الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏‹الله هو الذي ينمي›‏

‏‹الله هو الذي ينمي›‏

‏‹اَللهُ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي›‏

‏«لَيْسَ ٱلْغَارِسُ شَيْئًا وَلَا ٱلسَّاقِي،‏ بَلِ ٱللهُ ٱلَّذِي يُنْمِي».‏ —‏ ١ كو ٣:‏٧‏.‏

١ كَيْفَ نَكُونُ ‹عَامِلِينَ مَعَ ٱللهِ›؟‏

‏‹عَامِلُونَ مَعَ ٱللهِ›.‏ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ وَصَفَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ نَحْظَى بِهِ جَمِيعُنَا.‏ (‏اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٣:‏٥-‏٩‏.‏‏)‏ وَٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ هُوَ عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏ وَقَدْ شَبَّهَهُ بِزَرْعِ وَسَقْيِ ٱلْبِذَارِ.‏ فَكَيْفَ نَنْجَحُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْبَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟‏ لَا يُمْكِنُنَا ذلِكَ إِلَّا بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه.‏ فَبُولُسُ يَقُولُ إِنَّ ‹ٱللهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي›.‏

٢ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْوَاقِعُ أَنَّ ‹ٱللهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي› عَلَى ٱمْتِلَاكِ نَظْرَةٍ صَائِبَةٍ إِلَى خِدْمَتِنَا؟‏

٢ وَهذَا ٱلْوَاقِعُ يَحُثُّنَا عَلَى ٱلتَّوَاضُعِ وَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱمْتِلَاكِ نَظْرَةٍ صَائِبَةٍ إِلَى خِدْمَتِنَا.‏ فَرَغْمَ أَنَّنَا قَدْ نَعْمَلُ بِكَدٍّ فِي ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْفَضْلَ فِي ٱلنُّمُوِّ ٱلَّذِي قَدْ يَنْتِجُ يَعُودُ كُلُّهُ إِلَى يَهْوَه.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ مَهْمَا بَذَلْنَا مِنْ جُهْدٍ،‏ فَلَا أَحَدَ مِنَّا يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْهَمَ كَامِلًا كَيْفَ تَحْصُلُ عَمَلِيَّةُ ٱلنُّمُوِّ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَنْ يَتَحَكَّمَ فِيهَا!‏ وَقَدْ أَحْسَنَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ هذَا ٱلْأَمْرِ حِينَ كَتَبَ:‏ «لَا تَعْرِفُ عَمَلَ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ».‏ —‏ جا ١١:‏٥‏.‏

٣ مَا وَجْهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ زَرْعِ ٱلْبِذَارِ ٱلْحَرْفِيِّ وَعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

٣ وَهَلْ عَدَمُ قُدْرَتِنَا عَلَى فَهْمِ عَمَلِيَّةِ ٱلنُّمُوِّ يَجْعَلُ عَمَلَنَا مُحْبِطًا؟‏ كَلَّا.‏ بِٱلْأَحْرَى إِنَّهُ يَجْعَلُهُ مُثِيرًا لِلِٱهْتِمَامِ.‏ قَالَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ:‏ «فِي ٱلصَّبَاحِ ٱزْرَعْ زَرْعَكَ،‏ وَإِلَى ٱلْمَسَاءِ لَا تُرِحْ يَدَكَ؛‏ لِأَنَّكَ لَا تَعْرِفُ أَيُّهُمَا يَنْجَحُ،‏ أَهٰذَا ٱلْمَزْرُوعُ هُنَا أَمْ ذَاكَ ٱلْمَزْرُوعُ هُنَاكَ،‏ أَمْ يَكُونُ كِلَاهُمَا جَيِّدَيْنِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ».‏ (‏جا ١١:‏٦‏)‏ فَعِنْدَمَا نَزْرَعُ بِذَارًا حَرْفِيًّا،‏ لَا نَعْرِفُ أَيُّ زَرْعٍ سَيَنْبُتُ.‏ فَهُنَالِكَ عَوَامِلُ عَدِيدَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ سَيْطَرَتِنَا.‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏ وَهذَا مَا لَفَتَ يَسُوعُ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَيْهِ فِي مَثَلَيْنِ مُسَجَّلَيْنِ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلرَّابِعِ مِنْ إِنْجِيلِ مَرْقُسَ.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هذَيْنِ ٱلْمَثَلَيْنِ؟‏

أَنْوَاعٌ مُخْتَلِفَةٌ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ

٤،‏ ٥ مَا هُوَ فَحْوَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلزَّارِعِ ٱلَّذِي يَنْثُرُ ٱلْبِذَارَ؟‏

٤ يَتَحَدَّثُ يَسُوعُ فِي مَرْقُسَ ٤:‏١-‏٩ عَنْ زَارِعٍ يُلْقِي،‏ أَوْ يَنْثُرُ،‏ بِذَارًا يَصْدُفُ أَنَّهُ يَقَعُ فِي أَمَاكِنَ مُخْتَلِفَةٍ.‏ يَقُولُ:‏ «اِسْمَعُوا.‏ هُوَذَا ٱلزَّارِعُ خَرَجَ لِيَزْرَعَ.‏ وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ،‏ سَقَطَ بَعْضُ ٱلْبِذَارِ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ،‏ فَجَاءَتِ ٱلطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ.‏ وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى مَكَانٍ صَخْرِيٍّ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ،‏ فَنَبَتَ فِي ٱلْحَالِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ تُرْبَةٍ.‏ وَلٰكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ لُفِحَ،‏ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ يَبِسَ.‏ وَسَقَطَ آخَرُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ،‏ فَطَلَعَ ٱلشَّوْكُ وَخَنَقَهُ،‏ فَلَمْ يُعْطِ ثَمَرًا.‏ وَلٰكِنْ سَقَطَتْ حَبَّاتٌ أُخْرَى عَلَى ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ،‏ وَإِذْ طَلَعَتْ وَنَمَتْ،‏ أَعْطَتْ ثَمَرًا،‏ حَامِلَةً ثَلَاثِينَ ضِعْفًا،‏ وَسِتِّينَ وَمِئَةً».‏

٥ كَمَا هِيَ ٱلْعَادَةُ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْيَوْمَ،‏ كَانَ ٱلْبِذَارُ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُزْرَعُ بِرَمْيِهِ بِشَكْلٍ مُتَفَرِّقٍ.‏ فَكَانَ ٱلزَّارِعُ يَحْمِلُ ٱلْبِذَارَ فِي طَيَّاتِ ثَوْبِهِ أَوْ فِي جِرَابِهِ وَيَنْثُرُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِيَدِهِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلزَّارِعَ فِي هذَا ٱلْمَثَلِ لَا يَزْرَعُ ٱلْبِذَارَ عَمْدًا فِي أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ،‏ بَلْ يَنْثُرُهُ كَيْفَمَا ٱتَّفَقَ فَيَسْقُطُ فِي أَمَاكِنَ مُخْتَلِفَةٍ.‏

٦ كَيْفَ شَرَحَ يَسُوعُ مَثَلَ ٱلزَّارِعِ؟‏

٦ وَمَاذَا يَعْنِي هذَا ٱلْمَثَلُ؟‏ لَسْنَا مُضْطَرِّينَ أَنْ نُخَمِّنَ مَعْنَاهُ.‏ فَفِي مَرْقُسَ ٤:‏١٤-‏٢٠‏،‏ يَشْرَحُهُ يَسُوعُ قَائِلًا:‏ «اَلزَّارِعُ يَزْرَعُ ٱلْكَلِمَةَ.‏ وَٱلْبِذَارُ ٱلَّذِي يَسْقُطُ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ هُوَ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْمَزْرُوعَةُ فِي ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ حَالَمَا يَسْمَعُونَهَا يَأْتِي ٱلشَّيْطَانُ وَيَنْزِعُ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمَزْرُوعَةَ فِيهِمْ.‏ وَكَذٰلِكَ حَالُ ٱلْمَزْرُوعِ عَلَى ٱلْأَمَاكِنِ ٱلصَّخْرِيَّةِ:‏ فَحَالَمَا يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ،‏ يَقْبَلُونَهَا بِفَرَحٍ.‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فِي ذَوَاتِهِمْ،‏ بَلْ هُمْ إِلَى حِينٍ.‏ ثُمَّ حَالَمَا يَحْدُثُ ضِيقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ ٱلْكَلِمَةِ يَعْثُرُونَ.‏ وَهُنَالِكَ أَيْضًا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ ٱلْمَزْرُوعُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ،‏ وَهُوَ مَنْ سَمِعُوا ٱلْكَلِمَةَ،‏ إِلَّا أَنَّ هُمُومَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا وَقُوَّةَ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةَ وَشَهَوَاتِ بَاقِي ٱلْأَشْيَاءِ تَغْزُو وَتَخْنُقُ ٱلْكَلِمَةَ،‏ فَتَصِيرُ بِلَا ثَمَرٍ.‏ وَأَخِيرًا،‏ ٱلَّذِي زُرِعَ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ هُوَ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ وَيَقْبَلُونَهَا وَيُثْمِرُونَ ثَلَاثِينَ ضِعْفًا وَسِتِّينَ وَمِئَةً».‏

٧ مَا هُوَ ٱلْبِذَارُ،‏ وَمَاذَا تُمَثِّلُ ٱلْأَنْوَاعُ ٱلْمُخْتَلِفَةُ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ؟‏

٧ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ لَا يَقُولُ إِنَّ ٱلزَّارِعَ ٱسْتَعْمَلَ أَنْوَاعًا مُخْتَلِفَةً مِنَ ٱلْبِذَارِ.‏ بَلْ يَتَحَدَّثُ عَنْ نَوْعٍ وَاحِدٍ مِنَ ٱلْبِذَارِ يَقَعُ عَلَى أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ،‏ وَكُلُّ نَوْعٍ يُعْطِي نَتِيجَةً مُخْتَلِفَةً.‏ فَٱلنَّوْعُ ٱلْأَوَّلُ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ قَاسٍ أَوْ مَرْصُوصٌ،‏ ٱلثَّانِي لَيْسَ لَهُ عُمْقٌ،‏ ٱلثَّالِثُ تَكْسُوهُ ٱلْأَشْوَاكُ،‏ وَٱلرَّابِعُ جَيِّدٌ وَصَالِحٌ يُنْتِجُ ٱلثَّمَرَ.‏ (‏لو ٨:‏٨‏)‏ فَمَا هُوَ ٱلْبِذَارُ؟‏ إِنَّهُ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَوْجُودَةُ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ (‏مت ١٣:‏١٩‏)‏ وَمَاذَا تُمَثِّلُ ٱلْأَنْوَاعُ ٱلْمُخْتَلِفَةُ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ؟‏ إِنَّهَا تُمَثِّلُ أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ نَوْعِيَّاتٌ مُخْتَلِفَةٌ مِنَ ٱلْقُلُوبِ.‏ —‏ اِقْرَأْ لوقا ٨:‏١٢،‏ ١٥‏.‏

٨ (‏أ)‏ مَنْ يُمَثِّلُ ٱلزَّارِعُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَخْتَلِفُ تَجَاوُبُ ٱلنَّاسِ مَعَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ؟‏

٨ وَمَنْ يُمَثِّلُ ٱلزَّارِعُ؟‏ إِنَّهُ يُمَثِّلُ ٱلْعَامِلِينَ مَعَ ٱللهِ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَهُمْ يَزْرَعُونَ وَيَسْقُونَ،‏ عَلَى غِرَارِ بُولُسَ وَأَبُلُّوسَ.‏ وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ،‏ فَإِنَّ ٱلنَّتَائِجَ ٱلَّتِي يَحْصُدُونَهَا مُخْتَلِفَةٌ.‏ لِمَاذَا؟‏ بِسَبَبِ نَوْعِيَّاتِ ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ لَدَى ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلرِّسَالَةَ.‏ فَٱلْمَثَلُ يُوضِحُ أَنَّ ٱلزَّارِعَ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي ٱلنَّتَائِجِ.‏ وَهذَا أَمْرٌ مُشَجِّعٌ،‏ وَخُصُوصًا لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ طَوَالَ سَنَوَاتٍ أَوْ عُقُودٍ دُونَ أَنْ يَحْصُدُوا كَمَا يَبْدُو سِوَى ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلنَّتَائِجِ ٱلْمَلْمُوسَةِ.‏ * لِمَاذَا؟‏

٩ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ مُشَجِّعَةٍ شَدَّدَ عَلَيْهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ وَيَسُوعُ؟‏

٩ إِنَّ أَمَانَةَ ٱلزَّارِعِ لَا تُقَاسُ بِنَتَائِجِ عَمَلِهِ.‏ وَهذَا مَا لَمَّحَ إِلَيْهِ بُولُسُ حِينَ قَالَ:‏ «كُلُّ وَاحِدٍ سَيَنَالُ مُكَافَأَتَهُ بِحَسَبِ كَدِّهِ».‏ ‏(‏١ كو ٣:‏٨‏)‏ فَٱلْمُكَافَأَةُ ٱلَّتِي يَنَالُهَا ٱلْمَرْءُ هِيَ بِحَسَبِ كَدِّهِ وَلَيْسَ بِحَسَبِ ٱلنَّتَائِجِ ٱلَّتِي يَجْنِيهَا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ شَدَّدَ يَسُوعُ عَلَى هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ حِينَ عَادَ تَلَامِيذُهُ مِنْ جَوْلَتِهِمِ ٱلْكِرَازِيَّةِ.‏ فَقَدْ كَانُوا مُبْتَهِجِينَ لِأَنَّ ٱلشَّيَاطِينَ تَخْضَعُ لَهُمْ بِٱسْمِهِ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ:‏ «لَا تَفْرَحُوا بِهٰذَا،‏ أَنَّ ٱلْأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ،‏ بَلِ ٱفْرَحُوا لِأَنَّ أَسْمَاءَكُمْ قَدْ كُتِبَتْ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏لو ١٠:‏١٧-‏٢٠‏)‏ فَٱلزَّارِعُ لَا يَكُونُ أَقَلَّ ٱجْتِهَادًا أَوْ أَمَانَةً مِنْ غَيْرِهِ حَتَّى لَوْ لَمْ يُنْتِجْ عَمَلُهُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْجُدُدِ.‏ فَٱلنَّتَائِجُ تَعْتَمِدُ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ عَلَى نَوْعِيَّةِ قَلْبِ ٱلسَّامِعِ.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ ٱللهُ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي.‏

مَسْؤُولِيَّةُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةُ

١٠ مَاذَا يُحَدِّدُ هَلِ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ كَٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ أَمْ لَا؟‏

١٠ وَمَاذَا عَنِ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ؟‏ هَلْ تَجَاوُبُهُمْ مُحَدَّدٌ مُسْبَقًا؟‏ كَلَّا.‏ إِنَّ ٱلْخِيَارَ هُوَ خِيَارُهُمْ أَنْ يَكُونُوا كَٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ أَمْ لَا.‏ فَنَوْعِيَّةُ قَلْبِ ٱلْمَرْءِ يُمْكِنُ أَنْ تَتَغَيَّرَ إِمَّا إِلَى ٱلْأَحْسَنِ أَوْ إِلَى ٱلْأَسْوَإِ.‏ (‏رو ٦:‏١٧‏)‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ إِنَّهُ «حَالَمَا يَسْمَعُ» ٱلْبَعْضُ ٱلْكَلِمَةَ،‏ يَأْتِي ٱلشَّيْطَانُ وَيَنْزِعُهَا.‏ لكِنَّ ذلِكَ لَيْسَ أَمْرًا لَا مَفَرَّ مِنْهُ.‏ فَفِي يَعْقُوبَ ٤:‏٧‏،‏ يُشَجَّعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ ‹يُقَاوِمُوا إِبْلِيسَ› فَيَهْرُبُ مِنْهُمْ.‏ وَقَالَ يَسُوعُ أَيْضًا إِنَّ آخَرِينَ يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ فِي ٱلْبِدَايَةِ بِفَرَحٍ لكِنَّهُمْ يَعْثُرُونَ لِأَنَّهُ «لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فِي ذَوَاتِهِمْ».‏ إِلَّا أَنَّهُ يَجْرِي حَضُّ خُدَّامِ ٱللهِ أَنْ يَكُونُوا «مُتَأَصِّلِينَ وَمُوَطَّدِينَ عَلَى ٱلْأَسَاسِ» حَتَّى يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُدْرِكُوا «مَا هُوَ ٱلْعَرْضُ وَٱلطُّولُ وَٱلْعُلُوُّ وَٱلْعُمْقُ»،‏ وَأَنْ يَعْرِفُوا «مَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّتِي تَفُوقُ ٱلْمَعْرِفَةَ».‏ —‏ اف ٣:‏١٧-‏١٩؛‏ كو ٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

١١ كَيْفَ يَمْنَعُ ٱلشَّخْصُ ٱلْهُمُومَ وَٱلْغِنَى مِنْ خَنْقِ ٱلْكَلِمَةِ؟‏

١١ يَصِفُ يَسُوعُ آخَرِينَ مِمَّنْ سَمِعُوا ٱلْكَلِمَةَ أَنَّهُمْ يَسْمَحُونَ لِـ‍ «هُمُومِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا وَقُوَّةِ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةِ وَشَهَوَاتِ بَاقِي ٱلْأَشْيَاءِ» بِأَنْ تَغْزُوَ وَتَخْنُقَ ٱلْكَلِمَةَ.‏ (‏١ تي ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَكَيْفَ يَتَجَنَّبُونَ حُدُوثَ ذلِكَ؟‏ يُجِيبُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ،‏ وَكُونُوا قَانِعِينَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْحَاضِرَةِ.‏ لِأَنَّهُ قَالَ:‏ ‹لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ›».‏ —‏ عب ١٣:‏٥‏.‏

١٢ لِمَاذَا يُنْتِجُ ٱلَّذِينَ رَمَزَتْ إِلَيْهِمِ ٱلتُّرْبَةُ ٱلْجَيِّدَةُ ثَمَرًا بِكَمِّيَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ؟‏

١٢ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَثَلِ،‏ يَقُولُ يَسُوعُ إِنَّ ٱلَّذِينَ زُرِعُوا فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ «يُثْمِرُونَ ثَلَاثِينَ ضِعْفًا وَسِتِّينَ وَمِئَةً».‏ فَرَغْمَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ ٱلْكَلِمَةِ لَدَيْهِمْ نَوْعِيَّةُ قَلْبٍ جَيِّدَةٌ وَيُنْتِجُونَ ٱلثَّمَرَ،‏ فَإِنَّ مَا يُمْكِنُهُمْ فِعْلُهُ فِي ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ يَخْتَلِفُ بِٱخْتِلَافِ ظُرُوفِهِمْ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ قَدْ تَحُدُّ ٱلشَّيْخُوخَةُ أَوِ ٱلْمَرَضُ ٱلْمُوهِنُ مِمَّا يُمْكِنُ لِلْبَعْضِ ٱلْقِيَامُ بِهِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ (‏قارن مرقس ١٢:‏٤٣،‏ ٤٤‏.‏)‏ وَٱلزَّارِعُ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي هذَا ٱلْأَمْرِ،‏ لكِنَّهُ يَفْرَحُ حِينَ يَرَى أَنَّ يَهْوَه جَعَلَ ٱلْبِذَارَ يَنْمُو.‏ —‏ اِقْرَأْ مزمور ١٢٦:‏٥،‏ ٦‏.‏

اَلزَّارِعُ ٱلَّذِي يَنَامُ

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ مَا هُوَ فَحْوَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي يُلْقِي ٱلْبِذَارَ؟‏ (‏ب)‏ مَنْ يُمَثِّلُ ٱلزَّارِعُ،‏ وَمَا هُوَ ٱلْبِذَارُ؟‏

١٣ فِي مَرْقُسَ ٤:‏٢٦-‏٢٩‏،‏ نَجِدُ مَثَلًا آخَرَ عَنْ إِنْسَانٍ يَزْرَعُ ٱلْبِذَارَ.‏ نَقْرَأْ هُنَاكَ:‏ «هٰكَذَا هُوَ مَلَكُوتُ ٱللهِ كَأَنَّ إِنْسَانًا يُلْقِي ٱلْبِذَارَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَيَنَامُ لَيْلًا وَيَقُومُ نَهَارًا،‏ وَٱلْبِذَارُ يُفْرِخُ وَيَعْلُو،‏ وَهُوَ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ.‏ فَٱلْأَرْضُ مِنْ ذَاتِهَا تُثْمِرُ تَدْرِيجِيًّا،‏ أَوَّلًا وَرَقَ ٱلزَّرْعِ،‏ ثُمَّ ٱلسُّنْبُلَ،‏ وَأَخِيرًا ٱلْحَبَّ ٱلْمُكْتَمِلَ فِي ٱلسُّنْبُلِ.‏ وَلٰكِنْ حَالَمَا يُدْرِكُ ٱلثَّمَرُ،‏ يُعْمِلُ فِيهِ ٱلْمِنْجَلَ،‏ لِأَنَّ وَقْتَ ٱلْحَصَادِ قَدْ حَانَ».‏

١٤ فَمَنْ هُوَ هذَا ٱلزَّارِعُ؟‏ يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنَّهُ يَرْمُزُ إِلَى يَسُوعَ نَفْسِهِ.‏ وَلكِنْ هَلْ يُعْقَلُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ يَنَامُ وَلَا يَعْرِفُ كَيْفَ يَنْمُو ٱلْبِذَارُ؟‏!‏ فَيَسُوعُ يَعْرِفُ جَيِّدًا كَيْفَ تَحْصُلُ عَمَلِيَّةُ ٱلنُّمُوِّ.‏ إِذًا،‏ يُمَثِّلُ هذَا ٱلزَّارِعُ —‏ شَأْنُهُ شَأْنُ ٱلزَّارِعِ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلْأَوَّلِ —‏ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِذَارَ ٱلْمَلَكُوتِ بِعَمَلِهِمِ ٱلتَّبْشِيرِيِّ ٱلْغَيُورِ.‏ وَٱلْبِذَارُ ٱلَّذِي يُلْقَى عَلَى ٱلْأَرْضِ هُوَ ٱلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي يَكْرِزُونَ بِهَا.‏ *

١٥،‏ ١٦ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ عَنِ ٱلنُّمُوِّ ٱلْحَرْفِيِّ وَٱلرُّوحِيِّ أَبْرَزَهَا يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلزَّارِعِ؟‏

١٥ يَقُولُ يَسُوعُ إِنَّ ٱلزَّارِعَ «يَنَامُ لَيْلًا وَيَقُومُ نَهَارًا».‏ لكِنَّ عِبَارَتَهُ لَا تُشِيرُ إِلَى إِهْمَالٍ مِنْ قِبَلِ ٱلزَّارِعِ،‏ بَلْ تُصَوِّرُ رُوتِينَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَادِيَّ ٱلَّذِي يَتْبَعُهُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ.‏ فَهذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تُشِيرُ إِلَى عَمَلِيَّةٍ مُسْتَمِرَّةٍ مِنَ ٱلْعَمَلِ فِي ٱلنَّهَارِ وَٱلنَّوْمِ فِي ٱللَّيْلِ تَحْصُلُ خِلَالَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَقَدْ أَوْضَحَ يَسُوعُ مَا يَجْرِي خِلَالَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ.‏ فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ «ٱلْبِذَارَ يُفْرِخُ وَيَعْلُو».‏ ثُمَّ يُضِيفُ:‏ «وَهُوَ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ».‏ فَٱلتَّشْدِيدُ هُنَا هُوَ عَلَى ٱلْوَاقِعِ أَنَّ ٱلنُّمُوَّ يَحْصُلُ تِلْقَائِيًّا،‏ «مِنْ ذَاتِهِ».‏

١٦ وَأَيَّةُ نُقْطَةٍ أَرَادَ يَسُوعُ إِبْرَازَهَا هُنَا؟‏ لَاحِظْ أَنَّهُ يُشَدِّدُ عَلَى عَمَلِيَّةِ ٱلنُّمُوِّ وَعَلَى حُصُولِ هذِهِ ٱلْعَمَلِيَّةِ تَدْرِيجِيًّا.‏ يَقُولُ:‏ «اَلْأَرْضُ مِنْ ذَاتِهَا تُثْمِرُ تَدْرِيجِيًّا،‏ أَوَّلًا وَرَقَ ٱلزَّرْعِ،‏ ثُمَّ ٱلسُّنْبُلَ،‏ وَأَخِيرًا ٱلْحَبَّ ٱلْمُكْتَمِلَ فِي ٱلسُّنْبُلِ».‏ (‏مر ٤:‏٢٨‏)‏ فَهذَا ٱلنُّمُوُّ يَحْدُثُ تَدْرِيجِيًّا وَعَلَى مَرَاحِلَ.‏ فَلَا يُمْكِنُ تَسْرِيعُ عَمَلِيَّةِ ٱلنُّمُوِّ أَوْ جَعْلُهَا تَحْصُلُ قَسْرًا.‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي ٱلنُّمُوِّ ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَهُوَ يَحْصُلُ عَلَى مَرَاحِلَ فِيمَا يَسْمَحُ يَهْوَه لِلْحَقِّ بِأَنْ يَنْمُوَ فِي ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي قَلْبُهُ مُهَيَّأٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ —‏ اع ١٣:‏٤٨؛‏ عب ٦:‏١‏.‏

١٧ مَنْ يُشَارِكُونَ فِي ٱلْفَرَحِ عِنْدَمَا يُثْمِرُ بِذَارُ ٱلْحَقِّ؟‏

١٧ وَكَيْفَ يَشْتَرِكُ ٱلزَّارِعُ فِي ٱلْحَصَادِ «حَالَمَا يُدْرِكُ ٱلثَّمَرُ»؟‏ عِنْدَمَا يَجْعَلُ يَهْوَه حَقَّ ٱلْمَلَكُوتِ يَنْمُو فِي قَلْبِ ٱلتِّلْمِيذِ ٱلْجَدِيدِ،‏ يُحْرِزُ ٱلتَّقَدُّمَ إِلَى حَدِّ أَنَّ مَحَبَّتَهُ للهِ تَدْفَعُهُ إِلَى نَذْرِ حَيَاتِهِ لَهُ وَٱلرَّمْزِ إِلَى ٱنْتِذَارِهِ هذَا بِمَعْمُودِيَّةِ ٱلْمَاءِ.‏ وَإِذْ يَسْتَمِرُّ هذَا ٱلْأَخُ فِي ٱلتَّقَدُّمِ نَحْوَ ٱلنُّضْجِ،‏ يَصِيرُ بِإِمْكَانِهِ تَدْرِيجِيًّا تَحَمُّلُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ لكِنَّ ٱلزَّارِعَ ٱلْأَصْلِيَّ لَيْسَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي يَحْصُدُ ثَمَرَ ٱلْمَلَكُوتِ هذَا،‏ بَلْ يُشَارِكُهُ أَيْضًا فِي ٱلْحَصَادِ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْآخَرُونَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُسَاهِمُوا شَخْصِيًّا فِي زَرْعِ ٱلْبِذَارِ ٱلَّذِي أَنْتَجَ هذَا ٱلتِّلْمِيذَ بِٱلذَّاتِ.‏ (‏اِقْرَأْ يوحنا ٤:‏٣٦-‏٣٨‏.‏‏)‏ وَهكَذَا،‏ «يَفْرَحَ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا».‏

دُرُوسٌ لَنَا ٱلْيَوْمَ

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ تَشَجَّعْتُمْ شَخْصِيًّا عِنْدَ مُرَاجَعَةِ ٱلْمَثَلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ قَدَّمَهُمَا يَسُوعُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٨ مَاذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ مُرَاجَعَةِ هذَيْنِ ٱلْمَثَلَيْنِ ٱلْمَذْكُورَيْنِ فِي مَرْقُسَ ٱلْإِصْحَاحِ ٱلرَّابِعِ‏؟‏ كَمَا رَأَيْنَا،‏ لَدَيْنَا عَمَلٌ لِنَقُومَ بِهِ:‏ عَمَلُ ٱلزَّرْعِ.‏ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْمَحَ لِلْأَعْذَارِ أَوِ ٱلْمَشَاكِلِ وَٱلصُّعُوبَاتِ ٱلَّتِي قَدْ تَنْشَأُ بِأَنْ تُعِيقَنَا عَنِ ٱلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْعَمَلِ.‏ (‏جا ١١:‏٤‏)‏ فَنَحْنُ نُدْرِكُ طَبْعًا أَنَّنَا نَحْظَى بِٱمْتِيَازٍ رَائِعٍ أَنْ نَكُونَ عَامِلِينَ مَعَ ٱللهِ.‏ وَيَهْوَه هُوَ ٱلَّذِي يَجْعَلُ ٱلنُّمُوَّ ٱلرُّوحِيَّ يَحْصُلُ،‏ إِذْ يُبَارِكُ جُهُودَنَا وَجُهُودَ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلرِّسَالَةَ.‏ وَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنَا جَعْلُ عَمَلِيَّةِ ٱلنُّمُوِّ ٱلرُّوحِيِّ تَحْصُلُ قَسْرًا.‏ لِذلِكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْإِحْبَاطِ أَوِ ٱلتَّثَبُّطِ إِذَا كَانَ ٱلنُّمُوُّ بَطِيئًا أَوْ إِذَا لَمْ يَنْمُ ٱلْبِذَارُ ٱلَّذِي زَرَعْنَاهُ.‏ وَكَمْ هُوَ مُشَجِّعٌ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ نَجَاحَنَا يُقَاسُ بِأَمَانَتِنَا لِيَهْوَه وَأَمَانَتِنَا فِي ٱلْقِيَامِ بِٱلِٱمْتِيَازِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْنَا أَنْ نَكْرِزَ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ .‏ .‏ .‏ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ»!‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤‏.‏

١٩ وَلكِنْ هُنَالِكَ أُمُورٌ أُخْرَى عَلَّمَنَا إِيَّاهَا يَسُوعُ عَنْ نُمُوِّ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْجُدُدِ وَعَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَمَا هِيَ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ فِي أَمْثَالٍ أُخْرَى مُسَجَّلَةٍ فِي ٱلْأَنَاجِيلِ.‏ وَسَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ ثَلَاثَةً مِنْ هذِهِ ٱلْأَمْثَالِ.‏

‏[الحاشيتان]‏

^ ‎الفقرة 8‏ تَأَمَّلْ فِي ٱخْتِبَارِ ٱلْأَخِ ڠِيُورْڠ فْيولْنِير ليندال ٱلَّذِي خَدَمَ فِي آيْسْلَنْدَا،‏ كَمَا يَرِدُ فِي ٱلْكِتَابُ ٱلسَّنَوِيُّ لِشُهُودِ يَهْوَه لِعَامِ ٢٠٠٥،‏ ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٢١٠-‏٢١١‏،‏ وَفِي ٱخْتِبَارَاتِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ تَحَلَّوْا بِٱلْمُثَابَرَةِ فِي ايرْلَنْدَا طَوَالَ سَنَوَاتٍ دُونَ أَنْ يَحْصُدُوا نَتَائِجَ فَوْرِيَّةً،‏ كَمَا تَرِدُ فِي ٱلْكِتَابُ ٱلسَّنَوِيُّ لِشُهُودِ يَهْوَه لِعَامِ ١٩٨٨،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٨٢-‏٩٩ (‏بالانكليزية)‏.‏

^ ‎الفقرة 14‏ فِي ٱلسَّابِقِ،‏ أَوْضَحَتْ هذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ أَنَّ ٱلْبِذَارَ يَرْمِزُ إِلَى صِفَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ تَنْمُوَ إِلَى ٱلنُّضْجِ وَٱلَّتِي تَتَأَثَّرُ عَلَى مَرِّ ٱلْوَقْتِ بِٱلْبِيئَةِ.‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ فِي مَثَلِهِ إِنَّ ٱلْبِذَارَ يَتَحَوَّلُ إِلَى بِذَارٍ رَدِيءٍ أَوْ ثَمَرٍ فَاسِدٍ،‏ بَلْ إِنَّهُ يَنْمُو إِلَى ٱلنُّضْجِ.‏ —‏ انظر برج ٱلمراقبة،‏ عدد شباط (‏فبراير)‏ ١٩٨١،‏ «حصد ثمر ملائم لملكوت الله»،‏ ٱلفقرات ٣-‏١٢.‏

هَلْ تَذْكُرُونَ؟‏

‏• مَا هِيَ بَعْضُ ٱلتَّشَابُهَاتِ بَيْنَ زَرْعِ ٱلْبِذَارِ ٱلْحَرْفِيِّ وَٱلْكِرَازَةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

‏• عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَقِيسُ يَهْوَه أَمَانَةَ ٱلْكَارِزِ؟‏

‏• أَيُّ تَشَابُهٍ بَيْنَ ٱلنُّمُوِّ ٱلْحَرْفِيِّ وَٱلنَّمُوِّ ٱلرُّوحِيِّ شَدَّدَ عَلَيْهِ يَسُوعُ؟‏

‏• كَيْفَ «يَفْرَحُ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا»؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٣]‏

لِمَاذَا شَبَّهَ يَسُوعُ ٱلْكَارِزَ بِمَلَكُوتِ ٱللهِ بِشَخْصٍ يَزْرَعُ ٱلْبِذَارَ؟‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٥]‏

إِنَّ ٱلَّذِينَ تَرْمُزُ إِلَيْهِمِ ٱلتُّرْبَةُ ٱلْجَيِّدَةُ يَشْتَرِكُونَ بِكُلِّ تَفَانٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ حَسْبَمَا تَسْمَحُ لَهُمْ ظُرُوفُهُمْ

‏[الصور في الصفحة ١٦]‏

اَللهُ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي