الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

افعل الصلاح

افعل الصلاح

اِفْعَلِ ٱلصَّلَاحَ

‏«اِفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ».‏ —‏ لو ٦:‏٣٥‏.‏

١،‏ ٢ لِمَاذَا يُشَكِّلُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ تَحَدِّيًا كَبِيرًا فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟‏

يُشَكِّلُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ تَحَدِّيًا كَبِيرًا.‏ فَقَدْ لَا يُبَادِلُنَا ٱلْآخَرُونَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي نُظْهِرُهَا لَهُمْ.‏ وَمَعَ أَنَّنَا نَطْلُبُ خَيْرَ ٱلنَّاسِ ٱلرُّوحِيَّ بِإِخْبَارِهِمْ عَنْ «بِشَارَةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلسَّعِيدِ ٱلْمَجِيدَةِ» وَبِشَارَةِ ٱبْنِهِ،‏ نَلْقَى مِنْهُمُ ٱللَّامُبَالَاةَ أَوْ عَدَمَ ٱلتَّقْدِيرِ فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ.‏ (‏١ تي ١:‏١١‏)‏ وَيُعْرِبُ آخَرُونَ عَنْ بُغْضٍ شَدِيدٍ «كَأَعْدَاءٍ لِخَشَبَةِ آلَامِ ٱلْمَسِيحِ».‏ (‏في ٣:‏١٨‏)‏ فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَهُمْ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

٢ قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ،‏ وَٱفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ».‏ (‏لو ٦:‏٣٥‏)‏ وَسَنُرَكِّزُ ٱنْتِبَاهَنَا أَوَّلًا عَلَى هذِهِ ٱلْمُنَاشَدَةِ،‏ عَلَى أَنْ نَتَأَمَّلَ أَيْضًا فِي نِقَاطٍ مُفِيدَةٍ أُخْرَى ذَكَرَهَا يَسُوعُ عَنْ فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ لِلْآخَرِينَ.‏

‏«أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ»‏

٣ (‏أ)‏ أَوْجِزُوا بِكَلِمَاتِكُمُ ٱلْخَاصَّةِ قَوْلَ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلَ فِي متى ٥:‏٤٣-‏٤٥‏.‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ نَظْرَةٍ عَنِ ٱلْيَهُودِ وَغَيْرِ ٱلْيَهُودِ شَاعَتْ بَيْنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

٣ قَالَ يَسُوعُ لِسَامِعِيهِ فِي مَوْعِظَتِهِ ٱلشَّهِيرَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ أَنْ يُحِبُّوا أَعْدَاءَهُمْ وَيُصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَهُمْ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٥:‏٤٣-‏٤٥‏.‏‏)‏ وَكَانَ ٱلْحَاضِرُونَ آنَذَاكَ أَشْخَاصًا مِنَ ٱلْيَهُودِ يَعْرِفُونَ جَيِّدًا مَا أَوْصَى بِهِ ٱللهُ:‏ «لَا تَنْتَقِمْ وَلَا تُضْمِرْ ضَغِينَةً عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ،‏ بَلْ تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ».‏ (‏لا ١٩:‏١٨‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱعْتَبَرُوا أَنَّ عِبَارَتَيْ «أَبْنَاءِ شَعْبِكَ» وَ «صَاحِبَكَ» لَا تُشِيرَانِ إِلَّا إِلَى ٱلْيَهُودِ.‏ فَفِي حِينِ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ أَمَرَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْبَقَاءِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى،‏ شَاعَتْ بَيْنَهُمْ نَظْرَةٌ ٱعْتَبَرَتْ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ كُلَّهُمْ أَعْدَاءً يَجْبُ أَنْ يُبْغَضُوا كَأَفْرَادٍ.‏

٤ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَامَلَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ مَعَ أَعْدَائِهِمْ؟‏

٤ أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ:‏ «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ».‏ (‏مت ٥:‏٤٤‏)‏ فَكَانَ عَلَى تَلَامِيذِهِ أَنْ يَتَعَامَلُوا بِمَحَبَّةٍ مَعَ ٱلَّذِينَ يُظْهِرُونَ ٱلْعِدَاءَ لَهُمْ.‏ وَبِحَسَبِ كَلِمَاتِ كَاتِبِ ٱلْإِنْجِيلِ لُوقَا،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلسَّامِعُونَ:‏ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ،‏ وَٱفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ لِمُبْغِضِيكُمْ،‏ وَبَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ،‏ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُهِينُونَكُمْ».‏ (‏لو ٦:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وَعَلَى غِرَارِ ٱلْأَفْرَادِ ٱلَّذِينَ طَبَّقُوا تَعَالِيمَ يَسُوعَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ ‹نَفْعَلُ ٱلصَّلَاحَ لِمُبْغِضِينَا› حِينَ نُقَابِلُ بُغْضَهُمْ بِٱلْإِحْسَانِ.‏ وَنَحْنُ ‹نُبَارِكُ لَاعِنِينَا› حِينَ نُكَلِّمُهُمْ بِلُطْفٍ.‏ كَمَا أَنَّ ‹صَلَاتَنَا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَنَا› —‏ سَوَاءٌ ٱسْتَخْدَمُوا ٱلْعُنْفَ ٱلْجَسَدِيَّ أَوْ عَامَلُونَا أَيَّةَ مُعَامَلَةٍ ‹مُهِينَةٍ› أُخْرَى —‏ هِيَ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّتِنَا لَهُمْ لِأَنَّنَا نَطْلُبُ أَنْ يَتَغَيَّرَ مَوْقِفُهُمْ وَيَعْمَلُوا أَعْمَالًا تُرْضِي يَهْوَه.‏

٥،‏ ٦ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُحِبَّ أَعْدَاءَنَا؟‏

٥ وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِأَعْدَائِنَا؟‏ أَجَابَ يَسُوعُ:‏ «لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏مت ٥:‏٤٥‏)‏ فَإِذَا أَصْغَيْنَا لِتِلْكَ ٱلْمَشُورَةِ،‏ نَصِيرُ «أَبْنَاءَ» ٱللهِ لِأَنَّنَا نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَه ٱلَّذِي «يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ،‏ وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ».‏ فَٱللهُ «لَطِيفٌ نَحْوَ غَيْرِ ٱلشَّاكِرِينَ وَٱلْأَشْرَارِ»،‏ حَسْبَمَا تُخْبِرُنَا رِوَايَةُ لُوقَا.‏ —‏ لو ٦:‏٣٥‏.‏

٦ وَلِكَيْ يُشَدِّدَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ‹مَحَبَّتِهِمْ لِأَعْدَائِهِمْ›،‏ قَالَ:‏ «إِنْ أَحْبَبْتُمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ،‏ فَأَيَّةُ مُكَافَأَةٍ لَكُمْ؟‏ أَلَيْسَ جُبَاةُ ٱلضَّرَائِبِ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ؟‏ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ،‏ فَأَيَّ شَيْءٍ يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ تَفْعَلُونَ؟‏ أَلَيْسَ ٱلْأُمَمِيُّونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ؟‏».‏ (‏مت ٥:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ فَإِذَا كُنَّا سَنَحْصُرُ مَحَبَّتَنَا بِٱلَّذِينَ يُبَادِلُونَنَا إِيَّاهَا،‏ فَلَنْ نَسْتَأْهِلَ عَلَى ذلِكَ أَيَّ «مُكَافَأَةٍ» أَوْ رِضًى مِنَ ٱللهِ،‏ لِأَنَّهُ حَتَّى جُبَاةُ ٱلضَّرَائِبِ ٱلْمُحْتَقَرُونَ عُمُومًا كَانُوا يُظْهِرُونَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ.‏ —‏ لو ٥:‏٣٠؛‏ ٧:‏٣٤‏.‏

٧ لِمَاذَا لَيْسَ سَلَامُنَا عَلَى ‹إِخْوَتِنَا› وَحْدَهُمْ شَيْئًا يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ؟‏

٧ كَانَ ٱلْيَهُودُ يَسْتَعْمِلُونَ كَلِمَةَ «سَلَامٌ» فِي تَحِيَّاتِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ (‏قض ١٩:‏٢٠؛‏ يو ٢٠:‏١٩‏)‏ وَكَانَ مُلْقِي ٱلسَّلَامِ يَقْصِدُ بِهِ ضِمْنِيًّا تَمَنِّيَ ٱلصِّحَّةِ وَٱلْخَيْرِ وَٱلِٱزْدِهَارِ لِلطَّرَفِ ٱلْآخَرِ.‏ لِذلِكَ لَيْسَ شَيْئًا «يَفُوقُ ٱلْعَادَةَ» أَنْ نُسَلِّمَ عَلَى مَنْ نَعْتَبِرُهُمْ ‹إِخْوَتَنَا› فَقَطْ.‏ فَكَمَا ذَكَرَ يَسُوعُ،‏ هذَا مَا يَفْعَلُهُ «ٱلْأُمَمِيُّونَ» أَيْضًا.‏

٨ عَلَامَ كَانَ يَسُوعُ يُشَجِّعُ سَامِعِيهِ حِينَ قَالَ:‏ «كُونُوا كَامِلِينَ»؟‏

٨ لَا يُمْكِنُ لِتَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ،‏ بِسَبَبِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ،‏ أَنْ يَكُونُوا بِلَا عَيْبٍ أَوْ كَامِلِينَ.‏ (‏رو ٥:‏١٢‏)‏ لكِنَّ يَسُوعَ خَتَمَ هذَا ٱلْجُزْءَ مِنْ مَوْعِظَتِهِ قَائِلًا:‏ «كُونُوا كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِلٌ».‏ (‏مت ٥:‏٤٨‏)‏ فَقَدْ كَانَ يُشَجِّعُ سَامِعِيهِ أَنْ يَتَمَثَّلُوا ‹بِأَبِيهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ› يَهْوَه بِأَنْ يَكُونُوا كَامِلِينَ فِي مَحَبَّتِهِمْ،‏ أَيْ مُتَّسِعِينَ فِيهَا لِتَشْمُلَ أَعْدَاءَهُمْ.‏ وَيُتَوَقَّعُ مِنَّا ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ.‏

لِمَ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ غَفُورِينَ؟‏

٩ مَا ٱلْمَقْصُودُ بِٱلْكَلِمَاتِ:‏ «اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا»؟‏

٩ يَشْمُلُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ أَيْضًا أَنْ نَغْفِرَ بِرَحْمَةٍ لِمَنْ يُخْطِئُ إِلَيْنَا.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ تَتَضَمَّنُ صَلَاةُ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ:‏ «اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا».‏ (‏مت ٦:‏١٢‏)‏ طَبْعًا،‏ لَيْسَ ٱلْمَقْصُودُ هُنَا ٱلْمُسَامَحَةَ بِٱلدُّيُونِ ٱلْمَالِيَّةِ.‏ فَإِنْجِيلُ لُوقَا يُظْهِرُ أَنَّ ‹ٱلدُّيُونَ› ٱلَّتِي تَحَدَّثَ عَنْهَا يَسُوعُ هِيَ خَطَايَا،‏ لِأَنَّهُ يَقُولُ:‏ «اِغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لِأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ هُوَ مَدْيُونٌ لَنَا».‏ —‏ لو ١١:‏٤‏.‏

١٠ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِٱللهِ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْمُسَامَحَةِ وَٱلْغُفْرَانِ؟‏

١٠ يَجِبُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِٱللهِ ٱلَّذِي يُسَامِحُ ٱلْخُطَاةَ ٱلتَّائِبِينَ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ،‏ ذَوِي حَنَانٍ،‏ مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللهُ أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ».‏ (‏اف ٤:‏٣٢‏)‏ كَمَا رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ:‏ «يَهْوَهُ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ،‏ بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ.‏ .‏ .‏ .‏ لَمْ يُعَامِلْنَا حَسَبَ خَطَايَانَا،‏ وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا.‏ .‏ .‏ .‏ كَبُعْدِ ٱلْمَشْرِقِ عَنِ ٱلْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا.‏ كَمَا يَرْحَمُ ٱلْأَبُ بَنِيهِ،‏ يَرْحَمُ يَهْوَهُ خَائِفِيهِ.‏ لِأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا،‏ يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ».‏ —‏ مز ١٠٣:‏٨-‏١٤‏.‏

١١ لِمَنْ يَمْنَحُ ٱللهُ ٱلْغُفْرَانَ؟‏

١١ لَا يَغْفِرُ ٱللهُ لِلنَّاسِ إِلَّا إِذَا سَبَقُوا وَغَفَرُوا لِمَنْ أَخْطَأَ إِلَيْهِمْ.‏ (‏مر ١١:‏٢٥‏)‏ فَقَدْ أَضَافَ يَسُوعُ لِإِبْرَازِ هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ:‏ «إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ يَغْفِرُ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ؛‏ وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ،‏ فَلَنْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمْ زَلَّاتِكُمْ».‏ (‏مت ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ نَعَمْ،‏ لَا يَمْنَحُ ٱللهُ ٱلْغُفْرَانَ إِلَّا لِلَّذِينَ يَغْفِرُونَ لِلْآخَرِينَ.‏ إِذًا،‏ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ٱلصَّلَاحِ هِيَ تَطْبِيقُ مَشُورَةِ بُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ،‏ هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا».‏ —‏ كو ٣:‏١٣‏.‏

‏«‏لَا تَدِينُوا»‏

١٢ أَيَّةُ مَشُورَةٍ أَعْطَاهَا يَسُوعُ بِشَأْنِ إِدَانَةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٢ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْأُخْرَى لِفِعْلِ ٱلصَّلَاحِ ذَكَرَهَا يَسُوعُ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ حِينَ قَالَ لِسَامِعِيهِ أَلَّا يَدِينُوا ٱلْآخَرِينَ،‏ مُسْتَخْدِمًا بَعْدَ ذلِكَ إِيضَاحًا قَوِيًّا لِيُشَدِّدَ عَلَى هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٧:‏١-‏٥‏.‏‏)‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مَا قَصَدَهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ:‏ «لَا تَدِينُوا».‏

١٣ مَاذَا كَانَ عَلَى سَامِعِي يَسُوعَ أَنْ يَفْعَلُوا؟‏

١٣ اِقْتَبَسَ مَتَّى فِي إِنْجِيلِه قَوْلَ يَسُوعَ:‏ «لَا تَدِينُوا لِكَيْلَا تُدَانُوا».‏ (‏مت ٧:‏١‏)‏ وَبِحَسَبِ إِنْجِيلِ لُوقَا،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «لَا تَدِينُوا فَلَا تُدَانُوا.‏ لَا تَحْكُمُوا عَلَى أَحَدٍ،‏ فَلَا يُحْكَمَ عَلَيْكُمْ.‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّفْحِ،‏ يُصْفَحْ عَنْكُمْ».‏ (‏لو ٦:‏٣٧‏)‏ كَانَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ يَدِينُونَ ٱلْآخَرِينَ بِقَسَاوَةٍ عَلَى أَسَاسِ تَقَالِيدِهِمْ غَيْرِ ٱلْمَبْنِيَّةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَلكِنْ وَجَبَ عَلَى كُلِّ شَخْصٍ بَيْنَ سَامِعِي يَسُوعَ مِمَّنْ ‹يَدِينُونَ› ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَكُفَّ عَنْ ذلِكَ.‏ وَلَيْسَ هذَا فَقَطْ،‏ بَلْ كَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ ‹يَصْفَحَ› لَهُمْ عَنْ ذُنُوبِهِمْ.‏ وَقَدْ أَعْطَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَشُورَةً مُمَاثِلَةً بِشَأْنِ ٱلْمُسَامَحَةِ كَمَا وَرَدَ آنِفًا.‏

١٤ إِلَامَ يَدْفَعُ تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلنَّاسَ حِينَ يَغْفِرُونَ لَهُمْ؟‏

١٤ وَحِينَ يَغْفِرُ تَلَامِيذُ يَسُوعَ لِلْآخَرِينَ،‏ فَإِنَّهُمْ يَدْفَعُونَهُمْ إِلَى مُبَادَلَتِهِمْ بِٱلْمِثْلِ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ،‏ وَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ».‏ (‏مت ٧:‏٢‏)‏ فَنَحْنُ نَحْصُدُ مَا نَزْرَعُهُ فِي مُعَامَلَتِنَا لِلْآخَرِينَ.‏ —‏ غل ٦:‏٧‏.‏

١٥ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نَكُونَ ٱنْتِقَادِيِّينَ؟‏

١٥ تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ سَأَلَ مَا يَلِي لِيُظْهِرَ كَمْ هُوَ خَطَأٌ أَنْ نَكُونَ ٱنْتِقَادِيِّينَ:‏ «لِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ،‏ وَأَمَّا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ فَلَا تَأْبَهُ لَهَا؟‏ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لِأَخِيكَ:‏ ‹دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ›،‏ وَهَا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ؟‏».‏ (‏مت ٧:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلِٱنْتِقَادِيُّ يُلَاحِظُ وُجُودَ شَائِبَةٍ صَغِيرَةٍ فِي «عَيْنِ» أَخِيهِ،‏ مُلَمِّحًا بِذلِكَ إِلَى أَنَّ أَخَاهُ ضَعِيفُ ٱلْإِدْرَاكِ وَقَلِيلُ ٱلتَّمْيِيزِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْعَيْبَ ٱلَّذِي يَرَاهُ ٱلْمُنْتَقِدُ فِي عَيْنِ أَخِيهِ تَافِهٌ —‏ كَقَشَّةٍ صَغِيرَةٍ —‏ إِلَّا أَنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْهِ ‹إِخْرَاجَ ٱلْقَشَّةِ›،‏ مُتَطَوِّعًا بِرِيَاءٍ أَنْ يُسَاعِدَ أَخَاهُ عَلَى رُؤْيَةِ ٱلْأُمُورِ بِشَكْلٍ أَوْضَحَ.‏

١٦ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ عَيْنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ كَانَتْ فِيهَا «عَارِضَةٌ»؟‏

١٦ لَقَدْ كَانَ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلْيَهُودُ خُصُوصًا كَثِيرِي ٱلِٱنْتِقَادِ لِلْآخَرِينَ.‏ وَٱلْحَادِثَةُ ٱلتَّالِيَةُ مِثَالٌ لِذلِكَ:‏ عِنْدَمَا قَالَ رَجُلٌ أَعْمَى شَفَاهُ ٱلْمَسِيحُ إِنَّ يَسُوعَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مُرْسَلًا مِنَ ٱللهِ،‏ أَجَابَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ بِٱحْتِدَادٍ:‏ «إِنَّكَ بِجُمْلَتِكَ وُلِدْتَ فِي ٱلْخَطَايَا،‏ وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا؟‏».‏ (‏يو ٩:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ لَقَدْ كَانَتْ فِي عَيْنِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ «عَارِضَةٌ» أَعْمَتْ بَصَرَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ تَمَامًا وَجَرَّدَتْهُمْ مِنَ ٱلْقُدْرَةِ عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ ٱلصَّحِيحِ.‏ لِذَا قَالَ يَسُوعُ:‏ «يَا مُرَائِي،‏ أَخْرِجْ أَوَّلًا ٱلْعَارِضَةَ مِنْ عَيْنِكَ أَنْتَ،‏ وَحِينَئِذٍ تَرَى جَيِّدًا كَيْفَ تُخْرِجُ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ».‏ (‏مت ٧:‏٥؛‏ لو ٦:‏٤٢‏)‏ فَإِذَا كُنَّا عَازِمِينَ أَنْ نَفْعَلَ ٱلصَّلَاحَ لِلْآخَرِينَ وَنُحْسِنَ مُعَامَلَتَهُمْ،‏ فَلَنْ نَكُونَ ٱنْتِقَادِيِّينَ قُسَاةً نَبْحَثُ دَائِمًا عَنْ قَشَّةٍ مَجَازِيَّةٍ فِي عَيْنِ أَخِينَا.‏ بَلْ سَنَعْتَرِفُ بِأَنَّنَا نَاقِصُونَ،‏ وَبِأَنَّ نَقْصَنَا يُوجِبُ عَلَيْنَا بِٱلتَّالِي عَدَمَ إِدَانَةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱنْتِقَادِهِمْ.‏

كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ

١٧ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلنَّظَرِ إِلَى متى ٧:‏١٢‏؟‏

١٧ أَشَارَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ إِلَى أَنَّ ٱللهَ يُعَامِلُ خُدَّامَهُ مُعَامَلَةَ ٱلْأَبِ لِبَنِيهِ حِينَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِهِمْ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ متى ٧:‏٧-‏١٢‏.‏‏)‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَسُوعَ وَضَعَ قَاعِدَةَ ٱلسُّلُوكِ هذِهِ:‏ «كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ،‏ ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ».‏ (‏مت ٧:‏١٢‏)‏ فَإِنْ لَمْ نُعَامِلْ رُفَقَاءَنَا ٱلْبَشَرَ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ لَا نَكُونُ أَتْبَاعًا حَقِيقِيِّينَ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏

١٨ كَيْفَ أَظْهَرَتِ «ٱلشَّرِيعَةُ» أَنَّنَا يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ كَمَا نُرِيدُ أَنْ يُعَامِلُونَا؟‏

١٨ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ يَسُوعُ أَنَّنَا يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ كَمَا نُرِيدُ أَنْ يُعَامِلُونَا،‏ أَضَافَ قَائِلًا:‏ «هٰذَا هُوَ ٱلْمَقْصُودُ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْأَنْبِيَاءِ».‏ فَعِنْدَمَا نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي حَدَّدَهَا يَسُوعُ،‏ نَعْمَلُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ رُوحِ «ٱلشَّرِيعَةِ»،‏ أَيِ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلَّتِي تَضُمُّ أَسْفَارَ ٱلتَّكْوِينِ إِلَى ٱلتَّثْنِيَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْكَشْفِ عَنْ قَصْدِ يَهْوَه بِإِنْتَاجِ نَسْلٍ يُزِيلُ ٱلشَّرَّ،‏ تَتَنَاوَلُ هذِهِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللهُ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى سَنَةَ ١٥١٣ ق‌م.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ وَأَحَدُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي أَمَرَتْ بِهَا ٱلشَّرِيعَةُ هُوَ أَنْ يَكُونَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَادِلِينَ وَغَيْرَ مُحَابِينَ وَيَفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ لِلْبَائِسِينَ وَٱلْغُرَبَاءِ فِي ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ لا ١٩:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٥،‏ ٣٤‏.‏

١٩ كَيْفَ أَظْهَرَتْ أَسْفَارُ «ٱلْأَنْبِيَاءِ» أَنَّنَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ ٱلصَّلَاحَ؟‏

١٩ وَبِٱلْإِشَارَةِ إِلَى «ٱلْأَنْبِيَاءِ»،‏ كَانَ يَسُوعُ يُفَكِّرُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلنَّبَوِيَّةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُ نُبُوَّاتٍ مَسِيَّانِيَّةً تَمَّتْ فِي ٱلْمَسِيحِ نَفْسِهِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ «ٱلشَّرِيعَةِ»،‏ أَظْهَرَتْ هذِهِ ٱلْكِتَابَاتُ أَنَّ ٱللهَ يُبَارِكُ شَعْبَهُ حِينَ يَفْعَلُونَ مَا هُوَ صَوَابٌ فِي عَيْنَيْهِ وَيُحْسِنُونَ مُعَامَلَةَ ٱلْآخَرِينَ.‏ مَثَلًا،‏ أَعْطَتْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «اِحْفَظُوا ٱلْعَدْلَ وَٱفْعَلُوا ٱلْبِرَّ.‏ .‏ .‏ .‏ مَا أَسْعَدَ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْفَانِيَ ٱلَّذِي يَفْعَلُ هٰذَا،‏ وَٱبْنَ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِي يَتَمَسَّكُ بِهِ،‏ .‏ .‏ .‏ ٱلْحَافِظَ يَدَهُ لِئَلَّا يَفْعَلَ أَيَّ شَرٍّ!‏».‏ (‏اش ٥٦:‏١،‏ ٢‏)‏ نَعَمْ،‏ يَتَوَقَّعُ ٱللهُ مِنْ شَعْبِهِ أَنْ يَفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ.‏

اِفْعَلُوا ٱلصَّلَاحَ دَائِمًا لِلْآخَرِينَ

٢٠،‏ ٢١ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ ٱلْجُمُوعِ لِمَوْعِظَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْجَبَلِ،‏ وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَتَأَمَّلُوا فِيهَا؟‏

٢٠ لَمْ نُرَاجِعْ هُنَا إِلَّا ٱلْقَلِيلَ مِنَ ٱلنِّقَاطِ ٱلْهَامَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ ٱلرَّائِعَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلنِّقَاطَ ٱلْقَلِيلَةَ كَافِيَةٌ لِنَفْهَمَ رَدَّ فِعْلِ ٱلَّذِينَ سَمِعُوا مَا قَالَهُ فِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ.‏ يُقُولُ ٱلسِّجِلُّ ٱلْمُلْهَمُ:‏ «وَلَمَّا أَنْهَى يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْأَقْوَالَ،‏ ذَهِلَتِ ٱلْجُمُوعُ مِنْ طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَةٌ،‏ لَا كَكَتَبَتِهِمْ».‏ —‏ مت ٧:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

٢١ لَقَدْ كَانَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ فِعْلًا ‹ٱلْمُشِيرَ ٱلْعَجِيبَ› ٱلْمُنْبَأَ بِهِ.‏ (‏اش ٩:‏٦‏)‏ وَٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلْجَبَلِ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَسُوعَ يَعْرِفُ تَمَامًا نَظْرَةَ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ إِلَى مُخْتَلِفِ ٱلْمَسَائِلِ.‏ وَلَا تَقْتَصِرُ هذِهِ ٱلْمَوْعِظَةُ عَلَى ٱلنِّقَاطِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا،‏ بَلْ تَتَنَاوَلُ أُمُورًا مِثْلَ إِيجَادِ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ،‏ كَيْفِيَّةِ تَجَنُّبِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ،‏ كَيْفِيَّةِ مُمَارَسَةِ ٱلْبِرِّ،‏ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ لِنَتَمَتَّعَ بِمُسْتَقْبَلٍ آمِنٍ وَسَعِيدٍ،‏ وَنِقَاطًا كَثِيرَةً أُخْرَى.‏ فَلِمَ لَا تَقْرَأُ مَتَّى ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٥ إِلَى ٧ مِنْ جَدِيدٍ بِإِمْعَانٍ وَبِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ؟‏ تَأَمَّلْ فِي مَشُورَةِ يَسُوعَ ٱلرَّائِعَةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ هُنَاكَ،‏ وَطَبِّقْ فِي حَيَاتِكَ مَا قَالَهُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏ فَعِنْدَئِذٍ،‏ سَتُصْبِحُ قَادِرًا بِشَكْلٍ أَفْضَلَ أَنْ تُرْضِيَ يَهْوَه وَتُحْسِنَ مُعَامَلَةَ ٱلْآخَرِينَ وَتَفْعَلَ ٱلصَّلَاحَ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ أَعْدَاءَنَا؟‏

‏• لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ غَفُورِينَ؟‏

‏• مَاذَا قَالَ يَسُوعُ عَنْ إِدَانَةِ ٱلنَّاسِ؟‏

‏• بِحَسَبِ متى ٧:‏١٢‏،‏ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[النبذة في الصفحة ١٠]‏

هَلْ تَعْرِفُ لِمَاذَا قَالَ يَسُوعُ:‏ «لَا تَدِينُوا»؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَنَا؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

هَلْ تُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ دَائِمًا كَمَا تُرِيدُ أَنْ يُعَامِلُوكَ؟‏