الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

احرز تقدما روحيا باتباع مثال بولس

احرز تقدما روحيا باتباع مثال بولس

أَحْرِزْ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا بِٱتِّبَاعِ مِثَالِ بُولُسَ

‏«جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ،‏ أَنْهَيْتُ ٱلشَّوْطَ،‏ حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٧‏.‏

١،‏ ٢ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ صَنَعَهَا شَاوُلُ ٱلطَّرْسُوسِيُّ فِي حَيَاتِهِ،‏ وَمَا هُوَ ٱلْعَمَلُ ٱلْمُهِمُّ ٱلَّذِي شَرَعَ يَقُومُ بِهِ؟‏

كَانَ رَجُلًا حَازِمًا وَثَاقِبَ ٱلذِّهْنِ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ ‹سَلَكَ وَفْقَ شَهَوَاتِ جَسَدِهِ›.‏ (‏اف ٢:‏٣‏)‏ وَقَدْ وَصَفَ نَفْسَهُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ بِأَنَّهُ ‹مُجَدِّفٌ وَمُضْطَهِدٌ وَوَقِحٌ›.‏ (‏١ تي ١:‏١٣‏)‏ هذَا ٱلرَّجُلُ لَيْسَ سِوَى شَاوُلَ ٱلطَّرْسُوسِيِّ.‏

٢ صَنَعَ شَاوُلُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةً فِي حَيَاتِهِ.‏ فَهَجَرَ طُرُقَهُ ٱلسَّابِقَةَ وَعَمِلَ جَاهِدًا لِيَكُونَ ‹غَيْرَ طَالِبٍ مَنْفَعَةَ نَفْسِهِ،‏ بَلْ مَنْفَعَةَ ٱلْكَثِيرِينَ›.‏ (‏١ كو ١٠:‏٣٣‏)‏ كَمَا أَصْبَحَ مُتَرَفِّقًا وَحَنُونًا تِجَاهَ ٱلَّذِينَ وَقَعُوا سَابِقًا ضَحِيَّةَ أَعْمَالِهِ ٱلْعِدَائِيَّةِ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ تسالونيكي ٢:‏٧،‏ ٨‏.‏‏)‏ وَقَدْ ذَكَرَ فِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ أَنَّهُ ‹صَارَ خَادِمًا›،‏ وَأَرْدَفَ قَائِلًا:‏ «لِي،‏ أَنَا أَصْغَرَ أَصَاغِرِ ٱلْقِدِّيسِينَ جَمِيعًا،‏ أُعْطِيَتْ هٰذِهِ ٱلنِّعْمَةُ،‏ أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْأُمَمَ بِمَا لِلْمَسِيحِ مِنْ غِنًى لَا يُسْبَرُ غَوْرُهُ».‏ —‏ اف ٣:‏٧،‏ ٨‏.‏

٣ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا دَرْسُ رَسَائِلِ بُولُسَ وَٱلتَّأَمُّلُ فِي سِجِلِّ خِدْمَتِهِ؟‏

٣ لَقَدْ أَحْرَزَ شَاوُلُ،‏ ٱلْمَدْعُوُّ أَيْضًا بُولُسَ،‏ تَقَدُّمًا بَارِزًا فِي فَهْمِ ٱلْحَقِّ.‏ (‏اع ١٣:‏٩‏)‏ لِذلِكَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُسَرِّعَ تَقَدُّمَنَا ٱلرُّوحِيَّ،‏ فَثَمَّةَ طَرِيقَةٌ فَعَّالَةٌ لِبُلُوغِ هذَا ٱلْهَدَفِ:‏ دَرْسُ رَسَائِلِ بُولُسَ وَٱلتَّأَمُّلُ فِي سِجِلِّ خِدْمَتِهِ،‏ وَمِنْ ثُمَّ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِهِ فِي ٱلْإِيمَانِ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١١:‏١؛‏ عبرانيين ١٣:‏٧‏.‏‏)‏ فَلْنَرَ مَعًا كَيْفَ تَبْعَثُ فِينَا هذِهِ ٱلطَّرِيقَةُ حَافِزًا عَلَى تَطْوِيرِ رُوتِينٍ جَيِّدٍ لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ،‏ تَنْمِيَةِ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ لِلْآخَرِينَ،‏ وَٱمْتِلَاكِ نَظْرَةٍ لَائِقَةٍ إِلَى أَنْفُسِنَا.‏

حَافَظَ بُولُسُ عَلَى رُوتِينٍ جَيِّدٍ لِلدَّرْسِ

٤،‏ ٥ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ بُولُسُ مِنَ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ؟‏

٤ كَانَ بُولُسُ رَجُلًا فَرِّيسِيًّا تَثَقَّفَ ‹عِنْدَ قَدَمَيْ غَمَالَائِيلَ وَتَلَقَّى ٱلْإِرْشَادَ أَنْ يَحْفَظَ شَرِيعَةَ ٱلْأَسْلَافِ بِتَشَدُّدٍ›،‏ لِذَا كَانَ مُطَّلِعًا إِلَى حَدٍّ مَا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏اع ٢٢:‏١-‏٣؛‏ في ٣:‏٤-‏٦‏)‏ وَقَدْ نَشَدَ بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ مَكَانًا هَادِئًا لِلتَّأَمُّلِ فَذَهَبَ «إِلَى بِلَادِ ٱلْعَرَبِ»،‏ إِمَّا إِلَى ٱلصَّحْرَاءِ ٱلسُّورِيَّةِ أَوْ رُبَّمَا إِلَى مَكَانٍ آخَرَ فِي شِبْهِ ٱلْجَزِيرَةِ ٱلْعَرَبِيَّةِ.‏ (‏غل ١:‏١٧‏)‏ فَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ ٱحْتَاجَ بُولُسُ إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ مَلِيًّا فِي ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تُثْبِتُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا.‏ وَأَرَادَ أَيْضًا أَنْ يَسْتَعِدَّ لِلْعَمَلِ ٱلَّذِي كَانَ يَنْتَظِرُهُ.‏ (‏اِقْرَأْ اعمال ٩:‏١٥،‏ ١٦،‏ ٢٠،‏ ٢٢‏.‏‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ خَصَّصَ ٱلْوَقْتَ لِلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏

٥ وَبِوَاسِطَةِ هذَا ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ،‏ أَغْنَى بُولُسُ مَعْرِفَتَهُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱكْتَسَبَ بَصِيرَةً فِي كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ مَا مَكَّنَهُ مِنْ تَعْلِيمِ ٱلْحَقِّ بِفَعَّالِيَّةٍ.‏ فَحِينَ كَانَ فِي ٱلْمَجْمَعِ فِي أَنْطَاكِيَةَ بِبِيسِيدِيَةَ،‏ ذَكَرَ عَلَى ٱلْأَقَلِّ خَمْسَةَ ٱقْتِبَاسَاتٍ مُبَاشِرَةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ مُبَرْهِنًا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا.‏ وَأَشَارَ أَيْضًا إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً.‏ كَمَا ٱسْتَخْدَمَ حُجَجًا دَامِغَةً مُؤَسَّسَةً عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ دَفَعَتْ ‹كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَمِنَ ٱلْمُتَهَوِّدِينَ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ ٱللهَ إِلَى ٱتِّبَاعِهِ هُوَ وَبَرْنَابَا›،‏ رَغْبَةً مِنْهُمْ فِي تَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ.‏ (‏اع ١٣:‏١٤-‏٤٤‏)‏ وَعِنْدَمَا أَتَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلرُّومَانِيِّينَ إِلَى مَنْزِلِهِ بَعْدَ سَنَوَاتٍ،‏ شَرَحَ لَهُمُ ٱلْأُمُورَ «مُؤَدِّيًا شَهَادَةً كَامِلَةً عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ وَمُحَاجًّا لِإِقْنَاعِهِمْ بِشَأْنِ يَسُوعَ مِنْ شَرِيعَةِ مُوسَى وَٱلْأَنْبِيَاءِ».‏ —‏ اع ٢٨:‏١٧،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏.‏

٦ مَاذَا سَاعَدَ بُولُسَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى ثَبَاتِهِ ٱلرُّوحِيِّ أَثْنَاءَ ٱلشَّدَائِدِ؟‏

٦ وَاظَبَ بُولُسُ عَلَى فَحْصِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ مُسْتَمِدًّا ٱلْقُوَّةَ مِنْهَا حَتَّى حِينَ أَلَمَّتْ بِهِ ٱلشَّدَائِدُ.‏ (‏عب ٤:‏١٢‏)‏ فَأَثْنَاءَ سَجْنِهِ فِي رُومَا قَبْلَ أَنْ يُنَفَّذَ فِيهِ حُكْمُ ٱلْإِعْدَامِ،‏ طَلَبَ مِنْ تِيمُوثَاوُسَ أَنْ يُحْضِرَ لَهُ «ٱلْأَدْرَاجَ» وَ «ٱلرُّقُوقَ».‏ (‏٢ تي ٤:‏١٣‏)‏ وَهذِهِ كَانَتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَجْزَاءً مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ ٱسْتَخْدَمَهَا بُولُسُ فِي دَرْسِهِ ٱلْعَمِيقِ.‏ فَنَيْلُهُ ٱلْمَعْرِفَةَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مِنْ خِلَالِ مُحَافَظَتِهِ عَلَى رُوتِينٍ جَيِّدٍ لِلدَّرْسِ كَانَ عَامِلًا أَسَاسِيًّا لِبَقَائِهِ ثَابِتًا فِي ٱلْإِيمَانِ.‏

٧ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَاب ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ؟‏

٧ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُسَاعِدُنَا ٱلدَّرْسُ ٱلْمُنْتَظِمُ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمَقْرُونُ بِٱلتَّأَمُّلِ ٱلْهَادِفِ أَنْ نُحْرِزَ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا.‏ (‏عب ٥:‏١٢-‏١٤‏)‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ مُعَبِّرًا عَنِ ٱلْقِيمَةِ ٱلثَّمِينَةِ لِكَلِمَةِ ٱللهِ:‏ «شَرِيعَةُ فَمِكَ خَيْرٌ لِي مِنْ أُلُوفِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ.‏ وَصِيَّتُكَ تَجْعَلُنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي،‏ لِأَنَّهَا إِلَى ٱلدَّهْرِ لِي.‏ عَنْ كُلِّ سَبِيلِ شَرٍّ مَنَعْتُ قَدَمَيَّ،‏ لِكَيْ أَحْفَظَ كَلِمَتَكَ».‏ (‏مز ١١٩:‏٧٢،‏ ٩٨،‏ ١٠١‏)‏ فَهَلْ لَدَيْكَ دَرْسٌ شَخْصِيٌّ مُنْتَظِمٌ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ وَهَلْ تُعِدُّ نَفْسَكَ لِلتَّعْيِينَاتِ ٱلَّتِي قَدْ تَحْصُلُ عَلَيْهَا فِي خِدْمَةِ ٱللهِ بِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهِ؟‏

تَعَلَّمَ شَاوُلُ أَنْ يُحِبَّ ٱلنَّاسَ

٨ كَيْفَ عَامَلَ شَاوُلُ ٱلَّذِينَ لَا يَدِينُونَ بِٱلْيَهُودِيَّةِ؟‏

٨ كَانَ شَاوُلُ غَيُورًا عَلَى دِينِهِ قَبْلَمَا صَارَ مَسِيحِيًّا،‏ لكِنَّهُ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْتَنِقُونَ ٱلدِّيَانَةَ ٱلْيَهُودِيَّةَ.‏ (‏اع ٢٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ فَحِينَ رَجَمَ بَعْضُ ٱلْيَهُودِ إِسْتِفَانُوسَ،‏ رَاقَبَ شَاوُلُ ٱلْمَشْهَدَ مُبْدِيًا رِضَاهُ ٱلتَّامَّ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هذِهِ ٱلْحَادِثَةَ شَدَّدَتْ عَزِيمَتَهُ عَلَى ٱضْطِهَادِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ مُفْتَرِضًا رُبَّمَا أَنَّ إِسْتِفَانُوسَ ٱسْتَحَقَّ ٱلْمَوْتَ عِقَابًا لَهُ.‏ (‏اع ٦:‏٨-‏١٤؛‏ ٧:‏٥٤–‏٨:‏١‏)‏ فَٱلرِّوَايَةُ ٱلْمُلْهَمَةُ تَذْكُرُ أَنَّهُ «ٱبْتَدَأَ يَسْطُو عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَكَانَ يَدْخُلُ بَيْتًا بَعْدَ آخَرَ عَنْوَةً وَيَجُرُّ رِجَالًا وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى ٱلسِّجْنِ».‏ (‏اع ٨:‏٣‏)‏ كَمَا أَنَّهُ ‹ٱضْطَهَدَ [ٱلْمَسِيحِيِّينَ] حَتَّى فِي ٱلْمُدُنِ ٱلْأُخْرَى›.‏ —‏ اع ٢٦:‏١١‏.‏

٩ أَيَّةُ تَجْرِبَةٍ ٱخْتَبَرَهَا شَاوُلُ جَعَلَتْهُ يُعِيدُ ٱلنَّظَرَ فِي طَرِيقَةِ مُعَامَلَتِهِ لِلنَّاسِ؟‏

٩ وَلكِنْ أَثْنَاءَ رِحْلَتِهِ إِلَى دِمَشْقَ لِٱضْطِهَادِ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ هُنَاكَ،‏ تَرَاءَى لَهُ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ مُشِعًّا بِنُورٍ عَجَائِبِيٍّ سَلَبَهُ بَصَرَهُ وَتَرَكَهُ بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَلَمَّا ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَه حَنَانِيَّا لِيَرُدَّ لَهُ بَصَرَهُ،‏ كَانَ مَوْقِفُهُ مِنَ ٱلنَّاسِ قَدْ تَغَيَّرَ مَرَّةً وَإِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ (‏اع ٩:‏١-‏٣٠‏)‏ فَبَعْدَمَا أَصْبَحَ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ،‏ سَعَى جَاهِدًا إِلَى ٱلسَّيْرِ عَلَى خُطَى يَسُوعَ فِي مُعَامَلَةِ شَتَّى ٱلْبَشَرِ.‏ وَعَنَى ذلِكَ عَدَمَ ٱللُّجُوءِ إِلَى ٱلْعُنْفِ وَ ‹مُسَالَمَةَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›.‏ —‏ اِقْرَأْ روما ١٢:‏١٧-‏٢١‏.‏

١٠،‏ ١١ كَيْفَ أَعْرَبَ بُولُسُ عَنْ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ لِلنَّاسِ؟‏

١٠ لَمْ يَكْتَفِ بُولُسُ بِمُسَالَمَةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ بَلْ أَرَادَ أَيْضًا أَنْ يُظْهِرَ لَهُمْ مَحَبَّةً أَصِيلَةً.‏ وَهذَا مَا فَعَلَهُ مِنْ خِلَالِ خِدْمَتِهِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَأَثْنَاءَ رِحْلَتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ كَرَزَ بِٱلْبِشَارَةِ فِي آسْيَا ٱلصُّغْرَى.‏ وَٱنْكَبَّ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْحُلَمَاءِ أَنْ يَعْتَنِقُوا ٱلْمَسِيحِيَّةَ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلشَّرِسَةِ.‏ كَمَا زَارَ مُجَدَّدًا هُوَ وَبَرْنَابَا لِسْتَرَةَ وَإِيقُونِيَةَ رَغْمَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ هُنَاكَ حَاوَلُوا قَتْلَهُ.‏ —‏ اع ١٣:‏١-‏٣؛‏ ١٤:‏١-‏٧،‏ ١٩-‏٢٣‏.‏

١١ بَعْدَ ذلِكَ،‏ قَصَدَ بُولُسُ وَرُفَقَاؤُهُ مَدِينَةَ فِيلِبِّي فِي مَقْدُونِيَةَ بَحْثًا عَنِ ٱلرَّاغِبِينَ فِي تَعَلُّمِ ٱلْحَقِّ.‏ فَقَبِلَتِ ٱلْبِشَارَةَ هُنَاكَ مُتَهَوِّدَةٌ تُدْعَى لِيدِيَةَ وَصَارَتْ مَسِيحِيَّةً.‏ وَمَعَ أَنَّ مَأْمُورِي ٱلْإِدَارَةِ ٱلْمَدَنِيَّةِ ضَرَبُوا بُولُسَ وَسِيلَا بِٱلْعِصِيِّ وَأَلْقَوْهُمَا فِي ٱلسِّجْنِ،‏ كَرَزَ بُولُسُ لِلسَّجَّانِ فَٱعْتَمَدَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَصَارُوا عُبَّادًا لِيَهْوَه.‏ —‏ اع ١٦:‏١١-‏٣٤‏.‏

١٢ كَيْفَ تَحَوَّلَ شَاوُلُ ٱلْمُتَغَطْرِسُ إِلَى رَسُولٍ مُحِبٍّ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ؟‏

١٢ فَمَا ٱلَّذِي دَفَعَ ٱلْمُضْطَهِدَ ٱلشَّرِسَ شَاوُلَ إِلَى ٱعْتِنَاقِ دِينِ ضَحَايَاهُ؟‏ وَكَيْفَ تَحَوَّلَ ذلِكَ ٱلرَّجُلُ ٱلْمُتَغَطْرِسُ إِلَى رَسُولٍ لَطِيفٍ وَمُحِبٍّ كَانَ مُسْتَعِدًّا لِلتَّضْحِيَةِ بِحَيَاتِهِ فِي سَبِيلِ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلْآخَرُونَ ٱلْحَقَّ عَنِ ٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ؟‏ أَوْضَحَ بُولُسُ بِنَفْسِهِ ٱلسَّبَبَ قَائِلًا:‏ «اِسْتَحْسَنَ ٱللهُ،‏ ٱلَّذِي .‏ .‏ .‏ دَعَانِي بِنِعْمَتِهِ،‏ أَنْ يَكْشِفَ بِي ٱبْنَهُ».‏ (‏غل ١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ كَمَا كَتَبَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «نِلْتُ رَحْمَةً،‏ لِيُظْهِرَ ٱلْمَسِيحُ يَسُوعُ بِي،‏ أَنَا أَبْرَزَ ٱلْخُطَاةِ،‏ كُلَّ طُولِ أَنَاتِهِ نَمُوذَجًا لِلَّذِينَ يُؤَسِّسُونَ إِيمَانَهُمْ عَلَيْهِ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ (‏١ تي ١:‏١٦‏)‏ فَقَدْ أَسْبَغَ يَهْوَه عَلَى بُولُسَ نِعْمَةً وَرَحْمَةً بِمَنْحِهِ ٱلْغُفْرَانَ،‏ مَا حَمَلَهُ عَلَى إِعْلَانِ ٱلْبِشَارَةِ لِلْآخَرِينَ تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِهِ لَهُمْ.‏

١٣ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْآخَرِينَ،‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا فِعْلُ ذلِكَ؟‏

١٣ نَحْنُ أَيْضًا يَغْفِرُ لَنَا يَهْوَه خَطَايَانَا وَزَلَّاتِنَا.‏ (‏مز ١٠٣:‏٨-‏١٤‏)‏ سَأَلَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ:‏ «إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ ٱلْآثَامَ يَا يَاهُ،‏ يَا يَهْوَهُ،‏ فَمَنْ يَقِفُ؟‏».‏ (‏مز ١٣٠:‏٣‏)‏ فَلَوْلَا رَحْمَةُ ٱللهِ،‏ لَمَا ٱسْتَطَاعَ أَيٌّ مِنَّا أَنْ يُقَدِّمَ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً أَوْ يَتَطَلَّعَ إِلَى نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَتَمَتَّعُ جَمِيعًا بِغِنَى نِعْمَةِ ٱللهِ.‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي لَنَا،‏ عَلَى غِرَارِ بُولُسَ،‏ أَنْ نَمْتَلِكَ رَغْبَةً فِي إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ وَتَقْوِيَةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ —‏ اِقْرَأْ اعمال ١٤:‏٢١-‏٢٣‏.‏

١٤ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُوَسِّعَ خِدْمَتَنَا؟‏

١٤ أَرَادَ بُولُسُ أَيْضًا أَنْ يُحْرِزَ تَقَدُّمًا فِي عَمَلِهِ كَكَارِزٍ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ وَقَدْ مَسَّ مِثَالُ يَسُوعَ قَلْبَهُ.‏ فَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ مِنْ خِلَالِهَا ٱبْنُ ٱللهِ عَنْ مَحَبَّةٍ فَائِقَةٍ لِلنَّاسِ هِيَ إِعْلَانُ ٱلْبِشَارَةِ لَهُمْ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «إِنَّ ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ،‏ وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ.‏ فَتَوَسَّلُوا إِلَى سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا إِلَى حَصَادِهِ».‏ (‏مت ٩:‏٣٥-‏٣٨‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ بُولُسَ رَسَمَ مِثَالًا حِينَ كَانَ يُشَجِّعُ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ وَذلِكَ بِٱلصَّيْرُورَةِ عَامِلًا غَيُورًا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُحَسِّنَ نَوْعِيَّةَ خِدْمَتِكَ؟‏ أَوْ هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُخَصِّصَ وَقْتًا أَطْوَلَ لِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ أَوْ تُكَيِّفَ نَمَطَ حَيَاتِكَ لِتَكُونَ فَاتِحًا؟‏ فَلْنُعْرِبْ مَعًا عَنْ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ لِلنَّاسِ بِمُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى ‹ٱلتَّمَسُّكِ بِإِحْكَامٍ بِكَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ›.‏ —‏ في ٢:‏١٦‏.‏

نَظْرَةُ بُولُسَ إِلَى نَفْسِهِ

١٥ كَيْفَ نَظَرَ بُولُسُ إِلَى نَفْسِهِ وَإِلَى رُفَقَائِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

١٥ رَسَمَ لَنَا بُولُسُ مِثَالًا رَائِعًا بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى أَيْضًا.‏ فَمَعَ أَنَّهُ حَظِيَ بِٱمْتِيَازَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ كَانَ يَعِي جَيِّدًا أَنَّهُ لَمْ يَنَلْهَا عَنِ ٱسْتِحْقَاقٍ أَوْ جَدَارَةٍ.‏ فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّهَا تَعْبِيرٌ عَنْ نِعْمَةِ ٱللهِ تِجَاهَهُ،‏ وَعَرَفَ أَنَّ آخَرِينَ غَيْرَهُ هُمْ أَيْضًا خُدَّامٌ فَعَّالُونَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ وَهكَذَا ظَلَّ بُولُسُ مُتَوَاضِعَ ٱلنَّفْسِ رَغْمَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي تَوَلَّاهَا بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٥:‏٩-‏١١‏.‏

١٦ كَيْفَ أَعْرَبَ بُولُسُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلِٱحْتِشَامِ عِنْدَمَا نَشَأَتْ قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ؟‏

١٦ تَأَمَّلْ مَثَلًا كَيْفَ عَالَجَ بُولُسُ مُشْكِلَةً نَشَأَتْ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ.‏ فَقَدْ حَدَثَ جِدَالٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ هُنَاكَ حَوْلَ مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ.‏ (‏اع ١٤:‏٢٦–‏١٥:‏٢‏)‏ وَبِمَا أَنَّ تَعْيِينَ بُولُسَ ٱسْتَلْزَمَ تَوَلِّيَهُ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْكِرَازَةِ لِلْأُمَمِيِّينَ ٱلْغُلْفِ،‏ فَلَرُبَّمَا حَسِبَ نَفْسَهُ خَبِيرًا بِٱلتَّعَامُلِ مَعَ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ وَبِٱلتَّالِي مُؤَهَّلًا لِفَضِّ ٱلْخِلَافِ.‏ (‏اِقْرَأْ غلاطية ٢:‏٨،‏ ٩‏.‏‏)‏ وَلكِنْ حِينَ بَاءَتْ جُهُودُهُ بِٱلْفَشَلِ،‏ ٱتَّبَعَ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَٱحْتِشَامٍ ٱلتَّرْتِيبَاتِ ٱلَّتِي تَقْضِي بِرَفْعِ ٱلْمَسْأَلَةِ إِلَى ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ فِي أُورُشَلِيمَ لِلْبَتِّ فِيهَا.‏ وَأَعْرَبَ عَنْ أَقْصَى دَرَجَاتِ ٱلتَّعَاوُنِ حِينَ طَلَبَ مِنْهُ أَعْضَاءُ ٱلْهَيْئَةِ،‏ بَعْدَمَا أَصْغَوْا إِلَى ٱلْقَضِيَّةِ وَتَوَصَّلُوا إِلَى قَرَارٍ بِشَأْنِهَا،‏ أَنْ يَكُونَ أَحَدَ ٱلرُّسُلِ ٱلْمُكَلَّفِينَ بِنَقْلِ ٱلْقَرَارِ.‏ (‏اع ١٥:‏٢٢-‏٣١‏)‏ وَبِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ ‹أَخَذَ بُولُسُ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ› رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ —‏ رو ١٢:‏١٠ب‏.‏

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ أَيَّةُ مَشَاعِرَ أَكَنَّهَا بُولُسُ لِلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ عَنْ بُولُسَ مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي وَدَّعَهُ بِهَا شُيُوخُ أَفَسُسَ؟‏

١٧ وَصِفَةُ ٱلتَّوَاضُعِ هذِهِ جَعَلَتْ بُولُسَ قَرِيبًا مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي شَتَّى ٱلْجَمَاعَاتِ،‏ فَأَحَبَّهُمْ وَتَعَلَّقَ بِهِمْ.‏ فَفِي نِهَايَةِ رِسَالَتِهِ إِلِى أَهْلِ رُومَا،‏ بَعَثَ سَلَامَاتٍ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ شَخْصًا لَا يَرِدُ ذِكْرُ مُعْظَمِهِمْ فِي أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ وَقِلَّةٌ مِنْهُمْ كَانُوا يَتَوَلَّوْنَ مَسْؤُولِيَّاتٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ لَكِنَّهُمْ كَانُوا خُدَّامًا أَوْلِيَاءُ لِيَهْوَه،‏ فَأَحَبَّهُمْ بُولُسَ مِنْ صَمِيمِ قَلْبِهِ.‏ —‏ رو ١٦:‏١-‏١٦‏.‏

١٨ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ سَاهَمَ تَوَاضُعُ بُولُسَ وَطَبْعُهُ ٱلْوَدُودُ فِي بِنَاءِ ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ فَبَعْدَ آخِرِ ٱجْتِمَاعٍ لَهُ مَعَ شُيُوخِ أَفَسُسَ،‏ «وَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ وَقَبَّلُوهُ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ خُصُوصًا مِنَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا:‏ إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ بَعْدُ».‏ فَلَوْ كَانَ بُولُسُ رَجُلًا مُتَعَالِيًا وَعَدِيمَ ٱلْمُبَالَاةِ،‏ لَمَا وَدَّعَهُ ٱلشُّيُوخُ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ —‏ اع ٢٠:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

١٩ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ «ٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ» فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ رُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

١٩ يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ يَرْغَبُ فِي ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا أَنْ يُعْرِبَ عَنْ رُوحٍ مُتَوَاضِعَةٍ كَتِلْكَ ٱلَّتِي تَحَلَّى بِهَا بُولُسُ.‏ فَقَدْ حَضَّ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا ‹يَعْمَلُوا شَيْئًا عَنْ نَزْعَةٍ إِلَى ٱلْخِصَامِ أَوْ عَنْ عُجْبٍ،‏ بَلْ بِٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ أَنْ يَعْتَبِرُوا أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَهُمْ›.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْعَمَلُ بِمُقْتَضَى هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ؟‏ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ ٱلتَّعَاوُنُ مَعَ ٱلشُّيُوخِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ مُتَّبِعِينَ إِرْشَادَهُمْ وَمُؤَيِّدِينَ قَرَارَاتِهِمِ ٱلْقَضَائِيَّةَ.‏ (‏اِقْرَأْ عبرانيين ١٣:‏١٧‏.‏‏)‏ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْأُخْرَى هِيَ إِظْهَارُ ٱلِٱعْتِبَارِ ٱلرَّفِيعِ لِكُلِّ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ يُشَاطِرُونَنَا ٱلْإِيمَانَ.‏ فَجَمَاعَاتُ يَهْوَه تَضُمُّ فِي ٱلْغَالِبِ أَشْخَاصًا مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ ٱلْقَوْمِيَّةِ،‏ ٱلْحَضَارِيَّةِ،‏ ٱلْعِرْقِيَّةِ،‏ وَٱلْإِثْنِيَّةِ.‏ أَفَلَا يَجْدُرُ بِنَا أَن نَقْتَدِيَ بِبُولُسَ وَنُعَامِلَ ٱلْجَمِيعَ بِمَوَدَّةٍ وَعَدَمِ مُحَابَاةٍ؟‏!‏ (‏اع ١٧:‏٢٦؛‏ رو ١٢:‏١٠أ‏)‏ فَهُوَ يُشَجِّعُنَا قَائِلًا:‏ «رَحِّبُوا بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ،‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا رَحَّبَ بِنَا،‏ لِمَجْدِ ٱللهِ».‏ —‏ رو ١٥:‏٧‏.‏

‏‹اُرْكُضْ بِٱحْتِمَالٍ› فِي ٱلسِّبَاقِ مِنْ أَجْلِ ٱلْحَيَاةِ

٢٠،‏ ٢١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفُوزَ فِي ٱلسِّبَاقِ مِنْ أَجْلِ ٱلْحَيَاةِ؟‏

٢٠ تُشَبَّهُ حَيَاةُ ٱلْمَسِيحِيِّ بِسِبَاقٍ طَوِيلٍ لِلْعَدْوِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «أَنْهَيْتُ ٱلشَّوْطَ،‏ حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ.‏ وَمُنْذُ ٱلْآنَ مَحْفُوظٌ لِي تَاجُ ٱلْبِرِّ،‏ ٱلَّذِي يُكَافِئُنِي بِهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلرَّبُّ،‏ ٱلدَّيَّانُ ٱلْبَارُّ،‏ لَا إِيَّايَ فَقَطْ،‏ بَلْ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَشْتَاقُونَ إِلَى ٱسْتِعْلَانِهِ أَيْضًا».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

٢١ وَٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِ بُولُسَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفُوزَ فِي هذَا ٱلسِّبَاقِ مِنْ أَجْلِ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏عب ١٢:‏١‏)‏ فَلْنَسْتَمِرَّ إِذًا فِي إِحْرَازِ تَقَدُّمٍ رُوحِيٍّ مِنْ خِلَالِ تَطْوِيرِ رُوتِينٍ جَيِّدٍ لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ،‏ تَنْمِيَةِ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ لِلْآخَرِينَ،‏ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى مَوْقِفٍ مُتَوَاضِعٍ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• كَيْفَ ٱسْتَفَادَ بُولُسُ مِنَ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ ٱلْمُنْتَظِمِ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏

‏• لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُعْرِبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ عَنْ مَحَبَّةٍ عَمِيقَةٍ لِلنَّاسِ؟‏

‏• مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مُعَامَلَةِ ٱلْآخَرِينَ بِعَدَمِ مُحَابَاةٍ؟‏

‏• كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ بُولُسَ أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلشُّيُوخِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

اِسْتَمِدَّ ٱلْقُوَّةَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَمَثُّلًا بِبُولُسَ

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

أَعْرِبْ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ بِٱلْكِرَازَةِ لِلْآخَرِينَ

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

هَلْ تَعْرِفُ مَا ٱلَّذِي جَعَلَ بُولُسَ مَحْبُوبًا مِنْ إِخْوَتِهِ؟‏