‹الله هو الذي ينمي›
‹اَللهُ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي›
«لَيْسَ ٱلْغَارِسُ شَيْئًا وَلَا ٱلسَّاقِي، بَلِ ٱللهُ ٱلَّذِي يُنْمِي». — ١ كو ٣:٧.
١ كَيْفَ نَكُونُ ‹عَامِلِينَ مَعَ ٱللهِ›؟
‹عَامِلُونَ مَعَ ٱللهِ›. بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ وَصَفَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ نَحْظَى بِهِ جَمِيعُنَا. (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٣:٥-٩.) وَٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ هُوَ عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ. وَقَدْ شَبَّهَهُ بِزَرْعِ وَسَقْيِ ٱلْبِذَارِ. فَكَيْفَ نَنْجَحُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْبَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟ لَا يُمْكِنُنَا ذلِكَ إِلَّا بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه. فَبُولُسُ يَقُولُ إِنَّ ‹ٱللهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي›.
٢ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْوَاقِعُ أَنَّ ‹ٱللهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي› عَلَى ٱمْتِلَاكِ نَظْرَةٍ صَائِبَةٍ إِلَى خِدْمَتِنَا؟
٢ وَهذَا ٱلْوَاقِعُ يَحُثُّنَا عَلَى ٱلتَّوَاضُعِ وَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱمْتِلَاكِ نَظْرَةٍ صَائِبَةٍ إِلَى خِدْمَتِنَا. فَرَغْمَ أَنَّنَا قَدْ نَعْمَلُ بِكَدٍّ فِي ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْفَضْلَ فِي ٱلنُّمُوِّ ٱلَّذِي قَدْ يَنْتِجُ يَعُودُ كُلُّهُ إِلَى يَهْوَه. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ مَهْمَا بَذَلْنَا مِنْ جُهْدٍ، فَلَا أَحَدَ مِنَّا يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْهَمَ كَامِلًا كَيْفَ تَحْصُلُ عَمَلِيَّةُ ٱلنُّمُوِّ، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى أَنْ يَتَحَكَّمَ فِيهَا! وَقَدْ أَحْسَنَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ هذَا ٱلْأَمْرِ حِينَ كَتَبَ: «لَا تَعْرِفُ عَمَلَ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ». — جا ١١:٥.
٣ مَا وَجْهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ زَرْعِ ٱلْبِذَارِ ٱلْحَرْفِيِّ وَعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
٣ وَهَلْ عَدَمُ قُدْرَتِنَا عَلَى فَهْمِ عَمَلِيَّةِ ٱلنُّمُوِّ يَجْعَلُ عَمَلَنَا مُحْبِطًا؟ كَلَّا. بِٱلْأَحْرَى إِنَّهُ يَجْعَلُهُ مُثِيرًا لِلِٱهْتِمَامِ. قَالَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ: «فِي ٱلصَّبَاحِ ٱزْرَعْ زَرْعَكَ، وَإِلَى ٱلْمَسَاءِ لَا تُرِحْ يَدَكَ؛ لِأَنَّكَ لَا تَعْرِفُ أَيُّهُمَا يَنْجَحُ، أَهٰذَا ٱلْمَزْرُوعُ هُنَا أَمْ ذَاكَ ٱلْمَزْرُوعُ هُنَاكَ، أَمْ يَكُونُ كِلَاهُمَا جَيِّدَيْنِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ». (جا ١١:٦) فَعِنْدَمَا نَزْرَعُ بِذَارًا حَرْفِيًّا، لَا نَعْرِفُ أَيُّ زَرْعٍ سَيَنْبُتُ. فَهُنَالِكَ عَوَامِلُ عَدِيدَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ سَيْطَرَتِنَا. وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. وَهذَا مَا لَفَتَ يَسُوعُ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَيْهِ فِي مَثَلَيْنِ مُسَجَّلَيْنِ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلرَّابِعِ مِنْ إِنْجِيلِ مَرْقُسَ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هذَيْنِ ٱلْمَثَلَيْنِ؟
أَنْوَاعٌ مُخْتَلِفَةٌ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ
٤، ٥ مَا هُوَ فَحْوَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلزَّارِعِ ٱلَّذِي يَنْثُرُ ٱلْبِذَارَ؟
٤ يَتَحَدَّثُ يَسُوعُ فِي مَرْقُسَ ٤:١-٩ عَنْ زَارِعٍ يُلْقِي، أَوْ يَنْثُرُ، بِذَارًا يَصْدُفُ أَنَّهُ يَقَعُ فِي أَمَاكِنَ مُخْتَلِفَةٍ. يَقُولُ: «اِسْمَعُوا. هُوَذَا ٱلزَّارِعُ خَرَجَ لِيَزْرَعَ. وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ، سَقَطَ بَعْضُ ٱلْبِذَارِ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ ٱلطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى مَكَانٍ صَخْرِيٍّ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ فِي ٱلْحَالِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ تُرْبَةٍ. وَلٰكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ لُفِحَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ يَبِسَ. وَسَقَطَ آخَرُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ، فَطَلَعَ ٱلشَّوْكُ وَخَنَقَهُ، فَلَمْ يُعْطِ ثَمَرًا. وَلٰكِنْ سَقَطَتْ حَبَّاتٌ أُخْرَى عَلَى ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ، وَإِذْ طَلَعَتْ وَنَمَتْ، أَعْطَتْ ثَمَرًا، حَامِلَةً ثَلَاثِينَ ضِعْفًا، وَسِتِّينَ وَمِئَةً».
٥ كَمَا هِيَ ٱلْعَادَةُ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْيَوْمَ، كَانَ ٱلْبِذَارُ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُزْرَعُ بِرَمْيِهِ بِشَكْلٍ مُتَفَرِّقٍ. فَكَانَ ٱلزَّارِعُ يَحْمِلُ ٱلْبِذَارَ فِي طَيَّاتِ ثَوْبِهِ أَوْ فِي جِرَابِهِ وَيَنْثُرُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِيَدِهِ. لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلزَّارِعَ فِي هذَا ٱلْمَثَلِ لَا يَزْرَعُ ٱلْبِذَارَ عَمْدًا فِي أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ، بَلْ يَنْثُرُهُ كَيْفَمَا ٱتَّفَقَ فَيَسْقُطُ فِي أَمَاكِنَ مُخْتَلِفَةٍ.
٦ كَيْفَ شَرَحَ يَسُوعُ مَثَلَ ٱلزَّارِعِ؟
مَرْقُسَ ٤:١٤-٢٠، يَشْرَحُهُ يَسُوعُ قَائِلًا: «اَلزَّارِعُ يَزْرَعُ ٱلْكَلِمَةَ. وَٱلْبِذَارُ ٱلَّذِي يَسْقُطُ عَلَى جَانِبِ ٱلطَّرِيقِ هُوَ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْمَزْرُوعَةُ فِي ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ حَالَمَا يَسْمَعُونَهَا يَأْتِي ٱلشَّيْطَانُ وَيَنْزِعُ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمَزْرُوعَةَ فِيهِمْ. وَكَذٰلِكَ حَالُ ٱلْمَزْرُوعِ عَلَى ٱلْأَمَاكِنِ ٱلصَّخْرِيَّةِ: فَحَالَمَا يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ، يَقْبَلُونَهَا بِفَرَحٍ. وَلٰكِنْ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فِي ذَوَاتِهِمْ، بَلْ هُمْ إِلَى حِينٍ. ثُمَّ حَالَمَا يَحْدُثُ ضِيقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ ٱلْكَلِمَةِ يَعْثُرُونَ. وَهُنَالِكَ أَيْضًا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ ٱلْمَزْرُوعُ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ، وَهُوَ مَنْ سَمِعُوا ٱلْكَلِمَةَ، إِلَّا أَنَّ هُمُومَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا وَقُوَّةَ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةَ وَشَهَوَاتِ بَاقِي ٱلْأَشْيَاءِ تَغْزُو وَتَخْنُقُ ٱلْكَلِمَةَ، فَتَصِيرُ بِلَا ثَمَرٍ. وَأَخِيرًا، ٱلَّذِي زُرِعَ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ هُوَ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ وَيَقْبَلُونَهَا وَيُثْمِرُونَ ثَلَاثِينَ ضِعْفًا وَسِتِّينَ وَمِئَةً».
٦ وَمَاذَا يَعْنِي هذَا ٱلْمَثَلُ؟ لَسْنَا مُضْطَرِّينَ أَنْ نُخَمِّنَ مَعْنَاهُ. فَفِي٧ مَا هُوَ ٱلْبِذَارُ، وَمَاذَا تُمَثِّلُ ٱلْأَنْوَاعُ ٱلْمُخْتَلِفَةُ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ؟
٧ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ لَا يَقُولُ إِنَّ ٱلزَّارِعَ ٱسْتَعْمَلَ أَنْوَاعًا مُخْتَلِفَةً مِنَ ٱلْبِذَارِ. بَلْ يَتَحَدَّثُ عَنْ نَوْعٍ وَاحِدٍ مِنَ ٱلْبِذَارِ يَقَعُ عَلَى أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ، وَكُلُّ نَوْعٍ يُعْطِي نَتِيجَةً مُخْتَلِفَةً. فَٱلنَّوْعُ ٱلْأَوَّلُ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ قَاسٍ أَوْ مَرْصُوصٌ، ٱلثَّانِي لَيْسَ لَهُ عُمْقٌ، ٱلثَّالِثُ تَكْسُوهُ ٱلْأَشْوَاكُ، وَٱلرَّابِعُ جَيِّدٌ وَصَالِحٌ يُنْتِجُ ٱلثَّمَرَ. (لو ٨:٨) فَمَا هُوَ ٱلْبِذَارُ؟ إِنَّهُ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَوْجُودَةُ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ. (مت ١٣:١٩) وَمَاذَا تُمَثِّلُ ٱلْأَنْوَاعُ ٱلْمُخْتَلِفَةُ مِنَ ٱلتُّرْبَةِ؟ إِنَّهَا تُمَثِّلُ أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ نَوْعِيَّاتٌ مُخْتَلِفَةٌ مِنَ ٱلْقُلُوبِ. — اِقْرَأْ لوقا ٨:١٢، ١٥.
٨ (أ) مَنْ يُمَثِّلُ ٱلزَّارِعُ؟ (ب) لِمَاذَا يَخْتَلِفُ تَجَاوُبُ ٱلنَّاسِ مَعَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ؟
٨ وَمَنْ يُمَثِّلُ ٱلزَّارِعُ؟ إِنَّهُ يُمَثِّلُ ٱلْعَامِلِينَ مَعَ ٱللهِ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَهُمْ يَزْرَعُونَ وَيَسْقُونَ، عَلَى غِرَارِ بُولُسَ وَأَبُلُّوسَ. وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ، فَإِنَّ ٱلنَّتَائِجَ ٱلَّتِي يَحْصُدُونَهَا مُخْتَلِفَةٌ. لِمَاذَا؟ بِسَبَبِ نَوْعِيَّاتِ ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ لَدَى ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلرِّسَالَةَ. فَٱلْمَثَلُ يُوضِحُ أَنَّ ٱلزَّارِعَ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي ٱلنَّتَائِجِ. وَهذَا أَمْرٌ مُشَجِّعٌ، وَخُصُوصًا لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ طَوَالَ سَنَوَاتٍ أَوْ عُقُودٍ دُونَ أَنْ يَحْصُدُوا كَمَا يَبْدُو سِوَى ٱلْقَلِيلِ مِنَ ٱلنَّتَائِجِ ٱلْمَلْمُوسَةِ. * لِمَاذَا؟
٩ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ مُشَجِّعَةٍ شَدَّدَ عَلَيْهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ وَيَسُوعُ؟
١ كو ٣:٨) فَٱلْمُكَافَأَةُ ٱلَّتِي يَنَالُهَا ٱلْمَرْءُ هِيَ بِحَسَبِ كَدِّهِ وَلَيْسَ بِحَسَبِ ٱلنَّتَائِجِ ٱلَّتِي يَجْنِيهَا. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، شَدَّدَ يَسُوعُ عَلَى هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ حِينَ عَادَ تَلَامِيذُهُ مِنْ جَوْلَتِهِمِ ٱلْكِرَازِيَّةِ. فَقَدْ كَانُوا مُبْتَهِجِينَ لِأَنَّ ٱلشَّيَاطِينَ تَخْضَعُ لَهُمْ بِٱسْمِهِ. غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «لَا تَفْرَحُوا بِهٰذَا، أَنَّ ٱلْأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ ٱفْرَحُوا لِأَنَّ أَسْمَاءَكُمْ قَدْ كُتِبَتْ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ». (لو ١٠:١٧-٢٠) فَٱلزَّارِعُ لَا يَكُونُ أَقَلَّ ٱجْتِهَادًا أَوْ أَمَانَةً مِنْ غَيْرِهِ حَتَّى لَوْ لَمْ يُنْتِجْ عَمَلُهُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْجُدُدِ. فَٱلنَّتَائِجُ تَعْتَمِدُ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ عَلَى نَوْعِيَّةِ قَلْبِ ٱلسَّامِعِ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، ٱللهُ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي.
٩ إِنَّ أَمَانَةَ ٱلزَّارِعِ لَا تُقَاسُ بِنَتَائِجِ عَمَلِهِ. وَهذَا مَا لَمَّحَ إِلَيْهِ بُولُسُ حِينَ قَالَ: «كُلُّ وَاحِدٍ سَيَنَالُ مُكَافَأَتَهُ بِحَسَبِ كَدِّهِ». (مَسْؤُولِيَّةُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةُ
١٠ مَاذَا يُحَدِّدُ هَلِ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَسْمَعُ ٱلْكَلِمَةَ كَٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ أَمْ لَا؟
١٠ وَمَاذَا عَنِ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْكَلِمَةَ؟ هَلْ تَجَاوُبُهُمْ مُحَدَّدٌ مُسْبَقًا؟ كَلَّا. إِنَّ ٱلْخِيَارَ هُوَ خِيَارُهُمْ أَنْ يَكُونُوا كَٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ أَمْ لَا. فَنَوْعِيَّةُ قَلْبِ ٱلْمَرْءِ يُمْكِنُ أَنْ تَتَغَيَّرَ إِمَّا إِلَى ٱلْأَحْسَنِ أَوْ إِلَى ٱلْأَسْوَإِ. (رو ٦:١٧) فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ إِنَّهُ «حَالَمَا يَسْمَعُ» ٱلْبَعْضُ ٱلْكَلِمَةَ، يَأْتِي ٱلشَّيْطَانُ وَيَنْزِعُهَا. لكِنَّ ذلِكَ لَيْسَ أَمْرًا لَا مَفَرَّ مِنْهُ. فَفِي يَعْقُوبَ ٤:٧، يُشَجَّعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ ‹يُقَاوِمُوا إِبْلِيسَ› فَيَهْرُبُ مِنْهُمْ. وَقَالَ يَسُوعُ أَيْضًا إِنَّ آخَرِينَ يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ فِي ٱلْبِدَايَةِ بِفَرَحٍ لكِنَّهُمْ يَعْثُرُونَ لِأَنَّهُ «لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فِي ذَوَاتِهِمْ». إِلَّا أَنَّهُ يَجْرِي حَضُّ خُدَّامِ ٱللهِ أَنْ يَكُونُوا «مُتَأَصِّلِينَ وَمُوَطَّدِينَ عَلَى ٱلْأَسَاسِ» حَتَّى يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُدْرِكُوا «مَا هُوَ ٱلْعَرْضُ وَٱلطُّولُ وَٱلْعُلُوُّ وَٱلْعُمْقُ»، وَأَنْ يَعْرِفُوا «مَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّتِي تَفُوقُ ٱلْمَعْرِفَةَ». — اف ٣:١٧-١٩؛ كو ٢:٦، ٧.
١١ كَيْفَ يَمْنَعُ ٱلشَّخْصُ ٱلْهُمُومَ وَٱلْغِنَى مِنْ خَنْقِ ٱلْكَلِمَةِ؟
١١ يَصِفُ يَسُوعُ آخَرِينَ مِمَّنْ سَمِعُوا ٱلْكَلِمَةَ أَنَّهُمْ يَسْمَحُونَ لِـ «هُمُومِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا وَقُوَّةِ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةِ وَشَهَوَاتِ بَاقِي ٱلْأَشْيَاءِ» بِأَنْ تَغْزُوَ وَتَخْنُقَ ٱلْكَلِمَةَ. (١ تي ٦:٩، ١٠) فَكَيْفَ يَتَجَنَّبُونَ حُدُوثَ ذلِكَ؟ يُجِيبُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ، وَكُونُوا قَانِعِينَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْحَاضِرَةِ. لِأَنَّهُ قَالَ: ‹لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ›». — عب ١٣:٥.
١٢ لِمَاذَا يُنْتِجُ ٱلَّذِينَ رَمَزَتْ إِلَيْهِمِ ٱلتُّرْبَةُ ٱلْجَيِّدَةُ ثَمَرًا بِكَمِّيَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ؟
١٢ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَثَلِ، يَقُولُ يَسُوعُ إِنَّ ٱلَّذِينَ زُرِعُوا فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ «يُثْمِرُونَ ثَلَاثِينَ ضِعْفًا وَسِتِّينَ وَمِئَةً». فَرَغْمَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ ٱلْكَلِمَةِ لَدَيْهِمْ نَوْعِيَّةُ قَلْبٍ جَيِّدَةٌ وَيُنْتِجُونَ ٱلثَّمَرَ، فَإِنَّ مَا يُمْكِنُهُمْ فِعْلُهُ فِي ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ يَخْتَلِفُ بِٱخْتِلَافِ ظُرُوفِهِمْ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَدْ تَحُدُّ ٱلشَّيْخُوخَةُ أَوِ ٱلْمَرَضُ ٱلْمُوهِنُ مِمَّا يُمْكِنُ لِلْبَعْضِ ٱلْقِيَامُ بِهِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. (قارن مرقس ١٢:٤٣، ٤٤.) وَٱلزَّارِعُ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي هذَا ٱلْأَمْرِ، لكِنَّهُ يَفْرَحُ حِينَ يَرَى أَنَّ يَهْوَه جَعَلَ ٱلْبِذَارَ يَنْمُو. — اِقْرَأْ مزمور ١٢٦:٥، ٦.
اَلزَّارِعُ ٱلَّذِي يَنَامُ
١٣، ١٤ (أ) مَا هُوَ فَحْوَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي يُلْقِي ٱلْبِذَارَ؟ (ب) مَنْ يُمَثِّلُ ٱلزَّارِعُ، وَمَا هُوَ ٱلْبِذَارُ؟
١٣ فِي مَرْقُسَ ٤:٢٦-٢٩، نَجِدُ مَثَلًا آخَرَ عَنْ إِنْسَانٍ يَزْرَعُ ٱلْبِذَارَ. نَقْرَأْ هُنَاكَ: «هٰكَذَا هُوَ مَلَكُوتُ ٱللهِ كَأَنَّ إِنْسَانًا يُلْقِي ٱلْبِذَارَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَيَنَامُ لَيْلًا وَيَقُومُ نَهَارًا، وَٱلْبِذَارُ يُفْرِخُ وَيَعْلُو، وَهُوَ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ. فَٱلْأَرْضُ مِنْ ذَاتِهَا تُثْمِرُ تَدْرِيجِيًّا، أَوَّلًا وَرَقَ ٱلزَّرْعِ، ثُمَّ ٱلسُّنْبُلَ، وَأَخِيرًا ٱلْحَبَّ ٱلْمُكْتَمِلَ فِي ٱلسُّنْبُلِ. وَلٰكِنْ حَالَمَا يُدْرِكُ ٱلثَّمَرُ، يُعْمِلُ فِيهِ ٱلْمِنْجَلَ، لِأَنَّ وَقْتَ ٱلْحَصَادِ قَدْ حَانَ».
١٤ فَمَنْ هُوَ هذَا ٱلزَّارِعُ؟ يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنَّهُ يَرْمُزُ إِلَى يَسُوعَ نَفْسِهِ. وَلكِنْ هَلْ يُعْقَلُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ يَنَامُ وَلَا يَعْرِفُ كَيْفَ يَنْمُو ٱلْبِذَارُ؟! فَيَسُوعُ يَعْرِفُ جَيِّدًا كَيْفَ تَحْصُلُ عَمَلِيَّةُ ٱلنُّمُوِّ. إِذًا، يُمَثِّلُ هذَا ٱلزَّارِعُ — شَأْنُهُ شَأْنُ ٱلزَّارِعِ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلْأَوَّلِ — ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِذَارَ ٱلْمَلَكُوتِ بِعَمَلِهِمِ ٱلتَّبْشِيرِيِّ ٱلْغَيُورِ. وَٱلْبِذَارُ ٱلَّذِي يُلْقَى عَلَى ٱلْأَرْضِ هُوَ ٱلْكَلِمَةُ ٱلَّتِي يَكْرِزُونَ بِهَا.١٥، ١٦ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ عَنِ ٱلنُّمُوِّ ٱلْحَرْفِيِّ وَٱلرُّوحِيِّ أَبْرَزَهَا يَسُوعُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلزَّارِعِ؟
١٥ يَقُولُ يَسُوعُ إِنَّ ٱلزَّارِعَ «يَنَامُ لَيْلًا وَيَقُومُ نَهَارًا». لكِنَّ عِبَارَتَهُ لَا تُشِيرُ إِلَى إِهْمَالٍ مِنْ قِبَلِ ٱلزَّارِعِ، بَلْ تُصَوِّرُ رُوتِينَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَادِيَّ ٱلَّذِي يَتْبَعُهُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ. فَهذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تُشِيرُ إِلَى عَمَلِيَّةٍ مُسْتَمِرَّةٍ مِنَ ٱلْعَمَلِ فِي ٱلنَّهَارِ وَٱلنَّوْمِ فِي ٱللَّيْلِ تَحْصُلُ خِلَالَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ. وَقَدْ أَوْضَحَ يَسُوعُ مَا يَجْرِي خِلَالَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ «ٱلْبِذَارَ يُفْرِخُ وَيَعْلُو». ثُمَّ يُضِيفُ: «وَهُوَ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ». فَٱلتَّشْدِيدُ هُنَا هُوَ عَلَى ٱلْوَاقِعِ أَنَّ ٱلنُّمُوَّ يَحْصُلُ تِلْقَائِيًّا، «مِنْ ذَاتِهِ».
١٦ وَأَيَّةُ نُقْطَةٍ أَرَادَ يَسُوعُ إِبْرَازَهَا هُنَا؟ لَاحِظْ أَنَّهُ يُشَدِّدُ عَلَى عَمَلِيَّةِ ٱلنُّمُوِّ وَعَلَى حُصُولِ هذِهِ ٱلْعَمَلِيَّةِ تَدْرِيجِيًّا. يَقُولُ: «اَلْأَرْضُ مِنْ ذَاتِهَا تُثْمِرُ تَدْرِيجِيًّا، أَوَّلًا وَرَقَ ٱلزَّرْعِ، ثُمَّ ٱلسُّنْبُلَ، وَأَخِيرًا ٱلْحَبَّ ٱلْمُكْتَمِلَ فِي ٱلسُّنْبُلِ». (مر ٤:٢٨) فَهذَا ٱلنُّمُوُّ يَحْدُثُ تَدْرِيجِيًّا وَعَلَى مَرَاحِلَ. فَلَا يُمْكِنُ تَسْرِيعُ عَمَلِيَّةِ ٱلنُّمُوِّ أَوْ جَعْلُهَا تَحْصُلُ قَسْرًا. وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي ٱلنُّمُوِّ ٱلرُّوحِيِّ. فَهُوَ يَحْصُلُ عَلَى مَرَاحِلَ فِيمَا يَسْمَحُ يَهْوَه لِلْحَقِّ بِأَنْ يَنْمُوَ فِي ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي قَلْبُهُ مُهَيَّأٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — اع ١٣:٤٨؛ عب ٦:١.
١٧ مَنْ يُشَارِكُونَ فِي ٱلْفَرَحِ عِنْدَمَا يُثْمِرُ بِذَارُ ٱلْحَقِّ؟
١٧ وَكَيْفَ يَشْتَرِكُ ٱلزَّارِعُ فِي ٱلْحَصَادِ «حَالَمَا يُدْرِكُ ٱلثَّمَرُ»؟ عِنْدَمَا يَجْعَلُ يَهْوَه حَقَّ ٱلْمَلَكُوتِ يَنْمُو فِي قَلْبِ ٱلتِّلْمِيذِ ٱلْجَدِيدِ، يُحْرِزُ ٱلتَّقَدُّمَ إِلَى حَدِّ أَنَّ مَحَبَّتَهُ للهِ تَدْفَعُهُ إِلَى نَذْرِ حَيَاتِهِ لَهُ وَٱلرَّمْزِ إِلَى ٱنْتِذَارِهِ هذَا بِمَعْمُودِيَّةِ ٱلْمَاءِ. يوحنا ٤:٣٦-٣٨.) وَهكَذَا، «يَفْرَحَ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا».
وَإِذْ يَسْتَمِرُّ هذَا ٱلْأَخُ فِي ٱلتَّقَدُّمِ نَحْوَ ٱلنُّضْجِ، يَصِيرُ بِإِمْكَانِهِ تَدْرِيجِيًّا تَحَمُّلُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. لكِنَّ ٱلزَّارِعَ ٱلْأَصْلِيَّ لَيْسَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي يَحْصُدُ ثَمَرَ ٱلْمَلَكُوتِ هذَا، بَلْ يُشَارِكُهُ أَيْضًا فِي ٱلْحَصَادِ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْآخَرُونَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُسَاهِمُوا شَخْصِيًّا فِي زَرْعِ ٱلْبِذَارِ ٱلَّذِي أَنْتَجَ هذَا ٱلتِّلْمِيذَ بِٱلذَّاتِ. (اِقْرَأْدُرُوسٌ لَنَا ٱلْيَوْمَ
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ تَشَجَّعْتُمْ شَخْصِيًّا عِنْدَ مُرَاجَعَةِ ٱلْمَثَلَيْنِ ٱللَّذَيْنِ قَدَّمَهُمَا يَسُوعُ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ مَاذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ مُرَاجَعَةِ هذَيْنِ ٱلْمَثَلَيْنِ ٱلْمَذْكُورَيْنِ فِي مَرْقُسَ ٱلْإِصْحَاحِ ٱلرَّابِعِ؟ كَمَا رَأَيْنَا، لَدَيْنَا عَمَلٌ لِنَقُومَ بِهِ: عَمَلُ ٱلزَّرْعِ. فَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْمَحَ لِلْأَعْذَارِ أَوِ ٱلْمَشَاكِلِ وَٱلصُّعُوبَاتِ ٱلَّتِي قَدْ تَنْشَأُ بِأَنْ تُعِيقَنَا عَنِ ٱلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْعَمَلِ. (جا ١١:٤) فَنَحْنُ نُدْرِكُ طَبْعًا أَنَّنَا نَحْظَى بِٱمْتِيَازٍ رَائِعٍ أَنْ نَكُونَ عَامِلِينَ مَعَ ٱللهِ. وَيَهْوَه هُوَ ٱلَّذِي يَجْعَلُ ٱلنُّمُوَّ ٱلرُّوحِيَّ يَحْصُلُ، إِذْ يُبَارِكُ جُهُودَنَا وَجُهُودَ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ٱلرِّسَالَةَ. وَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُنَا جَعْلُ عَمَلِيَّةِ ٱلنُّمُوِّ ٱلرُّوحِيِّ تَحْصُلُ قَسْرًا. لِذلِكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْإِحْبَاطِ أَوِ ٱلتَّثَبُّطِ إِذَا كَانَ ٱلنُّمُوُّ بَطِيئًا أَوْ إِذَا لَمْ يَنْمُ ٱلْبِذَارُ ٱلَّذِي زَرَعْنَاهُ. وَكَمْ هُوَ مُشَجِّعٌ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ نَجَاحَنَا يُقَاسُ بِأَمَانَتِنَا لِيَهْوَه وَأَمَانَتِنَا فِي ٱلْقِيَامِ بِٱلِٱمْتِيَازِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْنَا أَنْ نَكْرِزَ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ . . . شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ»! — مت ٢٤:١٤.
١٩ وَلكِنْ هُنَالِكَ أُمُورٌ أُخْرَى عَلَّمَنَا إِيَّاهَا يَسُوعُ عَنْ نُمُوِّ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْجُدُدِ وَعَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَمَا هِيَ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ فِي أَمْثَالٍ أُخْرَى مُسَجَّلَةٍ فِي ٱلْأَنَاجِيلِ. وَسَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ ثَلَاثَةً مِنْ هذِهِ ٱلْأَمْثَالِ.
[الحاشيتان]
^ الفقرة 8 تَأَمَّلْ فِي ٱخْتِبَارِ ٱلْأَخِ ڠِيُورْڠ فْيولْنِير ليندال ٱلَّذِي خَدَمَ فِي آيْسْلَنْدَا، كَمَا يَرِدُ فِي ٱلْكِتَابُ ٱلسَّنَوِيُّ لِشُهُودِ يَهْوَه لِعَامِ ٢٠٠٥، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٢١٠-٢١١، وَفِي ٱخْتِبَارَاتِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ تَحَلَّوْا بِٱلْمُثَابَرَةِ فِي ايرْلَنْدَا طَوَالَ سَنَوَاتٍ دُونَ أَنْ يَحْصُدُوا نَتَائِجَ فَوْرِيَّةً، كَمَا تَرِدُ فِي ٱلْكِتَابُ ٱلسَّنَوِيُّ لِشُهُودِ يَهْوَه لِعَامِ ١٩٨٨، ٱلصَّفَحَاتِ ٨٢-٩٩ (بالانكليزية).
^ الفقرة 14 فِي ٱلسَّابِقِ، أَوْضَحَتْ هذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ أَنَّ ٱلْبِذَارَ يَرْمِزُ إِلَى صِفَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ تَنْمُوَ إِلَى ٱلنُّضْجِ وَٱلَّتِي تَتَأَثَّرُ عَلَى مَرِّ ٱلْوَقْتِ بِٱلْبِيئَةِ. وَلكِنْ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ فِي مَثَلِهِ إِنَّ ٱلْبِذَارَ يَتَحَوَّلُ إِلَى بِذَارٍ رَدِيءٍ أَوْ ثَمَرٍ فَاسِدٍ، بَلْ إِنَّهُ يَنْمُو إِلَى ٱلنُّضْجِ. — انظر برج ٱلمراقبة، عدد شباط (فبراير) ١٩٨١، «حصد ثمر ملائم لملكوت الله»، ٱلفقرات ٣-١٢.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• مَا هِيَ بَعْضُ ٱلتَّشَابُهَاتِ بَيْنَ زَرْعِ ٱلْبِذَارِ ٱلْحَرْفِيِّ وَٱلْكِرَازَةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
• عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَقِيسُ يَهْوَه أَمَانَةَ ٱلْكَارِزِ؟
• أَيُّ تَشَابُهٍ بَيْنَ ٱلنُّمُوِّ ٱلْحَرْفِيِّ وَٱلنَّمُوِّ ٱلرُّوحِيِّ شَدَّدَ عَلَيْهِ يَسُوعُ؟
• كَيْفَ «يَفْرَحُ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا»؟
[اسئلة الدرس]
[الصورتان في الصفحة ١٣]
لِمَاذَا شَبَّهَ يَسُوعُ ٱلْكَارِزَ بِمَلَكُوتِ ٱللهِ بِشَخْصٍ يَزْرَعُ ٱلْبِذَارَ؟
[الصورتان في الصفحة ١٥]
إِنَّ ٱلَّذِينَ تَرْمُزُ إِلَيْهِمِ ٱلتُّرْبَةُ ٱلْجَيِّدَةُ يَشْتَرِكُونَ بِكُلِّ تَفَانٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ حَسْبَمَا تَسْمَحُ لَهُمْ ظُرُوفُهُمْ
[الصور في الصفحة ١٦]
اَللهُ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي