الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

امور ينبغي لنا الهرب منها

امور ينبغي لنا الهرب منها

أُمُورٌ يَنْبَغِي لَنَا ٱلْهَرَبُ مِنْهَا

‏«يَا سُلَالَةَ ٱلْأَفَاعِي،‏ مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ ٱلسُّخْطِ ٱلْآتِي؟‏».‏ —‏ مت ٣:‏٧‏.‏

١ اُذْكُرُوا مَثَلَيْنِ عَنِ ٱلْهَرَبِ يَرِدَانِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

مَاذَا يَخْطُرُ فِي بَالِكَ حِينَ تَسْمَعُ كَلِمَةَ «هَرَبَ»؟‏ قَدْ يَتَذَكَّرُ ٱلْبَعْضُ كَيْفَ هَرَبَ ٱلشَّابُّ ٱلْوَسِيمُ يُوسُفُ مِنْ زَوْجَةِ فُوطِيفَارَ رَافِضًا إِغْرَاءَاتِهَا ٱلْفَاسِدَةَ أَدَبِيًّا.‏ (‏تك ٣٩:‏٧-‏١٢‏)‏ وَقَدْ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِ ٱلْبَعْضِ ٱلْآخَرِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ هَرَبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٦ ب‌م إِطَاعَةً لِتَحْذِيرِ يَسُوعَ:‏ «مَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ مُعَسْكِرَةٍ،‏ فَحِينَئِذٍ .‏ .‏ .‏ لِيَبْدَإِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِٱلْهَرَبِ إِلَى ٱلْجِبَالِ،‏ وَٱلَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيُغَادِرُوا».‏ —‏ لو ٢١:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ مَا كَانَ مَغْزَى ٱلِٱنْتِقَادِ ٱلَّذِي وَجَّهَهُ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ إِلَى ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ثَنَّى يَسُوعُ عَلَى ٱلتَّحْذِيرِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ يُوحَنَّا؟‏

٢ يَتَحَدَّثُ ٱلْمِثَالَانِ ٱلْوَارِدَانِ أَعْلَاهُ عَنِ ٱلْهَرَبِ بِمَعْنَاهُ ٱلْحَرْفِيِّ.‏ أَمَّا ٱلْيَوْمَ،‏ فَلَدَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي مُعْظَمِ بِقَاعِ ٱلْأَرْضِ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ إِلَى ٱلْهَرَبِ بِطَرِيقَةٍ مَجَازِيَّةٍ.‏ وَقَدِ ٱسْتَعْمَلَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ كَلِمَةَ «هَرَبَ» بِهذَا ٱلْمَعْنَى حِينَ جَاءَ لِرُؤْيَتِهِ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلْيَهُودُ ذَوُو ٱلْبِرِّ ٱلذَّاتِيِّ.‏ فَهؤُلَاءِ ٱلْمُرَاؤُونَ لَمْ يُدْرِكُوا حَاجَتَهُمْ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ،‏ وَكَانُوا يَزْدَرُونَ بِعَامَّةِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ أَتَوْا لِيَعْتَمِدُوا رَمْزًا إِلَى تَوْبَتِهِمْ.‏ لِذلِكَ شَهَّرَهُمْ يُوحَنَّا بِجُرْأَةٍ قَائِلًا:‏ «يَا سُلَالَةَ ٱلْأَفَاعِي،‏ مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ ٱلسُّخْطِ ٱلْآتِي؟‏ فَأَنْتِجُوا ثَمَرًا يَلِيقُ بِٱلتَّوْبَةِ».‏ —‏ مت ٣:‏٧،‏ ٨‏.‏

٣ لَمْ يَقْصِدْ يُوحَنَّا بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْهَرَبَ ٱلْحَرْفِيَّ.‏ بَلْ حَذَّرَ مِنْ دَيْنُونَةٍ وَشِيكَةٍ،‏ يَوْمِ سُخْطٍ بَاتَ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ.‏ وَنَبَّهَ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ إِلَى أَنَّ نَجَاتَهُمْ مِنْ ذلِكَ ٱلْيَوْمِ مَنُوطَةٌ بِإِنْتَاجِهِمْ ثَمَرًا يُثْبِتُ أَنَّهُمْ تَائِبُونَ.‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ شَجَبَ يَسُوعُ بِكُلِّ جُرْأَةٍ هؤُلَاءِ ٱلْقَادَةَ لِأَنَّهُمُ ٱمْتَلَكُوا نَزْعَةً إِلَى ٱلْقَتْلِ أَظْهَرَتْ أَنَّ أَبَاهُمُ ٱلْحَقِيقِيَّ هُوَ إِبْلِيسُ.‏ (‏يو ٨:‏٤٤‏)‏ وَثَنَّى عَلَى تَحْذِيرِ يُوحَنَّا ٱلسَّابِقِ،‏ فَدَعَاهُمْ «سُلَالَةَ ٱلْأَفَاعِي» وَسَأَلَهُمْ:‏ «كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ ٱلْهَلَاكِ فِي وَادِي هِنُّومَ؟‏».‏ (‏مت ٢٣:‏٣٣‏)‏ فَمَاذَا عَنَى يَسُوعُ ‹بِوَادِي هِنُّومَ›؟‏

٤ مَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ حِينَ أَتَى عَلَى ذِكْرِ «وَادِي هِنُّومَ»؟‏

٤ كَانَ وَادِي هِنُّومَ مَكَانًا خَارِجَ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ تُحْرَقُ فِيهِ ٱلنُّفَايَاتُ وَجُثَثُ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمَيْتَةِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ هذَا ٱلتَّعْبِيرَ رَمْزًا إِلَى ٱلْمَوْتِ ٱلْأَبَدِيِّ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصَّفْحَةَ ٢٧.‏)‏ فَكَلِمَاتُهُ عَنِ ٱلْهَرَبِ مِنْ وَادِي هِنُّومَ أَظْهَرَتْ أَنَّ أُولئِكَ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ كَصَفٍّ كَانُوا يَسْتَأْهِلُونَ ٱلْهَلَاكَ ٱلْأَبَدِيَّ.‏ —‏ مت ٥:‏٢٢،‏ ٢٩‏.‏

٥ كَيْفَ أَثْبَتَ ٱلتَّارِيخُ صِحَّةَ ٱلتَّحْذِيرَيْنِ ٱللَّذَيْنِ وَجَّهَهُمَا يُوحَنَّا وَيَسُوعُ؟‏

٥ وَزَادَ ٱلْقَادَةُ ٱلْيَهُودُ ٱلْأَمْرَ سُوءًا بِٱرْتِكَابِهِمْ خَطِيَّةً أُخْرَى هِيَ ٱضْطِهَادُ يَسُوعَ وَأَتْبَاعِهِ.‏ وَكَمَا سَبَقَ فَحَذَّرَ يُوحَنَّا وَيَسُوعُ،‏ حَلَّ «ٱلسُّخْطُ ٱلْآتِي» بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ عَلَى مَنْطِقَةٍ مُحَدَّدَةٍ شَمَلَتْ أُورُشَلِيمَ وَٱلْيَهُودِيَّةَ فَقَطْ،‏ مَا جَعَلَ ٱلْهَرَبَ ٱلْحَرْفِيَّ مُمْكِنًا.‏ وَقَدْ عَبَّرَ يَهْوَه عَنْ سُخْطِهِ هذَا حِينَ دُمِّرَتْ أُورُشَلِيمُ وَهَيْكَلُهَا عَلَى يَدِ ٱلْجُيُوشِ ٱلرُّومَانِيَّةِ سَنَةَ ٧٠ ب‌م،‏ «ضِيقٌ» لَمْ تَشْهَدْ أُورُشَلِيمُ مِثْلَهُ قَطُّ.‏ فَكَثِيرُونَ قُتِلُوا أَوْ أُخِذُوا إِلَى ٱلْأَسْرِ.‏ لكِنَّ ذلِكَ لَمْ يَكُنْ سِوَى إِشَارَةٍ إِلَى دَمَارٍ أَعْظَمَ بِكَثِيرٍ يَنْتَظِرُ ٱلْعَدِيدَ مِنْ مُدَّعِي ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلْمُنْتَمِينَ إِلَى ٱلدِّيَانَاتِ ٱلْأُخْرَى.‏ —‏ مت ٢٤:‏٢١‏.‏

اَلْهَرَبُ مِنَ ٱلسُّخْطِ ٱلْآتِي

٦ مَاذَا بَدَأَ يَظْهَرُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ؟‏

٦ اِنْجَرَفَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ إِلَى ٱلِٱرْتِدَادِ وَٱجْتَذَبُوا أَتْبَاعًا وَرَاءَهُمْ.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وَمَعَ أَنَّ رُسُلَ يَسُوعَ مَارَسُوا تَأْثِيرًا ‹رَادِعًا› لِهذَا ٱلِٱرْتِدَادِ وَهُمْ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ،‏ نَشَأَتْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ بِدَعٌ مَسِيحِيَّةٌ بَاطِلَةٌ كَثِيرَةٌ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَعِجُّ ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ بِمِئَاتِ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْمُتَنَاقِضَةِ.‏ وَقَدْ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِظُهُورِ رِجَالِ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَاصِفًا إِيَّاهُمْ كَمَجْمُوعَةٍ ‹بِإِنْسَانِ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ› وَ «ٱبْنِ ٱلْهَلَاكِ .‏ .‏ .‏ ٱلَّذِي يَقْضِي عَلَيْهِ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ .‏ .‏ .‏ وَيُبِيدُهُ بِٱسْتِعْلَانِ حُضُورِهِ».‏ —‏ ٢ تس ٢:‏٣،‏ ٦-‏٨‏.‏

٧ لِمَاذَا عِبَارَةُ «إِنْسَانُ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ» هِيَ وَصْفٌ مُلَائِمٌ لِرِجَالِ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ؟‏

٧ وَيُوصَفُ رِجَالُ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ بِأَنَّهُمْ مُتَعَدُّونَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ لِأَنَّهُمْ يُضِلُّونَ ٱلْمَلَايِينَ بِتَرْوِيجِهِمْ تَعَالِيمَ غَيْرَ مُنْسَجِمَةٍ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَغَاضِيهِمْ عَنْ أَعْيَادٍ وَأَنْمَاطِ سُلُوكٍ لَا تُرْضِي ٱللهَ.‏ وَعَلَى غِرَارِ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَدَانَهُمْ يَسُوعُ،‏ فَإِنَّ صَفَّ رِجَالِ ٱلدِّينِ ٱليَوْمَ ٱلَّذِينَ هُمْ جُزْءٌ مِنِ «ٱبْنِ ٱلْهَلَاكِ» سَيُكَابِدُونَ ٱلْمَوْتَ وَلَا رَجَاءَ لَهُمْ بِٱلْقِيَامَةِ.‏ (‏٢ تس ١:‏٦-‏٩‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا يَكْمُنُ أَمَامَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ خَدَعَهُمْ رِجَالُ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَٱلدِّيَانَاتِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلْأُخْرَى؟‏ لِلْإِجَابَةِ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي تَلَتِ ٱلدَّمَارَ ٱلَّذِي شَهِدَتْهُ أُورُشَلِيمُ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ سَنَةَ ٦٠٧ ق‌م.‏

‏‹اَلْهَرَبُ مِنْ وَسَطِ بَابِلَ›‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ أَيَّةُ رِسَالَةٍ نَبَوِيَّةٍ وَجَّهَهَا إِرْمِيَا إِلَى ٱلْيَهُودِ ٱلْأَسْرَى فِي بَابِلَ؟‏ (‏ب)‏ بَعْدَ إِخْضَاعِ بَابِلَ عَلَى يَدِ ٱلْمَادِيِّينَ وَٱلْفُرْسِ،‏ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْهَرَبِ بَاتَ مُمْكِنًا؟‏

٨ كَانَ ٱلنَّبِيُّ إِرْمِيَا قَدْ أَنْبَأَ بِٱلدَّمَارِ ٱلَّذِي لَحِقَ بِأُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٠٧ ق‌م.‏ وَذَكَرَ أَنَّ شَعْبَ ٱللهِ سَيُسَاقُونَ إِلَى ٱلْأَسْرِ وَأَنَّهُمْ سَيَعُودُونَ إِلَى مَوْطِنِهِمْ بَعْدَ «سَبْعِينَ سَنَةً».‏ (‏ار ٢٩:‏٤،‏ ١٠‏)‏ كَمَا وَجَّهَ إِرْمِيَا رِسَالَةً مُهِمَّةً إِلَى ٱلْيَهُودِ ٱلْأَسْرَى فِي بَابِلَ أَوْصَاهُمْ فِيهَا أَلَّا يَتَنَجَّسُوا بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ ٱلَّذِي كَانَ يُمَارَسُ هُنَاكَ،‏ لِيَكُونُوا بِٱلتَّالِي مُسْتَعِدِّينَ لِلْعَوْدَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَرَدِّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ عِنْدَمَا يَحِينُ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُعَيَّنُ.‏ وَقَدْ حَانَ هذَا ٱلْوَقْتُ بُعَيْدَ إِخْضَاعِ بَابِلَ سَنَةَ ٥٣٩ ق‌م عَلَى يَدِ ٱلْمَادِيِّينَ وَٱلْفُرْسِ،‏ وَذلِكَ حِينَ أَصْدَرَ ٱلْمَلِكُ ٱلْفَارِسِيُّ كُورُشُ ٱلثَّانِي مَرْسُومًا أَتَاحَ بِمُوجِبِهِ لِلْيَهُودِ فُرْصَةَ ٱلْعَوْدَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَإِعَادَةِ بِنَاءِ هَيْكَلِ يَهْوَه هُنَاكَ.‏ —‏ عز ١:‏١-‏٤‏.‏

٩ فَٱغْتَنَمَ آلَافُ ٱلْيَهُودِ هذِهِ ٱلْفُرْصَةَ وَعَادُوا إِلَى مَوْطِنِهِمْ.‏ (‏عز ٢:‏٦٤-‏٦٧‏)‏ وَتَمَّمُوا بِذلِكَ وَصِيَّةَ إِرْمِيَا ٱلنَّبَوِيَّةَ ٱلَّتِي ٱقْتَضَتْ فِي حَالَتِهِمِ ٱلْهَرَبَ بِمَعْنًى حَرْفِيٍّ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ.‏ (‏اِقْرَأْ إِرْمِيَا ٥١:‏٦،‏ ٤٥،‏ ٥٠‏.‏‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلظُّرُوفَ لَمْ تَسْمَحْ لِجَمِيعِ ٱلْيَهُودِ بِتَكَبُّدِ عَنَاءِ ٱلرِّحْلَةِ ٱلطَّوِيلَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا،‏ كَانَ بِٱسْتِطَاعَةِ ٱلْبَاقِينَ فِي بَابِلَ،‏ كَٱلنَّبِيِّ ٱلْمُسِنِّ دَانِيَالَ،‏ نَيْلُ بَرَكَةِ ٱللهِ شَرِيطَةَ أَنْ يَدْعَمُوا مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلنَّقِيَّةَ ٱلْمُتَمَرْكِزَةَ فِي أُورُشَلِيمَ وَيَبْقَوْا مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ فِي بَابِلَ.‏

١٠ مَا هِيَ بَعْضُ ‹ٱلْأَرْجَاسِ› ٱلَّتِي تَتَحَمَّلُ «بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ» مَسْؤُولِيَّتَهَا؟‏

١٠ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُمَارِسُ ٱلْبَلَايِينُ أَشْكَالًا مُخْتَلِفَةً لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ تَعُودُ جُذُورُهَا إِلَى بَابِلَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ (‏تك ١١:‏٦-‏٩‏)‏ وَتُدْعَى هذِهِ ٱلْأَدْيَانُ مُجْتَمِعَةً «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ،‏ أُمَّ ٱلْعَاهِرَاتِ وَأَرْجَاسِ ٱلْأَرْضِ».‏ (‏رؤ ١٧:‏٥‏)‏ وَلِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ تَارِيخٌ طَوِيلٌ حَافِلٌ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلدَّاعِمَةِ لِحُكَّامِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلسِّيَاسِيِّينَ.‏ وَهُوَ يَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّةَ «أَرْجَاسٍ» عَدِيدَةٍ مِنْ بَيْنِهَا ٱلْحُرُوبُ ٱلْكَثِيرَةُ ٱلَّتِي حَصَدَتْ أَرْوَاحَ مِئَاتِ مَلَايِينِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ «ذُبِحُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏رؤ ١٨:‏٢٤‏)‏ وَتَتَضَمَّنُ هذِهِ «ٱلْأَرْجَاسُ» أَيْضًا مُضَاجَعَةَ ٱلْأَوْلَادِ وَأَشْكَالَ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي يَرْتَكِبُهَا رِجَالُ ٱلدِّينِ وَتَغُضُّ ٱلسُّلُطَاتُ ٱلْكَنَسِيَّةُ ٱلطَّرْفَ عَنْهَا.‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يُطَهِّرَ يَهْوَه ٱللهُ ٱلْأَرْضَ عَمَّا قَرِيبٍ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ!‏ —‏ رؤ ١٨:‏٨‏.‏

١١ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ إِلَى حِينِ دَمَارِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟‏

١١ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ هذِهِ ٱلْأُمُورِ مُلْزَمُونَ بِتَحْذِيرِ ٱلْمُنْتَمِينَ إِلَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ذلِكَ هِيَ تَوْزِيعُ ٱلْكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَيْهَا ٱلَّتِي يُصْدِرُهَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» ٱلَّذِي أَقَامَهُ يَسُوعُ لِيُزَوِّدَ ‹ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي حِينِهِ›.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ وَإِذَا أَعْرَبَ شَخْصٌ مَا عَنِ ٱهْتِمَامٍ بِرِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ تُصْنَعُ ٱلتَّرْتِيبَاتُ لِعَقْدِ دَرْسٍ بَيْتِيٍّ مَعَهُ عَلَى أَمَلِ أَنْ يُدْرِكَ ٱلْحَاجَةَ إِلَى ‹ٱلْهَرَبِ مِنْ وَسَطِ بَابِلَ› قَبْلَ فَوَاتِ ٱلْأَوَانِ.‏ —‏ رؤ ١٨:‏٤‏.‏

اَلْهَرَبُ مِنَ ٱلصَّنَمِيَّةِ

١٢ مَا هِيَ نَظْرَةُ ٱللهِ إِلَى تَكْرِيمِ ٱلصُّوَرِ وَٱلتَّمَاثِيلِ؟‏

١٢ ثَمَّةَ مُمَارَسَةٌ رَجِسَةٌ أُخْرَى شَائِعَةٌ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ هِيَ تَكْرِيمُ ٱلصُّوَرِ وَٱلتَّمَاثِيلِ ٱلَّتِي يَدْعُوهَا ٱللهُ ‹أَرْجَاسًا› وَ ‹أَصْنَامًا قَذِرَةً›.‏ (‏تث ٢٩:‏١٧‏)‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ يُرِيدُ إِرْضَاءَ ٱللهِ أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱلصَّنَمِيَّةَ ٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا هُوَ بِنَفْسِهِ:‏ «أَنَا يَهْوَهُ،‏ هٰذَا ٱسْمِي.‏ وَمَجْدِي لَا أُعْطِيهِ لِآخَرَ،‏ وَلَا تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ».‏ —‏ اش ٤٢:‏٨‏.‏

١٣ مِنْ أَيَّةِ أَشْكَالٍ مَاكِرَةٍ لِلصَّنَمِيَّةِ يَنْبَغِي أَنْ نَهْرُبَ؟‏

١٣ كَمَا تَكْشِفُ كَلِمَةُ ٱللهِ ٱلْقِنَاعَ عَنْ أَشْكَالٍ مَاكِرَةٍ أُخْرَى لِلصَّنَمِيَّةِ.‏ فَهِيَ مَثَلًا تَدْعُو ٱلطَّمَعَ «صَنَمِيَّةً».‏ (‏كو ٣:‏٥‏)‏ وَٱلطَّمَعُ هُوَ ٱشْتِهَاءُ أُمُورٍ لَا تَحِقُّ لَنَا،‏ كَٱلرَّغْبَةِ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى مُمْتَلَكَاتِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏خر ٢٠:‏١٧‏)‏ فَٱلْمَلَاكُ ٱلَّذِي أَصْبَحَ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ ٱشْتَهَى بِطَمَعٍ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِٱلْعَلِيِّ وَيَنَالَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلَّتِي تَحِقُّ لِلهِ فَقَطْ.‏ (‏لو ٤:‏٥-‏٧‏)‏ وَهذَا مَا حَدَا بِهِ إِلَى ٱلتَّمَرُّدِ عَلَى يَهْوَه وَإِغْوَاءِ حَوَّاءَ لِتَشْتَهِيَ أَمْرًا حَرَّمَهُ ٱللهُ.‏ كَذلِكَ آدَمُ ٱرْتَكَبَ ٱلصَّنَمِيَّةَ بِمَعْنًى مِنَ ٱلْمَعَانِي حِينَ سَمَحَ لِرَغْبَتِهِ ٱلْأَنَانِيَّةِ فِي ٱلْبَقَاءِ بِرِفْقَةِ زَوْجَتِهِ أَنْ تَطْغَى عَلَى طَاعَتِهِ لِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُحِبِّ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَجِبُ عَلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْهَرَبَ مِنْ يَوْمِ سُخْطِ ٱللهِ أَنْ يُقَدِّمُوا لَهُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ وَيَرْفُضُوا ٱلِٱسْتِسْلَامَ لِكُلِّ أَشْكَالِ ٱلطَّمَعِ.‏

‏‹اَلْهَرَبُ مِنَ ٱلْعَهَارَةِ›‏

١٤-‏١٦ (‏أ)‏ لِمَ كَانَ يُوسُفُ مِثَالًا يُحْتَذَى بِهِ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلْأَدَبِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ إِذَا سَاوَرَتْنَا رَغْبَةٌ جِنْسِيَّةٌ نَجِسَةٌ؟‏ (‏ج)‏ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَنْجَحَ فِي ٱلْهَرَبِ مِنَ ٱلْعَهَارَةِ؟‏

١٤ اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٦:‏١٨‏.‏ هَلْ تَذْكُرُ كَيْفَ لَاذَ يُوسُفُ حَرْفِيًّا بِٱلْفِرَارِ حِينَ حَاوَلَتْ زَوْجَةُ فُوطِيفَارَ إِغْوَاءَهُ؟‏ لَقَدْ رَسَمَ بِذلِكَ مِثَالًا رَائِعًا لِلْمَسِيحِيِّينَ،‏ عُزَّابًا كَانُوا أَمْ مُتَزَوِّجِينَ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي جَرَتْ قَبْلَ أَيَّامِهِ وَٱلَّتِي بَيَّنَتْ نَظْرَةَ ٱللهِ إِلَى هذَا ٱلْمَوْضُوعِ تَرَكَتْ أَثَرًا فِي ضَمِيرِ يُوسُفَ.‏ لِذلِكَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُطِيعَ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلَّتِي تَأْمُرُنَا ‹بِٱلْهَرَبِ مِنَ ٱلْعَهَارَةِ›،‏ نَتَجَنَّبُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُثِيرَ رَغْبَتَنَا ٱلْجِنْسِيَّةَ تِجَاهَ شَخْصٍ لَيْسَ رَفِيقَ زَوَاجِنَا.‏ يَقُولُ لَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «أَمِيتُوا .‏ .‏ .‏ أَعْضَاءَ جَسَدِكُمْ .‏ .‏ .‏ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ،‏ ٱلنَّجَاسَةِ،‏ ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ،‏ ٱلِٱشْتِهَاءِ ٱلْمُؤْذِي،‏ وَٱلطَّمَعِ ٱلَّذِي هُوَ صَنَمِيَّةٌ.‏ فَإِنَّهُ بِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ يَأْتِي سُخْطُ ٱللهِ».‏ —‏ كو ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

١٥ لَاحِظْ أَنَّ ‹سُخْطَ ٱللهِ آتٍ›.‏ وَبِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ فِي ٱلْعَالَمِ يُنَمُّونَ رَغَبَاتٍ جِنْسِيَّةً غَيْرَ لَائِقَةٍ وَيَسْتَسْلِمُونَ لَهَا،‏ فَعَلَيْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى ٱللهِ لِيُسَاعِدَنَا وَيَمْنَحَنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ كَيْلَا تَتَسَلَّطَ عَلَيْنَا ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْجِنْسِيَّةُ ٱلنَّجِسَةُ.‏ كَمَا أَنَّ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَحُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلْكِرَازَةَ بِٱلْبِشَارَةِ لِمَنْ حَوْلَنَا تُسَاعِدُنَا عَلَى ‹ٱلسَّيْرِ بِٱلرُّوحِ›.‏ وَهكَذَا ‹لَا نُتِمُّ أَيَّةَ شَهْوَةٍ جَسَدِيَّةٍ›.‏ —‏ غل ٥:‏١٦‏.‏

١٦ طَبْعًا،‏ لَنْ ‹نَسِيرَ بِٱلرُّوحِ› إِذَا كُنَّا نُشَاهِدُ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةً.‏ لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يَحْتَرِزَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ مِنْ قِرَاءَةِ أَوْ مُشَاهَدَةِ أَوِ ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى مَوَادَّ مُثِيرَةٍ جِنْسِيًّا.‏ وَمِنْ غَيْرِ ٱللَّائِقِ أَيْضًا ‹لِشَعْبِ ٱللهِ ٱلْمُقَدَّسِ› أَنْ يُسَرُّوا بِإِلْقَاءِ نِكَاتٍ حَوْلَ هذِهِ ٱلْمَوَاضِيعِ أَوْ مُنَاقَشَتِهَا فِي مَا بَيْنَهُمْ.‏ (‏اف ٥:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَبِٱمْتِنَاعِنَا عَنْ فِعْلِ ذلِكَ،‏ نُبَرْهِنُ لِأَبِينَا ٱلْمُحِبِّ أَنَّنَا نَرْغَبُ حَقًّا فِي ٱلْهَرَبِ مِنْ سُخْطِهِ ٱلْآتِي وَٱلْعَيْشِ فِي عَالَمِهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ.‏

اَلْهَرَبُ مِنْ «مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ»‏

١٧،‏ ١٨ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَهْرُبَ مِنْ «مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ»؟‏

١٧ أَلْقَى بُولُسُ ٱلضَّوْءَ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ عَلَى بَعْضِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ تُوَجِّهَ ٱلْعَبِيدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ آنَذَاكَ.‏ فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ تَوَقَّعُوا ٱلِٱنْتِفَاعَ مَادِّيًّا جَرَّاءَ عَمَلِهِمْ تَحْتَ إِمْرَةِ سَادَةٍ مَسِيحِيِّينَ.‏ وَرُبَّمَا حَاوَلَ آخَرُونَ ٱسْتِغْلَالَ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِيِّ مِنْ أَجْلِ ٱلرِّبْحِ ٱلْأَنَانِيِّ.‏ لِذلِكَ حَذَّرَهُمْ بُولُسُ مِنَ ٱلظَّنِّ «أَنَّ ٱلتَّعَبُّدَ للهِ وَسِيلَةُ رِبْحٍ [مَادِّيٍّ]».‏ وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ أَصْلَ ٱلْمُشْكِلَةِ قَدْ يَكُونُ «مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ» ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ سَلْبًا عَلَى ٱلْأَغْنِيَاءِ وَٱلْفُقَرَاءِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ —‏ ١ تي ٦:‏١،‏ ٢،‏ ٥،‏ ٩،‏ ١٠‏.‏

١٨ هَلْ تَخْطُرُ فِي بَالِكَ أَمْثِلَةٌ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ أَشْخَاصٍ تَقَوَّضَتْ عَلَاقَتُهُمْ بِٱللهِ بِسَبَبِ «مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ» أَوْ مَحَبَّةِ ٱلْأَشْيَاءِ غَيْرِ ٱلضَّرُورِيَّةِ ٱلَّتِي يُؤَمِّنُهَا ٱلْمَالُ؟‏ (‏يش ٧:‏١١،‏ ٢١؛‏ ٢ مل ٥:‏٢٠،‏ ٢٥-‏٢٧‏)‏ حَثَّ بُولُسُ تِيمُوثَاوُسَ:‏ ‹يَا رَجُلَ ٱللهِ،‏ ٱهْرُبْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ.‏ وَٱسْعَ فِي أَثَرِ ٱلْبِرِّ وَٱلتَّعَبُّدِ للهِ وَٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلْوَدَاعَةِ›.‏ (‏١ تي ٦:‏١١‏)‏ وَٱلْعَمَلُ بِمُوجِبِ هذِهِ ٱلنَّصِيحَةِ ضَرُورَةٌ مُلِحَّةٌ لِلنَّجَاةِ مِنْ يَوْمِ ٱلسُّخْطِ ٱلْآتِي.‏

‏‹اَلْهَرَبُ مِنَ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلشَّبَابِيَّةِ›‏

١٩ إِلَامَ يَحْتَاجُ جَمِيعُ ٱلْأَحْدَاثِ؟‏

١٩ اِقْرَأْ امثال ٢٢:‏١٥‏.‏ إِنَّ ٱلْحَمَاقَةَ فِي قَلْبِ ٱلْحَدَثِ تَقُودُهُ بِسُهُولَةٍ إِلَى ٱلضَّلَالِ.‏ وَٱلتَّأْدِيبُ ٱلْمُؤَسَّسُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ أَحَدُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي قَدْ تَحُولُ دُونَ ذلِكَ.‏ مِنْ نَاحِيَةٍ ثَانِيَةٍ،‏ يَبْحَثُ أَحْدَاثٌ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ وَالِدُوهُمْ لَيْسُوا فِي ٱلْحَقِّ عَنِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْمُسَطَّرَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيَسْعَوْنَ إِلَى تَطْبِيقِهَا،‏ فِي حِينِ يَسْتَفِيدُ آخَرُونَ مِنَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْحَكِيمَةِ ٱلَّتِي يُسْدِيهَا لَهُمُ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلنَّاضِجُونَ رُوحِيًّا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَٱلْعَمَلُ بِمُوجِبِ هذِهِ ٱلنَّصَائِحِ،‏ بِصَرْفِ ٱلنَّظَرِ عَمَّنْ يُقَدِّمُهَا،‏ يُضْفِي سَعَادَةً عَلَى حَيَاةِ ٱلْحَدَثِ ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ —‏ عب ١٢:‏٨-‏١١‏.‏

٢٠ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَحْدَاثِ أَنْ يَهْرُبُوا مِنَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ؟‏

٢٠ اِقْرَأْ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٠-‏٢٢‏.‏ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَنَالُوا تَأْدِيبًا نَافِعًا وَقَعُوا فَرِيسَةَ مُمَارَسَاتٍ وَرَغَبَاتٍ حَمْقَاءَ مِثْلِ رُوحِ ٱلْمُنَافَسَةِ،‏ ٱلطَّمَعِ،‏ ٱلْعَهَارَةِ،‏ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ،‏ وَٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْمَلَذَّاتِ.‏ فَهذِهِ ٱلْأُمُورُ تَعْكِسُ «ٱلشَّهَوَاتِ ٱلشَّبَابِيَّةَ» ٱلَّتِي يَحُضُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ٱلْهَرَبِ مِنْهَا.‏ وَٱلْهَرَبُ يَتَطَلَّبُ مِنَ ٱلْحَدَثِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنْ يَحْتَرِسَ مِنَ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْمُؤْذِيَةِ،‏ أَيًّا كَانَ مَصْدَرُهَا.‏ وَمَا يُفِيدُ خُصُوصًا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ ٱلْمَشُورَةُ ٱلْإِلهِيَّةُ ٱلَّتِي تُشَجِّعُنَا أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْإِلهِيَّةِ «مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ ٱلرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ».‏

٢١ أَيُّ وَعْدٍ رَائِعٍ أَعْطَاهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِشَأْنِ أَتْبَاعِهِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ؟‏

٢١ سَوَاءٌ كُنَّا كِبَارًا أَمْ صِغَارًا،‏ فَإِنَّ رَفْضَنَا ٱلِٱسْتِمَاعَ إِلَى ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ تَضْلِيلَنَا يُظْهِرُ رَغْبَتَنَا فِي ٱلْكَيْنُونَةِ بَيْنَ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ ‹يَهْرُبُونَ مِنْ صَوْتِ ٱلْغُرَبَاءِ›.‏ (‏يو ١٠:‏٥‏)‏ لكِنَّ ٱلْهَرَبَ مِنَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْمُؤْذِيَةِ لَا يَكْفِي لِلنَّجَاةِ مِنْ يَوْمِ سُخْطِ ٱللهِ.‏ فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ صِفَاتٍ بَنَّاءَةٍ.‏ وَسَتَبْحَثُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ فِي سَبْعٍ مِنْ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ.‏ وَلَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلتَّعَمُّقِ فِي هذِهِ ٱلْمَوَادِّ لِأَنَّ يَسُوعَ أَعْطَى هذَا ٱلْوَعْدَ ٱلرَّائِعَ:‏ «أَنَا أُعْطِي [خِرَافِي] حَيَاةً أَبَدِيَّةً،‏ فَلَنْ تَهْلِكَ أَبَدًا،‏ وَلَنْ يَخْطَفَهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي».‏ —‏ يو ١٠:‏٢٨‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• أَيُّ تَحْذِيرٍ وَجَّهَهُ يَسُوعُ إِلَى ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ؟‏

‏• أَيُّ وَضْعٍ خَطِرٍ يُوَاجِهُهُ ٱلْمَلَايِينُ ٱلْيَوْمَ؟‏

‏• مِنْ أَيَّةِ أَشْكَالٍ مَاكِرَةٍ لِلصَّنَمِيَّةِ يَنْبَغِي أَنْ نَهْرُبَ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

مَاذَا يَخْطُرُ فِي بَالِكَ حِينَ تَسْمَعُ كَلِمَةَ «هَرَبَ»؟‏