الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

صفات ينبغي ان نسعى في اثرها

صفات ينبغي ان نسعى في اثرها

صِفَاتٌ يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِهَا

‏«اِسْعَ فِي أَثَرِ ٱلْبِرِّ وَٱلتَّعَبُّدِ للهِ وَٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلْوَدَاعَةِ».‏ —‏ ١ تي ٦:‏١١‏.‏

١ أَوْضِحُوا مِنْ خِلَالِ ٱلْمَثَلَيْنِ ٱلْمَذْكُورَيْنِ مَا يُمْكِنُ أَنْ تَعْنِيَهُ كَلِمَةُ «سَعْيٌ».‏

أَيَّةُ حَوَادِثَ تَرِدُ عَلَى خَاطِرِكَ حِينَ تَسْمَعُ كَلِمَةَ «سَعْيٌ»؟‏ قَدْ تَعُودُ بِكَ ٱلذَّاكِرَةُ إِلَى أَيَّامِ مُوسَى حِينَ سَعَى ٱلْجَيْشُ ٱلْمِصْرِيُّ وَرَاءَ إِسْرَائِيلَ،‏ فَكَابَدَ كَارِثَةً عَظِيمَةً فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ.‏ (‏خر ١٤:‏٢٣‏)‏ أَوْ رُبَّمَا تَتَذَكَّرُ مَا كَانَ يَحْدُثُ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ حِينَ يَرْتَكِبُ شَخْصٌ مَا ٱلْقَتْلَ سَهْوًا.‏ فَبِمَا أَنَّ حَيَاةَ ٱلْقَاتِلِ تَكُونُ فِي خَطَرٍ،‏ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَهْرُبَ فَوْرًا إِلَى إِحْدَى مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ ٱلسِّتِّ.‏ وَإِلَّا «فَيَسْعَى ٱلْمُنْتَقِمُ لِلدَّمِ وَرَاءَ ٱلْقَاتِلِ إِذْ يَضْطَرِمُ قَلْبُهُ،‏ وَيُدْرِكُهُ لِطُولِ ٱلطَّرِيقِ وَيَقْتُلُ نَفْسَهُ».‏ —‏ تث ١٩:‏٦‏.‏

٢ (‏أ)‏ مَا هِيَ ٱلْجَائِزَةُ ٱلَّتِي دَعَا ٱللهُ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى ٱلسَّعْيِ نَحْوَهَا؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ رَجَاءٍ يُخَبِّئُهُ يَهْوَه لِمُعْظَمِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ؟‏

٢ مِنْ نَاحِيَةٍ ثَانِيَةٍ،‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي كَتَبَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «أَنَا أَسْعَى نَحْوَ ٱلْهَدَفِ لِأَجْلِ جَائِزَةِ دَعْوَةِ ٱللهِ ٱلْعُلْيَا بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏في ٣:‏١٤‏)‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُظْهِرُ أَنَّ ١٤٤٬٠٠٠ مَسِيحِيٍّ مَمْسُوحٍ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ بُولُسُ،‏ سَيَنَالُونَ جَائِزَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ وَيَمْلِكُونَ مَعَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ خِلَالَ حُكْمِهِ ٱلْأَلْفِيِّ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَيَا لَهذَا ٱلْهَدَفِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي دَعَا ٱللهُ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصَ إِلَى ٱلسَّعْيِ نَحْوَهُ!‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْغَالِبِيَّةَ ٱلْعُظْمَى مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْهِمْ رَجَاءٌ أَوْ هَدَفٌ مِنْ نَوْعٍ آخَرَ.‏ فَيَهْوَه سَيَهَبُهُمْ بِمَحَبَّةٍ مَا خَسِرَهُ آدَمُ وَحَوَّاءُ:‏ اَلْعَيْشَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ وَهُمْ بِكَامِلِ صِحَّتِهِمْ وَعَافِيَتِهِمْ.‏ —‏ رؤ ٧:‏٤،‏ ٩؛‏ ٢١:‏١-‏٤‏.‏

٣ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنْ تَقْدِيرِنَا لِنِعْمَةِ ٱللهِ؟‏

٣ وَلكِنْ مَهْمَا بَذَلَ ٱلْبَشَرُ ٱلْخُطَاةُ مِنْ جُهُودٍ لِفِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ،‏ يَبْقَوْنَ غَيْرَ جَدِيرِينَ بِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏اش ٦٤:‏٦‏)‏ فَهذَا ٱلرَّجَاءُ لَيْسَ مُمْكِنًا إِلَّا مِنْ خِلَالِ ٱلْإِيمَانِ بِتَدْبِيرِ ٱللهِ ٱلْحُبِّيِّ لِلْخَلَاصِ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ فَمَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِنُعْرِبَ عَنْ تَقْدِيرِنَا لِنِعْمَةِ ٱللهِ هذِهِ؟‏ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ بِإِطَاعَةِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «اِسْعَ فِي أَثَرِ ٱلْبِرِّ وَٱلتَّعَبُّدِ للهِ وَٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلْوَدَاعَةِ».‏ (‏١ تي ٦:‏١١‏)‏ وَٱلتَّأَمُّلُ مَلِيًّا فِي هذِهِ ٱلصِّفَاتِ يَزِيدُ مِنْ تَصْمِيمِنَا عَلَى مُوَاصَلَةِ ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِهَا «عَلَى وَجْهٍ أَكْمَلَ».‏ —‏ ١ تس ٤:‏١‏.‏

‏«اِسْعَ فِي أَثَرِ ٱلْبِرِّ»‏

٤ لِمَ نَحْنُ أَكِيدُونَ أَنَّ ٱلسَّعْيَ فِي أَثَرِ «ٱلْبِرِّ» غَايَةٌ فِي ٱلْأَهَمِّيَّةِ،‏ وَمَا هِيَ إِحْدَى أُولَى ٱلْخُطُوَاتِ لِفِعْلِ ذلِكَ؟‏

٤ تَحَدَّثَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي رِسَالَتَيْهِ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ عَنْ صِفَاتٍ يَنْبَغِي ٱلسَّعْيُ فِي أَثَرِهَا،‏ مُدْرِجًا صِفَةَ «ٱلْبِرِّ» أَوَّلًا فِي ٱلْمَرَّتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا.‏ (‏١ تي ٦:‏١١؛‏ ٢ تي ٢:‏٢٢‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ كَثِيرًا مَا تُشَجِّعُنَا آيَاتٌ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ (‏ام ١٥:‏٩؛‏ ٢١:‏٢١؛‏ اش ٥١:‏١‏)‏ وَإِحْدَى أُولَى ٱلْخُطُوَاتِ لِفِعْلِ ذلِكَ هِيَ ‹أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ عَنِ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ،‏ وَعَنِ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ›.‏ (‏يو ١٧:‏٣‏)‏ عِنْدَئِذٍ،‏ يَصِيرُ لَدَى ٱلْمَرْءِ حَافِزٌ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ عَنْ خَطَايَاهُ ٱلسَّابِقَةِ وَ ‹ٱلرُّجُوعِ› لِفِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللهِ.‏ —‏ اع ٣:‏١٩‏.‏

٥ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَحُوزَ وَنُحَافِظَ عَلَى مَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ ٱللهِ؟‏

٥ وَٱلْمَلَايِينُ ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ بِصِدْقٍ فِي أَثَرِ ٱلْبِرِّ يَنْذُرُونَ حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَه وَيَرْمُزُونَ إِلَى ذلِكَ بِمَعْمُودِيَّةِ ٱلْمَاءِ.‏ فَإِذَا كُنْتَ مَسِيحِيًّا مُعْتَمِدًا،‏ فَهَلْ فَكَّرْتَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُسْتَدَلَّ مِنْ مَسْلَكِكَ أَنَّكَ تُوَاظِبُ عَلَى ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي تُظْهِرُهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ طَرِيقَةُ حَيَاتِكَ ٱلْآنَ؟‏ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ذلِكَ هِيَ أَنْ تُمَيِّزَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بَيْنَ «ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ» عِنْدَمَا تُضْطَرُّ إِلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ هَامَّةٍ فِي حَيَاتِكَ.‏ (‏اِقْرَأْ عبرانيين ٥:‏١٤‏.‏‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِذَا كُنْتَ أَعْزَبَ وَفِي سِنٍّ تُؤَهِّلُكَ لِلزَّوَاجِ،‏ فَهَلْ أَنْتَ مُصَمِّمٌ كُلَّ ٱلتَّصْمِيمِ عَلَى عَدَمِ إِقَامَةِ أَيَّةِ عَلَاقَةٍ رُومَنْطِيقِيَّةٍ مَعَ شَخْصٍ لَيْسَ مَسِيحِيًّا مُعْتَمِدًا؟‏ إِذَا كُنْتَ تَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلْبِرِّ،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّكَ صَادِقُ ٱلْعَزْمِ فِي ذلِكَ.‏ —‏ ١ كو ٧:‏٣٩‏.‏

٦ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلسَّعْيُ ٱلصَّادِقُ فِي أَثَرِ ٱلْبِرِّ؟‏

٦ وَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَتَحَلَّى بِٱلْبِرِّ يَخْتَلِفُ عَمَّنْ يَتَّصِفُ بِٱلْبِرِّ ٱلذَّاتِيِّ أَوْ عَنِ ‹ٱلْبَارِّ بِإِفْرَاطٍ›.‏ (‏جا ٧:‏١٦‏)‏ وَقَدْ حَذَّرَ يَسُوعُ مِنْ بِرٍّ كَهذَا يَهْدِفُ ٱلْمَرْءُ مِنْ خِلَالِهِ أَنْ يَبْدُوَ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ.‏ (‏مت ٦:‏١‏)‏ فَٱلسَّعْيُ ٱلصَّادِقُ فِي أَثَرِ ٱلْبِرِّ لَهُ عَلَاقَةٌ بِٱلْقَلْبِ،‏ إِذْ يَتَطَلَّبُ تَصْوِيبَ ٱلْأَفْكَارِ وَٱلْمَوَاقِفِ ٱلْخَاطِئَةِ وَكَذلِكَ ٱلتَّخَلُّصَ مِنَ ٱلدَّوَافِعِ وَٱلرَّغَبَاتِ غَيْرِ ٱللَّائِقَةِ.‏ وَإِذَا دَاوَمْنَا عَلَى فِعْلِ ذلِكَ،‏ فَلَنْ نَرْتَكِبَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ خَطَايَا خَطِيرَةً.‏ (‏اِقْرَأْ امثال ٤:‏٢٣‏؛‏ قَارِنْ يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏)‏ كَمَا أَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُنَا وَيَدْعَمُنَا فِي سَعْيِنَا إِلَى تَنْمِيَةِ صِفَاتٍ مَسِيحِيَّةٍ مُهِمَّةٍ أُخْرَى.‏

‏«اِسْعَ فِي أَثَرِ .‏ .‏ .‏ ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ»‏

٧ مَا هُوَ «ٱلتَّعَبُّدُ لِلهِ»؟‏

٧ يَقْتَضِي ٱلتَّعَبُّدُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ جَادًّا فِي ٱنْتِذَارِهِ وَوَلِيًّا إِلَى أَقْصَى ٱلْحُدُودِ.‏ وَيَذْكُرُ أَحَدُ قَوَامِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ» تُشِيرُ إِلَى «ٱمْتِلَاكِ ٱلْمَوْقِفِ ٱلسَّلِيمِ ٱلَّذِي يَدْفَعُ ٱلْمَرْءَ أَنْ يَكُونَ شَدِيدَ ٱلْحِرْصِ عَلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ خَوْفِ ٱللهِ».‏ وَقَدْ أَخْفَقَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي مُعْظَمِ ٱلْأَحْيَانِ فِي إِظْهَارِ تَعَبُّدٍ كَهذَا،‏ كَمَا يُرَى مِنْ أَعْمَالِ ٱلْعِصْيَانِ ٱلَّتِي ٱرْتَكَبُوهَا مَعَ أَنَّهُمْ شَهِدُوا كَيْفَ حَرَّرَهُمُ ٱللهُ مِنْ مِصْرَ.‏

٨ (‏أ)‏ أَيُّ سُؤَالٍ نَشَأَ بِسَبَبِ خَطِيَّةِ آدَمَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ كُشِفَ ٱلنِّقَابُ عَنْ هذَا «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ»؟‏

٨ وَطَوَالَ آلَافِ ٱلسِّنِينَ ٱلَّتِي مَرَّتْ بَعْدَمَا ٱرْتَكَبَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ آدَمُ ٱلْخَطِيَّةَ،‏ بَقِيَ ٱلسُّؤَالُ ٱلتَّالِي دُونَ إِجَابَةٍ:‏ «هَلْ يُمْكِنُ لِأَيٍّ مِنَ ٱلْبَشَرِ أَنْ يُعْرِبَ عَنْ تَعَبُّدٍ كَامِلٍ لِلهِ؟‏».‏ فَخِلَالَ كُلِّ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلطَّوِيلَةِ،‏ مَا مِنْ إِنْسَانٍ خَاطِئٍ تَمَكَّنَ مِنْ فِعْلِ ذلِكَ.‏ لكِنَّ يَهْوَه فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ كَشَفَ ٱلنِّقَابَ عَنْ هذَا «ٱلسِّرِّ ٱلْمُقَدَّسِ».‏ فَقَدْ نَقَلَ حَيَاةَ مَوْلُودِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْوَحِيدِ إِلَى رَحِمِ مَرْيَمَ لِيُولَدَ كَإِنْسَانٍ كَامِلٍ.‏ فَأَظْهَرَ يَسُوعُ خِلَالَ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَمَوْتِهِ مِيتَةً مُخْزِيَةً مَا يَعْنِيهِ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ جَادًّا فِي ٱنْتِذَارِهِ وَوَلِيًّا لِلهِ إِلَى أَقْصَى ٱلْحُدُودِ.‏ كَمَا عَبَّرَتْ صَلَوَاتُهُ عَنْ تَوْقِيرِهِ ٱلْعَمِيقِ لِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُحِبِّ.‏ (‏مت ١١:‏٢٥؛‏ يو ١٢:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ أَوْحَى يَهْوَه لِبُولُسَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى ذِكْرِ «ٱلتَّعَبُّدِ للهِ» فِي مَعْرِضِ وَصْفِهِ لِمَسْلَكِ حَيَاةِ يَسُوعَ ٱلْمِثَالِيِّ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

٩ كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ؟‏

٩ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنْ تَعَبُّدٍ كَامِلٍ لِلهِ بِسَبَبِ طَبِيعَتِنَا ٱلنَّاقِصَةِ،‏ إِنَّمَا بِٱسْتِطَاعَتِنَا ٱلسَّعْيُ فِي أَثَرِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ بِٱتِّبَاعِنَا قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ ٱلْقُدْوَةَ ٱلَّتِي تَرَكَهَا لَنَا ٱلْمَسِيحُ.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١‏)‏ وَهكَذَا لَا نَتَشَبَّهُ بِٱلْمُرَائِينَ ٱلَّذِينَ «لَهُمْ شَكْلُ ٱلتَّعَبُّدِ للهِ وَلٰكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهُ».‏ (‏٢ تي ٣:‏٥‏)‏ مِنْ نَاحِيَةٍ ثَانِيَةٍ،‏ يَشْمُلُ ٱلتَّعَبُّدُ ٱلْحَقِيقِيُّ لِلهِ مَظْهَرَنَا ٱلْخَارِجِيَّ.‏ فَيَنْبَغِي أَنْ يَعْكِسَ لِبَاسُنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ ‹ٱلْوَرَعَ›،‏ سَوَاءٌ كُنَّا مَثَلًا نَنْتَقِي ثَوْبًا لِلزِّفَافِ أَوْ مَلَابِسَ لِلتَّسَوُّقِ.‏ (‏١ تي ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَٱلسَّعْيُ فِي أَثَرِ ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ يَسْتَلْزِمُ أَخْذَ مَقَايِيسِ ٱللهِ ٱلْبَارَّةِ فِي ٱلْحُسْبَانِ خِلَالَ حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏

‏«اِسْعَ فِي أَثَرِ .‏ .‏ .‏ ٱلْإِيمَانِ»‏

١٠ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنُحَافِظَ عَلَى إِيمَانِنَا قَوِيًّا؟‏

١٠ اِقْرَأْ روما ١٠:‏١٧‏.‏ إِذَا أَرَادَ ٱلْمَسِيحِيُّ أَنْ يَمْتَلِكَ وَيُحَافِظَ عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ،‏ فَعَلَيْهِ أَنْ يُثَابِرَ عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ وَقَدْ زَوَّدَنَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» بِٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلرَّائِعَةِ مِثْلِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ عَاشَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ،‏ ٱسْتَمِعْ إِلَى ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ،‏ وَ ‏«تَعَالَ ٱتْبَعْنِي».‏ فَهذِهِ ٱلْكُتُبُ ٱلْمُمَيَّزَةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُوَثِّقَ مَعْرِفَتَنَا بِٱلْمَسِيحِ لِنَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ كَمَا يُرَتِّبُ صَفُّ ٱلْعَبْدِ لِعَقْدِ ٱجْتِمَاعَاتٍ وَمَحَافِلَ يُبْرِزُ ٱلْكَثِيرُ مِنْهَا «ٱلْكَلِمَةَ عَنِ ٱلْمَسِيحِ».‏ فَهَلْ تُفَتِّشُ عَنْ طَرَائِقَ لِتَسْتَفِيدَ أَكْثَرَ مِنْ هذِهِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ فِيمَا ‹تَنْتَبِهُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْمُعْتَادِ› لِمَا يُزَوِّدُهُ ٱللهُ؟‏ —‏ عب ٢:‏١‏.‏

١١ مَا هُوَ دَوْرُ ٱلصَّلَاةِ وَٱلطَّاعَةِ فِي سَعْيِنَا فِي أَثَرِ ٱلْإِيمَانِ؟‏

١١ وَمَا يُسَاعِدُنَا أَيْضًا عَلَى بِنَاءِ إِيمَانٍ قَوِيٍّ هُوَ ٱلصَّلَاةُ.‏ اِلْتَمَسَ ٱلرُّسُلُ ذَاتَ مَرَّةٍ مِنْ يَسُوعَ أَنْ ‹يَزِيدَهُمْ إِيمَانًا›.‏ وَنَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا أَنْ نَلْتَمِسَ مِنَ ٱللهِ بِتَوَاضُعٍ ٱلْأَمْرَ عَيْنَهُ.‏ (‏لو ١٧:‏٥‏)‏ فَلِكَيْ نَزِيدَ إِيمَانَنَا،‏ يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِمُسَاعَدَةِ رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ،‏ لِأَنَّ ٱلْإِيمَانَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ هذَا ٱلرُّوحِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يَقْوَى إِيمَانُنَا بِإِطَاعَةِ وَصَايَا ٱللهِ.‏ فَقَدْ نَسْعَى مَثَلًا إِلَى تَكْثِيفِ جُهُودِنَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ مَا يَجْعَلُنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ نَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ غَامِرَةٍ.‏ وَسَيَنْمُو إِيمَانُنَا فِيمَا نَتَأَمَّلُ فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَتَمَتَّعُ بِهَا نَتِيجَةَ ‹طَلَبِ مَلَكُوتِ ٱللهِ وَبِرِّهِ أَوَّلًا›.‏ —‏ مت ٦:‏٣٣‏.‏

‏«اِسْعَ فِي أَثَرِ .‏ .‏ .‏ ٱلْمَحَبَّةِ»‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ مَا هِيَ وَصِيَّةُ يَسُوعَ ٱلْجَدِيدَةُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّبِيهَةِ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

١٢ اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٥:‏١،‏ ٢‏.‏ زَوَّدَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِمَشُورَةٍ عَمَلِيَّةٍ تُظْهِرُ لَهُمْ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُحِبُّوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ.‏ فَتَعَبُّدُنَا لِلهِ يُلْزِمُنَا بِإِطَاعَةِ وَصِيَّةِ يَسُوعَ ٱلْجَدِيدَةِ أَنْ ‹نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا› كَمَا أَحَبَّنَا هُوَ.‏ (‏يو ١٣:‏٣٤‏)‏ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَعِيشَةُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ وَرَأَى أَخَاهُ مُحْتَاجًا وَحَجَبَ حَنَانَهُ عَنْهُ،‏ فَكَيْفَ تَبْقَى مَحَبَّةُ ٱللهِ فِيهِ؟‏».‏ (‏١ يو ٣:‏١٧‏)‏ فَهَلْ تَتَذَكَّرُ مُنَاسَبَاتٍ أَعْرَبْتَ فِيهَا عَمَلِيًّا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ؟‏

١٣ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ،‏ نَحْنُ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلْمَحَبَّةِ حِينَ نُسَامِحُ إِخْوَتَنَا عِوَضَ أَنْ نُضْمِرَ لَهُمُ ٱلِٱسْتِيَاءَ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ يوحنا ٤:‏٢٠‏.‏‏)‏ فَبِذلِكَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَرْغَبُ فِي ٱتِّبَاعِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ.‏ كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ،‏ هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا».‏ (‏كو ٣:‏١٣‏)‏ فَإِذَا أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَحَدُهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُطَبِّقَ هذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ وَتُسَامِحَهُ عَلَى مَا فَعَلَ؟‏

‏«اِسْعَ فِي أَثَرِ .‏ .‏ .‏ ٱلِٱحْتِمَالِ»‏

١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ فِي فِيلَادِلْفِيَا؟‏

١٤ قَدْ نَبْذُلُ جُهْدًا دَؤُوبًا لِنُحَقِّقَ هَدَفًا قَصِيرَ ٱلْأَمَدِ،‏ لكِنَّنَا نَحْتَاجُ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ بِكَثِيرٍ إِذَا كَانَ ٱلْهَدَفُ صَعْبًا وَأَبْعَدَ مِمَّا نَتَوَقَّعُ.‏ إِذًا مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلسَّعْيَ لِبُلُوغِ هَدَفِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ يَتَطَلَّبُ ٱلِٱحْتِمَالَ.‏ قَالَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ لِلْجَمَاعَةِ فِي فِيلَادِلْفِيَا:‏ «لِأَنَّكَ حَفِظْتَ مَا قُلْتُهُ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ فَسَأَحْفَظُكَ أَنَا أَيْضًا فِي سَاعَةِ ٱلِٱمْتِحَانِ».‏ (‏رؤ ٣:‏١٠‏؛‏ حَاشِيَةُ ترجمة العالم الجديد،‏ بشواهد ‏[بالانكليزية])‏ فَقَدْ عَلَّمَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ صِفَةٌ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْوُقُوفِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ وَٱلتَّجَارِبِ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ فِي جَمَاعَةِ فِيلَادِلْفِيَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَظْهَرُوا ٱحْتِمَالًا يُحْتَذَى بِهِ خِلَالَ ٱمْتِحَانَاتٍ كَثِيرَةٍ لِإِيمَانِهِمْ.‏ لِذلِكَ أَكَّدَ لَهُمْ يَسُوعُ أَنَّهُ سَيَمُدُّهُمْ بِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمُسَاعَدَةِ فِي ٱمْتِحَانٍ أَصْعَبَ يُوشِكُ أَنْ يَحْدُثَ.‏ —‏ لو ١٦:‏١٠‏.‏

١٥ مَاذَا عَلَّمَ يَسُوعُ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

١٥ لَقَدْ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّ أَتْبَاعَهُ سَيُبْغَضُونَ مِنْ أَقَارِبِهِمْ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلنَّاسِ بِشَكْلٍ عَامٍّ.‏ لِذلِكَ شَجَّعَهُمْ فِي مُنَاسَبَتَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ:‏ «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ».‏ (‏مت ١٠:‏٢٢؛‏ ٢٤:‏١٣‏)‏ وَأَوْضَحَ لَهُمْ أَيْضًا كَيْفَ سَيَنَالُونَ آنَذَاكَ ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ لِلِٱحْتِمَالِ.‏ فَفِي أَحَدِ ٱلْأَمْثَالِ،‏ شَبَّهَ ٱلتُّرْبَةَ ٱلصَّخْرِيَّةَ بِمَنْ «يَقْبَلُونَ كَلِمَةَ [ٱللهِ] بِفَرَحٍ» لكِنَّهُمْ يَزِلُّونَ بَعِيدًا عِنْدَمَا يُمْتَحَنُ إِيمَانُهُمْ.‏ أَمَّا أَتْبَاعُهُ ٱلْأُمَنَاءُ فَشَبَّهَهُمْ بِٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ لِأَنَّهُمْ «يَحْفَظُونَ» كَلِمَةَ ٱللهِ «وَيُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ».‏ —‏ لو ٨:‏١٣،‏ ١٥‏.‏

١٦ أَيُّ تَدْبِيرٍ حُبِّيٍّ سَاعَدَ ٱلْمَلَايِينَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

١٦ هَلْ لَاحَظْتَ مَا هُوَ ٱلسِّرُّ ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏ إِنَّهُ «حِفْظُ» كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ أَيْ إِبْقَاؤُهَا حَيَّةً فِي قُلُوبِنَا وَعُقُولِنَا.‏ وَمَا يُسَهِّلُ عَلَيْنَا فِعْلَ ذلِكَ حِيَازَتُنَا تَرْجَمَةً دَقِيقَةً وَسَهْلَةَ ٱلْقِرَاءَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّتِي لَا تَنْفَكُّ تَصْدُرُ بِأَعْدَادٍ مُتَزَايِدَةٍ مِنَ ٱللُّغَاتِ.‏ فَإِذَا تَأَمَّلْنَا يَوْمِيًّا فِي جُزْءٍ مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ نَنَالُ ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ لِنَسْتَمِرَّ فِي ٱلْإِثْمَارِ «بِٱلِٱحْتِمَالِ».‏ —‏ مز ١:‏١،‏ ٢‏.‏

‏«اِسْعَ فِي أَثَرِ .‏ .‏ .‏ ٱلْوَدَاعَةِ» وَٱلسَّلَامِ

١٧ (‏أ)‏ لِمَ «ٱلْوَدَاعَةُ» بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ؟‏

١٧ مَا مِنْ أَحَدٍ يُحِبُّ أَنْ تُوَجَّهَ إِلَيْهِ ٱتِّهَامَاتٌ بَاطِلَةٌ أَوِ ٱنْتِقَادَاتٌ مُجْحِفَةٌ.‏ فَحِينَ يَتَعَرَّضُ ٱلْمَرْءُ لِذلِكَ،‏ غَالِبًا مَا تَثُورُ ثَائِرَتُهُ مُدَافِعًا عَنْ نَفْسِهِ بِٱنْفِعَالٍ.‏ وَلكِنْ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ أَنْ يُعْرِبَ عَنِ «ٱلْوَدَاعَةِ» فِي حَالَاتٍ كَهذِهِ!‏ (‏اِقْرَأْ امثال ١٥:‏١‏.‏‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ذلِكَ لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ،‏ فَهُوَ يَتَطَلَّبُ مِنَّا قُوَّةً كَبِيرَةً.‏ وَقَدْ رَسَمَ لَنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي هذَا ٱلشَّأْنِ.‏ فَٱلسِّجِلُّ يَقُولُ إِنَّهُ «مَا كَانَ يَرُدُّ ٱلشَّتْمَ وَهُوَ يُشْتَمُ،‏ وَلَا كَانَ يُهَدِّدُ وَهُوَ يَتَأَلَّمُ،‏ بَلْ بَقِيَ مُسَلِّمًا أَمْرَهُ لِمَنْ يَدِينُ بِٱلْبِرِّ».‏ (‏١ بط ٢:‏٢٣‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَعْجَزُ عَنْ بُلُوغِ مُسْتَوَى يَسُوعَ فِي إِظْهَارِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ،‏ وَلكِنْ أَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْعَى إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْهَا بِشَكْلٍ أَفْضَلَ؟‏

١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّحَلِّي بِٱلْوَدَاعَةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ صِفَةٍ أُخْرَى يَجْرِي حَثُّنَا عَلَى ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِهَا؟‏

١٨ وَعَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ لِنَكُنْ «مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِلدِّفَاعِ» عَنْ مُعْتَقَدَاتِنَا «بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ».‏ (‏١ بط ٣:‏١٥‏)‏ فَتَحَلِّينَا بِٱلْوَدَاعَةِ يَحُولُ دُونَ تَصَعُّدِ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ فِي ٱلرَّأْيِ وَتَحَوُّلِهَا إِلَى مُجَادَلَاتٍ حَامِيَةٍ،‏ سَوَاءٌ مَعَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ أَوْ مَعَ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏٢ تي ٢:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ تُسَاهِمُ ٱلْوَدَاعَةُ فِي تَمَتُّعِنَا بِٱلسَّلَامِ.‏ وَرُبَّمَا لِهذَا ٱلسَّبَبِ أَدْرَجَ بُولُسُ صِفَةَ «ٱلسَّلَامِ» فِي رِسَالَتِهِ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ،‏ حَاثًّا إِيَّانَا عَلَى ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِهَا.‏ (‏٢ تي ٢:‏٢٢‏؛‏ قارن ١ تيموثاوس ٦:‏١١‏.‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ «ٱلسَّلَامَ» صِفَةٌ أُخْرَى تَحُضُّنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَلَى تَنْمِيَتِهَا.‏ —‏ مز ٣٤:‏١٤؛‏ عب ١٢:‏١٤‏.‏

١٩ بَعْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي هذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلسَّبْعِ،‏ عَلَامَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ وَلِمَاذَا؟‏

١٩ لَقَدْ تَأَمَّلْنَا بِإِيجَازٍ فِي سَبْعِ صِفَاتٍ مَسِيحِيَّةٍ يَنْبَغِي لَنَا ٱلسَّعْيُ فِي أَثَرِهَا:‏ اَلْبِرِّ،‏ ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ،‏ ٱلْإِيمَانِ،‏ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ ٱلْوَدَاعَةِ،‏ وَٱلسَّلَامِ.‏ فَكَمْ هُوَ رَائِعٌ أَنْ يَبْذُلَ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ فِي كُلِّ ٱلْجَمَاعَاتِ جُهُودًا حَثِيثَةً لِلْإِعْرَابِ عَلَى وَجْهٍ أَكْمَلَ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلثَّمِينَةِ!‏ فَبِذلِكَ يُكْرِمُونَ يَهْوَه وَيَسْمَحُونَ لَهُ أَنْ يَصُوغَهُمْ بِطَرِيقَةٍ تَؤُولُ إِلَى تَسْبِيحِهِ.‏

أَسْئِلَةٌ لِلتَّأَمُّلِ فِيهَا

‏• مَاذَا يَشْمُلُ ٱلسَّعْيُ فِي أَثَرِ ٱلْبِرِّ وَٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ؟‏

‏• مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

‏• كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تُؤَثِّرَ ٱلْمَحَبَّةُ فِي تَعَامُلَاتِنَا وَاحِدِنَا مَعَ ٱلْآخَرِ؟‏

‏• لِمَ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلْوَدَاعَةِ وَٱلسَّلَامِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

حَذَّرَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْبِرِّ ٱلَّذِي يَهْدِفُ إِلَى لَفْتِ نَظَرِ ٱلْآخَرِينَ

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلْإِيمَانِ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوَدَاعَةِ