احرز تقدما روحيا باتباع مثال بولس
أَحْرِزْ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا بِٱتِّبَاعِ مِثَالِ بُولُسَ
«جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَنْهَيْتُ ٱلشَّوْطَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ». — ٢ تي ٤:٧.
١، ٢ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ صَنَعَهَا شَاوُلُ ٱلطَّرْسُوسِيُّ فِي حَيَاتِهِ، وَمَا هُوَ ٱلْعَمَلُ ٱلْمُهِمُّ ٱلَّذِي شَرَعَ يَقُومُ بِهِ؟
كَانَ رَجُلًا حَازِمًا وَثَاقِبَ ٱلذِّهْنِ. غَيْرَ أَنَّهُ ‹سَلَكَ وَفْقَ شَهَوَاتِ جَسَدِهِ›. (اف ٢:٣) وَقَدْ وَصَفَ نَفْسَهُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ بِأَنَّهُ ‹مُجَدِّفٌ وَمُضْطَهِدٌ وَوَقِحٌ›. (١ تي ١:١٣) هذَا ٱلرَّجُلُ لَيْسَ سِوَى شَاوُلَ ٱلطَّرْسُوسِيِّ.
٢ صَنَعَ شَاوُلُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةً فِي حَيَاتِهِ. فَهَجَرَ طُرُقَهُ ٱلسَّابِقَةَ وَعَمِلَ جَاهِدًا لِيَكُونَ ‹غَيْرَ طَالِبٍ مَنْفَعَةَ نَفْسِهِ، بَلْ مَنْفَعَةَ ٱلْكَثِيرِينَ›. (١ كو ١٠:٣٣) كَمَا أَصْبَحَ مُتَرَفِّقًا وَحَنُونًا تِجَاهَ ٱلَّذِينَ وَقَعُوا سَابِقًا ضَحِيَّةَ أَعْمَالِهِ ٱلْعِدَائِيَّةِ. (اِقْرَأْ ١ تسالونيكي ٢:٧، ٨.) وَقَدْ ذَكَرَ فِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ أَنَّهُ ‹صَارَ خَادِمًا›، وَأَرْدَفَ قَائِلًا: «لِي، أَنَا أَصْغَرَ أَصَاغِرِ ٱلْقِدِّيسِينَ جَمِيعًا، أُعْطِيَتْ هٰذِهِ ٱلنِّعْمَةُ، أَنْ أُبَشِّرَ ٱلْأُمَمَ بِمَا لِلْمَسِيحِ مِنْ غِنًى لَا يُسْبَرُ غَوْرُهُ». — اف ٣:٧، ٨.
٣ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا دَرْسُ رَسَائِلِ بُولُسَ وَٱلتَّأَمُّلُ فِي سِجِلِّ خِدْمَتِهِ؟
٣ لَقَدْ أَحْرَزَ شَاوُلُ، ٱلْمَدْعُوُّ أَيْضًا بُولُسَ، تَقَدُّمًا بَارِزًا فِي اع ١٣:٩) لِذلِكَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُسَرِّعَ تَقَدُّمَنَا ٱلرُّوحِيَّ، فَثَمَّةَ طَرِيقَةٌ فَعَّالَةٌ لِبُلُوغِ هذَا ٱلْهَدَفِ: دَرْسُ رَسَائِلِ بُولُسَ وَٱلتَّأَمُّلُ فِي سِجِلِّ خِدْمَتِهِ، وَمِنْ ثُمَّ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِهِ فِي ٱلْإِيمَانِ. (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١١:١؛ عبرانيين ١٣:٧.) فَلْنَرَ مَعًا كَيْفَ تَبْعَثُ فِينَا هذِهِ ٱلطَّرِيقَةُ حَافِزًا عَلَى تَطْوِيرِ رُوتِينٍ جَيِّدٍ لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ، تَنْمِيَةِ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ لِلْآخَرِينَ، وَٱمْتِلَاكِ نَظْرَةٍ لَائِقَةٍ إِلَى أَنْفُسِنَا.
فَهْمِ ٱلْحَقِّ. (حَافَظَ بُولُسُ عَلَى رُوتِينٍ جَيِّدٍ لِلدَّرْسِ
٤، ٥ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ بُولُسُ مِنَ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ؟
٤ كَانَ بُولُسُ رَجُلًا فَرِّيسِيًّا تَثَقَّفَ ‹عِنْدَ قَدَمَيْ غَمَالَائِيلَ وَتَلَقَّى ٱلْإِرْشَادَ أَنْ يَحْفَظَ شَرِيعَةَ ٱلْأَسْلَافِ بِتَشَدُّدٍ›، لِذَا كَانَ مُطَّلِعًا إِلَى حَدٍّ مَا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (اع ٢٢:١-٣؛ في ٣:٤-٦) وَقَدْ نَشَدَ بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ مَكَانًا هَادِئًا لِلتَّأَمُّلِ فَذَهَبَ «إِلَى بِلَادِ ٱلْعَرَبِ»، إِمَّا إِلَى ٱلصَّحْرَاءِ ٱلسُّورِيَّةِ أَوْ رُبَّمَا إِلَى مَكَانٍ آخَرَ فِي شِبْهِ ٱلْجَزِيرَةِ ٱلْعَرَبِيَّةِ. (غل ١:١٧) فَعَلَى مَا يَبْدُو، ٱحْتَاجَ بُولُسُ إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ مَلِيًّا فِي ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تُثْبِتُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا. وَأَرَادَ أَيْضًا أَنْ يَسْتَعِدَّ لِلْعَمَلِ ٱلَّذِي كَانَ يَنْتَظِرُهُ. (اِقْرَأْ اعمال ٩:١٥، ١٦، ٢٠، ٢٢.) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ خَصَّصَ ٱلْوَقْتَ لِلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.
٥ وَبِوَاسِطَةِ هذَا ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ، أَغْنَى بُولُسُ مَعْرِفَتَهُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱكْتَسَبَ بَصِيرَةً فِي كَلِمَةِ ٱللهِ، مَا مَكَّنَهُ مِنْ تَعْلِيمِ ٱلْحَقِّ بِفَعَّالِيَّةٍ. فَحِينَ كَانَ فِي ٱلْمَجْمَعِ فِي أَنْطَاكِيَةَ بِبِيسِيدِيَةَ، ذَكَرَ عَلَى ٱلْأَقَلِّ خَمْسَةَ ٱقْتِبَاسَاتٍ مُبَاشِرَةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ مُبَرْهِنًا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا. وَأَشَارَ أَيْضًا إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً. كَمَا ٱسْتَخْدَمَ حُجَجًا دَامِغَةً مُؤَسَّسَةً عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ دَفَعَتْ ‹كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَمِنَ ٱلْمُتَهَوِّدِينَ ٱلَّذِينَ يَعْبُدُونَ ٱللهَ إِلَى ٱتِّبَاعِهِ هُوَ وَبَرْنَابَا›، رَغْبَةً مِنْهُمْ فِي تَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ. (اع ١٣:١٤-٤٤) وَعِنْدَمَا أَتَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلرُّومَانِيِّينَ إِلَى مَنْزِلِهِ بَعْدَ سَنَوَاتٍ، شَرَحَ لَهُمُ ٱلْأُمُورَ «مُؤَدِّيًا شَهَادَةً كَامِلَةً عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ، وَمُحَاجًّا لِإِقْنَاعِهِمْ بِشَأْنِ يَسُوعَ مِنْ شَرِيعَةِ مُوسَى وَٱلْأَنْبِيَاءِ». — اع ٢٨:١٧، ٢٢، ٢٣.
٦ مَاذَا سَاعَدَ بُولُسَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى ثَبَاتِهِ ٱلرُّوحِيِّ أَثْنَاءَ ٱلشَّدَائِدِ؟
٦ وَاظَبَ بُولُسُ عَلَى فَحْصِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ مُسْتَمِدًّا ٱلْقُوَّةَ مِنْهَا حَتَّى حِينَ أَلَمَّتْ بِهِ ٱلشَّدَائِدُ. (عب ٤:١٢) فَأَثْنَاءَ سَجْنِهِ فِي رُومَا قَبْلَ أَنْ يُنَفَّذَ فِيهِ حُكْمُ ٱلْإِعْدَامِ، طَلَبَ مِنْ تِيمُوثَاوُسَ أَنْ يُحْضِرَ لَهُ «ٱلْأَدْرَاجَ» وَ «ٱلرُّقُوقَ». (٢ تي ٤:١٣) وَهذِهِ كَانَتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَجْزَاءً مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ ٱسْتَخْدَمَهَا بُولُسُ فِي دَرْسِهِ ٱلْعَمِيقِ. فَنَيْلُهُ ٱلْمَعْرِفَةَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مِنْ خِلَالِ مُحَافَظَتِهِ عَلَى رُوتِينٍ جَيِّدٍ لِلدَّرْسِ كَانَ عَامِلًا أَسَاسِيًّا لِبَقَائِهِ ثَابِتًا فِي ٱلْإِيمَانِ.
٧ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَاب ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ؟
٧ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُسَاعِدُنَا ٱلدَّرْسُ ٱلْمُنْتَظِمُ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمَقْرُونُ بِٱلتَّأَمُّلِ ٱلْهَادِفِ أَنْ نُحْرِزَ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا. (عب ٥:١٢-١٤) رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ مُعَبِّرًا عَنِ ٱلْقِيمَةِ ٱلثَّمِينَةِ لِكَلِمَةِ ٱللهِ: «شَرِيعَةُ فَمِكَ خَيْرٌ لِي مِنْ أُلُوفِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ. وَصِيَّتُكَ تَجْعَلُنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي، لِأَنَّهَا إِلَى ٱلدَّهْرِ لِي. عَنْ كُلِّ سَبِيلِ شَرٍّ مَنَعْتُ قَدَمَيَّ، لِكَيْ أَحْفَظَ كَلِمَتَكَ». (مز ١١٩:٧٢، ٩٨، ١٠١) فَهَلْ لَدَيْكَ دَرْسٌ شَخْصِيٌّ مُنْتَظِمٌ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ وَهَلْ تُعِدُّ نَفْسَكَ لِلتَّعْيِينَاتِ ٱلَّتِي قَدْ تَحْصُلُ عَلَيْهَا فِي خِدْمَةِ ٱللهِ بِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهِ؟
تَعَلَّمَ شَاوُلُ أَنْ يُحِبَّ ٱلنَّاسَ
٨ كَيْفَ عَامَلَ شَاوُلُ ٱلَّذِينَ لَا يَدِينُونَ بِٱلْيَهُودِيَّةِ؟
٨ كَانَ شَاوُلُ غَيُورًا عَلَى دِينِهِ قَبْلَمَا صَارَ مَسِيحِيًّا، لكِنَّهُ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْتَنِقُونَ ٱلدِّيَانَةَ ٱلْيَهُودِيَّةَ. (اع ٢٦:٤، ٥) فَحِينَ رَجَمَ بَعْضُ ٱلْيَهُودِ إِسْتِفَانُوسَ، رَاقَبَ شَاوُلُ ٱلْمَشْهَدَ مُبْدِيًا رِضَاهُ ٱلتَّامَّ. وَلَا بُدَّ أَنَّ هذِهِ ٱلْحَادِثَةَ شَدَّدَتْ عَزِيمَتَهُ عَلَى ٱضْطِهَادِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، مُفْتَرِضًا رُبَّمَا أَنَّ إِسْتِفَانُوسَ ٱسْتَحَقَّ ٱلْمَوْتَ عِقَابًا لَهُ. (اع ٦:٨-١٤؛ ٧:٥٤–٨:١) فَٱلرِّوَايَةُ ٱلْمُلْهَمَةُ تَذْكُرُ أَنَّهُ «ٱبْتَدَأَ يَسْطُو عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ. وَكَانَ يَدْخُلُ بَيْتًا بَعْدَ آخَرَ عَنْوَةً وَيَجُرُّ رِجَالًا وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى ٱلسِّجْنِ». (اع ٨:٣) كَمَا أَنَّهُ ‹ٱضْطَهَدَ [ٱلْمَسِيحِيِّينَ] حَتَّى فِي ٱلْمُدُنِ ٱلْأُخْرَى›. — اع ٢٦:١١.
٩ أَيَّةُ تَجْرِبَةٍ ٱخْتَبَرَهَا شَاوُلُ جَعَلَتْهُ يُعِيدُ ٱلنَّظَرَ فِي طَرِيقَةِ مُعَامَلَتِهِ لِلنَّاسِ؟
٩ وَلكِنْ أَثْنَاءَ رِحْلَتِهِ إِلَى دِمَشْقَ لِٱضْطِهَادِ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ هُنَاكَ، تَرَاءَى لَهُ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ مُشِعًّا بِنُورٍ عَجَائِبِيٍّ سَلَبَهُ بَصَرَهُ وَتَرَكَهُ بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ. وَلَمَّا ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَه حَنَانِيَّا لِيَرُدَّ لَهُ بَصَرَهُ، كَانَ مَوْقِفُهُ مِنَ ٱلنَّاسِ قَدْ تَغَيَّرَ مَرَّةً وَإِلَى ٱلْأَبَدِ. (اع ٩:١-٣٠) فَبَعْدَمَا أَصْبَحَ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ، سَعَى جَاهِدًا إِلَى ٱلسَّيْرِ عَلَى خُطَى يَسُوعَ فِي مُعَامَلَةِ شَتَّى ٱلْبَشَرِ. وَعَنَى ذلِكَ عَدَمَ ٱللُّجُوءِ إِلَى ٱلْعُنْفِ وَ ‹مُسَالَمَةَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›. — اِقْرَأْ روما ١٢:١٧-٢١.
١٠، ١١ كَيْفَ أَعْرَبَ بُولُسُ عَنْ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ لِلنَّاسِ؟
١٠ لَمْ يَكْتَفِ بُولُسُ بِمُسَالَمَةِ ٱلْآخَرِينَ، بَلْ أَرَادَ أَيْضًا أَنْ يُظْهِرَ لَهُمْ مَحَبَّةً أَصِيلَةً. وَهذَا مَا فَعَلَهُ مِنْ خِلَالِ خِدْمَتِهِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَأَثْنَاءَ رِحْلَتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلْأُولَى، كَرَزَ بِٱلْبِشَارَةِ فِي آسْيَا ٱلصُّغْرَى. وَٱنْكَبَّ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْحُلَمَاءِ أَنْ يَعْتَنِقُوا ٱلْمَسِيحِيَّةَ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلشَّرِسَةِ. كَمَا زَارَ مُجَدَّدًا هُوَ وَبَرْنَابَا لِسْتَرَةَ وَإِيقُونِيَةَ رَغْمَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ هُنَاكَ حَاوَلُوا قَتْلَهُ. — اع ١٣:١-٣؛ ١٤:١-٧، ١٩-٢٣.
١١ بَعْدَ ذلِكَ، قَصَدَ بُولُسُ وَرُفَقَاؤُهُ مَدِينَةَ فِيلِبِّي فِي مَقْدُونِيَةَ بَحْثًا عَنِ ٱلرَّاغِبِينَ فِي تَعَلُّمِ ٱلْحَقِّ. فَقَبِلَتِ ٱلْبِشَارَةَ هُنَاكَ مُتَهَوِّدَةٌ تُدْعَى لِيدِيَةَ وَصَارَتْ مَسِيحِيَّةً. وَمَعَ أَنَّ مَأْمُورِي ٱلْإِدَارَةِ ٱلْمَدَنِيَّةِ ضَرَبُوا بُولُسَ وَسِيلَا بِٱلْعِصِيِّ وَأَلْقَوْهُمَا فِي ٱلسِّجْنِ، كَرَزَ بُولُسُ لِلسَّجَّانِ فَٱعْتَمَدَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَصَارُوا عُبَّادًا لِيَهْوَه. — اع ١٦:١١-٣٤.
١٢ كَيْفَ تَحَوَّلَ شَاوُلُ ٱلْمُتَغَطْرِسُ إِلَى رَسُولٍ مُحِبٍّ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ؟
١٢ فَمَا ٱلَّذِي دَفَعَ ٱلْمُضْطَهِدَ ٱلشَّرِسَ شَاوُلَ إِلَى ٱعْتِنَاقِ دِينِ ضَحَايَاهُ؟ وَكَيْفَ تَحَوَّلَ ذلِكَ ٱلرَّجُلُ ٱلْمُتَغَطْرِسُ إِلَى رَسُولٍ لَطِيفٍ وَمُحِبٍّ كَانَ مُسْتَعِدًّا لِلتَّضْحِيَةِ بِحَيَاتِهِ فِي سَبِيلِ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلْآخَرُونَ ٱلْحَقَّ عَنِ ٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ؟ أَوْضَحَ بُولُسُ بِنَفْسِهِ ٱلسَّبَبَ قَائِلًا: «اِسْتَحْسَنَ ٱللهُ، ٱلَّذِي . . . دَعَانِي بِنِعْمَتِهِ، أَنْ يَكْشِفَ بِي ٱبْنَهُ». (غل ١:١٥، ١٦) كَمَا كَتَبَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةَ: «نِلْتُ رَحْمَةً، لِيُظْهِرَ ٱلْمَسِيحُ يَسُوعُ بِي، أَنَا أَبْرَزَ ٱلْخُطَاةِ، كُلَّ طُولِ أَنَاتِهِ نَمُوذَجًا لِلَّذِينَ يُؤَسِّسُونَ إِيمَانَهُمْ عَلَيْهِ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». (١ تي ١:١٦) فَقَدْ أَسْبَغَ يَهْوَه عَلَى بُولُسَ نِعْمَةً وَرَحْمَةً بِمَنْحِهِ ٱلْغُفْرَانَ، مَا حَمَلَهُ عَلَى إِعْلَانِ ٱلْبِشَارَةِ لِلْآخَرِينَ تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِهِ لَهُمْ.
١٣ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْآخَرِينَ، وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا فِعْلُ ذلِكَ؟
١٣ نَحْنُ أَيْضًا يَغْفِرُ لَنَا يَهْوَه خَطَايَانَا وَزَلَّاتِنَا. (مز ١٠٣:) سَأَلَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ: «إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ ٱلْآثَامَ يَا يَاهُ، يَا يَهْوَهُ، فَمَنْ يَقِفُ؟». ( ٨-١٤مز ١٣٠:٣) فَلَوْلَا رَحْمَةُ ٱللهِ، لَمَا ٱسْتَطَاعَ أَيٌّ مِنَّا أَنْ يُقَدِّمَ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً أَوْ يَتَطَلَّعَ إِلَى نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. كَمَا أَنَّنَا نَتَمَتَّعُ جَمِيعًا بِغِنَى نِعْمَةِ ٱللهِ. لِذلِكَ يَنْبَغِي لَنَا، عَلَى غِرَارِ بُولُسَ، أَنْ نَمْتَلِكَ رَغْبَةً فِي إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ وَتَقْوِيَةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ. — اِقْرَأْ اعمال ١٤:٢١-٢٣.
١٤ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُوَسِّعَ خِدْمَتَنَا؟
١٤ أَرَادَ بُولُسُ أَيْضًا أَنْ يُحْرِزَ تَقَدُّمًا فِي عَمَلِهِ كَكَارِزٍ بِٱلْبِشَارَةِ، وَقَدْ مَسَّ مِثَالُ يَسُوعَ قَلْبَهُ. فَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ مِنْ خِلَالِهَا ٱبْنُ ٱللهِ عَنْ مَحَبَّةٍ فَائِقَةٍ لِلنَّاسِ هِيَ إِعْلَانُ ٱلْبِشَارَةِ لَهُمْ. قَالَ يَسُوعُ: «إِنَّ ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلٰكِنَّ ٱلْعُمَّالَ قَلِيلُونَ. فَتَوَسَّلُوا إِلَى سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ عُمَّالًا إِلَى حَصَادِهِ». (مت ٩:٣٥-٣٨) وَلَا بُدَّ أَنَّ بُولُسَ رَسَمَ مِثَالًا حِينَ كَانَ يُشَجِّعُ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ، وَذلِكَ بِٱلصَّيْرُورَةِ عَامِلًا غَيُورًا فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَمَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُحَسِّنَ نَوْعِيَّةَ خِدْمَتِكَ؟ أَوْ هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُخَصِّصَ وَقْتًا أَطْوَلَ لِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ، أَوْ تُكَيِّفَ نَمَطَ حَيَاتِكَ لِتَكُونَ فَاتِحًا؟ فَلْنُعْرِبْ مَعًا عَنْ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ لِلنَّاسِ بِمُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى ‹ٱلتَّمَسُّكِ بِإِحْكَامٍ بِكَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ›. — في ٢:١٦.
نَظْرَةُ بُولُسَ إِلَى نَفْسِهِ
١٥ كَيْفَ نَظَرَ بُولُسُ إِلَى نَفْسِهِ وَإِلَى رُفَقَائِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
١٥ رَسَمَ لَنَا بُولُسُ مِثَالًا رَائِعًا بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى أَيْضًا. فَمَعَ أَنَّهُ حَظِيَ بِٱمْتِيَازَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، كَانَ يَعِي جَيِّدًا أَنَّهُ لَمْ يَنَلْهَا عَنِ ٱسْتِحْقَاقٍ أَوْ جَدَارَةٍ. فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّهَا تَعْبِيرٌ عَنْ نِعْمَةِ ٱللهِ تِجَاهَهُ، وَعَرَفَ أَنَّ آخَرِينَ غَيْرَهُ هُمْ أَيْضًا خُدَّامٌ فَعَّالُونَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ. وَهكَذَا ظَلَّ بُولُسُ مُتَوَاضِعَ ٱلنَّفْسِ رَغْمَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي تَوَلَّاهَا بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ. — اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٥:٩-١١.
١٦ كَيْفَ أَعْرَبَ بُولُسُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلِٱحْتِشَامِ عِنْدَمَا نَشَأَتْ قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ؟
١٦ تَأَمَّلْ مَثَلًا كَيْفَ عَالَجَ بُولُسُ مُشْكِلَةً نَشَأَتْ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ. فَقَدْ حَدَثَ جِدَالٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ هُنَاكَ حَوْلَ مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ. (اع ١٤:٢٦–١٥:٢) وَبِمَا أَنَّ تَعْيِينَ بُولُسَ ٱسْتَلْزَمَ تَوَلِّيَهُ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْكِرَازَةِ لِلْأُمَمِيِّينَ ٱلْغُلْفِ، فَلَرُبَّمَا حَسِبَ نَفْسَهُ خَبِيرًا بِٱلتَّعَامُلِ مَعَ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ وَبِٱلتَّالِي مُؤَهَّلًا لِفَضِّ ٱلْخِلَافِ. (اِقْرَأْ غلاطية ٢:٨، ٩.) وَلكِنْ حِينَ بَاءَتْ جُهُودُهُ بِٱلْفَشَلِ، ٱتَّبَعَ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَٱحْتِشَامٍ ٱلتَّرْتِيبَاتِ ٱلَّتِي تَقْضِي بِرَفْعِ ٱلْمَسْأَلَةِ إِلَى ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ فِي أُورُشَلِيمَ لِلْبَتِّ فِيهَا. وَأَعْرَبَ عَنْ أَقْصَى دَرَجَاتِ ٱلتَّعَاوُنِ حِينَ طَلَبَ مِنْهُ أَعْضَاءُ ٱلْهَيْئَةِ، بَعْدَمَا أَصْغَوْا إِلَى ٱلْقَضِيَّةِ وَتَوَصَّلُوا إِلَى قَرَارٍ بِشَأْنِهَا، أَنْ يَكُونَ أَحَدَ ٱلرُّسُلِ ٱلْمُكَلَّفِينَ بِنَقْلِ ٱلْقَرَارِ. (اع ١٥:٢٢-٣١) وَبِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ ‹أَخَذَ بُولُسُ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ› رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. — رو ١٢:١٠ب.
١٧، ١٨ (أ) أَيَّةُ مَشَاعِرَ أَكَنَّهَا بُولُسُ لِلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ؟ (ب) مَاذَا نَسْتَنْتِجُ عَنْ بُولُسَ مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي وَدَّعَهُ بِهَا شُيُوخُ أَفَسُسَ؟
١٧ وَصِفَةُ ٱلتَّوَاضُعِ هذِهِ جَعَلَتْ بُولُسَ قَرِيبًا مِنَ ٱلْإِخْوَةِ رو ١٦:١-١٦.
وَٱلْأَخَوَاتِ فِي شَتَّى ٱلْجَمَاعَاتِ، فَأَحَبَّهُمْ وَتَعَلَّقَ بِهِمْ. فَفِي نِهَايَةِ رِسَالَتِهِ إِلِى أَهْلِ رُومَا، بَعَثَ سَلَامَاتٍ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ شَخْصًا لَا يَرِدُ ذِكْرُ مُعْظَمِهِمْ فِي أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَقِلَّةٌ مِنْهُمْ كَانُوا يَتَوَلَّوْنَ مَسْؤُولِيَّاتٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. لَكِنَّهُمْ كَانُوا خُدَّامًا أَوْلِيَاءُ لِيَهْوَه، فَأَحَبَّهُمْ بُولُسَ مِنْ صَمِيمِ قَلْبِهِ. —١٨ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، سَاهَمَ تَوَاضُعُ بُولُسَ وَطَبْعُهُ ٱلْوَدُودُ فِي بِنَاءِ ٱلْجَمَاعَاتِ. فَبَعْدَ آخِرِ ٱجْتِمَاعٍ لَهُ مَعَ شُيُوخِ أَفَسُسَ، «وَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ وَقَبَّلُوهُ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ خُصُوصًا مِنَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ بَعْدُ». فَلَوْ كَانَ بُولُسُ رَجُلًا مُتَعَالِيًا وَعَدِيمَ ٱلْمُبَالَاةِ، لَمَا وَدَّعَهُ ٱلشُّيُوخُ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. — اع ٢٠:٣٧، ٣٨.
١٩ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ «ٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ» فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ رُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
١٩ يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ يَرْغَبُ فِي ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا أَنْ يُعْرِبَ عَنْ رُوحٍ مُتَوَاضِعَةٍ كَتِلْكَ ٱلَّتِي تَحَلَّى بِهَا بُولُسُ. فَقَدْ حَضَّ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا ‹يَعْمَلُوا شَيْئًا عَنْ نَزْعَةٍ إِلَى ٱلْخِصَامِ أَوْ عَنْ عُجْبٍ، بَلْ بِٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ أَنْ يَعْتَبِرُوا أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَهُمْ›. (في ٢:٣) فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْعَمَلُ بِمُقْتَضَى هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ؟ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ ٱلتَّعَاوُنُ مَعَ ٱلشُّيُوخِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، مُتَّبِعِينَ إِرْشَادَهُمْ وَمُؤَيِّدِينَ قَرَارَاتِهِمِ ٱلْقَضَائِيَّةَ. (اِقْرَأْ عبرانيين ١٣:١٧.) وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْأُخْرَى هِيَ إِظْهَارُ ٱلِٱعْتِبَارِ ٱلرَّفِيعِ لِكُلِّ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ يُشَاطِرُونَنَا ٱلْإِيمَانَ. فَجَمَاعَاتُ يَهْوَه تَضُمُّ فِي ٱلْغَالِبِ أَشْخَاصًا مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ ٱلْقَوْمِيَّةِ، ٱلْحَضَارِيَّةِ، ٱلْعِرْقِيَّةِ، وَٱلْإِثْنِيَّةِ. أَفَلَا يَجْدُرُ بِنَا أَن نَقْتَدِيَ بِبُولُسَ وَنُعَامِلَ ٱلْجَمِيعَ بِمَوَدَّةٍ وَعَدَمِ مُحَابَاةٍ؟! (اع ١٧:٢٦؛ رو ١٢:١٠أ) فَهُوَ يُشَجِّعُنَا قَائِلًا: «رَحِّبُوا بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ، كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا رَحَّبَ بِنَا، لِمَجْدِ ٱللهِ». — رو ١٥:٧.
‹اُرْكُضْ بِٱحْتِمَالٍ› فِي ٱلسِّبَاقِ مِنْ أَجْلِ ٱلْحَيَاةِ
٢٠، ٢١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفُوزَ فِي ٱلسِّبَاقِ مِنْ أَجْلِ ٱلْحَيَاةِ؟
٢٠ تُشَبَّهُ حَيَاةُ ٱلْمَسِيحِيِّ بِسِبَاقٍ طَوِيلٍ لِلْعَدْوِ. كَتَبَ بُولُسُ: «أَنْهَيْتُ ٱلشَّوْطَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ. وَمُنْذُ ٱلْآنَ مَحْفُوظٌ لِي تَاجُ ٱلْبِرِّ، ٱلَّذِي يُكَافِئُنِي بِهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلرَّبُّ، ٱلدَّيَّانُ ٱلْبَارُّ، لَا إِيَّايَ فَقَطْ، بَلْ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَشْتَاقُونَ إِلَى ٱسْتِعْلَانِهِ أَيْضًا». — ٢ تي ٤:٧، ٨.
٢١ وَٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِ بُولُسَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفُوزَ فِي هذَا ٱلسِّبَاقِ مِنْ أَجْلِ نَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (عب ١٢:١) فَلْنَسْتَمِرَّ إِذًا فِي إِحْرَازِ تَقَدُّمٍ رُوحِيٍّ مِنْ خِلَالِ تَطْوِيرِ رُوتِينٍ جَيِّدٍ لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ، تَنْمِيَةِ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ لِلْآخَرِينَ، وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى مَوْقِفٍ مُتَوَاضِعٍ.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• كَيْفَ ٱسْتَفَادَ بُولُسُ مِنَ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ ٱلْمُنْتَظِمِ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟
• لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُعْرِبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ عَنْ مَحَبَّةٍ عَمِيقَةٍ لِلنَّاسِ؟
• مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مُعَامَلَةِ ٱلْآخَرِينَ بِعَدَمِ مُحَابَاةٍ؟
• كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ بُولُسَ أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلشُّيُوخِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٣]
اِسْتَمِدَّ ٱلْقُوَّةَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَمَثُّلًا بِبُولُسَ
[الصورة في الصفحة ٢٤]
أَعْرِبْ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ بِٱلْكِرَازَةِ لِلْآخَرِينَ
[الصورة في الصفحة ٢٥]
هَلْ تَعْرِفُ مَا ٱلَّذِي جَعَلَ بُولُسَ مَحْبُوبًا مِنْ إِخْوَتِهِ؟