُّمِ قَصْدِ يَهْوَه؟‏ وَهَلْ تُرَوِّجُ ٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏».‏ فَكُلُّ مَا نَسْمَعُهُ يُعْتَبَرُ تَفَاهَةً إِذَا كَانَ يَهْدِمُ أُخُوَّتَنَا بَدَلًا مِنْ أَنْ يَبْنِيَهَا.‏ —‏ ٢ كو ١٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

١٩ كَيْفَ يَحْرِصُ ٱلشُّيُوخُ أَنْ يَكُونَ كَلَامَهُمْ نَافِعًا؟‏

١٩ وَهُنَا يَتَعَلَّمُ ٱلشُّيُوخُ أَيْضًا دَرْسًا مُهِمًّا.‏ فَعِنْدَمَا تُطْلَبُ مِنْهُمْ مَشُورَةٌ،‏ يَتَذَكَّرُونَ حُدُودَهُمْ وَلَا يُبَادِرُونَ إِلَى تَقْدِيمِ مَشُورَةٍ تَسْتَنِدُ فَقَطْ إِلَى خِبْرَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ،‏ بَلْ يُشِيرُونَ دَائِمًا إِلَى مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ وَنَجِدُ فِي كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ قَاعِدَةً سَلِيمَةً يَحْسُنُ ٱتِّبَاعُهَا:‏ «لَا تَتَجَاوَزُوا مَا هُوَ مَكْتُوبٌ».‏ (‏١ كو ٤:‏٦‏)‏ فَٱلشُّيُوخُ لَا يَتَجَاوَزُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَكَذلِكَ لَا يَتَجَاوَزُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي مَطْبُوعَاتِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

٢٠ كَيْفَ نَلْقَى ٱلمُسَاعَدَةَ عَلَى نَبْذِ ٱلتَّفَاهَاتِ وَٱلْأُمُورِ ٱلْعَدِيمَةِ ٱلنَّفْعِ؟‏

٢٠ تُسَبِّبُ ٱلتَّفَاهَاتُ وَٱلْأُمُورُ ٱلْعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ —‏ سَوَاءٌ أَكَانَتْ «آلِهَةً» أَوْ كَلَامًا أَوْ أَيَّ شَيْءٍ آخَرَ —‏ أَذًى كَبِيرًا لَنَا.‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ نُصَلِّي دَوْمًا إِلَى يَهْوَه طَالِبِينَ مِنْهُ ٱلْمُسَاعَدَةَ عَلَى كَشْفِ هذِهِ ٱلْأُمُورِ عَلَى حَقِيقَتِهَا،‏ وَنَحْنُ نَلْتَمِسُ مِنْهُ ٱلْإِرْشَادَ لِنَعْرِفَ كَيْفَ نَنْبِذُهَا.‏ وَبِذلِكَ نَضُمُّ صَوْتَنَا إِلَى صَوْتِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلْبَاطِلِ.‏ فِي طَرِيقِكَ أَحْيِنِي».‏ (‏مز ١١٩:‏٣٧‏)‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَتَوَسَّعُ فِي مُنَاقَشَةِ أَهَمِّيَّةِ قُبُولِ إِرْشَادِ يَهْوَه.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• أَيَّةُ أُمُورٍ يَنْبَغِي أَنْ نَنْبِذَهَا هِيَ بِشَكْلٍ عَامٍّ تَفَاهَاتٌ وَعَدِيمَةُ ٱلنَّفْعِ؟‏

‏• كَيْفَ نَحُولُ دُونَ صَيْرُورَةِ ٱلْمَالِ إِلهًا لَنَا؟‏

‏• كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَحَوَّلَ ٱلرَّغَبَاتُ ٱلجَسَدِيَّةُ إِلَى صَنَمِيَّةٍ؟‏

‏• كَيْفَ نَنْبِذُ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي لَا نَفْعَ مِنْهُ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

جَرَى تَشْجِيعُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ ‹يَفْلَحُوا أَرْضَهُمْ› وَأَلَّا يَسْعَوْا فِي أَثَرِ ٱلتَّفَاهَاتِ

‏[الصورة في الصفحة ٥]‏

لَا تَسْمَحْ أَبَدًا لِلرَّغْبَةِ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ بِأَنْ تَجْعَلَكَ تَتَبَاطَأُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه

‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

يُمْكِنُ أَنْ يَأْتِيَ نَفْعٌ جَزِيلٌ مِنْ كَلَامِ ٱلشُّيُوخِ